جدد حياة القلب بالقرآن كي تطمئن الروح روحوا بالايمان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله حياكم الله ايها الكرام في هذه السلسلة المباركة باذن الله سلسلة لما يحييكم وهي وقفات في دقائق معدودة مع مجموعة من التوجيهات الالهية المباشرة لنا بني الانسان هذه التوجيهات التي تحقق لنا الحياة الطيبة في الدنيا وفي الاخرة هذه التوجيهات عندما نعيش معها في هذه الدقائق والثواني باذن الله سنزداد اعتزازا وافتخارا وانتماء لكتاب ربنا سبحانه وتعالى لما فيه من اسمى التوجيهات واعظم النصائح واعلى الرسائل الالهية التي هي كفيلة بان تحقق لنا السعادة وتضيء لنا الطريق في الدنيا وفي الاخرة باذن الله ومجلسنا الاول مع قوله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون احبابي الكرام نداء الهي من الله سبحانه وتعالى لاهل الايمان بضرورة الاستجابة المباشرة والانقياد السريع لكلمات الله سبحانه وتعالى وكلمات نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الاستجابة التي ستحقق لنا باذن الله الحياة الحقيقية حياة القلب والروح فان الوحي الالهي احبابي انما هو كقطرات المطر التي اذا نزلت على الارض الميتة اهتزت وربت كذلك هذه القلوب التي متى تهيأت واستعدت واقبلت وذهبت لتلقي الوحي الالهي حصل لها من معاني الحياة والانبعاث بقدر تعرضها لهذا الوحي وبقدر ما تتشرب من معانيه وكلمات ربنا سبحانه وتعالى مليئة احبابي بمعاني الحياة. لذلك قال قتادة في تفسيره لهذه الاية لما يحييكم هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا وفي الاخرة ما الطفه من نداء. نداء مليء بالتودد والتحبب وارادة الخير بالعبيد. فهو يخبرهم بان ثمن هذه استجابة ستكون الحياة الكاملة. الحياة الكاملة بكافة معانيها وجميع اشكالها. حياة يتحرر فيها الانسان من تصورات الخاطئة والافكار المنحرفة والخواطر الرديئة. حياة يتحرر فيها الانسان من العبودية للشهوات المغريات والافكار والاشخاص حياة كاملة يعيش فيها القلب بكنف الله سبحانه وتعالى. يتلقى ومنه التعليمات والارشادات ويتعلم منه اين يضع الخطى وما هو اتجاه المسير اذا عبد الله عليك ان تكون موقنا. لن يحصل لقلبك انبعاث ولا حياء الا بتلقيك بتلقيك لكلمات الله سبحانه وتعالى وتفهمك لها واستجابتك لمضمونها. والانقياد المباشر لها بدون تقاعس. ولا تردد ولا محاولة الالتفاف حولها وكما ان هذا النداء مليء بمعاني التودد واللطف. لكن فيه ايضا جارب من آآ التخويف والترهيب. لاولئك الذين يتأخرون في الاستجابة لله والرسول لاولئك الذين يترددون كثيرا في اتخاذ هذا القرار. يقول الله سبحانه وتعالى لهم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ابتعد عن التقاعس والتردد واسرع في الاستجابة قبل ان تأتي لحظة عبدالله تحاول فيها ان تستجيب لله سبحانه وتعالى فتجد الله سبحانه وتعالى حال بينك وبين قلبك فما عدت تملك هذا القلب وما عاد هذا القلب يتجه معك صوب ما تريد. كثير من الشباب والفتيات يتأخرون في الاستجابة لله سبحانه وتعالى والانقياد لشرعه لانه يريد ان يتلذذ بملهيات الحياة الدنيا ويظن المسكين انه قادر على اتخاذ قرار الاستجابة تشاء وان الامر متوقف على مجرد اختياره ولا يدري هذا المسكين كم من قلب حاول العودة الى الله سبحانه وتعالى وحال الله بينه وبين الرجوع. كم من انسان يريد ان يتوب؟ يريد ان يعود لكن لم يكتب له الظفر بعد لذلك النبي صلى الله عليه وسلم احبابي الكرام كثيرا ما كان يدعو يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وفي مسند الامام احمد يقول صلى الله عليه وسلم ان قلب الادمي بين اصبعين من اصابع الرحمن اذا شاء ازاغه واذا شاء قومه. اذا هي دعوة لكل الذين تأخروا في الاستجابة لله والرسول لكل الذين لم ينقادوا بعد لشرع الله سبحانه وتعالى بان يسرعوا ويبادروا استعجلوا في حث الخطى الى الله سبحانه وتعالى قبل ان يحول الله بينهم وبين الرجوع. وما اصعبها من لحظة تلك اللحظة التي تحاول فيها عبد الله ان تعود الى الله سبحانه وتعالى والله يحول بينك وبين قلبك لانك تأخرت وتقاعست واستحترت وغركم بالله الغرور ثم يختم ربنا هذا التوجيه بقوله وانه اليه تحشرون. استجب الان طوعا واختيارا قبل ان تأتي لحظة ستستجيب فيها جبرا واضطرارا. عندما تساق الى الله سبحانه وتعالى. يوم الحشر المهيب وتعرض اعمالك على الله سبحانه وتعالى ولات ساعة مندم ربنا ارزقنا حسن الاستجابة لك وسرعة الانقياد لشرعك ونعوذ بك اللهم من التردد في هذا الطريق انك نعم المولى ونعم النصير نلتقي على خير صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم طريقك نحو علم شرعي راسخ