والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن هم يسمعون كلاما. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. الحمد لله الذي هدانا الى سبيل مرضاته اتم هداية ونسأله ان يتم نعمته علينا. واصلي واسلم على خير البرية وعلى ازكى على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين وممهدا لقواعد الفقه في الدين. سيدنا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله ايها الاحبة في مجلس جديد في شرح هذه الرسالة المباركة. رسالة مسترشدين لكل من يطلب الرشاد الى رب العالمين للامام الحارث ابن اسد المحاسبي. ونحن اليوم في جولة جديدة مع الامام الحارثي المحاسبي في مجموعة من منازل الطريق في هذه الايام المعدودة التي بقيت لنا في هذه الحياة. لعلنا نتجاوز هذه الايام بنجاح. ونسأل الله ان يختم لنا الصالحات يقول الامام الحارث المحاسبي واعلم ان انجى طريق للعبد. وانظروا الان العبارة التي بدأ بها واعلم ان انجى طريق للعبد. اذا هو يتكلم عن طريق النجاة. الطريق التي نخلص بها من نار جهنم. هذه طريق النجاة التي كلنا نحتاج لان نتعرف عليها. لاننا كلنا او لاننا كلنا في عرضة للوقوع في نار جهنم الا ان يمن عز وجل علينا برحمته ومنه سبحانه وتعالى. فما هي طريق النجاة كما يصفها الحارث المحاسبي؟ هناك اخلاق ومنازل كره المحاسبي مرت معنا في دروس ماضية هو يكرر كثيرا بعض الامور ايها الاحبة. والذي يظهر والله اعلم انه لم يصنف هذه الرسالة مرة واحدة وانما هي خطرات وفقرات كان يكتبها ثم يعود في كتب مرة اخرى. لذلك هناك تكرار كما نلاحظ في كثير من منازل الطريق ولكنه اؤكد على بعض القضايا المهمة. يكررها لانها مهمة ويخشى ان تسهى عنها ايها السالك. ماذا قال؟ قال واعلم ان انجى طريق للعبد اولا العمل بالعلم. العمل بالعلم. ثم قال والتحرز بالخوف والغنى بالله عز وجل. اذا هذه اساسيات الطريق. اولا العمل بالعلم والعمل ايها الاحبة هو ثمرة العلم الصحيح. وكما قال العلماء هتف العلم بالعمل فان اجابه والا ارتحل والعمل بالعلم هو مضمون قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت غير المغضوب عليهم ولا الضالين. هذه الاية وهذه السورة التي نكررها كل يوم هدفها الهداية الى العلم بالعمل هدفها الهداية الى العلم والى العمل ايها الاحبة. لماذا؟ لان الله عز وجل قال اهدنا الصراط المستقيم. من هي صراط ما هي الصراط المستقيم مستقيم قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. لماذا استثنى المغضوب عليهم؟ ولماذا استثنى الضالين؟ قالوا المغضوب عليهم هم الذين يعلمون ولا يعملون. وهؤلاء هم اليهود والضالون هم الذين يعملون من دون علم وهؤلاء هم النصارى. وصراط اه والصراط الذين انعم الله عليهم هي صراط تجمع بين العلم وبين العمل الاية وهذه السورة انت تقرأها كل يوم ايها الحبيب وتؤكد اهدنا الصراط المستقيم هذا هو الصراط المستقيم. صراط العلم والعمل. انت تدعو الله في كل الصلاة ان يرزقك العلم وان يرزقك العمل. فاذا رزقت العلم دون العمل ففيك شبه من المغضوب عليهم. واذا رزقت العمل ولم ترزق العلم كنت تعبد الله على جهالة ففيك شبه من الضالين. اذا الخطوة الاولى للنجاة ان يعمل الانسان بما تعلمه. انت الان تتعلم هذه الرسالة وتتعلم في الفقه وتتعلم احكام الشريعة عليك ان تعمل بهذا العلم والا سيكون هذا العلم حجة لك ولن يكون او سيكون هذا العلم حجة عليك لا حجة لك. ثم قال والتحرز بالخوف. والتحرز بالخوف عليك كذلك ايها ان يكون عندك الخوف في بداية الطريق وفي منتصف الطريق الى الله وفي نهاية الطريق. اذا هو التحرز بالخوف والتحرز بالخوف هو ثمرة العلم كذلك كما ان العمل هو ثمرة العلم كذلك الخوف هو ثمرة العلم. العلم بمن؟ العلم بالله سبحانه وتعالى. انت اذا عرفت واذا عرفت ان وعده صادق وان هناك اليوم الاخر وان هناك جنة وان هناك نار اذا علمت هذه الامور هذا يورثك خوفا من الله سبحانه وتعالى. فالخوف هو ثمرة العلم كذلك. ثم قال والغنى بالله عز وجل. طريق النجاة اذا هو عمل بعلم وتحرز بخوف والغنى بالله. ما معنى الغنى بالله سبحانه وتعالى؟ ان تستغني بالله عز وجل عن جميع خلقه ان يكون اعتمادك القلبي على الله سبحانه وتعالى. في جميع حركاتك وسكناتك. وفي جميع حوائجك تلتجئ الى الله سبحانه وتعالى. هناك تحقق معنى الله الصمد. الله الصمد هو الذي تقصده المخلوقات في قضايا حوائجها. ولا يفتك مخلوق عن الحاجة لله سبحانه تعالى. تحقيق هذا المعنى بالكمال الله الصمد يكون في حياتك بان تستغني بالله سبحانه وتعالى في قضاء حوائجك عن جميع خلقه وهذا المعنى تكرر معنا كثيرا. اذا هذه هي طريق النجاة الملامح الاساسية حصرها في ثلاث العمل بالعلم وكذلك التحرش بالخوف ثم بعد ذلك اتبعها بالاستغناء بالله سبحانه وتعالى. ثم بعد ذلك سيذكر خطرات سريعة على ملامح طريق النجاة قبل ان انتقل الى هذه الخطرات اعجبني هذا الكلام لمحمد ابن الفضل الزاهد رحمه الله تعالى يتكلم عن اصناف الناس في العلم والعمل. احوال الناس اسمع العلم والعمل كيف تكون؟ يقول الامام محمد بن فضل الزاهد الكبير يقول ذهاب الاسلام يعني ضياع الدين. ذهاب الاسلام على يدي اربعة اصناف من الناس. هؤلاء هم الذين يذهبون بالاسلام. من هم؟ قال الصنف الاول لا يعملون بما يعلمون لا يعملون بما يعلمون. هذا الذي تكلم عنه المحاسبي. يعني اناس عندهم علم ولكنهم لا يعملون به. هذا الصنف الاول الصنف الثاني يعملون بما لا يعلمون. يعني عندهم عمل ولكن لا يوجد عندهم علم. هؤلاء هم الضالون الذين تكلمنا عنهم قبل قليل. اذا الصنف الاول عنده علم ولكن لا يوجد عنده عمل. الصنف الثاني عنده عمل ولكن لا يوجد عنده الصنف الثالث قال وصنف لا يعملون ولا يعلمون. هذا اجهل الناس لا علم ولا عمل. والاسوء هو الصنف ايها الاحبة الذي كثيرا ما يمر علينا في حياتنا وصنف يمنعون الناس عن التعلم. وصنف يمنعون الناس عن تعلم دين الله سبحانه وتعالى. يقول ابن القيم معلقا على هذا الكلام قال الصنف الاول الذين عندهم علم ولا يوجد عندهم عمل قال من له علم بلا عمل قال فهو اضر شيء على العامة. وهذا كثير تجل من يتصدر للكلام في دين الله سبحانه وتعالى. ويفتي ويتصدى للعالمية ولكن عندما في تصرفاته نجدها بعيدة عن العمل بهذا العلم الذي يعطيه. فهذا من اضر الناس على العامة. لماذا؟ لان العامي ينظر الى هذا الرجل الذي يفتي ويتكلم في دين الله على انه قدوة. على انه قدوة عملية يقول لك الشيخ الفلاني هذا العالم الفلاني. فاذا كان هذا العالم الفلاني ابعد الناس عن العمل بعلمه فهذا اذا اضل نفسه واضل الناس معه. ثم يقول ابن القيم الصنف الثاني هو العابد الجاهل الذي عنده عمل ولا يوجد عنده علم. فان الناس يحسنون الظن به لعبادته. يعني انت اذا رأيت رجل يتنسك يكثر القيام والصلاة ودائما في الصفوف الاول في المساجد فانت تظن في لماذا؟ الصلاة تقول هذا الرجل محافظ على دينه على صلاته على عبادته على علاقته مع الله سبحانه وتعالى فهو كذلك سبب فتنة للناس كما ان عالم الذي لا يعمل سبب فتنة كذلك العامل بدون علم هو سبب فتنة للناس لان الناس يظنون فيه الصلاح وهو ليس لذلك. قال فان الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله. قال وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل. احذروا فتنة العالم الفاجر. عالم لا يوجد عنده علم. يبيع دينه بعرض من الدنيا بخس وهناك عابد جاهل يعبد الله سبحانه وتعالى من دون علم فيوقع الناس في البدع وفي المهالك والتنطعات. قال فان فتنته هما فتنة لكل مفتون. طيب نتجاوز بعد ذلك ثم قال والصنف الثالث الذين لا علم لهم ولا عمل وهؤلاء ما حالهم؟ قالوا هؤلاء كالانعام مثل البهائم لان قيمة الانسان التي يفترق بها عن البهائم العلم. ثم هذا العلم يورث العمل. فانسان يحيا في هذه الحياة الدنيا فقط من اجل المال ومن اجل الحياة ومن اجل الشهوات والملذات لا علم ولا عمل فهذا حياته كحياة البهائم نسأل الله السلامة والعافية. ثم قال والصنف الرابع من هم الصنف الرابع ايها الاحبة؟ الذين يمنعون الناس عن التعلم. فقال هؤلاء نواب ابليس. هؤلاء هم نواب ابليس. لماذا؟ قال هؤلاء نواب ابليس في الارض. وهم الذين يثبطون الناس عن طلب العلم وعن التفقه في الدين. فهؤلاء اضروا اي ادور على الناس من شياطين الجن. هدول شياطين الانس الذين يمنعون الناس من تعلم العلوم الشرعية هؤلاء اضر على خلق الله سبحانه وتعالى من شياطين الجن. قال فانهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله سبحانه وتعالى. لان الهدى الى الله انما يكون بالعلم. لا يوجد هناك هدى الى الله بالذوق والكشف والوجد وغير ذلك من الامور الباطلة. وانما سبيل الهدى الى الله سبحانه وتعالى هو سبيل العلم الشرعي. قال فهؤلاء الاربعة اصناف هم الذين ذكرهم هذا العارف محمد بن الفضل وهؤلاء كلهم على شفا جرف هار وعلى سبيل الهلكة. وما يلقى العالم الداعي الى الله سبحانه وتعالى رسوله ما يلقاه من الاذى والمحاربة الا على ايديهم. الدعاء الى الله سبحانه وتعالى الدعاء الصادقون. الاذى الذي يواجهونه في هذه الحياة من هؤلاء الاصناف لا يخرج عن هؤلاء الاصناف الاربعة اما عالم لا يعمل او عامل لا يعمل واما او لا يعلم واما لا علم ولا عمل واما من الذين الناس وهؤلاء هم اشد الناس على الدعاة. لذلك يكمل ابن القيم ويختم هذا الكلام. قال وما يلقى العالم الداعي الى الله ورسوله ما يلقاه من الاذى محاربة الا على ايديهم والله يستعمل من يشاء في سخطه. وانظروا لهذه العبارة. هناك اناس الله عز وجل يستعملهم في الطاعة في العبادة في الصفوف في الاول في قيادة هذه الامة وهناك اناس يستعملهم الله سبحانه وتعالى في الشر. قال سبحانه وتعالى وجعلنا بعضكم لبعض فتنة. هذه سنة الله عز وجل ايها الاحبة ان يسلط الاشرار الفجار على ثلة من المؤمنين الاخيار حتى يظهر الله عز وجل معادن هؤلاء المؤمنين الاخيار ويباهي بهم الملائكة هذه سنة الله التي لا تتبدل فعليك ان تنظر اين انت. هل انت من الثلة الفاجرة التي استعملها الله في سخطه؟ ام انت من الثلة الخيرة يبتليها الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا ولكن ليستخرج معادنهم وليباهي بهم ملائكته. طيب نعود الى كلام الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى بعد ان قال واعلم ان انجى طريق للعبد هو العمل بالعلم والتحرز بالخوف والغنى بالله سبحانه وتعالى. سيوجه الان رسائل سريعة وهادفة ومختصرة لا نريد ان نقف عندها كثيرا ولكن تعليقات سريعة. يقول بناء على هذا اذا عرفت طريق النجاة فعليك بالتالي. اشتغل باصلاح هذه اول نصيحة اشتغل باصلاح نفسك وانظر العبارة اشتغل اذا القضية فيها ماذا؟ شغل ليس اصلاح النفس هذا امر تناله برنامج تلفزيوني دعوي او مجرد خاطرة تجدها على الواتساب ليس هكذا يكون اصلاح النفس. اصلاح النفس يحتاج الى شغل كما ان عندك وظيفة. تذهب اليها وتعمل وتحاول لان تكسب الرزق كذلك هناك شغل اهم ينتظرك في هذه الحياة الدنيا وهو عملية اصلاح النفس. لان الانسان في هذه الحياة الدنيا في معركة مرة مع الشهوات ومع الشبهات وهناك من يريد ان يخرجه من طريق النجاة وان يريده الى طريق المهالك. فاذا اردت البقاء على هذه السكة الصحيحة اذا هناك شغل ينتظرك في هذه الحياة الدنيا هي عملية الاصلاح المستمر. وبمجرد ان تغفل عن عملية الاصلاح فاعلم ان الخط قد يخرج عن السكة وتؤول الى الهاوية ونسأل الله السلامة والعافية. اذا فاشتغل باصلاح حالك. ثم قال وافتقر الى ربك عليك ان تلازم الافتقار والذل الى الله سبحانه وتعالى. لان من افتقر الى الله عز وجل اعطاه الله الغنى. الجزاء من جنس العمل انت افتكرت الى الله تملقت الى الله تذللت بين يديه وخضعت لكبريائه الله عز وجل يرزقك الغنى به والاستغناء عن جميع خلقه. والعكس بالعكس من استغنى عن الله الله عز وجل جعله افقر الناس في هذه الحياة الدنيا فتجده دائما ينظر الى ما في ايدي الناس ويقصد البشر ولا يشبع من الحياة لذلك قال وافتقر الى ربك دوام الافتقار هو طريق الغناء. ثم قال وتنزه عن الشبهات. وتنزه عن الشبهات ابتعد عن الشبهات نقي نفسك من الشبهات والشبهات ايها الاحبة على نوعين هناك شبهات حسية مادية مثلا مال اشتبه عليك هل هو حلال او حرام؟ يعني قبل ان ادخل ما هي الشبهة؟ الشبهة ايها الاحبة اشتباه الحق بالباطل. اشتباه الحق بالباطل من هنا سميت شبهة اشتبه عليك الحق بالباطل. الان هذه الشبهة كما قلنا قد تكون في المادة في المحسوسات. وقد تكون في العقديات الشبهة في المادة في المحسوسات ان نشتبه عليك مال حرام بمال حلال. اتركه لوجه الله سبحانه وتعالى. ان يشتبه عليك عقد حلال عقد نكاح عقد ايجارة عقد وظيفي اشتبه علي. قلت والله يا شيخ ان هذا العقد في القلب منه شيء. انا اظن انه في قضية فيها لف ودوران وانه لن يوفوا بالشروط او هذه الشروط يحتمل ان يحتال عليها؟ اذا العقد اصبح في قلبك شيء منه. اتركه. هذا مورد من موارد الشبه. اذا فكل ما اشتبه عليك كل عقد اشتبه عليك عليك ان تتركه لله سبحانه وتعالى. هذا تنزه من الشبهات المادية. كذلك هناك تنزه من الشبهات قضية الشبهة ايها الحبيب العقائدية اخطر من الشبهة المادية. لان اذا دخلت عليك شبهة في العقيدة قد تخسر بها دينك. لا تظن الامر سهل ولا حاول ان تجرب نفسك في العقيدة. لذلك الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل لا تزال امتك ما ما كذا وما كذا وما كذا حتى يقولون هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله. انظر هذه شبهة تأتي للانسان مع آآ السريان مع الخواطر الخطيرة التي يقذفها ابليس. ابليس كما ذكر النبي في حديث اخر يأتي الشيطان احدكم. فيقول ما كذا ما كذا حتى يصير بالانسان الى من خلق الله. شبهة قذفها في قلبك. الان اذا لم تتخلص من هذه الشبهة وتدافعها سريعا كما اوصانا النبي صلى الله عليه وسلم فتستعذ بالله مباشرة دخلت هذه الشبهة في قلبك قد تكون سبب هلاكك. ومكتئب في نار جهنم ابد الابدين. ترى القضية ليست قضية هينة. فتحرج من الشبهات العقدية مهم جدا ايها الاحبة. وهنا نص لابن تيمية رحمة الله عليه اعجبني في هذه القضية يوصي به ابن القيم. نقله ابن القيم رحمه الله في تعامل الانسان مع الشبهات العقدية؟ طرأت عليك شبهة في دينك سواء كانت هذه الشبهة خطيرة تتعلق بامور العقيدة الكبيرة او كذلك امور العقيدة الاقل قال ابن تيمية لابن القيم موصيا له قال لا تجعل قلبك للايراد للايرادات والشبهات مثل الاسفنجة تنجى ايها الاحبة اذا جاء عليها ماء ماذا تفعل؟ تمتص هذا الماء صحيح؟ يقول ابن تيمية لابن القيم لا تجعل هذا القلب مثل الاسفنجة. اذا اشبه على وسائل التواصل الاجتماعي. اذا سمع شبهة على التلفاز. اذا سمع شبهة على الواتساب. اي شيء سمعه من الشبهات. اذا جلس مع انسان قذف عليه شبهة لا تمكن هذه الشبهة من قلبك. طب ماذا افعل؟ انظر ماذا يكمل. قال لا تجعل قلبك للايرادات والشبهات مثل اسفنجة فيتشربها فلا ينضح الا بها او فيتشربها فلا ينضح الا بها. ولكن اجعله كالزجاجة المصمطة. يعني اجعل قلبك مثل دجاجة هذه الزجاجة فيها صفاء ولكنها قاسية. فيها صفاء ولكنها قاسية. تمر الشبهات بظاهرها لا تستقروا فيها. يعني مثل زجاجة ماء ايها الحبيب اذا وقع الماء يقع في ظاهر الزجاجة ولا يدخل في داخل الزجاجة. وينبغي ان تكون هذه الزجاجة شفافة لماذا؟ حتى ترى الشبهة حتى ترى الشبهة. فالقلب يكون مثل الزجاجة الشفافة. اذا جاء عليها الماء من الخارج لا يدخل ولكنه يستطيع كذلك ان يراها. لذلك الزجاجة الشفافة تمتاز بميزتين. لا تدخل الشبهة لانه زجاج مادة لا تمتص. وفي نفس الوقت هي شفافة تستطيع ان ترى من ورائها الشبهة. قال ولكن اجعله كالزجاجة المصمطة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها رأى بصفائه يعني هو يرى هذه الشبهة بصفاء هذا الزجاج ويدافعها بصلابته فجمع بين مدافعة هذه الشبهات بصلابة القلب ولكنه كذلك يراها. لان كذلك قد يكون القلب صلب وانسان مثلا عنيد. ولكنه لا يعرف الشبهة من الغير الشبهة. فهذا كذلك ادخل الى القلب. فعناد القلب فقط ليس هو الوسيلة الوحيدة. ينبغي ان يكون قلبك متين. وكذلك في نفس الوقت ان يكون يرى بنور الله سبحانه وتعالى قال والا فاذا اشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقرا للشبهات. يعني لو ان كل شبهة سمعتها في العقيدة من وسائل التواصل من هذا المقطع ومن هذا المقطع ومن هذا الداعية وهذا داعية جديد خرج وكله يلقي شبهات خاصة مع فضاء العولمة الجديد انت في خير وانت جالس في بيت تأتيك الشبهات وتغزو عليك. اذا انت ايها الحبيب جعلت القلب مفتوح لاستقبال كل هذه الشبهات. ولم تستطع ان تدافع فاصبحت تجادل. تذهب الى الشيخ والله يا شيخ لو سمعت فلان يتكلم على التلفاز ايش هذه القضية؟ واليوم الثاني يأتينا رجل اخر يسأل وهو نفسه يسأل اكثر من مرة في هذا الموضوع. اه نلاحظ هنا ان هذا بداية خطر على هذا الانسان ويحاول ان يجرب نفسه يقول اطرق باب الفهم اطرق باب الثقافة. ولكن طرقوا لهذا الباب من دون علم ومن دون ان يكون قلبه من اصحاب القلوب الصلبة الشفافة. طبعا اصحاب القلوب الصلبة الشفافة هذه لا ينالها العبد الا بممارسة. لا تظن ان قلبك مباشر الحمد لله انا قلبي صلب شفاف. لأ هذا لا ينال العبد الا بالعلم والجد والمواظبة على العمل. علم عمل يرزقك الله عز وجل هذا القلب. الصلب الشفاف الذي ترى به الشبهات ولا تدخل في قلبك بمجرد ضعف العلم وبمجرد ضعف العبادة يصبح هذا القلب مثل الاسفنجة تسرع الشبهات اليه تدخل فيه يبدأ الانسان في حوار مع النفس في قضايا العقيدة ولا يستطيع ان يصل الى حلول تشفي هذا القلب. فنسأل الله السلامة والعافية. اذا هذا مثل سريع ذكره ابن تيمية قادني اليه قول الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى وتنزه عن الشبهات. ثم يكمل الحالة المحاسب النصائح السريعة قال واقلل حوائجك الى الناس. واقلل حوائجك الى الناس. قلة الحوائج الى الناس هو ثمرة ماذا؟ هذا سؤال حسن فكرة هو ثمرة الاستغناء بالله. من استغنى بالخالق لم يحتاج الى المخلوق. من استغنى بالخالق سبحانه وتعالى هل يحتاج الى المخلوق لا يحتاج الى المخلوقين. فهذه الفكرة هي ثمرة الفكرة السابقة التي قال فيها استغن بالله سبحانه وتعالى. وهذه القاعدة ايها الاحبة قاعدة الاستغناء بالله عن المخلوقين من اكثر القواعد التي يهتم بها علماء السلوك والتصوف الصحيح. قاعدة الاستغناء بالله لان مبنى السير الى الله سبحانه وتعالى ومبنى طريق المسترشدين هو ان يستغني العبد بالله عز وجل عن كل مخلوق. فلا تذهب الى المخلوق لتقضي حاجة الا وقلبك ينظر الى الله سبحانه وتعالى. نعم قد نستعين بالمخلوقين في قضايا حوائج الحياة ولكن عندما نستعين بهم ننظر الى ان الله سبحانه وتعالى هو الذي سلطهم للخدمة وهو الذي يعطيهم القدرة للخدمة. فهذا النظر وهذا الشعور دائما مستصحب معك في القلب. اذا قال واقضي حوائجك الى الناس واحب لهم ما تحب لنفسك وكره لهم ما تكره لنفسك. وهذه قاعدة كذلك تريح العبد في هذه الحياة الدنيا. ان تحب للناس ما تحب لنفسك وكما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه او لجاره ما يحب لنفسه فهي قاعدة مريحة ايها الحبيب يعني تريح القلب من تبعات العلاقة مع الناس. الشيء الذي تحبه لنفسك احببه للناس. والشيء الذي تكرهه تكرهه للناس تعيش هنيئا بعيدا عن الخصومات وعن المنازعات. ثم اكمل النصائح قال ولا تحقرن ذنبا ولا تحقرن ذنب كما قال احد العلماء خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق ارض الشوك يحذر ما لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى. لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى قد تستصغر الذنب ايها ولا تتوبوا منه توبة نصوحا. ثم يأتي ذنب اخر تستصغره. تقول شتيمة. نظرة غيبة في مجلس يا شيخ يغفر الله عز ان شاء الله الامور هينة نظر على مسلسل نظر الى مقطع على الجوال وهكذا ونظر الى فتاة في الطريق والعين ذهبت قليلا وعادت قليلا هذه النظرات وهذه الكلمات تجدها حسرات يوم القيامة. استسهلنا نظرة واستسهلنا كلمة واستسهلنا سماع محرم. حتى يأتي يوم القيامة كجبال قام كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فاياك ان تستحقر ذنبا وعدم استحقار الذنب كما ذكرنا في الدرس الماضي هو ثمرة معرفة الله. فعليك الا تستصغر الذنب ولكن انظر الى عظمة الله فمن نظر الى عظمة الله استعظم جميع الذنوب. واما من كان الله عز وجل او الايمان بالله والاستشعار لعظمة الله ضعيف في قلبه فانه يستحقر جميع الذنوب. ما عنده اشكال مع اي ذنب. لان عظمة الله هي الضعيفة في القلب. اما من عرف عظمة الله بجلاله واسمائه وصفاته صفاته العلى فانه يستعظم جميع الذنوب ولا محالة. لذلك عندما تقرأ في سير الاعلام الكبار وتقول كانهم لا يعصون الله سبحانه وتعالى عندما تقرأ في الصحابة وفي سير التابعين وفي سير السلف الصالح تقول هؤلاء يعصون الله عز وجل الكل يعصي سوى المعصومين من عصمه الله عز وجل من الانبياء ولكن ايها الاحبة هؤلاء قلت ذنوبهم لانهم كانوا يعظمون الله عز وجل. فسرعان يعني مجرد صدور ذنب صغير خطرة صغيرة تجد الانسان يقيم الدنيا ولا يقعدها. ابو ذر يشتم او يقول كلمة لا تليق بحق بلال. فيذهب ويضع مخده على الارض يطأ عليه بلال حتى يطأ عليه بلال الكلمة لا تليق فقط اعطاها في حق بلال غضب منها بلال انظر كيف يسارع الى التوبة والاستغفار والاستسماح. فكم من كلمة صدرت منك؟ وكم من نظرة صدرت منك؟ فما كان فعلك في هذه الحياة عليك ان تنظر في حالك. لكن مع هذه للذنب كذلك اذا جاءك الانسان مسرفا على نفسه بالمعاصي يريد التوبة لله عز وجل فعليك ان تريه ان الله عز وجل تواب رحيم. نعم نحن تعظم الذنب ولكن في نظرة اخرى الله عز وجل لا يستصعب عليه ان يغفر اي ذنب لعبده. قال سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. فهذا باب الرجاء وهذه ارجى اية في كتاب الله سبحانه وتعالى فكما اننا نعظم قدر الذنب كذلك نعظم رحمة الله سبحانه وتعالى. لذلك العبد في هذه الحياة الدنيا يحيا بين الخوف وبين الرجاء فلا يغلب هذا على هذا ولا يغلب هذا على هذا حتى يصل الى درب السلامة. فالله عز وجل ايها الحبيب عليك ان تعلم انه لا يتعاظمه ذنب فاي ذنب فعلته كما جاء في القصة المشهورة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فعندما جاء الى العابد الجاهل فسأله هل لي من توبة؟ قال له لا قنطه من رحمة الله. فاكمل به المئة ثم جاء الى العالم الذي يعرف سعة رحمة الله. نظر الى هذا الرجل رجل قتل مئة نفس ولكنه الان في حالة توبة. هل اجلس اعاتبه بحيث انفر عن التوبة ام افتح له باب الرجاء وافتح له باب العودة الى الله سبحانه وتعالى بما انه مقبل؟ لأ المفتي والناضض والداعي يكون فطنا اذا رأى الانسان مقبلا الى توبة الله فانه يفتح له باب الرجاء. ويعطيه الايات والقصص التي تدل على رحمة الله سبحانه وتعالى واذا رأى العبد مسرفا على نفسه بالمعاصي غير مبالي بالله عز وجل هنا يعطيه الخوف ويعظم له الذنب. والله سبحانه وتعالى دائما فوق كل شيء قدير. قال ولا تحقرن ذنبا. قال ولا تظهرن سرا. ولا تظهرن سرا. يعني اذا استكتمك على سر ايها الحبيب فلا تسارع الى كشفه. وهذا يعني من في امور كثيرة في الحياة واعظم هذه الامور بين الزوجين. هي فقط فائدة سريعة بين كما جاء في الحديث عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتفضي له ثم ينشر سرها. اكثر الاسرار في هذه الحياة بينك وبين زوجتك. اليس كذلك الانسان نعم قد يعني يسره سرا لصديقه لفلان لفلان ولكن اكثر الاسرار في هذه الحياة الدنيا تكون بين الرجل وبين زوجه للسكينة التي قذفها الله عز وجل في قلوبهما فليحذر الزوج. اذا استكتبته الزوجة على سر وكذلك الزوجة فلتحذر اذا استكتمها زوجها على سر ان هذا السر امام الناس هذا من اعظم الامور التي يمقتها الله عز وجل وصاحبها كما جاء في الحديث من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة. فالحفاظ على اصرار من سيما الصالحين الصادقين ومن سيما المسترشدين السالكين الى الله سبحانه وتعالى. ثم قال اذا ولا تظهرن سرا. قال ولا تكشفن ستره. اذا لا تظهرن سره. قال ولا تكشفن ستره. ما معنى لا تكشفن ستره؟ هذا سؤال للجمهور كما يقولون بسم الله احسنت هذا هو الامر يعني اذا رأيت انسانا مستترا بمعصية من معاصي الله. انسان ابتلي ايها الحبيب بمعصية. لا يستطيع ان ينفك عنها. قاوم نفسه لم يستطع ان ينفك عنها. عنده ضعف في الهمة وفي العزيمة. وجدته في معصية في ناحية في زاوية فعليك ان تديم سترك او ستره عليه. هذا ستر ستره الله عز وجل عليه فلا ترفع عنه هذا الستر ولا تكشف وكما جاء في الحديث المختلف في صحته من عير اخاه بذنب لم يمت حتى يعمله. من عير اخاه بذنب لم يمت حتى يعمله. يعني انت تكشف ستر لانسان قل فلان رأيته في الزاوية او في بيتي يفعل كذا وكذا عليك ان تنتظر العقوبة. عليك ان تنتظر العقوبة والجزاء من جنس العمل. اما الانسان المجاهر بالمعاصي الذي لا يوجد ستر عليه هو يجاهر بمعصية الله لا فهذا يحذر منه ويحذر الناس من ضلاله ومن فجوره. لذلك قال ولا تكشفن ستره. يعني من استتر بمعصيته او ستره الله عز وجل بمعصيته فاياك ثم اياك ان تكشف ستره حتى لا تعاقب من جنس هذا العمل. طيب. ثم قال ولا تحدثن نفسك بخطيئة. ولا تحدثن نفسك بخطيئة. يعني بداية محاربة الخطيئة وبداية محاربة الجريمة كما يقولون. ان تحارب الجريمة ابتداء من القلب فلا تحدث نفسك ابتداء بالخطيئة. لا تترك هناك مجال في القلب للخطيئة. انظروا لابن القيم رحمه الله تعالى هذا الانسان الخبير كيف يصف يقول لك الخطيئة وكيف تبتدأ؟ وكيف تنشأ المعصية في حياة العبد؟ يقول لك ابن القيم رحمه الله تعالى دافع الخطرة. دافع الخطرة والتي هي حديث النفس بالخطيئة تأتيك خطرة انظر الى فلانة افعل هذا الشيء المحرم اكسب هذا المال المحرم اعمل هذه الجريمة هناك خطرة وردت على العقل ووردت على القلب. يقول لك ابن القيم دافعها لا تترك لها المجال. دافع الخطرة ان لم تفعل بقيت تسير هذه الخطرات وتبني عليها الاحلام صارت فكرة. الان الامور تتطور اصبحت افكار واصبحت تخطط. صارت فكرة قال فدافع الفكرة لم تفعل اصبحت هذه الفكرة شهوة. وهذا حال كثير من الشباب الذين يقعون في الزنا والخانة وما شابه ذلك. هي فقط نظرة محرمة هذه النظرة دخلت في خاطره وبدأ يترجم هذه الخواطر الى افكار ويتخيل انه اصاب من هذه الفتاة ثم بعد ذلك بعد ان يتخيل هذه المشاعر تصبح هذه الافكار شهوة حقيقية عنده. يريد ان يفعل المحرم. قال فان لم تفعل صارت شهوة فحاربها. حاول ان تحارب ما زالت الامور ضمن السيطرة كما يقولون فان لم تفعل صارت عزيمة اذا الشهوة انت تبدأ معها وتسير معها في طريقك اصبحت عزيمة للفعل. فان لم تدافعها صارت فعلا نعم العزيمة اذا وصل الانسان الى مرحلة العزيمة ولم يحارب هذه العزيمة تترجم على ارض الواقع بالوقوع في هذه المعاصي التي تغضب الله سبحانه وتعالى قال فان لم تتداركه يعني اذا اخطأت فعلت الفعل هذا مرة تدارك نفسك بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى لانك اذا الم تتدارك التوبة من الفعل الاول يصبح هذا الفعل عادة. يصبح هذا الفعل عادة تستمرئ المعصية بعد ذلك ويكون فيها الهلاك. قال فان لم تركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها. فصلاح هذه المراتب. اذا اسهل امر اذا ايها الحبيب حتى تجتنب المعصية ان تدافع ماذا الخطرة البداية لان الامور كلما اصبحت تتجه نحو الامام اصبحت المدافعة فيها صعوبة على النفس وعلى القلب. فأسهل شيء كما يقول لك الحادث المحاسبي تجتنب به المعاصي عليك ان تدافع الخطرات. اما اذا بدأت تترجم او اصبحت هذه الخطرات تترجم على ارض الواقع بافكار ثم شهوات ثم عزائم. تصبح عملية المدافعة تحتاج الى جهد اكبر. ولذلك هذه نصيحة من عالم كبير. طيب ثم يقود الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى بعد ذلك ولا تصرن على صغيرة وكما لا يخفى عليكم ان الاصرار على الصغيرة كبيرة. يعني العلماء ما يعدون الكبائر يعتبرون من الكبائر الاصرار على الصغيرة. يعني الان هذا الدخان كثير من الناس العوام يظن انها ماذا؟ صغيرة. نقول نعتبرها صغيرة لكن الاصرار عليه المداومة على هذا الامر يصبح كبيرة. كبيرة مثلها مثل الزنا مثلها مثل الخمر. انسان لا يبالي بنظر الله عز وجل عليه وهو يفعل هذه الاستهانة بنظر الله عز وجل يعني الاستمرار على المعصية والاصرار عليها وان كانت صغيرة دليل على ماذا؟ دليل على استهانة بنظر الله سبحانه وتعالى والاستهانة بالله عز وجل من اكبر الكبائر. والاستهانة بالله من اكبر الكبائر. لذلك العلماء يعدون الاصرار على الصغيرة من قبيل الكبيرة لان فيه الاهانة بحرمة الله سبحانه وتعالى. ثم يكمل فيقول وافزع الى الله عند كل فاقة. وافتقر اليه في كل حال. وتوكل عليه في كل امر. اذا افزع الى الله سبحانه وتعالى في كل فاقة. لاحظوا المعاني تتكرر لكن بصيغ اخرى. عاد الى اللجوء الى الله عز وجل والى اليه. قال وافزع الى الله عند كل فاقة. اذا نزل بك البلاء عليك ان تفزع ابتداء الى من؟ الى الله. هل نفز مثلا انسان مرض هل يفزع ابتداء الى الطبيب؟ انسان اصابته فاقة مادية في المال هل يفزع ابتداء الى اصدقائه واصحابه؟ يمد يده ام يفزع ابتداء الى الله سبحانه تعالى يلتجئ اليه ويتملق ويخضع وينكسر بين يديه ويطرق ويخلع باب السماء حتى يفتح الله عز وجل عليه من خزائن جوده وكرمه. سننظر وفي حاله في هذه الحياة الدنيا لا يغرك طاعتك في الراحة. الطاعة في الرخاء سهلة كما يقولون. لكن القلب هذا متى تكتشف علاقته مع الله سبحانه وتعالى في الفاقات. تنظر اين التجأ ابتداء؟ ما اول شيء خطر على القلب عند الفاقة؟ هل خطر الله عز وجل؟ فقلت اللهم اؤجرني في مصيبتي واغلفني خيرا منها. اللهم اعني على هذا البلاء. هل التجأت الى الله؟ ام اول شيء خطر في بالك عند الفاقة المخلوق؟ التجئت اليه وفزعت اليه. لذلك الصبر عند الاولى يعني ليس الانسان الذي يصبر هو الذي عندما يفزع في البلاء ويلتجأ الى المخلوقين. ثم عندما يرى الابواب سدت عليه ولم يجد مخرجا او كما نقول اصبح في الامر الواقع يقول خلاص حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا ليس مثل ذاك. الذي لجأ الى الله عز وجل ابتداء هذا مكانه عظيم وعلاقته مع الله عز العلاقة صحيحة. اما الذي يوضع في الامر الواقع يعني انسان قد يكون من الكفار. وفي النهاية يقع في مصيبة ويصبر عليها ماذا يفعل؟ فليست ميزة الصبر هي الصبر بعد انتهاء المصيبة ولكن ميزة الصبر الصبر في بداية المصيبة. ثم قال اذا وافزع الى الله عند كل فاقة وافتقر اليه في كل حال ثم لاحظوا ايها الاحبة قال افتقر اليه في كل حال وافزع اليه في الفاقة. فالفزع هي درجة اعلى من الافتقار. الفزع هناك التمام واقبال سريع على الله عز وجل. فالفزع يكون متى ايها الاحبة عند نزول الفاقات. واما الافتقار فهذا امر مستمر مع العبد في جميع احوالي في الرخاء وفي الشدة. لذلك قال وافتقر اليه في كل حال وافزع اليه عند الفاقة. فالفزع هي درجة اعلى من درجة الافتقار عليه في كل امر وهذا كذلك ثمرة الاستغناء بالله. ثم قال واعتزل الهواء عند الانسان ان يعتزل هوى النفس وهذا تكلمنا عنه كثيرا في الدروس الماضية لان اكثر شيء يضر على الانسان هواها رأيت ان يتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه ثم ثم قال ولا تقنع من نفسك بالتربص. ادي يعني فكرة سريعة قال ولا تقنع من نفسك بالتربص. ما معنى هذا الكلام من باب المشاركة. ما معنى ولا تقنع من نفسك بالتربص. بسم الله. تأخير التوبة. يعني التسويف منها كذلك ما معنى التربص التربص هو نوع من الانتظار. التربص هو الانتظار ايها الاحبة. لكن يعني انتظار بترقب كما يقولون. انتظار بترقب جميل؟ اه فالتربص هو الانتظار وانتظار بترقب فيقول لك ايها الحبيب ايها السالك يا من تريد طريق النجاة الطريق الى الله عز وجل لا تكن من المنتظرين لا تكن من المتفرجين في هذه الحياة الدنيا ثم بعد ذلك تسلك. لا عليك ان تبادر وسارعوا الى مغفرة من ربكم وسابقوا المسارعة والمسابقة الى سلوك طريق المسترشدين. اياك ان تؤخر السلوك. انت الان تتعلم هذه الرسالة لا تقول مثلا بعد انتهاء هذه الرسالة باذن الله سنبدأ نضع برنامج. لا الان تضع البرنامج من الدرس من الكلمة من الخطرة تتولد عندك الطريق. هذا يريد ان يقوله الحارس المحاسبي لا تنتظر لا تكن من المتفرجين المنتظرين والناس تسابق ودخلت المضمار وفاز من فاز وفي ذلك فليتنافس تنافسون فاياك ان تسوف في العمل واياك ان تسوف كذلك في التوبة عليك ان تسارع الى الله عز وجل لان الحياة ستنقضي في لحظة في غمضة عين اين سينتهي كل شيء. اياك ان تنقضي هذه الحياة وانت ما زلت متفرجا. تسوي في العمل وتسوف سلوك طريق المسترشدين وتسوف في النجاة من نار جهنم لان الانسان ايها الحبيب عندما ينظر الى حقيقة هذه الحياة الدنيا يجدها اتفه شيء يمكن ان يفكر فيه. هذه الحياة الدنيا اذا انقضت في لحظة بعد ذلك يعني تخيل نفسك في لحظة الاحتضار والروح تخرج. سيمر عليك شريط الحياة في لحظات. ستتأسف وتعض اصابع الندم على كل لحظة كنت في من المتربصين المنتظرين ولم تكن فيها من السالكين. ستعد اصابع الندم لانك لم تسلك هذا الطريق ولانك لم تفعل هذه العبادة. وكان بامكاني ان اكون افضل والان جاء وقت الحساب. كل لحظة وكل ساعة كنت فيها بعيد عن الله سبحانه وتعالى. كل ساعة كان بامكانك ان توظفها في العلم في الدعوة في البذل في العطاء هذا العمر اين افنيته؟ كل هذه الساعات ستمر عليك في لحظة واحدة. في لحظة الاحتضار. وعندها ستعض اصابع الندم كثيرا على عمر افنيته بعيدا عن الله سبحانه وتعالى كنت له ثيخا في الحياة تلبية احتياجات النفس ولم تنظر فيه الى الله سبحانه وتعالى تبني الحياة الابدية السرمدية. ثم يقول واخمل ذكرك وادم لله شكرك. واخمد ذكرك بشكل عام يقول لا يحرص الانسان على لا يكون هدف الانسان في هذه الحياة الدنيا ان يذكر في مجالس الناس وان يشار اليه بالمنام كما يقول السكندري رحمه الله تعالى ادفن وجودك في الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه. ادفن وجودك في ارض الخمول. عليك ان تبدأ حياتك بالخمول. ما معناها لا في اظهار نفسك وفي ابراز نفسك لماذا؟ قال لان الذي يبرز نفسه وهمه الشورى وثناء الناس عليه هذا ايها الاحبة لا يتفرغ الى طاقته مع الله سبحانه وتعالى وتنحرف به السكة سريعا الى شهوات الحياة الدنيا. الى النجومية الى التلفاز الى تحقيق مآرب الناس وما يطلب والجمهور حتى الدعوة حتى الفتيا تصبح كما يطلبه الجمهور وليس ما يطلبه الله عز وجل. وهذا كله من ثمرات التعجل في الانسان. لذلك على الانسان ان يدفن وجوده يتعلم تفرغ للعلم وتفرغ لبناء النفس وبناء الروح عندما تصبح مؤهلا ابذل. لكن بشكل عام التصوف كثير من علماء التصوف عندهم نظرة سلبية لقضية الخمول. هم ينظرون طبعا هذا ليس منه حالة المحاسبة وهذا من مسلكه لكن كثير من المتصوفة ينظرون الى الخمول ان الانسان عليه الا يسارع في الدعوة في المجتمع والعمل ولله سبحانه وتعالى وان يكون خاملا في زاوية في مسجد في طرف وفي في ركن يبقى يذكر الله عز وجل ينظر في حاله ويترك المجتمع على حاله. هذه نظرة عند بعض علماء التصوف وعلماء السلوك لمفهوم الخمول نظرة خاطئة ليس الانسان الخامل الذي يقصده العلماء المتقدمون كالحارث المحاسبي هو الانسان الذي لا يؤثر في مجتمعه. ليس هذا هو الخمول المطلوب. بل نحن نحتاج الى الدعاء. الامة ايها الاحبة في فتن تحتاج الى الدعاء تحتاج الى المصلحين الصادقين الربانيين. ولكن لا يمكن ان يتشكل عندي المصلح الصادق المخلص من دون ان يعطي نفسه فترة في طلب العلم. من دون ان يعطي نفسه فترة في بناء الروح وفي بناء النفس. هذا لا يمكن. لذلك يعني كما يقول السكندري ما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه. اذا اردنا ان نكون داعية اذا اردنا ان نكون عالما علينا ان ندفنه ابتداء في فترة يتعلم ويبني النفس الان بعد ذلك ينبت لنا شجرة تعطي الاكلة. اما ابتداء الانسان من بداية طريقه ودعوته على وسائل التواصل يفتي ويتكلم ويرشد ويعلم وهو لم يتعلم العلم الصحيح ولم يبني نفسه فهذا ايها الاحبة لم يدفن نفسه في داخل الارض فهو كبذرة وضعت على سطح الارض لو سقيتها وبذرتها هل يمكن ان تخرج شجرة؟ لا يمكن البذرة متى تخرج شجرة؟ اذا دفنت يعني هذا الذي يريده السكندري لماذا قل ادفن وجودك في ارض الخمور؟ هو يعتبر الانسان الداعية بذرة. هذه البذرة اذا اخفيت في داخل الارض فترة ثم سقيت بعناية ماذا ستخرج؟ ستخرج شجرة طويلة تعطي اكلها للناس وينتفع الناس بها. اما لو بقيت هذه البذرة على سطح الارض مهما ابقيتها من الصباح الى المساء هل يمكن ان تخرج لنا شجرة؟ لا يمكن هي فوق سطح الارض. كذلك الانسان المسلم الذي يطمح ان يكون داعية. عليه ان يعطي جزء كبير من وقته لنفسه في بناء النفس العلم والثقافة وان يتضلع من العمل. الان هذه الفترة من العمل والعمل وطلب العلم والدعاء والالتجاء الى الله عز وجل تهيئه لان يكون داعية ولان يكون مصلحا. لذلك نحن اكثر شيء تأسف عليه ان تجد شابا يتكلم في دين الله قبل ان يتعلم وان يتصدر على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ان يعطي نفسه فرصة للعلم. فهذا ضره على الامة اكثر من نفعه. لذلك قال واخمل ذكرك هذا في بداية الطريق. اما في العمل لا الانسان ايها الاحبة اذا اصبح عنده قدرة ان ينفع الناس فلينفع الناس. قال وادم لله شكرك هذا فيه كلام عن شكر الله سبحانه وتعالى. وتقدم الكلام عليه كثيرا. واكثر من الاستغفار. واعتبر بالافكار. وهذا كله مر معنا واعتبري بالافكار اي دبر في مواطن التفكر كما سبق ثم قال هذا الذي يريد الوقوف عنده. واستعد بالعلم لوقوع الفتن. واستعد بالعلم الوقوع الفتن وعليك بالتأني عند موارد العجلة. استعد بالعلم. الحسن البصري يقول ايها الاحبة مقولة من ذهب. ماذا يقول الحسن رحمه الله تعالى يقول ان الفتنة التي تنزب لهم الفتن اذا اقبلت من يعرفها عرفها العلماء. واذا ادبرت هو كل جاهل. الفتنة اذا اقبلت من يعرفها العلماء من تضلع بالعلم تعلم وافنى حياته علما وعملا هؤلاء يعرفون هذه فتنة لا تقحم نفسك فيها لا تدخل هذه المواطن من البلاء. هذه الفتن التي تنزل بالامة من يعرفها العلماء الربانيون. يقول هذه فتنة هذا ليس صحيح والجاهل يظن هذا هو الخير فيقذف نفسه بي فيجده سرابا قاعا صفصفا. لا ترى فيها عوجا ولا امتع. لذلك الجاهل متى يستيقظ عند ذهاب الفتن عندما تخلص الفتنة يقول هذه كانت فتنة ونحن اقحمنا انفسنا فيها. لذلك هذا الفرق بين العلم وبين الجهل هذا الفرق بين العلماء وبين عامة الناس. لذلك نقول تعلم انظروا الكلمة الخطيرة من المحاسبي. يقول واستعد بالعلم. الفتن على هذه الامة من يستطيع ان يعرف ان هذه فتنة وان هذا هو الحق هو العالم. وطالب العلم المتمكن هو الذي يعرف ان هذه فتنة على الامة ولا نقحم انفسنا فيها وان هذا خير ونجاة ومسلك للرشاد فعلينا ان نأخذ به. لذلك عليك ان توجه ابناءك لطلب العلم. هذه انا لكل اب عنده ابن ممكن ان يتعلم. وجه ابنك لطلب العلم. لا يكن حرصك ايها الحبيب على ان يتعلم ابنك العلوم الدنيوية اكثر من حرصك على ان يتعلم الامور الاخروية. ما قيمة ابنك اذا اخذ شهادة الطب او اخذ شهادة الهندسة واصبح بروفيسور وبعد ذلك الحد. او اصبح على بدعة غير موافقة لمنهج والجماعة. ما قيمة هذا الابن في ميزان الله؟ انتقد تفتخر بهذا الابن. ابني معه شهادة وتصوره على الفيس وتنزل الصور. ولكن ابنك في ميزان الله لا قيمة له ابنك باب في ميزان الله ابنك بعيد عن الله عز وجل لا قيمة لهذا الابن. لذلك كل اسرة عليها ان توجه ابنها لطلب العلم. نعم ابناء يتوجهون للعلوم الاخرى وابني يوجه الى طلب العلم. هذا يصلح هذا. نحن لا نحتاج ايها الاحبة الى مهندسين ولا اطباء ولا عمال ولا صناع. الحمد لله الكل متوفر. صلاح فقط من علماء هذه الامة صلاح لكل هذه الطبقات. فليس المهم ان نكثر من الطبقات الاخرى لا المهم ان نكثر من الطبقة الصالحة النافعة العالم الرباني والعالم الرباني وليس العالم ايضا التاجر بدينه نحن يريد العالم الرباني الذي يأخذ بعيد الناس الى الصلاح. هذا يصلح كل طبقات المجتمع. واذا لم نجد هذا واصبحنا دائما نضحك على انفسنا. العالم لا يمكن ان يعمل. العالم لن يجد رزقا. العالم لن سنصبح نحن اذا جزء من المشكلة نحن لا نريد ان نخلص انفسنا من الاشكال. نعم نوجه ابناءنا نبذل اموالنا من اجل ان نخرج لهذه الامة علماء هؤلاء هم الذين يأخذون الناس الى بر الامان. لذلك اتبعها بقوله يعني قبل ان اخرج الى اتباعه الاجرني رحمه الله تعالى يقول ايها الاحبة في اخلاق العلماء يقول الناس في هذه الحياة الدنيا في غابة. غابة فيها سباع وفيها بهائم وفيها هواء وفيها امور مؤذية. والدنيا في ظلمة. هذا حال الناس في هذه الحياة الدنيا في غابة. والعلماء هم المصابيح. الذين ينيرون هذه الغابة فيأخذون الناس بعيدا عن هذه الهوام وعن هذه السباع انعم الحياة الدنيا فيها سباع وفيها هوام وفيها اخطار وفيها فتن وفيها بلايا. هذه البلايا لن يخرجك منها الا عالم باني يأخذ بيدك الى بر الامان. اما اذا بقيت تعتمد على نفسك لا تريد العلم ولا تريد فقط تتابع ما نشاهد امامنا وندخل في الفتن اعلم انك ستكون احد الهالكين في ضمن هذه الفتن. ونسأل الله السلامة والعافية. لذلك يقول بعد ذلك وعليك بالتأني عند موارد العجلة. وعليك بالتأني عند موارد العجلة. الان قضية التأني عند موارد العجلة هذه ثمرة العلم. يعني من كان عالما تجد هذا العالم يتأنى لا يسارع للدخول والولوج في الفتن. ينظر في الامور ويحسبها بميزانها الصحيح. هل هذا تصرف صحيح او تصرف غير صحيح؟ هذه الاناة هي التي يتميز بها العالم عن الجاهل. العالم عنده انا عنده نظرة طالب العلم المتمكن. الانسان البصير بدينه. العالم هنا ايها الاحبة لا اقصد به حامل الدكتوراه في قسم الشريعة. العالم والعالم بالله سبحانه وتعالى. من تعلم ودرس قد يكون مهندس قد يكون طبيب قد يكون مثقف. لكنه تعلم وعرف مراد الله سبحانه وتعالى فاصبح عالما. هذا عنده اناة لا يستعجل في اقتحام الشرور وفي اقتحام الفتن. لذلك يقول لك المحاسب يتأنى في موارد العجلة عندما يتعجل الناس باتباع الفتن انت لا تكن مع المتعجلين. لا تذهب مع الامور لانك ستضيع بين الاقدام. عليك ان تكون في المؤخرة وتنظر بنور الله سبحانه وتعالى تنظر تتكشف الامور امامك بنظرة علمية متزنة تستطيع ان تتخذ القرار. اما من يكب نفسه ويتتاب في الشهوة وفي الشبهة وفي الفتن تتايعا فهذا قل ما يسلم في هذه الدنيا وعند الله سبحانه وتعالى. ثم قال بعد ذلك يعني وحسن الادب في المخالطة يعني عليك بحسن الادب في مخالطة الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن قال ولا تغضوا طب لنفسك على الناس واغضب لله على نفسك. ولا تغضب لنفسك على الناس. واغضب لله على نفسك. ما معنى هذا الكلام؟ ها ابو ياسين معنا. ولا تغضب لنفسك على الناس. واغضب لله على نفسك لا تغضب لنفسك على الناس واغضب لله على نفسك ها. فسائرك الناس. نعم. ممتاز. واغضب لله على نفسك. يعني اذا عملت معاصي احسنت يعني اذا اساء الناس اليك لا يكن همك لماذا فلان اساء الي ولماذا فلان قال عني في المجلس هذا كذا ولماذا فلان دائما يزدريني باختصار لا تطلب من الناس ان يعظموك. اذا لم تجد تعظيما من الناس لا يكن همك تعظيم الناس لك. فلا تغضب اذا اخطأ الناس في حقك خلي شعارك كما قال الله عز وجل ادفع بالتي هي احسن. هذا هو شعارك في هذه الحياة الدنيا. لان السارق الى الله عز وجل لا يجد وقتا هي دائما التي يتكلم عنها علماء التزكية. السارق والمسترشد الى الله لا يجد وقتا ليغضب على الناس. انت اذا وقتك مشغول في السلوك الى الله وفي اصلاح وفي جميع هذه المعاني العظيمة التي تكلم عنها المحاسي من اول الرسالة لا اظن انك ستجد وقتا حتى تنظر الى الناس. فلان قال لي كذا وفلان فعل من كذا وفلانا لماذا اشار اليه؟ تصبح تشغل نفسك عن الناس فتبتعد عن الطريق والناس في مضمار السباق الى الله. الكل سالك والكل يذهب وانت وقفت تنظر الى افعال الناس معك. فاياك ان تخطئ هذا الخطأ القاتل الذي اخطأه كثيرون فضلوا عن طريق الرشاد. واغضب لله على نفسك كما قال الشيخ واغضب الا على نفسك يعني ان يكون غضبك منصب على نفسك المقصرة. دائما تغضب لماذا فعلت كذا؟ لماذا هذه الكلمة خرجت مني في هذا الموطن؟ لماذا نظرت لماذا سمعت؟ لماذا قلت؟ الكل سيعصي ولكن عليك ان تشغل النفس اللوامة. النفس اللوامة عليها ان تبقى في عمل مستمر. لان لوامة هي التي تقودك الى النفس المطمئنة. التي اطمأنت الى الله سبحانه وتعالى. اما النفس اذا بقيت مع النفس الامارة بالسوء ولا تقف مع النفس وما هنا ستخطئ كثيرا. لذلك يقول لك واغضب لله على نفسك. اغضب من اجل الله سبحانه وتعالى على نفسك المقصرة المفرطة التي توقعك المعاصي والذنوب ثم قال ولا تكافئن احدا باساءة وهذا مر معنا قبل قليل ان الانسان يتعامل مع الناس بالتي هي احسن من صبر وغفر كما قال تعالى ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. ثم قال واحذر المدحة للجاهل بنفسه ولا تقبلها لنفسك من احد احذر المدحة للجاهل بنفسه. يعني اياك ايها الحبيب ان تمدح انسانا يجهل نفسه. بعض الناس اذا مدحته عليه شهدت فيه بقول لك هذا الشيخ قلت له ما شاء الله اخونا وما شاء الله فلان طالب علم وما شاء الله فلان عالم عاد تبدأ الامور تكبر تكبر كثيرا ويظن نفسه انتهى الى قمة الهرم فاذا هو ساقط من الصخوة ولا اعلم ان الباب مفتوح. اذا عليك الا تمدح انسانا يجهل نفسه. اذا كان انسانا بصيرا عالما فهذا الامر يأتيه اهون وان كان الاصل ابتعاد عن المدح بشكل عام. لكن اخطر شيء ان تمدح انسانا يجهل نفسه. لانك اذا مدحت هذا المدح قد يصبح او اثره سلبي وعكسي عليه. وينظر نفسه او يظن ان نفسه قد بلغ في مرتبة عالية وهو في الحقيقة ما زال في بداية الطريق. وهذا معناه انصح به طلبة العلم. يعني الا تغتر بمدح الناس ولا تمدح طالب علم يجهل نفسه. لان طالب العلم الذي يجد نفسه اذا مدحته كثيرا ظن نفسه تبوأ لمنزلة علمية يصبح يفتي للناس ويتكلم ويخوض وهو يظن ان الناس كلهم ينظرون لي بعين الاحترام ما شاء الله فلان مدحه والشيخ الفلاني اشار اليه وهذا فلان قال به الناس كذا فيبدأ يجول ويصول بهذه الامة ويحل ويربطها في الحقيقة جاهل. فاخبر الشهية على النفس وعلى بداية طالب العلم الناشئ ان يمدحه الناس اه وهو جاهل بنفسه فينقلب هذا المدعو في حقه معصية وبعدا عن الله سبحانه وتعالى. قال ولا تقبلها لنفسك من احد. عليك ايها الاحبة يعني خاصة لطلبة العلم للدعاء لكل من يتبوأ منزلا حتى لمثلا للمزكي للعامل لكل سالك الى الله ان يحذر من مدح الناس له. ولا اطلب المدح من الناس اولا واذا بدعك الناس عليك ان تمنعهم كما جاء في الحديث آآ انثروا التراب في وجوه المداحين. انثروا التراب في وجوه المداحين على الانسان ان يرفض المدح. المدح ايها الاحبة اذا قبلته وكنت يعني القلب ينشرح له وتحاول ان تذهب الى مواطنه فاعلم ان هذا بداية الرياء وبداية النفاق. بداية الرياء والنفاق ان تحب مدح الناس وذكر الناس لك في المنازل. فاياك ان تكون من هذه الطبقة المحبة للمدح ثم قالوا اقضي للضحك وجانب المزاح. وهذا كذلك من دأب المسترشدين بعدم التفرغ. لا يوجد وقت طويل نتفرغ فيه لكثرة الضحك والمزاح وانما هي ساعة فساعة. نعم لابد الانسان ان يتفرغ وان يروع عن نفسه النبي صلى الله عليه وسلم كان يبتسم. النبي صلى الله عليه وسلم كان يداعب واصحابه ولكن في جل وقته في المهمات. ولا يضيع الوقت في امور بعيدة عن الجد. فالاصل في حياة الانسان الجد والعمل والمواظبة مزاح والمداعبة لا يكون الا بحق ويكون محصورا في اوقات محددة تعينه على اوقات الجد. اما العكس هنا يصبح الخلل الاصل في حياة الانسان المزاح والمداعبة واوقات الجد في حياته قليلة هذا منحرف عن السكة وعن طريق المسترشدين. ثم قال واكتم الاوجاع واكتم الاوجاع وكما في مذهب الحنابلة يكره الانين. فاذا ابتلى الله عز وجل الانسان بوجع في صدره في قلبه في قدمه في رجله ابتلي بمرض عليه الا لا يظهر الاوجاع والانين ما وجد لذلك مخرجا. عدد الامور خرجت عن السيطرة اسأل الله السلامة. لكن الاصل في الانسان ان لا يكثر الاوجاع والا يظهرها. قال واكتم الاوجاع. واظهر التعفف عما في ايدي الناس. واستبطن الثقة. استبطن الثقة اجعل قلبك دائما في ثقة بالله سبحانه وتعالى. واستشعر اليأس. اليأس من ماذا ايها الاحبة؟ هذا سؤال واين احسنت واستشعر اليأس عليك دائما ان تيأس مما في ايدي الناس. الطمع في ايدي الناس هو الذي يورث الذل هو الذي يورث الذل ما بسقت اغصان ذل الا على بذر طمع كما يقولون. فالنظر والطمع في ايدي الناس يجعلك ذليلا لهم. واليأس عما في اي الناس هو الذي يجعلك غنيا عنهم وهذا هو تكرار لما قال قبل قليل واغلل حوائجك الى الناس. وصن الفقر. صن الفقر اي صن افتقار قارك الى الله سبحانه وتعالى بالاستغناء عن الناس. هي عبارات قد تكون خفية هي اشارات سريعة. عبارات خفية يقول لك سنن الفقر. ما معنى سنن الفقر؟ يعني افتقارك الى الله عز وجل احميه. احميه من خلال اليأس مما في ايدي الناس. فهذه تتبع التي قبلها من يأس عما في ايدي الناس فانه دائما في افتقار الى الله سبحانه وتعالى. فهكذا تصون فخرك لله. اذا اردت ان تحافظ على مرتبة الافتقار والخضوع لله وعلى هذه المشاعر جميلة عليك ان تبتعد عما في ايدي الناس وان تستشعر اليأس بما في ايديهم. بقدر طمعك وبقدر نظر كلامها في ايدي الناس بقدر ضياع الفقر والاستكانة الى الله عز وجل من حياتك. ثم قال واصبر على ما اصابك وارضى بما قسم الله لك. الرضا بالقضاء والقدر وتكلمنا عنه كثيرا كثيرة وكن من وعد الله على يقين ومن وعيده على وجل. ولا تتكلفن ما قد كفيته. ولا تتكلفن ما قد كفيت ما معنى هذا الكلام؟ هذا سؤال لك يا شيخ. ولا تتكلفن ما قد كفيته. ما رأيك في هذا الامر؟ ما معنى ولا تتكلفن ما قد كفيته يعني الرزق يقدم لك اياها لا تحاول انه تبذل جهد اكثر من يعني احسنت يعني الانسان ايها الاحبة ماء رزقه في هذه حياء مكتوب. لا تحاول ان تقتحم ابواب قد تكون فيها شبهات من اجل ان تحصل رزقا اكثر من ذلك. يعني لا تظن ان الرزق يأتي بذكائك وبفهلوتك كما يقولون الرزق من الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل وضع لنا الابواب الشرعية التي نطرقها. قال ادخلوا هذا الباب ولا تدخلوا هذا الباب. فاياك ان تتكلف بابا فيه شبهة حتى تحصل به رزقا. لن تحصل من الرزق الا ما كتب لك. فاياك ان تتكلف بابا من الرزق لا يليق بك. كذلك من معاني التكلف هي ما يتعلق بطلبة العلم وبالدعاء. السلف رحمة الله عليهم كانوا يدفعون الفتية دفعا كانوا يدفعون الفتيا دفعا. فاذا كان هناك طلبة علم ايها الاحبة وجه السؤال لشخص. وهذا كثير ما يحدث في مجالسنا. يوجه السؤال الى شخص الكل يتكلم الكل يريد ان يبدي وجهة نظره في هذه المسألة. السلف رحمة الله عليهم الصحابة التابعون اذا وجه السؤال الى شخص يدفعه الى الذي يليه يقول لا اتكلم يعني عاد لا توبخني اسأل فلانا الاخر. وفلانة ادفعها الى الذي يليه وهكذا يتدافعون الفتيا. ونحن في بالعكس اذا اوجه السؤال الى شخص الكل يريد ان يجيب في هذه القضية. هذا الذي يتكلم عنه المحاسبي اذا شئت كفيته لا تتكلف لا تتكلف الجواب فيه شيء كفاك الله عز وجل مؤنته. وهذا طبعا يعود الى الاخلاص. يعني الانسان المخلص الذي هدفه وجه الله سبحانه وتعالى لا يريد الشهرة لا يريد نظر الناس اليه تجده قليل الكلام. اذا وجه اليه سؤال اجاب يرى ان هناك المصلحة يجيب. اذا لم يوجه اليه سؤال كفاه الله عز وجل مهنة هذا السؤال لا يتكلم في الاجابة عن امور وفي الخوض في مسائل هو بغنى عنها. فهذا على العامي وعلى طالب العلم وعلى الداعية ان عليه. قال ولا تضيءن ما وكلت بطلبه. نحن ايها الاحبة كدعاء كطلبة علم وكلنا بطلب العلم. وكنا بالتفقه في وكلنا بطلب الله سبحانه وتعالى والسلوك في طريق المسترشدين. اياك ان تضيع ما وكلت بطلبه. انت الان دخلت في هذه الرسالة للحارث المحاسبي هدفك تحضر عندي وتذهب فقط ولا ننام في الدرس ايش الهدف؟ الهدف نتعلم طريق المسترشدين نأخذ هذه المعالم ان نطلب هذا الطريق الى الله سبحانه وتعالى. فاياك ان تضيع. واياك ان ان تضيع نفسك من سلوك هذا الطريق لان هذا العلم الذي تتعلمه انت الان سمعت الكلمة. هذه الكلمة انتهت وصلت اليك. اصبحت اما حجة لك او حجة عليك. اما ان تعمل بما تتعلمه الان وتستمر ار في الطلب ولا تضيع العلم الذي تطلبه فتستفيد واما ان تلقى الله سبحانه وتعالى فيسألك يقول انت تعلمت هذا المعنى وهذه المنزلة وهذا السلوك وهذه القضية تعلمتها الان لماذا لم تعمل بها؟ اذا كما قال لك ولا تضيعن ما وكلت بطلبه. وافتقر الى الله في كل عطاءه يعيد كثيرا قضية الافتقار والالتجاء الى الله وارغب في النجاة منه. يعني ارغب في النجاة من الله سبحانه وتعالى. والنجاة من الله عز وجل ايها الاحبة تختلف عن النجاة من كل في هذه الدنيا. انت اذا كرهت شيئا فانك تفر منه. وانت اذا اردت ان تهرب او تنجو من الله عز وجل تفروه اليه. اذا اردت ان تنجو من الله. ما معنى تنجو من الله؟ من سخطه من عذابه من عقابه. الطريق كيف؟ ان تهرب من الله. لا ان تهرب الى الله. واما كل شيء تخشى منه في في هذه الدنيا تريد ان تنجو منه فانك تفر منه. فالله عز وجل نخافه فنفر اليه ومكروهات الدنيا نخافها فنفر منها. ثم قال واعف عن من ظلمك واعط من حرمك وصل في الله من قطعك. يعني وانظروا هذه الجمل الثلاث كلها تركز على فكرة واحدة. ما هي؟ ان المسترشد السالك الى الله يعامل الناس احسن مما ينتظر من الناس. يعني لا تنتظر من الناس الاحسان حتى تعاملهم بالاحسان. لا تنتظر من الناس ان يصلوك في حتى تصلهم في رحمهم. لا تنتظر من الناس العطاء حتى تعطيهم. يقول لك دائما كن افضل من الناس. كن انت المتقدم ابذل للناس الخير ولا تنتظر من الناس خيرا. لذلك كما قال تعالى لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. هذا هو مسلك المسترشدين ثم قالوا اثر في الله من احبك وابذل نفسك ومالك لاخوانك. من احبك في الله سبحانه وتعالى اثر. انسان اعطاك المحبة حاول ان تتبادل معه هذا الشعور شعور المحبة. وعلى الانسان كذلك وهذا يعني يركز على قضية منهج المحاسب. المحاسبي ليس من اصحاب التصوف السلبي الذين في الحجرات وعلى الخرق ويقفزون لا ليس هذا منهجه. يقول لك ابذل نفسك للناس ابذل نفسك لاخوانك عاملهم بالخير. فهو يعطيك شيء عملي شيء القدوة حتى تكون امام الناس فهذا هو المسترشد الصحيح. هناك علم هناك تزكية قلب هناك علاقة صحيحة مع المجتمع. بهذا تكمن شخصية العبد المؤمن ثم قال ورأى حقوق المولى في دينك اي حقوق الله سبحانه وتعالى عليك ان تؤديها ولا يعظم في عينيك كبير من المعروف تفعله لا تحقرن صغيرا من المنكر تفعله. يعني اذا فعلت طاعة لا تستعظمها. تقول انا فعلت طاعة اليوم صليت الفجر في جماعة. هذا تمن على الله سبحانه وتعالى وعلى خلقه وهذا كثير في الناس يعني اذا جاءه شخص اضجره في عمل في شيء يقول والله يا اخي انت كأني ترى اليوم قايم الليل صليت ركعتين الله يرضى عليك. يعني لا تستعظم شيئا ايها الحبيب. لا تظن قيام ركعتين او صدقة قليلة من المال او شيء انت تفعله هذا بذكائك وبحرصك. هذا فضل محض لله سبحانه وتعالى عليه. كثير من الناس يمنون على الله عز وجل بماذا؟ بافعالهم. خاصة طلبة العلم. طالب العلم اياك ان تمن على الله عز بطلبك للعلم والتقوى يعني وتنظر الى الناس بنظرة عليا يعني انا اطلب العلم والناس في هذه المعامل وفي هذا التيه. انت تحتاج الى العلم انت الذي تحتاج الى العلم. لا تظن ان الناس ابتداء يحتاجون اليك. انت اول من يحتاج الى العلم وتفتقر اليه. فاياك ان تستعظم شيئا من افعالك واياك ان تنظر الى الناس بنظرة دونية اني انا فعلت وغيري لم افعل. هنا بداية المزالق وبداية المهالك. ثم قال ولا تحقرن صغيرا من وهذا مر معنا يعني لا تحقرن ذنبا وتفطن لدسائس القلوب فان لله عقوبات. وانظروا العبارة الخطيرة. يقول لك تفطن لدسائس القلوب قد تظهر الصلاح وقد تظهر انك من اهل الخير ومن اصحاب الصفوف الاول ومن العباد الزهاد ومن طلبة العلم ومن الدعاء. ولكن في القلب دسيسة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. يعلم ان فلان مرائي منافق هذا يريد وجه الناس. هذا منافق. ويعلم ان فلان يريد يعني ظاهره الصلاح وانه يغض طرفه عن الحرام ولكن اين تذهب وتمر ولا يعلم بمرورها الا من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. نعم دسائس القلب تخفى على الخلق ولكنها لا تخفى عن الخالق فاياك ان تبطن قلبك بمعصية. كثير من القصص التي نسمعها داعيا حرف. انسان كان على خير ثم بعد ذلك سلك الطريق المهاري. انسان كان على ثغر من الثغور ثم انقلب على عقبيه لماذا؟ لماذا هذه القصص العجيبة؟ نعم ايها الاحبة لا تظن ان الله عز وجل يهلك عبدا كان في طاعته وانما يهلك عبد في ظاهره الطاعة ولكن في قلبه كان الدسيسة قال فان لله عقوبات. لذلك ما جاء في الحديث وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس هذا هو الصحيح هذه الرواية الزيادة فيما يظهر للناس انه يعمل بعمل اهل الجنة. ولكن يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. اذا في احوال كثيرة ممن انتكسوا وكانوا في الصفوف الاول وفي المقدمة وفي مقدمي الدعاء الى الله عز وجل تنظر في حالهم لماذا انتكسوا؟ تعلم هناك دسائس قلوب جاءت العقوبات من الله عز وجل في لحظات. وهناك اناس يفتنهم الله عز وجل في لحظة الاحتضار. تأتيه العقوبة فيتكلم بسخط يوبقه في نار جهنم فاياك ايها الحبيب ان تخبئ قلبك على دسيسة من الان قم باصلاح النفس والاشتغال بها قبل ان تأتي اللحظات ثم قال واحذر التزين بالعلم كما تحذر العجب بالعمل. احذر التزين بالعلم. كما جاء في الحديث المتشبه بما لم يعط كلابس ثوبي زور يعني علم ليس عندك لا تظهره عندك. لا تظهر نفسك امام الناس على انك العالم الكبير وانت فعلا ما زلت طالب علم. اياك ان تتزين بالعلم وانت ليس من اهله. الانسان اذا اعطي شيئا يحمد الله عليه ينفع الناس به. اذا لم يعط هذا الشيء لا يتكلف. اذا لم تعطى لا تتكلف وهذا ليس في العلم فقط في كل شيء. اياك ان تتزين بشيء ليس فيه. لذلك الله عز وجل ماذا قال لليهود او بماذا وصفهم؟ لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. يحبون للناس يعني يظهرون للناس اشياء. وفي الحقيقة لم يفعلوا هذه الاشياء ينتظرون من الناس فمن يتزين بالعلم وهو ليس من اهله وبانه اعطي شيئا وهو لم يعطه هذا يريد مدح الناس وان يجلب انظار الناس اليه. فهذا مهم لطالب العلم ان يحذر من ان يتزين في الامور التي لم يعطها كما يحذر العجب بالعمل. ولا تعتقدن باطنا من الادب ينقضه عليك ظاهر من العلم هذه تحتاج الى مشاركة. لا تعتقدن باطنا من الادب. ينقضه عليك ظاهر من العلم ما رأي المشايخ الافاضل؟ لا تعتقدن باطنا من الادب. احيانا بعض كلمات المحاسية متل الغاز. صحيح؟ تحتاج الى فتح ما معنى لا تعتقدن باطنا من الادب ينقضه عليك ظاهر من العلم؟ طب ازاي التصرف التصرف علماء وعندهم علم ما يكونش عندك يعني بيجي عندك هذا واحد عنده علم قليل انه يفهم هاظا يعني ما ما رأيتها واضحة لكن جيد نشكرك على المشاركة. ها يعني تتأدب قدام الناس وده ربنا يعني يكون في خلوة. هم. هو لم يتطرق الى الخلوة. يعني في الحقيقة العبارة تحتاج الى اجتهاد. انا لا اخفيكم. فالفهم الذي يريد المحاسب الذي يظهر لي انه يتكلم عن بعض احوال العباد انه يظن بعض الامور ادب يعتقدها يقول لك ولا تعتقد باطلا من الادب. يعتقد ان بعض الامور هي من الاداب صحيح ولكن العلم الشرعي والنصوص الشرعية تدل على انها ليست من الاداب يعني ينقضه عليه ظاهر من العلم يعتقد في قلبه ان هناك ادب وهذا يكثر في جهاد المتصوفة والمتنسكة الذين لا يعملون بالعلم. تجده يظن انه من الاداب ان يجلس الانسان على الخراف ان يكون في حالة يرثى لها وان يجلس في الزوايا ويحرك الرؤوس ويهز الاقدام والارجل يظن ان هذه من الاداب التي تقربه الى الله عز وجل ولكن ما الذي ينقضها؟ العلم الظاهر. النصوص الشرعية من الكتاب والسنة تدل ان هذه الامور التي اعتقدتها ادبا هي ليست من لذلك البدعة اصاحبها بشكل ام اي بدعة؟ صاحبها يعتقد انها تقربه الى الله. والنصوص الشرعية تدل على انها تبعده من الله عز وجل لذلك المحاسبي يقول لك وانظروا هذا يدل على انه رجل على السنة. يقول اياك ان تعتقد شيء ادب من الاداب. وان تلزم نفسك به يعني تتعب تعب نفسك في سلوكه وفي بذله ولكن العلوم والنصوص الشرعية في العلم الشرعي تدل على ان هذا ليس هو المسلك الى الله سبحانه وتعالى. ليست الطريقة هي بالبدع وليس السلوك في طريق المسترشدين بالبدع التي لم يدل عليها العلم. فاياك ان تعتقد شيئا من الاداب ينقضه عليك العلم. ويدلك على انه ليس من الاداب. فلذلك سلوك طريق المسترشدين يحتاج الى علم. كما تطلب العلم في الفقه في العقيدة كذلك التزكية والاخلاق. وما الذي يقدمه؟ ما الذي يحتاج الى علم ثم قال واطع الله في معصية الناس ولا تطع الناس في معصية الله. يعني اذا الناس تريدك ان تفعل معصية هل افعل ما يريد الناس ولا تفعل ما يريد الله عز وجل تفعل ما يريد الله سبحانه وتعالى لذلك واطع الله في معصية الناس الناس تريدك في شيء والله عز وجل يريدك في مقام اخر فدائما اكون في جناب الله سبحانه وتعالى ولا اكون في جناب الناس. قال ولا تطع الناس في معصية الله. قال ولا تدخرن من جهدك عن الله شيئا يعني ابذل جهدك الى الله عز وجل بكليتك ولا تدخر اي شيء. لان الحياة ميدان سباق ايها الحبيب. اياك ان تضيع لحظة عن الله عز وجل كل جهد تستطيع ان يكون في طاعة الله سبحانه وتعالى ابذله. لان عند لحظة الاحتضار اعيد واكرر عند لحظة الاحتضار كل شيء فاتك وكنت تستطيع ان تقدمه ستعد الندم عليه. فابذل جهدك ووسعك في ان تكون هذه الحياة بكليتها وجملتها لله سبحانه وتعالى. قال ولا ترضى من نفسك لله عملا. ما معنى هذه يا شيخ هذا لك؟ ولا ترضى من نفسك لله عملا طيب شيخ ايمن ولا ترضى من نفسك لله عملا. يعني العمل اللي بتعمله ما تعجب فيه. احسنت. يعني هذا اي عمل تعمله لا تظن انه قبل عند الله عز وجل. دائما اتهم عملك اتهم الصلاة اتهم الصوم اهتم الزكاة التي فعلتها اتهم قراءة القرآن ان فيها نقص اني لم اوفي حق الله عز وجل فيها. كان بالامكان ان يكون افضل من ذلك فدائما الانسان يتهم العمل. وليس هو الانسان عليه ان يبادر للعمل. وبعد ما يعمل ينظر الى العمل بعين التقصير. حتى يدفعه الى عمل اخر ويحاول ان يتقن فيه اكثر. ثم اذا عمل يعود فيتهم عمله وكذلك. فاياك ان تظن ان الصلاة التي صليتها قبلت. وان الصيام الذي ان فعلته قبله الله منك. لذلك الصحابة كانوا يقولون لو نعلم ان الله عز وجل قبل منا ركعتين كفانا ذلك. ركعتين. فما بالنا ايها الاحبة صلوات وعبادات نظن انفسنا قد وصلنا فيها الى درجة الكمال وهي مشوبة بالنقصان. قال ولا ترضى من نفسك لله عملا وقم بين يديه في صلاتك جملة يعني الصلاة كما يرضي الله سبحانه وتعالى وادي زكاة ما افترض الله عليك بالنشاط والرغبة. يعني اذا كان عندك زكاة مال لا تخرجها وانت وانت تحب ان هذا المال يبقى عندك. كثير من الناس الزكاة تخرج من قلبه وليس من يده. صحيح؟ يشعر ان هناك جزء من جسدهم وجزاه الله خيرا انه ادى الزكاة بشكل عام افضل مما لم يؤدي ولكن ايهما اعلى مرتبة؟ من اخرج الزكاة بحب واقبالا من هذا المال لله امن اخرج الزكاة وهو كاره. لذلك المنافقون ايها الاحبة قال تعالى ولا يقومون الى الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم احيانا وهذا نوع من النفاق. يعني اذا رأيت القلب في تكاسل وخوف ان هذا المال يخرج. ويعني اجل الزكاة. دع هذه الزكاة ان شاء وفي اخر الموسم هذا التصويب في الزكاة اعلم ان فيه هيك صفة من صفات المنافقين. انك ممن تخرج الزكاة وانت كاره. الانسان الذي يحب الله ويحب الزكاة ويحب البدن يخرج الزكاة من اول ما تجب عليه تجده من المبادرين الى اخراجها. اذا قال وادي زكاة ما افترض الله عليك بالنشاط والرغبة واحفظ من الكذب والغيبة وهذا في باب الصيام وهذا معلوم لديكم ان الانسان يصون نفسه وصيامه من الكذب والغيبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. وقال صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا ولا يصخب فان اب واحد او شاتمه فليقل اني صائم قال وارى حق الجار والمسكين والقريب وادب اهلك. يعني وهذا من اخر الكلمات التي نقض عليها في هذا الدرس قال وادب اهلك. اسماعيل عليه السلام بماذا وصفه الله ايها الاحبة في كتابه؟ وكان يأمر اهله وانظروا البداية وكان يأمر اهله البداية في الدعوة ليس كما يفعل البعض من ينسب نفسه للعلم تجد ابناؤه من اكثر الناس معصية وسوء اخلاق ولا يؤدبهم ولا يعلمهم طبعا هذا نتكلم في حالة اهماله وعدم تربيته لهم ويشتغل بالناس. هذا ليس بصحيح. الداعية والمصلح بداية الاصلاح تكون من النفس ثم من ثم المجتمع. فالمحارث المحاسبي انسان بليغ. انسان يعقل الطريق الى الله سبحانه وتعالى. كما نحسبه والله حسيبه. يقول ابدأ باهلك. على الانسان ان يودي باهله ما تتعلمه من الفقه علمه لاهلك وما تتعلمه من طريق المسترشدين علمه لاهلك. علمه لابنائك. اما يأتيني اب يشكو لحال وقد بلغ العاشرة او العشرين من العمر ثم بعد ذلك يشكو انت كيف تشكو؟ وانت هل بذلت نفسك قبل ان يصل الى العمر الذي يخرج فيه عن السيطرة؟ هل الجهد الكبير في تربيته في تنشأته. الابن في هذه الازمان ايها الاحبة اذا وصل الى العمر الثالث عشر والرابع عشر انتهى. انتهى هناك مائة مجتمع اخر ينتظروا في المدرسة في الجامعة بعد ذلك اصدقاء الطريق الرفقاء هناك مائة مجتمع ينتظر هذا الابن. كذلك العولمة التي هدفها ان يخرجوا الناس من دينهم ومن اديانهم على وسائل التواصل على التلفاز كل شيء موجه في هذا العصر لابعاد ابنك ولابعادك زوجتك ولابعاد بناتك عن الله عز وجل. عليك ان تحذر ان تتفطن. اردت الزواج عليك ان تعرف ان هناك مسئولية. تربية الابناء اولى شيء اوجب الواجبات. فعلى الانسان ان يؤدب نفسه واياك يا طالب العلم خاصة ان تظن ان طلبك للعلم يشغلك عن تربية الابناء. اياك ان تظن ان الدعوية للناس يعني تبرر لك ان يخرج ابناءك على غير السكة الصحيحة. وهذا وقع فيه كثير من الاناس. فعلى طالب العلم وعلى الداعي وعلى المصلح وعلى على الناس عامة ان ينشغلوا بهذا الامر وبهذه القضية لان صلاح الاسرة به صلاح المجتمع بكليته. قال وارفق بمن ملكت يمينك من ملكت يمينك يا شيخ. وارزق بمن ملكت يمينه ماذا يقصد؟ لا. احسنت. السبايا ولكن هم يتكلمون في عصورهم. عصر الامام الحارثي المحاسبي كانت القضية ما زالت موجودة في ازمانهم. الله عز وجل كثير ما عبر بقضية الملكة الايمان في القرآن صحيح؟ ملكة اليمين؟ ام ملكة اليمين هي السبايا والجواري التي كانت في العصور المتقدمة؟ فهذا يتكلم فيه عن عصره رحمه الله تعالى قال وكن قواما بالقسط قواما مش قائما بالقصة. الله عز وجل ايها الاحبة عندما قال في كتابه قوامين بالقسط ما معنى بلقيس لم يكن قائمين ما الفرق بينهما؟ هاي صيغة مبالغة. يعني ليس فقط عادل لا حريص على العدل. وتحاول ان تصل الى العدل في اسرتك وفي وفي مجتمعك بقدر الاستطاعة. لذلك عبر بصيغة مبالغة ليدلل على ان الامر خطير وان كثيرا من الناس يجورون في هذا الامر ويتساهلون في بل قد يكون يعني من من مظاهر اهل الصلاح. اذا رزقك الله عز وجل وظيفة ادي الحق فيها. ادي العدل فيها. انت الان تاخذ مال على وظيفة على عمل امنت عليه عليك ان تكون قواما بالقسط بالعدل. تعرف ان هذه المال وهذه الوظيفة التي تجذب بها المال ستسأل عنها امام الله عز وجل. هل بحقها ام خنت اصحابها ولم تؤد لهم حقوقهم؟ اذا الانسان يكون قوام بالقسط. يفهم هذا المعنى بالشكل الكامل الكلي. لا يفهم قضية القوامة هذا جهد المحاكم واصحاب القضايا لا على نفسك. على وظيفتك على مالك على اسرتك. تكون قوام بالقسط والعدل وتتقي الله سبحانه وتعالى قال واذا حركت بخير فتعجله وما اشتبه عليك فدعه والزم الرحمة للمذنبين. ولا تدع النصيحة للمؤمنين وقل الحق حيثما كنت. اذا والزم الرحمة للمذنبين دائما الانسان الداعي يا طالب العلم المصلح لا ينظر الى الناس الى المذنبين الى العصاة عين بل ينظر بعين الرأفة ويعلم ان الله عز وجل كان بامكانه ان يجعله واحد من هؤلاء ولكن بمنه وفضله. ابعده عنهم ولم يجعله في طريقه فينظر اليهم بعين الرحمة ينظر ان هؤلاء قوم ابتلوا بمعصية الله سبحانه وتعالى. قوم سيعضون اصابع الندم. هذه الرحمة التي كان يمتلكها محمد صلى الله عليه وسلم على كفار قريش وعلى غيرهم. كما ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قصة ذلك النبي. النبي صلى الله عليه وسلم يقول كان نبيا من الانبياء جاء اذاه قومه فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومه فانهم لا يعلمون. انظر هذه الرحمة كفار وليس عصاة. فالانسان طبعا هي رحمة معتدلة لان لا تجعلك هذه الرحمة لا تغضب لحرمات الله عز وجل ولا توقف المجرمين عند حدهم ولا تبين للناس ان هؤلاء اصحاب الفجور علينا ان نجتنبهم وان نرفعهم امام الناس ونبين ان هؤلاء اصحاب الفجور. فهي نظرة معتدلة اذا. هي رحمة واشفاق ولكن هذا لا يعني يزيد عن حظه فينقلب هذا الامر الى تساهل مع اهل المعصية والجلوس معهم واستمراء الامر. فهي نظرة معتدلة. ومن يقرأ كلام المحاسب بكليته يفهم الامور في موازينها ولا تدع النصيحة للمؤمنين وقل الحق حيثما كنت نسأل الله ان يجعلنا ممن يقول الحق حيثما كانوا من العاملين به انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا