بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس السابع عشر من شرح نظم زبدة البلاغة ووصلنا الى البيت السابع عشر وهو متعلق بالبيت السابق في السابق قال في الشطر الثاني منه تقييد فضلة له اسرار وعرفنا ان هذه الاسرار تعرف ابتداء بالتملي والتضلع من علم النحو. ثم قال هنا فحذفه. لعدم التعلم رقي اي حذف اللفظ الذي يقع فضلة يكون تعلق غرض المتكلم بذكره. فمثلا اذا قال الفقيه من عامدا ذاكرا فسد صومه. فانه لا يذكر المفعول ولا يحدد المأكول لان الحكم الفقهي لا يتأثر المأكول لحما او سمكا او دجاجا. وانما يتأثر بما ذكره عامدا ذاكرا. وهي فضلات ايضا فعامدا حال وكذلك ذاكرا. لماذا اتى بالحال وحذف المفعول حذف المفعول لعدم التعلق به. وذكر الحال لان الغرض يتعلق بها وهو يريد افادتها للسامع وهو ما عبر عنه في الشطر الثاني بقوله والذكر كي يفيد. اي ذكر الفضلة او اللفظ الذي يقع فضلة غرضه افادة السامع بفائدة زائدة وكلما كثر القيود والفضلات زادت الفائدة. لكن كثيرا ما لا يتعلق غرض المتكلم بتلك الفائدة الزائدة. فيستغني عن تلك الفضلة ويحذفها ولا يلتفت اليها ومن التقييد اللطيف الذي يبين لنا مسألة زيادة الفائدة قوله تعالى واذا علم من اياتنا شيء بان اتخذها هزوا. اولئك لهم عذاب مهين مهين في اصطلاح النحاء فضلا لانها وصف للعذاب فما فائدتها هنا؟ فائدتها بيان نوع العذاب ويترتب على هذا التنبيه الى ان الجزاء لهؤلاء كان من جنس عملهم لاحظ اول الاية واذا علم من اياتنا شيئا اتخذها هزوا. اولئك لهم عذاب مهين. لو قال اولئك لهم عذاب لصح المعنى انا الاصلي. ثبت لهم العذاب. واكتمل الكلام من جهة ذكر العمد ولكن كلمة مهين نبهتنا ان عذابهم سيكون من جنس اعمالهم. وخلاصة ثم نخرج به انك كلما وجدت فضلة في الكلام البليغ وابلغ الكلام كلام الله سبحانه وتعالى فلابد ان تفيدك هذه الفضلة فائدة زائدة. ابحث عن تلك الفائدة. وتأمل تجدها باذن الله تعالى ويعود الانسان نفسه من الان ان يطيل التأمل فيما يقرؤه ويسمعه من كلام الله خاصة في صلاة مع مراجعة كتب التفسير لتصويب الفهم وتعديل المسار وفي اخر البيت قال فاحذر وانتق. وهذا تنبيه ان عليك ان تكون حذرا وانت تذكر او تحذف هذه الفضلات فاحذر ان احذف شيئا لا يستحق الحذف. وانتقي من تلك الفضلات المناسبة للمقام الذي يحقق الغرض وبهذه الوصية انتهى الكلام في هذا الباب والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين