من الاقوال والافعال وان من شعار الاقوال فيها التكبير والتحميد والتهليل. الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. يشرع للعبد ان يأتي بهن من غروب ليلة الاولى من عشر ذي الحجة حتى اخر ايام التشريق تكبيرا مطلقا. فاذا كان يوم عرفة بعد صلاة الفجر شرع التكبير المقيد في ادبار الصلوات المكتوبات ويستمر في ذلك الى صلاة العصر من يوم التشريق الاخير وهو الثالث عشر. ان هؤلاء الكلمات الله اكبر والحمد لله ولا اله الا الله هن من احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى. وما طلعت الشمس على شيء من الكلام احب الى الله سبحانه وتعالى وافضل منهن. وان هذا يستدعي امرين احدهم ان يحرص العبد على امتثال هذه السنة من التكبير والتحميد والتهليل في هذه الأيام. والآخر ان ينظر بعين الاعتبار الى ما في هذه الكلمات الثلاث من المعاني. فاما الكلمة الاولى وهي التكبير. فقد قال الله لعبده رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وربك فكبر. وقال له وكبره تكبيرا. والمراد بها تعظيم الله سبحانه وتعالى فانه اذا استقر في نفوس الخلق تعظيم الله واجلاله ادرك العبد ان عبوديته لله وحده وان كل شيء بيد الله عز وجل. فلا قوة الا لله ولا حكم الا لله ولا ملك الا لله فاذا رأيت قويا الله اكبر من قوته. واذا رأيت غنيا فالله اكبر من غناه. واذا رأيت فالله اكبر من عظمته وكل شيء اردته يتصاغر عند ارادة الله سبحانه وتعالى. ولذلك فان من وقر في نفسه تكبير الله واجلاله لم يتعاظمه ان يسأل الله سبحانه وتعالى شيئا. فهو يسأل الله كل شيء علمه بان الله اكبر من كل شيء. واما الكلمة الثانية وهي لا اله الا الله فهي العروة الوثقى التي قال الله عز وجل فيها فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وهي القول السديد الذي قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. وهي دعوة الحق التي قال الله عز وجل فيها له دعوة لان معناها لا معبود حق الا الله. فاذا قال العبد لا اله الا الله وعقل معناها علم انه لا اجعلوا شيئا من عبادته قل او كثر جهر او غاب الا لله سبحانه وتعالى فهو يدعو الله وحده ويتوكل على الله وحدة ويستغيث بالله وحده فرجاءه لله وحبه لله وخوفه من الله وذبحه لله وندعو لله وحلفه بالله. فكل عبادته لله سبحانه وتعالى. واما الكلمة الثالثة وهي الحمد فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا. وقال الله عز وجل في سورة الفاتحة التي هي عمود صلاتنا الحمد لله رب العالمين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الشكر الحمد لله. ذلك ان العبد اذا قال الحمد لله فهو يخبر بجميع الكمالات والمحاسن انها لله سبحانه وتعالى. كمالاته في نفسه واحسانه بخلقه بما يحبوهم وما يمنحهم من النعم. فاذا درجت هذه المعاني واستقرت في نفوسنا وعلم العبد ان التكبير لله وان العبادة لله وان الحمد لله انتفع بذلك انتفاعا عظيما في حياته فقويت صلته بالله سبحانه وتعالى ولكم ان تنظروا ان المشروع لنا في هذه الايام هو هؤلاء الكلمات الثلاث. الله اكبر والحمد لله ولا اله الا ولهن رابعة لها من الفضل ما لهن في كونها افضل الكلام واحبه الى الله وهي سبحان الله. لكن لم تأتي من في هذه الكلمات في هذه العشر لان هذه الايام ايام تعظيم واجلال لله سبحانه وتعالى فهو سبحانه وتعالى حقيق بان نجعل اعظامنا واجلالنا وتكبيرنا وحمدنا له في هذه الايام. فاستحضروا هذه المعاني في نفوسكم واحرصوا على ان تلهج السنتكم بتكبير الله سبحانه وتعالى وتحميده وتهليله. الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. فهذا مشروع في كل الليل والنهار في هذه الايام حتى اخر يوم وهو الثالث عشر من ذي الحجة ثم اذا كان يوم عرفة فبعد الصلوات المكتوبات اذا سلم الانسان من صلاة فجر يوم عرفة يشرع في التكبير المقيد الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد حتى يكون اخره وذلك في صلاة العصر من يوم التشريق الاخير وهو الثالث عشر. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا جميعا اجلاله واكباره وحمده وشكره. اللهم اجعلنا من عبادك المخبتين وتولنا في الصالحين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى العذاب والغنى. اللهم انا نسألك البركة في اعمالنا. ونسألك البركة في اعمارنا. ونسألك البركة في اقواتنا. ونسألك البركة في قواتنا نسألك البركة في نياتنا ونسألك البركة في ذرياتنا والحمد لله رب