احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما حكم من قال بخلق القرآن؟ الجواب القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه. ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. تكلم الله به قولا وانزله على نبيه وحيا وامن به المؤمنون حقا. فهو وان خط بالبنان واتني باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالاذان وابصرته العينان. لا يخرجه ذلك عن كونه كلاما مال بالانامل والمداد والاقلام والاوراق مخلوقة. والمكتوب بها غير مخلوق. والالسن والاصوات مخلوقة والمتلوة بها على اختلافها غير مخلوق والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق. والاسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق قال الله تعالى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون. وقال قال بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد بآياتنا الا الظالم وقال تعالى واتلما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. وقال تعالى ان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وقال ابن مسعود رضي الله عنه اديموا النظر في المصحف والنصوص في ذلك لا تحصى. ومن قال القرآن او شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا اكبر يخرجه من الاسلام بالكلية. لان القرآن كلام الله تعالى منه بدأ واليه يعود وكلامه صفته ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد. يعرض عليه الرجوع الى الاسلام فان رجع والا قتل كفرا ليس له شيء من احكام المسلمين ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالقرآن فقال ما حكم من قال بخلق القرآن وقدم بين يدي الجواب عنه بيان حقيقة القرآن فانه ذكر حقيقة القرآن اولا ثم رتب عليها حكم من قال بخلقه تذكر ان القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه اي ان المباني والمعاني كلها من الله اي ان المباني والمعاني كلها من من الله والمباني هي الحروف والقرآن مبنى ومعنى كله من الله سبحانه وتعالى واضافته الى الله تقتضي ان لا يكون مخلوقا. لان الله عز وجل ليس بمخلوق فهو الخالق. فما كان منه لا يكون مخلوقا ثم حقق المصنف كون الحروف والمعاني منه فقال ليس كلامه الحروف دون المعاني والمعاني دون الحروف ثم قال تكلم الله به قولا وانزله على نبيه وحيا وامن به المؤمنون حقا. اي ان القرآن الكريم هو كلام الذي قاله وتكلم به واوحاه على محمد صلى الله عليه وسلم بانزال جبريل به. وامن به المؤمنون ثم قال فهو وان خض بالبنان اي بالاصابع اي بالاصابع والمراد كتابته بالقلم والمراد كتابته بالقلم قال وتلي باللسان وحفظ بالجنان اي القلب وسمع بالاذان وابصرته العينان. لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن فهو كيفما قلبت احواله ومنازله فانه كلام الله عز وجل. واشار الى هذه الاحوال المصنف في بيت واحد في الجوهرة الفريدة فاحسن فقال نتلوه نسمعه نراه نكتبه نتلوه نسمعه نراه نكتبه خطا ونحفظه بالقلب نعتقده. نتلوه نسمعه نراه نكتبه خطا ونحفظه بالقلب نعتقده. اي انه في هذه الاحوال باق على وصفه انه كلام الله سبحانه وتعالى واشار الى ذلك في السلم فقال والقول في كتابه المفصل بانه المنزل على الرسول المصطفى خير الورى ليس بمخلوق ولا بمفترى ليس بمخلوق ولا بمفترى. ومن محاسن الموافقات ان البيت الاول من هذين البيتين وافقا فيه حافظ للحكم ابا عمرو الداني في اوجوزته في العقيدة وهذا من الاتفاق الذي يقع في الشعر احيانا ومنه المنظومات العلمية فانه يبعد ان يكون وقف على الداني لقلة مثل هذه الكتب في قطره حينئذ وانما يعرف هذا الكتاب في بلاد المغرب مخطوطا ثم طبع بعد ذلك. فوقع فيه البيت الاول صنوا هذا البيت والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل ثم قال الداني قال على النبي المصطفى ثم قال كلمة ثم قال الصادق ليس بمخلوق ولا بخالق. ليس بمخلوق ولا بخالق ثم قال المصنف فالانمل والمداد والاقلام والاوراق مكتوبة. والانامل رؤوس الاصابع والمداد الحبر والمكتوب بها غير مخلوق والالسن والاصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق. والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها على المحفوظ فيها غير مخلوق والاسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق. ثم ذكر ايات تدل على ان القرآن كلام الله غير مخلوق. فقال قال الله تعالى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون اي في كتاب محفوظ وهذا الكتاب هو عند الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ وكذلك انزله الله عز وجل الى السماء الدنيا كما ثبت ذلك عن ابن عباس عند النسائي في السنن الكبرى وغيره. ثم ذكر قوله تعالى بل هو ايات بينات في في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون فقوله وما يجحد باياتنا اضيفت فيه الايات الى الله عز وجل لانه متكلم بها مع انه اضافها الى الصدور في قوله مع انه جعلها في الصدور في قوله بل هو ايات بيناته في صدور الذين اوتوا العلم فجعلها محفوظة في الصدور لم يخرجها عن كونها ايات الله سبحانه وتعالى وقوله في صدور الذين اوتوا العلم يعني حفاظه الذين حفظوه وذهب بعض اهل العلم الى ان الاسم الموصول هنا اريد به الواحد ولم يراد به الجمع. وان المراد به هو محمد صلى الله عليه وسلم والقول بالجمع اقوى مع ان سياق الايات يقوي القول الثاني ولا يمنع ان يكون مرادا به النبي صلى الله عليه وسلم بدلالة السياق ويصح ذلك في حق غيره. ثم ذكر الاية الثالثة وهي قوله تعالى من كتاب بك فاضافه الى نفسه وما كان منه فلا يكون مخلوقا. وفي الاية الرابعة قال تعالى وان احد من مشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وهذه الاية مصرحة بان القرآن كلام الله وهي اصلح اية في ذلك ثم اورد قول ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اديموا النظر في المصحف اي اكثروا منه اي اكثروا منه واتبعوا بعضه بعضا والمصحف اسم للصحف التي يكتب فيها القرآن اذا جمعت والمصحف اسم للصحف التي يكتب فيها القرآن اذا جمعت فاذا ضمت الصحف التي كتب فيها القرآن بعضها الى بعض سميت مصحفا ولهذا لم يقع اسم المصحف الا في عهد الصحابة فمن بعدهم. ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن القرآن في صحف. فكان مفرقا منه ما كتب في صحيفة ومنهما كتب في كتف ومنه ما كتب على حجر وغير ذلك كمما كتب عليه ثم وقع جمعه في الصحف في عهد الصحابة سموه مصحفا وسموه مصحف والاحاديث النبوية التي ورد فيها ذكر المصحف لا يصح منها شيء واشار الذهبي الى نكارتها لان اسم المصحف لم يكن معهودا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الاثر المذكور عن ابن مسعود رضي الله عنه فضل القراءة في المصحف. فضل القراءة في وقد نقل النووي في كتاب التبيان اجماع السلف على ان القراءة في المصحف افضل من القراءة عن ظهر غيب ثم استروح حالا تكون على خلاف هذه القاعدة وهو ان من لم يكن يحصل له الخشوع الا بالقراءة عن ظهر غيب فانه يكون في حقه افضل. وهذا التفظيل بامر خارجي واما في اصل التفضيل فالقراءة في المصحف افضل من القراءة عن ظهر قلب باجماع السلف رحمهم الله ووجه ذلك ما في النظر في المصحف من الخير الكثير وهو معنى متقرر عندهم ان النظر في المصحف عبادة ورويت فيه احاديث تصح رويت فيه اثار وهو معنى متقر لم ينكره احد ممن تقدم. وذلك لشرف القرآن القرآن كما يشرف تشرف الاذن بسماعه تشرف العين النظر اليه. فيثاب العبد على ذلك لنظره لما يحبه الله عز وجل الله كما انه يغضب عليه ويؤاخذ اذا نظر الى ما حرمه الله عز وجل وكيهه ووجه الاستدلال باثر ابن مسعود ان ما في المصحف هو كلام الله عز وجل. وانما في المصحف كلام الله عز وجل فالصحب التي كتب فيها المصحف مخلوقة. والصحف التي كتب فيها المصحف مخلوقة. واما المكتوب فيها وهو قرآن فليس مخلوقا واما المكتوب فيها وهو ايات القرآن فهي ليست مخلوقة ثم لما حقق المصنف ان القرآن كلام الله غير مخلوق بين حكم من ادعى ان القرآن مخلوق فقال ومن قال القرآن او قال شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا اكبر يخرجه من الاسلام بالكلية والكفر شرعا ستر الايمان والكفر شرعا ستر الايمان وهو نوعان وهو نوعان احدهما كفر اكبر. وهو ستر اصل الايمان وهو ستر اصل الايمان والاخر كفر اصغر وهو ستر كمال الايمان. والاخر كفر اصغر وهو ستر كمال الايمان واشرت الى هذا المعنى بقول الكفر شرعا ستره الايمان الكفر شرعا. ستره الايمان في الاصل او كماله اذ بانا بالاصل او كماله اذ بان لماذا ما قلت سترك الايمان ها يا عبد الله ها اي احسنت لان المناسب في ادب الخطاب جعله لضمير الغيبة فليس من الادب ان يخاطب المؤمنين ثم يقول الكفر شرعا سيترك الايمان. لان الظن الحسن المؤمن انه يثبت على ايمانه. ولذلك في قصة احتضار ابي طالب قال الراوي المسيب بن حزن رضي الله عنه. فكان اخر ما قال هو على ملة عبدالمطلب ما قال انا على ملة عبد المطلب مع ان المتكلم هو من ابو طالب لكن جعله بضمير الغيبة لان مثل هذا لا يناسب ذكره على اللسان بالضمير الموهمي رجوعه الى المتكلم والمقصود ان المصنف بين ان من قال ان القرآن مخلوق انه كافر كفرا اكبر يخرجه من يعني قد ابطل اصل الايمان فصار كافرا من فصار كافرا خارجا من ملة الاسلام ام وهذا امر مجمع عليه ان من قال ان القرآن مخلوق فهو كافر كفرا اكبر قال ابن القيم في نونيته ولقد تقلد كفرهم يعني القائلين بخلق القرآن ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان. ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان. واللالكان اي الامام حكاه عن ولى لكائي الامام حكاه عنه قم بل حكاه قبله الطبراني قم بل حكاه قبله الطبراني ولا لكائي الامام حكاه عنهم بل حكاه قبله الطبراني. فلا لكائي والطبراني حكيا تكفير القائلين بخلقه بخلق القرآن عن كم عالم عن خمس مئة خمسون في عشر من العلماء في البلدان يعني اضرب خمسين في عشرة يكون المجموع خمس مئة من العلماء واللالكائي ذكره في كتاب ايش شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة. شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة. والطبراني كرهوا في كتاب ايش السنة في كتاب السنة وهو كتاب مفقود وهو كتاب مفقود لم يوجد حتى اليوم. وكان بعد الالف موجودا وكان بعد الالف موجودا فاحد علماء الاتراك اثبت اشياء منقولة منقولة منه على نسخته من درء تعارض العقل والنقل فكان ينقل منها يقول قال الطبراني في كتاب السنة ويذكر شيئا من هذا وهو موجود النقل عنه في كلام ابن تيمية وابن القيم والذهبي لكن بعد انقطع خبره حتى وقف على هذه النقول ثم بعد ذلك انقطع خبره ويحتمل وجوده لكن لم يظهر بعد وهو كتاب عظيم من كتب الاعتقاد السني. ثم بين المصنف وجه ذلك بقوله لان القرآن كلام الله تعالى لان القرآن كلام الله تعالى منه بدأ اي نزل وتكلم به ابتداء اي نزل وتكلم به ابتداء كما قال تعالى تنزيل من رب العالمين فكلمة منه هي لابتداء الغاية في لسان العرب في لسان العرب. فاذا قيل نزل من الله اي ابتدأ منه بتكلمه سبحانه وتعالى ووقع في القرآن اضافته لغير الله كقوله تعالى انه لقول رسول كريم واضافته هنا المراد بها اضافة تبليغ. اضافة تبليغ لا اضافة تكلم لا اضافة تكلم فهو يضاف بالتكلم الى الله حقيقة. واما اضافته الى محمد صلى الله عليه وسلم او جبريل عليه الصلاة والسلام فباعتبار اضافة التبليغ وهذه الكلمة منه بدأ فيها لغتان وهذه الكلمة منه بدأ فيها لغتان اللغة الاولى ان تكون بالهمز ان تكون بالهمز فتقول منه بدأ ويكون من البداية ويكون من البداية فالرب سبحانه وتعالى هو الذي تكلم بالقرآن ابتداء هو الذي تكلم بالقرآن ابتداء. واللغة الثانية بلا همز. واللغة الثانية بلا همز. فتقول من انه بدأ فتقول منه بدأ. وهذه اللغة لها وجهان وهذه اللغة لها وجهان. احدهما ان يكون من الابتداء ان يكون من الابتداء راجعا الى اللغة الاولى راجعا الى اللغة الاولى عند من يترك الهمز عند من يترك الهمز. فيقول في بدأ يقول بدا ومن اشهر ذلك من حملة القرآن رواية ورش عن نافع رواية ورش عن نافع والاخر ان يكون من البدو ان يكون من البدو وهو الظهور وهو الظهور فالقرآن ظهر من الرب تكلمه به القرآن ظهر من الرب بتكلمه به ويقع في كلام اهل العلم قولهم منه خرج ويقع في كلام اهل العلم قولهم منه خرج اي به تكلم ابتداء اي به تكلم ابتداء وهم يقصدون بهذه الكلمات الثلاث بدأ وبدا وخرج اثبات ان الله تكلم بالقرآن حقيقة وهذا امر تظاهرت عليه الايات والاحاديث وانعقد عليه الاجماع. ثم قال المصنف واليه يعود واليه يعود. اي برفعه من الصدور والسطور اي برفعه من الصدور والسطور في اشهر اقوال اهل العلم ويكون ذلك قبل يوم القيامة باسهل اقوال اهل العلم ويكون ذلك قبل يوم القيامة وهذا كما ذكرته هو اشهر الاقوال عند اهل السنة فان اهل العلم لهم في هذه الكلمة اليه يعود متعلقة بالقرآن ثلاثة اقوال لهم في هذه الكلمة اليه يعود متعلقة بالقرآن ثلاثة اقوال. الاول ان معنى اليه يعود اي ينسب ويضاف ان ينسب ويضاق. فالقرآن ينسب الى الله ويضاف اليه. القرآن ينسب الى الله ويضاف اليه فهو وكتاب الله والثاني ان معنى اليه يعود اي يصعد ويرتفع اليه يعود اي يصعد ويرتفع كما قال الله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب. كما قال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب. واطيب كلام هو كلام الله عز وجل. والثالث ان معنى اليه يعود انه يرفع في اخر الزمان انه يرفع في اخر الزمان فلا تبقى منه اية في سطر او صدر. فلا تبقى منه اية في سطر او صدر وهذا المعنى الثالث هو الاقوى والاشهر المعنيان المتقدمان وان كانا صحيحين الا ان الذي يراد به اذا ذكر القرآن بانه يعود الى الله فالمراد به رفعه في في اخر الزمان كما قال الله تعالى ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليه ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليه ففي تفسير هذه الاية انه رفعه في اخر الزمان. انه رفعه في اخر الزمان. وجاء في حديث حذيفة عند ابن ماجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وليسرى على كتاب الله في ليلة وليسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى منه في الارض اية فلا يبقى منه في الارض اية رواه ابن ماجة وغيره واسناده صحيح وانعقد الاجماع على ذلك وافرد اضياء المقدسي من ائمة اهل السنة من الحنابلة رسالة لطيفة في ذلك اسمها اختصاص القرآن الكريم بعوده الى الرحمن الرحيم. اختصاص القرآن الكريم بعوده الى الرحمن الرحيم ثم قال المصنف وكلامه صفته. اي هو صفة الله. اي هو صفة الله. ثم قال ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد. ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد. اي لانه نسب الى الرب ان منه شيئا مخلوقا فيرتد بذلك لانه ما تم في الوجود الا خالق او مخلوق. ما ثم في الوجود الا خالق او مخلوق وصفات الله عز وجل منه ليست مخلوقة. وصفات الله عز وجل منه ليست مخلوقة. فالقرآن غير مخلوق قال يعرض عليه الاسلام يعرض عليه الرجوع الى الاسلام فان رجع ونزع عن قوله والا قتل كفرا ليس له شيء من احكام المسلمين لانه كافر مرتد بهذا الذي قال بجعله شيئا من صفة الله عز وجل مخلوقة