الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان من ابواب المغفرة المشرعة في رمضان قيام ليلة القدر. وقد عظمها الله سبحانه وتعالى بقوله انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر فعظمها عز وجل بامرين احدهما ان انزال القرآن فيها. والاخر السؤال عنها تعظيم من لها بقوله وما ادراك ما ليلة قدر. ثم بين مرتبتها بقوله ليلة القدر خير من الف شهر. اي ان ما يكون فيها من العمل اذا تقبل من صاحبه يكون خيرا من عمل الف شهر. وبين النبي صلى الله عليه عليه وسلم العمل المأمور به بها فقال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ففي هذا الحديث فائدتان احداهما بيان العمل المطلوب في ليلة القدر. والاخر بيان جزائه. فاما العمل المطلوب في قوله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر. والمراد بقيامها احياء بالصلاة فيها. فيصلي العبد في ليلة القدر ويندرج في ذلك ما يتبع الصلاة من قراءة القرآن والدعاء والاعتكاف في المسجد ونحو ذلك فكله مندرج في قوله من قام ليلة القدر. والاخر وهو بيان الجزاء في قوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه. اي كان جزاؤه ان يغفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه. ففي الحديث بيان شرف ليلة القدر بعظم جزائها مع تعيين العمل المأمور به فيها وهو ان يعمرها العبد بالصلاة بان يصلي فيها نفلا متقربا الى الله سبحانه وتعالى مراتب قيام ليلة القدر المستحبة اربعة. المرتبة الاولى ان يقوم الليل كله. بان يصلي كل الليل والمرتبة الثانية ان يقوم اول الليل واخره. فيقوم ما يقدر عليه من اول الليل ثم يقوم ما يقدر عليه من اخر الليل. والمرتبة الثالثة ان يقوم اخر الليل فقط. والمرتبة الرابعة ان يقوم اول الليل فقط اي بعد صلاة العشاء. واعظم هذه المراتب المرتبة الاولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة بل اكمل ان يعمر العبد لا للعشر التي ترجى فيها ليلة قدر ان يعمرها بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء الاعتكاف في المسجد فان لم يمكنه ذلك فيحسن به ان يقوم اول الليل واخره. فيصلي ما استطاع ويقرأ ويدعو ما استطاع في اول الليل ثم كذلك يتدارك نفسه في اخره. فان لم يقدر على هذا وقدر على احد الليل فان كونه في اخر الليل اكمل من كونه في اول الليل فيؤخر صلاته الى اخر الليل وهذا اكمل ممن يقتصر على جعلها في اول الليل. فهذه المراتب الاربعة هي المراتب المستحبة التي يستحب للعبد ان يصيبها من ليلة القدر التي هي ليلة من العشر الاواخر في رمضان فان النبي صلى الله عليه وسلم قال تحروا ليلة القدر في العشر الاوائل من رمضان وهي ليلة واحدة تتنقل بين الليالي. ففي سنة تكون ليلة احدى وعشرين. وفي سنة اخرى تكون ليلة اربع وعشرين وهكذا فينبغي للعبد ان يجتهد في تطلبها بقيام الليالي كلها فمن قام العشر الاواخر من رمضان فانه قد ادرك ليلة القدر جزما. وهي عشر ليال في السنة. ولا يدري اذا ادركها في سنة مع صحة وعافية ان يدركها كذلك في سنة اخرى وهو في صحة وعافية او لا يدركها البت فينبغي ان يغتنم ما فسح له في اجله واعطي من قوة بدنه في الاجتهاد في قيام هذه الليلة وفق ما استطاع ولما كان الجاري العمل به في هذه البلاد في هذه السنة لاجل جائحة كورونا. الاقتصار على الصلاة في اول الليل بصلاة التراويح بعد العشاء رعاية للحال فانه يحسن للعبد ان لا يغفل نفسه من باقي الليل واكمل ذلك ان يصلي مع الامام صلاة تامة حتى يوتر ويوتر حتى يوتر الامام ويوتر معه فان هذا اكمل. ثم بعد ذلك يصلي ما شاء مثنى مثنى مثنى ويستغني بوتره الاول فهذه اكمل الاحوال لانها الموافقة للسنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل اذا قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وازدرافه يقع بان يصلي معه الوتر. ثم اذا شاء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وصلاة الليل مثنى مثنى وقال لا وتران في ليلة فاكمل الاحوال ان تصلي مع الامام حتى يوتر وتوتر معه ثم بعد ذلك اذا اردت ان تصلي ما شئت من صلاة فانت تصليها مثنى مثنى مثنى واذا اراد المرء ان يؤخر وتره ويصلي بعد ذلك مثنى ويوتر فان الجادة السليمة ان اذا اوتر الامام اوتر معه فاذا سلم الامام فانه يقوم ويأتي بركعة. ثم بعد ذلك يسلم حتى تكون صلاته في وتره مثنى هذا اذا كان الامام يوتر بركعة اما اذا كان الامام يوتر بثلاث اي يسودها جميعا فهذا اذا قام الى الركعة الثالثة التي هي تتمة وتره فهذا يجلس جلوسا خفيفا ويتشهد ثم بعد ذلك ثم يدركه في الثالثة فاذا جلس الامام جلس معه فاذا سلم الامام من الثالثة يقوم هو ويأتي بالرابعة حتى لا تكون صلاته وترا ثم بعد ذلك يصلي ما شاء. والاكمل ما نفعله من الاقتصار على الوتر بركعة حتى لا على الناس امر صلاتهم. فمن اراد ان يصلي بعد ذلك ويوتر في اخر الليل فهذا اذا سلمنا من الوتر يقوم يأتي بركعة ثم بعد ذلك اذا اراد ان يصلي في المسجد او في بيته مثنى مثنى مثنى يصلي ما شاء ثم يوتر بركعة والاكمل ان نوتر جميعا. ثم اذا اراد احدنا ان يصلي وكان له نشاط في بدنه وقوة في روحه هذا بعد ذلك يصلي مثنى مثنى مثنى حتى يقضي صلاته. فهذه الحال الكملى هي الموافقة لما جاء في الاحاديث النبوية فالله الله ايها المسلمون في اغتنام هذه العشر التي هي عشر ليال من السنة. وهذه العشر التي تكون في اخر رمضان اذا اجتهد العبد ادرك هذا الباب العظيم من ابواب المغفرة من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وحري بنا الا نكسل عن طلب ما فيه خير لنا في امر ديننا ودنيانا. فان من عامل الله بالامتثال لاوامره اكرمه الله. فالكرامة على قدر ومن اراد السعادة الابدية فليلزم عتبة العبودية. ومن عظمت عبادته لله تقرب اليه فقربه الله ومن ادناه الله عز مكانه وعظمت رتبته وذاق طيب الحياة في الاولى والاخرة. فاذا فتح الله عز وجل لنا ابواب ابواب الخيرات وهيا لنا اسباب البركات واعاننا على طلب الرحمات فجدير بنا ان نري من ربنا صدقا في رغبتنا فيما عنده بالاجتهاد. وانتم ادركتم من ادركتم ممن مضى من الاولين في حرصهم. وقوة عنايتهم بتكميل انفسهم في العبادة هذا مع استقامة احوالهم وسلامة زمانهم وقلة الفتن وندرة الذنوب والمعاصي فكيف بحال الان الا ان نجتهد في ادراك تلك المرتبة وان نطلب من الله سبحانه وتعالى العون على ذلك فان من صدق الله صدقة ومن استعان بالله اعانه ومن توكل على الله سبحانه وتعالى كفاه فنسأله ان يتداركنا برحمته وان بمغفرته وان يتولانا برعايته وان يعيننا على طاعته. اللهم حبب الينا الايمان وزينه بقلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق عصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر ايمانا واحتسابا. اللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر ايمانا واحتسابا اللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر ايمانا واحتسابا. اللهم كما بلغتنا اول هذا الشهر فبلغنا تماما واختم لنا بالفوز بالجنان والنجاة من ايران والحمد لله رب العالمين