سؤال ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء؟ الجواب قولهم باجمعهم رحمهم الله تعالى الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال وعنه بدعة ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاء وعلينا التصديق والتسليم. وهكذا قولهم في آيات الأسماء والصفات وأحاديثها آمنا به كل من عند ربنا امنا بالله واشهد انا مسلمون لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر ادلة علو الفوقية من الكتاب والسنة وكان من جملة ما ذكره فيها الايات الواردة باستواء الله عز وجل على عرشه وانها تدل على علو الله عز وجل اتبعها بسؤال قال فيه قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء وانما جعل عمدة السؤال المطلوب بيانها هو قول ائمة الدين من السلف الصالح لان ما سبق من ايات او احاديث في الاستواء لا ينازع احد في ثبوتها. فهي ايات قرآنية او احاديث نبوية صحيحة مما جاء في الصحيحين او غيرهما وانما النزاع في معاني تلك الايات والاحاديث التي جاء فيها ذكر الاستواء. فالتمس المصنف معرفة ما عليه ائمة الدين من السلف الصالح. لان نجاة العبد هي في الاقتداء بهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر انه ترك امته على البيضاء. ففي حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عند ابن ابن ماجة باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا عنها الا هالك. وصدر الباقون على البيضاء هم السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباع التابعين فان اسم السلف اذا اطلق اريدت به هذه القرون الثلاثة التي وقعت ثناء عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية. وسيأتي هذا في موضعه في كلام المصنف رحمه الله. وسبيل نجاة العبد هو ان يقتدي باولئك الناجين الذين تمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم او ما جاء في القرآن والسنة النبوية من بيان حقيقة الشريعة. خبرا وطلبا. فمن اراد ان يعبد الله ديني الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يلزم طريقهم ويسير بسيلهم والامر كما قال ابن الجزري في طيبة النسر فكن على نهج سبيل السلف في مجمع عليه او تلفي. ولهذا قال المصنف ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح؟ اي لانه يؤخذ بقولهم ويورد على مواردهم وينزع من مناهلهم فهم كانوا بالصواب احرى وعلى سبيل السنة ابقى. ثم عنه بقوله قولهم باجمع رحمهم الله تعالى اي ان هذا القول معروف عنهم جميعا انهم قالوا الاستواء غير مجهول كيف غير معقول والايمان به واجب؟ والسؤال عنه بدعة. ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم واستواء الله سبحانه وتعالى فسره ائمة السلف واهل المعرفة باللسان باربعة معاني احدها الصعود احدها الصعود وثانيها الارتفاع. وثانيها الارتفاع وثالثها العلو وثالثها العلو ورابعها الاستقرار. ورابعها الاستقرار. ذكره جماعة منهم ابو عبيد القاسم ابن سلام الهروي وابو لله ابن القيم في الكافية الشافية واشرت الى هذا بقول الاستواء فسرا في اللغة الاستواء مفسرا في اللغة بنقل عارف بها وثقتي بنقل عارف بها وثقتي بالارتفاع والعلو والصعود بالارتفاع والعلو والصعود والرابع استقراره بلا جحود. والرابع استقراره بلا جحود وهذا الجواب الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى اشتمل على سبعة امور الاول قولهم الاستواء غير مجهول الاستواء غير مجهول اي معلوم فلا يحتاج لفظه الى تفسير اي معلوم لا يحتاج لفظه الى تفسير قاله الذهبي في كتاب العلو قاله الذهبي في كتاب العلوم فالعربي المخاطب بالكتاب والسنة يفهم من معنى الاستواء ما عرفته العرب بلسانها من المعاني الاربعة المتقدمة فلا يحتاج حينئذ الى تعريفه بمعنى زائد عن ذلك. فاذا سمع العربي الاية والاحاديث الواردة في الاستواء فسرها بتلك المعاني الاربعة من العلو والارتفاع والصعود والاستقرار وهذا ما ما جاء في رواية عن الامام ابن مالك انه قال الاستواء معلوم. وهذا معنى ما جاء في رواية عن الامام مالك انه قال الاستواء معلوم وهذا الجواب روي ايضا عن ام سلمة رضي الله عنها وعن ربيعة الرأي شيخ في الامام ما لك انهما قالا كما قال مالك. واشتهر هذا الجواب عن مالك مع انه مسبوق بمن ذكرنا قبله وان كان في الاسناد الى ام سلمة ضعف والثاني قوله والكيف غير معقول. والكيف غير معقول. اي ان كيفية هذه الصفة غير معقولة لنا. اي ان كيفية هذه الصفة غير معقولة لنا. فعقولنا انقطعوا عن ادراك حقيقتها. فعقولنا تنقطع عن ادراك حقيقتها. فهي محجوبة عنا مجهولة لنا محجوبة عنا مجهولة لنا وهذا القول وما كان في معناه من نفي الكيف يراد به نفي علمنا بالكيف. يراد به نفي علمنا بالكيف لا انه لا كيف لها مطلقا لا انه لا كيف لها مطلقا. فما من شيء الا وله كيفية. بدلالة وضع اللغوي او بداهة العقول لكن علمنا بكيفية صفة ربنا سبحانه وتعالى متعذر غير ممكن لنا فالسلف رحمهم الله تعالى لم ينفوا وجود الكيف وانما نفوا العلم به فلا يقولون الكيف الكيف غير موجود. وانما يذكرون الجهل بالكيف كقولهم الكيف غير معقول فيثبتونه مع اقرارهم بانهم لا يعلمون به. والثالث ان الايمان به في واجب والثالث ان الايمان به واجب فيجب الايمان بصفة استواء الله عز وجل التي جاءت في ايات القرآن الكريم واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. ورابعها ان السؤال عنه بدعة اي السؤال عن كيفيته اي السؤال عن كيفيته او السؤال عنه على وجه التعنت والمشاقة او السؤال عنه على وجه التعنت والمشاقة فالسؤال عن تفسير الصفة لا يكون بدعة. فالسؤال عن تفسير الصفة لا يكون بدعة. فمن الناس من قد يجهل الوضع اللغوية لصفة ما، فيسأل عن معناها. وانما الذي انكره من انكره من السلف وان يكون السائل سائلا عن الكيفية او سائلا لارادة العناد والمشقة مسؤول او سائلا لارادة المشقة لارادة العنت والمشقة بالمسئول. فالسؤال عن الصفة يكون بدعة في حالين السؤال عن الصفة يكون بدعة في حالين احداهما ان يكون سؤالا عن كيفيتها اي ان يكون سؤالا عن كيفيتها. والاخر ان يكون سؤالا لارادة العنت والمشقة بالمسئول ان يكون سؤالا لارادة العنت والمشقة بالمسئول طعنا في طريقة اهل السنة في هذا الباب. طعنا في طريقة اهل السنة في هذا الباب وهذه الامور الاربعة هي التي اشتمل عليها الجواب المذكور في كلام مالك ومن قبله كشيخه ربيعة الرأي وقبله ما روي عن ام سلمة في هذا الباب فانهم ذكروا فيما ذكروا ما تعلق بهذه الامور الاربعة التي ذكرناها. واشتهر كما اتقدم عن الامام ما لك لصحته عنه. واما عن غيره فما جاء عن ام سلمة سنده ضعيف وما جاء عن ربيعة الرأي فهو متردد بين القبول وعدم دمه لكنه محتمل القبول. واشتهر عن ما لك لاجل صحته. واشرت الى ما تقدم بقول قوله مو في الاستواء علم قولهما قولهم في الاستواء علم وكيفه مجهول امر حتم وكيفه مجهول نمر عدم بنقل الهمزة وكيفه مجهول نمر حتم عن هند يروى تيك ام سلمة عن هند يروى ديك ام سلمة وعن ربيعة رواه الكمل. وعن ربيعة رواه الكملة ونقله عن مالك مشتهر ونقله عن ما لك مشتهر كانه عن غيره ما اثروا كانه عن غيره ما اثروا اي لم يروا لانه عنه من الصحيح ولم يحط سواه بالتصحيح. لانه عنه من الصحيح ولم يحط سواه بالتصحيح وبقيت من جملة الجواب المتقدم ثلاث جمل وهو قوله ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم. وهذا من كلام ابن شهاب الزهري وهذا معروف من كلام ابن شهاب الزهري احد التابعين من اهل المدينة علقه عنه البخاري ورواه الصابوني في اعتقاد اهل الحديث وغيره وهو صحيح عنه وبهذه الثلاث تتم السبعة فالخامس الخامس من الله قوله من الله الرسالة الخامس قوله من الله الرسالة اي ان الله ارسل الينا رسلا يأمروننا وينهوننا. مبشرين منذرين والسادس قوله وعلى الرسول البلاغ اي ان الواجب الذي على الرسول ان يؤديه ويقوم به هو ابلاغنا خبر الله وطلبه. هو ابلاغنا خبر الله وطلبه والسابع قوله وعلينا التصديق والتسليم ايجب على العبد ان يصدق بما جاء في الكتاب والسنة والسنة وان يسلم به فكله خبر صدق حق يجب على العبد ان يمتثل ثم قال المصنف رحمه الله وهكذا قولهم في جميع ايات الاسماء والصفات واحاديثها امنا به كل من عند ربنا امنا بالله واشهد بانا مسلمون قانون الاسماء والصفات عندهم اصل واحد مضطرد لا يتغير. فهم يقولون مثل هذا في الصفات كلها فيقولون في العلو فيقولون في النزول والمجيء والاتيان وغيرها من صفات الله عز وجل ما قاله مالك ومن قبله من اعتقاد ما يعتقد فيها مما يتعلق بالعلم بمعناها وجهل كيفية وترك السؤال عنها والايمان بها ومن جملة الاجوبة التي حادت كلام مالك ومن تقدمه ما رواه الخطيب البغدادي عن ابي جعفر محمد ابن احمد الترمذي الحافظ. ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن ابي جعفر محمد ابن احمد الترمذي الحافظ انه قال النزول معقول النزول معقول والكيف مجهول. والكيف مجهول. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فهذا قول ائمة السلف في هذا الباب كله واشرت الى ذلك في تمام الابيات المتقدمة فقلت ومثله في سائر الصفات نقوله في مذهب الاثبات ومثله في سائر الصفات نقوله في مذهب الاثبات فتلكم سبيل اهل السنة فتلكم سبيل اهل السنة. فاتبع هديت يا اخي للجنة. فاتبع هديت يا اخي للجنة وهذا من محاسن اعتقاد السلفي اهل الحديث والاثر. فان قولهم في ابواب الاعتقاد واحد. وان تباعدت بلدانهم فانهم ينزعون من مولد واحد وهو الكتاب والسنة وما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن طالع كتب اهل السنة والاعتقاد المصنفة في القرون المختلفة والبلدان المتباعدة رأى قولهم قولا واحدا فيأتي في كلام ائمتهم في المشرق ما يوافق كلام ائمتهم في المغرب وهم لا يضطربون في هذا الباب. فلا يثبتون تارة وينفون تارة. او يقولون في باب قولا ثم يتركون نظيره في قول ثان. فمن محاسن عقيدة السلف انها قوية الصلة بالكتاب والسنة فالذي يأخذ بها يطمئن قلبه وتسكن روحه بخلاف عقائد المخالفين لهم على اختلافهم في قرون الامة. فان عقائدهم مشوشة مضطربة. ويغلب عليها الجدل العقلي والقياس المنطقي. فالنفوس المجبولة على حب الوحي. المتغرغرة بحلاوة في القرآن والسنة تأبى تلك العقائد. وان لم تسترشد بالوصول الى عقائد السلف. ففي القرون الماضية نشأ من نشأ في بعض بلدان المسلمين ممن عسر عليه ان يصل الى معرفة ما عليه السلف لقلة في الكتب في تلك النواحي. لكنه انكر تلك العقائد المشهورة في بلاده لانه لم يراها موافقة لما عرفه من القرآن الكريم وهو ما وقف عليه من الايات الايات النبوية. فاحد علماء بلاد ما وراء نهر التي هي في جهات الجمهوريات السوفيتية حينئذ واسمه عبدالنصير صنف كتابا اسمه الرد على العقائد النسفية صنف كتابا اسمه على العقائد النسفية. لانه رأى ان هذه العقائد لا توافق سكون الايمان الذي عرفه من وان كان لم يهتدي هداية تامة لما كان عليه السلف لعسر الوقوف على طريقتهم حينئذ بقلة الكتب الموجودة في بيان عقائد اهل السنة ككتب الاوائل كالاجر واللالكاء وابن بطة ولا تيسر له الروح له الى البلاد التي شهرت فيها عقائد السلف. لكن من عرف خبره وخبر اخرين ممن رأوا ان هذه العقائد المخالفة للكتاب والسنة هي مشوشة القلب. وقر في قلبه فضل عقيدة اهل السنة والجماعة المبنية على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلف الامة انها ترجع على صاحبها بالطمأنينة والسكينة. ومن جرب عرف فالذين اشرب علوم الكلام من قبل ثم اهتدوا الى طريقة السلف كتبوا في ذلك ما كتبوا مبينين من انهم كانوا في شك وحيرة واضطراب حتى هدوء الى طريقة السلف لان قواب طريقة السلف هي الوحي والوحي له سلطان على النفوس. كما قال الله سبحانه وتعالى في صفة الكتاب وانزلنا اليك الكتاب بالحق لما بين يديه ومهيمنا عليه. واعتبر هذا في ان الانسان اذا القى سمعه الى قراءة التي في العقيدة الواسطية متتابعة يجد في ذلك من قوة الانس بما ذكره الله عز وجل عن نفسه من بالاسماء والصفات ما لا يجده في قراءة كلام البشر. فالقرآن الكريم له سلطة في ذلك على قلوب الناس يهدون بها الى سبيل الاسلام والسنة. ومن لطائف ذلك انه حضر برنامج مهمات العلم سنة احدى وثلاثين واربع مئة والف طالب علم اشعري ووافق قراءة العقيدة عقيدة الواسطية قراءة الايات والاحاديث فيها وانتم تعرفون اننا نقرأها سردا ثم نعلق عليها. فكان ذلك سبب اهتدائه الى السلف وله اليوم ولله الحمد روس في بلاده في بيان عقيدة السلف ونصرتها. فهذا اهتدى بسماع الايات والاحاديث حديث بهذه العقيدة لان كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم له من الحلاوة ما تجده والقلوب التي تطلب الحق وتريده فيهديها الله سبحانه وتعالى اليه. وهي نعمة عظيمة لا يعرفها كثير من الناس الذين نشأوا على عقيدة اهل السنة والجماعة في بلدانهم. وجدير بهم ان يحرصوا عليها. تعلما وتعليما ونشرا ودفاعا وبيانا للناس ولا سيما في هذه الازمان التي كثرت فيها الشبهات وطمت فيها الطامات وكثرت الافات ينبغي ان يتزود المرء بعقيدة اهل السنة والجماعة وان يسعى في نشرها بين الناس لان قوام صلاح حال الناس هو صلاح عقيدتهم وايمانهم بربهم سبحانه وتعالى. نعم