جدد حياة القلب بالقرآن كي تطمئن الروح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مجلسنا اليوم احبابي الكرام من مجالس لما يحييكم مع قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ان من اعظم عرى الايمان الاجتماع والالتفاف حول دين الله سبحانه وتعالى وان يكون اهل الايمان كلمتهم واحدة وصفهم متماسك يرهبون به عدو الله وعدوهم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم. هذه الاية احبابي الكرام تجسد لمقصد عظيم من مقاصد الاسلام الا وهو مقصد اجتماع الكلمة والتئام الصف وان يكون هذا الاجتماع والالتئام اساسه وحبله دين الله سبحانه وتعالى ولا عبرة بالاجتماع والالتئام للعصبيات الجاهلية الاقليمية والوطنية والعرقية وما شابه ذلك. احبابي الكرام لان هذا المقصد مقصد عظيم اتبعه الله سبحانه وتعالى بالنهي عن التفرقة. قال ولا تفرقوا هذا الداء العظيم داء التفرق الذي يسعى العدو ان يغرسه في جسد هذه الامة. من خلال الحدود الاقليمية من خلال اثارة خلافات القبائلية والعجائرية من خلال اثارة النعرات العرقية بين الشعوب المسلمة لتبقى هذه الشعوب متناثرة آآ يمينا وشمالا لا تجتمع حول مصالحها الكبرى ولا تسعى لتحقيق المجد لهذه الحضارة الاسلامية العظيمة. ومن هنا نعلم ان من اهم ما ينبغي ان نشتغل عليه اليوم هو تحقيق هذا المقصد العظيم. مقصد الاجتماع على دين الله سبحانه وتعالى. من خلال ازالة الحواجز والعوائق نفسية التي تقوم بيننا وبين الشعوب المسلمة. وان نبين دائما عظم نعمة الاجتماع على دين الله سبحانه وتعالى. وانه لا فرق لعربي على اعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لاسود على ابيض ولا لابيض على اسود الا بتقوى الله سبحانه وتعالى. هذه التي كان يحرص النبي صلى الله عليه وسلم ان يذكرها وان يكررها. في خطبه الجامعة وفي آآ المحافل المشهودة. ليعرف الناس ليعرف الناس عظم هذه النعمة نعمة الاجتماع على دين الله سبحانه وتعالى وانها تجعل منا امة لا تقهر. امة تسعى في تحقيق كيانها يدها ويهابها عدوها. اما يحسب عدوها الف حساب قبل ان يفكر في اخذ ثرواتها. اما اه امة قيم واخلاق وفكر وليست فقط امة مادية مسلوبة القيم والاخلاق كما هو حال العالم الغربي اليوم. لكن احبابي الكرام ونحن نسعى تحقيق هذا المقصد يجب علينا ان ننتبه ان لا نميع الرابطة التي نجتمع حولها. الرابطة التي يجب ان نسعى للاجتماع حولها هي الافكار الايمانية والربانية. فلا يوجد عندنا في الاجتماع والالتقاء حلول لا يوجد عندنا اجتماعات استثنائية لا يوجد عندنا اوراق مختلطة كما يحاول ان يوهم البعض آآ ويدعي ان ذلك من السياسة شرعية او الدهاء السياسي. احبابي الكرام فرق بين مفهومين بين مفهوم الاجتماع والالتئام حول دين الله سبحانه وتعالى الذي هو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة وواجب عظيم يجب علينا ان نحققه ونهانا الله عن التفرقة فيه. وبين مفهوم التقاء المصالح الذي هو استثنائية ضمن ظروف معينة متى انتهت؟ هذه الظروف ينتهي هذا الالتقاء. محاولة الخلط بين المفهومين يسبب كارثة كبيرة في مفاهيم الشرعية كما قلنا الاعتصام الذي ذكره الله هنا هذا مقصد من مقاصد الشريعة. هذا واجب يجب علينا ان نسعى اليه. وهذا لا يكون الا على دين الله وعلى كما قلنا الافكار الايمانية والمعاني الالهية. واما التقاء المصائب هذه قضية سياسية ظرفية محددة ومؤقتة ثم بعد ذلك تنتهي وليست مقصدا عظيما من مقاصد الشريعة. احبابي الكرام ان دين الاسلام دين عظيم دين الاسلام احبابي الكرام ليس مجرد ممارسات شخصية يمارسها الانسان في اماكن معينة ثم ينتهي الامر. الاسلام دين ودولة وحضارة لذلك كما جاء ليصلح الافراد جاء ليصلح المجتمعات والخطاب القرآني كما هو خطاب للافراد والاسر هو خطاب للمجتمعات والدول لان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الارض وهو الذي استخلف الانسان فيها. فالانسان في هذا العالم هو مستخلف من الله سبحانه وتعالى ليقيم منهج الله على نفسه وعلى مجتمعه وعلى الارض جمعاء احبابي الكرام كما قلنا الاسلام العظيم يجب ان تقوم عليه الدول والمجتمعات. كما تقوم عليه الافراد والاسر. ومحاولة الفصل بين الفرد والمجتمع في العلاقة بدين الله سبحانه وتعالى جريمة كبيرة. يجب علينا الا نسمح بمرورها اللهم انا نسألك الاجتماع حول دينك اللهم انا نسألك ان نكون ممن يحقق التئام الكلمة. وممن يسعى لجمع كلمة هذه الامة على ما يرضيك انت نعم المولى ونعم النصير نلتقي على خير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. غراس العلم طريقك نحو علم شرعي راسخ