احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين جماعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين باسناد الى العلامة حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله تعالى انه قال في كتابي اعلام السنة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة سؤال ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة الجواب ادلة ذلك من الكتاب ادلة ذلك من الكتاب كثيرة منها. قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض. وقوله تعالى ان الذي عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون. وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وجبريل قال فان الله عدو للكافرين. وتقدم الايمان بهم من السنة بحديث جبريل وغيره. وفي صحيح مسلم ان ان الله تعالى خلقهم من نور. والاحاديث في شأنهم كثيرة لما فرغ المصنف رحمه الله من الركن الاول من اركان الايمان اتبعه بذكر الركن الثاني وهو الايمان بالملائكة فاورد فيه جملة من الاسئلة ابتدأها بقوله ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة ثم ذكر ان ادلة ذلك كثيرة والقرآن الكريم والسنة النبوية مملوءان بالادلة الدالة على الايمان بالملائكة. واثبات وجودهم. وذكر المصنف رحمه الله طرفا منها. فذكر ما ذكر من الايات ثم اتبعها باحاديث. فذكر من الايات قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم. وفيها التصريح بالملائكة ومنها قوله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته والمراد بهم الملائكة فانهم هم الذين عند الله سبحانه وتعالى ومنها قوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ففي الاية ذكر الملائكة كلهم اجمالا ثم ذكر ملكين منهم باسمهما وهما جبريل وميكال عليهما السلام وافرد بالذكر بعد العام لبيان شرفهما وعلو رتبتهما فمن قواعد الكلام العربي ان افراد الخاص بعد ذكر العام لنكتة اقتضت ذلك ان ذكر الخاص بعد العام بنكتة اقتضت ذلك كشرفه وعلو منزلته ونحوهما فذكر الملكان الكريمان جبريل وميكال بعد ذكر الملائكة اجمالا للاشارة الى شرفهما وعلو قدرهما واما الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك حديث جبريل وقد تقدم وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم وحده من حديث عمر رضي الله عنه وهو اشهر حديث لجبريل عليه السلام. ورتبته سامية شريفة. حتى سماه من سماه من اهل العلم بام السنة لان الحديث ذكرت فيه مراتب الدين الثلاث الاسلام والايمان والاحسان. وسماها النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث دينا ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم وفيه وخلقت الملائكة من نور وهذا معنى قول المصنف رحمه الله وفي صحيح مسلم ان الله خلقهم من نور. فهو يشير الى حديث عائشة وفيه وخلقت الملائكة من نور ومعنى خلقهم من نور اي انه ابتدأ خلقهم من نور. اي انه ابتدأ خلقهم من نور وليس المراد انهم اجسام نورانية وليس المراد انهم اجسام نورانية. فالحديث المذكور لا يفيد اثبات هذه والصفة باجسام الملائكة ان اجسامهم نورانية وانما يفيد ان ابتداء خلقهم كان من نور كما ان ابتداء خلقنا كان من طين فكما ان احدنا فكما ان احدنا الان لا يؤنس منه الطين ولا ينسب اليه فكذلك الملائكة ليست اجسامهم نورانية وانما ابتدأ خلقهم من النور. ويدل على هذا ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال لقد رأى من ايات ربه الكبرى قال رأى جبريل في صورته له ست مئة جناح. رأى جبريل بصورته له ستمائة جناح. فذكر ان هذه صورته وانها مدركة ولم يذكر نورا فذكر ان هذه صورته وانها مدركة ولم يذكر انها نور ولا يوصف شيء بكونه نورا سوى الله سبحانه وتعالى وما عدا ذلك من المخلوقات فانه لا يوصف به. وما عدا ذلك من المخلوقات فانه لا يوصف به ووقع في صحيح مسلم في دعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واجعلني نورا انه قال واجعلني نورا والمحفوظ لفظ الصحيحين واجعل لي نورا. والمحفوظ لفظ الصحيحين واجعل لي نورا اي ارزقني نورا استرشد واهدى به. اما الرواية التي انفرد بها مسلم فمعناها سؤال الله ان يجعل المخلوق نورا وهذه الرواية رواية غلط وانما المحفوظ هو سؤال العبد ربه ان يجعل له نورا تصديقا لقول الله سبحانه وتعالى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وقوله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به بالناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها في اين اخر فالمخلوق لا يكون نورا. وصفة النور لله عز وجل وحده. ولا يقال عن الملائكة ولا عن غيرهم هم اجسام رانية نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما معنى الايمان بالملائكة؟ الجواب هو الاقرار الجازم بوجودهم وانهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون. وعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يستنكفون عن عبادته ولا يستكبرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يسألون ولا يستحسرون لما ذكر المصنف ما سبق من دليل الايمان بالملائكة اتبعه بسؤال يتعلق به فقال ما معنى الايمان بالملائكة ثم اجاب عنه بانه الاقرار الجازم بجودهم. وتقدم ان الجزم يراد به اليقين الثابت الراسخ. فهو اقرار مشتمل على الايقان والجزم ثابت راسخ لا يتلجلج وهذه حقيقة الايمان. ومن هنا سبق الانباه الى ان الاقتصار في بيان حقيقة الايمان على التصديق دون قرنها بالجزم غلط من وجوه نسقها ابن تيمية الحفيد في كتاب الايمان وانه لا بد من ذكر الجزم للاشارة الى ان التصديق تصديق راسخ متيقن وليس تصديقا عابرا يزول بادنى سبب. فمن معنى الايمان بالملائكة اقرار الجازم بوجودهم. اي بان يعتقد العبد ان هذا الخلق من خلق الله موجودون قال وانهم خلق من خلق الله عز وجل. اذ ليس في الوجود الا خالق ومخلوق. فالله وغيره مخلوق ومن خلق الله عز وجل الملائكة. وهم كما قال مربوبون مسخرون. اي مقرون لله عز وجل بالربوبية خاضعون لامره اي مقرون لله عز وجل بالربوبية خاضعون لامره وهم كما اخبر الله عز وجل عنهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وتقدم ان ما يقع في كلام المتكلم من الايات او الاحاديث دون اشارة الى ذلك بنحو قال الله تعالى او قال النبي صلى الله عليه وسلم انه يسمى بعلم البديع ايش اقتباسا انه يسمى اقتباسا. والى ذلك اشار الاخضري بقوله ها احسنت والاقتباس ان يضمن او الاقتباس ان يضمن الكلام قرانا وحديث سيد الانام. والاقتباس ان وضمن الكلام قرانا او حديث سيد الانام. ومنه الواقع هنا فيما ذكره المصنف مما يتعلق بالايمان بالملائكة. ثم قال في صفتهم لا يستنكفون عن عبادته ولا يستكبرون. اي لا يمتنعون عنها اي لا يمتنعون عنها رغبة الى غيرها. ولا يستكبرون اي لا يحملهم الكبر على الامتناع عن عبادة الله سبحانه وتعالى. يسبحون الليل والنهار لا يفترون ان لا اي لا يعتريهم كلل يحملهم على الانقطاع اي لا يعتريهم كلل يحملهم على الانقطاع ولا يسأمون ولا يستحسرون اي لا يملون ولا يقصرون اي لا يملون ولا يقصرون. بمعنى لا يسأمون لا يملون. ومعنى لا يستحسرون لا يقصرون وهذه الصفات المذكورة كلها من الصفات المخبرة عن كمال خلقهم وشرفهم مرتبتهم وان الله جعلهم على هذه الحال وبقيت تتمة لابد من ذكرها في الايمان في معنى الايمان بالملائكة. وهي ان منهم من ينزل بالوحي احيي على انبياء الله وهي ان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله. فهذه التتمة لازمة لما يترتب عليها من بعث الرسل. فانه لما كان الخلق عاجزون لما كان الخلق عاجزين عن معرفة ما يجب لله عز وجل عليهم بعث الله عز وجل اليهم رسلا منهم وجعل تحميل رسلهم البلاغة بانزال من يبلغهم هذا البيان من الملائكة وهو الملك المعروف باسم جبريل عليه الصلاة والسلام فاذا ذكر الايمان بالملائكة فلا بد ان تذكر هذه الوظيفة التي هي من اهم متعلقات الايمان بهم. وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله عز وجل لان ما وقع في خطاب الشرع في الايات او الاحاديث جرى فيه تقديم الايمان بالله ثم بالملائكة ثم بالرسل الملائكة هم الملأ الاعلى ومنهم يصل خبر السماء الى الناس بالرسل الذين يبعثهم الله سبحانه وتعالى نعم