السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج من شرائع الاسلام وكرره على عباده مرة في كل عام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. وسلم عليه وعليهم تسليما مزيدا الى يوم الدين. اما بعد فهذا المجلس الاول من برنامج مناسك الحج العاشر. والكتاب المقروء فيه هو مسند المناسك بمصنفيه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. وكونه له اغنى عن ذكر المقدمتين المعتادة وهما التعريف بالمصنف والتعريف بالمصنف. فترجئان الى زمن يناسبهما. واما المقدمة الثالثة وهي ذكر سبب موجب لاقرائه. فتقدم غير مرة ان اقراء كتب احكام الحج طائرها في الازمنة الموافقة لها يراعى فيه بيان احكام المناسبات. والمراد بالفقه المناسبات بيان الاحكام الشرعية المتعلقة بحال او زمن او مكان. فان ابداء الشرعية حينئذ مما تشتد الحاجة اليه. والمنتفع بذلك طائفتان. الطائفة الاولى طائفة خلية من العلم تعقد العزم على العمل به. ومن قواعد العمل بالعلم ان كل كما وجب العمل به وجب تقدم العمل عليه. ذكره الاجري في طلب العلم وتبعه ابن قيم في اعلام الموقعين والقرافي في القلوب وهذا اصح الاقوال فيما يجب من العلم ان الواجب من العلم بما يجب من العمل فما وجب العمل به وجب ان يتقدم العلم عليه. والطائفة الثانية طائفة لها حظ من العلم بتلك الاحكام تحتاج الى مثله استذكارا لها. فان المرء اذا كرر على نفسه الاحكام مستقرة فيها اذا وقفت مناسبة من المناسبات المتعلقة بها قرت الاحكام في نفسه وقويت في قلبه وصارت ظاهرة له بادية غير خافية عليه. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال مصنفه وفقه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بما هو اهله واشهد ان الله حق لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه ابدا وعلى اله وصحبه سرمدا اما بعد فهذا مسند صغير من حديث البشر النذير ذكرت فيه جملة من احاديث الحج تجتمع في كونها من دلائل المحتاجين مسروقة باسانيدها من دواوين الرواية الحديثية لكي تستفاد وتكون اصلا في روايتها ودرايتها لمن اراد رتبتها على المسانيد تنويعا للمقتبس المستفيد هي كلها مما تلقيته قراءة عن شيوخ الامجاد ورويته عنهم بمثين الاسناد. فما فيه من الاحاديث المروية من صحيح البخاري فاخبرني بها عبدالعزيز بن فتحي محمد الله المعروفة بعزيز زبيدي وقراءة عليه. قال اخبرنا احمد الله ابن ادم اليه مع ربه بعزيز زبيدي بدون تنويه عزيزي زبيدي. نعم المعروف بعزيز زبيدي قراءة عليه. قال اخبرنا احمد الله ابن امير الله الدهنوي وعبد التواب ابن قمر الدين الملتاني. قال اخبرنا نذير حسين ابن جواد علي الدهلاوي قال اخبرنا محمد اسحاق ابن محمد افضل الذكر قال اخبرنا عبد العزيز بن احمد الدفلوي قال اخبرنا محمد امين الكشميري قال قرن احمد ابن عبد الرحيم الدلوي قال اخبرنا ابو طاهر ابن ابراهيم الكوراني قال اخبرنا حسن ابن علي اللجيمي قال اخبرنا انس ابن محمد الثعالبين قال اخبرنا سلطان بن احمد المزاحي قال اخبرنا احمد بن خليل قال اخبرنا محمد بن احمد الغيطي قال اخبرنا زكريا بن محمد الانصاري قال اخبرنا ابراهيم بن صدقة الصالحين قال اخبرنا ابراهيم ابن احد قال اخبرنا احمد بن ابي طالب الحجار قال اخبرنا الحسين ابن المبارك السبيلي قال اخبرنا عبد الاول ابن عيسى السبسي قال عن عبدالرحمن بن محمد الداودي قال اخبرنا عبد الله ابن احمد السرخسي قال اخبرنا محمد بن يوسف الفرضي قال اخبرنا محمد بن اسماعيل الجفي ومولاهم البخاري رحمه الله صاحب الصحيح وما فيه من الاحاديث المروية في صحيح مسلم فاخبرنا بها عبدالغفار حسن بن عبد السكار حسن العمرفوري قراءة عليه قال اخبرنا رحمة الله ابن امير الله الدجلاوين قال اخبرنا نذير حسين ابن جواد علي بالسنة السابع المتقدم الى عبد العزيز ابن احمد الدجلوي قال اخبرنا ابي احمد ابن عبد الرحيم التكاوي قال اخبرنا ابو طاهر ابن ابراهيم الكوراني اجازة قال اخبرنا حسن بن علي العديمي قال اخبرنا عيسى ابن قال اخبرنا احمد بن محمد الخفاجي قال اخبرنا علي ابن محمد الخزرجي اجازة ان لم يكن سماعا. قال اخبرنا احمد ابن عبد عزيزي المطروحي قال اخبرنا محمد بن محمد البلقيني قال اخبرنا عبد الرحمن بن محمد الزركشي اجازة ان لم يكن سماعه قال اخبرنا محمد بن ابراهيم يعني قال اخبرنا علي ابن مسعود الموصلي قال اخبرنا ابراهيم ابن عمر الواسطي واحمد ابن عبد الدائم المقدسي قال الاول اخبرنا منصور ابن عبد المنعم تراوي وقال الثاني اخبرنا محمد بن علي الحراني قال اخبرنا محمد ابن الفضل الفراوي قال اخبرنا عبد اثر بن محمد الفارسي قال اخبرنا محمد بن عيسى الجنودي قال اخبرنا ابراهيم بن محمد بن سفيان. قال اخبرنا مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله صاحب وما فيه من الاحاديث المروية من سنن ابي داود فاخبرني بها عبيد الله بن عبدالرحمن السلفي المعروف بابي الحسن الكشميري قراءة عليه قال اخبرنا قال نذير حسين ابن جواد عرين البدلوي في السنة السادسة المتقدم الى عبد العزيز ابن احمد البجلوي قال اخبرنا ابي احمد ابن عبد الرحيم الدهلوي قال اخبرنا ابو طاهر ابن ابراهيم القرني اجازة قال اخبرنا حسن ابن علي العديمي قال اخبرنا محمد بن علاء البابلي اجازة ان لم يكن سماعه قال اخبرنا سالم بن محمد السنهوري اجازة قال اخبرنا محمد بن احمد الغيطي قال اخبرنا زكريا بن محمد الانصاري قال اخبرنا ابراهيم من صدقة الحراني قد اخبرنا عمر بن عبد المحسن الحموي قال اخبرنا يوسف بن عمر قال اخبرنا محمد بن محمد البكري قال اخبرنا عمر ابن محمد ابن طبزر قال اخبرنا مصلح ابن احمد الدومي قال اخبرنا احمد بن علي الخطيب قال اخبرنا القاسم ابن جعتدم الهاشمي قال اخبرنا محمد بن احمد اللؤلؤي قال اخبرنا سليمان صاحب السنن وما فيه من الاحاديث المروية من جامع الترمذي فاخبرني بك عبيد الله بن عبد الرحمن السلفي المعروف بابي الحسن قراءة عليه قال اخبرنا ابي قال اخبرنا نذير حسين من جواد علي الدجلوي بالسنة السابقة واللفظ المتقدم الى عبد العزيز ابن احمد البهلوني قال انا ابي احمد ابن عبد الرحيم الجهلاوي قال اخبرنا ابو طاهر ابن ابراهيم القرني اجازة. قال اخبرنا حسن ابن علي العثيمين قال اخبرنا محمد بن العلاء قد اخبر الانسان ابن محمد اجازة قال اخبرنا محمد بن احمد الغيطي قال اخبرنا زكريا بن محمد من اصغر اجازة ان لم يكن سماعا قال اخبرنا محمد ابن عرين قال اخبرنا ابو زرعة ابن عبد الرحيم العراقي اجازة ان لم يكن سماعا قال اخبرنا عمر بن اميرة المراغي قال اخبرنا علي بن احمد ابن البخاري قال اخبرنا عمر ابن محمد ابن طبرجد قال اخبرنا عبد الملك ابن ابي اسماعيل قال اخبرنا محمود ابن القاسم الاسري احمد ابن عبد الصمد تاجر قال اخبرنا عبد الجبار ابن محمد الجراحي قال اخبرنا محمد بن احمد المحبوبين قال اخبرنا محمد بن عيسى السلمي الترمذي رحمه الله وصاحب وما فيه من الاحاديث المروية من سنن النسائي فاخبرني بها عبيد الله بن عبدالرحمن السلفي المعروف بابي الحسن باسمه قراءة عليم. قال اخبرنا ابي قال اخبرنا حسين المتقدم الى عبدالعزيز بن احمد قال اخبرنا محمد امين الكشميري قال اخبرنا احمد بن عبد الرحيم الدفلوي قال اخبرنا ابو طاهر ابن ابراهيم الفوراني الاجازة قال اخبرنا حسن ابن علي العثيمين قال اخبرنا محمد بن العلاء البابلي وقال اخبرنا محمد الزنهوري اجازة اجازة قال اخبرنا محمد بن احمد الغيطي قال اخبرنا زكريا ابن محمد عن اصاب اجازة ان لم يكن سماعا قال اخبرنا رضوان محمد العقبي قال اخبرنا علي ابن احمد السلمي قال اخبرنا عبد الرحمن ابن علي ابن قارين قال اخبرنا علي بن نصر الله بن الصواب قال اخبرنا طاهر بن محمد المقدسي وانا اخبرنا عبدالرحمن بن حمد الدوني قال اخبرنا احمد بن الحسين بن الكسار قال اخبرنا احمد بن اسحاق بن السني قال احمد بن شعيب النسائي رحمه الله صاحب السنن وما فيه من الاحاديث المروية في سنن ابن ماجة فاخبرني بها عبيد الله بن عبدالرحمن السلفي المعروف بابي الحسني قراءة عليه قال اخبرنا ابي قال اخبرنا حسين ابن جواد علي الدفلوي بالسند السابق والوصف المتقدم الى عبد العزيز ابن احمد البدلاوي قال اخبرنا محمد واميننا قال اخبرنا احمد بن عبدالرحيم الدهلاوي قال اخبرنا ابو طاهر ابن ابراهيم الكوراني الاجازة قال اخبرنا حسن ابن علي العجيمي قال قال محمد ابن العلاء الباب لي اجازة قال اخبرنا سالم بن محمد السنهوري اجازة قال اخبرنا محمد بن احمد الغيطي قال اخبرنا عبد الحق بن محمد السنباطي قال اخبرتنا بايخات ابنة العلاء السكية قال اخبرنا محمد بن محمد البعري قال اخبرنا يوسف بن عبد الرحمن المسري قال اخبرنا اسماعيل ابن اسماعيل البعلبكي. وعبد الخالق بن عبد السلام ابن علوان وعبد الرحمن ابن عمر البعلفي. قالوا اخبرنا عبد الله بن احمد بن قدامة قال اخبرنا ظاهر ابن محمد المقدسي قال اخبرنا محمد ابن الحسين المقومين قال اخبرنا القاسم ابن ابي المنذر القزويني قال اخبرنا علي بن ابراهيم قال اخبرنا محمد ابن يزيد الربعي المعروف بني ادم رحمه الله صاحب السنن وما فيه من الاحاديث المروية من مسند احمد بها عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل قراءة عليه قال اخبرنا علي ابن ناصر ابو وادي الاجازة عن نذير حسين بن جواد علين الدهلوي عن محمد اسحاق ابن محمد افضل الدفلوين عن عبد العزيز ابن احمد الدفلوي عن احمد ابن عبد الرحيم الدجلوي عن ابي طاهر ابن ابراهيم الفوراني قال اخبرنا عبد الله بن سالم البصري عن محمد بن علاء الباغلين عن محمد بن محمد البصري وعاليا درجة به الى ابي طالب ابن ابراهيم القرني الغازي غير مفتوحة احسن الله اليكم. عن محمد ابن محمد الغزي حا وعاليا درجة به الى ابي طاهر ابن ابراهيم الكوراني عن ابيه عن محمد ابن محمد الغزيل عن ابيه عن محمد ابن محمد العوفي المسكين. قال اخبرنا احمد بن عثمان المصري. قال اخبرنا محمد بن محمد بن حيدر قال اخبرنا علي ابن احمد العرابي قال اخبرتنا زينب ابنة مكين الحرانية قال اخبرنا حنبل ابن عبد الله المصافي قال اخبرنا هبة الله ابن محمد الشيباني قال اخبرنا الحسن ابن علي ابن المذهب قال اخبرنا احمد ابن جعفر من القطيع قال قطيعي قال اخبرنا عبد الله ابن احمد ابن حنبل الشيباني قال اخبرنا ابي رحمه الله صاحب المسند وما فيه من الاحاديث المروية من سنن الدارقطني فاخبرني بها محمد اسرائيل ابن محمد ابراهيم السلفي قراءة عليه قال عبد الحكيم ابن الهي بخش الجيوري اجازة عن نذير حسين ابن جواد علي الجهلوي بسنده المتقدم مسلسلا بالاجابة الى محمد الغزي الاب عن زكريا ابن محمد الانصاري عن احمد ابن علي الكناني قال اخبرنا عبد الرحيم ابن الحسين العراقي وعلي ابن ابي بكر الهيثمي قال فاخبرنا احمد بن يوسف الخيلاطي قال اخبرنا عبد المؤمن بن خلف الدمياطي قال اخبرنا يوسف بن خليل الحنفي قال اخبرنا ناصر بن محمد الاصبهاني قال اخبرنا اسماعيل بن الفضل السراج قال اخبرنا محمد بن احمد بن الاصبهاني قال اخبرنا علي بن عمر الدار قطني رحمه الله صاحب وما فيه من الاحاديث المروية من سنن البيهقي الكبرى فاخبرني بها محمد اسرائيل ابن محمد ابراهيم السلفي قراءة عليه. قال اخبرنا عبد الحكيم ابن الهي الجيوري اجازة عن نبيه حسين بن جواد احسنوا اليكم الجيروي الجيوري الجي ولي اجازة النبي لحسين بن جواد علين الجهلوي بالاسناد المتقدم قريبا الى علي ابن ابي بكر الهيثمي على وصف مذكور قال اخبرنا محمد ابن اسماعيل الحموي قال اخبرنا علي ابن احمد ابن البخاري قال اخبرنا عبد الله ابن عمر الصفراء اجازة قال اخبرنا زاهر بن ظاهر حامي قال اخبرنا احمد بن الحسين البيهقي رحمه الله صاحب السنن احسن الله عاقبتنا في الامور كلها ورزقنا الاخلاص واتباع السنة في جلها وهذا اوان الشروع في المراد وعلى الله وحده الاعتماد. استفتح المصنف وفقه الله كتابه هذا بحمد الله عز وجل قائلا الحمد لله بما هو اهله. اي بالذي هو اهله. والمقصود بقوله اهله اي مستحق له والحمد الذي يستحقه الرب سبحانه وتعالى اكمله ما حمد به نفسه او حمده به نبيه صلى الله عليه وسلم وما وقع في كلام جماعة من فقهاء الشافعية وغيرهم ان ابلغ الحمد هو قول العبد الحمد لله حمدا يكافئ مزيد نعمائه الى اخر ما ذكروا لا ينهض له دليل كما بينه ابن القيم في فتية مفردة في الحمد. وانما ابلغ الحمد واكمله ما حمد الله سبحانه وتعالى به نفسه او حمده به نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم الحق حمد الرب سبحانه وتعالى في الشهادة له بالتوحيد لرسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة. ثم بين ان هذا الكتاب مسند صغير من حديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم. وكونه مسندا واقع من جهة ترتيبه على فالكتاب المصنف على مسانيد الصحابة يسمى مسندا. كما ان اسم المسند يطلق توسعا على الكتب التي تروى فيها الاحاديث باسانيدها. ولهذا وقع اسم المسند باسم كتاب البخاري ومسلم وغيرهما من الكتب المعروفة بانها كتب تروى فيها الاحاديث بالاسانيد. والاصل ان اسم المسند موضوع للكتاب الذي يرتب على مسانيد الصحابة. وربما اطلق توسعا على الكتب التي تروى فيها الاحاديث باسانيدها وهذا المسند الصغير هو من حديث البشير النذير وهما لقبان للنبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه عليه وسلم بعث بشيرا ونذيرا. والبشير اسم لمن يخبر عن الشيء مبشرا به منبئا عنه والغالب كونه فيما يحمد ويفرح به. وقد يطلق على غير ذلك. كما قال الله سبحانه وتعالى فبشرهم بعذاب اليم فان البشارة لا تختص بما يسر ولكن الغالب اطلاقها فيما يسر وربما اطلقت على ضده. واما النذارة فانها تطلق فيما اريد به بالتخويف واذا جمع بينهما صار المراد بالبشير الاطلاق على قال في المسرة هو الترغيب والنذير اطلاق على ارادة التخويف والترهيب. وذكر المصنف ان هذا الصغير من حديث البشير النذير ذكر فيه جملة من احاديث الحج والحج يشمل العمرة ايضا ولان الجاري في عرف الاوائل من الصحابة ومن بعدهم تسمية العمرة حجا ايضا الا انه يفرق بينهما فيجعلون الحج الاكبر اسما للحج. ويسمون العمرة الحج الاصغر يأتي بذلك شيء من المركوع الا انه مشهور في كلام الصحابة فمن بعدهم اطلاقهم الحج الاصغر على ارادة وهذه الاحاديث يجتمع في كونها من دلائل المحتج. فهي من ادلة الاحتجاج في ابواب الحج الحج والعمرة فعامتها ذكرها المصنفون في جمع الادلة النبوية في الاحكام. عبدالغني المقدسي الحافظ في عمدة الاحكام وعبد السلام ابن تيمية في المنتقى في احاديث الاحكام وابي فضل ابن حجر في بلوغ المرام. فعامتها من الاحاديث التي احتج بها اهل العلم في هذا الباب وما كان من دلائل الاحتجاج هو الذي ينبغي ان توفد فيه القوة حفظا وفهما فان السنة النبوية بحر لا ساحل له. ولا يحيط بالسنة الا نبي. ذكره الشافعي وتبعه ابو بكر ابن خزيمة في كتاب الصحيح فلا يحيط بالمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم في ابواب العلم احد والذي ينبغي ان يكون حريا بالعناية والرعاية حفظا وفهما ما جرى اهل العلم عن الاحتجاج به في ابواب الديانة سواء ما يتعلق بابواب الخبر المسماة بالاعتقاد او ابواب الطلبة المسماة بالاحكام. وهذه الاحاديث الموردة في هذا الكتاب سيقت من دواوين الرواية الحديثية اي من الكتب المسندة التي خرجتها كي تستفاد هذه الاحاديث باسانيدها وتكون اصلا في روايتها ودرايتها لمن اراد. فان الاحاطة المروي المحتج به من السنة سندا ومتنا اكمل للم تعلم بل اكمل لمن وهبه الله عز وجل قدرة ان الحديث بسنده لكن هذه الرتبة رتبة تالية لحفظه مجردا فان الذي ينبغي ان يبتدئ به الراغب في العلم ان يحفظ المدفون مجردة في الكتب المرتبة في ذلك ورؤوسها الاربعين النووية ثم عمدة الاحكام ثم بلوغ المرام ثم رياض الصالحين. فاذا فرغ من ذلك واحب ان يحفظ في السنة باسانيدها فلا بأس واما ان يبتدأ بذلك اولا فلا منفعة منه بل هو كثير التعب مع قليل الفائدة. والسند باخرة زينة للرواية وليس اصلا لها. فان الكتب التي تسند اليها هذه الاحاديث هي بايدي الناس. بخلاف الحاجة الى حفظ السنة في الزمن الاول فانه كان الطريق الاعلى لاثبات المروي. ثم بين المصنف ان هذه الاحاديث رتبت على المسانيد اي على سياقها عن الصحابة واحدا واحدا مبتدأ بالخلفاء الاربعة فمن بعدهم والحامل له على ذلك ما ذكره بقوله تنويعا للمقتبس المستفيد اي تجديدا بنوع اخر من انواع اخذ العلم للمقتبس اي الملتمس للعلم الذي يريد الاستفادة فان سوق علمي في الوان متعددة وانواع مختلفة مما يقوي ثبوته في النفس. فاذا سيق تارة على وتارة اخرى على صورة ثانية وتارة ثالثة على صورة ثالثة ثبت العلم في نفس المتعلم ثم ذكر المصنف ان هذه الاحاديث كلها مما تلقاه قراءة عن شيوخ الامجاد ورواه عنهم الاسناد بالاسانيد التي اسندها والاسناد عند المتأخرين من ملح العلم. وليس هو اصل من الاصول التي ينبغي ان ينفق فيها ملتمس العلم قوته وانما يحسن ذلك لمن وعى العلم فمن وهبه الله عز وجل بالعلم رتبة عالية من الفهم والدراية حسن به ان يشتغل بجمع الاسانيد. واما من يجعل ذلك من مهام طلبه في اول اخذه العلم فانه يضيع عليه ما ينفعه من العلم. واذا اخذ الانسان شيئا من هذه الاسانيد ليكون حجة له في الرواية واكتفى به فهذا هو اللائق في اول طلبه العلم اما من وسع الله سبحانه وتعالى عليه فله ان يتسع في المنح ما شاء ما لم يقل بدينه. ثم ذكر اسانيد هذه الاحاديث مروية من الكتب المسماة. وهذه الاحاديث تدور روايتها على صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن ابي داوود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة ومسند احمد وسنن الدارافظني وسنن البيهقي الكبرى بان غالب الاحاديث التي يحتاج اليها في ابواب الدين ترجع الى هذه الكتب. بل ذكر وابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى في رسالته في الرد على من خرج عن المذاهب الاربعة ان الاحاديث التي يحتاج اليها بابواب الدين لا تخرج عن الكتب الستة. وصدق رحمه الله تعالى فانه قل ان يخرج شيء عن الكتب الستة. وان شيء من ذلك فان اصله يكون فيها ويكون الحديث المخرج عند احمد او الدارقطني او البيهقي زائدا يكون اصلها الذي بنيت عليه بالدين موجودا في الكتب الستة وهذا نظير ما يذكر من ان القراءات المقبولة لا تخرج عن العشرة او ان الاحكام التي جرى بها العمل لا تخرج عن مذاهب الاربعة فهذا من قواعد العلم المطردة فينبغي ان يعتني الانسان بالكتب الستة دون غيرها. ولا يكون اشتغاله بغيرها الا على جهة تبع ومن اعظم ما يشتغل به بعد الكتب الستة مسند الامام احمد وسنن الدارقطني وسنن البيهقي الكبرى فان هذه الكتب الثلاثة تشتمل على احاديث من الاحاديث التي تبين ما يذكر اصوله في الكتب الستة فاستقلت باصل منفرد فالغالب عليه الضعف. هذه القاعدة الغالبة وربما وجد شيء من ذلك يخرج عن القاعدة والشاذ النادر لا يخل بالقاعدة كما هو معروف عند الاصوليين والفقهاء. ثم اسند هذه الاحاديث بالعبارات المصطلح عليها عند المحدثين. فما يذكره من قوله اخبرنا اخبرنا فالمراد به القراءة وما وقع في تصرفات المتأخرين من جعله للاجازة فهو اخلال بطريق الرواية فان من باخرة في علوم الحديث من صاروا يجهدون روايتهم وهي بالاجازة بين ابواب ويذكرون فيها الاخبار. وهذا نوع من التدليس واذا ذكر الاخبار وكانت الرواية اجازة وجب التقييد بها كما وقع في بعظ المواظع في هذه من قول المصنف اخبرنا اجازة فاذا كان الاخبار يراد به اجازة فلا بد من التقييم اما عند الاطلاق فانه يدل على الاتصال بالقراءة. واذا وجد مظنة السماع قال المحدثون اجازة ان لم يكن سماعا. وهذا التقييد بالوصف المذكور اعلام بان مظنة السماع موجودة لقليلة قوية لكن لم يوقف على السماع والسماع لا يثبت بالظن وانما يثبت بالتحقق فما وقع فيه يؤخرون من الورع في وصف الاسانيد بالسماع بادنى ظن غلط مخالف لجادة المحدثين وما وجد فيه المبني على قرينة قوية قيل فيه اجازة ان لم يكن سماعه اما السماع المحقق فلا بد من ثبوت كون ذلك السماع سماعا لا اجازة واسند المصنف هذه الاحاديث عن جماعة من شيوخه منهم عبدالعزيز ابن فتح محمد نسبة الى لافور بفتح الهاء لا بضمها وهي مدينة معروفة في بلاد باكستان كان اليوم وهذا الرجل احد علماء اهل الحديث وله شرح على صحيح البخاري عزم الشيخ الرحمن المبارك على طبعه ثم اقتربته المنية ولم يطبع الكتاب الى اليوم. ومنهم عبدالغفار الحسن العمر البوري وهو محدث كبير واحد المدرسين الاوائل بالجامعة الاسلامية وقد درس فيها مدة مديدة واخذ عنه جماعة من اهل المدينة وغيرهم منهم حماد الانصاري رحمه الله تعالى ومن هؤلاء عبيد الله بن عبد الرحمن السلفي المعروف بابي الحسن الكشميري وهو يعرف شهرة عند اهل الحديث بكنيته ولقبه فيقال له ابو الحسن الاشميلي لان اسمه عبيد الله وهو خريج للمدرسة الرحمانية فاسمه عبيد الله ويشتبه بشيخه وهو قريب من سنه عبيد الله الرحمن صاحب مراعاة المفاتيح. فكان لا يقال له عند ذكره عبيد الله الرحمني لان لا يشتبه بصاحب مرعاة المفاتيح بل كانوا يقولون له ابو الحسن الكشميري وهذا هو الذي غلب عليه ومنهم عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رحمه الله تعالى ومنه محمد إسرائيل ابن محمد إبراهيم السلفي حفظه الله فهؤلاء الاعلام هم الذين اسند عنهم المصنف مروياتهم المذكورة في هذه الاحاديث طريق هذه الكتب المصنفة بالاسانيد المثبتة في هذه المدونة. ثم ختم المصنف ذلك بدعاء الله سبحانه وتعالى ان يحسن العاقبة لنا ولكم في الامور كلها وان يرزقنا الاخلاص واتباع السنة في جل الامور يعني عظم منها ودقها اي ما لطف منها ثم ذكر ان هذا او ان الشروع في المراد وعلى الله وحده الاعتماد ثم قال المصنف فاتحة بالخير لائحة واسند فيها حديث الاولية بان من العرف الجاري عند اهل العلم ان يقدم المصنف بين يدي تحديثه بالاحاديث التي يريد التحديث بها حديث الرحمة المعروف بالاول ليكون اول مسموع لمن يسمع منه تلك الاحاديث المسندة. وهذه الاولية الاصل فيها ان تكون مطلقة لم يتقدمها سماع حديث من الاحاديث المسندة من الشيخ المسمعي. فان ضاق ذلك فان المحدثين ولدوا ما سموه بالاولية النسبية الاضافية وسوغوا ان يقول فيه السامع حدثنا فلان وهو اول حديث سمعته منه وينبه بعد ان اوليته نسبية ارادية يعني انه اول مسموعاته بالنسبة لما بعدها. كأن يكون اول مسموعه من شيخه في ذلك اليوم من الايام. وان تقدمه شيء من هذا السماع. فمن لم يسبق له سماع شيء مسند وقع الاولية حقيقية ومن وقع له سماع شيء مسند وقعت له الاولية نسبية اضافية فانه اول حديث يسمع في هذا اليوم فقال المصنف حدثنا محمد تاج الدين ابن احمد البشير الكنبلشي وهو اول حديث سمعته منه قال عبد القادر ابن توفيق السلبي وهو اول حديث سمعته قال اكتبوا هذه الجملة الساقطة حدثنا ابو ابن عبدالقادر الخطيب وهو اول حديث سمعته منه حدثنا ابو النصر ابن عبد القادر وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد بن خليل الحسني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن احمد البهي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن محمد الحسيني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا داوود ابن الخلبتاوي وهو اول حديث سمعته ومنهم قال حدثنا محمد القيومي النصي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا يوسف ابن عبدالله الارميوني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبدالرحمن ابن ابي بكر السيوطي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا الرحمن ابن علي ابن عمر ابن الملقم وهو اول حديث سمعته منه قال حدثني جدي عمر ابن علي ابن ملقن وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن محمد الميدومي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد اللطيف ابن عبد المنعم الحضاري وهو اول حديث سمعته منه قال عبدالرحمن بن علي بن الجوزي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثني اسماعيل ابن ابي صالح النيسابوري وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا ابي احمد بن عبدالملك النيسابوري وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن محمد سيادي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا احمد ابن محمد البزاز وهو اول حديث سمعته منه قال حدثني عبد الرحمن ابن بشر ابن الحكم وهو اول حديث سمعته منه قال سفيان ابن عيينة وهو اول حديث سمعته منه عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر ابن العاصي. عن عبد الله ابن عمرو ابن العاصي رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من من في السماء ثم قال حديث حسن اخرجه ابو داوود قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة ومسدد قال حدثنا سفيان اخرجه الترمذي قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان به دون تسلسل فوقع لنا بدلا عاليا معهم فهذا يلقب بحديث الرحمة وبالحديث المسلسل في الاولية وهو من رواية عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما اثبات الياء في العاصي في افصح اللغتين. والمعروف في الرواية الراحمون يرحمهم الرحمن ببعض الفاظ الشيوخ المسمعين تبارك وتعالى وهي من الفاظ الثناء التي تزاد ادبا وليست في اصل الرواية والمشهور رواية ولغة جزم يرحمكم من في السماء على ارادة جواب الشرط ثم ذكر المصنف ان هذا الحديث وقع له بدلا عاليا معهما اي مع ابي داود والترمذي والمراد بالبدل وقوع الاتفاق مع احد المخرجين في شيخ شيخه وقوع الاتفاق مع احد المخرجين في شيخي شيخه وشيخ شيخ ابي داود والترمذي في هذا الاسناد هو سفيان فوقع معهما في سفيان فان المصنف ساقه من طريق عبد الرحمن ابن بشر ابن الحكم قال حدثني سفيان ابن عيينة وهما خرجاه من طرق اخر عن اصحاب سفيان ابن عيينة كابي بكر ابن ابي شيبة ومسدد ابن مزرهد ومحمد ابن ابي عمر العدني