رحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس الرابع عشر في شرح نظم زبدة البلاغة ووصلنا الى الباب الثاني الذكر والحذف قال فلتذكر المجهول معلوم حذف ذا الاصل في الجزئين ضع ما اصف. جزئا الكلام هما المسند والمسند اليه كما مر معنا والاصل فيهما ان يذكر المجهول ليصبح معلوما ويحذف المعلوم بانه معلوم فذكره اطالة للكلام دون فائدة. هذا هو الاصل وهو ما جاء في البيت فلتذكر المجهول معلوم حذف ذا الاصل في الجزئين. يعني الاصل في الجزئين ان تذكر المجهول وان تحذف المعلوم. وبالمثال يتضح المقال اكثر. اذا قلت زيد في الدار ذكرت المسند والمسند اليه ذكرت زيدا وذكرت في الدار لانهما لم ان يكونا معلومين للسامع لكن لو قال شخص اين زيد فسأجيبه في الدار لان زيدا عرف بالكلام السابق فاكتفي بقول الدار واحذف المعلوم الذي كان مجهولا في المثال الاول فاضطررت لذكره لو قلت لك نظم ابن مالك الفية النحو هنا ذكرت المسند وذكرت ابن مالك المسند اليه. فلو قيل لي من وما الالفية في النحو؟ فساقول ابن ما لك ولن اذكر نظم لانه هنا ففي هذا المثال معلوم فحقه ان يحذف هذا هو الاصل. وهذه الامثلة تلاحظون انها في الغالب من باب السؤال والجواب. ولكن الامر ليس مختصا بهذا وانما هي اقرب في ادراك المسألة فجاءت الامثلة عليها. بعد معرفة هذا الاصل قال وارعى ما اصف يعني انتبه لامور اخرى قد ترجح الحذف للمجهول او الذكر للمعلوم هناك نور قد ترجح خلاف الاصل. وتعارض الاصل وتكون اقوى منه. واحيانا تؤيده وتعضده ويتضح هذا باذن الله في البيت التالي فان قوله وارعى ما اصف بما يأتي في الدرس القادم باذن الله تعالى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين