جدد حياة القلب بالقرآن كي تطمئن الروح روحوا بالايمان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مجلسنا اليوم احبابي الكرام من مدارس لما يحييكم مع قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا كلنا يسعى الى اصلاح نفسه والارتقاء بقلبه وروحه والتخلص من المعاصي والذنوب والعادات السيئة والانماط الخاطئة في حياته راكب كثير منا يفشل في عملية التغيير بسبب البيئة المحيطة به هذه البيئة التي تضغط عليه وتحول بينه وبين التقدم نحو الامام وهذا شيء طبيعي كما يقولون لان الانسان اسير لبيئته ولصحبته وللعلاقات الاجتماعية التي يشكلها ولان الانسان بطبيعته لمن حوله. لذلك امرنا ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية ان نحسن اختيار البيئة التي نريد ان نقضي فيها ساعات العمر. وان نحسن اختيار العلاقات الاجتماعية في حياتنا اذا اردنا ان نرتقي نحو يقول ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون دون وجهه اي احبس نفسك ايها الانسان مع هؤلاء الصالحين الذين منهجهم في الحياة ملازمة درب العبودية يدعون ربهم بالغداة والعشي اي فهم على عتبات العبودية بصورة مستمرة. صباحا ومساء. هذا النوع من البشر هم الذين يستحق ان تعيش معهم لحظات الحياة ويخبرنا ربنا سبحانه وتعالى اما الثبات على هذه الصحبة امر شاق على النفس. لانه مخالف لهواها. بالتالي علينا ان نصبر على مرافقة هؤلاء القوم ويأمرنا الا نلتفت عنهم. فقال سبحانه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا اياك ان تلتفت عن هؤلاء بحثا عن اصحاب الدنيا عن مصاحبة هؤلاء الذين حديثهم في الغيبة والنميمة حديثهم في الملهيات والمغريات والذهاب والفرجة اصحاب الدنيا الذين هم منغمسون فيها ومنهمكون في ملذاتها. اياك ان تلتفت الى هؤلاء. هؤلاء صحبتهم تضعف القلب تضعف الايمان مع انها محبوبة للنفس لانها موافقة لامزجتها واهوائها لكنها ليست في صالحك. يا عبد الله ومن هنا يأتي دورك انت ان تحدد البيئة التي تريد ان تعيش معها في حياتك ان تحدد نوع العلاقات التي تريد ان تقضي معها ساعات العمر لكن عليك ان تكون مدركا تماما وواعيا تماما للعواقب والنتائج النهائية. لهذه العلاقات. النتائج النهائية لهذه علاقات في قوله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين جميع علاقاتك في هذه الحياة الدنيا ستتحطم عندما تغادرها كل هذه العلاقات سيتبرأ اصحابها من بعض ويعادي بعضهم بعضا امام الله سبحانه وتعالى يوم العرض الاكبر. فيقول الرجل يا رب فلان هو الذي اضلني وتقول المرأة يا رب فلانة هي التي دلتني على الغيبة والنميمة هي التي دلتني على العلاقات المحرمة. هي التي دلتني على الليالي السوداء والحمراء الا نوع واحد من العلائق يزداد قوة ومتانة يوم القيامة الا المتقين. كما قال سبحانه. هؤلاء الذين توادوا واجتمعوا في هذه الحياة الدنيا على طاعة الله سبحانه وتعالى. يؤازر بعضهم بعضا يوم العرض الاكبر يشفع بعضهم لبعض يكونون في ظل الرحمن ورجلان تحابا في الله. اجتمعا عليه وتفرقا عليه. يأخذ بعضهم بايدي بعض تجاه جنات النعيم يكونون على منابر من نور ما اجملها الصحبة الطيبة احبابي الكرام. الصحبة الصالحة ثمارها نافعة في الدنيا بان تسمع منهم الكلام الطيب ويدلونك على كل ما فيه خير ويبعدونك عن الشر وثمارها يانعة في الدار الاخرة في المقابل الصحبة السيئة ثمارها سيئة في الدنيا. هتك الاستار ضياع المروءات. مضيعة الاوقات. المعاصي في الخلوات الى غير ذلك تتعلمها داخل اروقة الصحبة الصينية. ومن هنا الله سبحانه وتعالى ختم هذه الاية ببيان من هو الصاحب السيء الذي عليك ان تجتنبه في هذه الحياة الدنيا. فقال سبحانه ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. هذه المعايير الثلاثة للصاحب السيء الذي عليك ان تجتنبه واياك ثم اياك ان يكون خليل لك هذا الانسان الذي جمع هذه الصفات او واحدة منها ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا. الانسان المعرض عن عبودية الله سبحانه وتعالى نسي الله فاعرض الله عنه ونسيه مولاه وعاقبه بغفلة القلب. وعاقبه بغفلة القلب ولا تطع من اغفلنا. الله اغفل هذا القلب عن ذكره عقوبة له والعياذ بالله. اذا هذه الخصلة الاولى من اغفلنا عن ذكرنا. اعرض عن الله فاعرض الله عنه. وعاقبه بغفلة القلب ثانيا قال واتبع هواه فهو انسان ضعيف امام الشهوات منهزم امام نفسه دائما يتطايع للملذات وملهيات الحياة الدنيا ولا يستطيع ان يربط نفسه فهو متبع لهواه حيثما اتجه به هواه دار معه. الصفة الثالثة فيه وكان امره فرطا. اي هو انسان ضائع فاشل في هذه الحياة الدنيا لا يملك اهداف لا يملك رؤية للنجاح لا يعرف اين يسير هو فقط انسان يعيش لملذاته ورغباته ونزواته فاستعذ بالله ان يكون صاحبك في هذه الحياة الدنيا من هذا النوع. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشية يريدون وجهه فبصحبة هؤلاء تصل الى جنات النعيم باذن الله. اللهم انا نسألك الرفقة الطيبة نلتقي بكم على خير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم طريقك نحو علم شرعي راسخ