احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في اختلاف السلف في التفسير وانه اختلاف تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع الاختلاف تضاد وذلك صنفان احدهما نعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه. تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر. مع اتحاد مسمى بمنزلة اسماء متكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. كما قيل في اسم السيف الصارم والمهند وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله الله عليه وسلم واسماء القرآن فان اسماء الله كلها تدل على مسمى واحد. فليس دعاؤه باسم من اسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم اخر بل ان الامر كما قال تعالى وكل اسم من اسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم. كالعليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة والرحيم يدل على الذات والرحمة ومن انكر دلالة اسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون لا وحي الا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين. فان اولئك القرامطة الباطنية لا ينكر نسفا وعلم محروم في المضمرات. وانما ينكرون ما في اسمائه الحسنى من صفات الاثبات فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواهم الغلو في الظاهر موافقا لغلاة الباطنية في ذلك. وليس هذا وليس هذا موضع بسط ذلك. وانما المقصود ان كل اسم من اسمائه يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته. ويدل ايضا على الصفة التي في الاسم الاخر بطريق اللزوم. وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والماحي والحاشر والعاقب. وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وامثال ذلك. فاذا كان مقصود السائل تعيين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة. كمن يسأل عن قوله تعالى ما ذكره؟ فيقال له هو القرآن مثلا او ما انزله من الكتب؟ فان الذكر مصدره والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول فاذا فقيل ذكر الله بالمعنى الثاني كان ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. واذا قيل بالمعنى الاول كان ما يذكره هو وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. اهداهم وما انزلهم من الذكر. وقال بعد ذلك قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. والمقصود ان يعرف ان الذكر هو كلامه المنزل. او هو ذكر العبد له فسواء قيل ذكر كتابي او كلامي او هداي او نحو ذلك فان المسمى واحد. وان كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به فلابد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل ان يسأل عن القدوس السلام المؤمن. وقد علم انه الله لكن مراده ما معنى كونه قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك. اذا عرف هذا السلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه. وان كان فيها من الصفة ما لم ليس بالاسم الاخر كمن يقول احمد هو الحاشر والماحي والعاقب. والقدوس هو الغفور الرحيم. اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه صفة ومعلوم ان هذا ليس اختلاف كما يظنه بعض الناس. مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم. وقال بعضهم هو القرآن اي اتباعه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من طرق متعددة هو حبل الله المتين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. وقال بعضهم هو الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواسم سمعان رضي الله عنه الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرخاة وداع يدعو من فوق وداع يدعو على رأس الصراط. قال فالصراط المستقيم هو الاسلام والسوران حدود الله والابواب المفتحة محارم الله. والداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن فهذان القولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن. ولكن كل منهما نبه على وصف غير وصف الاخر كما ان لفظ الصراط يشعب بوصف ثالث كذلك قول من قال هو السنة والجماعة وقول من قال هو طريق العبودية وقول من قال هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها. بعد ان بين المصنف رحمه الله وقوع الاختلاف في تفسير القرآن بين السلف وحقق قلته بما مضى ذكره عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم بين هنا ان عامة ما جرى بينهم من الاختلاف هو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد فلا اختلاف الذي يكتنف تفسير ايات القرآن نوعان فالاختلاف الذي يكتنف ان يقع تفسير ايات القرآن نوعان. احدهما اختلاف تنوع وهو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما وهو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما والاخر اختلاف تضاد. اختلاف تضاد وهو الذي لا يصح فيه القولان معا ولا يمكن الجمع بينهما. وهو الذي لا يصح فيه القولان معا ولا يمكن الجمع بينهما والواقع في تفسير السلف اكثره مما يرجع الى الاول وانه اختلاف تنوع واختلاف التنوع صنفان الاول ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة فيعبر كل واحد بعبارة غير عبارة صاحبه فيعبر كل واحد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر اخا مع اتحاد خبرهما في مسمى واحد. مع اتحاد خبرهما في مسمى واحد. وقد وصفه المصنف قوله بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة والمراد بالمتكامل بالمتكافئة ما اتحدت فيها الذات واختلفت الصفات ما اتحدت فيها الذات واختلفت الصفات. فتكون الذات المخبر عنها واحد وتختلف صفاتها وتختلف صفاتها فيكون كل خبر من احدهم فيه صفة فيكون كل خبر من احدهم فيه صفة غير الصفة التي في الخبر الاخر غير الصفة التي في الخبر الاخر واسماء الله الحسنى تندرج في هذا الباب وكذلك اسماء محمد صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن الكريم. فهي جميعا ترجع الى ذات واحدة لكن في كل في كل اسم من المعنى ما ليس في الاسم الاخر وهذا الصنف من اختلاف التنوع ثلاثة اقسام. وهذا الصنف من اختلاف التنوع ثلاثة اقسام. اولها تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها. مما وضعت له شرعا مما وضعت له شرعا او لغة تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها مما وضعت له شرعا او لغة. وثانيها تفسير الكلمة معنى الذي تتضمنه تفسير الكلمة بالمعنى الذي تتضمنه وثالثها تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها بطريق اللزوم. تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها اللزوم. مثاله تفسيرهم الصراط المستقيم انه الاسلام. تفسيرهم الصراط المستقيم انه الاسلام فهذا من تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له شرعا. فهذا من تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له شرعا. اذ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه في حديث طويل انه قال فالصراط الاسلام. رواه احمد واسناده حسن. وهو عند الترمذي وابن ماجة باسناد اخر ضعيف. فالحديث المذكور يبين ان اسم الصراط موضوع في خطاب الشرع للاسلام. فاذا فسر الصراط المستقيم في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم بانه الهداية الى الاسلام فهو من تفسير الكلمة بما وضعت له شرعا. ومن قال من السلف هو طريق العبودية ومن قال من السلف هو طريق العبودية فانه من تفسير الكلمات بمعنى تضمنته فانه من تفسير الكلمة بمعنى تضمنته فان دين الاسلام هو طريق عبودية الله فان دين الاسلام هو طريق عبودية الله. فلا ايكون العبد متدينا لله بعبادته حتى يدين بدين الاسلام ومن قال منهم هو القرآن فهذا من تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها الثابتة المتعلقة بها بطريق اللزوم. فان من سلك طريق الاسلام وسأل الله الهداية له اندرج في سؤاله الانتفاع قرآن لان القرآن هو كتاب الله الذي انزله على النبي الذي بعثه بدين الاسلام فعامة ما يجري من كلام السلف من الصحابة والتابعين واتباع التابعين مما يرجع الى هذا الصنف من اختلاف التنوع يدور حول هذا المعنى فاما ان يكون تارة من تفسير اللفظ ما وضع له لغة او شرعا. واما ان يكون تارة اخرى من تفسير اللفظ بمعنى من المعاني التي يتضمنها واما من واما ان يكون تارة اخرى اللفظ بمعنى من المعاني الثابتة له بطريق اللزوم. فاذا رأيت بينهم افا في تفسير اية فبادر الى رده الى هذا الاصل. وتلمس منه هم فسر الكلمة باعتبار موضوعها اللغوي والشرعي ومن منهم فسرها بمعنى تتضمنه تلك الكلمة ومن منهم ذكر معنى ثابتا لها بطريق اللزوم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الصنف الثاني ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل. وتنبيه المجتمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. مثل سائل اعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبز. فاري رغيفا وقيل هذا فالاشارة الى نوع هذا الى هذا الرغيف وحده. مثال ذلك ما نقل في قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم ومنهم سابقون بالخيرات. فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهكة للمحرمات. والمقتصد يتناول فعل الواجبات وتارك المحرمات والسابقة يدخل فيه من سبق فتقرب من حسنات وعن الواجبات. فالمقتصدون هم اصحاب اليمين والسابقون اولئك المقربون ثم ان كلا منهم يذكر هذا في نوع من انواع الطاعات كقول القائل السابق الذي نصلي في اول الوقت والمقتصر الذي يصلي في اثنائه الظالم لنفسه الذي يؤخر العصر الى الاصفرار. او يكون السابق والمقتصر قد ذكرهم في اخر سورة البقرة. فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم باكل الربا او العادل بالبيع والناس في الاموال اما محسن واما عادل واما ظالم. فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات والظالم اكل الربا او مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا وامثال هذه الاقاويل. فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الاية انما ذكر المجتمع بتناول الاية له وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل اكثر من التعريف بالحد المطابق. والعقل السليم ويتفطن من نوع كما يتفطن اذا اشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز. وقد يزين كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كاسباب النزول المذكورة في التفسير. كقولهم ان اية الظهار نزلت في امرأة اوس ابن الصامت وان اية نعاني نزلت في عويمر العجلان او بلال بن امية وان اية الكلالة نزلت في جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما وان قوله وان احكموا بينه بما انزل الله نزلت في بني قريظة والنظير وان قوله ومن يولهم يومئذ دبره نزلت في بدر وان قوله شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت نزلت في قضية تميم الداري وعلي بن بداء. وقول ابي ايوب رضي الله عنه ان قوله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة نزلت فينا معشر الانصار الحديث ونظائر هذا كثير مما يذكرون انه نزل في قوم من المشركين بمكة وفي قوم من اهل الكتاب اليهود والنصارى او في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا ان حكم الاية مختص باولئك الاعيان دون غيرهم. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق. والناس فان تنازعوا في اللفظ العامي الوارد على سبب هل يختص بسببه ام لا؟ فلم يقل احد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص معين وانما غاية ما يقال انها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ. والاية التي لها سبب معين ان كانت امرا او نهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته. وان كانت خبرا بمدح او ذم فهي متناولة لذلك كالشخص ولمن كان بمنزلته. ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الايات فان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب. ولهذا كان اصح قولين الفقهاء انه اذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع الى سبب يمينه وما هيجها واثارها. وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن السبب كما تقول عنا بهذه الاية كذا. وقد تنازع العلماء في قول الصاحب نزلت تالي الاية في كذا وهل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي انزلت لاجله او يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند فالبخاري رحمه الله يدخله في المسند وغيره انه لا يدخله في المسند واكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند احمد وغيره بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت عقبه. فانهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند واذا عرف هذا فقول احد نزلت في كذا لا ينافي قول الاخرين نزلت في كذا اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال. واذا ذكر احدهم لها سببا نزلت لاجله وذكر الاخر سببا فقد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عقب تلك الاسباب او تكون نزلت مرتين مرة السبب في مرة لهذا السبب وهذا وهذا الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير تارة لتنوع الاسماء والصفات وتارة لذكر بعض انواع المسمى واقسامه كالتمثيلات هما الغالب في تفسير سلف الامة الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنه ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة كلفظ قسورة الذي يراد به الرامي ويراد به الاسد ويقضي عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد النوعين او احد الشيئين كالضمائر في قوله تعالى فكان قاب قوسين او ادنى وكلفوا والفجر وليال عشر والشفع والوتر وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك. فالاول اما لكون الاية نزلت مرتين فولد بها هذا تارة وهذا تارة. واما لكون لفظ مشترك يجوز ان يراد به معنياه اذ قد جوز ذلك اكثر الفقهاء المالكية والشافعية والحنبلية وكثير من اهل الكلام واما لكون اللفظ متواطئا فيكون مع من اذا لم يكن لتخصيصه موجب فهذا النوع اذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا ان عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة فان الترادف باللغة قليل واما في الفاظ القرآن فاما نادر واما معدوم. وقل ان نعبر وعن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن. فاذا قال القائل يوم تمور ماء نورا ان المولى والحركة كان تقريبا. اذ المور حركة خفيفة سريعة. وكذلك اذا قال الوحي الاعلام او قيل اوحينا انزلنا اليك او قيل وقضينا الى بني اسرائيل اي اعلمنا وامثال ذلك. فهذا كله تقريب لا تحقيق. فان الوحي هو اعلام سريع خفيف القضاء اليهم اخص من الاعلام فان فيه انزالا اليهم وايحاء اليهم. والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته. ومن هنا غرق من جعل بعض والحروف تقوم مقام بعض كما يقولون في قوله تعالى لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه اي مع نعاجه. وقوله من الى الله اي مع الله ونحو ذلك. والتحقيق ما قاله نوحات البصرة من التضمين. فسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمها الى نعاجه ذلك قوله تعالى وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك ضمن معنى يزيغونك ويصدونك وكذلك قوله ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا ضمن معنى نجيناه وخلصناه وكذلك قوله يشرب بها عباد الله ضمن يروى بها ونظائر كثيرة ومن قال في قوله لا ريب اي لا شك فهذا تقريب والا فالريب فيه اضطراب وحركة. كما قال صلى الله عليه وسلم ما يريبك الى ما لا يريبك. وفي الحديث انه من ربظ به حاف فقال لا يريبه احد. فكما ان اليقين ظمن السكون والطمأنينة فالريب ضده ضمن الاضطراب والحركة ولفظ الشك وان قيل انه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه. وكذلك اذا قيل في قوله ذلك الكتاب هذا القرآن فهذا تقريب لان المشار اليه وان كان واحدا فالاشارة بجهة الحضور غير الاشارة بجهة البعد والغيبة ولفظ الكتاب يتضمن من كونه مكتوبا مضموما ما لا يتضمنه حفظ القرآن من كونه مقروءا مظهرا باديا فهذه الفروق موجودة في القرآن. فاذا قال احدهم في قوله ان تبسل اي تحبس. فقال الاخرون وترتهن ونحو ذلك لم يكن من اختلاف التضاد وان كان المحبوس قد يكون مرتهنا وقد لا يكون. اذ هذا تقريب للمعنى كما تقدم وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين. ذكر المصنف رحمه الله الصنف الثاني من اختلاف التنوع الواقع بين السلف وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل وله اربعة اقسام اولها ان يكون اللفظ عاما ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر. ويذكر كل واحد منهم ردا دون اخر وثانيها قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا. قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا. ولا سيما اذا كان المذكور شخصا ولا سيما اذا كان المذكور شخصا. وثالثها ما يكون فيه اللفظ محتملا لامرين ما يكون فيه اللفظ محتملا لامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل بما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل. ورابعها ان يعبروا عن بالفاظ متقاربة لا مترادفة. اي يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة فاما الاول وهو ان ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر فظاهر بان العام مشتمل على افراد كثيرة في ذكر احدهم فردا ويذكر غيره فردا ثانيا ويذكر غيرهما فردا ثالثا ومنه المثال الذي ذكره المصنف في تفسير قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده الاية فان المصنف ذكر كلاما للسلف يخبر كل واحد منهم عن فرد من الافراد التي ترجع للمعنى العام. يخبر كل واحد منهم عن فرد من الافراد ترجع للمعنى العام. فكل متكلم جاء ببعض المعنى العام. فكل متكلم جاء ببعض المعنى العام. واما الثاني وهو قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا فالالفاظ المعبر بها عن سبب النزول ثلاثة. فالالفاظ المعبر بها عن سبب النزول ثلاثة. اولها ما كان وهو الصريح ما كان نصا وهو الصريح. والمراد به ما لا يحتمل غيره. والمراد به ما لا يحتمل غيره كقولهم سبب نزول هذه الاية كذا وكذا. كقولهم سبب نزول هذه الاية كذا وكذا والثاني ما كان ظاهرا ما كان ظاهرا وهو المحتمل لوجهين احدهما اظهر من الاخر. ما كان محتمل لوجهين احدهما اظهر من الاخر. كقولهم كان كذا وكذا فانزل الله قوله تعالى كان كذا وكذا فانزل الله قوله تعالى ثم ويذكر اية او سورة وثالثها ما كان مجملا وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر. ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احد على الاخر كقول نزلت هذه الاية في كذا وكذا. كقول نزلت هذه الاية في كذا وكذا وهذا القسم الثالث هو المراد عده في اقسام الصنف الثاني من اختلاف التنوع. فانه متجاذب بين السببية والتفسيرية فانه متجاذب بين السببية والتفسيرية. فيحتمل ان المتكلم اراد انه سبب نزول الاية فيحتمل ان المتكلم اراد انه سبب نزول الاية. ويحتمل ان يكون اراد كونه تفسيرا واحتمل ان يكون اراد كونه تفسيرا وفي كلامه رحمه الله الاشارة الى اختلاف اهل العلم في عد سبب النزول. اهي اهوىء من المسند ام لا؟ اي هل هو مما يضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل في المرفوع ام ليس ذلك وتحقيق المقام ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا وانما وقع التنازع فيما جاء مجملا وانما وقع التنازع فيما جاء مجملا فاختلف فيه اهل العلم على قولين. واختلف فيه اهل العلم على قولين احدهما انه من المسند احدهما انه من المسند وهذه طريقة ابي عبدالله البخاري والاخر انه ليس من المسند انه ليس من المسند وهذه طريقة ابي عبدالله احمد ابن حنبل. وهذه الطريقة ابي عبدالله احمد بن حنبل وغيره من المصنفين في المسانيد واما الثالث وهو ما يكون اللفظ فيه محتملا لامرين اما لكونه مشتركا في اللغة او متواطئا في الاصل والمراد بالمشترك ما اتحد لفظه وتعدد معناه. ما اتحد لفظه وتعدد معناه كالعين كالعين فانها تطلق على الة البصر منا. فانها تطلق على الة البصر منا وتطلق على النقد من المال. تطلق على النقد من المال وتطلق على نبع الماء فكل هذه المعاني تسمى عينا فاللفظ متحد والمعنى متعدد واما المتواطئ فهو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده. فهو اللفظ الدال وعلى معنى كلي في افراده. على قدر متوافق بينهم على قدر متوافق بينهم. ككلمة انسان ككلمة انسان فان هذه الكلمة تدل على افراد متعددين كزيد وعمرو ومعنى الانسانية معنى كلي موجود فيهم على قدر متوافق بينهم فما كان من المشترك وصح حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بكل معانيه. فما كان من مشترك وصح حمله على معانيه جاز ان الاية بكل معانيه وما كان من اللفظ المتواضع فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب وما كان من اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب. واما وهو ان يعبروا عن الالفاظ بمعان متقاربة لا مترادفة فان الترادف في اللغة قليل جدا. وهو في الفاظ القرآن اما نادر او معدوم كما قال المصنف وتوسيع الترادف في اللغة مما يذهب بجمالها والمقطوع به ان كل لفظ عبر به عن ذات ففيه معنى زائد عن غيره ان كل لفظ عبر به عن ذات ففيه معنى زائد عن غيره فيستكن في كل لفظ صفة ليست في الاخر. فيستكن في كل لفظ صفة ليست في الاخر باسماء السيف كاسماء السيف فانه يسمى مهندا وصارما وحساما. فهذه الالفاظ تشترك في الدلالة على ذات واحدة. تشترك في الدلالة على ذات واحدة وتفترق فيما تدل به عليها من الصفات. وتفترق فيما تدل به عليها من الصفات فالمهند يدل على نسبة السيف الى بلاد الهند فان اقواه كان يجلب منها. واسم الصالم فيه معنى الصرم وهو القطع واسم الحسام فيه معنى الحسم. وهو انفاذ الامر وامضاؤه ومن هنا كما قال المصنف غلط من غلط ممن تكلم في معاني القرآن من اهل العربية فجعل الحروف تقوم مقام بعض. لانه بفعلته التي فعل يكون قد اجرى فبينها فجعل كل حرف بمعنى الاخر لا فضل بينهما. ونفي يمتنع معه هذا. وتحقيق الامر في ذلك هو مذهب البصريين الذين ذكروا التضمين والمراد بالتضمين ان تكون الكلمة دلت على معنى ان تكون الكلمة دلت على معنى وضمنت معنى اخر ان تكون الكلمة دلت على معنا وضمنت معنى اخر قرأ اشربت اياه ففيها زيادة على المعنى الاول. كما مثل رحمه الله كما مثل رحمه الله فقوله يشربون بها اصله يشربون منها فلما عدل عن هذا وعدي الفعل الباء علم ان المراد عند المحققين معنى فوق مجرد الشرب وهو الالتواء عند قوم والتلذذ بما لم يسبق لهم به لذة عند قوم قرينا وغلط من غلط فجعل الباء هنا بمعنى من وهذا على مذهب القائلين بالترادف. ولا يتم بيان معنى الاية التي يجري فيها هذا النوع من اختلاف التنوع من الخبر عن بعض افراد العام بالتمثيل الا بجمع كلام السلف فيها. فانك اذا جمعت افراد العام اطلعت على من قاصدهم فيما ينتظم في معنى هذه الاية. وهذا وجه قول المصنف وجمع عبارات السلف في مثل لهذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المجموع من عبارة او عبارة فمنشأ العناية بجمع كلام السلف فيما وقع فيه الاختلاف الراجع الى اختلاف التنوع من هذا الصنف هو وفاء النظر في معاني تلك الاية باستكمال جميع افرادها فكل متكلم منهم يطلعك منها على شيء يتعلق بمعناها العام. فقليل كلامه يدل على اغوال من الفهم المستكنة في تلك الاية. اخبر كل واحد من بلفظ قليل عن شيء منها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومع هذا فلا بد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام ونحن نعلم ان عامة ما يضطر اليه عموم الناس ان عامة ما يضطر اليه عموم الناس من الاختلاف معلوم. بل متواتر عند العامة او الخاصة. كما في عدد الصلوات ومقادير ركوعها ومواقيتها وفرائض الزكاة ونصبها وتعين شهر رمضان والطواف والوقوف ورمي الجمار والمواقيت وغير ذلك ثمان خلاف الصحابة في الجد والاخوة وفي المشاركة ونحو ذلك لا ينجب ريبا في جمهور مسائل الفرائض بل مما يحتاج اليه عامة الناس وهو عمود النسب من الاباء والابناء والكلالة من الاخوة والاخوات ومن نسائهم كالازواج. فان الله عز وجل انزل في الفرائض ثلاث ايات منفصلة. ذكر في اولى الاصول والفروع وذكر في الثانية حاشية التي ترث بالفضل كالزوجين ولد الام وفي الثالثة حاشية وارثة بالتعصيب وهم الاخوة ابوين او لاب واجتماع الجد والاخوة نادر ولهذا لم يقع في الاسلام الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. والاختلاف قد يكون خفاء الدليل والذهول عنهما قد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النصح وقد يكون الاعتقاد معارض راجح فالمقصود هنا التعريف بمجمل الامر دون تفاصيله. لما حقق المصنف رحمه الله فيما سلفا وجود التنازع بين السلف في تفسير القرآن وان عامته من اختلاف التنوع بين هنا ان من المجزوم به وقوع اختلاف التضاد بينهم في تفسير القرآن لكن على وجه القلة فهم اختلفوا في تفسير القرآن تضادا كما اختلفوا في باب الاحكام تضادا فانهم تنازعوا في مسائل من الاحكام فمنهم من يرى في شيء انه حرام ومنهم من يراه حلالا فلان يموت داني فكذلك يكون في كلامهم في التفسير ما يجري مضادا بعضه بعضا وهو قليل ثم نبه في اخر كلامه الى منشأ الاختلاف. فقال والاختلاف قد يكون من خفاء الدليل والذهول عنه وقد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النص. وقد يكون الاعتقاد معارض راجح. فهذه دار يعتذر بها في وقوع الاختلاف ينتظم فيها جملة من اسبابه. فان منشأ الاختلاف يرجع الى واحد من هذه الاسباب او غيرها مما يشاركها في الحمل على وقوع اختلاف بينهم على وجه تضاد فتارة يخفى الدليل ويذهل عنه وتارة لا يسمع به فلا يبلغه وتارة في فهم النص وتارة يكون له عند المتكلم معارض راجح اعتد به فقال ما قال وللمصنف رحمه الله الله رسالة نافعة اسمها رفع الملام عن الائمة الاعلام. رفع الملام عن الائمة الاعلام بسط فيها العبارة فيما يتعلق بهذا المقام من بيان اسباب اختلاف العلماء فذكر اعذارهم فيما جرى من الخلاف بينهم. نعم