عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي فقه في الدين من اراد به خيرا واسسه تأسيسا. وجعل مقاصد علمه اولاها طلبا ونشرا وتقديسا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له فهو المعبود الحق واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالصدق صلى الله عليه وعلى اله وصحبه صلاة تتوالى وتزكو وسلم عليه وعليهم سلاما الا ويربو. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن رحمة المعلمين بالمتعلمين توثيق صلتهم بالدين المتين. وعمارة قلوبهم بالعلم المبين تثبيتا لافئدتهم واحياء لبلدان المسلمين وهذا المجلس الرابع عشر بشرح الكتاب الاول من برنامج تأسيس المتعلم في سنته الاولى ثلاث ثلاث واربعين واربعمائة والف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. للعلامة حافظ بن احمد بن علي كمية رحمه الله المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة والف وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله هل قص الله جميع الرسل في القرآن؟ نعم احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. بإسنادكم نفعنا الله الله بكم الى العلامة حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله تعالى انه قال في كتابه اعلام المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. سؤال هل قص الله جميع الرسل في القرآن الجواب قد قص الله علينا من انبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة. ثم قال تعالى رسولا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك. فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل واجمالا في ماء اجمل ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل الذي لم يزل يسرد السؤالات المتعلقة به واحدا بعد واحد فقال هل قص الله جميع الرسل في القرآن ومراده هل اخبر الله عز وجل بانبائهم جميعا ام لا ومراده بالقص معنى خاص. وهو ذكر احوالهم واخبارهم بعد اخبارهم في اممهم ويدل على هذا جوابه لما قال قد قص الله علينا من انبائهم بل مسئول عنه ما يتعلق بانباء الرسل ثم اجاب عنه بقوله قد قص الله علينا من انبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة وهذا من احسن الاجوبة التي تبين ما هو غاية المراد من ذكر اخبارهم فان المراد من ذكر اخبار الانبياء وغيرهم هو حصول العبرة والاتعاظ والانتفاع بما يذكره الله سبحانه وتعالى من الاخبار المسرودة في القرآن فان القرآن كتاب شريف عظيم. كما قال الله عز وجل وانه لقرآن كريم. والكريم هو ذو الشرف فما يكون فيه لا يكون كنظيره من غيره. فالاخبار والقصص المذكورة فيه لا يقصد بها ما يقصده القصاصون والاخباريون ونقلة التاريخ من مجرد سردها وذكر ما جرى من الاحوال فيها. بل وراء ذلك غاية عظيمة وهو الاعتبار والاتعاظ والانتفاع بما يذكر الله سبحانه وتعالى من تلك القصص والاخبار. فاراد المصنف بجوابه لهذا ان يوجه الانظار الى الغاية من القصص والاخبار. المذكورة في القرآن الكريم وهو اصول العبرة والموعظة منها ثم ذكر رحمه الله تعالى ان ما نحتاج اليه في حصول ذلك اي من العظة والاعتبار قد قصه الله سبحانه وتعالى علينا. وترك اشياء اكتفاء بما ذكره سبحانه وتعالى مما ذكره عمن سماه من الانبياء. والى ذلك اشار سبحانه في قوله ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ففي القرآن قصص جماعة من الانبياء وفيه من ترك قص خبره فلم يذكره الله سبحانه وتعالى وفي هؤلاء الانبياء من وقع ذكر قصته في موضع واحد. كيوسف عليه الصلاة والسلام ومنهم من كررت قصته مرارا كثيرة. واكثر الانبياء الذين كررت قصصهم مع امتهم ومن بعثوا واليه هو نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام. وذلك لامر عظيم وهو ها يا عبد الله طيب اها توحيد بيتا للنبي ها ايش لهذه الامة هذه امته لكن هو في نفسه هم نعم الاخ طيب الجواب في حديث فرض الصلوات الخمس في حديث الاسراء. ماذا قال موسى ايش ايه بس ماذا علل هذا بايش؟ ها احسنت لقوله فيه لقد عالجت بني اسرائيل اشد المعالجة. وفي لفظ لقد عرفت الناس فلكثرة ما وقع لموسى عليه الصلاة والسلام من معرفة احوال الناس وما عرظ له من انواع المشاق واختلاف الاحوال ذكرت قصته في مواضع مختلفة من القرآن فالانتفاع بها كثير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال كم سمي منهم في القرآن؟ الجواب سمي منهم فيه ادم ونوح وادريس وهود وصالح وابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب يوسف ولوط وشعيب ويونس وموسى وموسى وهارون والياس وزكريا ويحيى واليسع وذا الكفل وداوود وسليمان وايوب. وذكر وسليمان وايوب وذكر اسباط جملة وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل فقال كم سمي من هم في القرآن وشاع في كلام اهل العلم عنايتهم بذكر اسماء الانبياء الواردة في القرآن دون ما جاء في السنة لان القرآن مقطوع بثبوته فما ذكر فيها من الاسماء النبوية لاهلها مقطوع به بخلاف ما روي في الاحاديث النبوية فقد يكون منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف لا يثبت وهؤلاء المسمون في القرآن نوعان احدهما المصرح باسمائهم المصرح باسمائهم وهم من عدا الاسباط فيما عده المصنف من عدا الاسباط فيما عدا المصنف فيما عده المصنف وعدتهم خمسة وعشرون وعدتهم خمسة وعشرون والاخر المذكورون اجمالا المذكورون اجمالا وهم الاسباط وهم الاسباط ويراد بهم هنا ابناء يعقوب ويراد بهم هنا ابناء يعقوب وهم اخوة يوسف وهم اخوة يوسف ولم يثبت ذكر اسمائهم من وجه صحيح وعرف من عرف منهم بنقل اهل الكتاب وعرف من عرف منهم بنقل اهل الكتاب كبنيامين وغيره والصحيح ان الاسباط المذكورين في القرآن لا يراد بهم ابناء يعقوب اخوة يوسف وانما يراد بهم ذراريهم ممن نسل منهم فالاسباط في بني اسرائيل كالقبائل في العرب فالاسباط في بني اسرائيل كالاسباط كالقبائل في العرب فابناء يعقوب عليه الصلاة والسلام نزل منهم جم غفير ثم صاروا ينسبون الى هؤلاء وسموا اسباطا فلا يصح ان الاسباط انفسهم كانوا انبياء ذكره ابن تيمية الحفيد ذكره ابن تيمية الحفيد وبين انه لا يعرف عن احد من الصحابة انه ذكر ان الاسباط انبياء. انه لا يعرف عن احد من الصحابة انه ذكر ان الاسباط انبياء وقال السيوطي في رسالته دفع التعسف ولم اره في كلام احد من التابعين ولم اره في كلام احد من التابعين فالاسباط عند ذكرهم مع الانبياء يراد ام بهم ذرية يعقوب عليه الصلاة والسلام الذين نسلوا من ابنائه وصاروا جما غفيرا بمنزلة القبائل من العرب والمراد بذكرهم ان هؤلاء كان فيهم انبياء والمراد بذكرهم هو ان هؤلاء كان فيهم انبياء فكانت النبوة مستمرة في بني اسرائيل فكانت النبوة مستمرة في بني اسرائيل وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا هلك نبي خلفه نبي اذا هلكه نبي خلفه نبي فكان الانبياء في الاسباط كثير. وكان الانبياء في الاسباط كثير نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال من هم اولو العزم من الرسل؟ الجواب هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه. الموضع الاول في سورة الاحزاب وهو واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى موضع الاية الموضع الثاني في سورة الشمرة وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به. وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. الاية ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل فقال من هم اولو العزم من الرسل ثم اجاب عنه بانهم خمسة واحال على ذكر اسمائهم واحال في ذكر اسمائهم على الايتين المذكورتين وهم فيها نوح وابراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهم مذكورون في هاتين الايتين من سورة الاحزاب وسورة الشورى. واشار الى ذلك المصنف فيسلم الوصول فقال خمسة منهم اولو العزم الاولى وخمسة منهم اولو العزم الاولى في سورة الاحزاب والشورى تلا. في سورة الاحزاب والشورى تلا وتقدم ان هؤلاء الخمسة هم خير ذرية ادم فروى الخلال في كتاب السنة والبيهقي في دلائل النبوة باسناد حسن عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال خير ولد ادم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم فمن المقطوع به ان هؤلاء الخمسة هم خير الانبياء. فمن المقطوع به ان هؤلاء الخمسة هم خير انبياء فقول ابي هريرة اما ان يصوغ انه مما لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع واما ان يقال ان قول صحابي لا يعرف له مخالف فهم خير انبياء الله عز وجل وخيرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. وانما الشأن في تحقيق كونهم هم اولو العزم المذكورون في الايتين الذين احيل في تثبيت ذلك على الايتين من سورة الاحزاب والشورى وجعل هذا تفسيرا لقوله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل فان اثبات اسم اولي العزم لطائفة من الرسل منشأه من هذه الاية. وان الله عز وجل امر محمدا صلى الله عليه وسلم ان يصبر كما صبر اولو العزم من الرسل وتواردهم في ايتين نسقا متتابعا بذكر اسمائهم لا يقطع معه انهم هم المرادون باولي العزم فهذا يحتاج الى دليل خاص ان هؤلاء الخمسة الذين ذكروا متتابعين في هاتين الايتين هم اولوا العزم. اذ غيرهم من الانبياء ذكر متتابعا تارة ترى اثنان وتارة ثلاثة وتارة اكثر من ذلك واحسن ما يمكن الاستدلال به على هذا القول الذي يرى اختصاص اولي العزم بالخمسة هو حديث الشفاعة الطويل هو حديث الشفاعة الطويل اذ ذكر في حديث الشفاعة الطويل هؤلاء الخمسة مع ابيهم ادم عليه الصلاة والسلام مع ابيهم ادم عليه الصلاة والسلام وقد قال الله عز وجل في ادم ولقد عهدنا الى ادم من قبل ايش؟ فلم نجد له عزما فخرج بهذه الاية من صفة العزم التي اثبتت لهم وبقي من الستة المذكورين في حديث الشفاعة بقي هؤلاء الخمسة. وهذا احسن ما يستدل به في كون هؤلاء الخمسة هم المرادون قولي العزم عند من يقول بهذا القول. وذهب بعض اهل العلم الى ان اولي العزم صفة للانبياء جميعا. ان اولي العزم صفة للانبياء جميعا. فكل الانبياء كانوا اولي قوة واخذ لما امروا به باحتفاء واعتناء فالعزم صفة لهم جميعا. فالعزم صفة لهم جميعا وهذا قول عبدالرحمن بن زيد بن اسلم من التابعين قول عبدالرحمن بن زيد بن اسلم من التابعين واختاره وعلي بن مهدي الطبري واختاره علي بن مهدي الطبري ذكره عنه الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان. فكل نبي هو ذو عزم. فكل نبي هو ذو عزم وعلى هذا القول يكون قوله تعالى فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل تكون تكون من بيانية بيانية اي ان اولي العزم هم من الرسل وليست تبعيضية وليست تبعيضية ويقوي هذا القول ان اهل العلم اختلفوا عدة الانبياء اولي العزم. فمنهم من عد هؤلاء الخمسة ومنهم من عد ثلاثة. ومنهم من عد اكثر من ذلك ليس في ادلة من عين جمعا منهم شيء يظهر ترجيحه على غيره. والقول بانهم هؤلاء الخمسة هو المشهور وعند اهل العلم. والقول بانه صفة لهم ولغيرهم اقوى والله اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال من اول الرسل؟ الجواب اولهم اولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام. كما قال تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. وقالت تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل فقال من اول الرسل ثم اجاب عنه بقوله اولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام وذكر قيدي بعد الاختلاف يدل على كونه مرادا له في السؤال فكأن السؤال من اول الرسل بعد الاختلاف فكأن السؤال من اول الرسل بعد الاختلاف؟ حتى يقع الجواب موقعه من السؤال حتى يقع الجواب موقعه من السؤال قال الاهدل في نظم القواعد المعروف بالفرائض البهية قال ثم السؤال عندهم وثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب حسبما افادوا. ثم السؤال عندهم معاد قل للجواب حسب ما افادوا اي ان الاصل ان السؤال يعاد في الجواب اما لفظا واما تقديرا. فعرفنا من الجواب ان السؤال يتعلق بالسؤال عن اولية الرسول الذي ارسل الى اهل الارض بعد الاختلاف وترك المصنف كذلك لشهرته والعلم به. وترك المصنف ذلك لشهرته والعلم به. وان السامع اذا سمع هذا السؤال من اول الرسل؟ يعني بعد حصول الاختلاف والمراد بالاختلاف ما احدثه الناس من الشرك ما احدثه الناس من الشرك فان الناس كانوا على التوحيد بعد ادم عليه الصلاة والسلام عشرة قرون عشرة قرون ثبت هذا عن ابن عباس ثبت هذا عن ابن عباس وسيأتي. ثم حدث الاختلاف بينهم ونجم ناجم الشرك في قوم نوح عليه الصلاة والسلام فكان اول رسول ارسله الله الى اهل الارض بعد حصول الشرك هو نوح عليه الصلاة والسلام وذكر المصنف دليلين على ذلك من القرآن فالدليل الاول قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى والنبيين من بعده ودلالته على اولية نوح في ذلك تقديمه عليه الصلاة والسلام على سائر الانبياء في الايحاء اليه تقديمه عليه الصلاة والسلام على سائر الانبياء في الايحاء اليه وعطفهم بالذكر عليه وعطفهم بالذكر عليه والايحاء الذي تقدم فيه نوح عليه الصلاة والسلام جميع من بعده هو ايحاء الرسالة والايحاء الذي تقدم به نوح عليه الصلاة والسلام جميع من بعده جميع من بعده هو ايحاء الرسالة اما ايحاء النبوة فقد تقدمه فيه ادم عليه الصلاة والسلام اتفاقا فقد تقدمه فيه ادم عليه الصلاة والسلام اتفاقا. وادريس في اصح قولين وادريس في صح القولين فمن كان قبل نوح فهو نبي فمن كان قبل نوح فهو نبي. واما نوح فهو رسول ووقع التصريح بهذا في حديث الشفاعة الطويل في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه وفيه ان ادم يقول ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض فصرح باولية نوح في رسالته من ابيه ادم عليه الصلاة والسلام. فعلم ان لنوح عليه الصلاة والسلام او ولية الرسالة. وان لابيه ادم عليه الصلاة والسلام اولية النبوة فان ادم كان نبيا. وعند ابن حبان باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل انبي كان ادم فقال نعم مكلم. نعم مكلم. فاثبت النبوة لادم عليه الصلاة والسلام فابونا ادم عليه الصلاة والسلام هو اول الانبياء واما نوح عليه الصلاة والسلام فانه اول الرسل وجمع الكمال لمحمد صلى الله عليه وسلم فصار به ختم الانبياء والرسل فاخر الانبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف الاية الثانية وهي قوله تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والتكذيب يراد به تكذيب مخصوص يراد به تكذيب مخصوص وهو التكذيب بالرسل وهو التكذيب بالرسل لان الانبياء كانوا في ذرية ادم فهو منهم يعني ادم عليه الصلاة والسلام فلم يستنكروا ممن كان بعده لم يستنكروا وجود الانبياء وانما استنكروا وجود الرسول الذي ارسل اليهم وهو نوح عليه الصلاة والسلام فكان ان الرسالة فترت في تلك القرون اي انقطعت وقلت فلما بعث اليهم نوح عليه الصلاة والسلام كذبوه فالتكذيب الذي نسب اليهم هو تكذيب مخصوص اي تكذيب بالرسل لانهم لم يعهدوا الرسل وانما ظنوا ان خبر السماء والوحي من الله انقطع بموت ابيهم ادم عليه الصلاة والسلام ومن كان منه من ابناءه كادريس عليه الصلاة والسلام على القول الراجح. فلما طال العهد وفترت النبوة توهم من توهم من قوم نوح انه لا نبي بعد من تقدم من الانبياء فكذبوا نوحا عليه الصلاة والسلام واشار المصنف رحمه الله فيسلم الوصول الى الاولية والاخرية فقال اولهم نوح بلا شك لكن كما اولهم نوح بلا شك كما ان محمدا لهم قد ختم ان محمدا لهم قد ختم وسبق ان عرفت ان محمدا صلى الله عليه وسلم حصل به ختم النبوة وختم الرسالة. فاجتمع له الامران في الختم واما في الاولية فكان ادم عليه الصلاة والسلام له اولية النبوة وكانت لنوح عليه الصلاة والسلام اولية الرسالة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال متى كان الاختلاف؟ الجواب. قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين نوح وادم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا. فبعث الله النبيين مبشرين ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل وهو وثيق الصلة بالسؤال المتقدم فانه سأل عن تاريخ وقوع الاختلاف في ذرية ادم قال متى كان الاختلاف؟ اي متى وقع فيهم من وقع في الشرك وتركوا التوحيد الذي كان عليه ابوهم ادم عليه الصلاة والسلام. ثم اجاب عنه بقوله قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين نوح وادم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وهذا الاثر رواه عن ابن عباس جماعة منهم ابن جرير في تفسيره هو ابن ابي حاتم في تفسيره والحاكم في المستدرك واسناده صحيح واسناده صحيح وروي ذلك مرفوعا في حديث ابي امامة عند ابن حبان. وروي ذلك مرفوعا في حديث ابي امامة رضي الله عنه عند ابن حبان بلفظ مختصر ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل بعد ذكر ادم فقيل له فكم كان بينه وبين نوح؟ فقيل له فكم كان بينه يعني ادم وبين نوح فقال عشرة قرون. فقال عشرة قرون. واسناده صحيح فالواقع بين ادم نوح عليهما الصلاة والسلام عشرة قرون كانوا كلهم على التوحيد والمراد بالقرن ايش نعم مئة عام عبد الله فترة من الزمن كم يعني يعني الحين اذا جلسنا الدرس وقمنا نصير جلسنا قرن اه العصر احسنت والقرن هو الجيل من الخلق والقرن هو الجيل من القرن فقوله هو الجيل من الناس والقرن هو الجيل من الناس او من الخلق. فاذا قيد عشرة قرون يعني عشرة اجيال من بان يقدر اب ثم ينسل تنسل منه هذه الاجيال واما تقدير القرن بمائة سنة فهذا اصطلاح تاريخي واما تقدير القرن بمائة سنة فهذا اصطلاح تاريخي لان الجيل من الناس قد يكون في المئة الواحدة اكثر من جيل قد يكون في المئة الواحدة اكثر من جيل في علم الانساب يقدرون في المائة ثلاثة اباء وفي علم الانساب يقدرون في المئة ثلاثة اباء ذكره ابن حجر ذكره ابن حجر ففي عمود النسب كابيك وابي ابيك وجدك تقدر مدة هؤلاء غالبا بمائة سنة ثم بعد هذه القرون العشرة اختلف الناس لما وقع قوم نوح في الشرك فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. فكان الناس امة واحدة اي مجتمعين على امر واحد هو التوحيد ثم اختلفوا فوقع منهم من وقع في الشرك فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. والنبيون في هذه الاية بالمعنى العام ام بالمعنى العام للنبي فيندرج فيه الرسول فيندرج فيه الرسول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال من هو خاتم النبيين؟ الجواب خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل فقال من هو خاتم النبيين؟ اي الذين بعثهم الله بعد وقوع الاختلاف فانه لما ذكر فيما ذكر ان ان الانبياء كان اولهم ادم وان الرسل كان اولهم نوحا عليه الصلاة والسلام نسب ان يذكر من ختم به هؤلاء وهؤلاء فسأل عن خاتم النبيين فقال من هو خاتم النبي ثم اجاب عنه فقال خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. فان الله لما بعث الانبياء والرسل مبشرين ومنذرين في قرون الامم لم يزل اولئك يتتابعون مبعوثين من الله عز عز وجل حتى اذا حتى انتهوا الى من ختموا به. وهو محمد صلى الله عليه وسلم فبه ختم النبوة فالختم هو الغلق الختم هو الغلق فكأن النبوة اغلقت ببعثته صلى الله عليه وسلم. فاذا قيل ختم قوة او ختام الانبياء ونحوهما فالمراد غلق النبوة بعده وانه لا يكون بعد محمد صلى الله عليه نبي ابدا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما الدليل على ذلك؟ الجواب قال الله على ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله تمنى النبيين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي انه نبي وانا خاتم النبيين ولا نبي بعدي. وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه. الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي. وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال قال وانا خاتم النبيين ولا نبي بعدي. وغير ذلك كثير ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل وثيقوا الصلة بالسؤال المتقدم فانه لما ذكر ختم النبوة وانه كائن بمحمد صلى الله عليه وسلم اتبعه بهذا السؤال فقال ما الدليل على ذلك؟ اي ما الدليل على ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم اجاب عنه بذكر دليله من الكتاب والسنة فاما الكتاب فقوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وخاتم بفتح التاء وكسرها. وهما قرائتان سبعيتان صحيحتان وهما قراءتان سبعيتان صحيحتان. ومعنى القراءة السبعية ايش يعني انها منسوبة الى القراءات السبع انها منسوبة الى القراءات السبع. واذا قيل عشرية اي المنسوبة الى العشر واذا قيل مما زاد على العشر فهو ما فوق العشر اما من الاربع عشرة او ما فوق ذلك وكلا القراءتين وهما لغتان كلاهما بمعنى انه اخر الانبياء. كلاهما بمعنى انه الانبياء ثم اتبعه بذكر الاحاديث الواردة في ختم النبي صلى الله عليه وسلم النبوة وفي اولها وثالثها وانا خاتم النبيين ولا نبي بعدي وفي ثانيها انه لا نبي من بعدي وهذه الاحاديث مبينة انه كان صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء وانه لا يكون نبي بعده. وانه لا يكون نبي بعد حدث به صلى الله عليه وسلم ختمت نبوة الانبياء والرسل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الانبياء الجواب له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد افردت بالتصنيف. منها خاتم النبيين كما ذكرنا ومنها كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم كما فسر به قوله تعالى على تلك الرسوف الضنى بعضهم على بعض. منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وقال النبي صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر. ومنها بعثه صلى الله عليه وسلم الى الناس جنهم وانسهم كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول والله اليكم جميعا. الآية وقال تعالى وما ارسلناك الا كان للناس بشيرا ونذيرا وقال صلى الله عليه وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي مسجدا وطهورا فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي. واحلت لي الغنائم ولم لاحد قبلي واعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عام وقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا ثم يموت ولم يؤمن بي. ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرناه. فتتبعها من النصوص لما ذكر المصنف فيما سبق ان النبوة والرسالة ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم علم انه منفرد بهذا فحسن ان يستطرد بذكر من فرد به النبي صلى الله عليه وسلم فاورد سؤالا يتعلق ببيان خصائصه فقال بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الانبياء وخصائص النبي يراد بها ايش هي فضاء هي ميزات وفضائل لكن معنى ادق عندهم نعم احسنت. وخصائص النبي يراد بها الكمالات التي انفرد بها عن غيره. الكمالات التي انفرد بها عن غيره والى ذلك اشرت بقول خصائص النبي ما بهم فرد خصائص النبي ما بهم فرد وعلمه بوحينا حيث ورد وعلمنا وعلمه بوحينا حيث ورد. اي ان السبيل الى معرفة خصائصه صلى الله عليه وسلم هو الوحي الصادق من كلام الله او من كلامه صلى الله عليه وسلم وذكر الخصائص النبوية في باب الاعتقاد عظيم النفع. وان كان عامة المصنفين في اعتقادي لا يذكرونه وشاع ذكره في علم السيرة النبوية. المصنفون في السيرة النبوية منهم من يذكر هذا تبعا كما فعل ابن كثير ومنهم من يفرده بكتاب يجعله مختصا بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم. وذكره في بكتب الاعتقاد من المهمات. لان كثيرا مما وقع فيه المتأخرون في الغلط في الاعتقاد والوقوع في الضلالات نشأ بعضه من هذا الباب. نشأ بعضه من هذا الباب. زد لا هذا ان للمخالفين في مسائل من الخصائص قول غير قول اهل السنة فهم قد يجتمعون مع اهل السنة في اثبات قصيصة ويفترقون في المعنى المثبت منها. ويفترقون في المعنى المثبت منها. فالعناية العقدية بالخصائص النبوية يحمل عليها امران فالعناية العقدية بالخصائص النبوية يحمل عليها امران احدهما نشوء كثير من الضلال نشوء كثير من الضلال في باب الاعتقاد من الخطأ بالخصائص النبوية من الخطأ في الخصائص النبوية والاخر وجود الفرق في مسائل منها وجود الفرق في مسائل منها بين عقيدة اهل السنة والجماعة وغيرهم. بين عقيدة اهل السنة والجماعة وغيرهم فيما يثبتون فيما يثبتون منها فيما يثبتون منها ثم اجاب المصنف عن هذا بقوله احد يعرف كتاب عني بهذا الجانب العقدي في الخصائص لا لا عني بالجانب هذا الجانب العقدي اه لا الجانب العقدي اذكر مو الجانب الجمع نتكلم عن الجانب العقدي فيها. ثم اجاب المصنف رحمه الله عن هذا بقوله له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة. قد افردت بالتصنيف واجمعوا الكتب المصنفة فيها كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي فان السيوطي له كتابان احدهما الخصائص الصغرى والاخر الخصائص الكبرى. والثاني هو البحر بضم الذي جمع فيه متفرقات الادلة من الايات القرآنية والاحاديث النبوية وما ورد من الاثار في بيان الخصائص النبوية. وهذا الباب من ابواب الاعتقاد او السيرة وهو الخصائص النبية النبوية قلت العناية به تدريسا وايضاحا وعدد المصنف جملة من تلك الخصائص بادلتها ككونه خاتم النبيين. وتقدم هذا قريبا وكونه سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم وثبت به الحديث في الصحيح ان سيد ولد ادم ولا فخر وكونه مبعوثا الى الناس عامة جنهم وانسهم. كما قال الله تعالى يا ايها الناس اني الله اليكم جميعا والناس في الاية كما ذكر المصنف الى الناس عامة جنهم وانسهم فان اسم الناس يقع على الثقلين. في اصح قولي اهل العلم فان اسم الناس يقع على الثقلين في اصح قولي اهل العلم وهو قوله ثعلب من ائمة اللغة فكما ان الانس يسمون ناسا فكذلك الجن يسمون ناسا فكذلك الجن يسمون ناسا واخذ هذا من اصل اللغة وهو النوس واخذ هذا من اصل اللغة وهو النوس اي الحركة والاضطراب اي الحركة والاضطراب وهذا يقع للانس جني معا وهذا يقع للانس والجن معا واشرت الى ذلك بقول بالنوس صار الجن كلهم بالنوس صار الجن كلهم كالانس منسوبين للناس كالإنس منسوبين للناس من نوس صار الجن كلهم كالإنس منسوبين للناس فيسمون ناسا كما يسمى الانس ناسا ويذكر هؤلاء وهؤلاء باسم الناس كما قال المصنف الى الناس عامة جنهم وانسهم ويقال للواحد من هؤلاء وهؤلاء ايش انسان ويقال للواحد من هؤلاء وهؤلاء انسان فالواحد من الانس يسمى انسان والواحد من الجن يسمى انسانا ايضا وقع هذا في صحيح مسلم اي حديث وفيه ايوا ها عبد الله حديث ابي ذر وهو من احاديث الاربعين النووية عند مسلم من حديث سعيد بن عبدالعزيز عن ابيه ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى. وفيه ان الله يقول لو ان يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ثم سألوني اعطيت كل انسان مسألته فسمى الواحد منهم سماه انسانا ومنها ايضا ما ذكره المصنف وهو اعطاؤه صلى الله عليه وسلم الخمس المذكورة في حديث جابر في الصحيحين نصلت بالرعب مسيرة كشهر الى اخر الحديث ومنها ايضا ما في حديث ابي هريرة في الصحيح والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار ايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واجب على كل احد ولو كان مؤمنا بنبي قبله فاليهود الذين امنوا بموسى عليه الصلاة والسلام والنصارى الذين امنوا بعيسى عليه الصلاة والسلام يجب ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ومعنى قوله احد من هذه الامة اي من امة الدعوة. اي من امة الدعوة. فان الامة المضافة الى النبي صلى الله عليه وسلم نوعان فان الامة المضافة الى النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما امة الاجابة امة الاجابة وهم الذين امنوا به وهم الذين امنوا به ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في البخاري كل امتي يدخلون الجنة والاخر امة الدعوة امة الدعوة وهم المخاطبون بالايمان به وهم المخاطبون بالايمان به ويشمل الناس جميعا ويشمل الناس جميعا ممن جاؤوا بعد بعثته صلى الله عليه وسلم سواء امنوا به ام لم يؤمنوا به فانهم يسمون امة الدعوة وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير هذه المذكورات كما اشار المصنف رحمه الله تعالى في اخر كلامه فقال وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص اي اذا اردت ان تقف عليها فالطريق الى ذلك هو الخبر المتلقى في النصوص الشرعية لان اثبات شيء انه خصيصة للنبي صلى الله عليه وسلم سبيله الدليل من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالمراد بالنصوص في عرف اهل العلم ايش شو المراد بالنصوص ايات القرآن واحاديث السنة. طيب والاجماع يرجع صحيح انه لا يقع اجماع الا بدليل من القرآن والسنة لكن هل يدخل ولا ما يدخل في اسم النصوص؟ ها يا عمرو لا ليست نصوص العلماء سم ما يدخل. النص اذا اطلق يراد به الدليل من القرآن والسنة. يراد به الدليل من القرآن والسنة وهذا اصطلاح في اي علم نعم اصول الفقه موجود في اصول الفقه النص والظاهر والمؤول لكن بهذا المعنى اتوافقون ولا ما توافقونه النص في اصول الفقه ولا ليس موجودا موجود من مصطلحات الاصوليين لكن لا يعنون به هذا المعنى تم احسنت النص هو الدليل من القرآن والسنة وهو اصطلاح خاص بعلم الجدل الذي هو علم البحث والمناظرة الذي هو علم البحث والمناظرة. ثم شاع في غيره اي استعمل في غيره فتجد اهل العلم سواء في علم الاعتقاد او في علم اصول الفقه او في علم الفقه يقولون النصوص يريدون بها الادلة لكن ليس مطلق الادلة وانما ما كان من القرآن والحديث والى ذلك اشرت بقولي بالنص يقصدون في علم الجدل بالنص يقصدون في علم الجدل ما من القرآن والحديث يستدل بالنص يقصدون في علم الجدل ما من القرآن والحديث يستدل وساعد المعنى ولا يراد وشاع ذا المعنى ولا يراد ما في الاصول عندهم مراد. ما في الاصول عندهم مراد اي انهم لا يقصدون المعنى المتعارف عليه في اصول الفقه والمقصود ان النصوص من ادلة القرآن والسنة مشتملة على خصائص غير الخصائص التي ذكرها المصنف فمن تتبع وقف على مال النبي صلى الله عليه وسلم من خصائص. وقد انعقد الاجماع على ان محمدا صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء. وقد انعقد الاجماع على ان محمدا صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء. نقله منهم القاضي عياض ابو العباس ابن تيمية الحفيد واختلف اهل العلم هل هو صلى الله عليه وسلم افضل من احادهم؟ ام افضل من مجموعه؟ هل هو صلى الله عليه وسلم افضل من احدهم ام افضل من مجموعهم؟ فجزموا انه صلى الله عليه وسلم افضل من احدهم. اي اذا عدل بغيره من الانبياء فهو افضل. فاذا قيل ايهما آآ افضل محمد صلى الله عليه وسلم ام ادم عليه الصلاة والسلام فافضلهم محمد صلى الله عليه وسلم وهلم جرا. وقد تقدم قول ابي هريرة عند الخلال وغيره. وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم اختلف اهل العلم هل هو افضل من الانبياء جميعا اي لو خير بينه وبين بقية الانبياء فهل يرجح بهم ام لا؟ قولان لاهل العلم اصحهما ان النبي صلى الله عليه وسلم افضل من جميعهم اصحهما ان النبي صلى الله عليه وسلم افضل من جميعهم لان امته صلى الله عليه وسلم ترجح بالامم جميعا ترجح بالامم جميعا فكما فظلت امته على جميع الامم فقد فظل صلى الله عليه وسلم على جميع الانبياء والرسل فهو افظل خلق الله فهو افضل خلق الله. وقد انعقد الاجماع على انه افضل خلق الله وما يقع في كلام بعضهم من قولهم ان العرش افضل غلط. وانما الصواب ان العرش اعظم فاعظم مخلوقات الله العرش. وافضل مخلوقات الله هو محمد صلى الله عليه وسلم والعظمة مأخذ من مآخذ التفظيل. فالتفضيل يقع باشياء مختلفة. منها العظمة فالعرش له مقام كريم لكن بمجموع مال محمد صلى الله عليه وسلم من الفضائل فهو صلى الله عليه وسلم افضل الخلق على الاطلاق نعم ارسل الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما هي معجزات الانبياء؟ الجواب المعجزة هي امر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. وهي امنة حسية تشاهد بالبصر او تسمع كخروج الناقة من الصخرة من انقلاب العصا حية وكلام الجمادات ونحو ذلك. واما معنوية تشاهد بالبصر معجزة القرآن. وقد اوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك. فما من معجزة لنبي الا وله صلى الله عليه وسلم اعظم منها في بابها. فمن المحسوسات انشقاق القمر الجذع ونبع الماء من بين اصابعه الشريفة. وكلام الذراع وتسبيح الطعام وغير ذلك مما تواترت به الاخبار مما تواترت به الاخبار الصحيحة. ولكنها كغيرها من ولكنها كغيرها من معجزات الابي التي انقرضت بانقراض اعصارهم. ولم يبق الا ذكرها. وانما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه ولا الذي لا تنقضي عجائبه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لما بين المصنف فيما سبق ما للنبي صلى الله عليه وسلم من الخصائص التي انفرد بها علم انه حصل له ما لم يحصل لغيره. من مقام يشار اليه بالاعجاز وهذا المقام لا يختص به فانه وقع له ولغيره. ولهذا ذكر المصنف سؤالا يتعلق بما سبق فقال ما هي معجزات الانبياء فهذا الامر العظيم وهو اختصاصهم بشيء دون سائر الخلق وقع لهم جميعا ليس لنبينا صلى الله عليه وسلم دون غيره. فكما وقع له وقع لغيره من الانبياء وهذا المصطلح المشهور معجزات الانبياء لم يكن موضوعا على هذا المعنى في كلام الله ففي كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا كان جاريا بكلام السلف رحمهم الله تعالى. وتأخر ظهوره الى القرن الرابع والخامس في كلام جماعة من المنتسبين الى الحديث وروايته كابي حاتم ابن حبان وابي بكر البيهقي ثم شاع في تصانيف اهل السنة. واصله مأخوذ عن المعتزلة. واصله مأخوذ عن المعتزلة فانهم هم الذين شهروا بذكر ايات الانبياء باسم معجزات الانبياء. واما في خطاب الشرع انها سميت ايات وبراهين ودلائل واعلاما. ولهذا تجد ان من صنف من اهل الحديث في القرن الثالث صنفوا كتبا باسم دلائل النبوة او باسم اعلام النبوة فاللفظ الموضوع له لها شرعا هو اسم الدلائل او اسم اسم الايات او ما كان في معناه كدلائل النبوة او براهين النبوة ونشأ هذا عند المعتزلة من تعلقهم بما فسروا به المعجزة من ان من انها امر خالق ثم الحق به من الحق ضوابط جعلوها حدا تتميز به المعجزة كما اجاب المصنف فقال المعجزات هي امر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. فجعل المعجزة الامر الجامع لثلاثة امور الامر الجامع لثلاثة امور احدها انه امر خارق للعادة انه امر خالق للعادة ادب والثاني ان ذلك الامر مقرون بالتحدي مقرون بالتحدي والثالث انه سالم عن المعارضة. وان والثالث انه سالم عن المعارضة وهذا الكلام اخذه من غيره ممن ذكر هذا المعنى والقائلون به في ما ذكروه من امر من الامر الخالق للعادة لم يبينوا ما هي العادة المخروقة. هل المقصود بها العادة التي تكون للكون كله كالعادة الجارية ان المطر ينزل من السحاب ام هي عادة يراد بها ما تكون خارقة في زمن دون زمن او في مكان دون مكان او في حال دون حال كما ان الخارق للعادة قد يجري على يد نبي وقد يجري على يد ولي وقد يجري يجري على يد شقي من السحرة والمشعوذين وكذلك ما ذكروه من كونه مقرونا بالتحدي. لا يسلم به فان هذه الاية التي تكون مع الانبياء قد تكون مقرونة بالتحدي وقد لا تكون مقرونة بالتحدي. فمن ايات الانبياء ما حصل به تحد ومنه ومنها ما لم يحصل معه تحد وكذلك قولهم سالم عن المعارضة يريدون انه لا يقدر احد على معارضته. يريدون انه لا يقدر واحد على معارضته لا يريدون لا يريدون انه لا يقدر احد على معارظته. بل مرادهم انه لا يعارضه احد ابدا بل مرادهم انه لا يعارضه احد ابدا. وهذا غير واقع فان من معجزات فان مما الى النبي صلى الله عليه وسلم من الايات التي سموها معجزات ما حاول من حاول ان يعارض النبي صلى الله عليه سلم فيه كما وقع لمسيلمة وغيره من ادعاء ايات منسوبة الى القرآن منزلة عليهم من جبريل عليه الصلاة والسلام. فهذا الاصطلاح المشهور الذي ذكروه وشاع في كتب المصطلح غير سالم من الاعتراض. وبسط هذا وبينه واتم بيان ان ابو العباس ابن تيمية الحفيد في كتاب النبوات فزيفه وابطله وبين ان هذا الحد المشهور نشأ من المعتزلة ثم شاع في كلام غيرهم وان قصر اسم المعجزة على هذا المعنى لم يكن كن معهودا في كلام السلف فكان في كلام السلف وائمتهم كاحمد وغيره انهم يذكرون المعجزة والمعجز سواء فيما تعلق بالانبياء او ما تعلق بغيرهم. فهذا الخلل الذي اعترى هذا الحد يقتضي اطراحه وعدم صحة القول به. وانما يصح ان يقال ان المعجزة هي الاية. ان المعجزة هي الاية. الدالة على النبوة هي الاية الدالة على النبوة ويصوغ ان تسمى دليلا وبرهانا وعلما على النبوة واحسن ما يقال فيها انها امر خالق عادة الثقلين انها امر خارق عادة الثقلين يظهره الله على يد نبي امر خالق عادة الثقلين يظهره الله على يد نبي وهذا الحد مستفاد من كلام ابن تيمية الحفيد في مواضع متفرقة من كتاب النبوات وغيره. من كتاب النبوات وغيره وقد اشرت الى ما تقدم بقول معجزة يذكر في اصطلاحي معجزة يذكر في اصطلاح وما اتى في الذكر او صحاح وما اتى في الذكر او صحاح فانها في لغة الشريعة ايات صدق اظهرت منيعة فانها في لغة الشريعة ايات صدق اظهرت منيعة وعرفت بكونها قد خرقت وعرفت بكونها قد خرقت لعادة وبالتحدي اقترنت لعادة وبالتحدي اقترنت سالمة بالجزم من معارضة سالمة بالجزم من معارضة بها النبوة مناهضة بها النبوة تتم ناهضة ولفظ معجز بعرف السلف ولفظ معجز بعرف السلف ما خصصوه بالنبي كالخلفي ما خصصوه بالنبي كالخلفي وكل قيد ذكروه اعترض وكل قيد ذكروه اعترض بنقظه بما به قد مرض بنقضه بما به قد مرض واللفظ سائغ ولكن جعله واللفظ سائغ ولكن جعله وفاق قولهم يسوء فعله واللفظ سائغ ولكن جعله وفاق قولهم يسوء فعله واسلم البيان في معناها ما يخرق العادة ما يخرق العادة اذ تراها واسلموا البيان في معناها ما يخرق العادة اذ تراها للانس او للجن من نبي للانس او للجن من نبي وكشفه في المورد الهني وكشفه في المورد الهني سفر النبوات ولابن تيمية. سفر النبوات سفر يعني الكتاب سفر النبوات او سفر النبوات ولابن تيمية نسبته وبالصواب منبية نسبته وبالصواب منبية فهذه الابيات في بيان ما اعترى هذا الحد المشهور من الخلل ورد هذا الاصطلاح الى المعنى الصحيح السالم من القدح فيه وبيان ان لابن تيمية رحمه الله تعالى مدح معلى في كشف الخطأ فيه وبيان الصواب. ومما ينبغي ان يعلم في هذا الباب ان ثبوت النبوة لا ينحصر في المعجزات. ان ثبوت النبوة لا ينحصر في المعجزات فان مما يدل على النبوة افراد هي من دلائلها لا تكون معجزة افراد هي من دلائلها لا تكون معجزة كالصدق والامانة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الاسلام فان هذا وصف يقع له ولغيره لمن هيأه الله عز وجل للخير فقد يكون من الاحوال التي تكون للنبي ما يعظم ويشرف لكن لا يختص النبي دون غيره. ويصلح ان يكون من من دلائل النبوة لان من عرف بالصدق والامانة في معاملة الخلق فهو احرى ان يكون صادقا امينا فيما ايخبر به عن الله سبحانه وتعالى وذكر المصنف ان تلك المعجزات انواع فمنها حسية تشاهد بالبصر او تسمع كخروج الناقة من الصخرة الذي وقع لمن لنبي الله صالح عليه الصلاة والسلام وانقلاب العصا حية وهو الواقع لموسى عليه الصلاة والسلام. وكلام الجمادات الواقع لنبينا صلى الله عليه وسلم وان احجارا كانت عليه ونحو ذلك وان منها معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن. فايات الانبياء نوعان احدهما ايات حسية والاخر ايات معنوية فا ايات الانبياء نوعان احدهما ايات حسية والاخر ايات معنوية. فالايات الحسية هي التي تدرك بالحس هي التي تدرك بالحس والايات المعنوية هي التي تدرك ببصيرة القلب وقد اوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من كل ذلك فما من معجزة كانت لنبي قبله الا وله صلى الله عليه وسلم اعظم منها في بابها. فانبياء فايات الانبياء التي عظمت جعل لنبينا صلى الله عليه وسلم ما يشاركه من ما هو اعظم منه؟ فكما شق لموسى عليه الصلاة والسلام البحر الذي هو في الارض فقد شق لمحمد صلى الله عليه وسلم ايش القمر فقد شق لمحمد صلى الله عليه وسلم القمر. وكما كلم الله موسى عليه الصلاة والسلام فقد كلم محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء. وكل اية من ايات الانبياء فلنبي صلى الله عليه وسلم من جنسها ما هو اعظم منها وعدد المصنف رحمه الله جملة من ايات نبينا صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته منها انشقاق القمر وحنين الجذع يعني جذع النخلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده عليها اذا في مسجده ثم لما اتخذ المنبر تركها فحن الجذع كحنين الناقة اي صوب بصوت كصوت الناقة اذا حنت الى فصيلها يعني الى وليدها او الى بقية الابل ومن ذلك نبع الماء من بين اصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم. وكلام الذراع اي ذراع الشاة التي اي ذراع الشاة التي اخبرته ان فيها سما. وروي ذلك في حديث فيه ضعف عند ابي داوود في سننه ومنها تسبيح الطعام الذي كان يأكله صلى الله عليه وسلم. قال المصنف وغير ذلك مما تواترت به الاخبار الصحيحة اي تكاثرت وتتابعت به الاخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمتواتر هو الذي اشرت اليه في ذواقي الحديثية في قولي فما روى جمع كثير في الطباق فما روى جمع كثير في الطباق مع امتناع كذبهم على اتفاق مع امتناع كذبهم على اتفاق واخبروا بمنتهى للحس واخبروا بما انتهى لحس تواتر به اليقين ارسي تواتر به اليقين ارسي. ثم قال المصنف ولكنها كغيرها من معجزات الانبياء التي انقرضت بانقراض اعصارهم ولم يبق الا ذكرها. قال وانما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائب ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فاعظم اية اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم هي القرآن. وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي من الانبياء الا اوتي من الايات ما على مثله امن البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي. واني ارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة اعظم اية اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم هي القرآن. وفي الحديث المذكور تسمية ما يؤتى الانبياء للدلالة على نبوتهم بالايات. وبهذا القرآن عظم مقام النبي صلى الله عليه وسلم وشرف ان يكون اكثر الناس اتباعا يوم القيامة. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل اعجاز القرآن؟ الجواب الدليل على ذلك نزوله في اكثر من عشرين سنة متحديا به افصح الخلق واقدرها على الكلام. وابلغها منطقها واعلاها بيانا قائلا فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين. وقائلا قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات. وقائلا فاتوا بسورة من مثله. فلم يفعلوا ولم يرومو ذلك مع شدة حرصهم على ربي بكل ممكن. مع كون حروفه وكلماتي من جنس كلامه من جنس كلامهم من كلامهم الذي به يتحاورون. وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور اعجازه. قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وقال صلى الله عليه وسلم ما من الانبياء من نبي الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر. وانما انا الذي اوتيت وحيا اوحى الله الي. فارجو ان اكون اكثرهم تبعا يوم القيامة. وقد صنف في وجوه اعجاز القرآن من جهة الالفاظ والمعاني والاخبار والاخبار الماضية والاتية في المنا المغيبات وما بلغوا من ذلك الا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر لما ذكر المصنف رحمه الله في اخر كلامه المتقدم ان اعظم ايات رسولنا صلى الله عليه وسلم هي القرآن اورد سؤالا يتعلق به فقال ما دليل اعجاز القرآن وتقدم ان اصل هذا الاصطلاح باعتبار كونه متعلقا بدلائل النبوة مأخوذ عن المعتزلة. واما اعتبار اللفظ نفسه فهذا موجود في كلام احمد وغيره من ائمة السلف كما ذكر ابن تيمية الا انهم لا يخصونه بالنبي فقط بل يطلقونه على النبي والولي وغيرهما. اخذا باصله اللغوي اذا قيل اعجاز القرآن على المعنى اللغوي فهذا لا بأس به. وان اريد به المعنى الاصطلاحي عرفوا عليه في علم الاعتقاد مما تقدم ذكره ففيه ما فيه واعجاز القرآن من مباحث الاعتقاد تبعا لبابين واعجاز القرآن من مباحث الاعتقاد تبعا لبابين احدهما الايمان بالكتب والاخر الايمان بالرسل احدهما الايمان بالكتب والاخر الايمان بالرسل. فان الايمان بالكتب ومن جملتها القرآن يقتضي بيان اعجازه اي علوه وظهوره وشرفه. كما ان الايمان بالرسل وفيه محمد صلى الله عليه وسلم يقتضي ان يكون في مباحث العقيدة ذكر اعجاز القرآن لان القرآن اية من ايات النبوة لواحد منهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم وهو مورد مهجور في كلام اكثر المتكلمين في علم العقيدة. وصار اعجاز القرآن يذكر غالبا في القرآن او في التفسير مع كونه لصيقا بمباحث العقيدة وهو باب من العلم نافع فان مما يقوى به ايمان العبد وعلمه وقوفه على وجوه العلو والشرف الكرم المذكورة في القرآن مما يسمى اعجاز القرآن فان هذا يرجع على العبد بقوة ايمانه وثبوت ايقانه وزيادة علمه فينبغي ان يعتني الطالب العلم بالنظر في موارد الشرف والعلو والكرم في القرآن التي تسمى اعجازا وقد ذكر المصنف من جملتها ان الله عز وجل تحدى العرب وهم افصح الخلق وابلغهم منطقا ان يأتوا بمثله ثم تحداهم ان يأتوا بعشر سور ثم تحداهم ان يأتوا بسورة واحدة مثله ومع ذلك لم يفعلوا ولم يرومو اي لم يطلبوا ذلك. اي لم يطلبوا ذلك ولم يقصدوا تحقيقه. مع شدة في حرصهم على رده. مع ان القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف من حروف الكلام العرفي العربي التي يعرفونها وكانوا يتسابقون في حلبة الفصاحة والبلاغة ويجتمعون في اسواقهم كعكاظة وغيره لاجل المنافسة بينهم في اشعارهم فيقوم شعرائهم وفي خطابتهم فيقوم خطباؤهم فتحداهم الله عز وجل بذلك وبنى عجزهم وانهم لم يقدروا على شيء منه وان الجن والانس لو اجتمعوا جميعا على ان يأتوا بمثله لا يأتون كما قال تعالى قل فان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله. ولو كان بعضهم لبعض اي نصيرا. وذكر الجن والانس لانهم هم المخاطبون بالامر والنهي. فرسالة العبادة بعثت اليهم ثم اورد المصنف حديث ابي هريرة الذي تقدم وفيه وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي يعني القرآن ثم ما ذكر ان الناس صنفوا في وجوه اعجاز القرآن من جهة الالفاظ والمعاني والاخبار الماضية والاتية من بات وما بلغوا من ذلك الا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر. وصدق رحمه الله ان علوم القرآن بحر عباب لا تنقضي ولا تنتهي. ونزع المرء منها على قدر حظه من القرآن الكريم فمن عظم اقباله على القرآن حفظا وفهما وتلاوة وعملا وايمانا يعظم حظه من ادراك ذلك ومن قصر حظه منها يقصر حظه بحسب حاله. فينبغي ان يولي طالب العلم القرآن عناية شديدة وان يكثر من قراءته فان العلم به يزيد بزيادة الاقبال عليه. اذ العلم بالقرآن لا ينتهي فان علوم القرآن ومعارفه جمة كثيرة وليست حكرا على زمن قد انتهى بل لا تزال كنوز القرآن وذخائره فيه. وينزع المرء على قدر ما يكون له من الاقبال على القرآن. وهذا اخر البيان لهذه الجملة من الكتاب نتمم باقيه بعد صلاة المغرب ان شاء الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين