الحمد لله الذي فقى في الدين من اراد به خيرا واسسه تأسيسا وجعل مقاصد علمه اولاها طلبا ونشرا وتقديسا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له فهو المعبود الحق واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالصدق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تتوالى وتزكو وسلم عليه وعليهم سلاما يتعالى ويربو اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن رحمة المعلمين بالمتعلمين توثيق صلتهم بالدين المتين وعمارة قلوبهم بالعلم المبين تثبيتا لافئدتهم واحياء لبلدان المسلمين وهذا المجلس الحادي عشر لشرح الكتاب الاول من برنامج تأسيس المتعلم في سنته الاولى ثلاث واربعين واربعمئة والف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة. اعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. للعلامة حافظ بن احمد بن علي من حكم رحمه الله المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة والف. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله ما مدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة. نعم احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. باسناد الى العلامة حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله تعالى. انه قال في كتابي اعلام السنة منشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة سؤال. ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة الجواب ادلة ذلك من الكتاب ادلة ذلك من الكتاب كثيرة منها. قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض. وقوله تعالى ان عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون. وقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وجبريل فان الله عدو للكافرين. وتقدم الايمان بهم من السنة بحديث جبريل وغيره. وفي صحيح مسلم ان ان الله تعالى خلقهم من نور والاحاديث في شأنهم كثيرة لما فرغ المصنف رحمه الله من الركن الاول من اركان الايمان اتبعه بذكر الركن الثاني وهو الايمان بالملائكة فاورد فيه جملة من الاسئلة ابتدأها بقوله ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة ثم ذكر ان ادلة ذلك كثيرة فالقرآن الكريم والسنة النبوية مملوءان بالادلة الدالة على الايمان بالملائكة. واثبات وجودهم. وذكر المصنف رحمه الله طرفا منها. فذكر ما ذكر من الايات ثم اتبعها باحاديث. فذكر من الايات قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم وفيها التصريح بالملائكة ومنها قوله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته والمراد بهم الملائكة فانهم هم الذين عند الله سبحانه وتعالى ومنها قوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ففي الاية ذكر الملائكة كلهم اجمالا. ثم ذكر ملكين منهم باسمهما وهما جبريل وميكال عليهما السلام وافرج بالذكر بعد العام لبيان شرفهما وعلو رتبتهما فمن قواعد الكلام العربي ان افراد الخاص بعد ذكر العام لنكتة اقتضت ذلك ان ذكر الخاص بعد العام بنكتة اقتضت ذلك كشرفه وعلو منزلته ونحوهما فذكر الملكان الكريمان جبريل وميكال بعد ذكر الملائكة اجمالا للاشارة الى شرفهما وعلو قدرهما واما الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك حديث جبريل وقد تقدم وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم وحده من حديث عمر رضي الله عنه وهو اشهر حديث لجبريل عليه السلام. ورتبته سامية شريفة. حتى سماه من سماه من اهل العلم بام السنة لان الحديث ذكرت فيه مراتب الدين الثلاث الاسلام والايمان والاحسان. وسماها النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث دينا ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم وفيه وخلقت الملائكة من نور وهذا معنى قول المصنف رحمه الله وفي صحيح مسلم ان الله خلقهم من نور فهو يشير الى حديث عائشة وفيه وخلقت الملائكة من نور ومعنى خلقهم من نور اي انه ابتدأ خلقهم من نور. اي انه ابتدأ خلقهم من نور وليس المراد انهم اجسام نورانية وليس المراد انهم اجسام نورانية. فالحديث المذكور لا يفيد اثبات هذه الصفة باجسام الملائكة ان اجسامهم نورانية وانما يفيد ان ابتداء خلقهم كان من نور كما ان ابتداء خلقنا كان من طين فكما ان احدنا فكما ان احدنا الان لا يؤنس منه الطين ولا ينسب اليه فكذلك الملائكة ليست اجسامهم نورانية وانما ابتدأ طلقهم من النور. ويدل على هذا ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال لقد رأى من ايات ربه الكبرى قال رأى جبريل في صورته له ست مئة جنة. رأى جبريل كصورته له ستمئة جناح. فذكر ان هذه صورته وانها مدركة ولم يذكر نورا فذكر ان هذه صورته وانها مدركة ولم يذكر انها نور ولا يوصف شيء بكونه نورا سوى الله سبحانه وتعالى وما عدا ذلك من المخلوقات فانه لا يوصف به. وما عدا ذلك من المخلوقات فانه لا يوصف به ووقع في صحيح مسلم بدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واجعلني نورا انه قال واجعلني نورا والمحفوظ لفظ الصحيحين. واجعل لي نورا. والمحفوظ لفظ الصحيحين واجعل لي نورا اي ارزقني نورا استرشد واهدى به. اما الرواية التي انفرد بها مسلم فمعناها سؤال الله ان يجعل المخلوق نورا وهذه الرواية رواية غلط وانما المحفوظ هو سؤال العبد ربه ان يجعل له نورا تصديقا لقول الله سبحانه وتعالى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وقوله تعالى او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به بالناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها في اين اخر فالمخلوق لا يكون نورا. وصفة النور لله عز وجل وحده. ولا يقال عن الملائكة ولا عن غيرهم هم اجسام رانية نعم ارسل الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما معنى الايمان بالملائكة؟ الجواب والاقرار الجازم بوجودهم وانهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون. وعباد مكرمون لا تسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يستنكفون عن عبادته ولا يستكبرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يسألون ولا يستحسرون لما ذكر المصنف ما سبق من دليل الايمان بالملائكة اتبعه بسؤال يتعلق به فقال ما معنى الايمان بالملائكة ثم اجاب عنه بانه الاقرار الجازم بوجودهم. وتقدم ان الجزم يراد به اليقين الثابت الراسخ. فهو اقرار مشتمل على الايقان والجزم ثابت راسخ لا يتلجلج وهذه حقيقة الايمان. ومن هنا سبق الانباه الى ان الاقتصار في بيان حقيقة الايمان على التصديق دون قرنها بالجزم غلط من وجوه نشطها ابن تيمية الحفيد في كتاب الايمان وانه لابد من ذكر الجزم للاشارة الى ان التصديق تصديق راسخ متيقن وليس تصديقا عابرا يزول بادنى سبب. فمن معنى الايمان بالملائكة اقرار الجازم بوجودهم. اي بان يعتقد العبد ان هذا الخلق من خلق الله موجودون قال وانهم خلق من خلق الله عز وجل. اذ ليس في الوجود الا خالق ومخلوق. فالله وغيره مخلوق ومن خلق الله عز وجل الملائكة. وهم كما قال مربوبون مسخرون. اي مقرون لله عز وجل بالربوبية خاضعون لامره اي مقرون لله عز وجل بالربوبية خاضعون لامره وهم كما اخبر الله عز وجل عنهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وتقدم ان ما يقع في كلام المتكلم من الايات او الاحاديث دون اشارة الى ذلك بنحو قال الله تعالى او قال النبي صلى الله عليه وسلم انه يسمى في علم البديع ايش اقتباسا انه يسمى اقتباسا. والى ذلك اشار الاخضري بقوله ها احسنت والاقتباس ان يضمن او الاقتباس ان يضمن الكلام قرآن او حديث سيد الانام. والاقتباس ان وضمن الكلام قرانا او حديث سيد الانام. ومنه الواقع هنا فيما ذكره المصنف مما يتعلق بالايمان بالملائكة. ثم قال في صفتهم لا يستنكفون عن عبادته ولا يستكبرون. اي لا يمتنعون عنها اي لا يمتنعون عنها رغبة الى غيرها. ولا يستكبرون اي لا يحملهم الكبر على الامتناع عن عبادة الله سبحانه وتعالى. يسبحون الليل والنهار. لا يفترون ان لا اي لا يعتريهم كلل يحملهم على الانقطاع اي لا يعتريهم كلل يحملهم على الانقطاع ولا يسأمون ولا يستحسرون اي لا يملون ولا اي لا يملون ولا يقصرون. بمعنى لا يسأمون لا يملون. ومعنى لا يستحسرون لا يقصرون وهذه الصفات المذكورة كلها من الصفات المخبرة عن كمال خلقهم وشرفهم مرتبتهم وان الله جعلهم على هذه الحال وبقيت تتمة لابد من ذكرها في الايمان في معنى الايمان بالملائكة. وهي ان منهم من ينزل احيي على انبياء الله وهي ان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله. فهذه التتمة لازمة لما يترتب عليها من بعث الرسل. فانه لما كان الخلق عاجزون لما كان الخلق عاجزين عن معرفة ما يجب لله عز وجل عليهم بعث الله عز وجل اليهم رسلا منهم وجعل تحميل رسلهم البلاغة بانزال من يبلغهم هذا البيان من الملائكة وهو الملك المعروف باسم جبريل عليه الصلاة والسلام فاذا ذكر الايمان بالملائكة فلا بد ان تذكر هذه الوظيفة التي هي من اهم متعلقات الايمان بهم. وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله عز وجل لان ما وقع في خطاب الشرع في الايات او الاحاديث جرى فيه تقديم الايمان بالله ثم بالملائكة ثم بالرسل الملائكة هم الملأ الاعلى ومنهم يصل خبر السماء الى الناس بالرسل الذين يبعثهم الله سبحانه وتعالى اليهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال اذكر اذكر بعض انواع اذكر بعض انواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به. الجواب هم باعتبار ذلك اقسام كثيرة. فمنهم الموكل باداء الوحي الى الرسل وهو الروح الامين جبريل عليه السلام. ومنهم الموكل بالقطر وهو ميكائيل عليه السلام منهم الموكل بالصور وهو اسرافيل وعليه السلام. ومنهم الموكل بقبض الارواح وهو ملك الموت واعوانه ومنهم الموكل باعمال العباد وهم الكرام الكاتبون ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها وهو رضوان ومن معه. ومنهم الموكل بهم وهو رضوان ومن معه ومنهم الموكل بالنار وعذابها وهم مالكوها. وهم مالك وما منعه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكير. ومنهم حملة العرش ومنهم الكروبيون ومنهم كانوا بالنطف في الارحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليه ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر. ومنهم صفوف قيام لا يفترون ومنهم ركع وسجد لا يرفعون. ومنهم غير من ذكر. وما يعلم جنود ربك الا وما هي الا ذكرى للبشر. ونصوص هذه الاقسام من الكتاب والسنة لا تخفى لما ذكر المصنف دليل الايمان بالملائكة ومعناه اتبعه سؤالا يتعلق ببيان انواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به فالملائكة جعلوا انواعا منوعة باعتبارين. الملائكة جعلوا انواعا منوعة كبارين احدهما تهيئة الله عز وجل له تهيئة الله عز وجل لهم اي ما جعل لهم من القدرة على شيء اراده. اي ما جعل لهم من القدرة على شيء اراده والاخر باعتبار ما وكل اليهم من الوظائف باعتبار ما وكل اليهم من الوظائف اي الاعمال التي يقومون بها اي الاعمال التي يقومون بها وهما جهتان متقابلتان احداهما تتعلق بالابتداء والاخرى تتعلق بالانتهاء وهما اي ما سبق جهتان متقابلتان. احداهما تتعلق بالابتداء والاخرى تتعلق بالانتهاء فتهيئتهم تتعلق ايش؟ الابتداء فتهيئتهم تتعلق بالابتداء واعمالهم ووظائفهم تتعلق بالانتهاء وذكر ان الملائكة اقسام كثيرة لتعدد وظائفهم وكثرة اعمالهم. فمنهم الموكل باداء الوحي الى الرسل وهو الروح الامين. جبريل عليه السلام فان جبريل هو الذي كان ينزل بالوحي على انبياء الله عز وجل فان جبريل هو الذي كان ينزل بالوحي على انبياء الله عز وجل وعرف بالروح الامين كما قال الله تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين فسمي روحا باعتبار ان ما ينزل به تحصل به حياة الارواح. باعتبار ان ما ينزل به تحصل به حياة الارواح والقلوب فان الوحي هو نور الهداية. الذي تحيا به قلوب الناس وارواحهم وسمي امينا لكمال حفظه امانة البلاغ. وسمي امينا لكمال حفظه امانة البلاغ فادى ما وكله الله عز وجل اليه من البلاغ بالرسالات التي ينزل بها على الرسل اتم اداء واكمل امانة وفيه لغات عدة وبها قرأ في القرآن الكريم واشهرها جبريل بالياء قال ومنهم الموكل بالقطر اي بالمطر اي بالمطر وهذا تارة يكون فيه القطر غيثا ونعيما وتارة يكون فيه القطر عذابا اليما ان قال وهو ميكائيل عليه السلام كما روي ذلك في احاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ومنهم الموكل بالصور وهو ايش القرن الذي ينفخ فيه عند بعث الخلق وهو القرن الذي يبعث الذي ينفخ في عند بعث الخلق واضح طيب ما معنى القرن ايش البوق الة ينفخ فيها. طيب ما هي هذه الالة نسأل عنه الحين في التفاسير تجدون يقولون السور هو قرن ينفخ فيه. صح؟ طب ما هو القرن والقرن هو قرن الثور. قرن الثور يجوف يجوف ثم ينفخ فيه فيكون الصوت فيه قويا فالقرن اذا اطلقوه في هذا المقام يقصدون قرن الثور. ان العرب كانت تعرف هذا لانه ضيق في طرف وواسع في طرف فيجوفونه ثم ينفخون فيه. فهو المراد بالقرن الذي ينفخ فيه اسرافيل عند بعث الخلق فالموكل بالسور كما ذكر المصنف اسرافيل عليه السلام ثبت هذا في صحيح مسلم قال ومنهم الموكل بقبض الارواح وهو ملك الموت واعوانهم وذكر المصنف كغيره الاعوان تبعا لغيره ممن حمل الايات التي جمع فيها ذكر ملائكة الموت على هذا المعنى وانهم اعوان الملك كما قال الله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة وكذلك قال تعالى توفته رسلنا. فالايتان تفيدان الجمع. فالايتان تفيدان الجمع فذهب من ذهب الى ان القبض هو لملك الموت واعوانه والاظهر ان القبض هو لملك واحد. والاظهر ان القبض هو لملك واحد. قال الله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت. قل يتوفاكم ملك الموت ويتبعه غيره في العمل ويتبعه غيره في العمل. ان يتممون ما شرع فيه. ففي حديث البراء بن عازب لما ذكر قبض النفس المطمئنة قال فلا يتركونها في يده طرفة عين اي الملائكة فيقبضها ملك الموت ابتداء ثم يتمم ذلك غيره من الملائكة فملك الموت واحد الاعوان انما يكونون بعد القبظ. فليست وظيفتهم القبظ وانما وظيفتهم تتميم ما يكون بعد قبض فاذا قبضها لم يتركوها في يده طرفة عين واسم ملك الموت واسم ملك الموت عزرائيل ما الدليل واسم ملك الموت عزرائيل نقل الاجماع عليه جماعة منهم القاضي عياض في كتاب الشفاء. نقل الاجماع عليه القاضي عياض في كتاب الشفاء. ورويت في ذلك احاديث لا يصح منها ورويت في ذلك احاديث لا يصح منها شيء قال ومنهم الموكل باعمال العباد وهم الكرام الكاتبون كما جاء ذلك في القرآن الكريم. قال ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم المعقبات اي الذين يحفظون المرء بامر الله اي الذين يحفظون العبد بامر الله فلا يتبعهم احد في التعقيب عليهم فلا يتبعهم احد بالتعقيب عليه اي لا يخلفهم احد بتغيير حاله او تدبير امره اي لا يخلفهم احد بتغيير حاله او تدبير امره قال ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها وهم رضوان بكسر الراء وتضم ايضا فيقال رضوان ورضوان اما الفتح لغة رديئة وليست من الفصيح قال ومن معه اي من خزنة جهنم وهو وهو وهو وهم يسمون خزنة الجنة وملائكة الجنة. اما تفريج اسماء اولئك الخزنة. فروي اسم رضوان في حديث ضعيف. روي اسم رضوان في حديث ضعيف والعمدة في اثبات صحة هذا الاسم انه الملك الموكل بالجنة هو الاجماع هو الاجماع. نقله القاظي عياظ في كتاب الشفاء نقله القاضي عياض في كتاب الشفاء وتحصل عندنا ان اسم عزرائيل واسم رضوان ثابتان ام غير ثابتين ها ثابتان بطريق الاجماع من نقله القاضي عياض الحصبي في كتاب الشفاء ونقل الاجماع غيره في اسم عزرائيل. قال ومنهم الموكل بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية. اي من خزنة جهنم الذين يزبنون الناس اي يدفعونهم بشدة سموا زبانية لانهم يدفعون الخلق في النار بشدة ورؤساء او هم تسعة عشر وهم مذكورون في قوله تعالى عليها تسعة عشر ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكير جاء هذا في حديث رواه الترمذي واسناده حسن. جاء هذا في حديث عند الترمذي واسناده حسن وهذان الملكان اسميهما لغتان وهذان الملكان باسميهما لغتان الاولى تجريدهما من ال تجريدهما من فيسميان منكر ونكير. فيسميان منكر ونكير والاخرى تحليتهما بال تحليتهما بال فيسمان المنكر والنكير ويسمان المنكر والنكير وذكر في الاول منهما كسر كافه ايضا. وذكر في الاول منهما كسر كافه ايضا. فيقال منكر ومنكر فيقال منكر وممكن ذكر ذلك كله الصنعاني في جمع الشتيت ذكر ذلك كله الصنعاني في جمع الشديد وهو شرح منظومة في احوال القبر للسيوط اسمها وابيات التثبيت اسمها ابيات التثبيت واشرت الى هذه اللغات بقولي منكر والنكير عرفا او نكرا منكر والنكير عريفا او نكرا وكافلا ورفت عنه واكسرا وكافل عنه واكسرا كم يصير فيه لغة بالنكير لغتان النكير ونكير وفي الملك الثاني كم لغة ها ثلاث اربع كيف اربع احسنت اربع لغات بالتعريف وعدمه وكسر الكاف وفتحها. فيكون المنكر والمنكر ومنكر ومنكر. فتكون اربع لغات ومن الملائكة ايضا حملة العرش الذين يحملون عرش ربنا سبحانه وتعالى وهم اربعة وهم اربعة ويكونون يوم القيامة كم ثمانية ويكونون يوم القيامة ثمانية ومنهم الكروبيون ومنهم الكروبيون وروي ذكرهم في حديث متنازع في ثبوته والاشبه انه حديث ضعيف واختلف في معنى الكروبيين على قولين احدهما انهم الملائكة المقربون انهم الملائكة المقربون مأخوذ من كرب اذا قرب مأخوذ من كرب بالكاف اذا قرب بالقاف والثاني انهم ملائكة العذاب انهم ملائكة العذاب مأخوذ من الكرب وهو شدة الامر مأخوذ من الكرب وهو شدة الامر. وكلاهما محتمل ولم يثبت في ذلك حديث ومنهم الموكل بالنطف في الارحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها وهو الوارد ذكره في حديث ابن مسعود في الصحيحين وفيه لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تخليق ابن ادم في بطن امه قال ثم يرسل اليه الملك الحديث فوكل الله سبحانه وتعالى بالنطف بالارحام ملكا فيما يتعلق بتخليقها وكتابة ما يراد بها. قال ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور. كما ثبت في الصحيحين. يدخل وكل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليه والبيت المعمور بناء مرفوع في السماء السابعة والبيت المعمور بناء مرفوع في السماء السابعة. حذاء الكعبة حذاء الكعبة اي يحاذي الكعبة سمي معمورا ليش احسنت لان الملائكة يعمرونه بالعبادة والطاعة. لان الملائكة يعمرونه بالعبادة والطاعة. فيدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم. قال ومنهم ملائكة سياحون اي سيارون يسيرون في الارض يتبعون مجالس الذكر ان يطلبون الوقوف على مجالس الذكر قال ومنهم صفوف قيام لا يفترون. اي من الملائكة ملائكة جعلهم الله ظن منتصبين قياما لله عز وجل لا ينقطعون عن ذلك بكلل. قال ومنهم ركع وسجد لا يرفعون اي من الملائكة من يكون على هذه الحال راكعا لله او ساجدا له لا يرفع ثم قال قال ومنهم غير ذلك ومنهم غير من ذكر. ثم ذكر قوله تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر واشار المصنف الى هذا المعنى في الجوهرة الفريدة فقال وغيرهم من جنود ليس يعلمها وغيرهم من جنود ليس يعلمها الا العليم الخبير الواحد الاحد الا العليم الخبير الواحد الاحد وقد روى عبدالله ابن احمد في كتاب السنة باسناد حسن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال ليس شيء اكثر من الملائكة انه قال ليس شيء اكثر من الملائكة. رواه كما تقدم عبدالله ابن الامام احمد في كتاب السنة عن عبد الله ابن عمرو واسناده حسن وهو يدل على كثرة الملائكة واختلاف انواعهم وتعدد وظائفهم واعمالهم ثم قال ونصوص هذه الاقسام من الكتاب والسنة لا تخفى. اي ان ادلة ذلك ظاهرة بينة وقد صنف من صنف من القدامى والمحدثين كتبا في الاحاديث الواردة في الملائكة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل الايمان بالكتب؟ الجواب ادلته كثيرة منها. قوله تعالى يا ايها الذين الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل وقوله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم الايات. وغيرها كثير. ويكفي في ذلك قوله تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتابه لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر الركن الثاني من اركان الايمان وهو الايمان بالملائكة اتبعه بذكر الايمان بالكتب لان الملائكة ينزلون بها على الرسل فاورد سؤالا قال فيه ما دليل الايمان بالكتب؟ ثم اجاب عنه بايراد ايات من القرآن الكريم منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله. يعني القرآن والكتاب الذي انزل من قبل اي من جميع الكتب المتقدمة على القرآن الكريم. مما عرف اسمه او جهل مما انزله الله عز وجل على الانبياء فقوله تعالى والكتاب الذي انزل من قبلي يراد به جنس الكتب المنزلة على الانبياء. مما عرفنا اسمه كالتوراة والانجيل وما لم نعرف اسمه من كتب الله التي انزلها على انبيائه ثم قال ومنها ايضا قوله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل الاية فقوله وما انزل الينا اي بالكتاب الذي انزل الينا وهو القرآن الكريم وقوله وما انزل الى ابراهيم واسماعيل الى اخر الاية اي ما انزل من الكتب على اولئك الانبياء المتقدمين على نبينا صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر اية ثالثة وهي قوله تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وهذا يشمل كل كتاب انزله الله عز وجل من الكتب التي انزلت على الانبياء وهذه الايات التي ذكرها المصنف تدل على الايمان بالكتب بطريقين. وهذه الايات التي ذكرها المصنف تدل على الايمان بالكتب بطريقين احدهما التصريح بذلك احدهما التصريح بذلك بذكر الكتاب التصريح بذلك بذكر الكتاب واصل هذا الاسم مأخوذ من الكتب وهو الجمع واصل هذا الاسم مأخوذ من الكتب وهو الجمع والاخر ذكرها بالاشارة الى انها منزلة من عند الله. ذكرها بالاشارة الى انها منزلة من عند الله عز وجل فاصل المنزل منه هو الوحي. فاصل المنزل منه هو الوحي. وهذا الوحي وهذا الوحي منه ما يكون في الكتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى فالاشارة اليها باسم الكتاب للاشارة الى كونها مجموعة. للاشارة الى كونها مجموعة. فينزل على النبي او الرسول كتاب يجمع من ايات الله المنزلة عليه. وذكرها باسم المنزل اشارة الى انها من عند الله عز وجل اشارة الى انها من عند الله سبحانه وتعالى وقد يذكر الكتاب ويراد به الاشارة الى المنزل مما هو في اللوح المحفوظ. وقد يذكر كتاب والاشارة فيه الى المنزل مما هو في اللوح المحفوظ. كقوله تعالى في سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه. ذلك الكتاب لا ريب فيه. فان الاشارة هنا هي اشارة الى القرآن حال كونه في اللوح المحفوظ. هي الاشارة الى القرآن حال كونه في اللوح هي المحفوظ لان ذلك اسم اشارة للبعيد. لان ذلك اسم اشارة للبعيد ويجيء في القرآن الاشارة الى الكتاب. باسم الاشارة البعيد وباسم الاشارة القريب. باسم الاشارة البعيد وباسم الاشارة قريب. فان ذكر باسم الاشارة البعيد فالمراد به القرآن حال كونه مكتوبا في صحف المحفوظ. واذا كان مذكورا باسم الاشارة القريب فالمراد به الاشارة الى القرآن حاله حال كونه بيننا. الاشارة الى القرآن حال كونه بيننا. اما القرآن الكريم فان الاشارة اليه تجيء في القرآن بالبعيد ولا بالقريب ها كلاهما يلا هاتها للقرآن ما قلنا الكتاب قرآن ايه ايش طيب وبعيد ايش نعم عبد الله وهو او البعيد نام يا اخي قريب وبعيد وقعت الاشارة الى القرآن في القرآن بالقرب فقط لقوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ولم يقع الاشارة في القرآن اليه باسم الاشارة البعيد لان هذا الاسم هو له حال كونه مقروءا بيننا. لان هذا الاسم هو له حال كونه مقروءا بيننا آآ فليس نظيرا للاسم الاخر الكتاب من كل وجه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال هل سميت جميع الكتب في القرآن؟ الجواب سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وموسى. وذكر الباقي جملة وقال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل وقال تعالى واتينا داود زبورا. وقال تعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم ما الذي وفى؟ وقال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوما الناس بالقسط. فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الايمان به تفصيلا. وما ذكر منها اجمالا وجب علينا الايمان به جمالا. فنقول فيه ما امر الله به رسوله. وقل امنت بما انزل الله من كتابه. ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالكتب فقال هل سميت جميع الكتب بالقرآن ثم اجاب عنه بقوله سمى الله منها في القرآن هو والتوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وموسى وذكر الباقي جملة وهذا يفيد ان ذكر الكتب في القرآن وقع بطريقين ان ذكر الكتب في القرآن وقع بطريقين احدهما طريق التفصيل بتسمية ما سمي منها طريق التفصيل بتسمية ما سمي منها والاخر طريق الاجمال بذكر جملتها دون اسماعها. بذكر جملتها دون اسمائها واجمع اهل العلم ان المذكور منها في القرآن خمسة واختلفوا في السادس فالاول القرآن والثاني التوراة والثالث الانجيل والرابع الزبور والخامس صحف ابراهيم فهذه الكتب الخمسة اجمع عليها واختلف في السادس وهو صحف موسى عليه الصلاة والسلام فمن اهل العلم من اثبتها كتابا مستقلا عن التوراة فمن اهل العلم من اثبتها كتابا مستقلا عن التوراة ومنهم من جعلها التوراة نفسها. ومنهم من جعلها التوراة نفسها وهذا القول الثاني اصح وهذا القول الثاني اصح ان صحف موسى عليه الصلاة والسلام هي التوراة ثم ذكر المصنف ايات دالة على ذلك فذكر قوله تعالى وانزل التوراة والانجيل من قبل ففيها ذكر التوراة والانجيل وذكر قوله تعالى واتينا داود زبورا فسمى كتاب داود الزبور ثم ذكر قوله تعالى ام لم ينبأ بما في الصحف موسى وابراهيم الذي وفى فذكر صحف موسى وابراهيم وكذلك في ايتي سورة الاعلى ان هذا لفي الصحف الاولى ابراهيم وموسى. ثم ختم بقوله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب. وهذا دال على بقيتها جملة وما ذكر منها تفصيلا باسمه وجب الايمان باسمه وما لم يذكر فانه يجب علينا الايمان به اجمالا. فانه يجب علينا الايمان به اجمالا وهذه الكتب اختص الله عز وجل بها من اختص من انبيائه وهم ابراهيم وموسى وعيسى وداوود ومحمد عليهم الصلاة والسلام فعلى هؤلاء انزلت هذه الكتب فانزل على محمد صلى الله عليه وسلم القرآن وانزل على ابراهيم الصحف وانزل على موسى التوراة التي هي ذات صحف وانزل على عيسى الانجيل وانزل على داود الزبور. واصل الزبور يعني الكتاب المجموع واصل الزبور الكتاب المجموع وخص اسم كتاب داود وخص اسم كتاب داود باسم الزبور والمراد في قول الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر اي واحد من الكتب ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قرآن طاح في موسى. طيب كيف من بعد الذكر؟ يعني بعد القرآن ها احسنت ولقد كتبنا في الزبور يعني في الكتب المجموعة للانبياء. فهنا الزبور وقع على المعنى العام ليس اسما لي كتاب داود عليه الصلاة والسلام. ثم قال من بعد الذكر ها عبد الله احسنت يعني اللوح المحفوظ يعني اللوح المحفوظ والذكر يقع اسما للوح المحفوظ واسما للقرآن الكريم ذكره ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى وورد ذلك في صحيح البخاري ان الذكر يقع اسما للوح المحفوظ لكن انه قليل الاستعمال بالقرآن والسنة وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونتمم ما يتهيأ من باقيه بعد صلاة العشاء ان شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين