بعد بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله هذه القصيدة هلامية العجم هي رحلة ابي اسماعيل الطغرائي في البحث عن الامال والمعالي وصفات الرفيعة والاخلاق الفاضلة على الرغم من ان الايام لا تأتي وفق ما يريد على الرغم من تحطم كثير من الاحلام على صخرة الواقع لكن هذا الرجل يكافح ما زال يكافح في هذه الحياة الدنيا وقد رسم لنا قصة جميلة يحاكي بها مشاعره وما يشعر به تجاه اماله وطموحاته ويخبرنا بها عن شخصيته تلك الشخصية التي تعتد بنفسها تلك الشخصية الطموحة التي تبحث عن الامال تلك الشخصية التي لا ترضى الضيم والذل هذا هو ابو اسماعيل الطغرائي. صاحب الهمة العالية والنفس الشريفة. ودائما احبتي المسلم العاقل يسعى ان يكون عنده نفس شريفة. تقوده دائما الى معالي الامور ولا يرضى بسفاسفها. المسلم يجب ان يكون طموحا في حياته لتحقيق الامال. لا يرضى ان يكون انسانا خاملا كسولا غير منجز لا يضع بصمات في هذه الحياة الدنيا قبل ان يغادرها في اي مجال من مجالات الحياة. في اي مجال من مجالات الحياة لابد وان يكون لك بصمة قبل ان تغادر الحياة في الدنيا هكذا اصحاب النفوس الشريفة عاشوا. وهذا الانسان يدفع من اجله الاثمان الباهظة ترك البصمات هناك ثمن ستدفعه لكن هذا الثمن يهون من اجل الوصول الى تلك البصمات الى ذاك المعالي الى تلك الفضائل الى العلا لابد من شيء من الالم لكن الالم محتمل اذا كان يوصل الى لذة والى امل وصلنا اخواني مع ابي اسماعيل الطغرائي رحمة الله عليه وهو يرسم لنا تلك القصة التي حدثت بينه وبين صاحبه وهم يسيرون في القافلة في ليلة مقمرة والنجوم في كبد السماء. وقد قال لصاحبه يا صاحبي اريد ان ان اخذك معي في مغامرة. فصاحبه سأل وان هذه المغامرة؟ قال نريد ان نطرق ليلا ذاك الحي الكائن عند جبل اضم وهذا الحي يا صاحبي محمي بفرسان شجعان. رماتهم كانهم من قبيلة ثعل. فصاحبه قال وما المقصود من هذه المخاطرة فاخبره اننا نريد ان نصل الى نساء فاتنات جميلات يقمن في هذا الحي يقمن في هذا الحي ثم شرع في وصف هؤلاء النسوة لصاحبه حتى يرفع الهمم يرفع الطموح لخوض التحدي فاعطاه المعلومة واضحة. قال يا صاحبي الحب حيث العدا والاسود رابضة حول الكناس لها غاب من الاسالي يا صاحبي ان المحبوبات قاطنات في وسط العدا لن نصل اليهن بسهولة سندفع شيئا من الثمن. الحب حبيبنا يقطن حيث العداء يا صاحبي رابضة حول الكناس. ما هو الكناس اخواني؟ من يتذكر؟ الكناس شرحناه البارحة ما هو الكناس من يتذكر معنا يعطيني الاجابة سريعا والازد رابضة حول الكناس لها غاب من الاسر. قلنا هذه الاسد حولها غابة من الاسل وهي الرماح وهذه الاسد تحرس الكناس الذي فيه المحبوبات ما هو الكناس اخواني؟ انتظر اجابة سريعة لا ليس بيت الضب الضب ليس لا يسمى بيته كناسا بيت ماذا الكناس اتى ربما سمعتها البارحة مقطوش الكلمة ليس بيت الضب نعم بيت الغزال الظباء. انت لو سمعت ربما الظباء ضب لا الظباء الغزلان تسمى جحورها التي تكمن فيها كناسا لك ذاك المشهد البديع مشهد الاسود الرابضة لتحمي ذاك الكناس الذي يكمن فيه الفتيات اللواتي الطغرائي وصاحبه الوصول اليهن والظفر بهن. دعونا نكمل رحلتنا اذا مع الطغراء رحمة الله عليه انظر كيف استمر الطغرائي في وصف هؤلاء النساء الحسناوات ومن انصافه رحمة الله عليه انه وصف ايضا رجال هذه القبيلة. فهو لم يقتصر على وصف نساء هذه القبيلة بل ايضا ذكر او امتدح رجال هذه القبيلة بانهم شجعان وفرسان كرام كما سيأتي معنا. وهذا يدل على الانصاف. انه ينصف اعداءه يعني رجال هذه القبيلة هم الان خصوم للطغرائي لا يريدون للطغرائي ان يصل الى طموحه وامله في الظفر بالنسوة. لكن مع انه هم اعداء له لكن مع ذلك هذا الرجل يكرم هؤلاء الرجال ويصفهم باعلى الاوصاف. انظروا ماذا قال الطغرائي في البيت الحادي والعشرين يقول الطغرائي رحمة الله عليه يا صاحبي نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل. يخاطب صاحبه ويقول يا صاحبي اريد ان اؤم اي نقصد. انا وانت ناشئة اي قرية او ناشئا بالجزع. الجزع هو منعطف الوادي الجزع هو منعطف الوادي. فاريد يا صاحبي انا واياك ان امه اي نقصد قرية ناشئة في منعطف الوادي. هذه القرية يا صاحبي قد سقيت نصالها بمياه الغنج النصال احبائي هي السيوف هنا. النصال هنا هي السيوف. فيقول نصال هذه القرية قد سقيت بمياه الغنج والكحل. النصال رمز الى ماذا اخواني؟ الى الفرسان الشجعان. والرجال الابطال في هذه القرية. فيقول هذه القرية الناشئة التي نريد ان نقصدها في منعطف الوادي يا صاحبي. سقي رجالها بمياه النساء الغنجي والكحلي. سقي اي ربي ونشأ فالسقاية هنا كناية عن التربية والتنشئة. ففرسان هذه القرية وشجعانها يا صاحبي نشأوا على يد نسوة غنيجات كحلات والمرأة الغانجة هذا معروفة لديكم. والكحلة هي التي على جفونها آآ سواد يشبه الكحل فكأنه كحل طبيعي في عينها. فهذا فيه وصف لنساء هذه القرية بالجمال انهم غنيجات كحلات. ووصف تساني هذه القرية بانهم كالسيوف الحادة وان هؤلاء النصال هؤلاء السيوف تربوا يا صاحبي على ايدي هؤلاء النسوة الجميلات فهو ما زال يغري صاحبه بهذه المغامرة الخطيرة مغامرة تستحق يا صاحبي. وهكذا يريد ان يقول له والمغامرة تستحق لكنني ساعطيك اوصاف رجال هذه القرية ونساءها يكمل بعد ذلك ويقول قد زاد طيب احاديث الكرام بها ما بالكرائم بسم الله قد زاد طيبة هذه مشكلة خطأ هنا قد زاد طيبة طيبة مفعول به مقدم وما الفاعل المؤخر. قد زاد طيب احاديث الكرام بها ما بالكرائم من جبن ومن بخل. يقول الطغرائي الطغرائي لصاحبه يا صاحبي ان هذه القرية نساؤها يوصفن بالجبن والبخل ان النساء هذه القرية يوصفن بالجبن والبخل. ووصف المرأة بالجبن والبخل وصف مدح عند العرب. وليس ذم بعكس الرجال المرأة التي عندها شيء من الجبن وشيء من البخل هذه ممدوحة عند العرب. لماذا؟ يقول المرأة التي عندها شيء من الجبن آآ تتطاول على زوجها لا تمكر به لا تخدعه تهابه لا تتشوف عينها وقلبها الى غيره المرأة التي عندها شيء من الجبن هذه المرأة مسالمة لزوجها. فبالتالي بعلها يرضى عنها لانها امرأة اه لا تخادع زوجها المرأة الجريئة قد تخدع زوجها قد تمكر به قد تتطلع الى غيره قد توقعه في الدواهي والمصائب. لذلك يمتدحون في المرأة العربية ان يكون عندها شيء من الجبن حتى لا تتطاول على زوجها. فالجبن في المرأة صفة ممدحة. وكذلك قل يقولون المرأة البخيلة تحافظ على مال زوجها ولا تفرقه يمينا وشمالا. المرأة المعطاءة المرأة المعطاءة طبعا العطاء في المرأة هو من جانب فيه صفة كرم وخير لكن العرب بشكل عام لا تحب المرأة كثيرة العطاء. لانه يخشى من جانبها ان تبدد مال زوجها يمينا وشمالا فيحبون المرأة الممسكة التي عندها امساك وفي نفس الوقت عندها شيء من الجبن. اذا هو يمدح الان نسوة هذه القرية بان عندهن شيء من الجبن ومن البخل. وهذا الجبن والبخل قد زاد في طيب الاحاديث التي تنقل عن رجال هذه القرية. هناك احاديث طيبة هناك احاديث طيبة كما قال في الشطر الاول يتحدث بها عن رجال هذه القرية. زاد طيب هذه الاحاديث التي تنقل عن رجال هذه القرية ما يتصف به نساؤها من الجبن والبخل فهذا قصده في قوله قد زاد طيب احاديث الكرام بها. اي الاحاديث الطيبة التي تنقل عن الكرام الكرام هم الرجال الرجال الكرام في هذه القرية. فالاحاديث الطيبة التي تنقل عن الرجال الكرام في هذه القرية قد زاد طيبها ما توصف به الكرائم في هذه القرية. والكرائم هنا النسوة. الكرام الرجال والكرائم النسوة. ما يوصف به جرائم النسوة في هذه القرية من جبن ومن بخل. يقول تبيت نار الهوى منهن في كبد حرا هذا فيه وصف لهؤلاء النسوة بحسن الجمال وغاية الجمال. لدرجة ان الرجل الذي يحبهن ويتعشقهن ليلته وهناك نار تحرق كبده الحارة هذا معنى تبيت نار الهوى نار الهوى نار العشق والحب. لهن تبيت نار الهوى منهن والظاهر ان منهن معنى الميم هنا بمعنى لهن. الرجل الذي يحب هؤلاء النسوة ويتعشقهن ويتعلق بهن. يبيت دار الهوى في كبده الحارة تحرقها حرقا. وهذا دلالة كثرة العشق. وانه بلغ المنتهى والغاية القصوى تبيت نار الهوى منهن في كبد حراء. فهذا صفة النساء من شدة الحسن والجمال ان الرجل الذي يحبهن يبيت وهناك نار تكاد تأكل كبده الحارة. واما الرجال فعندهم نار اخرى رجال هذه القبيلة عندهم نار اخرى. ما هي؟ قال ونار القرى نار الضيافة منهم. لاحظ هنا اتى بمنهم وذكر انه يتكلم عن الرجال لكن قبل قليل منهن لانه كان يتكلم عن النساء فهذه المقابلة بين الرجال والنساء انتبهوا اليها في هذه الابيات. واما رجال هؤلاء او اما رجال هذه القبيلة فيبيتون وقد اشعلوا نار الضيافة في او على القلل او للقلل التي يوضع في داخلها الطعام للضيوف الذين يأتون اليهم. فيقول اذا نساء هذه القبيلة جميلات يشعلن نارا في كبد من يحبهن رجال هذه القبيلة رجال كرام يبيتون وقد اوقدوا نار الضيافة على القلل. وقد اوقدوا نار الضيافة نار قراءة على القلل اذا اجا ضعيف او اذا اتى مسكين او اذا اتى او اتى تائه او اذا اتى اه ضيف المهم لا الكرم والضيافة تكون حاضرة عندهم. وهذا يدل على الخصال الكريمة لرجال هذه القرية. يكمل بعد ذلك ويقول يقتلن امضاء حب لا حراك بهم. وينحرون كرام الخيل والابل يقول يقتلن امضاء حب لا حراك بهم وينحرون كرام الخيل والابل. يقول في الشطر الاول ما معنى يقتلن امضاء حب الله؟ حراك بهم؟ اي ان الرجال السقامة الذين يحبون هؤلاء النسوة وتتعلق قلوبهم بهن ولاحظ كيف صورهم بانهم امضاء. ومر معنا البارحة ان النضو هو البعير الهزيل الضعيف. فيقول العشاق الذين يحبون هؤلاء النسوة الذين اصابهم الضعف والهزال من شدة تعلقهن بهؤلاء النسوة في النهاية ماذا يحدث بهم يموتون ويقتلون. فهؤلاء النسوة يقتلن بحسن جمالهن لاحظ يقتلن بحسن جمالهن الامضاء والامضاء هنا كناية عن ماذا؟ او استعارة للعاشقين. يقتلن العاشقين الذين يحبونهن حتى يصبح هؤلاء العشاق لا حراك بهم موتى لا حراك بهم. فسامح الله هؤلاء النسوة يقتلن الانضاء يقتلنا العاشقين الذين يتعلقون بهم حتى يصبح هؤلاء العشاق صرعى على الارض لا حراك بهم يقتلن امضاء حب لا حراك بهم. ولاحظوا كيف استعار كلمة الامضاء. والانضاء جمع نضو. والنضو مر معنا هو البعير الهزيل. فالانسان عشاق والذين يتحببون من كثرة العشق والحب تصيبهم الامراض. وينحل الجسم ويضعف وهذا اقرأوا فيه روضة المحبين لابن القيم كيف يتكلم عن احوال العاشقين واقرأوا كذلك طوق الحمامة لابن حزم الظاهري وهو يتكلم ماذا يفعل العشق بصاحبه يقولون يبلى العشاق ولا يبلى. العشق ماذا يفعل بصاحبه؟ يبلى العشاق. ويذهبون من شدة تعشقهم. ويبقى عشقهم فالمهم يقول هؤلاء النسوة من شدة جمالهن يقتلن هؤلاء العشاق حتى يصبحوا لا حراك بهم. وفي المقابل رجال هؤلاء القرية وينحرون كرام الخيل والابل وينحرون كرام الخيل والابل. واما الرجال في هذه القرية فينحرون كرما لضيافة من يأتيهم كرام الخيل وكرام الابل. يعني لا ينحرون اي خيل عندهم او اي ناقة ضعيفة لا لا ينحرون لضيوفهم الا كرام الخيل وكرام الابل التي عندهم. وهذا دلالة شدة الكرم. ولاحظوا مدى الانصاف اذا وصف النساء وصف الرجال حتى يكتمل مدحه لهذه القرية وليغري صاحبه اكثر واكثر كما قلنا في هذه المغامرة. ثم اكمل الان في وصف النسوة فقط الان سيكمل في وصف النسوة فقط فيقول يشفى لديغ العوالي في بيوتهم بنهلة من غدير الخمر والعسل يقول يشفى لديغ العوالي في بيوتهم بنهلة من غدير الخمر والعسل. يشفى لديغ اللديغ هنا استعارها للجريح. فمعنى اللديغ ليس لديغ العقرب. وان كان الاصل في اللدغ ان يكون من العقرب ومن الحية. لكن هنا يقصد باللدغ الجريح جريح العوالي والعوالي ما هي العوالي؟ هي الرماح الطويلة. يعني رجال هذه القرية الذين يجرحون برماح الاعداء رجال هذه القرية الذين يجرحون ويلدغون واللدغ استعارة عن الجرح. آآ الذين يلدغون ويجرحون بالرماح العالية الطويلة يستشفون من جراحهم في بيوتهم من خلال هذا من خلال نهلة والنهلة اخواني هي الشربة الاولى من الماء. الشربة الاولى يسمونها نهلة والشربة الثانية يسمونها عللا. فالنعلة هي الشربة الاولى وهذا كناية على انهم يكتفون بشربة واحدة حتى يشفون الشربة من ماذا؟ قال بنهلة من غدير. الغدير الجدول الصغير. طب ما هو هذا الغدير؟ برأيكم؟ قال من غدير الخمر والعسل. الغدير هنا كناية احبائي عن ريق هؤلاء النسوة كناية عن ريق هؤلاء النسوة. وهذا الريق وصفه الطغرائي بانه كالخمر والعسل في اللذة وهذا في غاية الحسن والجمال. فيقول ان رجال هؤلاء ان رجال هذه القرية يستشفون من جراحهم التي تصيبهم من احي اعدائهم اذا ذهبوا الى بيوتهم بنهلة واحدة من هذا الغدير من هذا الريق العذب لهؤلاء النسوة الفاتنات وشبه ريقهن بانه كالخمر والعسل. في لذته وفي حلاوته. وهذا في غاية الوصف وفي غاية حسني في التشبيه طيب نكمل وهو يصف ويبالغ في الوصف واريد منكم في النهاية ان تعرفوا لماذا يبالغ في هذا الوصف ولماذا قال في هذا آآ المدح لهؤلاء النسوة من خلال معرفتنا ان الوسوة هنا رمز لماذا اخواني؟ هذه قلتها البارحة ان هذه القصة قصة رمزية يرمز بها الطغراء الى قضية معينة. لذلك ويبالغ في وصف النسوة هذه المبالغة. ويعمق ويذهب يمينا وشمالا. يقول ذلك لعل المامة بالجزع ثانية يدب منها نسيم البرء في عللي. يقول لصاحبه يا صاحبي دعنا نذهب الى هذه القرية. ارجوك دعنا نذهب الى هذه القرية يرد صاحبه. لماذا؟ لاحظوا الرجاء من اين اخذت يا من كلمة لعل لعل فيها شيء من الرجاء. طبعا هو رجاء بشفاء السقم لكنه ضمنيا فيه رجاء ايضا. بماذا من صديقه ان يأتي معه دعنا نذهب يا صديقي لعل المامة الالمام هو مجرد الاقتراب الالمام هو مجرد الاقتراب من الشيء يسمى الماما. فيقول دعنا نقترب من هذا الحي يا صاحبي. لعل اقترابا منه والجزع مرة انا تفسيره قبل قليل منعطف الوادي دعنا مجرد المامه بهذا الجزع بهذا المنعطف حتى والمنعطف هو الذي فيه الحي طبعا كما مر معنا. فدعنا مجرد المام يا صاحبي بهذا المنعطف ثانية لعل نسيم البرء يدب ويهب فيشفيني من ومن اسقامي لشدة تعلقي بهؤلاء النسوة. فاذا طبعا قوله ثانية يدل على ان الطغراء قد ذهب الى هذا الحي لمرة سابقة وذاق الوصال. قد ذهب الى هذا الحي في مرة سابقة وذاق الوصال لكنه انقطع عنه وهو الان يريد الوصول اليه مرة اخرى. ولاحظ كل هذه الترميزات. ان وصل الى هذا الحي ورشف وصل واخذ ونال لكنه انقطع عن هذا الحي فاصابته الاسقام. وهو يريد الان من صاحبه ان نقترب مجرد اقتراب من هذا الحي مرة اخرى لعل هذا الاقتراب يجعل نسيم البرء يهب ويدب فيشفيني من عللي ومن اسقامي. جميل ثم بدأ الطغرائي يصف نفسه لصاحبه بدأ الطغرائي في هذه الابيات يصف نفسه لصاحبه. فيقول يا صاحبي لا اكره الطعنة النجلاء قد شفعت. برشق من نبال الاعين النجول. انا يا صاحبي لا اكره ان اطعن طعنة نجلاء والطعنة نجلاء هي الطعنة الواسعة التي تحدث جرحا واسعا في من اصيب بها فانا يا صاحبي رجل مقدام لا اكره ولا اهاب الطعنة الواسعة ان اصاب بها بشرط ما هو الشرط؟ ان تشفع هذه الطعنة يعني ان يتبع هذه الطعنة رشقة من نبال في انسان لا يكره الطعنة النجلاء بشرط ان تشفع برشقة من نبال؟ نعم لكن ما هذه الرشقة من النبال التي يقصدها الطغرائي عليه رحمة الله يقول قد شفعت برشقة من نبال الاعين النجول. الاعين النجل النجل هي الاعين الواسعة. والمرأة من صفات الجمال فيها ان تكون عينها واسعة كاعين الظباء. لذلك يقول يا صاحبي انا لا اكره ان اصاب وان تصيب تري جراحات وطعنات واسعة اذا ظفرت برشقة من نبال تصدرها تلك اعيني الجميلات الحسنوات. فاذا كانت تلك النساء الجميلات سيرشقنني بنبال من اعينهن من لحظاتهن ومن الحاظهن فانني ارضى ولا اهاب ان اصاب بالطعن مقابل ان اظفر بتلك الرشقة. ثم طبعا لاحظوا الان يصور نفسه بصورة الرجل المقدام الذي لا يهاب الذي يستعد لان يخوض الغمار من اجل ان يظفر بالمقصود. جميل. ثم قال واعلم يا صاحبي ايضا ولا ابو الصفاح البيض تسعدني باللمح من خلل الاستار والكلل. وانا يا صاحبي ايضا لا اهاب الصفاح البيض. انا لا اخشى السيوف العريضة الصفاح البيض هي السيوف العريضة التي تقطع قطعا وتبتر بترا. انا يا صاحبي لا اهان ولا اخشى ايضا السيوف العريضة لو سلطت علي اذا كانت هذه السيوف ستسعدني وتساعدني في ان اخذ مجرد الماح لمحة بصر. لهؤلاء النسوة من خلل يعني او من خلل يعني من بين من خلل الاستار والكلاري. يصور هؤلاء النسوة كانهن ينظرن من بين الاستار والكلى. طبعا الكلى هو ايضا ستر لكنه ستر رقيق فهذا من باب اه عطف الخاص على العام. فيقول او يصور لنا ان النسوة في هذا الحي يقفن خلف فالستائر يفتحن الستائر ينظرن اليه الى محبوبهن من بعيد. فهو يقول انا لا اهاب ان تصيبني السيول في العريضة وان تطعنني اذا كانت ستسعدني وتساعدني في ان اخذ مجرد الماحه ولو نظرة لهؤلاء النسوة وهن ينظرن الي من خلل اي من بين الاستار والكلل. ولاحظ الوصف العالي لشجاعته واقدامه وانه مستعد لخوض الغمار ما دام انه يريد ان يظفر بمقصوده. وهو هنا يذكرني بامرئ القيس وهو يقول في معلقته ويصف وشجاعته للوصول الى معشوقته وبيضة خدر لا يرام خباؤها. تمتعت من لهو بها غير معجلي. تجاوزت احراسا ومعشرا علي حراصا لو يسرون مقتلي اذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض اثناء الوشاح المفصل فجئت وقد نضت لنوم في يا بهاء لدى الستر الا لبسة المتفضل. فقالت يمين الله ما لك حيلة وما ان ارى عنك الغواية تنجلي. خرجت بها تمشي. تجر وراء على اثرينا ذيل مرض مرحل. فلما انخنا ساحة فلما اجزنا ساحة الحي منتحى بنا بطن حقف ذي حقاف حقلقلي. الى اخر ما قال بعد ذلك لا اكمله الان. المهم امرئ القيس يصور لنا جرأته كيف وصل الى خيمة محبوبته مع ان الحراسة عليها مشددة ولم يهب. وهذه كلها اخواني ان شاء الله اذا شرحنا معلقة امرئ القيس هي رمزية لشيء معين يريد الشاعر ان يوصله للقارئ وللسامع. الاقدام والشجاعة في الوصول الى ماذا؟ انتم تعلمون ذلك. لكنني لا اريد ان اتكلم اريد بعد ذلك انتم ان تتكلموا ما رمزية النسوة في هذه القصة اذا يا صاحبي ولا اهاب الصفاح البيض تسعدني باللمح من خلل الاستار والكلل. ثم قال له في الوصف الاخير قال ولا اخل بغزلان تغازلني ولو دهتني اسود الغيل بالغيل ولا اخل بغزلان تغازلني ولو دهتني اسود الغيل بالغيل. انا يا صاحبي كأن هناك بيت سقط غير موجود هنا. المهم اسمعوا هذا البيت ولا اخل اي لا اترك ولا اهجر ولا ادع هذا معنى لا اخل. لا اهجر ولا ولا اترك الغزلان وهذه استعارة للنسوة يشبههم بالغزلان. انا لا اترك هذه الغزلان التي تغازلهم بعينها وتدعوني ان اتيها ولو دهتني يعني ولو احاطت بي واصابتني الغيل. الغيل هي الغاب ولو اصابتني واحاطت بي اسود الغاب بالغيل. الغيل جمع غيلة والغيلة هو الشر الخفي يعني الشر الذي يصل اليك بشيء من المكر والدهاء. هذا يسمى غيلة. ومنه قتل الغيلة. اللي احنا بنسميه اغتيال. لان الاغتيال ليس المباشر وجه لوجه بل قتل فيه شيء من الحيلة والمكر. فيقول يا صاحبي انا لا ادعو هؤلاء النسوة اللواتي يغازلنني لا ادعهن لا يمكن بما انهن يريدن وصالي فانا ساصل اليهن. ولست اخشى ولو دهتني اسود الغين. اسود الغاب اسود الغاب هي الاسود التي وصفها في بداية وصفه لهذه القصة. الاسود الرابطة حول الكناس والتي معها الرماح التي شكلت غابة حول هذه القرية. فيقول انا يا صاحبي لو اصابتني هذه الاسود الرابضة برماحها فاغتالتني اغتيالا فانني لا اترك وصال من اريد وصالي لا اترك وصال من يريد وصالي وساصل اليه مهما كان الثمن. الى هنا انتهت هذه القصة يرسمها لنا الطغراء مع صاحبه وهو يغريه بالذهاب الى هذه القرية والظفر بوصال هؤلاء النسوة. والسؤال الذي اوجهه اليكم احبتي الان بعد ان قرأتم هذه القصة معي النسوة هنا هل هن حقيقة نسوة يريد الطغراء ان يصل اليهن امهن رمز الى شيء معين وان كان رمزا الى شيء معين. فما هو هذا الشيء الذي يريد الطغرائي الوصول اليه انتظر منكم الاجابة ما هو الشيء الذي يريد الطغرائي ان يصل اليه الان هذا دوركم في التحليل. لاحظتم الوصف المعمق الوصف الدقيق لهؤلاء النسوة والتوسعة في هذا الوصف. ماذا يريد الطغراء من هذا الوصف من النسوة في كلام الطغرائي ابو ابراهيم يقول آآ الوزارة والرئاسة يعني هل الطغرائي فقط همه الوزارة والرئاسة؟ يعني بهذا اللفظ ام هناك مجال للتوسعة اكثر واكثر؟ للوصول للمناصب زائد الحكم. يعني نحن ظلمنا هذا الرجل كثيرا هل هي فعلا وصول للمناصب فقط؟ يعني المناصب لا ازعم انه لا يرغب بها بل هي احدى هذه الاشياء العودة للوطن لا هذا بعيد يا شيخ عمر. بالعكس هو هجر الوطن وتركه وخاض كل هذه الغمار. من اجل الوصول الى شيء فكيف يكون او النسوة رمز للوطن لا ليس الاهل والوطن وليس المال الطغرائي لا يبذل كل هذا الوصف من اجل المال نعم المعالي هذه لفظة هي المناسبة لحال هذا الرجل. المعالي والصفات الحميدة والخصال الشريفة هي هذه النسوة. فالنسوة اذا اللواتي اطنبا في وصفهن واغرق في ذكر جمالهن هي الطموحات الامال الشريفة التي يرغب هذا الرجل في الظفر بها والوصول اليها. وهو مستعد لان يبذل الغالي والنفيس وان يبذل المغادرات الصعبة جدا من اجل ان يظفر بها. فكل ما ذكره في وصف النساء في مفاتنهن ومحاسنهن هي وصف لتلك الطموحات والامال الشريفة. وما ذكره من ظلمة الليل وما ذكره من ظلمة الليل انما هو رمز لضيق الحياة به انما هو رمز لضيق الحياة به وصعوبة الايام التي يمر بها الان. وما ذكره من قضية انه لا يهار الصفاح البيض ولا يهاب طعنة نجلاء وانه لن يدع مغازلة الغزلان. هذا دلالة على اقدامه وشجاعته وانه مستعد لان يضحي بروحه ونفسه مقابل ان يظفر بما يريد. فاذا كل هذه القصة بكل ما فيها انما هي قصة البحث عن الطموح والامل. وما هذه القصة بعد ان عرفنا رمزيتها. قصة البحث عن الطموح والامل. هذه القرية في هي رمزية الاماكن التي تكمن فيها طموحات وامال الطغراء رحمة الله عليه. هذه الطموحات التي شبهها بالنسوة هناك من يمنع طغرائي من الوصول اليها. وهؤلاء الذين يمنعون الطغراء من الوصول اليها الطغراء لم يسارع في ذمهم. بل وصفهم بانهم رجال اكارم شجعان فرسان لكن هؤلاء الشجعان الاكارم الفرسان مع انني منصف معهم لكنهم يحولون بيني وبين الوصول الى طموحاتي وامالي. نعم تحطمت كثير من امالي على صخرة الواقع لكنني مع سابقى مواظبا على محاولة الوصول اليها من جديد. لانه هو ظفر بهذه الامال والطموحات في فترة من فترات الحياة ظفر بالوزارة والمنصب والجاه والاحترامات والخصال واحترام الناس له. لكنه كما قلنا بعد ان جرد من مناصبه والقابه اصبح فقيرا صفر اليدين وحيدا شريدا في بغداد. فهو الان يخوض رحلة جديدة في محاولة الوصول الى المعالي من جديد ويحاول ان يخبر صاحبه يا صاحبي اريد ان اصل الى هذه المعاني من جديد. ولو ان اقترب منها ولو المامه اليها لعل هذه الالمام تشفي اسقامي فانا انسان لا اعرف ان ابقى فاشلا من دون طموح وامال اظفر بها. فدعنا ولو المامه ولو يعني مرة اخرى من هذه الامال والطموحات لعلها تشفي غليلي وتروي ظمئي. فاذا لو قرأتم الان القصة مرة اخرى قصة العشق التي يريد ان يصل اليها هو ليس عشق النسوة بل هو عشق المعالي وانعم به من عشق والله عشق المعالي هذا الذي يحمله اصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية والطموحات الرائعة الذين يصنعون الحضارة ويغيرون وجه التاريخ هؤلاء هم العشاق بحق. عشقوا العلم وعشقوا الطموح وعشقوا المعرفة وعشقوا النفائس ولم يكن عشقهم دنيويا سفليا امرأة يريد ان يواصلها ومجرد هوى يريد ان يظفر به. هؤلاء هم العشاق حقا الذين ترفع لهم القبعات كما يقولون لا تظلم لا تظلموا الطغرائي كثيرا انه يبحث عن السلطنة فقط. ويبحث عن المعالي جملة هو يبحث عن المعالي جملة وعن الكرائم سواء كانت في السلطنة او في غيرها. نكمل مع صاحبنا. والان سيأتي بابيات نفيسة جدا في الحقيقة من اعلى ما قيل في طلب المعالي وفي الحث عليها وهي كاشفة كما قلنا للقصة التي سبقت. الان انتهى فصل القصة. سنبدأ فصلا جديدا مع وهو يحثك ويرفع من همتك لطلب المعالي وشرائف الامور. فيقول حب السلامة لاحظوا هذا البيت عالي جدا. حب السلامة يثني هم صاحبه. عن المعالي ويغري المرء بالكسل حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل. الناس الذين يحبون السلام من الاذى ولا يحبون خوض الغمار وخوض المخاطر من اجل الظفر بالمعالي. هؤلاء الناس الذين يحبون دائما السلام في هذه الحياة لا يحبون ان يخدشوا ولا ان تصيبهم شوكة ولا ان يؤذوا باي اذى. من يحب السلامة ويميل بطبعه اليها فان هذا يفنيه ويبعده عن طلب المعالي الشريفة. احفظوا هذا البيت. لو حفظتم من القصيدة هذا البيت كفاكم مع ان صاحب المعالي لا يحفظ هذا البيت فقط بل يحفظ القصيدة جمعاء لكن يقول الطغراء اذا حب السلامة يفني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل. اذا كنت ايها الانسان دنيء الهمة تبحث عن السلامة في هذه الحياة الدنيا ولا تريد ان تصاب باي مكروه فانا اقول لك من تجربة الحياة ان هذا الحب للسلامة سيحول بينك وبين السعي لاكتساب المعالي وسيغريك دائما بالكسل والعجز والركون والجلوس في البيت. ليس لك اي بصمة ليس لك اي تاريخ ليس لك اي مجد ليس لك اي شرف في هذه الحياة الدنيا. حب السلامة يا صاحبي يفني هم صاحبه عن المعالي يبعدك عن المعالي ويغري المرء بالكسل. كم من انسان ترك الدعوة الى الله احبائي طلبا للسلامة لانه لا يريد ان يخدش ولا ان يصاب باذى في هذا الطريق. كم من انسان ترك طلب العلم لاجل ما وجد من الصعوبات في هذا الطريق وما يحتاجه من مشقة وكد وتعب فرضي بالجهل وقنع بالكسل فهو نائم في بيته. حب السلامة يفني هم صاحبه عن المعاري ويغري المرء بالكسل فالاناس الذين يتركون الدعوة الى الله سبحانه وتعالى طلبا للسلامة. الناس الذين يتركون طلب العلم بعد ان ذاقوا شيئا من حلاوته. طلبا للسلامة كل من يترك سبيل المعالي هؤلاء اناس يصدق عليهم قول الطغراء. انكم احببتم السلام دعوكم مع السلامة. لكن هذه السلامة لن توصلكم ابدا الى شيء في الحياة. حب السلامة يثني هم صاحبه. عن المعالي ويغري المرء بالكسل. ثم يكمل فان جنحت اليه فاتخذ نفقا هذا هو البيت حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرأة بالكسل ثم يقول فان جنحت اليه فاتخذ نفقا في الارض او سلما في الجو فاعتزري. فان جرحت الى حب السلام الضمير في اليه يعود على السلامة احبائي. اي ان جنحت الى السلامة واحببتها وكانت نفسك تائق اليها انجرحت الى السلامة وحبها فاتخذ نفقا في الارض تختبئ به او اتخذ سلما اه في السماء ترقى اليه حتى تعتزل الناس ولا تصاب باذى برأيكم اخواني ماذا يقصد الطغرائي بقوله او ما هي الاشارة البعيدة في قوله اتخذ نفقا في الارض او سلما في السماء. وماذا يريد ان يقول بهذا الكلام فكروا معي ماذا يريد ان يقول الطغرائي بهذا الكلام؟ حينما يقول ان كنت تحب السلام وتركن اليها فاتخذ نفقا في الارض او سلما في تمام. ماذا يقصد بذلك؟ هناك اشارة بعيدة لشيء ما ما هي اخواني؟ انتظروا اصحاب العقول الناضجة من يحب ان يحلل ويفكر لما يقول الطغرائي فان جنحت اليه الى حب السلامة فاتخذ نفقا في الارض او سلما في السماء فاعتزر الناس. هو بهذا يشير الى امر ما نعم احسنتم استحالة السلامة التامة لأ يعني حتى لا يؤذي غيره بهذا الكسل لفتة جميلة لكنني لا ارى انها المقصودة في هذا الكلام هي لفتة جميلة ومعنى رائق لكن المعنى الذي ذكرته الاخت هو ان الوصول الى السلامة التامة لا يمكن ابدا ما في راحة ابدية احسنت يعني هو مع نفس المعنى السابق الموت لا اظنه يكني عن الموت احسنت يعني هيهات ان تظفر بالسلامة. نعم هذا الذي يظهر والله اعلم من هذه الرمزية لما يقول اتخذ نفقا في الارض او سلم في السماء حتى تعتزل. يريد ان يقول يا صاحبي يا من تبحث عن السلامة ما دمت بين اظهر الناس وما دمت تعيش بينهم فلابد وان يصيبك الاذى. فان يصيبك الاذى وانت تسعى في طلب المعالي وشريف الامور خير من ان يصيبك الاذى وانت نائم كسول. يعني بما ان الاذى سيصيبك سيصيبك فان يصيبك هذا الاذى وانت تسعى في طلب المعالي وشريف الامور خير من ان تجلس في بيتك وتنتظر الاذى هو حتى يصل اليك فان الاذى سيصيبك ما دمت بيننا ان اردت السلام التام من الادهى خذ نفقا في الارض اختبئ به او خذ سلما تصعد اليه للجور تعتزل الناس. والا من كان مع الناس ويحيى بينهم فلابد وان يؤدى بشيء من الاذى. نعم طبعا بالتأكيد الاذى الذي يصيب من يطلب المعالي في العادة في العادة ليس كاذى من يطلب السلامة لكن الطغاة يريد ان يقول عموما عموما ايها الانسان ستصاب باذى فان تصاب به وانت تسعى في طلب الشريف خير من ان تصاب به وانت كسول. لان الانسان الذي يصاب بالاذى وهو يسعى في طلب شريف الامور لا يحزن ولا يشعر بالالم عندما يصيبه الاذى لانه يشعر ان هذا الالم هو ضريبة بحثه عن شريف الامور. فلا حرج ان اصاب به. واتحمل الالام من اجل الظفر. لكن الانسان من الذي يصيبه الم ومشاكل وهو لم يفعل شيئا ولم يقدم شيئا هذا يتقطع قلبه حصره والله لانه يشعر ان هذه الالام اصابته مجانا وهو لم يبذل اي شيء ولا يريد الوصول لا الى كريم ولا الى شريف ولا الى امر عظيم ومع ذلك دهته الالام. فاختر طريقك من الان. اختار طريقك من الان. اما ان يصيبك الاذى وانت في طريقك وفي سعيك للمعالي واما ان يصيبك الاذى وانت نائم في بيتك. والانسان العاقل اخواني كما يبين لكم الطورائي هو الذي لا يقول بما ان الاذى سيصيبني سيصيبني. دعوني اسير في طلب المعالي ما هي الاية التي في سورة الانعام التي توافق المقصود احسنت لان تسلم من الناس سواء اعتزلتهم ام لا هذا معنى هو نفس المعنى اذا الطغرائي يشير الى قضية ان الظفر بالسلام اما امر صعب فعليك يا صاحبي ان تطلب المعالي حتى تصاب بالالام وانت في طلب شريف الامور. ثم يقول ودع حب السلامة يثني اما صاحبه احفظوا هذه الابيات. حب السلامة يفني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل. فان جنحت اليه فاتخذ نفقا في ارضي او سلما في الجو فاعتزري. ثم يقول ودع غمار العلا للمقدمين على ركوبها واقتنع منهن بالبلل. يا ايها الكسول يا ايها الانسان الذي لا تملك طموح لا تملك نفسا شريفة تطلب معالي الامور دع غمار العلا دع خوض غمار العلا ضع خوض الغمار والامواج الموصلة الى العلا لاصحاب الاقدام للمقدمين على ركوبها على ركوب الاهوال واقتنع انت من هذه العلا ومن هذه الامجاد بمجرد البلل. اقتنع واقنع بمجرد البلل. دع خوض الغمار امار العلا لاصحاب الاقدام اصحاب الشجاعة اصحاب الطموح اصحاب الامل الذين يريدون ان يضعوا البصمات. اذا ضع ودع غمار العلا للمقدمين على ركوبها واقتناء منهن بالبلل اي اقتنع بان تحصل على فتات من هذه العلا فانها لا يمكن ان تأتيك وانت نائم رضا الذليل بخفض العيش مسكنة والعز عند رسيم الاينق الذللي. ما اجمل هذا البيت ايضا اخواني! يقول رضا الذليل وهذه الابيات هي التي رفعت من شأن القصيدة لدرجة عالية عند الادباء. ان فيها حكمة عالية من حكم الحياة. يقول رضى بخفض العيش خفض العيش ما هو احبائي؟ خفض العيش هي الدعة في العيش. والليونة في العيش والسهولة التي لا يوجد فيها خشونة هذا هو خفض العيش. الدعة والسهولة والليونة. يا صاحبي رضا الذليل بالحياة السهلة اللينة وركونه الى دعة العيش مسكنة له. اي مهانة رضا الانسان الذليل ذليل النفس بسهولة العيش وبدعته وبسهولته هذه مسكنة ومهانة وليس شيئا يسعد به الانسان وليس شيئا يفرح به. والعز يا صاحبي عند رسيم الاينوق الذلل. الرسيم هو مشي سريع للنوق مشي الناقة ورا ركض الناقة عند العرب يوصف بعدة اوصاف. الركض السريع او المشي السريع او الجري السريع للناقة يسمى رسيما. فيقول يا صاحبي العز عند الجري السريع للاي نقل. اي نق جمع ناقة. الاي الذلل الذلل هي المذللة الخاضعة لك. فيقول له العز هو ان تشمر وان تجري بركائبك سريعة باتجاه المعالي هذا هو العز. العز هو ان تركض ركض وان تجري جريا بركائبك باتجاه المعالي. فهذا معنى قوله والعز عند رسيم الاينق الذلل. العز في السعي والركض فيراري والهروب باتجاه المعالي على ظهر هذه الاينق المدللة. فهذه دعوة اذا دعوة الى الاسراء وحث الخطى في الوصول الى المعالي والا يكون الانسان كسولا متعاجزا متقاعسا دائما غدا اقرأ بعد غد احفظ بعد غد اقرأ هذا الكتاب غدا الخص هناك اناس دأبها التسويف ولا تعرف الركض ركض ولا تعرف الجري جريا للظفر بمعالي امور فيقول الذي يرضى او الانسان الذليل هو الذي يرضى بخفض العيش. وهذه مهانة ومسكنة. واما الانسان العزيز هذا الذي تجده عند رسيم الاينق الذلل تجده دائما يركض ركضا باتجاه المعاني يريد ان يظفر بها. اي نعم انت تقصد ان قوله هذا فيه استعارة او استعانة او اختباس اقتباس يسمى من قوله تعالى وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفخا في الارض او سلما في السماء نعم هي يعني فيها شيء من الاختباس من النص القرآني وهذا واضح. احسنتم. اه ثم يقول بعد ذلك اذا الذليل بخفض العيش مسكنة والعز عند رسيم اي نوق الذلل آآ ثم يقول بعد ذلك فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات مثاني اللجم او اللجم هنا سكنوها مثاني اللجم بالجدر فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات مثاني اللجم بالجدر. ادرأ بها اي ادفع بها والضمير في بها يعود على الاينق التي ذكرها في البيت السابق. اي ادفع بالاي نق باتجاه البيت باتجاه المفاوز والصحاري البيت جمع بيداء وهي الصحراء. ادفع باي نقك بركائبك باتجاه هذه الصحراء جافلة جافلة معناها ايضا مسرعة. ادفع بركابك ادفع بالنوق باتجاه هذه الصحاري حتى تخوض غمارها. فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات اي مقابلات مزاحمات ومدافعات هذا معنى معارضات مزاحمات ومدافعات لمثاني اللجم بالجدل اللجم اخواني جمع لجام وهو الذي يكون على الفرس والخيل واما الجدل فهي التي تكون على النوق والجمال. الجدل هذه للنوق والجمال. واللجم هذه والفرس فيقول ادفع بنوقك وبجمالك نحو البيداء نحو الصحراء دعها تخوض هذه الغمار. ادفع بها واجعلها تسرع هذه النوق في جريها حتى تنافس. وهذا قصده بمدافعة اللجمي يعني اجعل جمالك تنافس الخيل السابق لها. وهذا من جميل الوصف. كان هناك خيل سبقت الطغرائي في هذا الميدان. فيقول اجعل الجمال طبعا معروف عادة ان الخيل اسرع من الجمال اخواني في جريها لكن الطغرائي انسان طموح فيقول لك ادفع نحو الصحراء واجعل هذه النوق تسرع سرع تسرع اسراعا وتركض ركضا وتجري جريا حتى تدافع وتزاحم الخيل في جريها. فاللجم هي كناية عن الخيل. والجدل هي كناية عن النوق. فاذا دافعت وزاعت حمت النوق الخيل فهذا معناه ان هذه النوق اصبحت سريعة لدرجة كبيرة جدا حتى وصلت الى منافسة الخيل في جريها. انظروا الى هذا الطموح العالي يعني حتى لو كانت ركابك فيها شيء من الضعف. استحث الخطى حتى لو كان في مشيك ابتداء شيء من استحث الخطى واسرع لعلك تظفر بمزاحمة من سبقك وتعارضه في سيرك وتدافعه وهذه قمة الطموح في الوصول الى الامال. اذا فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات مثاني اللجم بالجدلي عارض وزاعم بنوقك تلك الاحصنة التي سبقتك في هذا الميدان. ثم لاحظوا هذا البيت العالي ايضا جافلة يا اخي معناها مسرعة معنى جاف لا معناها مسرعة. يقول صاحبنا بعد ذلك ان العلا حدثتني وهي صادقة فيما تحدث ان العز في النقل. ما اجمل هذا البيت ان العلا حدثتني وهي صادقة. هذه لحالة فخمة وتصوير عالي. يصور ان العلا تخاطبه فهو انسان مؤهل لان يخاطب من العلا. هذه اول اشارة انه انسان مؤهل لان تخاطبه العلا ولان تكلمه ولان تخبره بالسبيل الموصلة اليها. ولان بالسبيل الموصلة اليها. فيقول يا صاحبي ان العلا حدثتني وهي صادقة. المعالي لا تكذب ابدا عالي دائما صادقة فيما تخبر به. ان العلا حدثتني وهي صادقة. ماذا حدثت؟ ان العلا حدثتني وهي هي صادقة فيما تحدث ان العز في النقل تريد العز تريد الوصول اليه؟ عليك بالنقل النقل يعني ان تخوض غمار الاسفار. وان تداهم الاخطار والا لا تبقى في مكانك ماكثا كالماء الاسن. العلا اذا حدثت صاحبنا الطغرائي انها او انك اذا اردت ان تظفر بها فعليك ان تتنقل وان ترتحل وان تبذل وان تتحرك والا تبقى في بيتك كسولا متعاجزا متقاعسا. ان العلا حدثتني وهي صادقة. ان العلا حدثتني وهي صادقة فيما تحدث ان العزة في النقال. هذا البيت اخواني اه يشبه بيت ذكره اه ابن الوردي في لاميته. اذا كان معنا احد الاحباب الذين درسوا ابن الوردي قضية يعني قضية اتفق عليها العقلاء انه من كان يبحث عن العلا وعن آآ الشريف وعن الخصال الحميدة وعن عن قوة العقل وجودة الذهن فعليه ان يتنقل. ولا يبقى في مكان واحد. من يبقى في مكان واحد يبقى ضعيفا من يتنقل ويذهب ويخوض ويذهب يمينا وشمالا ويخوض الاخطار ويغامر هذا هو الذي يكتمل له المجد ويظفر بالعلا. هناك ابيات آآ في لامية ابن الوردي التي جرحناها في غراس تجدون اليوتيوب. تكلم فيه ابن الوردي بهذا المعنى الذي طرعه الطغرائي ما هي هذه الابيات انا انتظر اذا كان بعض الاخوة الذين درسوا معنا لا ميت ابن الوردي يتذكرون هذه الابيات هذه الفكرة فكرة ان اكتمال الانسان انما يكون في تنقله والا يبقى في مكان واحد. ماذا قال ابن الورد في لاميته؟ ودائما قضية لما يتفق عليها العقلاء والكل يتوافق على نقلها اعلموا انها قضية حتمية محسومة. وليست وجهة نظر. لما يتفق العقلاء على نقلها معناها الكل جرب وعرف هذا الامر. فعليك ان تعض عليه بالنواجذ. اذا كان هناك احد درس معنا لا ميت ابن الوردي هناك ابيات ذكرها ابن الوردي في لاميته قريبة من هذا المعنى ننتظر منكم اجابة طب حتى لا اطيل على الاخوة او باقي الاخوة يقول ابن الوردي في لاميته حبك الاوطان عجز ظاهر. فاغترب تلقاه عن الاهلي بدل. فببكث الماء يبقى وسر البدر به البدر اكتمل. وسور البدر به البدر اكتمل يقول ابن الوردي في لاميته حبك البقاء في الاوطان وعدم رغبتك في السفر وخوض الغمار في هذه الحياة هذا عجز ولا تظن انه ثم امدحه. حبك الاوطان عجز ظاهر. طب هو ليس هو لا يقصد ان حب الوطن غلط. لا. هو يقول حبك للمكوث في الوطن ورغبتك عن الانتقال عنه في طلب المعاني هذا هو العجز. واما الانسان يحب بلده وموطن رأسه. لكنه يقصد العجز عند كثير من الناس الذين يحبون الانتقال سواء الانتقال في داخل الوطن او الانتقال عموما الانتقال الحركة في طلب المعالي. يقول في مثلا علي ابن الوردي قال فبمكث الماء تبقى اسنا. بقاء الماء في مكانه فترة من الزمن ماذا يحدث فيه اذا لم ينتقد الماء ولم يتحرك؟ الماء هذا يصبح اسن يعني ماء له رائحة كريهة لا يصلح للاستعمال. فبمكث الماء بقاء الماء في مكانه يجعله يصبح اسنا. والسورة البدري بهلبدر تمل. واما القمر لما كان يسير في ابراجه ويسير في منازله برجا بعد برج ومنزلا بعد منزل. هذا هو السبيل الى اكتماله يعني هل كان القمر سيصبح بدرا مكتملا لولا انه يسير في المنازل رويدا رويدا ولا وتشبيه اه ابن الورد اكتمال الانسان في تنقله افضل من تشبيه الطغرائي الذي سيأتي معنا الان لاكتمال الانساني في الطغرائي يضرب لنا مثلا في اكتمال الانسان بالتنقل لكن لا ابن الوردي اه تمثيله ادق. يقول وسور البدري به البدر اكتمل. هل كان البدر سيصبح بدرا ويكتمل. لولا انه يسير ويتنقل من منزلة الى منزلة يكون اولا صغيرا ثم بعد ذلك الى ثم بعد ذلك يسير ويسير الى ان يصبح بدرا مكتملا. فجرى فتحرك القمر هو الذي اوصله الى الاكتمال. وكذلك يتركك ايها الانسان وتنقلك في هذه الحياة هو الذي يوصلك الى معالي الامور. واما بقاؤك في منزلك نائما فهذا صدقني لن يجعلك تظفر بشيء. ثم يقول الطغرائي مؤكدا لهذه الفكرة لو ان في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوما دارت الحمل. لو ان في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل. لو كان المأوى يعني المكوث في المأوى اي في المنزل لو كان له شرف في بلوغ المجد والمنى لكانت الشمس لم تتحرك في ابراجها ولبقيت في برج الحمل وهو اول برج يقولون من اه تحرك الشمس ولبقيت الشمس في برج الحمل ولم تتنقل في مسيرها يقول لو كان المكوث في المنزل وفي المأوى له شرف ايصالك الى المنى والى العلى والى المجد لكانت الشمس اذا بقيت في اول برج من الابراج وهي الحمل ولم تنتقل منه الى برج اخر وسيوصلها ذلك الى مناها. وهل هذا يقوله عاقل؟ فاكتمال الشمس واكتمال وجودها واكتمال انارتها واكتمال اضاءتها انما يكون بتنقلها من الحمل الى غيره من الابراج. وكذلك انت ايها الانسان اياك ان تظن ان مكوثك في منزلك سيوصلك الى المنى صدقني لن يوصلك الى شيء. فمن الان انتبه واعلم ان عليك ان تخوض غمار هذه الحياة وان تكابد وان تكافح وان تكد من اجل ان تصل الى منيتك والى بغيتك لا ليس هذا اخي الكريم هي فكرة الانتقال. وكما قلت لكم لاحظوا هنا الطغرائي آآ جعل الشمس في تنقلها اكتمال لها. ابن الوردي ضرب المثل بالقمر وليس بالشمس. فقال ابن الوردي وسور البدر به البدر اكتمل. والمثل الذي طرحه ابن الوردي اوضح لماذا؟ لانه في اذهانكم كيف ان القمر يكون صغيرا وهلالا ثم يكتمل رويدا رويدا مع مسيره. لكن حضور ان الشمس تكون ناقصة ثم تكتمل رويدا رويدا مع مسيرها هذا لربما ابعد عن الذهن ويحتاج الى شيء من التأمل ويحتاج الى شيء من التأمل لكن وصفه قمر بانه يكتمل بمسيره هذا اوضح واقرب للذهن. لذلك فضلت تمثيل ابن الوردي على تمثيل الطغرائي والله تعالى اعلم تمام. اذا ان العلا حدثتني وهي صادقة. فيما تحدث ان العز في النقل لو ان في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوم ومن دارت الحمل اي برج الحمل الذي تكون فيه. ثم يقول بعد ذلك الان بعد ان رسم لك درب الطموح نحو الامال واخبرك به عاد ليرسم لك حظه التعيس. عاد ليرسم لنا حظه التعيس في هذه الحياة الدنيا فيقول الطغرائي اهبت بالحظ لو ناديت مستمعا والحظ عني بالجهال في شغلي. يقول فاهبت بالحظ ما معنى اهبت؟ اي صرخت وناديت الحظوظ لتحالفني لو ناديت مستمعا. يعني يقول ما احد سمعني. انادي واصرخ بالحظوظ لتأتيني لتحالفني لتزورني لتقترب مني لو ناديت مستمعا. اين الحظوظ بماذا انشغلت الحظوظ عن الطغراء؟ يقول الحظوظ انشغلت عني بالجهال. الناس اللي ما بتسوى يعني هكذا يريد الطغراة ان يقول. الناس التي لا تسوى شيئا الحظوظ هي منشغلة بها. واما انا صاحب الفضل وصاحب الفضائل وصاحب الطموح الذي يخوض المؤامرات. هذه حظوظ لا تساعدني. فلاحظوا الان تصوير لليأس الذي اصابه في هذه الحياة. يقول لو ان عفوا اهبت بالحظ ناديت بالحظ وسلخت به لو ناديت مستمعا. والحظ الحظوظ الحياة الدنيا مشغولة عني مشغولة عني بالجهال تريد ان تزورهم. فهو يعاتب حظوظ الحياة الدنيا. طبعا هي قصيدة شعرية يعني هي رسم لمعاني ولا يريد الحقائق لا يعاتب الاقدار يعني البعض يقول هو الان يخاصم القدر انا لا يظهر لي ذلك اخواني وانما هو رسم حالة كئيبة يمر بها. هذا الذي يريد ان يقوله. يعني الحظوظ لا تحالفني في هذه الحياة لانها مشغولة عني بمصاحبة الجهال. ثم يقول لعله لعله اي لعل الحظ والضمير في لعله يعود على الحظ. لعله ان بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم او نبه لي لعل هذا الحظ هو يرجو رجاء. رجاء من اعماق قلبي لعل هذا الحظ في يوم من الايام يدرك ان انه مخطئ وانني انا صاحب الفضل الذي عليه ان يزورني. وهؤلاء الجهال الذين اه يأتيهم لا يستحقون هذه الحظوظ الجميلة. انا الذي اخوض الغمار واخوض المعالي واتعب. انا الذي يستحق كل هذه الفضائل. فيا ايها الحظ تعال الي اذا لعله ان بدا فضلي ان تعرف على فضلي وظهر فضلي وتعرف على نقصهم لعله ينام عنهم ويتركهم ويهجرهم ويتنبه لي ويأتيني. اذا لاحظوا كيف يرسم الافكار التي تجول في خاطره وتكمن في ذهنه بهذه الصورة الجميلة الرائقة. يقول لعله ان بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم او نبه لي ثم يقول بعد ذلك اعلل النفس بالامال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الامل وهذا من اشهر الابيات في القصيدة التي تذكر على السنة العلماء واهل العلم والادباء. هذا البيت يقول انا اعلل النفس. ما معنى اعلل النفس؟ كيف انت تلهي الصبي بلهاية الطفل الرضيع حينما يصرخ تعلله بلهاية صح حتى تشغله. ليترك البكاء. فهكذا يصور نفسه. يقول انا الهي نفسي. هذا معنى اعلل نفسي اي الهيها بماذا يلهيها؟ قال بالنظر الى الامل. بالنظر الى الامل. الظروف حولي قاتمة ليالي مظلمة والواقع مؤلم لكنني اشغل نفسي عن النظر الى السلبيات واجعلها تتلهى بالنظر الى الايجابيات الى الامال اعلل نفسي بالامال ارقبها لازم الانسان اخواني دائما في هذه الحياة ينظر كما يقولون الى الجانب المليء من الكاسات او الكأس ولا ينظر الى الجانب الفارغ منها. يقول النظر الى جانب بالفارغ هذه سلبية. عليك دائما ان تنظر الى الجانب المليء منها لانه يشعرك بالايجابية. ودائما اجعل نظرتك للحياة نظرة والنبي صلى الله عليه وسلم كان دائما يدعو الى التفاؤل ويحب الفأل الحسن. وقال صلى الله عليه وسلم من قال هلك الناس فهو اهلكه هم وفي رواية او اهلكهم. فالانسان يجب عليه دائما ان يبث الطموح والامل في نفسه وفي نفوس من حوله. ولا يكون قاتم النظرة مظلم. خاصة اخواني في هذه الاجواء التي نحياها. بعض الناس دائما همه ان يزرع السلبية وان هذا الوباء اسيطول وان الايام السوداء قادمة على الامة واننا انتهينا وذهبت علينا وان الموت قد قارب. يا اخواني الانسان في مثل هذه الامور اسلكوا هدي محمد صلى الله عليه وسلم في احسان الظن بالله سبحانه وفي زرع الامل وفي النظر الى الجانب المشرق من هذه الحياة ويعلم ان الله سبحانه وتعالى قريب مجيب ودود لطيف رحيم يسمع الدعاء ويرفع البلاء ويكشف النكبات ويغفر فالانسان دائما لا يستسلم لليأس لا يستسلم للاحباط لا يستسلم للقنوط بل يكون دائما ايجابيا في نظرته لهذه الحياة انظروا الطغراء على الرغم مما احاط به من سلبيات في هذه الحياة ومن احوال متعبة يقول اعللوا النفس بالامال ارقبوا وما اضيق العيش لولا فسحة الامل. فعلا الحياة بتضيق على الانسان اذا لم ينظر الى الامل. اذا بقي محبطا يائسا فان الحياة ستضيق به. ما اضيق العيش لولا فسحة الامل الحياة تضيق بك اخي الكريم اذا لم تكن متفائلا فتبسم وتفاءل لهذه الحياة واحسن الظن بالله. يعني مصدر التفاؤل عند الانسان المؤمن هو احسان ظنه بالله سبحانه وتعالى ان الله عز وجل يخلفه خيرا ويعوضه خيرا على ما فات. وان المستقبل قادم هو جميل باذن الله وانه سيحقق طموحه واماله ثقة بالله سبحانه وتعالى وحسن الظن بالله هو الذي يفتح علينا بوابات الامل على مصراعيها ثم قال لم ارتضي العيش والايام مقبلة فكيف ارضى وقد ولت على عجلي؟ انا لم ارتضي العيش ولم ارغب يعني وهذه يعني هنا يعني قبل قليل اعطانا املا ثم هنا يخبر عن نفسه بشيء من الحزن يخبر هنا عن نفسه بشيء من الحزن والاحباط. يعني في الحقيقة المشاعر مختلطة في هذه القصيدة. احيانا تجده ينظر بنفسية امل الطموح الذي يملك نظرة ايجابية للحياة لكن بعد ذلك يعود يرسم لك النفسية الاخرى النفسية التي يدعو اليها الواقع ويحثوا عليها الواقع نفسية التحطم. فلما يقول لك لم ارتضي العيشة والايام مقبلة. فكيف ارتضي وقد ولت على عجلي؟ يقول انا لم اتعلق بهذه الحياة الدنيا في يوم من الايام ولم اتشبث بها وهي مقبلة علي تبتسم الي. وهذه هي الايام التي كان فيها وزيرا صاحب جاه وصاحب مكان. اه فيقول انا لم ارتد العيش اي لم اتعلق بهذه الحياة. ولم تشبث بها والايام تبتسم في وجهه وتقبل عليه. فكيف ارضى وكيف اتعلق بالدنيا واتشبث بها هذه الايام قد ادبرت عني مستعجلة وجاءني الفقر والوحدة والبعد عن الاهل وذهبت تلك الايام الجميلة التي كان تبتسم لي. فهو الان يرسم لك نفسية الانسان المال من هذه الحياة الدنيا. نفسية زهيل بن ابي سلمة وهو يقول زئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين دارا لا ابا لك اسامي. ويرسم هذه النفسية. يقول انا لم اتعلق ولم اتشبث بهذه الحياة الدنيا وهي مبتسمة لي وهي مبتسمة لي مقبلة علي. فهل تريدون مني ان اتعلق بها وان اتشبث بها؟ وهي مدبرة عني. هذا لا يكون ابدا لصاحب نفس شريفة يأبى ولا يرضى ان يحيا في حياة يكون فيها مذلولا مطرودا مهانا. هذا لا يكون لاصحاب النفس الشريفة يقول اصحاب النفوس الشريفة متى ضاقت بهم الدنيا واظلمت عليهم اه وشعروا ان الجهال هم الذين يقودون زمامهم تمنوا الموت والرحيل الى الدار الاخرة. لانهم يشعرون انه خلاص يعني هذه الدنيا ما بقي فيها شيء الا نفس الشريفة افعله. لكن مع ذلك نقول لا ما ما اضيق العيش لولا فسحة الامل. حتى لو ضاقت عليك الدنيا ايها الشريف حتى لو رأيت تسلط الجهال على الافاضل الاكارم فاعلم حسن ظن بالله ان الحياة فيها مجال للامل. وعلى ان وان الانسان يجب عليه دائما ان يبقى متفائلا. ان الشير لابد وان الشر لابد ان يأتي بعده خير فلا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء. هكذا الحياة تتقلب. تأتي نعم فترات صعبة فيها ضيق فيها شدة تصلت الاراضي على الافاضل يتسلط الاراذل على الافاضل لكن سيأتي يوم ما يشرق فجر لهذه الامة ويأتي قاضي ليقودوا مسيرة التاريخ وليصنعوا حضارة جديدة لنا. نبتسم من جديد ونضحك من جديد ونفرح لاننا تركنا في هذه الحياة الدنيا في هذه الحضارة قبل ان نغادرها الى الله سبحانه وتعالى. ساكتفي اخواني بشرح هذه الابيات اليوم وغدا باذن الله نكمل الجزء الاخير والطرف الاخير من هذه القصيدة مع صاحبنا الطغرائي رحمة الله تعالى عليه