احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما مثال صفات الافعال من الكتاب ثواب مثل قوله تعالى ثم استوى الى السماء وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله الآية وقوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياته بيمينك. وقوله تعالى ما منعك اسجد لما خلقت بيدي. وقوله تعالى وكتبنا له في الالواح من كل شيء. وقوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا. وقوله تعالى ان الله يفعل ما يشاء وغيرها من الايات لما قرر المصنف فيما سلف ان لله سبحانه وتعالى صفات فعلية تتعلق بمشيئته اختياره اورد هنا سؤالا يتعلق بما قرره سابقا فقال ما مثال صفات الافعال من الكتاب وتقدم ان المراد بالكتاب هو القرآن. واشرت الى ذلك بقوله انه اطلق الكتاب القرآن او سنة فبالنبي تزدان واجاب عنه بايراد جملة من الايات القرآنية تتضمن طرفا من صفات الله عز وجل الفعلية فاورد رحمه الله سبع ايات فالاية الاولى فيها صفة الاستواء الى السماء فيها صفة الاستواء اذا السماء. اي العلو والارتفاع اليها. اي العلو والارتفاع اليها ثم ذكر الاية الثانية وفيها صفة الاتيان وهي صفة الاتيان لله سبحانه وتعالى ثم ذكر الاية الثالثة وفيها اثبات صفة القبظ وفيها اثبات صفة القبض والطير ثم ذكر الاية الرابعة وفيها اثبات صفة الخلق وفيها اثبات صفة الخلق ثم ذكر الاية الخامسة وفيها اثبات صفة الكتابة وفيها اثبات صفة الكتابة ثم ذكر الاية السادسة وفيها اثبات صفة التجلي والمراد به الظهور الواضح الجلي. المراد به الظهور الواضح الجلي ثم ذكر الاية السابعة وفيها اثبات صفة الفعل والمشيئة لله تعالى اثبات صفة الفعل والمشيئة لله تعالى. فهؤلاء الايات دل على ما ذكر من الصفات الفعلية التي ترجع الى اختيار الله ومشيئته. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما مثال صفات الافعال من السنة؟ الجواب مثل لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقولون فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا الحديث. ونعني بصفة الفعل هنا الاتيان للصورة وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله يقبض يوم القيامة الارض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب بيده على ان رحمتي تغلب غضبي. وفي حديث احتجاج ادم وموسى فقال ادم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلم صفة ذات وفعل مع وخطه التوراة صفة فعل. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله الا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل الحديث وغيرها كثير. لما ذكر المصنف ما تقدم من صفات الافعال الواردة في الكتاب اتبعها بسؤال يتعلق بطلب مثال لصفات الافعال في السنة فقال ما مثال صفات الافعال من السنة. لما تقدم من ان السنة صنم القرآن وانها وحي مثله. فاذا ذكر شيء في القرآن فان من تمام بيانه ذكر ما يذكر معه من السنة ان كان مذكورا فيها وذكر رحمه الله في ذلك خمسة احاديث اولها حديث النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة الى اخره وفيه صفة النزول وفيه صفة النزول وثانيها قوله صلى الله عليه وسلم فيأتيهم الله في صورته الحديث وفيه صفة الاتيان وفيه صفة الاتيان وقول المصنف ونعني بصفة الفعل هنا الاتيان لا الصورة فافهم لان الحديث ورد فيه ذكر السورة وهي صفة ذات وهي صفة ذات وليست مرادة له والدليل الواحد قد تأتي في صفة ذات وصفة فعل نظير ما تقدم بالاية التي اوردها في صفات الفعل لقوله لما خلقت بيدي فانه اوردها لاثبات صفة الخلق. مع كون الاية مشتبهة ايضا على صفة ذات وهي صفة اليد فاراد بقوله ونعني بصفة الفعل هنا الاتيان للصورة فافهم الانباه الى الحديث فيه صفة اخرى لكنها صفة ذات غير مرادة له وثالثها الحديث الذي يليهما وفيه صفة القبض ثم اورد حديثا رابعا بصفة الكتابة. هي صفة الكتابة والحديث المذكور في الصحيحين لكن ليس عنده ما كتب بيده. والحديث المذكور في الصحيحين لكن ليس عندهما كتبا بيده وهي زيادة شاذة. وهي زيادة شاذة. رواها الترمذي وغيره. والشاذ من الحديث لا يصح وثبتت صفة الكتابة في احاديث نبوية اخر والمحفوظ في هذا الحديث لما خلق الله الخلق كتب في كتابه على نفسه. والمحفوظ في بالحديث لما خلق الله الخلق كتب في كتابه على نفسه ثم اورد الحديث الخامس وهو حديث احتجاج ادم وموسى في الصحيحين وفيه اصطفاك الله بكلامه وخلق لك التوراة بيده وخلق لك التوراة بيده وخط احسنت. اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده. وقال المصنف رحمه الله تعالى في معناه فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل. ففي الحديث ما فيه مما ذكر المصنف من صفات الذات وصفات الفعل. ومراده منها هنا هو صفات الافعال حتى يكون الجواب موافقا للسؤال. ثم ذكر الحديث السادس وفيه صفة البسط وفيه صفة البسط وان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. فبسط اليد صفة فعلية. فبسط اليد صفة فعلية. كما ان اليد صفة ذاتية كما ان اليد صفة ذاتية وسبق ان عرفت ان الدليل الواحد قد يشتمل على صفة ذات وقد يشتمل على صفة فعل معها وقد يكون فيه اكثر من ذلك. فاحاديث الصفات قد يشتمل الواحد منها على جملة من صفات ربنا سبحانه وتعالى ومما ينبه اليه في هذا الباب ان ما يرد من ادلة الشرع من الايات او الاحاديث فان كل صفة تلد فيه تكون ذات معنى مستقل ففيها معنى ليس في غيرها فليست الصفات الالهية اذا تنوعت في الادلة بمعنى واحد. وان تقاربت اصول معانيها مثاله الاتيان الذي ذكره المصنف في صفات الفعل وذكر دليله من الكتاب وذكر دليله من السنة. فالاتيان صفة غير صفة المجيء. التي جاءت ايضا في القرآن وفي السنة ومنه قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. فصفة المجيء صفة اخرى غير صفة الاتيان. القاعدة النافعة في هذا الباب ان تعلم ان كل صفة وردت في خطاب شرع ففيها معنى غير المعنى الذي في غيرها. وان تقاربت الكلمتان في اصل معناهما في لسان العرب فالمجيء والاتيان مثلا يشتركان في اصلهما اللغوي في المعنى وبينهما فرق لطيف فان المجيء هو مجرد ورود. فان المجيء هو مجرد الورود. فاذا ورد احد قيل جاء واما الاتيان فهو ورود بقوة. واما الاتيان فهو ورود بقوة. ففيه معنى زائد عن المعنى الذي في كلمة المجيء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال هل يشتق من كل صفات الافعال اسماء ام اسماء الله كلها توقيف الجواب لا بل اسماء الله تعالى كلها توقيفية. لا يسمى الا بما يسمى به نفسه في كتابه او اطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فعل اطلقه الله تعالى على نفسه فهو فيما اطلق فيه مدح وكمال. ولكن ليس كلها وصف الله نفسه مطلقا ولا كلها يشتق منها اسماء. بل منها ما وصف به نفسه مطلقا. كقوله تعلم الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. وسمى نفسه خالق الرازق المحيي المميت المدبر. ومنها افعال اطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء وهي فيما سيقت له مدح وكمال. كقوله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم. وقوله ومكروا ومكر الله. والله خير الماكرين. وقوله تعالى نسوا الله فنسيهم ولكن لا يجوز اطلاقها على الله على الله في غير ما سيقت فيه من الايات. فلا يقال انه تعالى يمكر ويخاد ويستهزئ ونحو ذلك وكذا لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ولا يقول مسلم ولا عاقل فان الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع الا على وجه الجزاء الا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق. وقد علم ان المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم لما ذكر المصنف ما ذكره من صفات الافعال بامثلتها من الكتاب والسنة اتبعها بسؤال تشتد الحاجة اليه اذ قد يتوهم ان هذه الصفات المذكورة تدل على اسماء لله تدل على اسماء لله عز وجل فقال هل يشتق من كل صفات الافعال اسماء ام اسماء الله كلها توقيف ثم اجاب عنه بقوله لا اي لا يشتق من صفات الافعال لله وعلله بان اسماء الله تعالى كلها توقيفية. ومعنى كونها توقيفية اي موقوفة على ورود الدليل. فاذا ورد الدليل بها اثبتت لله سبحانه وتعالى والى ذلك اشار السفاريني في عقيدته اذ قال لكنها في الاصل توقيفية لنا بذا ادلة وفية ثم ذكر قاعدة جامعة في افعال الله وهو ان كل وهي ان كل فعل اطلقه الله على نفسه فهو فيما اطلق فيه مدح وكمال فما ذكره الله سبحانه وتعالى في حقه من مكر او كيد او خداع فهو في حقه انه مدح وكمال. الا انه يحمل على ما ذكره الله سبحانه وتعالى مقيدا به كما سيأتي ثم ذكر ان هذه الافعال منها ما وصف الله به نفسه مطلقا اي اخبر عن نفسه مطلقا كقوله تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم. الاية ومنها ما وقع على سبيل الجزاء والمقابلة. اي فلا يكون كماله الا بذكره على هذا الوجه. كقوله يخادم الله وهو خادعهم. وقوله ومكروا ومكر الله وقوله نسوا الله فنسيهم. في اين اخر. فهذه الافعال الواردة بالايات المذكورة هي صفات مدح وكمال على الوجه الذي ذكرت معه. على الوجه الذي ذكرت معه. وهو حال المقابلة في فهي مقيدة بافعال مقابليها. والله عز وجل يخادع الذين خادعونه ويمكروا بالذين يمكرون ويستهزئوا بالذين يستهزئون. وافعال الله من جهة والتقييد نوعان وافعال الله من جهة الاطلاق والتقييد نوعان احدهما افعال مطلقة وهي التي لم تعلق بمقابل وهي التي لم تعلق بمقابل والاخر افعال مقيدة وهي التي علقت بمقابلها وهي التي علقت بمقابلها والفرق بينهما ان الافعال المطلقة كمال على كل حال ان الافعال المطلقة كمال على كل حال واما الافعال المقيدة فتكون كمالا فيما قيدت به فتكون كمالا بما قيدت فيه فخداع اهل الخداع كمال فخداع اهل الخداع كمال والمكر باهل المكر كمال والاستهزاء باهل الاستهزاء كمال الى اخر كذلك الى اخر ذلك وكيفما كان فهذه الافعال سواء اطلقت او قيدت فلا يشتق لله عز وجل اسم منها فلا يشتاق لله عز وجل اسم منها. فلا يؤخذ من قوله ثم يميتكم اسم المميت ولا يؤخذ من قوله ثم يحييكم اسم المحيي كما لا يؤخذ من قوله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم تسميته سبحانه وتعالى بالخادع. ولا كاذب ولا وكذلك من قوله تعالى ويمكرون ويمكر الله تسميته سبحانه وتعالى بالماكن. فالافعال لا تثبت بها الاسماء الالهية فالافعال لا تثبت بها الاسماء الالهية. هذه هي القاعدة الكلية في الباب هذه هي القاعدة الكلية في الباب وقد يكون من اسماء الله عز وجل اسم يدل على فعل. وقد يكون من اسماء الله عز وجل اسم يدل على فعل كاسم الخالق يدل على فعل الخلق واسم الرازق يدل على صفة الرزق. وهلم جرا. فقد تثبت الاسماء الالهية اسماء وفي ضمنها صفات فعل واما عكس ذلك بان يثبت الفعل ثم يؤخذ منه الاسم فلا يصح سلوك هذه الجادة اشار اليه ابن القيم في بدائع الفوائد فهذا الذي ذكره المصنف في قوله وسمى نفسه الخالق والرازق الخالق الرازق المحيي المميت المدبر فيهما فيه فان من هذه الاسماء ما ثبت اسما في خطاب الشرع. كالخالق والرازق وهذه ثبتت اسماء بادلة شرعية دالة على وهي تدل كما سبق على صفات افعاله. واما المحيي والمميت والمدبر فهذه انما وقعت افعالا ولم تقع اسماء انما وقعت افعالا ولم تقع اسماء وروي اسم المحيي والمميت في احاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فينبغي ان تفرق وبين مقامين احدهما ورود اسم الهي دال على صفة فعل. ورود اسم الهي دال على صفة فعل والاخر ورود فعل فلا يؤخذ منه اسم الهي. ورود فعل فلا يؤخذ منه اسم الهي. ومثل هذا الذي ذكره المصنف في اخر كلامه بقوله فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم فان العدل لم يثبت كونه اسما لله سبحانه وتعالى. وان كان ربنا سبحانه وتعالى لا يظلم احد احدا فان العدل لم يذكر اثباته اسما لله عز وجل. وانما كثر في القرآن نفي ظلم عنه عز وجل كقوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد وقوله تعالى ولا يظلم ربك احدا وقوله تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. الى غير ذلك من الايات. فتمدح الله في القرآن بنفي الظلم عن نفسه اذا مدح الله بالقرآن بنفي الظلم عن نفسه ولم يذكر العدل اسما من اسمائه لماذا امتلأ القرآن بتمدح الله بنفي الظلم عن نفسه ها احسنت لان العرب كانت تتمدح بهذا لان العرب كانت تتمدح بهذا اي الظلم. كانوا يمدحون انفسهم بالظلم وقد قال شاعرهم ومن لا يظلم الناس يظلمي فكانت العرب تتمدح بالظلم. فاراد الله عز وجل بيان نقصه بنفي الظلم عن نفسه انا نقصه بنفي الظلم عن نفسه. فبين قسة الظلم ووضاعته وحقارته بتمدحه عز وجل بان انه لا يظلم احدا. فالاليق بحال المخلوق ان لا يكون ظالما. وفي الحديث القدس في صحيح مسلم من حديث ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه دي تبارك وتعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. نعم