الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو الدرس العشرون. من شرح نظم زبدة البلاغة. وما زلنا في باب التعريف والتنكير وكان الحديث عن انتقاء البليغ لاحد المعارف يفيد كلامه لطائف مر معنا من ذلك انتقاء ضمير الغيبة والعلم ووصلنا الى قول الناظم اشارة رفعا عموم بالصلة وجملة لزيد معنى حاملة. اشارة هذا معطوف على ما سبق. ثم البليغ ينتقي ليتحف ضمير غائب قلنا ضمير. منصوب به يلتقي وعلما يعني وينتقي علما اشارة اي وينتقي اشارة لماذا ينتقي البليغ اسم الاشارة؟ من الاغراض التي ينتقي من اجلها البليغ اسم الاشارة الو اظهار رفعة المشار اليه وعلو مكانته. ومنه قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه. وكثير هذا الاسلوب في مطالع السور. تلك ايات الكتاب. تلك ايات الكتاب الحكيم. ونحوها من الايات. ذلك ان اسم الاشارة فيه اشارة للقريب والمتوسط والبعيد. فاذا كان الشيء قريبا من الاذهان او من الابدان ثم اشير له باشارة ارت البعيد فان هذا يدل على علو مكانته. ثم انتقل في الى التعريف بالموصولية. قال عموم بالصلة وجملة لزيد معنى حاملة فهذان غرضان للتعريف بالموصول احدهما ناظر الى الموصول نفسه والثاني ناظر الى صلة الموصول معلوم ان الموصول يحتاج الى صلة الذي التي غيرها من اسماء موصولة الى صلة فتقول جاء الذي اذا قلت جاء الذي لم يكتمل الكلام ما زال هناك ابهام فتقول جاء الذي وعدك ان يأتي ووعدك ان يأتي هي الصلة. فما فائدة الموصول وما فائدة الصلة؟ من فوائد الموصول الدلالة على العموم في قوله تعالى لله ما في السماوات وما في الارض سبح لله ما في السماوات وما في الارض وغيرها. فاذا اراد المتكلم ان يدل على العموم فانه قد يختار الاسم الموصول كي يفيد هذا الامر. وقلت ان الشطر الثاني فيه اشارة الى الصلة الى فائدة الاتيان بالصلة. ذلك ان الصلة جملة او شبه جملة. وهذا فيه مزيد بيان ومزيد اعطاء فرصة للمتكلم ان يرسل رسالة يعني عندما تقول زيد هذا علم كلمة واحدة. الرجل معرف بالكلمة واحدة. هذا اسم ترى كلمة واحدة وهكذا الى الاسم الموصول فانها هذه الجملة التي وقعت صلة ستزيد المعنى ولذلك قال وجملة لزيد معنى يعني لزيادة معنى حاملة تحمل فيها معنى زائدا. ومن امثلة البلاغيين المشهورة قوله تعالى وراودته التي هو في بيتها المرأة يمكن ان تعرف بالعلم وتذكر باسمها لم تذكر باسمها. يمكن ان تعرف بالاضافة وراودته امرأة الذي اشتراه. لانه قال وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه في الاية ثم قال وراودته التي هو في بيتها. لم يأتي بالعلم لم يأتي بالاضافة ولا بغيرها وانما اتى بالموصول وهذا الموصول فيه صلة وهذه الصلة تحمل معنى زائدا وراودته التي هو في بيتها. فان هذه الجملة تفيد تمكنها منه. وآآ انه تحت امرها. وهذا يفيد في الغرض الذي سيق له الكلام فانه يدل على شدة في نزاهته لان العلاقة بينه وبينها كانت اشد اه اه في امكانية الوقوع في الفتنة والاستجابة للمراودة لكن الله سبحانه وتعالى عصمه. وراودته التي هو في بيتها ومع ذلك يمكن ان يلحظ شيء اخر وهو ان هذه الصلة تشير الى السبب الذي دعاها الى مراودته. وهي الخلطة والقرب. وكانها بهذا تحذر من لاختلاط بين الرجال والنساء الاجنبيات لان هذا يوصل الى مثل هذا والعياذ بالله. وتتبع الصلات في القرآن مبحث يستحق التأمل الطويل. كلما رأيت طيلة موصول تأمل فيها ما الذي ترسله لك هذه الصلة؟ لهذا اكتفي واصلي على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين