جدد حياة القلب بالقرآن كي تطمئن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مجلسنا اليوم احبابي الكرام من مدارس لما يحييكم مع قوله تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك. مع ازدياد لهيب حياء وكثرة التحديات والصعوبات التي تظهر في طريق الانسان يخشى هذا العبد من ان يتيه ويفقد البوصلة. في مسيره الى الله سبحانه وتعالى. هنا يبدأ يلتفت يمينا وشمالا بحثا عن مثبتات وعن معالم ترشده في هذا الطريق حتى يبقوا مستمرا بالاتجاه الصحيح نحو الله سبحانه وتعالى احبابي الكرام يجب ان يعلم العبد انه لن يجد حبلا يوصله الى الله سبحانه وتعالى ولا معلما يرشده ولا زادا يبلغه في هذا المسير الا الاستمساك بكلام ربه سبحانه وتعالى لذلك امرنا الله عز وجل في هذه الاية بالاستمساك فاستمسك. الاستمساك احبابي فعل يدل على كد وتعب وجهد لكنه لا يكون الا لشيء نفيس عظيم يخشى الانسان من ان يضيعه وان يفقده لذلك هو يقاتل من اجل المحافظة وعلي كالام التي تخشى على طفلها الضياع في وسط الزحام فتجدها تتشبث بها بكلتا يديه وان تقطع يديها خير لها من ان تترك ولدها يضيع في زحمة الناس. كذلك حالك ايها الى الله سبحانه وتعالى مع كلمات الله عز وجل. عليك ان تتشبث بها. ان تتمسك بها ان تعض عليها بالنواجذ. لانك اذا فقدت كتاب ربك سبحانه وتعالى ستفقد الموصلة ستظلم الدنيا ستضيق الطريق. ستبدأ الحيرة. ستحدق بك المخاوف في تلك اللحظة التي تقرر بها ان تتخلى عن هذا الاستمساك ستشعر ان كل شيء انتهى وان هذا المسير لم يعد منتجا ولم تعد له فائدة. لانك لم تعد تبصر الغاية التي تسير اليها ولم تعد تبصر نهاية الطريق والمثبطات اقوى من الزات لذلك احبابي الكرام الاستمساك لم يذكر هنا عبثا. انما ذكره الله سبحانه وتعالى ليخبر عن حالة ذاك الانسان الذي كان تائها حائرا ضائعا ثم اذا به يجد المعلم والمرشد الذي سيأخذ بيده الى بر الامان. هنا عليه ان يتمسك به لانه اذا لم يتمسك بكل سيعود الى تلك الحيرة الى ذاك الضياع الى ذاك الشتات. فاحذروا يا اهل الايمان ان تكون الموصل بين ايديكم ثم ما انتم تفقدونها. احبابي الكرام الشيء الوحيد الذي امرنا الله سبحانه وتعالى ان نتمسك به في هذه الحياة الدنيا هو كتابه امرنا الله عز وجل ان نتمسك بكتابه لانه يعلم سبحانه وتعالى ما ضمنه في هذا الكتاب من معالم الطريق ومعالم المسير اليه ويعلم ان الذي يأخذ بتوجيهات هذا الكتاب ويتفهمها سيصل الى الله سبحانه وتعالى ولابد وهذا يستدعي اذا ان نفرغ من اعمارنا وحياتنا اوقات كثيرة. من اجل ان نتفهم رسائل الله سبحانه وتعالى ومن اجل ان نفهم معالم الوصول اليه من خلال كتابه. فالاستمساك لم يذكر عبثا والله. احبابي الكرام الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الانسان وخلق الطريق اليه وخلق التحديات والصعوبات وهو الذي يعلم طبيعة هذه الرحلة ويعلم الزاد الذي سيجعلك تصل بامان. فثق بربك سبحانه وتعالى. وهذا باختصار يستدعي منا اذا ان نبني بيننا وبين كتاب ربنا سبحانه وتعالى جسور من المحبة والعلاقة المستمرة ليلا ونهارا هذه العلاقة لا تكون فقط في شهر رمضان بل هي علاقة طوال العام علاقة عكوف القلب على معاني كلمات الله سبحانه وتعالى يتفهمها ويتشربها ويبني حياته على منوالها. اللهم ارزقنا حياة طيبة مع كتابك اللهم انا نعوذ بك ان نفقد البوصل بعد ان وصلت الى ايدينا. نلتقي على خير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم. طريقك نحو علم شرعي راسخ