بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله يا اهل القرآن يا من اجتمعتم لاعداد قلوبكم. لاستقبال القرآن في رمظان استقبالا جديدا بقلب جديد. حياكم الله اخواني في مدارسة هذه الرسالات المباركة للشيخ المربي عالم المزكي الشيخ فريد الانصاري رحمة الله تعالى عليه وجزاه عنا خير الجزاء على ما قدمه لهذه الامة من احياء جديد لظاهرة القرآنية ومن نصح وارشاد للشباب المسلم باهمية العودة الى هذا الكتاب العظيم لنقيم انفسنا ولنقيم مجتمعاتنا وحياتنا على اسسه ومنطلقاته ومنهاجه. اخواني انه وحي فتعرضوا له. ممتع ومدهش وعجيب والله في نفس الوقت هو حديث القرآن عن القرآن. انك لن تجد حديثا ولا وصفا اجل واعظم للقرآن من وصف القرآن لنفسه. فاذا اردت عبد الله ان تعرف جلالة هذا الكتاب وفخامة هذا الكتاب وعظمة هذا الكتاب واهمية هذا الكتاب وسطوة هذا الكتاب ومنهجية هذا الكتاب تلقية هذا الكتاب فعليك ان تصغي لما اخبر الله سبحانه وتعالى به عن كتابه. فانه عز وجل جل ثناؤه امتدح كتابه ووصفه باوصاف متعددة في كلامه وحمد نفسه ان انزل هذا الكتاب على عبيده الحمدلله الذي انزل على عبده الكتابة ولم يجعل له عوجا الله سبحانه وتعالى يثني على نفسه ان انزل على هذه البشرية هذا الكتاب. فالسنا نحن احق ان نثني على سبحانه وتعالى ونقول الحمدلله الذي انزل علينا هذا الكتاب. اذا اخواني اذا اردتم ان تعرفوا اقيمت هذا الكتاب حقا فعليكم ان تقرأوا وان تسمعوا جيدا كيف تحدث القرآن عن القرآن وبماذا وصف القرآن القرآن فانكم ستجدون الاجابة واضحة شافية كافية في كلام ربكم اذا كان ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يمدح لنا كتابه ويخبرنا عن قيمته وعن عظمته فماذا لا فماذا لنا نحن ان نقول اخواني ونحن المخلوقون؟ اذا كان الخالق سبحانه الذي تكلم بهذا الكتاب في عليائه في قدسه واعطاه لجبريل من الملائكة وانزله على محمد صلى الله عليه وسلم من البشر. يمتدح هذا ويمتدح انزاله ويخبر انه تنزيل من رحيم. وانه تنزيل من الله سبحانه وتعالى. وانه تنزيل من الكريم ويعطينا من جلاله ومن اوصافه ما يشوقنا الى ان نلتفت لهذا الكتاب وان نرعي الاهتمام تماما اهتمام لاياته ولثناياه. اليس هذا يستحق منا اخواني جلسة صادقة مع هذا الكتاب العظيم؟ لنعيد ترتيب اولوياتنا معه ونعيد التعاطي معه بالشكل الصحيح والمقصد الاساس الذي انزله ربه سبحانه وتعالى من اجله اخواني سريعا قبل ان ادخل في كلام شيخنا فريد الانصاري. دعوني امر معكم قليلا هكذا في على عجالة عن شيء من وصافي القرآن في القرآن. كيف وصف القرآن القرآن؟ هناك اوصاف عديدة اكثر من عشرين وصف. اخواني لكتاب الله سبحانه تعالى في القرآن وكلما عشنا مع هذه الاوصاف وانتبهنا اليها واسترعت انتباهنا وعرفنا وعرفنا مدلولاتها كلما زاد هذا الكتاب في قلوبنا محبة وتعلقا وشوقا له وانسا وحنينا لاننا سندرك حينما نتأمل هذه الاوصاف ان هذا الكتاب العظيم يعني لنا كل شيء في الحياة. يعني لنا كل شيء معنى كل شيء وان اي حياة من دون هذا الكتاب العظيم فهي حياة ميتة. اخواني انني من اقوام يحيون في هذه الحياة الدنيا من دون ان يقرأوا القرآن. اتعجب كيف تطيب حياتهم؟ وكيف تأنس وحشتهم وكيف تهدأ نفوسهم والله عجب عجاب. والله ان هذا القرآن لهو لذة الحياة الدنيا. وهو انسها وروحها وريحانها به تهلو الحياة. وهذا لان هذا الكتاب كما سيبين لكم الشيخ فريد اليوم هو من من السماء من اثار السماء اخواني وليس كلام مصنف ارضي ليس وجهات نظر ليس ثقافة عامة ليس كلام مخلوق هذا كتاب من شيء نزل من فوق سبع سماوات تكلم به ربنا سبحانه وتعالى واعطاه لجبريل في رحلة ينزل به جبريل الى ارض ليعطيه لمحمد صلى الله عليه وسلم ليعطيه محمد صلى الله عليه وسلم لنا. شيء مدهش. لكن وهو معلوم لي ولديكم لكننا لا ننتبه لهذه الحقيقة العظيمة. ان هذه الاسطر التي نقرأها ونسمعها بشغف وشوق هذه ليست اسطر ارضية وانما اسطر من فوق السماء السابعة تكلم بها رب عظيم جليل. كلام كله صدق كلام كله حق كلام من الخالق للمخلوق. بالله عليكم هل هناك اعظم واجل من كلام الخالق للمخلوق؟ اخواني دعوني اتكلم معكم عن شيء من اوصاف القرآن للقرآن. اول وصف ساتكلم عنه وصف به ربنا سبحانه وتعالى كتابه وهو اجل وصف واعظم وصف واخطر وصف للقرآن انه كلام الله تعالى. قال عز وجل في سورة التوبة في الصفحة الاولى في اخر اية منها وان احد من المشركين استجارك. فاجره حتى يسمع كلام الله لاحظوا هذه الاضافة فاجره حتى يسمع ماذا؟ كلام الله ثم ابلغه مأمانه. هذا هو اعظم وصف من اوصاف القرآن الكريم. واجل وصف لو اننا اعطيناه الاهتمام والانتباه هذا القرآن الذي نقرأه ونفتحه ونتصفحه ونجعل اعيننا تتقلب بين اياته هذا كلام من الله سبحانه وتعالى. اخذه جبريل وتلقاه من الله لينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه عليه وسلم. هذه الحقيقة اخواني تقشعر منها الابدان والله. وتجد منها القلوب المؤمنة. القلوب التي من هو الله سبحانه وتعالى الذي تكلم بهذا الكلام من عليائه وانزله لبشريته يكون نورا وهداية وروحا وحقا وهدى الى غير ذلك من الاوصاف. التي سنأتي عليها. اخواني هل هل تظنون ان الله سبحانه وتعالى جل في عليائه تكلم بهذا الكلام العظيم واعطاه لجبريل ينزل به الى الارض نجما خلال ثلاثة وعشرين عاما. هل تظنون ان الله سبحانه وتعالى تكلم بهذا الكلام فضلا او لمجرد ان يكون ثقافة لاهل الارض او مجرد ان يكون كلام عاطفي روحاني نستأنس به احيانا ثم نضعه على الرف بعد هل يعقل ان يكون الله سبحانه وتعالى اعطى جبريل هذا الكلام ليقسمه على محمد صلى الله عليه وسلم على مدى سنوات ثلاثة وعشرين عاما لمجرد ان يكون هذا الكتاب مجرد كلام عاطفي كلام مجمل لا يتضمن السعادة الحق للبشرية وانما السعادة يبحث عنها البشرية في حياتهم وحدهم؟ هل يعقل هذا الامر؟ اخواني هذه القضية انتبهوا لها. قضية ان القرآن كلام الله. والاله حينما يتكلم يتكلم بالامر الذي هو في غاية الاهمية بالنسبة للمخلوق. الخالق الذي خلقنا وخلق هذه الارض واوجدنا وهو الذي يعلم كيتنا من اولها الى اخرها. تفضل علينا تكرم علينا منة منه سبحانه. ان انزل علينا هذا كتاب الذي تكلم به ليعرفنا عن كل هذه الحقائق التي تحيط بنا في هذه الحياة. ليعرفنا عن نفسه ليعرفنا عن سر وجودنا. ليعرفنا عن المنهج الذي علينا ان نسير عليه في حياتنا. ليعرفنا عن حقائق الوجود ثم ما بعد ذلك عن النهايات والمآلات. هذه الحقائق العظمى وهذه الاسئلة الفطرية التي تدور في خلد كل انسان الله سبحانه وتعالى تكرم علينا نحن البشرية بان خصنا بهذا الكتاب وان تكلم بهذا الكتاب وانزله الينا ليعرفنا ولم يجعلنا في متاهات حائرين لم يجعلنا مع انفسنا ضائعين نتلقف حقائق الوجود من كلام فلان وفلان ومن اراء الرجال الحقيقة واضحة تمام الوضوح. المنهج واضح بين. المسير الى الله سبحانه وتعالى طرقه ومكشوفة لكن يحتاج من يثبت على هذا المسير الى ان يلقى ربه سبحانه وتعالى. اذا هذا القرآن الذي تقبلون عليه احبتي تذكروا هذه الحقيقة ولا تغفلوا عنها. كلام الله الله تكلم به سبحانه وتعالى. هذه الحقيقة تطمئن معها القلوب وتستروح لها النفوس المؤمنة انها حينما تتلو ايات هذا الكتاب هي موقنة انها تتلو ايات تكلم بها ربنا ابتداء هو الذي تكلم بها ابتداء واعطاها وانزلها لنا. فما اجمل ان تقرأ كلمات تكلم بها الله حقيقة مذهلة ومرعبة في نفس الوقت ومخيفة وجميلة. المشاعر معها تختلط. انت تقرأ بلسانك كلمات تكلم بها الله سبحانه وتعالى جل في علاه. وانزلها للبشرية. فهل تعقل عظم هذه الكلمات من الذي تكلم بها من الذي انزلها؟ من الذي اوحى بها الى هذه البشرية؟ هذه حقيقة متى استحضرتها؟ وانت تتعامل مع كلام ربك سبحانه وتعالى ستشعر ان هذا الكلام لا يمكن ان يكون تكلم به ربنا سبحانه وتعالى عبثا. لا يمكن ان انزله او خلال ثلاثة وعشرين سنة مفرقا منجما هكذا ليكون مجرد روحانيات وعواطف وامور على هوامش الطريق لابد ان هذا الكتاب فيه السر الاعظم. لابد وان هذا الكتاب فيه السر الاعظم. وانه المنطلق والاساس لهداية البشرية جمعاء. فعلي ان ابدأ بنفسي في ان اكتوي بناره كما قال الشيخ فريد الانصاري في مجلس البارحة ان تدخل نفسك في ابتلاءاته وان تكابد حر جمره الى ان يصبح بعد ذلك بردا وسلاما وروحا وريحانا لهذه القلوب تأنس به وتطمئن عند سماعه وتقيم نفسها على منهاجه. من اوصاف القرآن للقرآن من اوصاف القرآن للقرآن ايضا احبائي انه بركة. قال سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك. وقال سبحانه وتعالى وهذا ذكر مبارك انزلناه اذا هذا القرآن هذه الايات بركة. وحينما تسمع كلمة البركة هكذا مطلقة عليك ان توسع الافاق في فهم مدلولها. فهذا الكتاب الحياة معه بركة. الجلوس معه بركة. تلاوته بركة من يحمله ايضا يشعر بالبركة في رزقه في حياته في طمأنينته في هدوء قلبه في استقراره بركة هذا الكتاب لا حدود لها. تبدأ بركته من اللحظة الاولى التي تتلقاه بها في الحياة الدنيا. وتستمر معك هذه البركة في كل اجواء الحياة في رزقك في ذريتك في انسك في سعادتك في تدبرك في تفهمك في تعقلك ثم تستمر هذه البركة الى ان تدخل معك في القبر. لتنير لك هذا القبر. لتنير لك تلك الظلمات وان تتوسد تحت الثراء ثم تستمر هذه البركة معك لتنتقل الى عرصات يوم القيامة يا حامل القرآن. فانت في يوم القيامة مع نور القرآن في تلك الاهوال تجد هذا القرآن ياتي شفيعا لك عند الله سبحانه. وتعالى يقول يا رب اسرت ليله واظمأت نهاره اهو فشفعني فيه ثم بعد ذلك اذا دخلت الجنة تأتي بركة القرآن ايضا لترتفع بك. اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. هل تريد بركة اعظم من هذه البركة نعم انها تلك الاسطر اخي الكريم التي تقرأها وتتصفحها تلك الايات. فيها طاقة البركة نعم تعطيك البركة. بركة في رزقك في مالك في انسك في سعادتك. بركة وانت تقرأ وانت تتلو وانت تتعرف على حقائق الحياة. وانت على عظمة الله سبحانه وتعالى وعلى جلاله وعلى افعاله وعلى حكمه. هذا الكتاب الله سبحانه وتعالى يخبركم انه بركة فتعرضوا لبركات الله واياكم ان تحرموا انفسكم لست انا من وصفت القرآن بانه بركة. انا مجرد ناقل مخبر لكم عما اخبر به الرب سبحانه وتعالى عن كتابه وهو الصادق المصدوق. يخبركم عن كتابه بانه بركة. يا من تبحثون عن السعادة في بهذه الحياة الدنيا يا من تبحثون عن البركات لتهل عليكم يا من تبحثون عن البركة في ارزاقكم وذرياتكم وابنائكم وازواجكم تريدون البركة وهذا ذكر مبارك انزلناه. وقال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك البركات ممن يملكها حقا واياكم ان تطرقوا ابواب السعادة من ابواب اخرى. لم يجعلها سبحانه وتعالى طريقا اليها من اوصاف القرآن للقرآن مما وصف القرآن به القرآن ايضا اخواني انه روح وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. هذا الوصف الثالث انه روح. وهذه الكلمة حينما اسمعها تسترعي الانتباه والله وتجذبني لها بقوة. القرآن روح بمعنى الروح. وعظمة هذا الوصف للقرآن تكمن اخواني في ماذا تكمن اذا عرفنا ان هذا الانسان هذا الكائن الحي هو عبارة عن قبضة طينية كانت جسده ثم نفخ فيها روح الهية. شكلت روحه اليس هذا هو الانسان؟ جسد واروح قبضة دينية شكلت هذه الاجساد وهذه الابدان الظاهرة ثم نفخ فيها من رح الله سبحانه وتعالى لتتشكل الروح وتجتمع الروح مع الجسد وكل قسم من هذين القسمين لابد وان يقتات من المادة التي خلق بها. هذان قسمان البدن والروح كل قسم لا بد وان يقتات وان يعيش من المادة التي خلق منها. فالبدن بما انه خلق من طين فلا بد وان يقتات مما يخرج من الطين من الطعام من الخضار من الفواكه من الاشجار من الثمار واما القسم الاخر وهو الروح فلابد وان يقتات على مادة من الروح فالله سبحانه وتعالى كما اهتم بان يعطينا مادة الابدان باخراج الطعام والشراب. واعطانا قوت الاجساد ايضا سبحانه وتعالى ايضا لم يتركنا هملا بالنسبة لارواحنا. بل اعطانا قوت الارواح. فانزل الينا هذا القرآن روحا من عنده. سبحانه وتعالى. فغذاء الارواح هو هذا الروح الالهي. هذا القرآن الكريم لان هذه المادة مادة روحية. قال سبحانه وكذلك اوعينا اليك روحا. فهي التي تقتات منها الارواح. كما ان الجسد مادة طينية فتقتات من مادة الارض مما يخرج ومما ينبت منها. انظروا الى هذا التجانس الجميل والى هذه الكبرى فالله سبحانه وتعالى لما اخبرنا عن كتابه بانه رح اذا هو بالتأكيد حياة وقوت وغذاء لارواح بني ادم والحياة الحقيقية والله اخواني ليست هي حياة الاجساد والابدان المحسوسة. فان هذا القدر نشترك فيه اجلكم الله مع البهائم حياة الابدان بما فيها من طعام وشراب ونكاح ومنام. هذا نشترك فيه مع البهائم. لكن الحياة الحقيقية هي ايات الروح او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. هذه هي الحياة الحقيقية احبائي والله الله سبحانه وتعالى قوم لنا مفاهيمنا للحياة. لا تظنوا الحياة الحقيقية هي مجرد حياة البدن الذي كل ويشرب ويلهو في هذه الحياة. الحياة الحقيقية التي خلقنا من اجلها هي حياة الارواح. فنزل هذا القرآن روحا من عند الله سبحانه وتعالى ليبعث في ارواحنا الروح. وليبعث فيها الحياة ولتبقى حية نابضة منيرة اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمان مثله في الظلمات يتخبط في ظلمات الحياة دنيا ليس بخارج منها هل يستوي هذا وهذا؟ كلا والله. اذا من اوصاف القرآن للقرآن انه مادة روحية من اوصاف القرآن الى القرآن ايضا انه حق القرآن من اوصافه انه حق. وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربهم. انه اي القرآن. الحق من ربهم فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. فتخبت له فتخضع له وتلين له القلوب مؤمنة الزكية الطاهرة. اذا هذا الكلام الذي تقرأونه اخواني هو حق واهمية وصف القرآن وهذه الايات انها حق تكمن في ان الانسان في هذه الحياة الدنيا تمر به الفتن تمر به الشبهات تمر به اراء رجال فتكثر حوله الظلمات. فيبحث عن الحق الذي يكشف له الهدى من الضلال. يكشف له الذهب الصافي النقي من الزيف المغشوش يحتاج الانسان الى هذا النور الذي يقشع ذاك الضباب وتلك السحب وتلك الغيوم الانسان في هذه الحياة النور والحق الذي يميز له الهدى من الضلال. يجد كل ذلك في كلام ربه سبحانه وتعالى لن تجد شيئا اقوى ولا اجل ولا انفع في تمييز الحقائق واكتشاف الحق من الباطل والهدى من الضلال كلام الله سبحانه وتعالى فهو الهادي وهو الحق المبين. كما وصفه ربه الذي تكلم به سبحانه تعالى. من اوصاف القرآن للقرآن ايضا اخواني انه نور. انه نور ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وقال سبحانه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. قد جاءكم من الله نور اخواني. هل تعلمون هذه الحقيقة والله؟ انتم تقرأون هذا الكتاب في رمضان وفي غير رمضان انتم تقرأون نورا. والذي اخبركم انه نور هو الذي تكلم به يقول لكم سبحانه قد جاءكم من الله نور ينير حياتكم نورا معنويا ونورا حسيا. فالنور المعنوي هو انارة الطريق. الطريق الى الله سبحانه وتعالى. فان الى الله عز وجل وهم يستضيئون بالقرآن طريقهم مليئة بالنور. لا يوجد فيها ظلمات الظلمات على الحواشي لكن الطريق عندهم واضح لا يوجد عندهم غباش. الرؤية تمام هذا بصائر ايضا كما قال سبحانه وتعالى. فالقرآن نور ينير بصيرة الانسان. ويعرفه كيف يسير الى الله سبحانه وتعالى ويعرفه المنهج الذي يجب ان يحيا عليه وان يموت عليه. فهو نور القلوب. نور الارواح نور الطريق الى الله سبحانه وتعالى. وايضا هذا الكتاب من خصائصه ان له نورا حسيا. فان اهل القرآن الله لترى في وجوههم النور. ان اهل القرآن لترى في وجوههم النور يضيء. وكم من رجل والله قابلنا آآ في بلاد الحرمين اناس كانوا اصحاب بشر سمراء تماما. لكنهم كانوا من اهل القرآن والله كنا اننا نرى النور ينبعث من تلك الجبال. كنا نرى النور ينبعث من تلك الجباه التالية لكلام ربها سبحانه وتعالى المشتغل به ليلا ونهارا القائم به التي اظمأت نهارها به واسهرت ليلها به حقيقيا ينبعث ويضيء من وجهها فتأنس اليها وتسكن اليها. بخلاف تلك الوجوه التي قد تكون من اصحاب البشر البيضاء لكنها لم تعرف كلام ربها سبحانه وتعالى. فتشعر وانت تنظر فيها بظلمة الوجه. تشعر بتلك الظلمات التي لربما انت لا تستطيع ان تفسرها لكن حقائق القرآن تفسرها فان النور متى تسرب الى روحك فانه ينسكب وجهك القرآن روح ونور يتسرب الى القلب في ظهر له اثر على الوجه والبدن. فمن استضاء بنور القرآن في قلبه فان هذا النور لابد وان يظهر على وجهه وعلى جوارحه وحركاته وسكناته. اخيرا حتى لا اطيل عليكم من اوصاف القرآن للقرآن انه هدى. انه هدى قال سبحانه وتعالى في مطلع سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين هذا الكتاب هداية ارشاد بيان ولذلك ندندن في مجالسنا انه المنطلق. اذا كان ربنا سبحانه وتعالى يعطينا هذه المعلومة العظيمة الثمينة يقول لنا ايها البشرية يا من تبحثون عن الهداية يا من تبحثون عن الطريق هنا الهدى هنا انطلاق هنا الاساس هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. ومما رزقناهم ففعلا ليس كل انسان يستضيء ويقف على هذه المعلومة حق الوقوف. ليس كل انسان مسلم موقن في قلبه بان هذا الكتاب هدى الذين يوقنون ان هذا الكتاب هو هدى ورشاد وبيان من الله هم المتقون الذين تحققوا بالتقوى وامنوا بالغيب حق الايمان واقاموا الصلاة حق الاقامة واتوا بالزكاة حق الايتاء هؤلاء الذين يقفون على هذه الحقيقة ويحيون معها حقيقة ان هذا الكتاب هو دستور حقيقي ومنهج جحايا وبيان من الله سبحانه وتعالى. بيان تعرفوا ما معنى البيان؟ بيان من الله سبحانه وتعالى للبشرية بمعالم الطريق بمخاطرها بافاتها بامراض النفوس بكيفية التخلص منها بكيفية الثبات. معالم نجاح معالم السعادة معالم التوفيق. الطريق الى الخلود في في الجنة. طرق الابتعاد عن النار اوصاف النار. كل شيء بيان من الله سبحانه وتعالى سبحانه ما فرط في كتابه من شيء لم يقصر معكم ايها البشرية لكن انتم الذين قصرتم مع كلام ربكم سبحانه علا فلم تتعاملوا معه حق المعاملة. ولم تعطوه ولم تنزلوه في قلوبكم. المنزلة التي يستحقونها التي يستحقها يا امة القرآن عليكم بالعودة الى هذا القرآن. لتستضيئ حياتكم لتنير دروبكم كونوا هادئين مطمئنين سعداء في هذه الحياة الدنيا. لن تجدوا والله طعم السعادة والتوفيق ولذة الحياة وانس لن تجدوا معاني الايمان وتستروحوا لحقائق العرفان من دون ان تطرقوا مدرسة القرآن وان تجالسوا ايات ربكم سبحانه وتعالى وتقف على حقائقها ودقائقها وتتدبر وتجلس معها ساعات وساعات في اناء الليل عندما يسكن الناس وفي ساعات النهار في ضجيج الناس. القرآن معكم حيثما كنتم. حينئذ تستطيعون ان تقولوا انكم وصلتم الى الهداية. من عاش مع القرآن وتربى على مدرسة القرآن وقلبه مقبل على هذا هو الذي وصل الى مرتبة الهدى الحقيقي. هذا هو الذي يستحق ان يقال له انه حامل القرآن حامل راية الاسلام من اوصاف القرآن ايضا اخواني التي اخبر بها ربنا سبحانه وتعالى عنه انه وحي من اوصاف القرآن انه وحي يعني ايحاء الهي وصل الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام. هذا الوصف هو الذي سيتكلم ويدندن حوله الشيخ فريد الانصاري رحمة الله عليه في رسالة اليوم ولذلك سانطلق معه وادرج معه رويدا رويدا لنرى كيف سيتحدث لنا الشيخ فريد الانصاري عن هذا الوصف بالتحديد من اوصاف القرآن انه وحي الهي. ما دلالة وصف القرآن بانه وحي على وعلى واقعنا وعلى نظرتنا وتعاملنا مع هذا الكتاب العظيم انه وحي فتعرضوا له هذه هي المقالة الثالثة للشيخ فريد الانصاري رحمة الله تعالى عليه. نبدأ اخواني بالقراءة معا لهذه الرسالة الثالثة حتى لا اطيل عليكم اكثر من ذلك. وهي رسالة لطيفة مليئة بالمعاني الفخمة والطريق التصوير الرائعة في بيان عظمة هذا الكتاب وجلالته وفخامته في حياة الانسان. يقول الدكتور فريد عليه رحمة الله سألني بعض المشوقين بنور القرآن سألني بعض المشوقين بنور القرآن الذين يشتاقون لهذا النور الالهي والذين لفتهم هذا النور الالهي يسأل الشيخ فريد فيقول له يا شيخ هذا كتاب الله بين ايدينا. فكيف نقتبس نوره؟ كيف نتلقى رسالاته؟ كيف تشعر بوقع كلماته في قلوبنا كيف نكتشف ذلك النور الذي تتحدث عنه هذه الايات؟ انا قبل قليل قلت لكم الله وصف كلامه بانه نور. لكننا بعد لم نستكشف مواقع النور التي تضيء من ثناياها. فهذا السائل يسأل هذا السؤال الذي هو حالنا جميعا كيف نستكشف ذلك النور الذي تتحدث عنه الايات؟ كيف نتلقى ذلك الروح الذي تفيض به الكلمات اليس القرآن روحا؟ ماذا نصنع؟ حتى نتفاعل مع القرآن كما تفاعل معه مدير الصحابة الكرام ومن سار على اشواقهم من الصديقين والشهداء والصالحين عبر التاريخ. اوليس هذا القرآن نفسه هو الذي تخرجت به هذه الامة؟ اليس هذا القرآن هو الذي تلاه محمد صلى الله عليه وسلم؟ اليس هو هو الذي تلاه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان ذو النورين وعلي المرتضى رضي الله عنهم اجمعين. اليس هو الذي اخرج ذاك الجيل الذين خاضوا المعارك الطاحنة في مشارق الارض وفي مغاربها ليوصلوا رسالة القرآن للبشرية جمعاء. اليس هو القرآن الذي قرأه سعيد بن المسيب الكيان الثوري والشافعي واحمد ابن حنبل وابو حنيفة اليس هو الذي قرأه من قبلهم ومن بعدهم من الافاضل ومن الثقات ومن العلماء ومن من اتقياء ومن الاولياء اليس هو هو؟ لماذا اثر وغير في حياتهم؟ وما زال لا يغير في حياتنا. ما هو السبب يا ترى فقال الشيخ فريد رحمة الله عليه قلت له بلى هو هو ذات القرآن الا ان المشكلة اليوم هي لاننا نقرأ القرآن على انه مجرد مصحف لا روح فيه. نتعامل مع النصوص على انها مجرد نصوص كاي نص نقرأه. نتعامل مع هذا الكتاب على انه مجرد كتاب كاي يطل علينا في حياتنا لا نتعامل معه كما تعامل الجيل الاول. المشكلة اليوم هي اننا نقرأ القرآن على انه مجرد مصحف لا روح فيه. صحيح اننا نؤمن انه نزل في يوم من الايام من السماء ونؤمن ان الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاه عن ربه رسالة الى العالمين كافة. هذا نؤمن به تلك عقيدة لا يصح ايمان المسلم الا بها. فالكل يؤمن بذلك. نعم لكن المشكلة هي ان بهذه الحقيقة العظيمة اليوم شعور ميت لا حياة فيه. شعور ميت لا حياة فيه لاننا في الغالب نربطه بالتاريخ الذي كان فقط. فنحن نربط انه هذا القرآن وحي وانه روح وبالتاريخ فقط انه في يوم من الايام نزل على هذه الارض من السماء. ولا نعقل انه ما زال وحيا حتى وهو الان بين ايدينا فهو لم يخرج عن كونه وحي ونحن نتلوه. لم يخرج عن كونه كلام الله سبحانه وتعالى. وان كان مجموعا في مصحف بين دينا. فاشكاليتنا اننا نربطه بالتاريخ الذي كان فقط. وكأن الطبيعة التنزيلية للقرآن انه منزل من السماء هذا شيء كان وانتهى. ولا معنى له اليوم في حياتنا المعاصرة. انه في العامة اشبه ما يكون بحجر او قل نيزك نيزك لاحظوا هذا التعبير سيهتم به كثيرا نيزك سقط يوما ما من نجم مذنب عابر في السماء كأنه هكذا ننظر اليه. فكأن اول قوته حاميا ملتهبا. هكذا اول ما سقط يعني اول ما نزل القرآن كان حاميا ملتهبا التهبت به قلوب الجيل الاول اول لكنه لم يزل يبرد هذا النيزك شيئا فشيئا حتى خفت. وذهب منه ذاك اللهيب ثم انطفأت جمرته فصار في وجهة نظرنا حجر كاي حجر من الاحجار التي هبطت ونزلت من السماء واقصى ما ينتبه اليه الناس اليوم هو ان هذا الحجر له قصة وقعت عبر التاريخ وهي انه نزل في يوم من في الازمنة الغابرة من السماء. وعند هذه النقطة تنتهي مشاعرنا ونظرتنا لهذا القرآن كأن ذاك الحجر والنيزك الان اصبح فاترا مظلما لا ينير الحياة وكأنه لا قيمة له اصبحت الا قيمة نفسية معنوية لكن لا توجد قيمة حقيقية تلتهب لها الصدور. ذاك اللهيب الذي كان يشعل قلوب الصحابة بالقرآن وقلوب التابعين والائمة الكبار كانه لا يلهبنا وليس لنا علاقة بذلك اللهيب. نشعر في داخلنا بان ذاك اللهيب انتهى ولم يقعد يضيء اكثر من ذلك وهنا موطن الاشكال. فاذا فزعنا الى التفاسير والدراسات القرآنية وجدناها في الغالب تحاول تحليل طبيعة القرآن على المستوى الشكلي العام. فتدرس المكونات اللغة قوية والبلاغية والطبقات الدلالية لهذه الاية او تلك وكانه او وكان هذه الالفاظ مجرد معاني اجمل المعاني ليس الا. تماما كما يدرس الجيولوجيون مكونات الحجر المعدني. وطبيعة مكونات وتاريخ هذه المكونات ومستويات بريقة واختلاف الوانها واحجامها. يعني الدكتور فريد يريد ان يخبرنا عن جفاء قلوبنا كيف اننا نتعامل بجفاء مع هذا النور والوحي؟ اصبحنا ننظر اليه ونتعامل معه بشكل جافي كانه معجم لغوي او كلام عربي جميل فيه بلاغة وفصاحة كما نقرأ اي كلام عربي لاصحاب الكلام الرفيع من العرب هكذا نتعامل مع هذا الكتاب وليس بالحقيقة العظمى التي نزل ابتداء لها. هكذا نتعامل مع القرآن في كثير من الاحيان ان ذلك كله شيء مهم. نحن لا نقلل يعني هو يريد ان يقول نحن لا نقلل من دور الرجوع الى كتب التفسير في تدبر القرآن مع القرآن فهو دور اساسي لكنه المرحلة الاولى وليس المرحلة النهائية. الوقوف عند كتب التفسير هذه الخطوة الاولى الحياة مع القرآن وليست الخطوة الاخيرة. ولكنه اذا لا يرتقي بالتعامل. يعني الوقوف عند كتب التفسير فقط من دون تدبر وحياة فعلية والدخول في مكابدة القرآن ومجاهدته. لا يرتقي بالتعامل مع كتاب الله من مستوى المصحف الى مستوى القرآنية. فالدكتور يقول نحن ما زلنا نتعامل مع هذا الكتاب على انه مصحف. لكننا لا نتعامل معه على انه قرآن على انه قرآن يتلى ويغير ويزكي ويطهر الى يوم القيامة. فتعاملنا لا يرتقي بالتعامل مع كتاب الله من مستوى المصحفية الى مستوى القرآنية. ان اهم فصل يعني ان اهم جزء في تعريف القرآن المجيد هو انه كلام الله رب العالمين. اهم جزء في تعريف القرآن اخواني ما هو؟ اهم جزء كما ذكرت لكم قبل قليل وانا اعدد لكم اوصاف القرآن في القرآن. اهم وصف للقرآن. اهم جزئية فيه انه كلام الله رب العالمين. وما كان كلام الحي الذي لا يموت ان يبلى او يموت. عجيب حالنا كلام الحي الذي لا يموت يبلى في انفسنا ويموت. والله لا يحق ذلك ابدا. ما كان لكلام الحي الذي لا يموت سبحانه ان يبلى هذا الكلام وان يموت في قلوبنا. ولكن في الحقيقة الذي يموت ليس هو القرآن. ليس هو كلام ليس هو كلام الله الذي يموت هو شعورنا نحن الذي يموت هو شعورنا نحن مشاعرنا قلوبنا ارواحنا هي التي تموت هي التي تضعف مع الوقت مع الوقت وتقسو الى ان تصبح في حالة من الجفاء والجمود. الذي يبلى هو ايماننا نحن اما الوحي فهو عين الحياة عين نابضة عين متدفقة عين لا تنضب ابدا اخواني كلام الله عين ستبقى على مدار التاريخ تبعث النور والضياء في حياة البشرية لمن يريد ان يبصر ذاك النور وذاك الضياء. اما الوحي فهو عين الحياة. وحقيقة الوحي لاحظوا الان بدأ يتكلم عن قضية الوحي. وحقيقة الوحي هي اول صفة يجب ان نتلقى بها القرآن يعني اول شيء ان عليك ان تتعامل به مع القرآن وانت تتلوه في رمضان وفي غير رمضان ان تتعامل معه على انه وحي من السماء. حقيقة الوحي هي اول صفة يجب ان نتلقى بها القرآن الكريم. وهي اهم جوهر يجب ان ننظر من خلاله الى كلماته. فعندما تنظر الى كلمات القرآن الكريم عليك ان تنظر هذه العين العين التي تنظر الى الكلمة بانها وحي. هي اهم جوهر يجب ان ننظر من خلاله الى كلماته بما هي كلمات الله رب العالمين. ذلك ان كلام الله سبحانه وتعالى لا يتنزل على الرسل الا وحيا بهذه الطبيعة وحيية وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء. وهذا شيء مهم جدا. فكون القرآن وحيا فكون القرآن وكون نظرتنا للقرآن انه وحي هو المعراج الذي يرتقي القارئ له الى سماء القرآنية. اذا اردت ان ترتقي الى سماء القرآن وان تحيا مع اجواء القرآن عليك ان تعرج على هذا المعراج. معراج الوحي عليك ان تفكر دائما وانت تتلو كل اية وكل كلمة ان هذه الكلمة وهذه الاية وحي اذا كنت تقرأ بهذا النفس بهذا الشعور بهذا الاحساس ستعرج على هذا المعراج حتى تصل الى سماء القرآن وتقف حينئذ على حقائق القرآن وعلى بصائر القرآن. انه المصطلح مصطلح الوحي انه المصطلح المفتاح الذي به تكتشف طبيعة القرآن. او يكتشف طبيعة القرآن ويبصر نوره ويتلقى حقائقه ايمانية ورسالاته الربانية. لن تتلقى حقائق القرآن وتشعر بها لن تفهم رسالات القرآن لن نور القرآن الا اذا ادركت وبقيت متيقظا لهذه الحقيقة العظمى وهي ان هذا القرآن وحي من الله سبحانه وتعالى. انه المصطلح المفتاح الذي به يكتشف طبيعة القرآن ويبصر نوره ويتلقى حقائقه الايمانية ورسالات ربانية ويشاهد شلالات الجمال والجلال حية متدفقة من منابع القرآن ان كون القرآن وحيا ليس معنى تاريخيا فحسب هذه ليست قضية من الماضي وانتهت. كون القرآن وحي ليست قضية تاريخية وانتهت كابدا بل هو معنى مصاحب لطبيعته ابدا على مدار الازمان. بمعنى ان صلة قرآني بالسماء صلة هذه الايات التي تتلونها بالسماء هي صلة ابدية لن تتغير يرى ابدا منذ ان نزل هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم الى ان يقبضه الله سبحانه وتعالى من قلوب العباد في اخر في الزمان هذا القرآن وحي. وحينما يدخل الى معكم في قبوركم سيبقى وحي. وحينما تكونون في عرصات القيامة وفي الجنة ودرجاتها سيبقى هذا القرآن وحيا فهذه حقيقة خالدة لا تتبدل. ان المشكلة هي اننا عندما نقرأ القرآن نربط الوحي فيه بذلك الماضي الذي كان. بينما الوحي في الحقيقة نور حاضر وروح اي يتدفق الان في كل ايات القرآن وينبع من تحت كل كلماته شلالات من كوثر فجاج لقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع الوحي التاريخي. نعم. الوحي الذي ينزل على الانبياء من السماء للارض انقطع بوفاته صلى الله عليه وسلم اي انقطع فعل التنزيل الذي كان في الزمان والمكان بواسطة الملاك جبريل. ولكن بقي الوحي القرآني حيا في حياة الامة. بقي القرآن الكريم وحيا حقيقيا يوصف بانه وحي. فالوحي عن الفعل بالمعنى المصدري انتهى. لكن الوحي بالوصف القرآني يبقى حيا متدفقا في حياة الامة بالخير الذي نزل من السماء. فالوحي هنا صفة اسمية من اسماء القرآن المجيد. قال تعالى انما انذركم بالوحي. فالوحي هنا في كلامنا ليست عملية الانزال الذي يقوم بها جبريل. بل اصبحت وصفا من وصافي القرآن التي لا تنفك عنه البتة. وقال سبحانه ان هو الا وحي يوحى. وانما سمي القرآن وحيا لانه نزل كذلك ابتداء من السماء نزل وحيا ثم بقيت فيه هذه الصفة ملازمة له الى قيام الساعة انه سيبقى وحي لانه نزل هكذا. بما انه نزل وحيا. اذا سيبقى وحيا دائما مستمرا ولن تنقطع عنه هذه الصفة الى ابد الابدين قال تعالى واوحي الي هذا القرآن على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ الوحي كما ترى اذا له دلالتان. الوحي بمعنى الحدث الفعلي وهو النزول من السماء الى الارض. وهو سبب النبوة. وهذا قد انقطع ما انتهينا منه لكن الوحي الذي هو الصفة لذات الكلام فهذا لا ينقطع ابدا. ونحن للاسف ظننا ان الوحي بكلا دلالتيه انقطع وحاشاه ان ينقطع. وعليه سمي هذا القرآن المجيد وحيا. فالمعنى الاول مصدري اي انه مصدر لفعل وحى يحيي وحيا ويقال اوحى ايضا. واما المعنى الثاني فهو الوحي بالمعنى الاسمي الوصفي. اي بما هو اسم من اسماء القرآن وصفة من صفاته الجوهرية الثابتة وهو معنى يعني المعنى الثاني يعني وهو وصف القرآن بانه وحي انما هو متولد نابع من المعنى الاول وهي عملية الانزال. فالوحي يطلق على عملية الانزال هذا الاطلاق الاول له. ويطلق ايضا على نفس النصوص المنزلة لاحظوا الوحي يطلق على عملية الانزال ويطلق ايضا على نفس النصوص المنزلة تسمى هي ايضا وحي. وتسمية النصوص منزلة ووحي هو متولد من الاستعمال الاول لكلمة الوحي وهو عملية الانزال من السماء. فبقي المعنى الثاني وانتهى المعنى الاول وفاة حبيبي صلى الله عليه وسلم. اذا وهو معنى اي المعنى الثاني للوحي متولد من المعنى الاول. فلان القرآن نزل وحيا ابتداء من الله صارت له اي لنصوصه تلك الصفة فسمي هو بذاته وحيا واصبح هذا اللفظ اسما علما على كتاب الله لا ينفك عنه على مدار الازمان فلك ان اقول القرآن هو الوحي والوحي هو القرآن والايات المذكورة قبل اي كما تلوناه قبل قليل دالة على ذلك فقد قال انا ان هو الا وحي يوحى وقال سبحانه قل انما انذركم بالوحي. قال الامام الطبري رحمه الله اما الوحي فهو الواقع من الموحي الى اوحى اليه. ولذلك سمت العرب الخط والكتابة وحيا. لانه واقع فيما كتب ثابت فيه. ذكر ذلك عند تفسيره لقول ذلك من انباء الغيبي نوحيه اليك بعد ان اجاب الشيخ فريد الانصاري هذا السائل بهذه الاجابة المجملة قال له السائل يا شيخ هذه الحقائق التي تتكلم بها معي حقائق بديهية. يعني انا اعرف ان القرآن وحي وانه منزل من السماء وانه سيبقى وحيا. انا ادرك كل هذه الحقائق فلما العناء؟ لماذا يعني تكابد معي في ايضاح هذه الحقائق وتجليتها؟ مع اني مؤمن ان القرآن هو وحي من السماء. لماذا؟ تعاني وتكابد وتكرر هذه الفكرة وتكرسها اكثر واكثر. طبعا هذه يد اليمين اخواني الكاميرا حتى ما يقل لاحد كما قال البارحة. تمام اقول في اجابة هذا السؤال الان سيجيب الشيخ فريد لماذا الشيخ فريد يسعى لترسيخ هذه الفكرة لاحيائها مع ان نعلمها ونعتقدها في الجملة. فاقول لك نعم يا بني ولكننا ننساها. انا ادرك انك تعرف انه وحي. لكننا ننساها ننسى انه وحي ولكننا ننساها فنضل الطريق الى القرآن. هنا المشكلة. وانما مشكلة اجيالنا المعاصرة يا بني انها اضاعت هذه البديهيات التي تتكلم عنها اضاعتها. حتى صرنا في حاجة الى اعادة تقرير عن الدين نفسه. يعني نحن اليوم نحتاج ان نوضح للمسلمين ولاجيالنا المسلمة ما هو الدين؟ الذي انزله الله مع ان احدنا قد يقول والله الدين معروف ما هو الدين. لكننا والله نضيع هذه البديهيات فتصبح تائهة في حياتنا فنضل عن الطريق. نحن لا نريد مجرد المعرفة العلمية. نريد المعرفة العملية السلوكية. هذه هي المعرفة. المعرفة التي تورث عملا اما مجرد المعرفة النظرية التي لا تورث عملا ولا تطبيقا ولا حركة في هذه الحياة. بالله عليكم ما فائدة هذه المعرفة؟ نعم ان القرآن بوصفه وحيا آآ اخي الكريم احد اذا احد الاخوة عنده سؤال ارجو ان يعيده في نهاية المجلس. لاني لا اريد ان اقطع الافكار على احبائي. لا اريد ان اقطع الافكار عليكم جميعا اكرمكم الله احبائي فمن كان عنده سؤال فليعده في نهاية المجلس وباذن الله اجيبه الاسئلة جميعها اه اذا كان عندي خبر بها. نعم ان تلقي القرآن بوصفه وحيا هو المفتاح الاساس. يعني عملية قراءتنا للقرآن وتعاملنا مع القرآن وانطلاقنا في حياة القرآن بوصفه وحي هذا هو المفتاح الاساس لاكتشاف كنوزه الروحية والتخلق بحقائقه الايمانية العظمى. هذا هو المفتاح بعض الاخوة يقول يا شيخ كيف نعرف حقائق القرآن كيف نبصر نور القرآن عليك وانت تقرأ كل اية ان تستشعر وان تقف نعم واستشعر ان هذه الاية وحي نزل من السماء ثم بعد ذلك اكمل قراءة الاية. لما تكمل قراءة الاية وانت تستشعر داخليا ووجدانيا انك الان تقرأ وحي السماء ستدرك عظمة هذا النص وستشعر لاول مرة بمعان فخمة ومشاعر ملتهبة تحيا في وجدانك لم تمر عليها بالقراءات السابقة لهذا النص. كثير ما قرأت القرآن يا شيخ لكنني لم اشعر بذاك اللهيب الملتهب الذي يتكلم عنه الشيخ فريد. مهو انت عليك ان تأخذ الخطوات يا اخي الكريم. ليس مجرد ان تفتح القرآن معناها ستشعر بذاك اللهيب. لابد من هذه الممارسة القلبية وهي عند كل اية قف. واستشعر انك تقرأ وحي سماء حينئذ ستتلقى هذه الرسائل وهذه الايات بقلب اخر بشعور اخر بطريقة اخرى تختلف عن الطريق المعتادة التي كنت تتلقى فيها هذه الايات. ستتلقى هذه الايات وانت تستشعر انها كانها تنزل على قلبك الان من السماء كأنها تنزل على قلبك الان من السماء اذا قرأتها وانت تستشعر انها وحي. كانها تقع الان على قلبك وتنزل على فؤادك فحين اذ ستشعر بحرها ستشعر بها وهي تحرق وهج الذنوب والمعاصي وتزيل هذه وتبعد هذه آآ الشبهات والشهوات عن قلبك لتكشف لك عن حقائق النور التي كان يراها الصحابة الكرام الجيل الاول في ثنايا هذه النصوص. ان تلقي القرآن بوصفه وحيا هو المفتاح الاساس. لاكتشاف كنوزه الروحية والتخلق بحقائق عقه الايمانية العظمى النور. النور تلك هي طبيعة الوحي وصبغته. وصفته وصفته الثابتة للقرآن حقيقة جوهرية لا تنفك عنه. والنور روح لكنه روح يسري في كلمات القرآن بخفاء. هناك نور يسري في كلماتي في نصوص القرآن بخفاء وانما المؤمنون وحدهم الذين تلقوا القرآن على انه وحي. المؤمنون وحدهم الذين القرآن على انه وحي. هم وحدهم يبصرون جداوله الرقراقة وهي تتدفق بالجمال والجلال ولكن كيف يكون هذا لنعد الى مثال النجم المذنب سيعود بنا الان الشيخ فريد الانصاري للفكرة التي بدأ بها رسالته وهي فكرة يعني يحاول مجرد تشبيه طبعا اندومية مجرد تشبيه يحاول ان يشبه لك القرآن بذاك النيزك الذي هبط من السماء. فيريد ان يعطيك فكرة عن هذا القرآن من خلال هذا التشبيه وانظروا الى هذه القصة الجميلة التي سيسردها عليكم لتفهموا طبيعة القرآن. يقول الشيخ فريد ان النيزك الناري الواقع من السماء الى الارض. ما زال يحتفظ باسرار العالم الخارجي. الذي قدم منه هذا القرآن يشبهه بانه نيزك وقع من السماء وهبط على هذه الارض. وما زال هذا النيزك يحتفظ باسرار العالمين فمن خارج الذي قدم منه. انه فهرس مكنون كالفهرس بتعرفوا الفهرس فارس الكتب. انه فهرس مكنون لو دبرته لوجدته يكتنز خريطة الكون كله لو تدبرت هذا القرآن ستكتشف ان هذا القرآن من اوله الى اخره يعطيك خريطة هذا العالم الذي تحياه. ويحتفظ من اصراري ما عجزت عن ادراكه احدث مراصد الفلك. واعقد معادلات الرياضيات واحدث نظريات الفيزياء. ان هذا النيزك لم يفقد حرارته ولا طاقته قط ولن يفقد حرارته وطاقته قط وانما حجب لهيبه رحمة بالناس. وتيسيرا لهم. اخواني هذا القرآن لو انكشفت كل حقائقه لتصدعت القلوب. لتصدعت القلوب بمعنى كلمة تصدعت من مكانها اخواني هذا القرآن لو انزله الله على جبل لتصدع الجبل وهبطت الصخور وتشققت الارض كلام ثقيل جدا جدا فالشيخ فريد يقول له الله سبحانه وتعالى حجب عنكم شيئا من لهيبه حتى لا تحترق القلوب حتى تطيقوا ان تفهموا وان تتدبروا وان تعيشوا والا لو كشفت لكم كل الحقائق لو كشفت لكم كل الحقائق فان هذه القلوب ستنصد ستتصدع وتتشقق وتتفطر خوفا وخشية واجلاء قالت لله سبحانه وتعالى انه لم يفقد حرارته ولا طاقته قط وانما حجب لهيبه. رحمة بالناس وتيسيرا لهم وتيسيرا لهم فقط وتشجيعا للسائرين في الظلمات على حمل قنديله الوهاج والقبض عليه باصابع غير مرتعشة الله سبحانه رحمة بكم لم يكشف لكم الحقائق كاملة كاملة. كما قلت لكم لان اجسادكم الضعيفة الان لا تحتملها وما يكشف لنا الكثير من الحقائق في جنات النعيم. اسأل الله ان اكون انا واياكم من اهلها. لكن هناك كثير من الحقائق لم تكشف الان تماما لان القلوب لا تطيق ان تتحمل تلك الحقائق العظمى الفخمة الجليلة المهيبة وانما حجب لهيبه رحمة بالناس وتيسيرا لهم وتشجيعا للسائلين في الظلمات على حمل قنديله الوهاج وعلى القبض عليه باصابع غير مرتعشة بل على احتضانه وضمه الى القلب نورا متوهجا بين الجوانح. ان مثل القرآن ومثل الناس في هذا الزمان هنا بدأت القصة وانتبهوا لها. ان مثل القرآن ومثل الناس في هذا الزمان هو كثلاثة مسافرين ثلاثة اناس كانوا في سفر. تاهوا في الصحراء في ليل مظلم. صحارى وظلمات لا اول لها ولا اخر فبينما هم كذلك في هذه الصحراء اذ شاهدوا في السماء نجما مذنبا لاهبا. لم يزل يخرق ظلمات الافق بنوره العظيم حتى ارتطم هذا النجم الوهاج بالارض. فافترقوا ثلاثتهم ازاءه على ثلاثة مواقف. هؤلاء الثلاثة المسافرون لما وجدوا هذا النيزك اخترق ظلمات الليل وارتطم بالارض اتخذ هؤلاء الثلاثة ثلاثة مواقف من هذا النيزك. كل شخص نظر اليه بطريقة. فاما احدهم فلم يعر ذاك النية الذي نزل من السماء لم يعره لتلك الظاهرة اهتماما ابدا. بل رآها مجرد حركة من حركات الطبيعة العشوائية. هذا الشخص قال واما الاخران فقد هرع الى موقع النيزك. فالتقط احجاره المتناثرة هنا وهناك. وكان في تعاملهما مع تلك الاحجار الكريمة التي آآ التقطاها كانا على مذهبين. احدهما قد اعجب بالحجر لما وجد فيه من جمال والوان ذات بريق وقال في نفسه لعله يستأنس بهذا الحجر الجميل في وحشة هذه الطريق المظلمة ثم وضع اهذا الحجر الجميل في جرابه؟ وانتهت حكايته معه؟ هو رآه جميلا اعجبه منظره اصبح بينه وبينه علاقة عاطفية ما يقولون فقال لعلني استأنس به في طريقي. فوضع الحجر في جيبه وانتهت حكايته ووقفت حكايته هنا. واما الاخر الثالث والاخير واما الاخر فقد انبهر كصديقه بجمال الحجر الغريب وجعل يقلبه في يده ويقول في نفسه لابد وان يكون هذا المعدن النفيس القادم من عالم الغيب يحمل سرا. مستحيل هذا الحجر مجرد حجر جميل هكذا وانتهت الحكاية. لابد وانه يحمل سرا في داخله لا يجوز ان يكون وقوعه على الارض بهذه الصورة الرهيبة عبثا. كلا كلا لابد ان في الامر حكمة ما ثم جعل صاحبنا يفرك حجرا منه بحجر اخر. اخذ يفرك حجر بحجر. حتى تطاير من بين معادنهم الشرر فجأة فانبهر هذا الرجل لذلك فازداد فركا للحجر فازداد بذلك هذا الحجر وشررا وجعلت حرارة معدنه تشتد شيئا فشيئا حتى وجد صاحبنا الم ذلك بين كفيه حرارة هذا المعدن بدأت تتسرب الى كفيه. بل جعلت الحرارة الشديدة تسري بكل اطراف جسمه وجعل الالم يعتصر قلبه حرارة شديدة. يفرك المعدن بالمعدن. والحرارة تتسرب الى جسمه حتى وصلت الى قلبه ويرتفع مع ذلك وتيرة نبضه والقلب يخفق. يخفق بقوة. لكن صاحبنا الذي يفرق او يفركوا الحجر بالحجر صبر. وصابر وتحمل عملية الفرك. فقد كان قلبه رغم الاحساس بالالم والمعاناة يشعر بسعادة غامرة وهو يرى ذاك الوهج وذاك النور الذي ينبع من هذه المعادن يشعر بسعادة غامرة ولذة روحية لا توصف وما هي الا لحظات حتى تحول الحجر الكريم بين يديه الى مشكاة من نور عظيم. ثم امتد ذاك النور من بين يديه من هذه المشكلة بين يديه الى ذاته. هذا النور الذي نبع من هذا الحجر الكريم. مع شدة الفرك وصل الى ذاته الى قلبه الى وجدانه حتى صار كل جسمه سبيكة منيرة بهذا النور. واصبح صاحبنا ثريا او كانه ثريا حطت سرجها ومصابيحها على الارض. وجعل شعاع النور الذي اضاءه يفي من قلبه الملتهب فيعلو في الفضاء حوله. في هذه الظلمات في ظلمات الصحراء. يعلو ويعلو ثم حتى اتصل بالسماء حتى اتصل بالسماء فانار لصاحبنا الذي تعب نعم هو تعب ابتداء في فرك المعدن بالمعدن واصابته حرارة المعادن وتسربت الى قلبه وهج وشيء من الاحتراق لكنه تحمل. تحمل وهو مسرور لما يرى من ذاك وهج وذاك النور الى ان اضاء ذاك النور جسمه واصبح بردا وسلاما وانار له طريقه في هذه الظلمات. كان رجل صاحبنا يتتبع ببصره المبهور. حبل النور الذي يتصاعد من ذاته نحو السماء. حتى اذا اتصل فهذا النور بالافق الاعلى تراءت له وانكشفت له خارطة الطريق في الصحراء واضحة جلية. ليل وها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. ووقع في قلبه من الفرح الشديد. ما جعله يصرخ وينادي صاحبيه مع صاحب الذي وضع الحجر الجميل في جيبه وصاحب الذي لم يلتفت اصلا الى الحجر ابتداء. جعل صاحبنا يصرخ وينادي صاحب معا اخوي العزيزين هلما الي لقد وجدت خارطة الطريق في هذه الصحراء المظلمة في هذه الظلمات في هذه المتاهات في هذه الشبهات في هذه الشهوات. هلم الي الي لقد وجدت خارطة الطريق. لقد من الله علينا جميعا بالفرج اخوي العزيزين. انظرا انظرا هذا مسلك الخروج من ظلمات هذه الصحراء. الى النور شهدوا شعاع النور المتدفق من السماء. انه يشير بوضوح الى قبلة النجاة. انه يدلنا على الطريق فالنجاة النجاة رحمكم الله. اما الذي طب كيف استجاب صاحباه لهذا النداء؟ قال اما الذي احتفظ بقطعة من الحجر في جرابه الذي اخذ القرآن واهتم به لكنه لم يبصر النور الذي رآه صاحبه اما الذي احتفظ بقطعة من الحجر في جرابه فهذا لم يتردد في اتباع صاحبه وفي الاقتداء بهديه لانه كان تؤمن بان لهذا المعدن الكريم سرا ولقد ابصر شعاعه الان ببصيرة صاحبه لا ببصيرة نفسه فهناك اناس اخواني في هذه الحياة يحبون القرآن لكنهم لا يحسنون التعامل معه. فعلى اهل القرآن الحق وعلى حملة القرآن بحق ان يأخذوا بايدي هؤلاء المؤمنين الذين يحبون القرآن ويدركون ان فيه اسرار وحقائق على اهل القرآن الحق الذين رأوا نور القرآن وبصائر القرآن بانفسهم عليهم ان يأخذوا بايدي هؤلاء معهم في طريق القرآن الى طريق النجاة حتى يصلوا معا الى بر الامان. واما الاول الذي لم يرى في النجم الواقع على الارض شيئا ذا بال اساسا. فانه ورغم نداء صاحبه له المتواصل لم يبصر شيئا من امر الشعاع المتدفق الذي ينير ما حوله. وهذا للاسف حاله من اعرض عن كلام ربه سبحانه. فمع ان هذا القرآن ينير الوجود. ينير الوجود اخواني. لكن من اعرض عن فان عليه حجبا تمنعه عن ابصار هذا النور المتدفق في ارجاء هذا الكون الفسيح. لقد كان محجوب عن ابصار هذا النور باعتقاده الفاسد. فلم تعكس مرآة قلبه الصدئة نورا ليبصره. ولذلك لم يصدق من نداء صاحب النور شيئا من كلامه. هذه مجرد رجعية تخلف عن اي نور تتحدثون؟ الفكر في كلام الفلاسفة التقدم والحضارة في كلام فلان وعلان محروم هذا الانسان والله. لم تعكس مرآة قلبه الصديق نورا. لم يصدق من نداء صاحب النور شيئا من كلامه. بل اتهمه بالجنون والهذيان. قال له اين النور؟ انت احمق؟ انا لا ارى نورا في هذا الكون. وبالتأكيد انت ترى نورا لانك محجوب عن كل هذه المعارف بالاعتقادات الفاسدة والشبهات تلو الشبهات التي وضعتها على قلبك فاصبح صدئا لا يستطيع ان يبصر ذاك النور الالهي. ومضى وحده هذا الرجل الذي انعرض عن كلام ربه اعرض عن هذا النور الذي يضيء مضى وحده يتخبط في الصحراء ضاربا في تيه الظلمات. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور اية عظيمة في كلام ربنا سبحانه. الذي لا يأخذ النور من مشكاة القرآن. والله وتالله وبالله ليس له نور ابدا في هذه الحياة. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. مهما نعم انه تنويري انه مفكر انه فيلسوف انه يستضيء بثقافة الغرب. والله انه محروم والله انه تائه في ظلمات النفس حائر في هذه الحياة لكنه يكابر كما كابر هذا الرجل يكابر ويوهم نفسه انه الى بر الامان ولكنه المسكين مما فازة الى مفازة ومن صحراء الى صحراء ومن مهلكة الى مهلكة. ثم انطلق الرجل المهتديان لم تنتهي القصة بعد. ثم انطلق الرجلان المهتديان من صاحب البصيرة الذي انطلق النور منه. والثاني الذي اتبعه ثم انطلق الرجل ان المهتديان يسيران في طريق النور. وانما هما تابع ومتبوع. المتبوع هو الذي رأى النور بنفسه. والتابع هو الذي تبع صاحبه. فالمتبوع هو داعية يرى بنور الله يسير على بصيرة من ربه بما كابد من نار الحجر وشاهد من نوره. اها الداعي الى الله لماذا هذا كان هو المتبوع؟ لماذا كان هو صاحب المسير. لان هذا الرجل تعب وقدح الحجر بالحجر وتحمل الحرارة التي تسربت الى وجدانه وصلت الى قلبه فاذابت ذاك الدرن وتلك الشبهات وتلك الامراض. ثم اصبح هذا البدن نورا فاضاء لمن حوله فاستحق ان يكون اماما متبعا لانه تعب واصر وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا لما صبروا هكذا اصبحوا ائمة. صبروا على قدح الحجر بالحجر. صبروا على مكابدة ايات القرآن صبروا على العيش في حقائق القرآن حتى صهرت واذابت الشهوات والشبهات وازال اهواء النفوس فاطمأنت هذه القلوب بعد الى كلام ربها وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون لما صبروا لاحظوا هاي الازدواجية لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فهناك صبرا اتقان بايات الله هو الذي اثمر منهم ائمة يهدون بامرنا. فالمتبوع داعية يرى بنور الله ويسير على بصيرة من ربه بنفسه بما كابد من نار الحجر وشاهد من نوره. والثاني الذي يتبعه مؤمن بالنور. هو مؤمن به مصدق بدعوة صاحبه يسير على خطى صاحبه وعلى هديه. ولكنه سيبقى يكابد في سيره عثرات من حين لاخر وهنات. هذا التابع اخواني سيبقى عنده شيء من الضعف ولابد. لماذا؟ لانه في النهاية نتابع ولم يبصر من الحقائق ومن ذاك النور ما ابصر صاحبه الامام. فلابد وان يتعثر في الطريق. لابد وان يصيبه شيء من الفتور او يأتيه احيانا عن صاحبه فيأتي صاحبه ليأخذ بيده مرة اخرى. سيحدث هذا معه. وذلك بسبب ما يلقي الشيطان من وساوس ومخاوف. لعلك تكون سلقت الطريق الخطأ. سيبقى فيه وساوس. هذا التابع سيبقى يأتيه الشيطان يزعزع ثقته بصاحبه سيأتيه الشيطان ويقول لعل صاحبك اخطأ الطريق لعل صاحبك يضحك عليك بقصة النور لعله يتكلم عن شيء لكنه توهمه سيبقى الشيطان وسوسوا في هذا التابع ويخوفه ويشعره بالقلق ويجعله لعله يعود ادراجه ويلحق ذاك التائه. فهذا التابع المسكين هو محط تذبذب في مسيره. لكنه بخير ما دام يصارع هذه الوساوس ولا يستسلم لها وليس لديه ما يدفع به كيد الشيطان الا ما يتلقى من صاحبه. وبينما هما كذلك يسيران مطمئنين في اذ سأل الرجل التابع صاحبه المتبوع سأل الامام فقال انشد اناشدك الله ان تخبرني يا صاحبي كيف اكتشفت سر النور في هذا الحجر الكريم وهما يسيران معا التابع يقول للمتبوع يا ايها الامام بالله عليك اخبرني كيف استطعت ان تصل الى هذا النور؟ كيف قدحت الحجر؟ وكيف اشتعل في حياتك وانار لك الطريق اناشدك الله ان تخبرني. كيف اكتشفت سر النور في هذا الحجر الكريم؟ لكن صاحب النور وجد ان اللغة عاجزة عن بيان حقيقة النور لصاحبه. فما كان منه يعني الكلام لن يوفي مهما نظرت عليك يا صاحبي لن تستطيع ان كيف وصلت لكن ساعطيك شيء عملي. فما كان منه الا ان دس قطعة من الحجر الذي كان بين يديه في كف السائل في كف صاحبه. فهذا الصاحب الذي لم يرى النور بعينيه بعد. لما وضع او لما وصل الى يده صرخة صرخ وتألم من شدة حر الحجر الكريم والتهابه. وجعل يقلبه بين يديه سريعا كما يقلب الانسان الجمرة بين يديه وجعل يقلبه بين يديه ثم القاه بسرعة واعاده الى الامام. ثم القاه بسرعة في كف صاحبه. لكن صاحب النور قبض عليه بيد ثابتة مطمئنة لما القاه في يد صاحبه واعاده الى الامام وجد ان الامام يقبض على هذا الحجر ملتهب بيد ثابتة مطمئن لم ترتعش يده ولم يشعر بالحرارة كما شعر التابع. فعجب منه رفيقه وقال يا ايها الامام انت قابض على الجمر بيديك. فقال الامام نعم هو كذلك انه القبض على الجمر لكن يا اخي لذة الروح بما يشاهد القلب من النور وبما يجده من سعادة غامرة في هذا القبض ترفع عن الجسد الشعور بالالم وتمنع حدوث الاحتراق. وان نار الشوق والايمان لا هي اقوى الف مرة ومرة من نار الكفر والفسوق والعصيان. ولو وقعت الاولى اي نار الايمان والشوق على نار الكفر والفسوق والعصيان فان نار الايمان والشوق تجعل نار الفسوق والعصيان لجعلتها سلاما وامانا على قلب عبد المؤمن قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم الايمان والشوق عند ابراهيم عليه السلام استطاعت ان تجعل نار الكفار نار العصاة نار الفجار اولها الى برد وسلام ما اعجب ذاك الكلام. نعم يا رفيقي في طريق النور ان مكابدة القرآن في زمان الفتن. الان عاد الشيخ وليد الانصاري ليختم لكم هذا الكلام. فيقول نعم يا رفيقي في طريق النور. ان مكابدة القرآن في زمان الفتن والصبر على جمره اللاهب انتم فهمتم من مثل اخواني كل القصة فهمتموها عرفتم ما هو الجمر الله ما هو النيزك هو الوحي الالهي وهذه الاحجار هي القرآن الكريم الذي اعرض عنه احدهم وتلقاه احدهم لكنه لم يبصر نوره وتلقاه الثالث فابصر نوره بعد ان اكتوى بحقائقه هذه الحقائق ما في بدنه من الشبهات والسحب. ازالت كل الحجب فاصبح هذا القلب يشعر بالامان والراحة حول اللذة والسعادة وهو يقبض على جمال القرآن. ان مكابدة القرآن في زمان الفتن والصبر على جمره اللاهب في ظلمات المحن تلقيا وتزكية وتدارسا وسيرا به الى الله في خلوات الليل ووحده الكفيل باشعال المشكاته؟ واكتشاف اسرار وحيه والارتواء من جداول روحه والتطهر بشلال نوره. ذاك النور المتدفق ثق بالحياة على قلوب المحبين. فيضا ربانيا نازلا من هناك. من عند الرحمن الملك الكريم الوهاب فتدبر يا صاحي هذا المشهد القرآني الجليل في بيان حقيقة تلقي محمد صلى الله عليه وسلم للوحي عن الملك العظيم جبريل السلام حيث تلقى عنه ما تلقى من القرآن الكريم وحيا من الله رب العرش العظيم وشاهد ما شاهد خلال ذلك من حقائق ايمانية ومنازل روحانية يعني انظروا الى المشاهد التي شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم في مدرسة القرآن من الحقائق الايمانية والمنازل الروحانية ضاربة في عمق الغيب الاعلى والنجم اذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى. ذلك هو القرآن الوحي. انه حجر كريم بل انه نجم عظيم وقع على الارض. ولم يزل معدنه والنفيس يشتعل بين يدي كل من فركه بقلبه. تفرك هذه الايات بقلبك لتشعل وهجا تذيب كما قلنا الحجب والسحب فتنكشف لك خارطة الطريق الى الله سبحانه وتعالى. ولم يزل معدنه النفيس يشتعل بين يدي كل من فركه بقلبه وكابده بروحه تخلقا وتحققا حتى يرتفع شعاعه عاليا عاليا في السماء دالا على مصدره ومنبعه واصله. هناك في موقعه الاعلى في اللوح المحفوظ ومشيرا من علو ببرقه العظيم الى باب الخروج والنجاة. فهنيئا لمن تمسك بحبله. واتصل قلبه بتياره وتزود من رقراق اسراره ثم مشى على الارض في امان انواره. نعم ذلك هو القرآن الذي يصل قارئه وحيا يملأ السماء مباشرة من اول كلمة يقرأها فاذا به يطل على على عالم الشهادة من شرفات عالم الغيب. بصائر قرآنية واضحة ومشاهدات لا يضام في حقائقها شيئا ومشاهدات لا تلبيس فيها لا تدليس لا خرافة لا تخرسات لا اراء رجال لا اهواء لا امزجة لا رأي فلان ولا رأي فلان وانما هو نور الفرقان. قال تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم. فمن ابصر فلنفسه. ومن عمي وما انا عليكم بحفيظ. يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم. نعم. ذلك هو القرآن الوحي. فمن يفرك جمره عباد الله؟ من يقتبس من حر اياته نوره فعسى ان يترقى ذاك الانسان في معارجه الى مقام الروح الاعلى. وعساه ان يكون بذلك من المبصرين. ممن خارطة الطريق في هذه الحياة. ايها القابضون على الجمر. ايها المراقبون لنيزك السماء انه وحي فتعرضوا له. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وانما الموفق من وفقه الله. محبكم فريد الانصاري ثلاثة ايار الفين وتسعة ميلادي. رحمة الله تعالى عليك من شيخ جليل اذا معاني هذه الرسالة الثالثة كيف نتلقى القرآن نتلقاه على انه وحي هبط من السماء لينير قلوبنا لكن هذا النور لن يرى حتى نفرك هذا الوحي بقلوبنا ليشتعل الوهج حين ستذوب السحب ونكسر خارطة الطريق. هذه فكرة كل الرسالة باختصار رحمة الله عليك شيخ فريد الانصاري ورحمة الله على تلك النفس الزكية الطاهرة نحسبك والله حسيبك ولا نزكي على الله احدا