السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي فقه في الدين من اراد به خيرا واسسه تأسيسا وجعل مقاصد علمه اولاها طلبا ونشرا وتقديسا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تهوى المعبود الحق واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالصدق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سلاما يتوالى ويزكو اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء ومن رحمة المعلمين بالمتعلمين. توثيق صلتهم بالدين المتين. وعمارة قلوبهم بالعلم المبين تثبيتا لافئدتهم واحياء لبلدان المسلمين. وهذا المجلس الخامس عشر او السادس عشر هذا المجلس السادس عشر في شرح الكتاب الاول من برنامج تأسيس العلم في سنته الاولى ثلاث واربعين واربعمائة والف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة اعتقاد الطائفة الناجية المنصورة للعلامة حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله. المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة والف. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله اي سؤال دليل الايمان بالموت ودليل الموت ها ما دليل الموت؟ نعم احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. باسنادكم لعن الله بكم الى العلامة حافظ بن احمد بن علي الحكمي رحمه الله تعالى. انه قال في كتابه اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية الموثورة. سؤال ما دليل الايمان بالموت الجواب قال الله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي مكن بكم ثم الى ربكم ترجعون. وقال تعالى كل نفس الموت. وان اما توفون اجوركم يوم القيامة. وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم انك ميتون وانهم ميتون. وقال تعالى وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد وقال تعالى كل من عليها فان ذو الجلال والاكرام. وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وغير ذلك من الايات. وفيه من الاحاديث ما لا يحصى والامر مشاهد لا يجهله احد وليس فيه شك ولا تردد. ولكن عناد واستكبار ولا يعمل على موجب ايمانه به وبما بعده الا عباد الله المخلصون. ونؤمن ان كل من مات او قتل باي سبب كان ان ذلك باجله ان ذلك باجله لا ينقص منه شيئا ونؤمن ان نعد اعد ونؤمن ونؤمن احسن الله اليكم ونؤمن ان كل من مات او قتل او بأي سبب كان ونؤمن ان كل من مات او قتل او باي سبب كان ان ذلك باجله. لم ينقص منه شيئا. قال الله تعالى وكل يجري كل يجري لاجل مسمى. وقال تعالى فاذا اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان باليوم الاخر. فقال ما دليل الايمان بالموت ثم ذكر رحمه الله ايات تدل على وقوعه وتحققه ووجوب الايمان به. كما قال تعالى قل ليتوفاكم ملك الموت وتقدم ان ملك الموت واحد وان الجمع الواقع في قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة هو باعتبار اتمام ما ابتدأه ملك الموت كوظيفة ملك الموت هو قبض الارواح فوظيفة ملك الموت هو قبض الارواح. فاذا قبضها لم تبقى عنده واحتملها ملائكة الرحمة او ملائكة العذاب. جاء هذا مبينا في حديث البراء ابن عازب الطويل عند ابي داود وغيره. وتقدم ان اسم ملك الموت هو عزرائيل. ثبت به الاجماع نعم نقله جماعة منهم القاضي عياض عياض يحصبي في كتاب الشفاء. ثم ذكر تعالى كل نفس ذائقة الموت وقوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. وقوله تعالى وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد وقوله تعالى كل من عليها فان اي كل من على وجه الارض فانه فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. ومن ذلك ايضا قوله تعالى كل شيء هالك الا اي كل شيء مما كتب عليه الهلاك. اي كل شيء مما كتب عليه الهلاك. فان من مخلوقات اوقات الله افراد لا تهلك كالجنة والنار فهما باقيتان لا تفنيان كما سيأتي ان شاء الله تعالى في موضعه ومنه قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. فعلم ان عدم الموت لله سبحانه وتعالى وحده فهو الذي نفي عنه الموت. وذكر سبحانه وتعالى بهذا الوصف تعظيما له وتمجيدا فذكرت حياته وبين ان حياته كاملة لا نقص فيها بمثل الموت ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذا جاءت فيه احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي احاديث كثيرة فالله سبحانه وتعالى كتب الموتى بدلالة الكتاب والسنة وهي امر مشاهد محسوس كما قال المصنف لا يجهله احد ولكن العناية والاستكبار ربما حمل احدا من الخلق على ما يحمله مما يتعلق بالموت ونظائره وقد كتب الله سبحانه وتعالى على الموت انه يذبح. وقد كتب الله سبحانه وتعالى على الموت انه البحث ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالموت يوم القيامة في هيئة كبش املح في هيئة كبش املح فيأمر به فيذبح فيأمر به فيذبح على الصراط وهذا الحديث فيه فائدتان تتعلقان بالموت. احدهما ان الموت يذبح. احدهما ان الموت يذبح وهذا الخبر هو الوارد في الحديث النبوي. فلم يرد فيه انه يموت فلا يقال يموت الموت وانما الذي جاء في الخبر هو ذبح الموت والاخر ان الذي يذبح هو الموت نفسه اي الحال التي تعرض فتقبض معها الارواح. تجيء في صورة كبش املح فتذبح على الصراط لا ان الذي يذبح هو ملك الموت لا ان الذي يذبح هو ملك الموت فالقول بذلك قول شاذ مخالف للاجماع. وهو معروف عن جماعة من المعتزلة حكاه ابن القيم رحمه الله عنهم فالذي يذبح هو الموت يمثل في تلك الصورة صورة الكبش الاملح ثم يذبح اظهارا لكمال حياة الله هو قيوميته وخلود اهل الجنة والنار وانهم يخلدون فيها لا يموتون. ثم ذكر المصنف من المسائل المتعلقة بالايمان بالموت ان اهل السنة يؤمنون ان كل من مات او قتل او باي سبب كان ان ذلك اجله لم ينقص منه شيئا اي ان المرأة الذي يقع له ما يقع فيكون سببا لموته او قتله او على اي شيء كان ذلك سواء سقط في البحار او صعد في السماء او اكلته السباع او التطمت به سيارة او طائرة فان هذا تمام اجله. فان هذا تمام اجله. كما قال ان ذلك باجله لم ينقص منه شيئا كما قال الله عز وجل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون واشار الى هذا المعنى المصنف رحمه الله تعالى في الجوهرة الفريدة فقال والموت حق ومن جاءت منيته الموت حق ومن جاءت منيته باي حتف فبالمقدور يفتقد باي حتف فبالمقدور يفتقد اي انه يفقد ويموت بتمام اجله. لا كما يقوله من يقوله ان من مات بنحو حادث او قتل قاتل ان هذا قطع عليه اجله. ان هذا قطع عليه اجله. فهذه مقالة رديئة مخالفة لعقيدة اهل السنة والجماعة في ان المرأة اذا مات او قتل باي شيء كان فانه قد لما اجله واما التعبير عن ذلك بقطع اجله فهو مخالف لما عليه اهل السنة والجماعة ومن الالفاظ التي تروج عند بعض الناس ان يقولوا لا تقطع الاشارة تقطع عمرك. وهذا خطأ فانه اذا اذا مات بسبب حادث لم يقطع عمره واجله بل هذا تمام اجله وعمره الذي قدره الله سبحانه وتعالى له نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل فتنة القبر ونعيمه او عذابه من الكتاب الجواب. قال الله تعالى انها كلمة هو قا قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. وقال تعالى وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة قيلوا آل فرعون اشد العذاب. وقال تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في حياة الدنيا وفي الاخرة الاية. وقال تعالى ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم. اليوم تجزون عذاب الهون وقال تعالى سنعذبهن مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم. وغير ذلك من ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر مما يتعلق بالايمان باليوم الاخر فقال ما دليل فتنة القبر ونعيمه او عذابه من الكتاب. فالمسئول عنه هنا شيئان احدهما فتنة القبر والاخر نعيمه وعذابه. احدهما فتنة القبر والاخر عذابه ونعيمه وعذابه وفتنة القبر هي السؤالات الثلاثة التي يمتحن بها العبد في قبره وفتنة القبر هي السؤالات الثلاثة. التي يمتحن بها العبد في قبره وانه يسأل من ربك؟ وما دينك؟ وما وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ واشار الى ذلك المصنف فيسلم الوصول بقوله وان كلا مقعد مسؤول من ربما الدين ومن رسوله وان كلا مقعد مسؤول من ربما الدين ومن رسوله. واما نعيم القبر وعذابه فهو ما يجري على العبد من الجزاء واما نعيم القبر وعذابه فهو ما يجري على العبد من الجزاء في قبره وذكر المصنف رحمه الله ايات تتعلق بذلك. منها قوله تعالى ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون يشير الى ما يجري على العبد في قبره لان القبر برزخ بين الدنيا والاخرة اي حائل بينهما اي حائل بينهما ولذلك انتهى الى يوم القيامة فقال برزخ الى يوم يبعثون. فيكون القبر برزخا حتى يحصل بعد ذلك البعث فيكون منتهى من في القبور انهم يصيرون الى البعث بعد ذلك وهذه الكلمة سيقت للتهديد. فالمراد ان القبر محل لابتداء الجزاء من نعيم او عذاب هذه الجملة سيقت للتهديد بالاشارة الى ان القبر محل لابتداء الجزاء. اما بالنعيم او اب فهو دليل على حصول عذاب على حصول نعيم القبر او عذابه. ومنها قوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا عشية اي قبل يوم القيامة لانه قال بعده ويوم تقوم الساعة فالعرض الكائن في الغداة والعشي كائن قبل يوم الساعة. وهذا يكون في القبر فالاية دليل على عذاب القبر. ومنها قوله تعالى يثبت الله الذين امنوا بقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. والذي يكون في الاخرة ويثبت فيه العبد كما جاء في الاحاديث هو القبر التي تعرض له في قبره. فتنة القبر التي تعرض له في قبره. فيفتقر العبد الى التثبيت فيها. ومن ذلك قوله تعالى اليوم تجزون عذاب الهون وهذا دليل على عذاب القبر ومنها قوله تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم فالتعذيب مرتين كائن قبل الرد الى العذاب العظيم. فالتعذيب مرتين كائن قبل الرد الى العذاب العظيم اي كائن قبل يوم القيامة. فيكون هذا العذاب قبله وهو في القبر وبه فسره الحسن البصري في هذه الاية. وبه فسره الحسن البصري في هذه الاية انها في عذاب القبر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل ذلك من السنة؟ الجواب الاحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر. فمنها حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم. اتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم تأمل المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله. فيقال له انظر الى مقعدك فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له انظر الى مقعدك من النار قد ابدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا. قال قتادة وذكر لنا انه يفسح يفسح في قبره. ثم رجع الى حديث انس قال واما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل. فيقول لا ادري كنت اقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح طيحة يسمعها من يليه من يسمعها من يليه غير الثقلين. وحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي. ان كان من اهل فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار. فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة وحديث القبرين وفيه انهما ليعذبان وحديث ابي ايوب رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال قال يهود تعذب في قبورها. وحديث اسماء رضي الله عنها قام رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا فذكر فتنة القبر التي التي التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة وقالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة الا تعود الا تعود من عذاب القبر. وفي قصة الكسوف وامرهم صلى الله عليه وسلم ان يتعوذوا من عذاب القبر وكل هذه الاحاديث في الصحيح وقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة عن جماعة من الصحابة في شرحنا على السلم لما ذكر المصنف رحمه الله ما سبق من دليل فتنة ذي القبر ونعيمه وعذابه من الكتاب معه بسؤال يتعلق بذكر دليله من السنة فقال ما دليل ذلك من السنة؟ واسم الاشارة ذلك يراد به ما تقدم ذكره من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وبين ان الاحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر اي انها كثيرة وفيرة النبي صلى الله عليه وسلم فروي عنه في هذا المعنى احاديث كتار. كما اشار المصنف الى انه ذكر ستين حديثا من طرق ثابتة عن جماعة من الصحابة في كتابه الاخر معالج القبول. وذكر طرفا من هذه الاحاديث وكلها من الاحاديث الصحيحة مما روي في الصحيحين منها حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه اسمعوا قرع نعالهم ان يكون ان يكون حديث العهد بهم. اتاه ملكان. وتقدم ان هذان الملكان هما منكر ونكير يقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم الى اخر الحديث وهما يسألانه الاسئلة المعروفة في القبر كما يدل على ذلك مجموع الاحاديث المروية فيه انهما يسألانه من ربك؟ وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ ثم يكون عليه الجزاء من من بعد بنعيم القبر وعذابه. ففي الحديث الاشارة الى ذلك ايضا. ثم اتبعه حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما وفيه ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي. ان انا من اهل الجنة فمن اهل الجنة. وان كان من اهل النار فمن اهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة. وعرض المقعد عليه اشارة الى انه يأتيه اثر من اثر ما وعد به من الجزاء. وعرض المقعد عليه باشارة الى انه يأتيه اثر من اثر ما له من الجزاء. فان كان نعيما جاءه من فسحته وروحه وريحانه. وان كان عذابا جاءه من من تضييقه وتعذيبه ثبت هذا المعنى في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال المصنف ومنها حديث يعني في قصة القبرين الذين مر عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. الحديث متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. ففي الحديث الخبر عن ذيلك المقبورين انهما يعذبان ففيه ان العذاب واقع على من يكون في القبر مستحقا له. قال ومنها حديث ابي ايوب وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها وفي الحديث التصريح وقوع العذاب في القبر لاولئك المقبولين من اليهود. وقد جاء في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع ذلك وتقدم في حديث انس الذي صدر به المصنف انه قال فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين يسمعها من يليه غير الثقلين. فتكون مسموعة لكل احد الا للجن والانس فالظاهر هذين الحديثين انهما متعارضان. وجمع بينهما بوجوه فالوجه الاول ان هذا وقع للنبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره ان هذا وقع للنبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره فيكون اية من ايات نبوته فيكون اية من ايات نبوته. كما اطلع صلى الله عليه وسلم على الجنة والنار. كما اطلع صلى الله عليه وسلم على الجنة والنار ولم يقع هذا لغيره والوجه الثاني ان الذي في الحديث ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين فيكون الذي لا يسمع هو العذاب فيكون الذي لا يسمع هو العذاب ويكون الذي سمع اثر من الاثار. وليس العذاب نفسه. فيكون الذي سمع هو اثر من الاثار وليس هو العذاب نفسه. كمن يكون موضع فيرى اشياء تتساقط في علم ان منشأ سقوطها هو من وقوع زلزال وان كان لا يسمع الزلزال. فيكون الذي اتفق على النبي صلى الله عليه وسلم في سماعه ما يقع لليهود انه لم يسمع العذاب. وانما سمع اثرا من اثره فعلم ان اولئك اليهود يعذبون والوجه الثالث ان المعذب به وهو الضربة قد يسمع وليس العذاب ان المعذب به وهو الضربة قد يسمع دون العذاب نفسه فتسمع طرقة المطارق لكن لا يسمع صياح المعذب. لكن لا يسمع صياح المعذب. وهي وجوه حسنة والثاني والثالث من اقواها لان الاصل في الخطاب النبوي انه هو يندرج فيه فاخراجه عنه يحتاج الى دليل بين. فالوجهان الاخيران اظهر من الوجه الاول. ومنها حديث ابي ايوب ومنها حديث اسماء رضي الله عنها قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر. وفي الحديث ان المسلمين ضجوا ضجة. اي لشدة خوفهم مما سمعوه فوقع في نفوسهم الخوف الشديد من عذاب القبر. وهذا من منافع دراسة المعتقد صحيح فيما يتعلق بالقبر انه يحرك القلوب بالخوف مما يقع في القبر فيتخوف الانسان وعلى نفسه من عذابه. ولا سيما اذا علم انه قد يعذب على اشياء يسيرة عند الناس كما جاء في حديث ابن عباس في الصحيح ان ذينك ان دينك المقبورين المعذبين كان احدهما يمشي بالنميمة وكان الاخر لا يستتر من بوله فعذب في قبرهما. فيثمر ذلك الخوف الشديد من العذاب الواقع في القبر. وفيه حديث عائشة ايضا ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة الا تعود من عذاب القبر. وفيه ان من سنن الصلاة من الدعاء ان يتعوذ المصلي من عذاب القبر. وقد جاء تعيينه انه يتعود بعد فراغه من التشهد الاخير. فاذا فرغ من التشهد الاخير تعوذ من عذاب القبر. وهذا يكون في كل صلاة من نفل او فرض. قال وفي قصة الكسوف وامرهم صلى الله عليه وسلم ان يتعوذوا من عذاب القبر. ثم قال وكل هذه الاحاديث في الصحيح اي في الكتاب المسمى باسم الصحيح وهو اما البخاري او مسلم انفرادا واما هما معا اذا اتفقا سبق ان ذكرت لك ان ما يقع في كلام اهل العلم من قولهم في الصحيح تارة يقصدون فيه جنس الحديث الصحيح. فيصير تقدير الكلام وفي الحديث الصحيح وتارة يقصدون كتابا بعينه مما افرد بالصحيح وهما كتاب البخاري ومسلم فيصل قوله وفي الصحيح اي وفي الكتاب المصنف المفرد في الصحيح ثم يكون الحديث الذي بعده. واشرت الى هذا بقول ذكر الصحيح ربما ارادوا ذكر الصحيح ربما ارادوا من جنسه او كتبه يفاد من جنسه او كتبه يفاد. متفق عليه او منفرد متفق عليه او منفرد به محمد به محمد او مسلم منفردا به محمد او مسلم منفردا. ومحمد هو ابن اسماعيل البخاري ومسلم هو مسلم ابن الحجاج القشيري. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل البعث من القبور؟ الجواب. قال الله تعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فان خلقناكم من من تراب ثم من نضفة ثم من علقة. ثم من علقة ثم من مضغة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى. الى قوله ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير. وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور. وقوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وقوله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده. وقوله تعالى ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا. اولا يذكر الانسان ان خلقنا من قبل ولم يك شيئا. الآيات وقوله او لم ير الإنسان انا خلقناه من نطفة ان فإذا هو خصيم مبين. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من العظام وهي رميم. قل يحييها الذي انشأها اول مرة الى اخر السورة وقوله تعالى او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر بقادر على ان يحيي الموتى بلاء انه على كل شيء قدير. الى اخر السورة وقوله تعالى ومن اياته انك ترى الارض خاشعة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت. ان الذي احياها لمحيي الموتى على كل شيء قدير. وغيرها من الايات وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا باحيائه الارض باحيائه الارض بالماء فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد قوتها بالجذب. اذ كانت قبل هامدة. وبذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في حديث العقيل العقيلي الطويل حيث قال ولعمرو الهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت الا شقت عنه القبر حتى يخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا فيقول ربك اي ما امرك وما شأنك؟ لما كان منه فيقول ربي امس اليوم لعهدي بالحياة احسبه حديثا بأهله قلت يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلا والسباب قال انبئك قال انبئك بمثل ذلك في الاء الارض اشرفت عليها الا وهي في مدرة لاحسن الله اليكم الارض اشرفت عليها وهي في مدرة بالية. فقلت لا تحيا ابدا. فارسل الله عليها السماء افلم تلبث عنها الا اياما حتى اشرفت عليها فاذا هي فاذا هي شربة واحدة ولا الهك له واقدر على ان يجمعكم من الماء. على ان يجمعكم ولعمرو الهك له اقدار على ان يجمعكم من الماء على ان يجمع نبات الارض فتخرجون من الاصواء من مصارعكم. الحديث وغيره كثير ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق باليوم الاخر فقال ما دليل البعث من القبور وتقدم ان دليل الشيء يتعلق بحقيقته. فتقديم حقيقة البعث او لا حتى يكون الدليل معلقا من سقى لاجله. والبعث شرعا هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان. قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية بعد نفخة الصور الثانية وقد اجاب المصنف عن سؤاله بايراد جملة من الايات القرآنية اتبعها بحديث نبوي واحد والادلة القرآنية التي ذكرها تجمعها ثلاثة طرق ولايات قرآنية التي ذكرها تجمعها ثلاثة طرق الطريق الاول بيان قدرة الله على البعث بذكر قدرته على الخلق في ابتداء الامر بيان قدرة الله على البعث بذكر قدرته على الخلق في ابتداء الامر كما قال تعالى فان خلقناكم من تراب ثم من نطفة. الى اخر الاية. وكما قال تعالى هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. وقال كما بدأنا اول خلق نعيده. فالآيات المذكورة وما في انها ترجع الى هذا الطريق وهو الاستدلال بقدرة الله على البعث بكونه قدر على ابتداء الخلق اولا. والطريق الثاني ذكر احياء الله عز وجل الارض بعد موتها. ذكر احياء الله عز وجل الارض بعد موتها. كما قال تعالى ومن اياته انك ترى الارض خاشعة. اي هامدة لا حياة فيها فاذا فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت اي تحركت وارتفعت وعلت اي تحركت وارتفعت وعلت فان الغيث اذا صادف الارض ثم شرعت تحيى تتشقق اولا فتشققها بمنزلة ثم تربو فترتفع لان نبت الزرع يخرج من تحت التراب ثم قال تعالى ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير والطريق الثالث ذكر قدرة الله سبحانه وتعالى على ما هو اعظم من احياء الموتى ذكر قدرة الله سبحانه وتعالى على ما هو اعظم من احياء الموتى. كما في قوله تعالى او لم يروا ان ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير فالقادر سبحانه على ان يخلق هذا الخلق العظيم من ملكوت السماوات والارض قادر على ان يحيي الموتى ثم ذكر حديثا مشهورا وهو حديث ابي رزين واسمه لقيط ابن عامر رضي الله عنه وافد بني المنتفق وهو حديث جليل المباني عظيم المعاني اطنب ابن القيم رحمه الله تعالى في ايضاح معانيه وبيان فوائده في كتاب زاد عاد في اخره في الابواب المتعلقة بالوفود. وذكر كلاما عظيما فيها انواع من العلم يحسن الوقوف عليها والحديث المذكور تنازع اهل العلم في ثبوته وصحته وانتصر ابن القيم لثبوته وتقويته والاشبه والله اعلم رجحان ضعفه وان فيه الفاظا غريبة من كرة صرح به صاحبه ابو الفداء ابن كثير ثم ابو الفضل ابن حجر رحمهما الله ولجمله شواهد من احاديث مختلفة فهو حديث طويل السياق. وهو من حديث الوفود واحاديث الوفود باب نافع من العلم. رواية ودراية ففيه كثير من الاحكام التي لم تقع الا في تلك الاحاديث مع ما اشتملت عليه من انواع العلوم في ابواب الخبر وابواب الطلب. ومن احسن من اعتنى ببيان معانيها فوائدها ابن القيم في كتابه زاد المعاد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما حكم من كذب بالبعث؟ الجواب هو كافر الله عز وجل وبكتبه ورسله. قال الله تعالى وقال الذين كفروا اذا كنا ترابا اباؤنا ائنا لمخرجون. وقال تعالى وان تعجب فعجب قولهم ائذا كنا ترابا فان لفي خلق جديد. اولئك الذين كفروا بربهم. واولئك كالاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. وقال تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا. قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. وغيرها من الايات. وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال قال الله تعالى كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك. وشتمني ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه اياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس اول الخلق باهون علي من وامنا شتمه اياياي فقوله اتخذ الله ولدا وانا الاحد الصمد لم الد ولم لا دواء لم يكن لي كفوا احد لما ذكر المصنف رحمه الله ثبوت البعث بما ذكره من الايات والحديث اتبع ذلك بسؤال يتعلق بالبعث فقال ما حكم من كذب بالبعث؟ اي ما حكم البعث ثم اجاب عنه بقوله هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله طيب اليس اذا قال كافر بالله كان كافيا فلماذا زاد ما بعده ما الجواب نعم احسنت وقرن المصنف رحمه الله ذكر كفره بالله بكفره بكتبه ورسله لامرين احدهما تأكيد كون كفره كفرا اكبر تأكيد كون كفره كفرا اكبر. يخرج به من الاسلام فهو كافر بالله وبكتبه ورسله والاخر لان البعث غيب لان البعث غيب وعرف طريق علمه بخبر الانبياء وما انزل عليهم من الكتب وعرف طريق علمه بنبأ الانبياء وما انزل عليهم من الكتب فمن كفر بالبعث فهو كافر بالله وكافر باولئك الرسل الذين اخبروا به وكافر بالكتب التي انزلت عليهم متظمنة للخبر عنه وذكر رحمه الله تعالى ثلاث ايات فيها نسبة مقالة انكار البعث الى كفار فقال في الاية الاولى وقال الذين كفروا. وقال في الاية الثانية اولئك الذين كفروا. وقال في الثالثة زعم الذين كفروا. فهذه الايات الثلاث فيها كفر من ذكر امره فيها. والمذكور فيها هو منكر البعث. ففي كل اية ذكر منكر البعث مع بيان كونه كافرا مع بيان كونه كافرا. ثم اتبع رحمه الله تلك الايات حديث الهي في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى كذبني ابن ادم ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك ثم فسر تكذيبه له بقوله فاما تكذيبه اياي فقوله لن يعيدني كما بدأني اي بانكار البعث فجعل الله هذه المقالة تكذيبا له فجعل الله هذه المقالة تكذيبا له. ومن كذب الله عز وجل كفر. ومن كذب الله عز وجل كفر منكر البعث كافر لتكذيبه الله لتكذيبه الله عز وجل الذي اخبرنا بان الخلق سيبعثون وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمله ان شاء الله تعالى بعد صلاة الفجر والحمد لله رب العالمين