السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا اخواني احبائي من طلبة العلم. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينفع وبكم وان يجعلنا ملازمين لثغر العلم ما احيانا. وان يتوفنا وهو راض عنا سبحانه وتعالى وقد لازمنا هذا ثغر انه ولي ذلك والقادر عليه. اليوم اخواني نبدأ فيما وصلنا اليه وصلنا الى قول اه آآ الى قوله رحمة الله تعالى عليه غالى بنفسي. وصلنا الى هذا البيت وهو الذي ترونه على الشاشة عندكم. غال بنفسه عرفاني بقيمتها فصمتها عن رخيص القدر مبتذل. غالى بنفسي عرفاني بقيمتها. فصمتها عن رخيص القدر مبتذلين. غالى اخواني معناها اي طلب الغلاء. هذا معنى الفعل غال. اي طلب الغلاء وارتفاع الثمن غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ماذا يقصد بذلك؟ يقول معرفتي بفضائل نفسي وطاقاتي وامكانياتي معرفتي اه بقدراتي وطاقاتي وامكانياتي وفضائيلي اه جعل نفسي عندي لها قيمة وجعل لها ثمنا باهظا من اجل ذلك صمت هذه النفس عن مرافقتي وعن مصاحبة الرجل الرخيص القدر المهان. اذا هو يعطينا الان اه عن شخصيته. ويتكلم لنا اني انا رجل اعرف امكانياتي اعرف فضائلي اعرف ما وهبني الله عز وجل من الكرائم. فلذلك آآ اصبحت نفسي عندي ثمينة ليست رخيصة ابذلها في مرافقة اي شخص في هذه الحياة الدنيا. لان نفسي غالية شريفة قدرها وثمنها عال صنتها عن مرافقة كل رجل رخيص مبتذل او مبتذل لا يحمل اي همة او اي طموح او كان سفيها او احمق نفسي لا ترضى ان تصاحب هذا النوع من الرجال. وهذا نوع من الاعتداد بالنفس وثقة الرجل بامكانياته وما منحه الله عز وجل من ومن المواهب ومن الاخلاق. ثم يقول بعد ذلك وعادة النصل ان يزهى بجوهره وليس سيعمل الا في يدي بطلي. وعادة النصل ان يزهى بجوهره وليس يعمل الا في يدي بطلي. الان هنا يرسم لنا صورة محزنة في الحقيقة. يرسم لنا صورة ذاك الرجل الذي يمتلك امكانيات وقدرات كبيرة جدا لكنه لا يجد من يوظف هذه الامكانيات وهذه الطاقات وهذا اكثر شيء مؤلم على الانسان الشريف. ان تكون عنده احبتي طموحات وامال ويكون عنده قدرات عقلية وفكرية وعلمية ورجل قادر على الانتاج لكنه لا يجد شخصا يأخذه ويستثمره ويوظفه. فهو يبحث عن من يستثمره لكن انه لا يجد. بالتالي لن يستفيد هذا الانسان من قدراته ومن طاقاته وامكانياته الكامنة فيه. لانه لم يجد من يستثمر له هذه الطاقات في الشيء النافع. فكيف صور لنا هذه الفكرة؟ يقول عادة النصل النصل هنا هو السيف. يقول عادة النصل يعني هو طبعا لاحظوا ان انه يشبه نفسه بالسيف. يشبه نفسه بالسيف. والسيف ان اه يمتدح عند الناس بمعدنه وهره الذي صنع منه شبه نفسه بالسيف الذي يمتدح عند الناس اه بمعدنه وجوهره الذي صنع منه. فيقولون ما شاء الله هذا سيف ممتاز. صنع من معدن الحديد او من الفولات او من شيء ما شاء الله مكين. فالناس او السيف يمتدح ويزهى بجوهره ومعدنه الذي صنع منه وبما في هذا السيف من الامكانيات والفضائل. لكن هذا السيف في النهاية لو صنع من احسن المعادن ومن احسن الجواهر ومن خير الامور وفيه صفات عالية جدا وكان بتارا قاطعا. لكنه لم يوضع في يد فارس شجاع بطل يستعمله لن يكون له اي قيمة وهذا منطقي. السيف لو صنع من اجود المعادن ومن احسنها ومن انفسها. لكنه لم يستعمل ولم يوظف في يد فارس شجاع مقدام بطل يضرب به. هل في النهاية هناك فائدة من معدنه وجوهره؟ ما في فائدة. وانما الفائدة انما تظهر للسيف صاحب المعدن النفيس اذا وقع هذا السيف في يد رجل مقدام بطل يضارب به. وهذا هو رحمة الله عليه انه سيف مليء بالفضائل مليء آآ الخصال الكريمة مليء بالطاقات والامكانيات والعلوم والحكمة لكنه لا يجد من يستثمره لا يجد من يوظفه لا يجد من يستعمله في هذه الحياة الدنيا بالتالي هذه الطاقات والامكانيات اصبح لا قيمة لها في الحياة العامة لانها لم توظف ولم تستعمل. نعم هي في وجهة نظره شيء يمتدح به لنفسه لكن في الواقع الخارجي لم تترجم هذه الطاقات وهذه الامكانيات وهذا شيء مؤلم جدا للطغرائي كما قلنا ولكل صاحب نفس شريفة يحزن الانسان ان يجد طاقاته وامكانياته تذهب هدرا لعدم وجود من يوظفها ومن يستعملها. فيقول وعادة النصل عادة السيف ان يزهى ويفتخر ويمتدح بالجوهر والمعدن. الجوهر يعني المعدن الذي صنع منه. لكنه وليس يعمل الا في يد بطلي. هذا السيف مهما كان المعدن الذي صنع منه فانه لن يعمل الا في ايدي الشخص البطل الفارس المقدام الذي يوظف هذا السيف ويستعمله في امور الحياة هو هنا الطغرائي ينتظر من يأتي ليأخذ بيديه ليستعمله ويوظفه من مسئولي الدولة او من اصحاب المقامات العليا فيها. تمام ثم ماذا يقول بعد ذلك؟ يقول ما كنت اوثر ان يمتد بزمني حتى ارى دولة الاوغاد والسفلي يقول انا ما كنت اود وما كنت احب ان يمتد بي العمر. وما كنت ارجو ان يمتد بي العمر حتى فارى دولة الدولة هنا ليست دولة معينة. المراد بالدولة هنا الظهور والغلبة. حتى ارى دولة اي غلبت الاوغاد والسفل على امور الناس فاصبحوا هم الذين يقودون العامة بدلا من ان يقودهم العقلاء الافاضل. فهو يشكو زمانه الذي يحياه. فيقول ما كنت اتمنى واطمح ان تطول بي الحياة. حتى ادرك وارى بعيني الاوغاد وسفلة الناس هم الذين لهم الغلبة هو القهر في المجتمع وهم الذين يأخذون بزمام الامور ويديرونها. هذا شيء مؤلم كما قلنا لاصحاب النفوس الشريفة. خاصة لمن كان مثل الطغرائي كان رجل وزير وفي منصب عالي ويشتغل في القصور الاميرية وصاحب رأي في الدولة ثم بعد ذلك يطرح هذا الرجل ويهمل ويبقى وحيدا لا يستشار ولا ينظر في رأيه ولا يستفاد من حكمته وهو يرى الطغام والجهال والسفه والسفلة هم الذين يقودون عاد ويأخذون بها والنتيجة اذا كان السفلة هم الذين يقودون المجتمعات فان الضريبة ستكون عالية على الامة. لذلك الحكماء يحزنون حينما يرون الامة وصلت الى هذه الحالة المبتذلة. نسأل الله ان يرفع وان يعلي من شأن امتنا. ثم بعد ذلك اذا ما كنت اوثر ان يمتد بي زمني حتى ارى دولته اي غلبة الاوغاد والسفر على امور الناس تقدمتني اناس كان شوطهم وراء خطوي لو امشي على مهلي. هذا البيت عالي اخواني. هذا البيت عالي التوصيف الرجل يقول تقدمني السفلة والسفهاء في المجتمع ما زال يكمل نفس الفكرة السابقة. تقدمني اناس في المجتمع واصبحوا امامي واصبحوا هم اصحاب الوجاهات والذين يذهب اليهم ويقصدون وهم الذين بايديهم المناصب والدولة تقدمني هؤلاء الناس. لكن هؤلاء ناس كان في الاصل شوطهم ومكانهم خلفي. لو كنت امشي على مهل في طلب المعالي والفضائل. يقول قل تقدمني اناس في المجتمع واصبحوا الان امامي ولهم الوجاهة ولهم الرأي واليهم يرجع. هؤلاء الناس الذين تقدموني كان شوطهم وكان محلهم وكان مكانهم وراء خطوة ما كانوا امامي فيما سبق. كان شوطهم وراء خطوة لو كنت انا مجرد امشي مشي في طلب المعالي. فكيف وانا كنت اهرول هرولة واركض ركضا في طلب المعالي فاين الاصل ان يكون مكانهم؟ لاحظوا لو كنت امشي لكنهم بالتالي هذا حرف امتناع فهو لم يكن يمشي الى المعالي بل هو كان يهرول يركض ويسرع الى المعالي. فاذا هؤلاء الناس الذين تقدموه الاصل ان يكونوا بعيدين عنه. لا يلتفت اليهم. لكن تقلب الزمان واصبح الاناس الذين كان مكانهم في المجتمع ان يكونوا خلف الطغرائي بدرجات ودرجات اصبحوا هم المقدمين اصحاب الحظوة في بين الناس. وهذا في الحقيقة ايضا من الامور المؤلمة لشخصية كشخصية الطغراء ان تكون مقدما في مجتمعك السفلة والجهال لا قيمة لهم. ثم تنقلب حكايات الزمان عليك. فترى الناس الذين كنت تسبقهم بخطوات واشواط تراهم الان يتقدمون عليك. هذا حقيقة شعور متعب جدا للنفوس الشريفة. جدا متعب والله. اذا تقدمني او تقدمتني اناس كان شوطهم خلفي او وراء خطوي لو امشي على مهلي هذا جزاء امرئ اقرانه درج من قبله فتمنى فسحة الاجل. هذا جزاء امرئ اقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الاجل. الان هو يلوم نفسه. الان هو يلوم نفسه رحمه الله تعالى ويقول يعني كانه بيقول يستاهل يا تغرائي. هذا جزاء انسان اقرانه. الاقران هنا المراد به امثاله من اصحاب الشرف والفضل الاقران هنا امثاله من اصحاب الشرف والفضل. يقول هذا جزاء انسان امثاله من اصحاب الشرف والفضل قدروا هذه الحياة الدنيا الى الدار الاخرة وهو تمنى ان يطول به العمر وان يفسح له في اجله وان يطيل الله في عمره. انت يا طغرائي تمنيت هو الان يخاطب نفسه. انت الذي تمنيت ان تبقى بعد اقرانك من اهل الفضل والشرف. ان تبقى في هذه الحياة وان يمد الله عز وجل في عمرك الله عز وجل اطال في عمرك حتى ادركت دولة الاحقاد والسفل. فهو الان كانه يوجه اللوم الى نفسه. يوجه اللوم الى يا نفسي انت ايتها النفس تستحقين ما حصل بك. لانك تمنيت طول العمر وطول الحياة. مع ان اقرانك اي امثالك من اهل الشرف والفضل غادروا هذه الحياة الدنيا الى الدار الاخرة ودرجوا ذهبوا وانتهى امرهم واصبحوا الان تحت الثرى وانت تمنيت طول العمر انظري ماذا كانت النتيجة انك وصلت الى هذه الحال ورأيت العجب العجاب ورأيت ما يؤلمك وما يزيدك غيظا. جميل. لاحظوا اذا كيف يرسم لنا المشاعر هي رحلة من المشاعر الشخصية يبثها لنا الطغرائي في ايام حزنه في بغداد. رحمة الله تعالى عليه ثم بعد ذلك بعد ان عاتب هذه النفس عاد ليرفع من المعنويات. الان لاحظوا المشاعر المختلطة كما قلت احيانا يعاتب احيانا يرفع الامل احيانا ينظر الى الجانب المشرق احيانا ينظر الى الجانب الكئيب فهي مشاعر مختلطة يبثها وهذا من جماليات القصيدة ان لك شخصية الشاعر وما يمر به الان من الخطرات. هذا ما يزيد آآ القصيدة جمالا انه ما يكون فيها تكلف. لأ. الشاعر على سجية يعطيك الخطرات والافكار التي تنبعث منه. فتأتي مشاعر مختلطة. احيانا افكار في الامل احيانا افكار في الحزن. احيانا افكار فيها احيانا يعاتب النفس احيانا يسليها وعلى هذا تمضي القصيدة فانت تشعر بصدق الشاعر فيما يبثه. تشعر بصدق الشاعر فيما يبثه وفيما اطرحوا لكم ما يلقيه بين يديك وهذا يزيد من قبول النفس لها. وهذا يزيد من قبول النفس لا. لا يشعر ان الشاعر يتكلف الافكار ويحاول ان يشعرك انه في درجة عالية من المثالية لا لا يقول لك انا هذه مشاعري الان. عندي امل بس عندي ايضا الم عندي معاتبة نفس لكني برضه لازم ارفع معنوياتي هذه الخلطة التي خلطها لنا تشعرنا بمصداقية هذا الشاعر فيما يبثه. فانظروا الان كيف يسلي نفسه فيقول من دوني فلا عجب لي اسوة بانحطاط الشمس عن زحلي. لي اسوة بانحطاط الشمس عن زحلي. يقول ما في مشكلة حتى لو علاني في المجتمع السفلة والاوغاد والجهال واصبحوا هم الذين يقودون عجلة الحياة حتى لو هذا وقع معي لا اشكال ايتها النفس فان لك اسوة وقدوة بالشمس فان الشمس المبهجة المضيئة صاحبة الفضائل مرتبتها دون مرتبة زحل ذاك الكوكب المظلم الذي لا ينتفع الناس بنوره. طبعا قضية انه كيف الشمس ادنى مرتبة من سحل هذا يتعلق اخواني بالفكرة التي كانت سائدة في المجتمع القديم عن علاقة الشمس بالكواكب ويقولون ان زحل كان في الفلك والشمس في الفلك الرابع واظن هذه الافكار اليوم يعني اختلفت بعد التطور المعرفي. فانا احاكمه الى زمانه فيما كان يتصور فيه من علاقة الشمس بباقي الكواكب وان الشمس مثلها مثل باقي الكواكب كلها تدور في افلاك لكن فلك الشمس ادنى من فلك زحل. وهذا اكثره مخالف لما يثبت في العلوم الحديثة. فالمهم هذا التشبيه انما يتلائم مع ما كان سائدا في زمانهم عن علاقة الشمس بالكواكب والاجرام السماوية فكانوا يعتقدون ان مرتبة الشمس او فلك الشمس الفلك الرابع وان فلك زحل الفلك السابع والفلك السابع اعلى من الفلك الرابع وارفع درجة منه. فبالتالي يقول الطغرائي رحمة الله عليه ايتها النفس لا تحزني ان علاك في المجتمع السفلة والجهال. لا تحزني. فلك وقدوة اه بالشمس. فان الشمس كما قلنا المشرق المضيء التي ينتفع بها الناس تنزل في مرتبتها عن زحل الذي يعلوها وزحل لا ينتفع الناس بنوره ولا يستفيدون بضيائه. فاذا الحمدلله لنا في الشرف قدوة. لنا في الشرف قدوة وهو هو الشمس كيف ان الشمس بعلوها وشرفها جاء من هو اقل نفع منها للناس وعلاها؟ وكذلك انا الطغرائي على ما عندي من الفضائل والخيرات والخصال الكريمة جاء من هو اسفه واجهل وعلان وارتفع عليه. طبعا هذه افعال التفضيل ليست على اه تفضيلها لانها لو كانت على تفضيلها لكان الطغراء داخلا في الجهلاء. وانما المراد انه جاء السفلة والجهال وارتفعوا في المجتمع وبقيت انا صاحب الفضل هكذا الحياة تتقلب بالانسان. ويقول هذا جزاء امرئ اقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الاجل وان يعني وان علاني من دوني فلا عجب لي اسوة بانحطاط الشمس عن زحلي. تمام. بعد ذلك نكمل مع صاحبنا يقول بعد ذلك فاصبري ايتها النفس فاصبر لها اي فاصبر لهذه الحياة. فاصبر لها غير محتال ولا ضج في حادث الدهر ما يغني عن الحيل. اصبر على هذه الحياء ولا تبحث عن حيلة ولا تبحث عن حيلة وعن مكر وعن دهاء حتى تعود لك الصولة على هؤلاء السفهاء الجهال. اصبر على ما اصابك اقنع بما بين يديك ولا تبحث عن حيلة عن تحيل عن طريقة عن مكر عن دهاء حتى تصبح لك الدولة انت على هؤلاء السفلة وعلى هؤلاء الجهال اصبر على ما اصابك. اصبر لها غير محتال ولا ضجر. ولا تشعر بالضجر والضيق والحزن على ما اصابك؟ لماذا طيب؟ يقول في حاجة الدهر ما يغني عن الحيل دع الدهر هو الذي يحتال لك. فان الدهر ولا يبقى على حال واحدة. فهؤلاء السفلة وهؤلاء الجهال نعم الدولة لهم. الان والغلبة لهم. لكن مع مرور الايام ستنقلب الامور ولعلك تسعد من جديد ايها الطغرائي. ولعلك تسعد من جديد في حادث الدهر اي في حوادث الدهر وفي بالناس ما يغنيك انت عن ان تحتال. ما يغنيك انت عن الاحتيال لا تحتل هذه الدنيا ودع الحياة الدنيا هي التي تتقلب فلعلها تسعدك بعد ان احزنتك. وهذا موقف عال منه وعقلاني. لان الانسان اذا يريد ان يغالب السفلة والجهال الذين بايديهم زمام الامور في الدولة قد يسبب هذا له الكثير من المشاكل والكثير من الهموم هو في غنى عنها فيقول اصبر يا طغرائي ودار هؤلاء السفلة والجهال الذين يقودون المجتمعات. دارهم فان حوادث الدهر وان ايام الدهر تتقلب ولعل الدهر هو الذي يكيد لك ويجعلك ترتفع من جديد عليهم وانت آآ سلمت من الاحتيال ومن الوقوع في حبائل او نتائج هذا الاحتيال. اذا فاصبر لها غير محتال ولا ضجر في حادث الدهر ما يغنيك انت عن من ان تحتال خلي الزمان هو الذي يقلب الامور والله سبحانه وتعالى يصرفها من عنده عز وجل. طبعا اه اه صحيح الطغرائي احبائي يخاطب الدهر ويتكلم عن الدهر لكنه رجل مؤمن هو يعلم ان هذا الدهر انما يتقلب بيد الله الواحد الاحد الفرد الصمد. سبحانه وتعالى. لكن هذه هي طريقة الشعراء في آآ شكاية الايام والاحوال وتقلباتها انهم ينسبونها الى الدهر مع انهم يعلمون انها آآ الذي يصرفها وهو رب الدهر عز وجل. وهذا يسمى عندنا في البلاغة الاسناد المجازي ان تسند الفعل الى من ليس له حقيقة. وتريد بذلك شيء من اه وتريد بذلك شيئا او شكلا من اشكال المجاز لعلاقة من العلاقات. ان علاقات مجاز العقلي او المجاز الاسنادي كثيرة. ولربما تطرقنا اليها في في دورة شرح مئة المعاني والبيان العلاقات في الاسناد المجازي. لان بعض الناس قد يظن انه لماذا الطغرائي يسند هذه الاقدار وهذه تصرفات الى الدهر الا يؤمن ان الله عز وجل هو الذي يصرف الامور هو يؤمن اخواني لكن هذا يسمى اسناد مجازي وليس لك ان تحكم على هذا الرجل بانه دهري او قدري لمجرد هذه العبارات المجازية. فان هذا منتشر شائع في الاشعار القديمة وعند فضائل اهل العلم لذلك مثلا الشعر المنسوب الى الشافعي دع الايام تفعل ما تشاء. وطب نفسا اذا حكم القضاء. كيف يقول دع الايام نفسا اذا حكم القضاء كيف يقول ذلك؟ هذا كله كما قلنا من قبيل الاسناد المجازي ولا حرج في ذلك عند اهل العلم. اذا اين وصلنا؟ اذا يقول لها غير محتال ولا ضجر لا تحتل ولا تبحث عن حيلة حتى تظفر ولا تتضجر ولا يضيق صدرك مما اصابك في حادث الدهر ايغني عن الحيل! وما اجمل هذا البيت! في حادث الدهر ما يغني عن الحيل. اخواني الايام تتقلب ولن تبقى الامور على ما هي عليه ثم يقول اعداء عدوك. الان بدأ يتكلم عن نظرات له في الحياة. بدأ يتكلم رحمة الله تعالى عليه عن نظرات له في الحياة. والظاهر ان الابيات في شيء من يعني النزول والصعود. بدأ يتكلم عن نظرته للحياة وللمجتمع. فما هي نظرة الطغراء للحياة؟ يقول اعدى عدوك ادنى من وثقت به فحاذر الناس واصحبهم على دخلي. اي اصحبهم على تحفظ منهم وعلى آآ آآ تيقظ منك وعلى دهاء. نظرة فيها شيء من السوداوية للناس. خلينا نقول يقول عدوك. اعدى عدو لك هو ادنى الناس منك هكذا يقول اعداء عدوك هو ادنى الناس منك اعدى عدوك ادنى من وثقت به. فحاذر الناس اصحبهم على دخلي فكن على حذر من الناس. فكن على حذر من الناس وتحفظ وتيقظ وتيقظ حتى من اقرب الناس اليك. هل توافق الطغرائي في هذه النظرة احبائي نطلب المشاركة من الجمهور. هل توافقون الطغرائي رحمة الله تعالى عليه على هذه النظرة؟ يقول لك كن حذرا من اقرب الناس اليك طبعا هو يصورها بصورة اعمق يقول اعدى عدوك يعني اشد الاعداء لك هم اقرب الناس اليك فيطالبك ان تكون على حذر من الناس. هل توافقون الطغراء على هذه النظرة للصحبة وللصداقة؟ ام يمكن ان نحمل كلام الطغرائي على شيء معين او على موقف معين من مواقف الحياة مرت به حينما كان في منصب الوزارة. انتظر منكم اجابة يعني ممكن تكون حذر لكن ليس بهذه الشدة. طبعا اخي الكريم انت احيانا كيف اقول التذوق الشعري يقتضي منا ان نعرف ان الرجل هو لا يقصد حقيقة ما تقول وانما يقصد المبالغة في التنبيه. وهذا نوع من انواع الاغراق في التمثيل والوصف. انه اذا بدي احذرك من شغلة انا ممكن مش مقتنع بشدة تحذيري بس انا مضطر اني اشد وان ابالغ في التحذير حتى تكون منتبه. اه يقول قد يكون صحيحا يقول ابو قيس قد يكون صحيحا ان رأينا القرائن والا الاصل حكم ما يظهر من كل احد. التعميم لا شك خاطئ طبعا هنا يا اخواني انا اريد ان اعلمكم قضية في قضية قضية التذوق الشعري او امر في قضية التذوق الشعري. لما تتذوق الشعر لا تظن ان الشاعر الان يتكلم بالمنطق العقلي. الشعر بطبيعته لابد فيه من مبالغات وهذا خطأ يمارسه بعض الطلبة او بعض احبابنا او حتى بعض دكاترة الجامعات الذين يتكلمون في الامور الادبية يحاكم النص الشعري على العقل تماما. ان عقل بحكي هادا خطأ. وهذه الطريقة في تذوق الشعر ليست صحيحة. لا تحاكم نصوص الشعراء ومشاعر الشعراء حينما يبثونها الى منطق العقلي واحد زائد واحد هذا يصعب. لان الشعر لا بد فيه من مبالغات تزيد المعنى جمالا. لابد فيه من مبالغات تزيد المعنى جمالا او او تزيد الفكرة وضوحا. بعيدا عن انه هل هذه الفاظ بحد ذاتها توافق العقل او لا توافقه انا هذا الذي اردت ان اختبر به انه اعرف هل نحن حينما نتذوق الشعر نتذوق الشعر بالميزان العقلي البحت والقواعد العقلية ولا نتذوقه بطريقة ادبية؟ التذوق الادبي يختلف عن التذوق العقلي باختصار. التذوق العقلي لو نظرت لهذا البيت من ناحية عقلية بحتة ساقول كما تقولون لكنني لا اتذوق البيت بهذه الطريقة اتذوقه من ناحية ادبية فقط. وهي ان الرجل يريد ان يقول لك كن متيقظ حتى من الناس الذين يحومون حولك. وهذا الرجل انا متأكد انه قرص لما كان في منصب الوزارة وفي مناصب الدولة من اشخاص يبتسمون له ويزورونه في بيته ويأتونه بالهدايا وسعادتك وفضيلتك وكانوا يمكرون به. وهذا الرجل يتكلم عن تجربة حياة اخواني يتكلم عن تجربة حياة لا يتكلم عن فراغ ليس انسان مغمور لم يعرف ولم يخض ولم يجرب يقول لك اقرب الناس الي ما كنت في المناصب العليا هم الان الذين انقلبوا علي وباعوني. فبالتالي علي ان افهم كلامه بهذه المنظورة وبهذه الزاوية. بهذا بهذه الزاوية انسان جرب في الحياة ويعطيك معلومة ان الناس اللي كانوا حواليهم الناس اللي قرصوني فخلص خذها مني احذر في اشد الحذر من الناس الذين يكونون حولك ويحومون حولك. وهذه النظرة لها جانب كبير من الصحة. هذه النظرة لها جانب كبير من الصحة واذا نظرت اليها من جانب ادبي قد نتفق معه فان تجارب الحياة بالانسان تعطيه ان ينبغي ان يكون العنساك العاقل على حذر عموما حتى الناس الذين حولك تحبهم وتودهم وتحسن الظن بهم لكن هذا لا يمنع ان تحافظ على سرك وان تكتم كثيرا من الامور لانك لا تعرف تقلبات الزمن بمن حولك ارفع ارفع سقف المعقولات واخفض سقف التوقعات. جيد. لأ كما قلنا الان انا لست مع الخطاب العقلي اه في الابيات الشعرية يعني العقلية الزائدة وفي محاكمة التذوق الادبي تتلفه وتفسده في الحقيقة يعني اذا كنت تعامل الابيات بعقلية بحتة هذا سيفسد البيت عليك. حاول ان تستشعر الجمالية وحاول ان تأخذ المقصد من وراء التمثيل او التشبيه. يعني خذ الفكرة وان تصغها في نفسك ولا تقف مع الحروف فان الحروف والتشبيهات انما منها آآ احداث جمالية للمعنى او مبالغة فيه او ما شابه ذلك. والله تعالى اعلم. طيب دعونا الان ننتقل الى البيت الذي يليه اذا اعداء عدوك فعاذر الناس واصحابهم وانظر بعد ذلك ماذا يكمل في طرح هذه الفكرة. يقول فانما رجل الدنيا وواحدها من لا يعول في الدنيا على رجل. فانما رجل الدنيا وواحدها من لا يعول في الدنيا على رجل اقول لك الفارس الرجل الرجل في هذه الحياة الدنيا الرجل الفرد في هذه الحياة الدنيا هو الذي يعتمد على نفسه ولا يتكل على الاخرين. ولاحظوا هذا ترسيخ اخر للفكرة التي يريدها. اعتمد على نفسك. طبعا بعد اعتمادك على الله سبحانه وتعالى فالاعتماد على الله اولا هو فوق كل شيء. لكن هو كما قلنا الطغاة الان يتكلم من الناحية الادبية عليك يا واحد الدنيا ان تعتمد على نفسك فان فارس الفرسان ورجل الرجال والفرد في هذه الحياة الدنيا الرجل الذي لا مثيل له هو الشخص الذي اعتمدوا على نفسه ولا يتكل على الناس. طبعا هل الانسان يستطيع ان ينجز كل المشاريع في الحياة الدنيا وهو يعتمد على نفسه فقط ايضا من لو اتينا من ناحية عقلية سنجد ان هذا الكلام ليس بصحيح. الانسان لابد وان يكون مدنيا كما ذكرنا في مناقشتنا كتاب الاخلاق والسيل اللي بنحزم الظاهري. الانسان مدني بطبعه لابد وان يحيا مع الناس وان يقضي حوائجه من خلال التفاعل معهم. لكن كما قلنا هذا فراق ايضا في اه توصيتك. يعطيك توصية انه اعتمد على نفسك ولا تنتظر من الناس ان يقفوا معك. وهذا الكلام له ووجهة صحيحة اخواني. اصحاب المشاريع اي مشروع فكري علمي حضاري صناعي تجاري. اذا اراد ان ينجح هذا المشروع اولا يعتمد على الله سبحانه وتعالى. ثم عليه ان يقيم هذا المشروع على عظامه هو وعلى طاقاته هو. تستفيد من خبرات المجتمع. لكن بعض الناس اه للاسف يعني اذا فشل مشروعه يقول الناس ما وقفوا معي. الناس ما ساعدتني. فلان ما مشى معي في طريقي. لذلك فشل. لا اخي الكريم. عليك ان تعتمد اذا اردت ان تصنع مشروع. وكان عندك فكرة اه تريد ان تبثها في المجتمع او مشروع صناعي او طبي او ما شابه ذلك اياك ان تظن ان الناس كلها تفكر بك. عليك انت ان تبذل الجهد وان تسهر الليالي وان تتعب وان تنصب وان تحقق مشروعك استفد من الناس خذ الخبرات انظر من يستطيع ان يشاركك في هذا الطريق لكن ان تنظر ان الناس كلهم او ان الناس كلهم سيقفون معك ولن يتركوك بالتالي اذا وقع فشل في المشروع تبدأ تلوم الناس كن واقعيا في الحياة. كن انسان في العادة يلتفت الى نفسه. وقل وقل وقل ان تظفر بشخص يعضده ويأزرك الى نهاية الطريق. هذا قليل جدا. يا اصحاب المشاريع يا اصحاب يا صناع الحضارة يا من تبحثون عن وضع بصمات عليكم ان تعلموا ان الطريق ستخوضونه انتم ابتداء. واياكم ان تلوموا الناس على عدم سيرهم معكم فان المشروع انما ينهض على عظامكم وعلى اوقاتكم وعلى اعماركم. والفارس والرجل كل الرجل في هذه الحياة هو الذي يعتمد على نفسه كما قلنا بعد اعتماده على الله عز وجل في انجاح مشروعه. وابراز خطته الى ارض الواقع احسنت يا شيخ ابراهيم عميرة يعني هي قضية احسان الظن بالناس تكون حاضرة لكن كما قال لك الانسان الذكي الفطن في هذه الحياة الدنيا لا يبوح بكل ما عنده وهذا ما نقصده. انه الطوغرائي انسان قرص. يعني بقول لك عن تجربة حياة. انا قرصت ممن حولي هكذا يقول ولربما كثير منا احبابي من قرص ممن حوله وممن كان يثق به من اصحابه. وهذا كثير وقع في الحياة. آآ ولاصحاب خاصة التجارب والمغامرات والمناصب اللي عندهم يعني تحركات وصولات ودولات هم الذين يقرصون. الانسان النائم في بيته لا احد يلتفت اليه حتى يقرص. لكن من خاض رحلتي الحياة وعنده تجارب علمية او فكرية او صناعية او تجارية يعرف ما نقول كيف اناس يكونون على ود وعلى حب وعلى صداقة وليس لها نظير يدخلون في مشروع تجاري فتنقلب الامور وتظهر الاحقاد وتتقلب وهذا ينكر بهذا يا فلان الم يكن فلان صديقك الم مع بعضكم ما اجمل الحياة بينكم ثم تنقلبون! فهذا كثير اخواني والله في الحياة الدنيا ان يخلص الانسان مما حوله. لكن هل هذا يعني ان كل انسان قريب منك تنظر اليه نظرة الخائن سيء وانه لا لا ليس هذا هو المقصد بالتأكيد. لابد والا لن تصفو لك الحياة ولن تجدها جليسا ولا انيسا. لكن المراد والهدوء والاتزان فيما تتكلم به. طيب اين وصلنا؟ فانما رجل الدنيا وواحدها من لا يعول في الدنيا على رجل ثم قال انظروا ما زال يبث لك نظرته لهذه الحياة بعد تجربة خاضها. يقول وحسن ظنك ايامي معجزة فظن شرا وكن منها على وجل. هذا يذكرنا بمن اخواني؟ هذا البيت يذكرنا بمن؟ اريد الاجابة منكم خاصا من حضر معنا سابقا. هذا البيت لما يقول لك وحسن ظنك بالايام معجزة فظن شرا وكن منها على وجل. يذكركم بمن هذا البيت طبعا بعض الروايات اخواني لهذا البيت معجزة بعض الروايات تقول معجزة اي يوما من قبيل العجز. والبعض يقول معجزة اذا قلنا معجزة يعني نوع من انواع العجز منك وان قلنا معجزة فهو من قبيل المعجزة التي للانبياء. فبعضهم يروي هذا البيت معجزة بفتح الميم احسنتم احسنتم جميعا يذكرنا بابن حزم الظاهري ونظرته للحياة سبقت معنا في كتابه ودوات النفوس وتهذيب الاخلاق وكأن اصحاب الوزارات والمناصب حينما يعزلون عن مناصبهم. فابن حزم اشتغل في منصب الوزارة للدولة الاموية في الاندلس في اكثر من فترة ثم بعد ذلك انقلبت به الدنيا كذلك الطغرائي اشتغل في منصب الوزارة للدولة السلجوقية ثم انقلبت به الدنيا. فكان هؤلاء بعد ان بهم احوال الدنيا ينظرون الى هذه الحياة بهذه النظرة القاتمة. بنظرة اساءة الظن ولا يمتدحونها. لاحظوا كيف الذين يصابون بهذه المواقف وتكرر هذا من اكتر من شخص ومن غير هؤلاء يكونون في جاه وسلطان ومناصب ثم تنقلب بهم الحياة الدنيا فيفقدون جاههم وسلطانهم فينظرون الى هذه الحياة بنظرة قاتمة سوداوية ويبدأون ينشرون هذه الفكرة بين الناس انه اسيء الظن بالحياة واياك ان تظن انها ستأتيك بما تفرحك. انظر كيف كنت انا في منصب وكذا وكذا وانقلبت علي. فهذه نظرة شائعة هذه الطبقة يقول وحسن ظنك بالايام ان قلنا معجزة عرفنا المعجزة تشبيه لها بمعجزات الانبياء الخارجة عن القوانين الكونية يعني عن السنن. وان قلنا المعجزة من فتح الميم فهو العجز. فيقول ان تحسن بالايام هذا عجز منك. طب ايش المطلوب مني؟ يقول فظن شرا. عليك ان تظن الشر وكن منها على وجل. وكن دائما خائفا منها. لربما هنا يأتي نفس من الاحباط. يعني في الابيات السابقة لما يقولوا عللوا النفس بالامال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الامل كان يبث فينا الامل لكن هنا عاد ليعطينا شعور اخر من مشاعره وهو اساءة الظن بالايام وما تحدثه هذه الايام بالانسان وتقلبات اتى به. وفي الحقيقة الانسان الذي يعرف اخواني حقيقة الحياة الدنيا وانها دار ابتلاء. ولا يسيء الظن بالايام وانما يعرف انه ولا حزن يدوموا ولا سرورا ولا بؤس عليك ولا رخاء. اذا ما كنت ذا قلب قنوع فانت ومالك الدنيا سواء. عليه ان يعرف هذه القضية. فالقضية لا تحتاج الى اساء الظن وانما القضية تحتاج الى معرفة حقيقة الحياة. وان الله سبحانه وتعالى اوجدنا ليبتلينا. فلابد من ان تمر مر علينا لحظات السعد ولحظات الخير ولحظات نكون فيها في سرور. ثم تمر علينا لحظات اخرى نكون فيها في الم في حزن تضيق الدنيا. علينا فالدنيا تتقلب ليتحقق الابتلاء بالانسان. الانسان اذا اصبح حريصا على الدنيا يلهث ورائها يريد ان يأتي بها فهذا الذي كثيرا ما تجده يذم الحياة الدنيا ويسيء النظر بها طبعا انا اتكلم عن الطغيان رحمة الله عليهم. فهؤلاء يتكلمون من ناحية شعرية كما قلنا. لكن انا اريد ان ان اوضح هذا المعنى اكثر واكثر حتى لا يأخذ احدكم نظرة الطغرائي او نظرة ابن حزم للحياة ويعممها. لاننا كما قلنا نحن كاهل الاسلام نعلم ان هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء. دار اختبار والاختبار معناه ان تتقلب بك الحياة الدنيا يمينا وشمالا ليرى الله سبحانه وتعالى هل انت ممن اذا اصابته السراء شكر وممن اصابته الرأس صبر ام انت شخص اذا اصابتك سراء نسيت ربك وان اصابتك ضراء شكوت ربك الناس تتباين في هذه الاماكن فالله سبحانه وتعالى تقلب الاحوال على العبد في هذه الحياة الدنيا لينظر كيف يعمل. جميل. اذا الطغرائي بنظرته المؤلمة لهذه الحياة يقول وحسن ظنك بالايام معجزة او معجزة فظن شرا وكن منها على وجل. طيب لماذا هذه النظرة السوداوية للحياء؟ يقول لك غاض الوفاء غاض الوفاء غاض يعني ذهب في الارض. كيف الماء يغيض في الارض؟ اي يذهب في الارض يغوص فيها ونفقده شبه الوفاء الذي كان منتشرا في ايامه بانه ماء غاض وذهب. فيقول غاض الوفاء الغدر والذي فاض وظهر في المجتمع هو الغدر والمكر. هذا الذي اصبح يتعامل به الناس. قال وانفرجت ولاحظوا الكلام الجميل والتمثيل الجميل. وانفرجت مسافة الخلف بين القول والعمل. قال واتسعت المسافة بين قول الناس وعملهم فالناس اصبحوا يعدون ويتكلمون كثيرا لكنهم يعملون قليلا ولا يفون من وعودهم الا بالقليل القليل. اتسعت بين القول وبين الفعل عندهم. وهذا هو الذي سبب سوء ظنه رحمة الله تعالى عليه بالايام. يقول غاض الوفاء فالوفاء ذهب الناس ما عادت تعرف اشي اسمه وفاء. والذي يعرفونه الان والذي انتشر بينهم هو الغدر. وفاض الغدر واتسعت المسافة اتسعت المسافة بين القول وبين الفعل. ما معنى ان فرجت واتسعت المسافة؟ بين القول والفعل ان الناس يكثرون من الاقوال والوعود سنفعل وسنعطيك وسنقترب وو يعدونك كثيرا لكنهم لا ينجزون من وعودهم الا القليل القليل. تمام ثم يقول ايضا وشأن صدقك ما زال يدم الزمان الذي يحيا فيه. فيقول وشان صدقك عند الناس كذبهم وهل يطابق معوج بمعتدل؟ يقول ايضا مما حدث في هذا الزمان شانة معناها اخواني شوه. شانا عكس زينا معناها شوه. يقول شوه صدقي وانني اتعامل الناس بالصدق وشأن صدقي او وشأن صدقك عند الناس كذبهم. يعني شوه الكذب الذي بين الناس واصبحوا يتعاملون به شوه هذا الكذب صدقي. ما معنى انه شوه صدقه؟ اي انه ما عاد يدرج بين الناس الصادق الانسان الصادق الناس ما بتحبه. كما يقولون الناس تحب الشخص الذي يكذب عليهم كما هم يكذبون عليه. اذا وجدوا انسانا صادقا ضفوا به اهملوه قالوا عنه مسكين شوفوا فلان مسكين صادق درويش. فيقول انا لاني انسان صادق هذا الصدق الذي اتعامل به مع مع كذب الناس شوهه واصبحوا يصورون صدقي على انه شكل من اشكال البلا والسخف والحمق والبعد ان التفطن والذكاء مع ان الصدق هي الخصلة العظمى التي ينبغي ان يتحلى بها كل مسلم في هذه الحياة الدنيا. فيقول وشان صدقك عند الناس كذبهم اي كرها او شوه كذب الناس وتعاملهم بالكذب فيما بينهم صدقك. فاصبح صدقك مشوه ينظر اليك انه نوع من البلا نوع من السخف. فيا عجب الزمان كيف يصبح الكذب هو القيمة العليا التي يحب الناس ان يتعامل بها ويصبح الصدق هو الشيء المشوه الذي ينظر اليه على انه سخف وبلا. هذا فعلا شيء عجيب. وشأن صدقك عند الناس كذبهم ثم يقول في من استفهاما انكاريا يقول هل يطابق معوج بمعتدليه؟ هل الشخص المعتدل مثلي؟ يصح ان يقارن بالشخص وجه من الناس على ان يقارن بين نفسه وبين المجتمع. هل الشخص المعتدل ويقصد نفسه الذي ماشي دغري كما يقول في الحياة الدنيا. يطابق ويشبه ايقارا بينه وبين الذي لا يسير على الاستقامة بل يسير معوجا هذه مقارنة اصالة مقارنة بئيسة كئيبة ليست مقارنة عادلة طيب وشأن صدقك عند الناس كذبهم وهل يطابق معوج بمعتدلي؟ ثم يقول ان كان ينجح شيء في ثباتهم على العهود فسبق السيف اذى لي. بده يعطيك نصيحة بقل لك ان كان شيء او كان ينجح شيء ينجح يعني ينفع ويصلح. ان كان ينفع ويصلح اه في الزام الناس بالوفاء بعهودهم والا تبقى المسافة بين القول والفعل متسعة عندهم ان كان هناك شيء ينفع في الزام الناس بالوفاء بالعهود فليس هو النصيحة. وليس هو اللوم العتاب وانما هو سبق السيف للعذل. ينبغي ان يكون السيف عن الحزم والرهبة والافزاع. عليك ان تفزع الناس وان تصنع لنفسك هيبة وان تخوفهم حتى يتعلموا ابقى معك والا يخلفوك الوعد. فالان بقل لك ذهب وولى زمن النصح والعدل واللوم انه شخص يعني مثلا يخلف وعده تلوم وتنصحه فيعدل الامور لا هذا الزمن ولا الان اذا اردت دواءا ناجعا تعالج به الناس الذين يخلفون الوعود فالدواء الناجع هو السيف على ينبغي على السيف يعني على الشدة والحزم والهيبة ان تغلب وان تسبق العدل وهو اللوم. طبعا قضية سبق السيف العدل هذا مثل عربي شهير ذكره الميدان في مجمع الامثال. وذكره غيره وقد مر معنا في النادي الادبي وله قصة آآ طويلة ذكروها في ذاك الرجل الذي آآ قتل ابنه فثأر منه وقتله في الحرم. فلامه الناس كيف تقتل او تقتص من قاتل ابنك في الحرم؟ فقال طبق السيف العدل يعني السيف سبق اللوم لا تلوموني. فكذلك هنا يعني لاحظوا الطغراء كيف يضمن الامثال العربية في اكثر من قصيدة وهذا يدلل على اهمية الامثال لنعرف كيف يستخدمها الشعراء ويوظفونها. فهنا يقول لك الميداني اذا اذا اردت دواء ناجعا لاصلاح الناس وحتى اب بلغتنا العامية يمشي الناس معك دغري عليك ان تريهم الحزم والشدة والصلابة ودعك من هذا التلطف الزائد فان هذا ما عاد ينفعه ومعهم ثم يقول اه بعد ذلك اذا ان كان يندع شيء في ثباتهم على العهود فسبق السيف للعذر البيت الذي يليه يا واردا سؤر عيش كله كدر انفقت صفوك في في ايامك الاول. يقول يا ايها الانسان طبعا هو الان يخاطب نفسه. هو الان يخاطب نفسه عاد ليخاطبه فيقول يا ايتها النفس التي تريدين تريدين سوء راعيش. السؤر هو البقية. البقية من الماء. البقية من الشراب. البقية من الطعام. بقية الشيء تسمى سؤرا. فيقول يا ايتها التي تريدين بقية عيش هذه البقية كلها كدرة. وهو يشبه الان نفسه بانه مثل الابل او الناقة التي لتردوا ماء لتشرب. فتجد هذه الناقة بقية ماء كدر والماء الماء الكدر هو الماء الذي تغير صفاته تغير لونه وتغيرت طعمه وتغيرت رائحته فاصبح نتنا. فيقول يا ايها الانسان الذي ترد بقية عيش هذه البقية كلها كدرة لا صفو فيها. اعلم طب اين ذهب الصفو؟ واذا بقي الماء الكادر طب اين ذهب الماء الصافي النقي؟ يقول آآ فاقتصفوك في ايامك الاول ذهبت صفو الماء الصافي في حياتك انفقته وقد شربته انت في ايامك الاول في ايام الشباب او في ايام المناصب والوزارة فخلص اقنع الان لاحظوا رحلة القناعة بدأ يخوض اه الطغرائي معكم رحلة اه القناعة المهم الطغراة الان يحاول ان يقنع نفسه بالرضا بما قسمه الله عز وجل لها. ويقول يا ايتها النفس التي تريدين الورود الى ماء او الى بقية ماء كدر تغيرت رائحته وطعمه. تعافه النفوس؟ اعلمي ايتها النفس الماء الصافي قد شربتيه انت فيما مضى في ايامك الاول حينما كنت في فترة الشباب وحينما كنت في المناصب وفي الوزارة ولك حظوة في المجتمع شربت صفو الماء والان لم يبق لك الا الكدر. والان لم يبق لك الا الكدر. فيقول يا والدي سؤر عيش كله كدر كله متغير تغير الطعم ورائحته. انفقت صفوك في ايامك الاول فيم اقتحامك لج البحر تركبه وانت تكفيك منه مصة الوشل. يقول لماذا تقتحم؟ ولاحظوا كيف هذا ربما يتعارض مع طموحاته السابقة. كان في بداية القصيدة يصور نفسه بذاك الرجل المقدام الذي لا يهاب. الرجل صاحب المغامرة الذي يخاطر بالغالي والنفيس من اجل الوصول الى المعالي والطموحات. الظاهر بعد رحلة في هذه القصيدة يحاول الان الطغرائي ان يقنع نفسه القناعة والرضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى له فيقول فيم اقتحامك لج البحر تركبه وانت يكفيك منه مصة الوشر. لماذا ايها الانسان تقتحم لج البحر اي وسط البحر وامواج البحر العظيمة المتلاطمة هو الوسط والمعظم. لماذا تقتحم وسط البحر وتريد ان تخوض الصعاب؟ وقد تقدم بك العمر. ومضى عليك الزمان فيم اقتحامك لج البحر تركبه؟ وانت تكفيك منه مصة الوشل. الوشل هو الماء القليل مجتمع فبيقول لك يكفيك ان تأخذ منه مصة وان اه تشرب شربة واحدة من هذا الماء وتقنع بها وهذا يغنيك عن ان الغمار الصعبة بعد ان مضى بك الزمن. لاحظوا كيف في بداية القصيدة كانوا يصور طموحاته العالية وانه لا يهاب. وانظروا الان كانه يتكلم عن الواقع يعني يريد ان يعود الى الواقع الذي يحياه علي ان اقنع وان ارضى وان اترك نفسي من تلك الطموحات العالية التي ابحث عنها يكفيني ان اشرب شربة من هذا الوشل اي من هذا الماء القليل. تكفيني وفيها القناعة. واذا هو الان يعلم نفسه القناعة رضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى له. وانظروا كيف نص على القناعة في البيت الذي يليه. فيقول اذا هنا قال فيما اقتحامك رج البهجة تركبه وانت تكفيك منه مسطة البشر. يقول ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه الى الانصار والخولي ملك القناعة الحمد لله القناعة امتلاكها كما يقول او ملك سهل. القناعة ملك سهل لا يخشى عليه بخلاف الملك المحسوس ملك الاموال الاموال اذا امتلكتها تخاف ان تسرق. لكن القناعة الحمد لله امرها سهل. من امتلك القناعة فقد امتلك كموني كان لا يخشى عليه من احد. ما في احد بسرق قناعتك. ولا تحتاج في امتلاكها لا الى انصار ولا الى خدم. والخول هم الخدم الخول هم الخدم فيقول من امتلك القناعة فعليه ان يسر وان يفرح بامتلاكه لها. لان القناعة اولا كنز عظيم لا لا تخشى ان يسرقه منك السراق ولا تحتاج في اكتسابه لا الى انصار ولا الى اعوان ولا الى خدم. وانما تحتاج الى الرضا الرضا عن الله سبحانه وتعالى وعن اقدار الله عز وجل. وما قسمه الله عز وجل لك في هذه الحياة الدنيا. وما اجمل القناعة اخواني القناعة كنز. القناعة طبعا لا تعارض ان يكون الانسان طموحا. يمتلك همة عالية للوصول الى الكرائم والخصال الحميدة. لكنها تجعلك تشعر بالرضا عن الله في كل ما يقسمه لك وانت تسير في رحلتك لطلب العلا. هذه الفكرة تجعلك ترضى عن الاله وتقنع بما يقسمه لك الاله العظيم وانت تخوض رحلتك في طلب العلا. اذا ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه الى للانصار والخول. ثم يعاتب نفسه فيقول ترجو البقاء بدار لا ثبات لها. خلص الرجل الان كما قلنا بدأ يقنع يقضي نفسه ويطالبها اهديه اهديه. خلينا نرضى بما نحن فيه ودعينا من تلك المغامرات الصعبة. ودعينا من تلك البطولات فما عاد هناك بقية من عمر وهذه الحياة حياة فانية ترجو البقاء بدار لا ثبات لها. فهل سمعت بظل غير منتقلين يقول ترجو البقاء والخلود في دار هي هذه الدار بنفسها لا خلود لها ترجو الخلود في دار هي هذه الدار خلود لها اصالة ترجو البقاء بدائل او ترجو آآ البقاء بدار نعم لا ثبات لها. يعني هو يريد ان يقول ويصور لك انه هذه النفس بطبيعتها تطمح للخلود وللبقاء في هذه الحياة الدنيا. لكن هذه الحياة الدنيا هي في نفسها ليست خالدة. فاذا دعيك من التفكير في الخلود فيها. هل سمعت بظل لا ينتقل فهل سمعت بظل غير منتقدي؟ هل سمعت بظلال على الارض تبقى في مكانها ولا تتحول ولا تتغير وكأنه يشبه الحياة الدنيا بانها ظل. خيال وهم. ستستيقظ منه في الدار الاخرة. وطبيعة لابد وان ينتقل طبيعة الظل لابد وان ينتقل. فلاحظوا كيف يشبه الحياة الدنيا بالظلال. وهذا التشبيه جميل. لان الظلال الاشياء وهمية هي ليست شيئا محسوسا موجودا على الواقع. وانما هي آآ امور كيف يقولون يعني لا حقيقة لها محسوسة وانما حقيقتها وانعكاس عن شيء. لا حقيقة لها محسوسة وانما هي انعكاس من الاشياء. فيقول لك هذه هي حقيقة الحياة الدنيا. هي ظلال هي انعكاسات. وهذه الانعكاسات والظلال ستزول. هل هناك ظل لا يزول؟ فاذا فكر في الدار الاخرة وهكذا الانسان اخواني الدنيا دائما في يده وليست في قلبه. الدنيا دائما في يده وليست في قلبه ونظرته الى هذه الحياة نظرت انها رحلة وقنطرة الى الدار الاخرة. فانت تسعى وتحقق الطموحات وتصنع الامجاد وتشعر بالقناعة والرضا عن الله سبحانه وتعالى. من امتلك في شخصيته كل هذه العناصر فانه لا يتضجر. ولا يصيبه القلق والحيرة واليأس والقنوط والاحباط الى غير ذلك من الامور التي آآ تأتي وتزول كثيرا من البشر. كثير من الناس تجد عنده احباط يأس تضجر اعتراض حيرة الم والسبب في ذلك اخواني عدم الرضاء. عدم القناعة. القناعة كنز اخواني. اقنع بما قسمه الله عز وجل لك هذه الحياة الدنيا انما هي ظلال. انما هي ظلال ستنتقل وسنذهب جميعا الى الدار الاخرة. ثم بعد ذلك يختم ببيتين رحمة الله عليه فيقول ويا خبيرا على الاسرار مطلعا اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل قد رشحوك ان فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل. وهذا البيت الاخير بقيت مشهور جدا ويستعمله العامة في في مجتمعاتنا ايضا. فاربأ بنفسك ان ترعى مع مع الهمل. اذا الطغراء رحمة الله عليه في هذين البيتين الاخيرين. انا اشعر وهذا يعني ظن. انا اشعر آآ انه يعطيك نصيحة ايها الجيل القادم يعطيه نصيحة للجيل القادم. نصيحة لربما هو قصر فيها. هكذا استشعر قد توافقونني قد تخالفونني الله اعلم. استشعر ان انه يريد ان يقدم نصيحة للجيل القادم لمن يبحث عن الشرف لمن يبحث عن السيادة لمن يبحث عن المكنة في المجتمع لمن يبحث ان يكون له صوت وقدم وان الناس تقصده لكل من يبحث عن هذه المكانات العلا الطغراء يقدم لكم نصيحة لعله هو قصر فيها فجرت عليه. لعله هو قصر فيها فجنت عليه. لذلك قدمها لكم في اخر القصيدة يا من تبحثون عن مكانة عالية في المجتمع يا من تبحثون ان تكونوا اصحاب اه التوجيه والارشاد زمام المبادرة خذوا مني هذه النصيحة. ما هذه النصيحة يا طغرائي؟ يقول ويا خبيرا على الاسرار مطلعا اصمت ففي الصمت منجاة من من الزلل. اياما عندك اسرار كثيرة في داخلك. اسرار عن وقائع في المجتمع. او اصرار من الافكار والخواطر التي تدور في خلدك. وانت لا ترضى عنها في مجتمعك. ولا تقبل بها يا من عندك اسرار هذه الاسرار على عمومها قد تكون افكار وخواطر ونظرات للمجتمع انت لا ترضى بما يعيش عليه المجتمع وعندك افكار وخطرات في داخلك. وعندك لربما ايضا اسرار لاناس واصحاب وجاهات في المجتمع انت وقفت عليها واستودعوك اياها يا من يحمل الاسرار بعموم هذه الكلمة. عليك ان تصمت حافظ على اسرك واكتمه حتى يصبح لك مكانة في المجتمع. وحتى تستحكم لك الامور وتصبح صاحب وتدين لك الناس ثم بعد ذلك اطرح ما عندك. واياك ان تستعجل ببث افكارك واطروح واسرارك وما تعرفه قبل ان يصبح لك مكان وقدم في المجتمع لماذا؟ يقول قد رشحوك لامر ان فطنت له قد هيؤوك ايها الانسان الشريف لمنصب لمكانة لمحل اجتماعي عاري يا طالب العلم يا ايتها يا ايها الداعي يا ايتها الداعية يا من يبحث عن المناصب العليا لتوجيه الناس اصلاح امورهم وليس لجمع المال من خلالها. يا من يبحثون عن الاخذ بزمام المبادرة في المجتمعات. يقول لكم الطغرائي قد رشحوك امر انت مهيأ لامر ان فطنت له ان بمعنى لو لو فطنت له ان بمعنى لو اي لو فطنت له فاربأ بنفسك ارتفع بنفسك ارتفع بنفسك اياك ان تتسرع اياك ان تتعجل في القاء الكلمات هذرا نظرا اياك كأن تستعجل في القاء الكلمات وبث الاسرار وطرح الافكار حتى لا تدفع الثمن مبكرا قبل ان يستحكم امرك وفي مجتمعك لانك اذا دفعت الثمن مبكرا فلعل حالك يكون كحالي. ما هي حاله؟ ان ترعى مع الهمل. فقوله فاربأ بنفسك ان ترعى ان هنا في حذف لبعض الحروف منها. معناها اللي قال لا اي فاربأ بنفسك ارتفع بنفسك لئلا كقوله تعالى آآ لئلا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله. لاحظوا لئلا او في اية اخرى ان تضلوا اي لان لا تضلوا ان تضلوا اي لئلا تضلوا فكثيرا ما تأتي ان وبعدها حرف نفي محذوف. والتقدير لئلا. فيقول اربأ بنفسك اسمو بنفسك لئلا ترعى كما ارعى الان انا مع الهمل. فكثير من الناس اخواني هو مرشح ومهيأ لان يكون لان تكون له زمام المبادرة بان يصبح شخص له مكانة في المجتمع يستطيع من خلالها ان يصلح امور الناس هؤلاء الاشخاص نقول لهم خذوا بنصيحة الطغراء لا تفشوا كل ما عندكم من الاسرار. لا تتكلموا قبل ان تستحكموا بكل التي تجول في خاطركم حتى تستحكم لكم الامور. فانتم مرشحون لامر الله لو فطنتم له. فاربأوا بانفسكم ارتفعوا بانفسكم حتى لا ترعوا مع الهمل كما اني وهكذا اشعر ان الطغاة يتكلم عن نفسه كما اني انا الان ارعى مع الهمل كان يقول انا لما كنت في منصبي وقبل ان تستحكم اموري بثثت كثيرا من الاسرار وكنت اتكلم كثيرا ولا اعرف الصمت فهذا هو الذي جعلني ادفع ثمنا باهظا. هذا الذي جعلني ادفع ثمنا باهظا وها انتم ترونني الان ارعى مع الهمل. فخذوها نصيحة من انسان مجرب مفكر عاقل يقول لكم اصمتوا ما استطعتم وما وجدتم لذلك. اصمتوا وتعلموا فن الصمت ومتى اتتكلمون؟ وكيف تتكلمون؟ اه واعلموا مقامكم الان اين هو؟ فان كنتم قد رشحتم وهيئتم لان تمسكوا زمام المبادرة في المجتمعات فعليكم ان تحسنوا ادارة النفس. عليكم ان تحسنوا ادارة النفس وتعرفوا متى تتكلمون تصمتون وما هي المجالات؟ طبعا علينا ان يكون الصمت والكلام بمنظور الشرع وليس بمنظور الهوى. هذه قضية ينبغي ان يلتفت اليها صمت وعدم الصمت عليه ان ينظر بمنظور الشرع ويحاكم بمعيار المصالح والمفاسد. وكلما كان الانسان اعرب بالشرع واحكم به يعرف ما هي المجالات الشرعية التي سمح فيها بالصمت؟ وما هي المجالات الشرعية التي لا يسمح فيها بالصمت؟ لكن هي كما يقولون حكمة من رجل تعايش منصب الوزارة وعاش في انصبة الدولة وتنقل فيها يعطينا وهذا ما اشعره كما قلت لكم ولم ينص على ان هذه يعني شيء وقع اهو لكنني يعني اشعر انه ختم بهذه النصيحة ليقول لك انني الان تراني وحيد مطرود صفر الكف لا احد ينظر الي في هذه العزلة اقول لك ما الذي اوصلني الى هذه الحالة انني لم اكن امسك لساني حينما كنت في تلك المناصب ولو انني امسكت وسامي واتقنت فن الصمت لاستطعت ان استحكم في الدول وان يكون لي منصب ووجاهة ولم اكن كما انا او لم يكن حالي كحالي الان ارعى مع الهمل قد رشحوك لامر ان فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل. ما اجمل هذه الخاتمة التي ختم بها وما اجمل هذه النصيحة للعقلاء. للعقلاء الذين يريدون ان يكون لدعوتهم لصوت اه تأثيرا ووقعا في المجتمع ولا يريدون ان تذهب الاصوات سريعا وان تذهب الطاقات سريعا قبل ان يأتي وقتها المناسب. اذا عشنا مع الطغراء رحمة الله تعالى عليه اه في هذه القصيدة الرائقة الرفيعة الادبية. عشنا معه مشاعر مختلطة. تقلبت الامور وتقلبت المشاعر بهذا الرجل كان عنده طموح عالي عنده امال رجل صاحب نفس شريفة صاحب امكانيات وطاقات هائلة. رجل لا يرضى ان يصاحب السفر الا والحمقى والجهال في المجتمع شخصية عالية جدا. لكن كما قلنا انقلبت عليه الامور وجاءه الدهر بعكس اماله كما يقول هو. آآ اه فاصبح يحيى بين الامل والنظرة المشرقة وبين النظر الى صخرة الواقع المؤلمة. يقول في بعض الاحايين ما اضيق العيش لولا صحة الأمل وفي بعض الأحايين يقنع نفسه بالرضا بما قسمه الله عز وجل له وفي بعض المشاعر يتمنى الخروج من هذه الحياة الدنيا وان باقرانه ومن اصحاب الفضل والشرف الذين سبقوه. ثم بعد ذلك بعد كل هذه المشاعر الجياشة مدح نفسه اذا ما الحياة عن شخصيته مشاعر جياشة نظراته للحياة الدنيا الا تحسن الظن الا تقنع او الا طبعا الا تحسن الظن اخوانا الذين دخلوا متأخرا اقرأ او كلامه واسمعوا ما ذكرته. يعني هو هذا نظرته للحياة بعد التجارب التي مر بها. اه كذلك لا تثق حتى باقرب الناس اليك. هكذا يقول كل من على وجل وعلى حذر وعرفنا ماذا يقصد بهذه الامور. ثم ختم لك بالنصيحة اذا اردت ان يكون لك مكانة في المجتمع. ان هي نصيحة كما قلنا لكل شخصية تشابه شخصية الطغرائي. عموما هي النصيحة هذه الختامية هي لكل شخصية تشابه شخصية الطغرائي شخصية هي تبحث عن الطموح عن المكانة وعن المنصب يقول لك حافظ على سرك. لان الانسان المهيأ للامور والمرشح لها اذا طرح كل ما عنده قد يكون هذا سببا في الزلل. والخطأ فتدفن في الارض قبل ان تنبت شجرتك وتخرج ويستفيد منها الناس فتدفن في الارض قبل ان تخرج شجرتك وينتفع منها الناس. فالعاقل يحسب الكلمات ويزنها فاربأ بنفسك حتى لا ترعى مع الهمل. اذا هذا ختام الكتاب الثاني الذي طرحناه في دورة الاستثمار العلمي. الدورة على البث المباشر استغلالا للاعمار في ايام الازمات. كما قلنا لا ادري ان كان هناك سؤال من احد الاخوة اه حول قضية يريد الوصول اليها. وانا في انتظار ذلك. طبعا كتابنا الثالث باذن الله سيكون اخواني. اه هو كتاب رفع المنام عن الائمة الاعلام لشيخ الاسلام ابن تيمية الحراني رحمة الله تعالى عليه. وسنبدأ بمدارسته يوم الجمعة باذن الله في مثل لهذا الوقت رفع الملام عن الائمة الاعلام. السؤال كيف سيتأتى لشخص ساكت ام يستحكم يوما او ان يكون له مكانة يستطيع من خلالها الطرح للتغيير. التغيير يحتاج قاعدة واعية كيف ننشئ هذه القاعدة مع السكوت؟ المراد السكوت عما يمكن تأجيله انت لن تسكت عن كل شيء بالتأكيد الانسان الصامت طوال الوقت لم ينجز لن يكون له بصمة. وانما المراد ان تحسم المصالح والمفاسد في الكلمات التي تتفوه بها. تنظر ما هو الشيء صالح لان اتكلم به الان ويجعل لي قبول عند المجتمع بما يرضي الله سبحانه وتعالى بالتأكيد ولا يسخطه ويحبب الناس في وفي اه هدي وفي مسلكي وفي طريقتي. وما هو الشيء الذي اذا بثثته الان سيكون ضرره على المجتمع اكثر من نفعه سيكون ضرره على المجتمع اكثر من نفعه. فالكلام عن قضية الموازنة. الموازنة في الكلمات التي تبث. وحدث الناس بما يعقلون وكذلك كما قلنا الاسرار هنا بمعناها العام. قد يكون الانسان عنده افكار تغييرية. الان هذه الافكار التغييرية اذا باح بها ونشرها قد تكون مخالفة لاهواء البعض فتسبب له الكثير من المشاكل والكثير من السلبيات في الحياة. فهنا هذا الانسان يكون عاقلا يعمل في المجال المتاح له. وهناك كلمة لابن الحنفية لمحمد ابن الحنفية رحمة الله تعالى عليه. وهو يقول فيها آآ ما رأيت احكم من شخص يداري من لابد من مداراته يقول الحكمة ان تداري كل شخص لابد لك من ان تداريه لانه صاحب السطو عليك. هو الان الذي يملك زمام المبادرة. فاسلوب المداراة ومعرفة كيف تقدم متى تقدم الخطوات ومتى ترجع الخطوات هو فن في الحقيقة. يعرف الانسان ما هي الكلمات التي يتكلم بها ويوجهها للمجتمع ويعرف ما هي الكلمات التي يمكن وتقبل ان تؤخر بديع الزمان النورسي رحمة الله عليه له كلمات جميلة وانا انصح بقراءة شيء من كلمات نأتي في هذا الباب وهو يتكلم عن امكانية السكوت عن الحق في بعض اللحظات لمصلحة عظمى تنتظر في اوقات قادمة قضية كما قلت يعني العقلاء ومن كل ما تعمق الانسان اكثر واكثر في العلوم الشرعية يتقن معرفة هذه الامور. يتقن معرفة اين الشريعة تفتح له مجال الهدوء والانتظار؟ واين الشريعة لا تطالبك بالكلام والحديث؟ لان من لا يحسن هذا الفن اخواني ويتكلم بكل شيء لربما يدفع ثمنا باهظا باهظا قبل ان يصل صوته الى الناس قبل ان يصل صوته الى المجتمع. هي هذه الفكرة بشيء من الاحكام والاتقان موازنة. وفي النهاية طبعا يجب ان يكون مقصد الانسان الذي يوازن هذه الموازنات رضى الله سبحانه وتعالى. ان يكون الى الاله عز وجل انه يا رب انا اريد ان يصل الحق الى المجتمع وانت تعلم يا رب انني انما اتأخر ولربما اقدم امورا خير امور من اجل تحقيق هذه المصالح حتى لا تذهب كل الامور سدى الاخ محمود محمد يقول هذا في مرحلة بناء النفس وطلب اساسيات العلم. احسنت يعني هي مرحلة بناء النفس بناء آآ كما يقولون القاعدة الدعوية القاعدة الاصلاحية التي تريد ان تخاطبها. نعم هذا شيء عقلاني عال جدا. ان تعرف مجالات الشريعة وزعتها الحمد لله وانظر دائما في سير الاوائل. انا دائما اقول للاحبة اه انظروا في سير الاوائل. انظروا في سير الاوائل كيف تصرفوا في كثير من المضائق. ومن قرأ التاريخ انظروا في جيل صلاح الدين وما قبله محمود الدين ونور الدين زنكي وكيف العقلاء في زمنه انظروا في وقائع في ايام ابن تيمية وما قبله وما بعده. انظروا الى الوقائع في ازمات المسلمين. لتعرفوا كيف العالم الرباني يحكم امور. وانظروا في ازيد من خلق القرآن لاحمد ابن حنبل لتعرفوا كيف احمد ابن حنبل. عرف ايش الثوابت عنده وايش المتغيرات. هذا فن عالي جدا لابد للانسان المسلم والداعية الى الله عز وجل ان يتبصر به في مسيرته الدعوية والاصلاحية. حتى لا يدفع ثمنا باهظا من دون ان يكون هناك انتاج حقيقي ومسيرة ترضي الله سبحانه وتعالى. نعم الانسان لا قد يقول الشخص يا شيخ هذا الانسان طيب هدفه ان قل له آآ مكانة في المجتمع يصل بها صوته. الانسان يتكلم ويبدي ما عنده رضي من رضي وسخط من سخط. نقول النظرة هذه الجزئية فقط او بهذه الحدة فقط ليست نظرة هادئة. اه احيانا قد نحتاج الى وجود العلماء اصحاب الصوت العالي اصحاب انا ليصبحوا المجتمعات ويبثوا الخير ويتمكن من خلالهم من الدخول في الواقع. والا اذا كل انسان يريد ان يتكلم بالكلمة ويدفع ثمنها يتكلم ويدفع ثمنها فيفشوا الجهال في المجتمع وهم الذين يملكون زمام المبادرة دائما اظن ان هذه القضية وفي النهاية نحن نجتهد في هذا ونسأل الله التوفيق والسداد سيكون ثمنها على مجتمعات المسلمين وعلى عموم المسلمين فمنها باهظ في غياب الوعي شرعي النقي والوعي الشرعي النقي يجب ان يغرس وان يزرع رويدا رويدا وبهدوء وباحكام لاحوال الزمان. الاخت بديئة الزمان انه رسيع رجل له كثير من الفوائد وعليه بعض الملاحظات وانا نائما انصح الاخوة العقلاء آآ طبعا بعد ان يستحكموا من العلوم الشرعية من اساسياتها ومن اه ضبطهم للعقيدة الحق عقيدة اهل السنة والجماعة ان يوسعوا نظرتهم في القراءة وان يقرأوا متنوعة انه حتى من يخالفك في في بعض الانظار قد تستفيد منه في انظار اخرى وهذا طبعا انما مقامه لمن احكم عقيدته عرف عقيدة اهل السنة والجماعة وما يريده الله عز وجل منا عرف الحق في المسائل العقدية عموما هنا بعد ان يحكم نظرته للعلوم الشرعية ويكون متأصل جيدا مقبولا فيها عليه ان يوسع نظرته في القراءة. لان الذي يقرأ فقط لشخص واحد او لفكرة واحدة تصبح اه او يصبح عقله فيه شيء من الضيق. لكن الذي يقرأ لاكثر من فكرة لاكثر من رجل آآ لعل وعسى ان تظفر بنظرة او بفكرة او بتوجيه عند غير شيخك يكون فيها نفع لك. ويكون فيها ارشاد ربما قضية شيخك لم يخبرك بها او سهى عنها او انت بنفسك لم تقف عليها فتستفيد. فالانسان يستفيد اخواني لكن دائما انا اضع اصل عام المسلم عموما يبتدأ بطلب العلم الصحيح ويتأصل اعتقادا ليحمي عقيدته من اي شبهة يمكن ان تدخل عليها اذا اصبح محصنا عاقلا حينئذ لابد وان يوسع القراءة. ما بصح تبقى تقرأ في اتجاه واحد لفكر واحد لشخص واحد وما عندك قدرة على ان تقرأ لتيارات وافكار اخرى. الانسان اذا وسع قراءته ووسع نظرته بعد معرفته بالثوابت التي لا تقبل النقاش. وبعد ان يحصن نفسه يستطيع ان يتقدم. ويستطيع ان يطور عقله ويعرف ما هي النقاط التي يختلف مع غيره وما هي النقاط التي يشترك فيها مع غيره؟ واما الانسان فقط الجامد الجاف فقط يعني طريق واحد لا يمكن ان يقرأ لما سواه. اظن يعني انه سيبقى عنده شيء من القصور في فهم الاخرين. وكثير من الاخوان يعني وهذا الانسان جربه في حياته الشخصية. كثير ما تنقل اليك اقوال عن الاخرين اه تكتشف ان هذه الاقوال لم تنقل اليك بدقة. وانت لا تعرف حقيقة هذه الاقوال الا بعد ان تقرأها وتطالعها بنفسك. وهذا شيء جربه الانسان بنفسه يعني هذا ليس يعني اه وجهة نظر عامة. هذا شيء وقع فيه الانسان ويتعلم من حياته. كيف يستفيد من الاخرين؟ كيف يستفيد من الاخرين على عدوا دي مدارسهم لكن بالشرط الاساس. وهو احكام العقيدة. الشخص اللي ما عنده دراسة عقدية او تأصيل عقدي وتحصين لا اقرأ ابدا للتيارات المختلفة ولا يجرب نفسه وقد مر معنا في مناقشتنا لابن حزم الظاهري رحمة الله تعالى عليه كيف قال للناس لا تجربوا عقولكم في الاهواء الفاسدة. لان الانسان الضعيف غير المحصن اذا جرب نفسه في الاهواء في الاهواء الفاسدة قد يضطر او قد يسبب ذلك له وتشويش في عقيدته قد يسبب ذلك له فتنة قد يسبب ذلك له انحراف. فابن حزم اعطانا اياها كما تدارسناها سابقا. لا تجرب عقلك في الاهواء الفاسدة لانك قد تضعف عنها. لكن كما قلنا من احكم واتقن وتعب في تأصيل نفسه وفي تحصينها. هؤلاء عليهم من يعوا اهمية توسيع القراءة من اجل بناء عقل مسلم واعي يستطيع ان يبني حضارة لهذه الامة والا يبقى منحصرا في قراءة ضيقة المجال لان ذلك سيحرمه من الوقوف على كثير من الفضائل عند غيره. اذا نحن هكذا نكون انهينا الشرح باذن كاملا لامية العجم. ونسأل الله ان يسخر لنا مجلسا اخر لعل في قابل الايام نشرح فيه لامية العرب للشنفرة رحمة الله على المسلمين جميعا وهو الشفرة كان شاعرا جاهليا