بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا آآ وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه سلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبابنا الى المجلس الثاني. في مناقشة ومدارسة آآ كتاب كتاب العالم المربي والشيخ المزكي آآ فريد الانصاري رحمة الله تعالى عليه اه في المجلس السابق اه اخواني تكلمنا عن سيرة الشيخ فريد الانصاري رحمة الله تعالى عليه. وكان هناك اهمية كبرى لدراسة مسيرة الشيخ فريد الانصاري لانها هي التي ستجعلنا نستوعب اه مقاصد كلمات الشيخ فريد الانصاري ولماذا اطلق الحبيب اه هذا المشروع القرآني الكبير واعادة بث روح القرآن او الظاهرة القرآنية اذا صحت تسميتها في شباب الامة. عرفنا ان مسيرة الدكتور فريد في العمل الاسلامي هي التي اثمرت في النهاية وتوجت في النهاية اقتناع الشيخ والوجداني باهمية تصحيح البوصلة للعمل الاسلامي وللحركة الاسلامية. اهمية بعث رح القرآن وجدانية وسلوكيا حقيقة في حياة الامة بدلا من ان يكون القرآن شعارا او يوظف في خطابات دعوية مجرد توظيف او يستعمل لمجرد اثارة عواطف او يستند اليه في مجرد خلافات فقهية كيف نعيد القرآن ليكون منهج حياة كيف نعيد القرآن ليكون منهج حياة كما كان عليه الحال في الجيل الاول عند الصحابة وعند التابعين بيع التابعين فهذا هو مقصد رحلة الشيخ فريد الانصاري في مشروعه القرآني. اعادة القرآن الى الواجهة. اعادة القرآن حقيقة في قلوب العوام وفي قلوب طلبة العلم وفي قلوب الدعاة وفي قلوب المصلحين وفي قلوب المتصدرين للعمل الاسلامي. لا بد ان يكون القرآن هو المنطلق هو الحاضر هو الاساس هو الفكر هو المنهج. يجب علينا ان ننطلق في حل مشكلاتنا الحضارية والفكرية والسلوكية من خلال مدرسة القرآن كيف نكابد حقائق القرآن الايمانية في حياتنا قبل ان ننطلق بها الى فضاء الدعوة الى الله سبحانه وتعالى كيف نكابد هذه الحقائق ونجارد عليها حتى بعد ذلك ينصبغ بها فكرنا وعقلنا ووجداننا فحينما نكون في هذه الحياة الدنيا دعاة الى الله وعندما نكون مفكرين وعندما نكون علماء وعندما نكون دعاة وحينما نكون في العمل الاسلامي يكون القرآن قد صبغ وجداننا وصبغ عقولنا وافكارنا فنتكلم بالقرآن ونفكر بالقرآن ونسير مع القرآن ولا نخرج عن عتباته ولا نعارضه باهوائنا وعقولنا. ولا يصبح القرآن عندنا مجرد اه يعني كتاب على الرف كما يقولون. متى اردنا ان نأتي يظهرناه شعارا ومتى انتهت وظيفته واعدناه الى مكانه. هذه اشكالية كبرى. اخواني يحياها الصف الاسلامي اليوم. فلذلك حبيبنا الدكتور فريد الانصاري رحمة الله تعالى عليه اطلق هذا المشروع الكبير وجوب اعادة التفكير القرآني الصحيح الى حياة الامة. وهذا في الحقيقة مشروع رائع. مشروع رائد لا محيص عنه اخواني اذا اردنا ان نعلن حضارة جديدة لهذه الامة اذا اردنا ان نجتث انفسنا من هذا الواقع المرير وننطلق الى فضاء جديد لابد جميعا ان نصوغ افكارنا كما صاغ شيخنا فريد الانصاري اعادة القرآن الى الوجدان ان نعود في قراءتنا لسيرة السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ننظر كيف تلقى الجيل الاول جيل الصحابة كيف تلقوا هذا الكتاب العزيز وبهذه هي الطريقة يجب ان نتلقى نحن. انا اظن اخواني هذه من المفارقات الكبرى بيننا وبين الجيل الاول. الطريقة التي تلقى بها الكرام هذا الكتاب العزيز من النبي صلى الله عليه وسلم. الطريقة التي فيها تنجيم كما يقول المنجمة يعني المفرقة مش التنجيم النجوم. لا انا اقصد كيف نزل القرآن منجما اي مفرقا خلال ثلاثة وعشرين عام كيف كان الصحابي اذا تلقى مجموعة من ايات يبدأ يكابدها ويعالجها في وجدانه وفي قلبه وفي روحه قبل ان يأخذ قسطا اخر منها. كيف كان ابي اذا اخذ مجموعة من الايات يشعر جزما ويقينا ان هذه الايات هي رسالات الاله اليه. فكان الصحابة اذا سمعوا ربهم يقول لهم يا ايها الذين امنوا الكل يرعي سمعه وعقله وفكره وقلبه ليأخذ ومتأكدون ان هناك الان توجيه هناك امر هناك نهي هناك حث فيأخذ هذه التوجيهات يبدأ يمارسها ويعاركها في حياته فاذا ما شعر انه انصبغ بهذه الايات تأتيه بعد ذلك دفعة اخرى. فيبدأ يكابدها ومكابدة هذه الايات كانت في اناء الليل من خلال قيام الليل من خلال اعادة النظر فيها مرات ومرات. من خلال العزلة والقراءة الهادئة المطمئنة المتدبرة ثم اذا جاء النهار ينطلق للعمل بها اذا كانت هذه الايات تتكلم عن اعمال سلوكية او اعمال اجتماعية او ما شابه ذلك. فكانت قضية او ان القرآن نروح وفعلا منهاج حياة. انسان يتلقى رسائل ثم يخرج يعمل بها. بهذه الطريقة. نحن اظن اننا ابتعدنا ربما قليلا بعضنا وبعضنا كثيرا عن هذه الطريقة في التعامل مع القرآن. فالقرآن اصبح لدينا شعارا شيء نحبه. نشعر انه كلام جميل لكن لما نسمع يا ايها الذين امنوا في الحقيقة لا تسترعي انتباهنا. لما تأتي الايات التي تتكلم عن جهنم وعن التخويف منها لا تقشعر جلودنا. لما تأتي الايات التي تتكلم عن الجنة لا نشعر بذاك الشوق والحنين. لما تأتي الايات التي تتكلم عن الله سبحانه تعالى باسمائه وصفاته وافعاله وعظمته لا نشعر بتلك الهيبة. مع ان ربنا سبحانه وتعالى يخبرنا ان المخلوقات سوانا لو انزل عليها هذا القرآن لكان حالها مختلف عن حالنا. وهذه مفاصلة. يقول سبحانه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. يعني لو ان هذا القرآن نزل على جبل اصم على حجارة صماء هذه الحجارة خشعت وتصدعت وتشققت من هول هذا الكلام ومن فخامة ومن جلالته. فما بال قلوبنا يا اخواني لا تشعر بتلك القضية بذاك الخشوع بتلك الهيبة. بذاك بتلك الصدمة التي يمتلكها النص القرآني. اه وقال سبحانه وتعالى لو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا. يعني لو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى لكان هذا القرآن جواب الشرط محذوف تقديره لو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى لكان هو هذا القرآن الذي بين ايدينا. فربنا سبحانه وتعالى يبين لنا عظمة هذا الكتاب العزيز. ان هذا الكتاب العزيز تسير به الجبال تقطع به الارض تتصدع منه الصخور الصلبة. اذا هناك سر اخواني ما زلنا نحن نغفل عنه في طبيعة هذه الايات. هذه الايات لديها من الطاقة من النور من من القدرات الهائلة التي تستطيع ان تغير انسان. تغير كليا. هذا الكتاب العزيز الذي نتعامل معه بجفاء له قدرات وطاقات وفي ثناياه نور يستطيع ان يغير حياة انسان رأسا على عقب كما حدث مع الجيل الاول. لكن هناك في اشكالية عندنا في تلقي هذا النور الالهي. هناك اشكالية في الشعور بهذه الطاقة نحن لا نشعر بالطاقة الكامنة في نصوص الكتاب العزيز. لا نشعر بذاك الشفاء بتلك الروح بذاك النور. ربنا سبحانه وتعالى سمى كتابه ووصفه في القرآن الكريم بعدة اوصاف وصفه انه روح. ولما الله سبحانه وتعالى يصف كتابه بانه روح سبحانه يدرك ما يقول يعلم ان هذا الكتاب لا يبعث فقط انسان يبعث جيل وحضارة. لو انهم تمسكوا به. لما وصف كتابه سبحانه وتعالى بانه وسبحانه وتعالى يعلم انه نور قطعا وانه ينير الظلمات ويخشع الضباب والغيوم التي تمنعك من الرؤية بوضوح في مسيرة فهناك حقائق كبيرة جدا تتعلق بهذا الكتاب العزيز حقائق تجعل هذا الكتاب هو المصدر هو الاساس هو انطلق للتغيير الانسان لتغيير المجتمع لتغيير الحياة لتغيير الكرة الارضية وحق له ذلك فان هذا الكتاب تكلم به ربنا سبحانه وتعالى. لذلك اخواني من اهم وظائف النبوة من اهم وظائف بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي ركز عليها القرآن كثيرا ان يتلو القرآن وان يعلمه للناس. قال سبحانه وتعالى يخبرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم. قل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها. وله كل شيء. وامرت ان اكون من المسلمين ان اتلو القرآن. لاحظوا الاوامر الاساسية. قل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها. امر بالتوحيد لله وله كل شيء وامرت ان اكون من المسلمين. والامر الثالث وان اتلو القرآن. اذا من وظائف بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ان يتلو القرآن وان يبثه في المجتمعات لتنطلق هذه المجتمعات. اذا بالتأكيد اختص الله او يعني اختصاص الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وظيفة قراءة القرآن وتلاوته تلاوة تدبرية تفكرية هو كفيل بان يغير مجتمع ولو كان هذا غير صحيح لما امره سبحانه وتعالى بهذه الوظيفة الاساسية. قال سبحانه وتعالى ايضا في اخرى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم يتلو عليهم اياته. وقال لقد من الله وعد المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته. انتم ملاحظين يا اخواني هذه القضية؟ لماذا سبحانه وتعالى ركز في وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم على موضوع تلاوة القرآن. فكأن ربنا سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون البشرية في وصول القرآن الى هذه البشرية. جبريل هو الواسطة الملائكية. اعطى هذا القرآن الى محمد صلى الله عليه وسلم البشرية ليصل هذا القرآن الى البشر على لسان سيدنا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الامور يجب ان تسترعي انتباهكم وان تلتفتوا اليها. واهم وظائف النبوة اهم وظائف النبي صلى الله عليه وسلم تلاوة القرآن. اذا تلاوة القرآن لها دور اساسي. في تغيير حياة الانسان. في تغيير عقل الانسان. في تغيير مشاعر سلوكيات وتوجهاته في الحياة. لكننا ما زلنا لا نستشعر هذه الامور. اذا المشكلة فينا. هناك مشكلة فينا اخواني يجب بان نعالجها سريعا وان نستيقظ وان ننتبه من هذا السبات قبل ان يفوت الاوان. ان نستيقظ على انفسنا ونعرف ما هو الاشكال عندنا في اننا لا نشعر بتلك الطاقة التي تنبعث من تلك النصوص. ما هو الاشكال عندنا التي تسبب اننا لا نشعر بذاك النور ينبعث من هذا الضياء الكبير. لماذا هذا القرآن استطاع ان يغير جيل كامل من حياة الصحابة. ووصلوا الى مشارق الارض ومغاربها به ولماذا حكم هذا القرآن سنوات كثيرة وخرج العلماء والدعاة والمصلحين عبر تاريخ الامة؟ ولماذا نحن اليوم لا نشعر بهذه مشاعر لماذا لما نقرأ في سير الاوائل كيف كانوا يعالجون الايات القرآنية ويحيون معها؟ نشعر كأنها عجب عجاب وكأنها سحر لا ندرك في اشكالية يعني هي هذه الفكرة التي احاول ان اوصلها لكم ان هناك اشكالية في تعاطينا مع النص القرآني وفي حياتنا معه هناك جفوى جفاء قسوة قلب جمود عين يجب ان نتداركه سريعا. وهذا رمضان اخواني اتاكم تداركوا هذه القضية. مدرسة رمضان هي افضل وقت لاعادة بناء علاقة جديدة مع النص القرآني. واعادة اه فهم الارتباط بين المسلم وبين القرآن. واننا حينما نقول ان القرآن هو دستور الامة المسلمة هو الطلاق يجب ان يكون هذا الشيء واقعي حقيقي ملموس وليس مجرد شعاراتي او اه شيء تلطيفي كما يقولون نحيا به في حياتنا ولكنه ليس واقعا معاشا. اه احيانا لما اقرأ في سير الاوائل يعني تجدي بانتباه بعض القصص وبعض المواقف والمواقف كثيرة طبعا التي تدل على ان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم لم يتعاطوا مع النص القرآني كما نحن نتعاطى معه اليوم. كانوا تشعرون حقا ان هذا القرآن مليء بالاعاجيب مليء بالمشاعر مليء بالطاقات مليء بالنور ان هذا القرآن يستحق ان يهجر انسان فراشه في ظلمات الليل ويستيقظ من اجل ان يقرأه وينظر في عجائبه. هناك شيء ينبعث من القرآن كان يلامس قلوبهم نور على نور. هي هذه الفكرة باختصار. نور القرآن كان يلتقي مع نور تلك القلوب الطاهرة فاستطاع اجتماع مع النور ان يحدث طاقة ايجابية تنبعث في حياة الامة عند ذاك الجيل. يعني انظروا قصة محمد بن كعب القرضي رحمة الله عليه ربما قرأتها قبل البارحة وانا اقرأ في كتاب مر علي هذا الرجل وامه تتكلم معه عن قيام الليل يقولون محمد بن كعب القرضي وهو من المفسرين المعروفين السلام رحمة الله عليه كانت امه تقول له يا بني لولا اني اعرفك صغيرا طيبا وكبيرا طيبا لظننت انك افت ذنبا موبقا لما اراك تصنع بنفسك في الليل والنهار. هذا الرجل كان ملازما لثغر الطاعة والعبادة وقيام الليل فامه تقول له لولا انني اعلم انك ما اقترفت فاحشة وانت صغير وانت كبير لولا اني اعلم ذلك لقلت ان شدة قيام الليل التي تعافسها في حياتك هي امارة انك فعلت شيئا كبيرا وذنبا عظيما يستوجب كل هذا التعب وكل هذه التوبة. لكنني والله اعلم انك طيب اعجبا من حالك يا بني. فالمهم فهو الان يجيب والدته ويقول لها يا اماه وما يؤمنني ان يكون الله قد اطلع علي وانا في بعض ذنوبي فمقتني فقال اذهب لا اغفر لك هناك اذا شعور اولا في داخله انني يا اماه انا عندي ذنوب بالتأكيد. بغض النظر عن حجم هذه الذنوب وما يدريني ان الله سبحانه وتعالى اطلع علي في بعض ذنوبي فمقتني. فاحتاج الى قيام الليل وان اواظب على هذا الباب. لكن هناك امر اخر في هذه الفكرة التي اريدها كان يدفع محمد ابن كعب القرظي لقيام الليل. ما هو؟ قال مع ان انتبهوا على هذا الكلام. قال مع ان عجائب قرآن تورد عليه تورد علي امورا حتى انه لينقضي الليل ولم افرغ من حاجتي لاحظوا هذا الكلام ويخبر لماذا يدين قيام الليل؟ ولماذا يديم قراءة القرآن في الليل؟ يقول مع ان عجائب القرآن ان توردوا علي امورا حتى انه لينقضي الليل ولم افرغ من حاجتي. عجيب حال هذا الرجل! يقول انه وانا بقرأ القرآن هناك امور عجيبة جدا ترد على قلبي من هذه النصوص ومن ثناياها ينقضي الليل وانا ما زلت افكر في هذه العجائب. ولم تنقضي نهمتي وحاجتي منها. احيانا الانسان يستغرب يعني يقرأ هذا الكلام ربما نمر عليه مرور الكرام لكنهم قوم صادقون اخواني. كانوا يشعرون ان هناك شيء عجيب في هذه الايات القرآنية اذا دخل على نفس نقية طاهرة فانه يحدث فيها تغييرا كليا ونعما لا يستطيع الانسان ان ينفك عن قراءة القرآن ذلك كما قال عثمان فيما اظن قال لو صفت قلوبنا لما شبعنا من كلام ربنا. لو صفت القلوب وتطهرت وكانت نقية ستشعر بهذا النور. واخواني ما الذي يحجب هذا النور ان يصل الى هذه القلوب؟ هناك كثافة الذنوب والمعاصي كثافة الذنوب والمعاصي التي تغشى هذه القلوب هي التي تمنع هذا النور ان ينفذ وان يصل الى الداخل قلوبنا تعيش في غفلة في بعد في جفاء عن الله سبحانه. فحينما يأتي هذا النور الالهي المنبعث من ايات القرآن الكريم لا يصل هذا النور الى الداخل كأن هناك حجب سحب ظلمات تحجب لكن هؤلاء القوم الكرام كان عندهم تنقية وتخلية للقلب هذه التنقية تجعل القلب كالبلورة الصافية النقية. فحينما ينبعث نور القرآن هذا النور يصل شعاعه الى داخل القلب. ويستقر فيه فيرى هذا القلب ببصيرته حقائق القرآن. يرى حقائق القرآن يرى ذاك الخيط الذي يجمع بين الايات القرآنية في السورة الواحدة وفي الجزء واحد وفي الاجزاء جميعا يرى تلك الخيوط التي يرتبط اولها مع اخرها يرى كيف ان القرآن متناسق عجيب رهيب في تحقيقه للحقائق وفي ايضاحه لمعاني الوجود وحقائق الحياة وحقائق اليوم الاخر. وفي تعريفه بالله سبحانه وتعالى. لكن احنا اشكالية كما قلت لكم كثافة القلب كثافة الذنوب والمعاصي عدم الاستعداد النفسي لاستقبال ذاك النور الالهي يحرمنا كثيرا من تلك الجماليات التي يتكلم عنها محمد ابن كعب القرضي. يقول لك هناك عجائب ينقضي الليل ويذهب الليل وانا ما زلت فيها. دلني يا محمد على هذه العجائب. ايضا يعني فكرة اخرى ابو سليمان الداراني رحمة الله تعالى عليه يقول اسمعوا ماذا يقول هذا العارف بالله. يقول ابو سليمان الداراني رحمة الله عليه ربما اقوم خمس ليال متوالية باية واحدة ارددها لاحظوا مكابدة النصوص القرآنية اللي تكلم عنها الشيخ فريد الانصاري البارحة. وسيكررها اليوم يقول ابو سليمان الداراني ربما اقوم خمس ليال متوالية باية واحدة. تصوروا انسان خمس ليالي يقوم الليل باية واحدة لماذا؟ هذه المكابدة التي يحاول فريد الانصاري ان يبعثها في الامة. قال ارددها واطالب نفسي عملي بما فيها. اخذ مقطع من القرآن اية واحدة. قام بها خمس ليالي متوالية. يردد هذه الاية ويطالب قلبه ونفسه بالعمل بها. هؤلاء هم الرجال اخواني. هؤلاء هم الذين عرفوا القرآن بحق. هو ما احتاج ان يموت على كل القرآن دفعة واحدة يمارس مرة واحدة هذا صعب بل الصحابة الكرام لم يفعلوا هذا الفعل. فلا تأخذوا انفسكم انكم ستكونون افضل من ذاك الجيل. لابد تأخذوا حقائق القرآن وايات القرآن حقيقة حقيقة وتبدأ مصارعة النفس عليها رويدا رويدا. لذلك القرآن كما قال الشيخ فريد مشروع حياة. معركة الحقائق ومكابدة هذا مشروع حياة هذا لا يأتي بشهر رمضان فقط ولا باليوم ولا باليومين ولا بالسنة ولا بالسنتين وانما استمرار كابد القرآنية. استمرار الحياة مع هذه الحقائق قسما قسما وجزءا جزءا الى ان تصبغ فكرك وعقلك ووجدانك دعوني اعود للداراني ويقول ربما اقوم خمس ليال متوالية باية واحدة. ارددها واطالب نفسي بالعمل بما في فيها ولولا ان الله تعالى يمن علي بالغفلة والنسيان يعني لما تعديت تلك الاية طول عمري لان لي في كل تدبر علما جديدا والقرآن لا تنقضي عجائبه. سمعتم ماذا يقول يقول لولا ان الله عز وجل يعني بخليني انسى شوي والتهي شوي بامور الحياة وامور العائلة والاسرة وما شابه ذلك من امور المعيشة لما تعديت تلك الاية ما استطعت اتجاوز اية واحدة. لماذا يا دراني؟ قال لما استطعت ان اتعدى الاية الواحدة طول عمري. لان لي في كل تدبر علما جديدا. تصور هو في كل مرور على هذه الاية يأخذ زاوية جديدة من زوايا الايمان. وحقيقة جديدة من حقائق القرآن والقرآن لا تنقضي عجائبه. اذا اخواني انا لا اريد ان اقول لكم على طريقة الاسرار والرموز على طريقة رحمة الله عليه لكن سأقول لكم كلام حق ان هناك شيء عجيب في هذه الايات القرآنية ما زلنا نحتاج ان نكشفه اكثر واكثر فهم النص القرآني العام الاجمالي هذه الخطوة الاولى فقط للدخول الى عجائب الايمان وحقائقها الكبرى التي تنبعث من هذه النصوص هكذا كانوا رحمة الله تعالى عليهم. كلما مروا على الاية اخذوا منها فهما جديدا. تصورا جديدا حقيقة ايمانية جديدة الاية القرآنية احدهم يأخذ منها اربعين او خمسين حكم ولفتة ونظرة وشخص اخر ضعيف التدبر يأخذ منها نظرة او نظرتين. لذلك مثلا كانوا يقولون اه احد السلف احد تلاميذ ابن عباس يقول ان ابن عباس في يوم عرفة فسر اظن سورة الانعام او الاعراف احدى السور قال افسرها تفسيرا قال لو سمعه العجم والفرس والروم لامنوا كلهم. لامنوا كلهم من عظمة تفسير ابن عباس بهذه الصورة الواحدة. ففي الحقيقة كلما قرأت اكثر واكثر عن حياة السلف مع القرآن. ونظرت الى طريقة تعاملهم مع الايات ومع النصوص القرآنية اكتشف انني ما زلت بعيدا بعد عن تلك الاجواء التي يتكلمون عنها. هناك اشكالية في نفسي في طريقة تعاطي مع النص القرآني يجب ان اعيد النظر فيها مرة اخرى. وبداية الطريقة بداية والمنطلق تكون اخواني اه من تصفية هذه النفس واعدادها لاستقبال النور الالهي. هذه الفكرة التي عليكم ان تنتبهوا لها جيدا. البعض يقول طب يا شيخ ماذا نفعل؟ حتى نبدأ نستشعر شيء من ذاك الشعور القرآني الايماني. الذي كان يحيا به الجيل الاول مع علينا اولا ان ننظف هذا القلب وان نعده قبل رمضان حتى اذا دخل عليه الشهر الكريم دخل وهو مستعد اقبال النور من تلك النصوص القرآنية. الاعداد القلبي اخواني. ما يصلح ان نبقى بقلوب قاسية ونحن مدمنون على المعاصي على وسائل التواصل الاجتماعي نقلب النظر نعطي العين اريحيتها في النظر الى الحرام. ثم بعد ذلك هذه العين التي كانت قبل قليل تنظر الى معاصي الله تريد ان تنظر الى مصحف والى كلام الله لا بدك تطهر هذي العين. تشرف هذه العين. تغسلها بالدموع. خشية وانابة لله سبحانه لما تغسل عينك بالدموع من الخشية والانابة لله سبحانه وتعالى حينئذ تستحق هذه العين ان تنظر في كتاب الله عز وجل لترى ذاك النور الذي ينبعث من النصوص القرآنية. الله سبحانه سماها نورا. فكيف لي ان اسميها غير ذلك؟ هي نور قطعا لكن هذه العين لانها رتعت في الحرام او لربما تقلبت فيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى فيها غباش. تحتاج ان نقيها بدموع التوبة بدموع الانابة بدموع العودة الى الله سبحانه وتعالى بعد ذلك عندما تنظر هذه العيون مرة اخرى في نصوص الكتاب العزيز ستنظر نظرة اخرى. ستشعر ان ذاك النور ينبعث الى العين ثم يتسرب الى القلب. فعليك اذا ابتداء بهذه التنقية القلبية. ثانيا عليك عبدالله ان تنظر الى هذا الكتاب على انه مصدر التغيير في الحياة. وهذه ليست مجرد مشاعر او لطائف او تخيلات وتوهمات. هي حقائق. انت لم تتحقق بها لكنها حقائق بدليل اننا وصلنا او وصلنا الاسلام الى بلادنا اليوم عن طريق هذا القرآن. فان هذا القرآن صنع جيلا من الصحابة وصنع جيلا من التابعين وصنع جيلا من المجاهدين في سبيل الله. حملوا هذا الاسلام على عاتقهم حتى وصل الينا. فنحن اليوم في بلادنا في بلاد المغرب الاسلامي في مشارق الارض ومغاربها انما نرفض بنور القرآن الذي سطع على قلوب الصحابة الكرام فجعلهم يحملون هم هذا الدين الى مشارق الارض ومغاربها فكون القرآن هو مصدر التغيير في الحياة هذه حقيقة لا يشك فيها عاقل. لكن المشكلة كيف يكون هذا القرآن مصدر للتغيير في حياتي انا. هو اكيد غير في حياة الكثيرين. اعطى انطلاقة ودفعة كبيرة لحضارة استمرت قرون وليست سنة او سنتين لكن هي الاشكالية كيف يكون هذا القرآن مصدر للتغيير في حياتي انا كعبد او هي كفتاه هذا الذي نحتاجه يوم لن اطيل عليكم اكثر من ذلك دعونا ندخل في رحلتنا التشويقية اليوم مع الشيخ فريد الانصاري رحمة الله تعالى عليه وهو يتكلم عن آآ مجالس القرآن هي منهاج الغرباء. موعدنا اليوم مع الرسالة الثانية للدكتور فريد الانصاري. وهذه مجرد احببت ان اضعها بين ايديكم قبل ان ندخل في هذه الرسالة المباركة. الرسالة المباركة التي بين ايدينا يريد منها الشيخ فريد الانصاري ان يحيي مجالس القرآن في حياتنا. وان يعيد مفهوم المدارسة القرآنية الى حياة شباب الحركة الاسلامية عموما. لما نقول الحركة الاسلامية بجميع اطيافها بجميع روادها يعني اي انسان يريد ان يعمل لهذا الدين وان يرتقي بهذه الامة وان ينتشلها من الضياع هؤلاء هم الشباب الذين نعول اليهم او نعول عليهم. فالدكتور فريد الانصاري يريد ان يبعث مجالس القرآن في حياة هؤلاء الشباب بعد ان اصبحت هذه المجالس للاسف غريبة عن حياة كثير من طلبة العلم ومن عن حياة كثير من الدعاة ومن المتصدقين للعمل الاسلامي اصبحت مجالس القرآن بعيدة عنهم. فهم يحتاجون الى مراجعة انفسهم من جديد. ليعرفوا ان طلب العلم لا يكون الا مع مجالس القرآن وان الدعوة الى الله لا تكون الا منطلقها مجالس القرآن. وان العمل الاسلامي بكل اطيافه لا ينطلق الا من مجالس القرآن ومن ظن ان الجلوس مع القرآن ومدارسة القرآن ومكابدة حقائق القرآن هي من فضول العلم او من فضول الدعوة او من فضول الحركة الى الله سبحانه وتعالى فهذا الانسان تائه حائر ما عرف منهج النبي صلى الله عليه وسلم. وان كان ينتسب اليه لكنه لم يعرفه حقا لم يعرف ان التغيير انما يبدأ من مجالس القرآن. الجلوس تعرف ما معنى تجلس مع القرآن؟ تضع المصحف بين يديك وتجلس وتأخذ منه الحقائق وتعافسها في نفسك ثم تبعث هذا النور الى من حولك في المجتمع من النساء والشباب من الشيب والشبان تبعث هذا النور في قلوبهم وفي وجدانهم. هذا اخواني الذي سيحقق لنا التغيير. واي عملية تغيير للافراد والمجتمعات بعيدة عن منهج محمد صلى الله عليه وسلم ستبوء بالفشل. يعني قولا واحدا وانا لا اشك في ذلك. يقول الدكتور فريد الانصاري في مطلع هذه الرسالة ايها الشباب المتلقون لرسالة القرآن هذه وظيفتكم هذه وظيفتكم اختصر لكم في كلمات. اسمعوا الكلمات من هذا الاب. وهذا المربي والعالم الرباني ان الانتساب لرسالة القرآن تلقيا وبلاغا. ان تنتسب الى رسالة القرآن بالتلقي لها ثم ايصالها وتبليغها للمجتمع. ما معناه هل معناه مجرد ها مجرد الذهاب الى حلقة تحفظ فيها القرآن وتبدأ بعد ذلك تسمع القرآن لاناس اخرين وانتهت قضية هل هذا هي الرسالة القرآنية المضمنة في هذا الكتاب العظيم؟ كلا. يقول ان الانتساب لرسالة القرآن تلقي وبلاغا معناه الدخول في ابتلاءات القرآن الدخول في ابتلاءات القرآن ان ادخل نفسك ووجدانك في هذا البلاء القرآني. ايش معنى ابتلاءات القرآن؟ انه كما قلت لكم ان الحقائق قرآنية هذه النفس تحتاج الى مجاهدة ومكابدة حتى تتحقق بها حتى تنصهر هذه النفس حتى تذوب هذه النفس في تلك الحقائق القرآنية وتنسجم معها وتنصبغ بها. اذا ان الانتساب القرآن تلقيا وبلاغا معناه الدخول في ابتلاءات القرآن وامتحانات القرآن من منزلة التحمل الى منزلة الاداء من اللحظة الاولى التي تبدأ فيها بتحمل النصوص القرآنية وحفظها انت يجب ان تدخل نفسك في ابتلاءات هذه النصوص وتحقيقها واقعا في حياتك. حتى اللحظة التي تبدأ فيها بتأدية هذه الامانة. فهناك مرحلة للنص القرآني ومرحلة الاداء وفي كلا المرحلتين يجب ان تنصهر هذه النفس في ابتلاءات القرآن وحقائقه انها تلق صادق لكلمات الله. هذه هي الانتساب لرسالة القرآن. ما هو؟ انها تلقن صادق لكلمات الله وتعليم القلب طريقة الاشتعال بلهيبها. تلقي قرآن هو ان تعلم قلبك كيف يشتعل بلهيب هذه الايات. لاحظوا الكلمات الرنانة من الشيخ فريد الانصاري كيف تعلم قلبك الاشتعال بلهيب هذه الايات القرآنية والصبر على حر جمرها فهذه الايات نعم فيها حرارة. حرارة مهمة جدا حتى تحرق هوى النفس. لابد من هذه الحرارة الحق طبعا حرارة ونور في الايات القرآنية حرارة ونور. نور تشرق معه القلوب. لكن لن تشرق قلوب هذه بهذا النور حتى تشعر بالحرارة التي تذيب هوى النفس وتنقي هذه النفس. تزيل عنها الادرار بعد ذلك سيشعر النور بالاستقرار في قلبك. اذا انها تلق صادق لكلمات الله. وتعليم القلب طريقة الاشتعال بلهيب هذه الايات. والصبر على حر جمرها حتى يصير هذا القلب يعني مشكاة بلورية تفيض بنور الله سبحانه وتعالى. توصيف عالي جدا لطبيعة القرآن لانه الحقائق القرآنية اخواني ابتداء كما قلت لكم تحرق هوى النفس وهذا فيه يعني كيف جزء منك احترق الان تشعر بالحرارة لكن لابد تقبض على الجمار. لا بد تصبر على هذه الايات القرآنية وهي تحرق هذا الهوى وتزيل هذه الاضران وتنقي وتبعد هذه الحجب عن القلب. بعد ان تصبر وتعض على النوادج وتقبض على هذه الجمار بعد فترة من الفترات سيستريح هذا القلب وتكتشف ان الحمد لله انني صبرت على هذه الجمار. الحمد لله انني وجعلت هذه الايات القرآنية تصهر هوى نفسي لانني الان ارفل في واحة من الجمال. في واحة من الضياء والنور انا احيا مع كتاب الله سبحانه وتعالى اذا انها تلق صادق لكلمات الله وتعليم القلب طريقة الاشتعال بلهيبها والصبر على حر جمرها حتى يصير مشكاة بلورية تفيض بنور الله. بعد ان تتلقى القرآن بهذا المنهج ها انت الان في مرحلة التلقي تلقيت ايات القرآن صبرت على حرها وهي تذيب الادران من قلبك. الان دخل هذا الضياء في قلبك وقلبك الان كالبلورة النقية. سينبعث الان هذا الضياء من قلبك يا حامل القرآن الى الامة جمعاء. ستصبح مصدر اشعاع ستصبح مصدر اشعاعي وكما يقول الدكتور فريد التيار الكهربائي الذي صدمك انت ابتداء لابد وان تسربه الى من حولك في المجتمع الى اسرتك الى اخوانك الى شباب العمل الاسلامي. تصبح انت مصدر لهذا الاشعاع بعد ان تلقيته اذن ثم تعليم ذلك للاخرين بتذويقهم تبدأ تذوق الناس حولك هذا الطعم الذي ذقته وانت ابتداء. بتذوقهم شيئا شيئا لذة المعاناة لنور الوحي ومتعة الحياة بمكابدة القرآن. كلمات عالية جدا انت ابتداء انصهرت وصبرت وشعرت بحرقة هذه الايات ثم بعد ذلك اصبح قلبك مجلوا مرآة ساطعة فالنور القرآني الذي يأتي على قلبك الحمد لله الان ينبعث شعاعا الى الاخرين من اولك. فعليك ان تعلم الاخرين من حولك كيف يعيشوا مع القرآن كما عشته انت. فانت اولا تتعلم كيف تحيا مع القرآن ثم علموا من حولك كيف يتعلمون مع القرآن؟ علينا ان نخرج من الاطار التنظيري في الحياة مع القرآن ولمجرد الكلام العاطفي الذي في الحقيقة لا يثمر وانما نريد كلام حقيقي ومكابدة حقيقية لنصوص القرآن. هذا هو الذي سيثمر في قلبي في قلبك وفي قلبك ثم بعد ذلك نبدأ ننشر هذا النور في مجتمعاتنا وفي واقعنا. ايها الاحبة المشوقون بالله يعني المتشوقون المشغوفون بحب الله سبحانه. ان النور المنبعث من القرآن طاقة لاهبة. شديدة الصعق هذا النور الذي ينبعث من القرآن طاقة. لاهبة وهو شديدة الصعق. يعني كالتيار الكهربائي وباء الصاعق كالبرق شديدة ان النور طاقة لاهبة شديدة الصعق كالبرق. نعم لكن القلوب المشوقة الوهاج حقا تشتعل به فتائلها اشتعالا وتلتهب به مصابيحها التهابا ثم لا تحترق. يعني القرآن نورا فيه طاقة لاهبة. فيه تيار كهربائي صاعق. هاي عبارة الشيخ فريد المشهورة عنه هذا التيار الكهربائي الصاعق هاي الصدمة وهذا النور اللاهب حينما يأتي الى القلوب المنيرة هذه القلوب او من نشأ القلوب المستعدة لاستقباله هذه القلوب تحترق فتائلها بهذا النور اللاهب. لاحظوا كيف يرسم الصورة. القلوب عبارة عن مصابيح. هذه المصابيح لها فتائل. عندما يأتي نور القرآن اللاهب فان هذا النور يشعل هذه الفتيلة فتيلة القلب فيضيء القلب حينئذ وتضيء المصابيح ثم بعد ذلك تضيء لمن حولها الطريق. الحمد لله هذا القلب سيشعر ابتداء كما قلنا بحرارة ذاك النور. لكنه لن يحترق ويذوب بل سيكون هذه الحرارة هي سبب في اشتعاله وانارته والحمد لله سيحتمل هذا القلب ابتداء هذه الحرارة ثم تصبح هذه الحرارة مع الوقت بردا وسلاما عليه اخواني اقول لكم حقيقة يعني لا مجاملة فيها. لن تشعروا بالقرآن حق الشعور حتى تمروا ابتداء على صدمة القرآن. لان ربنا سبحانه وتعالى اخبرنا بهذه الحقيقة في كتابه لما قال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. هذه مرحلة الصدمة بالنص القرآني مرحلة الحرارة التي تحرق هوى النفس. هاي المرحلة الاولى. مرحلة شعرار الجلوت لم يمر بهذه المرحلة لن يمر بالمرحلة التي تليها. ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله مرحلة ان يصبح القرآن بردا وسلاما وراحة وطمأنينة وانسا. هذه المرحلة لن تصل اليها حتى تمر بالمرحلة الاولى مرحلة الصدمة مرحلة الاحتراق بلهيب القرآن الاضرار والاهواء والشهوات والملذات وفراغ النفس ان تصبح مستعدة لان تشتعل بنور القرآن هذه المرحلة الاولى مرحلة الصدمة والاحتراق لا بد ان تمر بها ابتداء. لابد وان تقبض على جمارها تتحمل قليلا او كثيرا المهم بعد ذلك ستمر الى المرحلة الاخرى. لان ربنا سبحانه وتعالى رتب هذه المراحل بنص كتابه. تقشعر جلودهم ثم جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. فمرحلة ان يصبح قلبك وجلدك لينا هادئا مطمئنا الى هذه يشعر بتلك الاعاجيب التي يتكلم عنها آآ ابو سليمان الداراني ومحمد بن كعب القرضي. هذه لن تصل اليها الا بعد ان تتجاوز حالة الصدمة كما يقولون مرحلة التيار الكهربائي الذي يلسعك والحرارة الحارقة التي تذيب جمود هذا القلب ثم حينما تذهب كل هذه الاضران وتبدأ مرحلة الراحة والانس واللذة والجمال التي يتكلمون عنها. فاحنا مشكلتنا انه وبعد لساتنا في المرحلة الاولى وبعضنا لم ياتي للمرحلة الاولى مرحلة الصدمة بالنص القرآني مرحلة الاحتراق بلهيب القرآن ما زالت نفوسنا تنازعنا لسنا دائما منقادين للنص القرآني. هذه هي الحقيقة. لما نقرأ قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم. كثير منا ما زالت هذه الاية عنده معها. وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. هناك منا من كان يعاني مشكلة معها. لما نقرأ الايات التي تتكلم عن الحلال والحرام. هل نحن ننقاد لها فعلا كما انقاد الصحابة الكرام لما انزل تحريم الخمر انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه مباشرة مسكوا الخمر اداروها. هل نحن نتلقى هذه النصوص القرآنية بهذه الطريقة التي يتلقاها الصحابة الكرام. اذا هنا ان اشكالية. فنحن ما زلنا باختصار لم نتجاوز مرحلة الصدمة. مرحلة احتراق بلهيب القرآن لننتقل بعد ذلك للمرحلة التي نسمع عنها عند السلف وعند الصحابة وعند الاولياء الكرام رحمة الله عليهم لكننا ما زلنا لم نتذوقها بعد دعونا نكمل مع الشيخ فريد الانصاري وهو باذن الله سيصور لكم كثير من الافكار. ايها الاحبة المكابدون ايها الاحبة المكابدون يناديكم ايها المكابدون لنصوص القرآن والمكابدة اخي الكريم يا من تسأل عن الصدمة هو انك تعالج الان التي تتكلم عن عظمة الله سبحانه وتعالى في قلبك معالجة المتفكر. المتدبر الى ان تصل لمرحلة الهيبة والشعور اله عظيم. ان تعالج الايات التي تتكلم عن حقائق الحلال والحرام. وترى لماذا نفسك لا تنقاد لها ولا تنصاع ولا تجاهد ولا تجاهدك على الثبات عليها لتكتشف مدى افتقار هذه النفس وضعف وبعده عن الله. ان تقرأ الايات التي تتكلم عن النار وتبدأ تشعر انه الهذه الايات التي تتكلم عن النار تكاد تحرق قلبك وتكاد تفزعك وتخرج هذا القلب من مكانه خوفا وفزعا. هذه مرحلة المكابدة مرحلة الشعور بصدمة هذه الايات لكن انا ساكون صريحا معك. انه مرحلة الصدمة بالتيار الكهربائي كما يقول الشيخ فريد او اللهيب الناري الذي ياتي من هذه النصوص القرآنية لابد مع قبلها ابتداء من تجهيز القلب واعداده لاستقبال هذا اللهيب والا اذا كان الانسان مسرفا على نفسه بالذنوب والمعاصي فان هناك حجب تمنع هذا اللهيب من الوصول والله اخواني. اذا كان هذا القلب ما زال غافلا. القلب لم يقرر باختصار ان يخوض رحلة مكابدة القرآن. اذا لم يقرر هذا القلب ان يشعر خدمة النصوص القرآنية اذا لم يقرر هذا القرار جازما عازما من خلال الابتعاد عن الذنوب والمعاصي وتخلية القلب واعداده ستبقى مرحلة الصدمة او مرحلة اللهيب القرآني مرحلة بعيدة المنال بعد. اعدوا قلوبكم نقوا قلوبكم طهروا قلوبكم حينئذ ستشعرون بهذه الصدمة الكهربائية او النور الملتهب الذي يتكلم عنه السلف رحمة الله تعالى عليهم. ايها الاحبة بدون ان الكلام المجرد يعني بيكفي تنظير باختصار ان الكلام المجرد لا يكفي لبلاغ رسالات القرآن يمكن ان اعطيك جلسات طويلة مع القرآن واعطيك عن اهمية القرآن وعظمة القرآن. الكلام باختصار اخواني سهل كما يقولون لكن القوة والعزيمة هو التطبيق العملي والنزول الى الميدان. النزول الى الميدان. هناك الشجاعة وهناك الرجولة ان الكلام المجرد لا يكفي لبلاغ رسالات القرآن. بل امدوا قلوب الاخرين بتيار من تعيينكم المشتعلة يعني يا من اشتعلتم بالقرآن يا من شعرتم بصدمة النص القرآني ابتداء ثم تجاوزتم الى مرحلة تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. اوصلوا هذا التيار الكهربائي الى القلوب الاخرى. اعينوا اخوانكم على ان يشعروا بهذه الصدمة الكهربائية وبهذا النور الملتهب ليمروا بالمراحل التي مررتم بها. امدوا قلوب الاخرين بتيار من شرايينكم المشتعلة. تستضيء ارواحهم كما استطاعت ارواحكم فتغمر الانوار حينئذ البلاد والعباد. لانه عملية الاصلاح المجتمعي لابد تبدأ من هذه مجالس من مجالس القرآن من شعر بصدمة القرآن وشعر بباء وهج القرآن ثم استقر هذا القرآن في قلبه بردا وسلاما عليه ان يبعث هذه الصدمة وهذا الاشتعال في قلوب الاخرين من حوله في حيه في مسجده في بلاده لتعمر الانوار حينئذ بلادنا ومجتمعاتنا ايها الاحبة المكابدون ان اللغة عاجزة عن وصف النور. ان اللغة عاجزة عن وصف النور ولكن يعني مهما تكلمت في وصف النور القرآني فان العبارات تقف حائرة. لا تعرف كيف تعبر عن عظمة النور الملتهب الذي ينبعث من هذه النصوص. ولكن الوسيلة الوحيدة لوصفه وللتعريف به يعني هو سيحاول ان يقرب لكم النور القرآني من خلال شيء في الحياة ملموس في حياتنا المعاصرة. ولكن الوسيلة الوحيدة لوصفه والتعريف به انما هي قدح زري كهرباءه كأنك تقدح زر الكهرباء. واشعال فتيل المصباح. وانما قلوبكم هي مصابيح القرآن وانما قلوبكم قلوبنا هي المصابيح للقرآن. وهي الشرايين لمجرى التيار الكهربائي هو يتكلم بمثلين احيانا يمثل قلوبنا بانها المصابيح ويمثل شراييننا في جسمنا بانها كاسلاك يمر فيها الكهربائي انما قلوبكم هي المصابيح وشرايينكم هي مجرى التيار اي الكهربائي فاشعلوا نار اهو نار القرآن في قلوبكم في المصابيح. واقدحوا فتيله في نفوسكم. والتهبوا به التهابا. انتم متخيلين الصورة اسمها هذا القلب الملتهب المشتعل بنور القرآن. والتهبوا به التهابا حتى تكتووا بناره. وتجدوا حر تياره اي كهرباء اذا صافحتم الناس بعد ذلك فاذا صافحتم الناس بحقائق القرآن بعدها وجدوا حرا نوري القرآني في ايديكم. وتلقوا لهيبه من انفسكم. ووقعت عليهم كلمات الله من زينتكم وقوع النيازك المشتعلة. وذاقوا حقيقة مكابدة القرآن كما ذقتم. فحينئذ يدرك الناس معكم رسالتكم. لن يدرك الناس لن تدرك المجتمعات. رسالة الاسلام العظيم حتى نمر وبهذه المراحل يا دعاة الاسلام يا طلبة العلم يا عموم الناس. عليكم اولا انتم ان تحترقوا وان تلتهبوا وان يسري هذا تيار القرآني في شرايينكم بعد ذلك حينما تصافحون الناس حينما تلقون كلامكم الى الناس. يشعر الناس معكم ذاك اللهيب بذاك التيار فينتقل هذا التيار الكهربائي وذاك اللهيب المنبعث من نور القرآن في قلوب الاخرين حينئذ سيفهم الناس معنى رسالة الاسلام الخالدة ايها الاحبة المكابدون ان حمال هذه الحقائق الايمانية في الامة اليوم هم القليل هذه الحقيقة ان الذين يحملون رسالات القرآن بالمنهج الذي يتكلم عنه الشيخ فريد هم قليل اليوم في الامة. وان لجمرة واحدة من جمرة اية واحدة. بيقول لك اية واحدة كما قال لكم ابو سليمان الداراني وان الحامل لجمرة واحدة يكفيك جمرة واحدة ابتداء وان الحامل لجمرة واحدة من جمرة اية واحدة يكتوي بلهيبها ويستهدي بنورها هو انفع لنفسه وللناس باذن الله. من مئات الحفاظ للقرآن كاملا الذين استظهروه بالسنتهم من غير شعور منهم بحرارته ولا معاناة للهيبه ولا مشاهدة لجماله وجلاله يقول الذي يكتوي ببعض ايات القرآن وتلتهب في نفسه انتفاعه هو وانتفاع المجتمع به اكثر من انتفاع اجتمعات بكثير من حفظة القرآن الذين يحفظون القرآن بالسنتهم لكن القرآن لم يلتهب في قلوبهم ولم يشعل النار في ولم يسرد التيار الكهربائي في شرايينهم. طبعا هو لا يزهد حاشاه من قضية حفظ القرآن بل حفظ القرآن هو الاساس. لكنه يتكلم عن يعانيها اليوم في مجتمعاتنا وهو الاهتمام بجزئية واحدة من جزئيات القرآن جزئية الحفظ اللساني والغفلة عن الجزئية والاخطر وهي جزئية الالتهاب بنور القرآن. اخواني كثير من الصحابة لم يحفظوا القرآن كاملا. صحيح؟ لكنهم جميعا التهبوا بنور القرآن هذه هي الفكرة الكثير من اكثر الصحابة لم يحفظوا القرآن لكنهم جميعا التهبوا بنور القرآن فاستحقوا شرف الصحبة. رضوان الله تعالى عليهم. وهذا الذي نريده. نعم نحن نريد حفظة القرآن وهذا القرآن محفوظ باذن الله لكننا نريد ما هو اعظم من ذلك نريد ان يسري هذا التيار الكهربائي وان تلتهب قلوبنا وقلوب الحركات والجماعات والطوائف والافراد في مجتمعنا بنور القرآن. حينئذ نستطيع ان نقول اننا جيل القرآن. نستطيع ان نقول اننا فهمنا رسالة الاله في هذا الكتاب العظيم اما قبل ذلك فما زلنا في غاية البعد عن حقيقة هذه الرسالة العظيمة. فلا يحقرن نفسه انظروا فيها رفع همم لاخواننا ربما كبار في السن. يقول لك انا مضى بي العمر لا استطيع ان احفظ القرآن. احفظ ما استطعت ولكن لا يحقرن نفسه صاحب الاية والايتين والثلاث لا يحقرن نفسه صاحب الجزء والجزئين والثلاث اذا اكتوى بنور القرآن لا تحتقرن نفسك ترى معك كنز عظيم لا تخاف. لا يحقرن نفسه صاحب الاية والايتين والثلاث اذا كان حقا ممن قبض على جمرهن بيد غير مرتعشة لان اليد المرتعشة تسقط الجمرة منها ويريد اليد الثابتة التي تقبض على جمار القرآن بقوة. اذا كان حقا ممن قبض على جمرهن بيد غير مرتعشة. وارتقى بقراءتهن ثلاث اربع ايات اربع خمس اجزاء ما هي مشكلة؟ المهم انك تكتوي بنارها وبلهيبها. اذا كان حقا ممن قبض على جمرهن بيد غير مرتعشة. وارتقى بقراءته ان الى منازل الثريا نجما ينير شبرا من الارض في ظلمات هذا العصر العصيب. يكفينا منك يا من معك او جزئين ولا تستطيع اكثر من ذلك ان تتحقق بهذه الاجزاء وبهذه الايات التي معك. وان تصبر عليها حتى تصبح مع الوقت اجمل يضيء شبرا من الارض ما عندنا مشكلة. تضيء شبرا من الارض لهذه الامة. وهذا يضيء شبرا وهذا يضيء شبرا الى ان يعم ارجاء البلاد المباركة. ايها الاحبة المكابدون. لاحظوا دائما يناديكم بهذا اللقب. لانه يريد ان يزرع الفكرة في اذهانها المكابدون المكابدة للنص القرآني والحياة الحقيقية مع هذا الكتاب العظيم والالتهاب بهذه النار. الشعور بالصدمة هذه كلمات يدندن حولها دائما الشيخ فريد. رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته. ايها الاحبة المكابدون يا ايها السالكون الى الله في زمن الغربة. ان قلة السائرين على الطريق لا ينبغي ان تثني عزم الصادقين. ولا ان تثبط المؤمن عن الانخراط الايماني في حمل رسالات القرآن وبلاغها. كثير من الشباب ومن الفتيات ربما يستصعب منهج الدكتور فريد وهو منهج الصحابة ومنهج الامة السابقة لانه يشعر بوحشة الطريق. لا يجد رفيقا يؤنسه. فالدكتور فريد يقول لكم وحشة الطريق لا يعني ان تتخلوا عن هذا المنهج. قلة السائرين لا يعني انكم يجب عليكم ان تغيروا البوصلة كلا. نعم سيأتيكم من يقول لكم دعوكم من هذا المنهج. دعوكم من هذا اللهيب الذي تدندنون حوله. عليكم بثقافة العصر عليكم ان تقرأوا لفلاسفة الشرق والغرب هذا هو الفكر. هذا هو النهضة. ستسمعون هذا كثيرا في حياتكم. اياكم ان تضعفوا وان تغيروا بوصلة الحياة. هذه كلماته. هذه همسات رحمة الله عليه. ستسمعون كثيرا كثيرا من الغثاء الغثاء. ممن يريد ان خذكم بعيدا عن مجالس القرآن وعن مكابدة حقائقه. اخواني الصحابة الكرام الذين صنعوا الحضارة ما احتاجوا الى ان يقرأوا لا لفلاسفة الشرق ولا فلاسفة الغرب وانما كانوا ينطلقون من مكابدة القرآن الى العمل بالقرآن فصنعوا التاريخ معادلة سهلة. فنحن ليس قصورنا اننا لم اقرأ لي ثقافة الغرب ليس قصورنا اننا لم نفهم فيلسوف الفلاني او الفلاني. ليس قصورنا ضعف الكتابة الفلسفية او ما الهرطقات التي لا معنى لها قصورنا اننا اكثر او ان اكثرنا ضعف عن مجالس القرآن واننا لم نكمل المسير وحرفنا البوصلة في العمل الاسلامي وفي غيره فانخارت القوى عندنا وابتعدنا عن نهج المدرسة الاولى. فلذلك ما زلنا لم ننتصر بعد. طيب ربما هو يقول الدكتور فريد ربما احيانا كانت القلة دليلا على صواب المنهج. احيانا هو ما جزم لكن بالتاكيع هو ليس يجزم لكن نقول احيانا قد تكون قلة السائرين دليل على صواب المنهج لان المنهج الحق منهج فيه شيء من التعب وفيه شيء من المجاهدة والمكابدة وقليل هم الذين يصبرون على هذا. قال سبحانه وتعالى ثلة من الاولين وقليل من الاخرين. وقال لا في حق وعليه السلام وما امن معه الا قليل. وقال في حق موسى فما امن لموسى الا ذرية من قومه. على خوف من فرعون وملأهم ان يفتنهم وقد كان الانبياء من قبل ليس يتبع الواحد منهم الا الرجل والرجلان والثلاثة او النفر القليل فلا تغتروا بكثرة الهالكين واثبتوا اتوا عباد الله على الطريق. عن ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الامم. فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه والرجلان ونبي وليس معه احد. احيانا قد تسير وحدك في الطريق. هذا نبي من انبياء الله. هل تظنون ان هذا النبي لم يمارس الدعوة بالشكل الصحيح لذلك ما جمع جمهورا حوله حاشاه صلى الله عليه وسلم. نبي من الانبياء لم يستطع الناس ان يكملوا ومعه رحلة الوهج رحلة الثبات رحلة المكابدة للنصوص. فتساقط اكثرهم على الطريق وبقي النبي معه رجل. رجلان نبي معه رهيب ونبي ليس معه احد ما استطاع احد في زمنه ان يكمل معه الطريق. وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال عرضت علي الانبياء الليلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الانبياء الليلة باممها. فجعل النبي يمر معه الثلاثة والنبي ومعه العصابة. والنبي ومعه النفر والنبي وليس معه احد. وكذلك كان بدء دعوة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم صار بعد هو اكثر الانبياء اتباعا فلكن في بداية طريقه صلى الله عليه وسلم بدأ وحيدا. ولنا اليقين ان القلة ان يقول الدكتور فريد وانا متيقن ان هذه القلة الثابتة التي تكابد القرآن وتحيا مع اياته. اذا تحققت بولاية الله صنع الله بها الاعاجيب. فعلا انا اوافق دكتور نحن لا نحتاج الى الكثرة الكاثرة اخواني ليس غلبتنا ابتداء بالكثرة ولا بالعدد، وانما سننتصر حينما يكون عندنا ورموز وعلماء ودعاة يحيون بمنهج الصحابة الكرام مع القرآن. كابدوا حقائق القرآن شعروا بصدمة القرآن ثم اخذوا ينشرون هذا الضياء في مجتمعاتهم. هذه القلة القليلة خمسة ستة سبعة عشرة الله عز وجل يصنع بها الاعاجيب لا تظنوا اخواني. وان الله سبحانه اذا نظر بعين الرضا الى عبد من عباده او الى ثلة قليلة منهم ولو كانوا معدودين على رؤوس الاصابع جعل منهم مفاتيح للخير شهداء على الناس. وقد نقل عن الفضيل بن عياض حكمة من ابلغ الحكم في ما نحن فيه قال الفضيل بن عياض رحمه الله الزم طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه عز وجل. واني خلقت عبادي حنفا لهم وانهم اتتهم الشياطين فاشتالتهم عن دينهم. والشاهد عندنا في هذا الحديث هو آآ انا ما زلت لم اكمل الحديث. قال وحرمت عليهم ما وحرمت عليهم اي الشياطين. اريد اقرأ الحديث من البداية. قال صلى الله عليه وسلم الحديث القدسي فيما يرويه عن ربه اني خلقت عبادي حنفاء كلهم. وانهم اتتهم الشياطين فاشتالتهم عن دينهم. وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا. وان الله نظر الى اهل الارض. من هنا موطن الشاهد. وان الله نظر الى اهل الارض فما اهم ابغضهم عربهم وعجبهم الا بقايا من اهل الكتاب. وقال انما بعثتك لابتليك وابتلي بك اي يا محمد صلى الله عليه وسلم وانزلت عليك كتابا لا يغسله الماء. تقرأه نائما ويقظان. هذا الكتاب الذي بين ايدينا لا يذهب اذا آآ غسلت المصاحف بحبرها لانه محفوظ في صدور الرجال وفي عقولهم وفي افكارهم. يقول والشاهد عندنا في هذا الحديث هو نظر الرحمن بعين الرضا الى تلك البقية القليلة بل النادرة من موحدي اهل الكتاب وهذا الكلام كلام عن مرحلة الفترة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عيسى. هاي تسمى مرحلة الفترة كيف ان الله سبحانه وتعالى مقت العرب والعجم بشركهم بالله سبحانه وتعالى ولانحرافهم عن ملة ابراهيم. سوى قلة قليلة. بقي سبحانه وتعالى راضيا عنها من هذه القلة القليلة؟ هم الموحدون من اهل الكتاب؟ استثناهم سبحانه من مقته ومن غضبه. مع انهم قلة قليلة ان بضعة رجال من النصارى الموحدين ممن بقي على دين عيسى من غير تحريف ولا تبديل. قد فروا بدينهم خوفا من اضطهاد الكنيسة البيزنطية القائمة على عقيدة التثليث وعلى عبادة الصليب وتفرغوا لعبادة الله الواحد الاحد بعيدا في اطراف جزيرة العرب. ومنهم من التقاه سلمان الفارسي رحمة الله عليه في رحلة النور. رحلة الهداية التي خاضها مع النبي الى النبي صلى الله عليه وسلم. وهنا انظر ماذا قال لك ان انظر الى قصة اسلام سلمان الفارسي وهي بطولها في مسند الامام احمد. وفيها قوله رضي الله عنه لمعلمه الراهب عندما حضرته الوفاء. وما بقي على الارض احد سواه ممن هو على دين عيسى الحق. فقال له سلمان الى من توصي بي ايها الراهب وما تأمرني؟ فقال يا بني والله ما اعلمه اصبح على ما كنا عليه احد من الناس. امرك ان تأتيه. ولكنه قد اضلك زمان نبي هو مبعوث بدين ابراهيم. يخرج في ارض العرب فالتفت اليهم الرحمن الى هذه الفئة القليلة الموحدة من اهل الكتاب في هذه الفترة. التفت اليهم الرحمن بعنايته ورحمته وذكرهم بخير في محكم كتابه قرآنا يتلى الى يوم القيامة. مدحهم الله. هذه الثلة القليلة التي بقيت من اهل الكتاب موحدة على منهاج الله خلد الله ذكرها لانها القلة القليلة التي اكتوت بنور رسالات الله سبحانه وتعالى. وتمسكت بحقيقة وراء الحقيقية التي انزلت على موسى والانجيل الحق الذي انزل على عيسى ولم تذهب الى التحريفات التي وقعت. فخلد سبحانه وتعالى ذكرهم في قال ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا. الذين قالوا انا نصارى. ذلك بان منهم قسيسين وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وعلى هذا الميزان جرى ذكر اصحاب الكهف قبلهم ثلة قليلة صبروا وقبضوا على الجمار كابدوا طريق الايمان لم يتجاوزه سبع شباب هناك في سواد عظيم من الكفار فخلد الله ذكرهم. فالخلود اخواني هو لمن يصبر. حتى ولو كانوا قلة قليلة قلود والمجد والرفعة. انظروا كيف خلد الله سبحانه وتعالى صاحب ياسين رجل واحد. كيف خلد الله اصحاب الكهف؟ سبعة رجال كيف خلد الله سبحانه وتعالى قلة قليلة من موحدي اهل الكتاب الخلود اخواني لمن يثبت على مرارة الطريق. فهل من شباب يستجيبون لنداء الله. يناديكم الشيخ فريد الانصاري فهل من شباب يستجيبون لنداء الله ويسلكون مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخلون في ابتلاءات القرآن المجيد هذه هي الرسالة. علينا جميعا اخواني يا شباب الدعوة. يا شباب الاسلام ان نعيد النظر في طريق تعاطينا مع النصوص القرآنية علينا جميعا ان ندخل قلوبنا لتنصهر في ابتلاءات القرآن المجيد تخلقا باخلاقه وتحققا بمنهاجه وتلقيا تلاته ثم البلاغ مبلغ هذه الرسالات الى سواد الامة عبر مجالس القرآن ومدارسة القرآن تدبرا فالكورة من يبادر الى انقاذ نفسه مع من وفقه الله الى اصلاحهم من المسلمين. فيعود بهم من متاهات الشرود عن منهج القرآن الى هدي القرآن الكريم ويتحلل من تلك الشكوى التي شكاها النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه حين قال وقال تقول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. ان تأسيس مجالس القرآن مجالس الغرباء والسلوك الى الله عبر مدارس الجهة الربانية واتخاذها مدارس لتلقي حقائق الايمان من خلالها واخلاق القرآن من خلالها. والترقي بمعارج العلم بالله والمعرفة به. لهو المفتاح رئيس للولوج الى مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم. والسير على خطاه في تجديد الدين. اذا تريدون ان تجددوا الدين ان تصنعوا حضارة البداية ستكون من مجالس القرآن. والسير على خطاه في تجديد الدين ومنهاج الدعوة الى رب العالمين. ولعلك تتقال هذا العمل الى جانب ما ترى اليوم في الساحة الاسلامية من كثرة المناهج والبرامج والخطط والهياكل والاشكال والالقاب مع غفلة مع غفلة شبه تامة عن موارد القرآن. يعني لربما ايها القارئ وانت تقرأ كلامي تتقال هذا العمل تقول ايش يعني مجالس القرآن؟ ماذا سنفعل بمدارسة القرآن؟ فتشعر ان الموضوع موضوع لا يستحق او موضوع هامشي. والساحة في المقابل مليئة بالمناهج والاسماء والحركات والالقاب والرموز. فتظن انا ما ادعوك اليه من مدارس القرآن عمل سهل لا يستحق ذاك البذل فتتساءل وتقول ايمكن ان يكون كل هذا العجيج والضجيج من الجماعات والمناهج والحركات الطوائف والرموز على غير صواب في المنهج. لاحظوا الان هنا ينوي القي كلمة انه نعم هو طبعا لم يعطي الجواب لكنه طرح السؤال وهذا من ذكائه. ولم يعطي الجواب لكنه طرح السؤال. ان هناك من يتساءل هل يمكن ان تكون كل هذا العجيج وهذا المخاض في الاسماء والاشكال والرموز لم يهتدي بعدها الى الصواب الى منهج محمد صلى الله عليه وسلم؟ الجواب الذي يريد ان يقوله نعم. يمكن ذلك وبقوة ان تكون هذه الكثرة الكافرة من المناهج والحركات والاسماء والتيارات لم تهتدي بعد الى منهج محمد صلى الله عليه وسلم. لربما طائفة اخذت بجزء منه وطائفة اخرى اخذت بطرف اخر وطائفة ثالثة اخذت بربع وهذه خمس وهذا سدس لكن هل يمكن ان تكون لا يوجد اخذت بالمنهج كاملا نعم يقول لك يمكن ذلك. لا مانع يمنع من هذا الامر. فيقول ولكننا نقول لك كلمة واحدة ان قرآن وبياناته النبوية في هذا الدين هي كل شيء. يعني هو ترك الجواب انه انت فكر هل كل هذه الكثرة الكاثرة تسير على منهاج القرآن ثم عاد الى قضية اخرى فقال لك نقول لك كلمة واحدة ان القرآن وبيانات النبوية في هذا الدين هي كل شيء باختصار دستور الامة منهج الامة منهج هذا الدين الكتاب والسنة. واراء الرجال اذا خرجت عن معدن الكتاب والسنة فلا عبرة بها ولا حاجة اليها. ان القرآن وبياناته النبوية في هذا الدين هي كل شيء. نعم هي كل شيء هكذا قال. نعم هي كل شيء. واننا نعيش اليوم ازمة خفية في تحديد مفهوم الدين. اصبح كثير من الاسلاميين يعانون اشكالية في تحديد مفهوم الدين. ترتب عليها ازمة اخرى في تحديد مسلكه ومنهاج تجديده. ومن قبل فقال رجال من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. بده يقول لك انه بعض الناس اليوم لما تقولها مجالس القرآن تتقال هذه الامور. وتنظر اليها على انها امور بسيطة او خلص خلوها في مراكز التحفيظ ما تخلوها في ساحة العمل السياسي. قال ومن قبل تقال رجال من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادته لربه. بتعرفوا الحديد المشهور ان بعض الرجال نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذهبوا الى بيوت ازواجه يسألون عن عبادته. فكأنهم تقالوا النبي صلى الله عليه وسلم عبادته ليست كثيرة جدا. فرغبوا في الزيادة على مقادير سنته. فغضب من ذلك صلى الله عليه وسلم وخطب وقال من رغب عن سنتي اي عن منهجي وعن طريقي فليس مني. وهنا يقتبس الدكتور فريد الانصاري هذه عبارة ويقول والعبرة بعموم اللفظ في كل من خالف النبي صلى الله عليه وسلم وسار على غير منهاجه في الدين والدعوة فهؤلاء جميعا نقول لهم قال صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي اي عن منهجي وطريقي فليس مني اي ليس على منهج الاسلام الحق. ان القرآن المجيد مع البيانات النبوية التي يعطيها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن هو كل شيء اخوانه لا يوجد شيء ناقص للمنهج والطريق. كل هذه الثقافات والقراءات والاجتهادات كلها وسائل واما الكليات الكبرى والمنهج العام واضح. الكليات الكبرى والمنهج العام كامل في دين الله العظيم. هو القرآن والسنة كل شيء كما يقول الشيخ فريد دعوكم من الهرطقات دعوكم مما يقوله آآ اصحاب الفلسفة الكلامية اليوم على وسائل وسائل التواصل وما يتكلم به فلان وهو فلان من تشدقات لا معنى لها. هذا هو المنهج. هنا البداية وهنا النهاية. كل شيء من مجالس القرآن ان القرآن المجيد مع البيانات الدعوية هو كل شيء. وهو في مسلك الدعوة الى الله. البرنامج والمنهاج بما للكلمة من معنى اي القرآن والسنة هما البرنامج وهما المنهاج بما للكلمتين من معنى يعني كلمة البرنامج والمنهاج من معنى. فعن ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابشروا ابشروا اليس تشهدون ان لا اله الا الله واني رسول الله؟ قالوا بلى فقال ان هذا القرآن اسمعوا هذا الكلام. ان هذا القرآن كلام النبي عليه الصلاة والسلام. ان هذا القرآن سبب اي حبل. طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فتمسكوا به فانكم لن تضلوا لن تهلكوا بعده ابدا. اخواني تؤمنوا محمد صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بمدرسة محمد صلى الله عليه وسلم حق الايمان فيجب عليه ان يؤمن بهذا النص. ويجب عليه ان يؤمن بهذه الحقيقة انه من اعتصم بكتاب الله وكان كتاب الله والمنطلق بحق بحق في منهجه في التغيير والاصلاح من عال وكابد الحقائق القرآنية واصطلى بوهجها. ثم بعث هذا النور في ارجاء المجتمع. هؤلاء هم الذين لن يضلوا. ولن يهلكوا ولن ان يبتعدوا ابدا عن مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم. قال والاحاديث الصحيحة في هذا المعنى كثيرة وافرة. وماذا يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. اذا لم يكن تعلم اياته واحكامه وحكمه وتزكية النفس به والدعوة اليه وبه. على على ما هو مقرر في غير موطن من كتاب الله. في بيان وظائف النبوة الثلاث. فوظائف النبوة وثلاث الاساسية طبعا. قال سبحانه لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم. ماذا يفعل هذا الرسول؟ اول وظيفة اول وظيفة يتلو عليهم اياته. ثاني وظيفة ويزكيهم بهذه الايات. ثالث وظيفة ويعلمهم الكتاب اللي هي الايات والحكمة وهي السنة كما فسرها الامام الشافعي في الرسالة. نقلا عن اهل عن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم. وان كانوا من قبل اي من قبل ان ان يأتيهم هذا النور وهذه الايات وهذا الرسول الذي يتلو عليهم هذه الايات وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين وان مجلسا ينعقد لهذا الهدف العظيم هدف تعليم القرآن وتلاوة القرآن وتزكية النفس بالقرآن والاستيلاء بنور القرآن لهو حلقة من حلقات الصديقين. هذه المجالس هي حلقة من حلقات الصديقين. ومشكاة نور مستمدة من مصباح سيد المرسلين. صلى الله عليه وسلم. متحد مع قافلة الربانيين. من اوائل المؤمنين من عهد بنوح عليه السلام الى مرورا الى خلص الحواريين. تلاميذ عيسى الى اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ثم من تبعهم من الدعاة المخلصين رضوان الله تعالى عليهم. يا اصحاب مجالس القرآن اليوم يا من تكابدون الثبات على هذا المنهج. انتم من ضمن سلسلة التي تبتدأ من ادم ومن نوح مرورا بالحواريين مرورا بمدرسة محمد صلى الله عليه وسلم ودين الصحابة الى جيل التابعين الى مدرسة الاولياء والصالحين. انتم حلقة من هذا النور الفريد. فما اجملها من حلقة ومن سلسلة منيرة مضيئة. يا شباب الاسلام هذا نداء الله فمن يجيبه. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. يحيي هذه القلوب الميتة المريضة السقيمة الجافة. استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ان الله يحول بين المرء وقلبه. قلبك هذا بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء. فعليك ان تتوجه به الى نور الله وان تكابد حقائق القرآن وان تنيره بضياء الله حتى يحيا هذا القلب والا اياك ان تظن انك ستقتبس هذا النور وهذه الجدوى من غير هذا الكتاب العظيم. واي حياة اعظم للنفس وللامة من حياة القرآن. وكيف لا وقد جعله الله روحا وقد جعل الله الروح اسما من اسماء القرآن. قال عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وقال سبحانه ينزل الملائكة بالروح اي بالقرآن على قول جمهور المفسرين وقال تعالى رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره. اي القرآن والايات القرآنية على قول كثير من المفسرين وكفى بذلك دلالة على سره الايحائي العجيب. تسمية القرآن رح اخواني. الا تستوفز النفوس؟ الا تشعرون ان تسمية القرآن روحا تعطيه معنى وطعن لا تكاد تجده في اي شيء اخر القرآن رح يبعث الحياة في النفوس. اذا كنت ميتا اذا كنت مريضا اذا كنت سقيما في متاهات الحياة القرآن سيعيد لك روح وينعنشها ويجعلك تحيا في هذه الحياة الدنيا حياة حقيقية حياة القلب وليس مجرد حياة البدن. ان نداء دعوة بالقرآن هو نداء عام لكل مسلم ومسلمة. بمعنى انه لا يلزم ان يكون الداعي به. يعني الذي يحيا مع القرآن ويشع بالقرآن لا يلزم ان يكون عالما من علماء الشريعة. لا يلزم ان يكون متخصصا في التفسير. كلا والله. لا يلزم ان يكون الداعي به او المنخرط في مدرسة القرآن والعاقد لمجالسه والمكابد لتكاليفه من اهل العلم الكبار المتخصصين به. رغم ان حضور العلماء ما بالتأكيد في اشرافهم على مسيرة الدعوة وتفهيم بعض الايات القرآنية للاجيال هو ضرورة شرعية. فنحن نحتاج لعلماء التفسير هذا ليس تقديم من شأنهم لكن هو يريد ان يقول ان الدخول في مدرسة القرآن ومكابدة هذه المدرسة لا يحتاج ان تكون متخصصا. فها هم الصحابة الكرام المزارع والراعي والتاجر والحداد والنجار والمحارب وو الصحابة على مختلف اعمالهم واجناسهم واشكالهم الرومي والحبشي والفارسي الى غيره. كلهم دخلوا في مجالس القرآن وكابدوا حقائق القرآن وعايشوا هذه وعاشوا هذه الحقيقة في قلوبهم ووجدانهم. فالموضوع هذا ليس متعلقا باهل الاختصاص بل هي وظيفة كل مسلم موحد. بل يجوز ان يكون الداعية المنخرط في مدرسة القرآن مختصا بعلم اخر من العلوم الانسانية او الطبيعية كالهندسة والطب والفلك والرياضيات او علوم الارض والحياة وربما كان تقنيا في هذا الفن او ذاك او كان تاجرا او فلاحا او صاحب صناعة او ربما كان ما كان فيكفي ان يحوز على رصيد من العلم بالعربية يكون عندك عربية تتقن بها قراءة القرآن بشكل صحيح. ويكفيه هذا الرصيد لفهم خطاب القرآن جملة على الاجمال وله بعد ذلك في كتب التفسير وفي ارشاد اهل العلم ما سيسدده في خطواته في التدرج في منازل القرآن. وفي الترقي في معارجه الايمانية حتى يكون من المهرة به تلاوة وتعبدا وبلاغا للامة. قال رب الرحمة جل ثناؤه ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وباذن الله يا اخواني حينما يعني آآ هناك الرسالة الرابعة الاخيرة مفهوم التدبر حينما نمر على هذه الرسالة اعرف الفرق بين التفسير والتدبر وان ممارسة التدبر متاحة لكل مسلم ومسلمة مهما اختلف موطنه في الحياة. وانما كان المخاطبون بهذا القرآن في البدء اصلا وانما كان المخاطبون بهذا القرآن في البدء قوما اميين اصلا لا يكتبون ولا يقرؤون ولا معرفة لهم بعلوم الفلسفة بل هالتخصصات المعقدة اليوم وانما كانوا على فطرة صافية من اللسان العربي يتقنون اللسان العربي تلقوا بهذه الفطرة الصافية كلام كلمات الله. فجعلت منهم خير امة اخرجت للناس. وتلك خاصية هذا القرآن العظيم انه سهل التدبر لكن الشجاعة والجرأة هي في مكابدة حقائقه. القرآن سهل التدبر اخواني. وكلما بالتأكيد ازدادت معرفتك ازددت تدبرا لكن والحمد لله من ايام محمد صلى الله عليه وسلم والى اليوم. انتم تقرأون القرآن تشعرون ان جل المعاني يمكن فهمها جملة. لما تقرأوا قل هو الله احد قل اعوذ برب الفلق لما تقرأوا سورة البقرة عموما سورة تشعرون ان المعاني في الجملة في الجملة هناك وضوح فيها بعض الايات التي تتعلق بالاحكام فيها للرجوع الى اهل الاختصاص والا في الجملة فهذا الكتاب من خصائصه النيرة العظيمة العجيبة انه يقرأه الجميع ويفهمه الجميع وهي مستمرة الى يوم الدين. لكن المشكلة انه قل في وقتنا خاصة من يحرق نفسه في جماره ويصطلي حقائقه ويدرب نفسه على قبض الجمار. قال سبحانه هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته. تلك حقيقة القرآن المجيد فمن يتلقى رسالاتها من يسلم نفسه لله فيدخل في ابتلاءاتها ابتلاءات القرآن. من ينطلق في الناس ببلاغاتها ويبادر الى عقد مجالسها ويجدد عمران روحه بلبناتها وبركاته. من يطهر نفسه بانوارها وامطارها. من يجاهد حزب الشيطان ببوارقها من يتجرد لها فيكون من اهلها ورجالها. ولعساه يكون من اهل الله وخاصته بمكابدة اياتها فان اهل الله اهل القرآن. اهل القرآن هم اهل الله وخاصته. لكن متى يرتقي اهل القرآن ليكونوا من اهل الله ومن خاصته او من هم اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته. وليسوا مجرد الذين حفظوا القرآن بلسانهم ثم في سلوكيات الحياة هم في غاية البعد. اهل القرآن هنا الذين كابدوا حقائق القرآن واصطلت قلوبهم بنور وبجمار هذه الايات الى ان توطنت في نفوسهم واصبحت بردا وسلاما فيا عبد الله بحق هذا زمانك قد اتى. فحتى متى الانتظار؟ حتى متى؟ والى متى ذلك انما الموفق من وفقه الله خادمكم المحب فريد الانصاري الخميس سبعة ايار مايو الفين وتسعة ميلادي رحمة الله تعالى عليه. اذا اظن الرسائل واضحة التي بثها الدكتور فريد الانصاري في هذه المقالة رسالة مجالس القرآن وجوب احيائها الدخول في مكابدة ايات القرآن والاصطلاح بنور القرآن وان المرحلة الاولى هي مرحلة الصدمة والمكابدة ثم تنقلب بعد ذلك مرحلة السرور والارتياح. وان من لم يمر على تلك المرحلة الاولى لن يمر على تلك المرحلة الثانية او لن يصل الى تلك المرحلة الثانية. يخبرك الدكتور ان هناك قلة في السالكين بالتأكيد لان قلة من يصبرون عن المرحلة الاولى مرحلة المكابدة والدخول في ابتلاءات القرآن. قلهم الذين يصبرون على هذا فكن عبد الله من اولئك القلة. ها هو رمضان قد اقبل فعش مع القرآن بنفس اخر. حاول ان تأخذ جزءا من القرآن قسما من القرآن تعيش معه. تتحقق بحقائقه بناره وتلتهب بلهيبه لعل ذلك يكون سبب في تغيير بوصلة حياتك بالكلية. تخرج من هذا الضياع من هذا التشتت من هذا خوف من الامراض النفسية من الاسقام تخرج وتصبغ النفس بشيء جديد في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى