باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن رحمة المعلمين بالمتعلمين تقوية صلتهم بالدين المتين. وعمارة قلوبهم بالعلم المبين تثبيتا لافئدتهم واحياء لبلدان المسلمين. وهذا المجلس العاشر في شرح الكتاب الاول من تأسيس المتعلم بسنته الاولى ثلاث واربعين واربعمائة والف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. للعلامة حافظ بن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة والف. وقد انتهى البيان الى قوله رحمه الله ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء؟ نعم احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين وجميع المسلمين. امين. باسنادكم الى العلامة حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله تعالى انه قال في كتابه اعلام السنة منشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. سؤال ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة ايوا الجواب قولهم باجمعهم رحمهم الله تعالى. الاستواء غير مجهول كيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاء وعلينا التصديق والتسليم. وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها. آمن انبه كل من عند ربنا امنا بالله واشهد انا لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر ادلة علو الفوقية من الكتاب والسنة وكان من جملة ما ذكره فيها الايات الواردة باستواء الله عز وجل على عرشه وانها تدل على علو الله عز وجل اتبعها بسؤال قال فيه ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء وانما جعل عمدة السؤال المطلوب بيانها هو قول ائمة الدين من السلف الصالح لان ما سبق من ايات او احاديث في الاستواء لا ينازع احد في ثبوتها. فهي ايات او احاديث نبوية صحيحة مما جاء في الصحيحين او غيرهما وانما النزاع في معاني تلك الايات والاحاديث التي جاء فيها ذكر الاستواء. فالتمس المصنف معرفة اه ما عليه ائمة الدين من السلف الصالح. لان نجاة العبد هي في الاقتداء بهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر انه ترك امته على البيضاء. ففي حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عند ابن ابن ماجة باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا عنها الا هالك. والصدر الباقون على البيضاء هم السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباع التابعين فان اسم السلف اذا اطلق اريدت به هذه القرون الثلاثة التي وقعت ثناء عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية. وسيأتي هذا في موضعه في كلام المصنف رحمه الله. وسبيل نجاة العبد هو ان يقتدي باولئك الناجين الذين تمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ووعوا او ما جاء في القرآن والسنة النبوية من بيان حقيقة الشريعة. خبرا وطلبا. فمن اراد ان يعبد الله ديني الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يلزم طريقهم ويسير بسيلهم والامر كما قال ابن الجزري في طيبة النسر فكن على نهج سبيل السلف في مجمع عليه او تلفي. ولهذا قال المصنف ماذا قال ائمة الدين من السلف الصالح؟ اي لانه يؤخذ بقولهم ويورد على مواردهم وينزع من من اهلهم فهم كانوا بالصواب احرى وعلى سبيل السنة ابقى. ثم جاب عنه بقوله قولهم باجمع رحمهم الله تعالى اي ان هذا القول معروف عنهم جميعا انهم قالوا الاستواء غير مجهول كيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم واستواء الله سبحانه وتعالى فسره ائمة السلف واهل المعرفة باللسان باربعة معاني احدها الصعود احدها الصعود وثانيها الارتفاع. وتانيها الارتفاع وثالثها العلو وثالثها العلو ورابعها الاستقرار. ورابعها الاستقرار. ذكره جماعة منهم ابو عبيد القاسم ابن سلام الهروي وابو الله ابن القيم في الكافية الشافية واشرت الى هذا بقول الاستواء فسرا في اللغة الاستواء فسرا في اللغة بنقل عارف بها وثقتي بنقل عارف بها وثقتي بالارتفاع والعلو والصعود بالارتفاع والعلو والصعود والرابع استقراره بلا جحود. والرابع استقراره بلا جحود. وهذا الجواب الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى اشتمل على سبعة امور الاول قولهم الاستواء غير مجهول الاستواء غير مجهول اي معلوم فلا يحتاج لفظه الى تفسير. اي معلوم فلا يحتاج لفظه الى تفسير قاله الذهبي في كتاب العلو قاله الذهبي في كتاب العلوم فالعربي المخاطب بالكتاب والسنة يفهم من معنى الاستواء ما عرفته العرب بلسانها من المعاني الاربعة المتقدمة فلا يحتاج حينئذ الى تعريفه بمعنى زائد عن ذلك. فاذا سمع العربي الاية والاحاديث الوالدة بالاستواء فسرها بتلك المعاني الاربعة من العلو والارتفاع والصعود والاستقرار وهذا ما ما جاء في رواية عن الامام ابن مالك انه قال الاستواء معلوم. وهذا معنى ما جاء في رواية عن الامام مالك انه قال الاستواء معلوم وهذا الجواب روي ايضا عن ام سلمة رضي الله عنها وعن ربيعة الرأي شيخ في الامام مالك انهما قالا كما قال مالك. واشتهر هذا الجواب عن مالك مع انه مسبوق بمن ذكرنا قبله وان كان في الاسناد الى ام سلمة ضعف والثاني قوله والكيف غير معقول. والكيف غير معقول. اي ان كيفية هذه الصفة غير معقولة لنا. اي ان كيفية هذه الصفة غير معقولة لنا. فعقولنا انقطعوا عن ادراك حقيقتها. فعقولنا تنقطع عن ادراك حقيقتها. فهي محجوبة عنا مجهولة لنا. فهي محجوبة عنا مجهولة لنا وهذا القول وما كان في معناه من نفي الكيف يراد به نفي علمنا بالكيف. يراد به نفي علمنا بالكيف لا انه لا كيف لها مطلقا لا انه لا كيف لها مطلقا. فما من شيء الا وله كيفية. بدلالة وضع اللغوي او بداهة العقول لكن علمنا بكيفية الصفة ربنا سبحانه وتعالى متعذر غير ممكن لنا فالسلف رحمهم الله تعالى لم ينفوا وجود الكيف وانما نفوا العلم به فلا يقولون الكيف الكيف غير موجود. وانما يذكرون الجهل بالكيف كقولهم الكيف غير معقول فيثبتونه مع اقرارهم بانهم لا يعلمون به. والثالث ان الايمان به واجب والثالث ان الايمان به واجب فيجب الايمان بصفة استواء الله عز وجل التي جاءت في ايات القرآن الكريم واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ورابعها ان السؤال عنه بدعة اي السؤال عن كيفيته اي السؤال عن كيفيته او السؤال عنه على وجه التعنت والمشاقة او السؤال عنه على وجه التعنت والمشاقة فالسؤال عن تفسير الصفة لا يكون بدعة. فالسؤال عن تفسير الصفة لا يكون بدعة. فمن الناس من قد يجهل الوضع آآ اللغوية لصفة ما فيسأل عن معناها. وانما الذي انكره من انكره من السلف وان يكون السائل سائلا عن الكيفية او سائلا لارادة العناد والمشقة مسؤول او سائلا لارادة المشقة ولارادة العنت والمشقة بالمسئول. فالسؤال عن الصفة يكون بدعة في حالين سؤاله عن الصفة يكون بدعة في حالين احداهما ان يكون سؤالا عن كيفيتها اي ان يكون سؤالا عن كيفيتها. والاخر ان يكون سؤالا لارادة العنت والمشقة بالمسئول ان يكون سؤالا لارادة العنت والمشقة بالمسئول طعنا في طريقة اهل السنة في هذا الباب طعنا في طريقة اهل السنة في هذا الباب وهذه الامور الاربعة هي التي اشتمل عليها الجواب المذكور في كلام مالك ومن قبله كشيخه ربيعة الرأي وقبله ما روي عن ام سلمة في في هذا الباب فانهم ذكروا فيما ذكروا ما تعلق بهذه الامور الاربعة التي ذكرناها. واشتهر كما اتقدم عن الامام ما لك لصحته عنه. واما عن غيره فما جاء عن ام سلمة سنده ضعيف وما جاء عن ربيعة الرأي فهو متردد بين القبول لكنه محتمل القبول. واشتهر عن ما لك لاجل صحته. واشرت الى ما تقدم بقول قولهم في الاستواء علم قولهما قولهم في الاستواء علما وكيفه مجهول امر حتم. وكيفه مجهول امر عتم بنقل الهمزة وكيفه مجهول نمر حتم عن هند يروى تيك ام سلمة عن هند يروى تيكا ام سلمة وعن ربيعة رواه الكمل وعن ربيعة رواه الكملة ونقله عن مالك مشتهر ونقله عن ما لك مشتهر كانه عن غيره ما اثروا كانه عن غيره ما اثروا. اي لم يروا لانه عنه من الصحيح ولم يحط سواه بالتصحيح. لانه اعنه من الصحيح ولم يحط سواه بالتصحيح وبقيت من جملة الجواب المتقدم ثلاث جمل وهو قوله ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم. وهذا من كلام ابن شهاب الزهري وهذا معروف من كلام ابن شهاب الزهري احد التابعين من اهل المدينة علقه عنه البخاري ورواه الصابوني في اعتقاد اهل الحديث وغيره وهو صحيح عنه وبهذه الثلاث تتم السبعة فالخامس فالخامس من الله قوله من الله الرسالة الخامس قوله من الله الرسالة اي ان الله ارسل الينا رسلا يأمروننا وينهوننا. مبشرين منذرين والسادس قوله وعلى الرسول البلاغ اي ان الواجب الذي على الرسول ان يؤديه ويقوم به هو ابلاغنا خبر الله وطلبه. هو ابلاغنا خبر والله وطلبه والسابع قوله وعلينا التصديق والتسليم ايجب على العبد ان يصدق بما جاء في الكتاب والسنة والسنة وان يسلم به فكله خبر صدق حق يجب على العبد ان يمتثل ثم قال المصنف رحمه الله وهكذا قولهم في جميع ايات الاسماء والصفات واحاديثها امنا به كل من عند ربنا امنا بالله واشهد بانا مسلمون فقانون الاسماء والصفات عندهم اصل واحد مضطرد لا يتغير. فهم يقولون مثل هذا في الصفات كلها فيقولون في العلو فيقولون في النزول والمجيء والاتيان وغيرها من صفات الله عز وجل ما قاله مالك ومن قبله من اعتقاد ما يعتقد فيها مما يتعلق بالعلم بمعناها وجهل كيفية وترك السؤال عنها والايمان بها. ومن جملة الاجوبة التي حادت كلام مالك ومن تقدمه ما رواه الخطيب البغدادي عن ابي جعفر محمد ابن احمد الترمذي الحافظ ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن ابي جعفر محمد ابن احمد الترمذي الحافظ انه قال النزول معقول النزول معقول والكيف مجهول. والكيف مجهول. والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهذا قول ائمة السلف في هذا الباب كله واشرت الى ذلك في تمام الابيات المتقدمة فقلت ومثله في سائر الصفات نقوله في مذهب الاثبات ومثله في سائر الصفات نقوله في مذهب الاثبات فتلكم سبيل اهل السنة فتلكم سبيل اهل السنة. فاتبع هديت يا اخي للجنة. فاتبع هديت يا اخي للجنة وهذا من محاسن اعتقاد السلفي اهل الحديث والاثر. فان قولهم في ابواب الاعتقاد واحد. وان تباعدت بلدانهم فانهم ينزعون من مولد واحد وهو الكتاب والسنة وما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن طالع كتب اهل السنة والاعتقاد المصنفة في القرون المختلفة والبلدان المتباعدة رأى قولهم قولا واحدا فيأتي في كلام ائمتهم في المشرق ما يوافق كلام ائمتهم في المغرب وهم لا يضطربون في هذا الباب. فلا يثبتون تارة وينفون تارة. او يقولون في باب قولا ثم يتركون نظيره في قول ثان. فمن محاسن عقيدة السلف انها قوية الصلة بالكتاب والسنة فالذي يأخذ بها يطمئن قلبه وتسكن روحه بخلاف عقائد المخالفين لهم على اختلافهم في قرون الامة. فان عقائدهم مشوشة مضطربة. ويغلب عليها الجدل العقلي والقياس المنطقي. فالنفوس المجبولة على حب الوحي. المتغرغرة وبحلاوة القرآن والسنة تأبى تلك العقائد. وان لم تسترشد بالوصول الى عقائد السلف ففي القرون الماضية نشأ من نشأ في بعض بلدان المسلمين ممن عسر عليه ان يصل الى معرفة ما عليه السلف لقلة الكتب في تلك النواحي. لكنه انكر تلك العقائد المشهورة في بلاده لانه لم يراها موافقة لما عرفه من القرآن الكريم وهو ما وقف عليه من الايات الايات النبوية. فاحد علماء بلاد ما وراء النهر التي هي في جهات الجمهوريات السوفيتية حينئذ واسمه عبدالنصير صنف كتابا اسمه ردوا على العقائد النسبية صنف كتابا اسمه على العقائد النسفية. لانه رأى ان هذه العقائد لا توافق سكون الايمان الذي عرفه من قال وان كان لم يهتدي هداية تامة لما كان عليه السلف لعسر الوقوف على طريقتهم حينئذ بقلة الكتب الموجودة في بيان عقائد اهل السنة ككتب الاوائل كالاجر واللالكاء وابن بطة ولا تيسر له الرحلة الى البلاد التي شهرت فيها عقائد السلف. لكن من عرف خبره وخبر اخرين ممن رأوا ان هذه العقائد المخالفة للكتاب والسنة هي مشوشة القلب وقر في قلبه فضل عقيدة اهل السنة والجماعة المبنية على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلف الامة انها ترجع على صاحبها بالطمأنينة والسكينة. ومن جرب عرف فالذين اشرب علوم الكلام من قبل ثم اهتدوا الى طريقة السلف كتبوا في ذلك ما كتبوا مبينين من انهم كانوا في شك وحيرة واضطراب حتى هدوء الى طريقة السلف لان قوام طريقة السلف هي الوحي والوحي له سلطان على النفوس. كما قال الله سبحانه وتعالى في صفة الكتاب وانزلنا اليك الكتاب بالحق لما بين يديه ومهيمنا عليه. واعتبر هذا في ان الانسان اذا القى سمعه الى قراءة التي في العقيدة الواسطية متتابعة يجد في ذلك من قوة الانس بما ذكره الله عز وجل عن نفسه من ملأت بالاسماء والصفات ما لا يجده في قراءة كلام البشر. فالقرآن الكريم له سلطة في ذلك على قلوب الناس وقوة يهدون بها الى سبيل الاسلام والسنة. ومن لطائف ذلك انه حضر برنامج مهمات العلم سنة احدى وثلاثين واربع مئة والف طالب علم اشعري ووافق قراءة العقيدة عقيدة الواسطية قراءة الايات والاحاديث فيها وانتم تعرفون اننا نقرأها سردا ثم نعلق عليه. فكان ذلك سبب اهتدائه الى عقيدة السلف وله اليوم ولله الحمد دروس في بلاده في بيان عقيدة السلف ونصرتها. فهذا اهتدى بسماع الايات والاحاديث حديث بهذه العقيدة لان كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم له من الحلاوة ما تجده والقلوب التي تطلب الحق وتريده فيهديها الله سبحانه وتعالى اليه وهي نعمة عظيمة لا يعرفها كثير من الناس الذين نشأوا العقيدة اهل السنة والجماعة في بلدانهم. وجدير بهم ان يحرصوا عليها. تعلما وتعليما ونشرا ودفاعا وبيانا للناس ولا سيما في هذه الازمان التي كثرت فيها الشبهات وطمت فيها الطامات وكثرت الافات ينبغي ان يتزود المرء بعقيدة اهل السنة والجماعة وان يسعى في نشرها بين الناس لان قوام صلاح حال الناس هو صلاح عقيدتهم وايمانهم بربهم سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل علو القهر من الكتاب؟ الجواب ملته كثيرة. منها قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده. وهو متضمن لعلو القهر والفوقية وقوله تعالى سبحانه هو الله الواحد القهار. وقوله تعالى لمن الملك كل يوم لله الواحد القهار. وقوله تعالى قل انما قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار. وقوله تعالى ما من دابة الا هو اخذه بها ناصيتها. وقوله تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان. وغير ذلك من الايات تقدم ان المصنف رحمه الله ذكر ان علو الله عز وجل ثلاثة اقسام احدها علو الفوقية وثانيها علو القهر وثالثها علو الشأن. وذكر فيما ذكر سابقا الايات والاحاديث الدالة على اثبات علو الفوقية. ثم اتبعها بسؤال يتعلق بعلو القهر فقال ما دليل علو القهر من الكتاب؟ اي من القرآن الكريم. فانه اذا اطلق الكتاب كما تقدم فالمراد به القرآن. واورد ايات تدل على علو الله سبحانه وتعالى بقهره. ومقدمها قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده. فان هذه الاية متظمنة عند من ذكر علو القهر والفوقية. لان الله قال وهو القاهر مبينا قهره. وقال فوق عباده مثبتا ان فوقيته فله سبحانه وتعالى علو القهر عليهم. واما الايات التي ذكرها بعدها فانها متضمنة اثبات صفة القهر له سبحانه. في قوله هو الله الواحد القهار. وقوله لله الواحد القهار وقوله الا الله الواحد القهار. فهذه الايات الثلاث فيها اسم القهار. المتضمن صفتا القهر فان من طرائق اثبات الصفات ورود الاسماء الالهية المشتملة عليها فكل اسم الهي ففيه صفة او اكثر كما تقدم وهو من طرائق اهل السنة في اثبات الصفات كما ذكرت ذلك في قولي ايش احسنت. اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات. اسماء ربنا على الصفات من الادلة ذي الاثبات فاسم القهار الوارد في هؤلاء الايات يفيد اثبات صفة القهر لله. وكذلك ما ذكره بعده وفي قوله تعالى وما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. اي مدبر لها وقاهر اياها. اي مدبر لها وقاهر اياها. وفي معنى ذلك ايضا اية سورة الرحمن لا تنفذون الا بسلطان اي بقوة واذن من الله عز وجل. اي بقوة واذن من الله سبحانه وتعالى. فتكون لكم حجة في نفوذ اقطارهما في نفوذ اقطارهما والاية الاولى هي اصرح اية تعلق بها من تعلق من القائلين باثبات علو القهر وهي قوله تعالى والقاهر فوق عباده. فاخذوا من ذكر كلمة فوق اثبات علو القهر. وذكرت لكم انه جاء آآ نظيرها في قوله تعالى يد الله ثوق ايديهم. فلا يتوجه القول باثبات هذا العلو قسيما لعلو الذات وعلو الصفات. بل هو مندرج في علو الصفات. فنثبت علو لله عز وجل الا انه من جملة علو صفاته. فمدار اقسام العلو على نوعين احدهما علو الذات والاخر علو الصفات. وعلو القهر فرد من الافراد التي ترجع الى علو والصفات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل ذلك من السنة؟ الجواب ادلته من السنة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بك من شر كل دابة ان تأخذوا بنا وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني عبدك وبنو عبدك وبنو امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم انك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت. وغير ذلك كثير لما ذكر المصنف رحمه الله ما ذكره من الايات القرآنية الدالة على علو القهر اتبعه بطلب ذكر الاحاديث الواردة في ذلك فقال ما دليل ذلك من السنة؟ اي ما دليل علو القهر من السنة ثم اجاب عنه بذكر ثلاثة احاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. الحديث رواه مسلم في صحيحه. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك رواه احمد وغيره واسناده صحيح ومنها قوله صلى الله عليه وسلم انك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من وليت ولا يعز من عاديت. رواه اصحاب السنن من حديث الحسن ابن علي رضي الله عنه واسناده صحيح وهذه هي الاحاديث وغيرها تدل بمعناها على نفوذ حكم الله عز وجل. وهذه الاحاديث وغيرها تدل في معناها على نفوذ حكم الله عز وجل. وكمال ملكه وكمال ملكه وتدبيره خلقه وان الامر كله بيده وان الامر كله بيده وذلك من جملة ما يندرج في علو كما تقدم. فانه وان كان اثباتا قهر الله اي خلقه وعزته عليهم وغلبته لهم فهذه المعاني ترجع الى علو القدر والصفات المتقدم ذكره. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل علو الشأن وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل. الجواب اعلم ان علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله. فتعالى في احاديته ان يكون لغيره لو قسطتم منه او يكون عونا له او ظهيرا او شفيعا عنده بدون اذنه او عليه يجيب. وتعالى في وكبريائه وملكوته وجبروته عن ان يكون له منازع او مغالب او ولي من الذل او نصير. وتعالى في صمديته عن الصاحبة الولد والوالد والكفء والنظير. وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته عن الموت. عن الموت والسنة والنوم والتعب والاعياء وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزول بمثقال ذرة عن علمه في الارض او في السماء. وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا وعن ترك الخلق سدى بلا امر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء. وتعالى في كمال عدله عن ان يظلم احدا مثقال ذرة او ان يهضمه شيئا من حسناته. وتعالى في كمال غناه عن ان يطعم او يرزق او يفتقر الى غيره في شيء وتعالى في جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل. وسبحانه وعز وجل وتبارك وتعالى وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي الهيته وربوبيته واسمائه الحسنى واسماءه الحسنى وصفاته العلى. وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر ما يتعلق بنوعي العلو المتقدمين علو الفوقية وعلو القهر اتبعهما بسؤال يتعلق ببيان القسم الثالث وهو علو الشأن. فقال ما دليل علو الشأن وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل وقرن المصنف بين السؤال عن دليل علو الشأن والسؤال عما يجب نفيه عن الله عز جل لان اثبات علو شأنه يستلزم نفي ما لا يليق عنه. لان اثبات علو شأنه يستلزم نفي ما لا يليق اعنه ثم اجاب عنه فقال اعلم ان علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها مستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله فالمراد بعلو الشأن هو علو القدر ومداره على اصلين ومجاره على اصلين احدهما اثبات المحاسن والكمالات اثبات المحاسن والكمالات والاخر نفي النقائص والافات نفي النقائص والافات فان العبد اذا اثبت لربه سبحانه وتعالى المحاسن التامة والكمالات العامة ونفى عنه سبحانه وتعالى النقائص والافات كان معظما ربه عز وجل مثبتا له علو الشأن. فعلو الشأن الى معنى اجلال الله واعظامه وتقديره واعزازه ومداره على الاصلين المتقدمين. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى طرفا مما يتعلق بعلو قدر الله عز وجل وشأنه فذكر من ذلك تسع جمل فالجملة الاولى هي قوله فتعالى في في احاديته ان يكون لغيره ملك او قسط منه اي جزء منه او يكون عونا له او ظهيرا اي نصيرا او شفيعا عنده بدون اذنه او عليه يجير اي يتحكم عليه في اجارة من يراد دفع العذاب عنه ان يتحكموا عليه في اجارة من يراد دفع العذاب عنه والجملة الثانية في قوله وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته عن ان يكون له منازع او مغالب او ولي من الذل او نصير والولي هنا بمعنى الناصر والولي هنا بمعنى الناصر فان الولي له معنيان فان الولي له معنيان احدهما الناصر الناصر وهو المنفي عن الله. فليس له ناصب وهو المنفي عن الله فليس له ناصر والاخر المنصور والاخر المنصور وهو الذي يضاف الى الله وهو الذي يضاف الى الله ومنه قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اي الذين يكرمهم الله عز وجل بنصرهم والجملة الثالثة في قوله وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير وتقدم ان معنى الصمد هو السيد الكامل الذي يقصده الخلق في حوائجهم فيرفعونها اليه وصمديته سبحانه وتعالى نوعان. وصمديته سبحانه وتعالى نوعان احدهما كماله في نفسه كماله في نفسه فهو سيد كامل سيد كامل والاخر صمود الخلق اليه في رفع حوائجهم صمود الخلق اليه في رفع حوائجهم فهم يبتغون منه قضاء حوائجهم والجملة الرابعة في قوله وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والنوم والتعب والاعياء والسنة هي النعاس والسنة هي النعاس والاعياء هو النهك بالملل والسآمة النهك بالملل والسآمة والجملة الخامسة قوله وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه في الارض او في السماء. اي انه لا يخفى عليه شيء. انه لا اي انه لا فعليه شيء والجملة السادسة في قوله وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا اي لا فائدة منه وعن ترك الخلق سدى اي مرسلين مهملين اي مرسلين مهملين بلا امر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء والجملة السابعة في قوله وتعالى في كمال عدله عنان يظلم احدا مثقال ذرة او ان يهضمه شيئا من حسناته اي ان ينقصه فالهضم النقص اي ان ينقصه فالهضم النقص والجملة الثامنة في قوله وتعالى في كمال غناه عن ان يطعم او يرزق او يفتقر الى غيره في شيء والجملة التاسعة في قوله وتعالى في جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم عن التعطيل والتمثيل وسبحانه وبحمده وعز وجل وتبارك وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي الهيته وربوبيته واسمائه الحسنى وصفاته وصفاته العلا وهذه الجملة الاخيرة هي التي اجاب بها المصنف عن الشطر الثاني من سؤاله لما قال وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل فجوابه المذكور هنا ان الذي يجب نفيه عن الله هو كل ما ينافي الهيته وربوبيته واسماءه وصفاته العلا ثم ختم هذا الجواب بقوله تعالى وله المثل الاعلى وهذه الاية اصل في اثبات الكمالات لله عز وجل. فيما اتصف به ومثلها قوله تعالى ولله المثل الاعلى فالاعلى فالمثل هو الوصف المثل هو الوصف. فمعنى الاية وله المثل الاعلى اي له الوصف الاعلى. اي له الوصف الاعلى فسره بهذا ابن عباس رضي الله عنهما وذهب غيره الى غيره واحسن الاقوال المذكورة في تفسيره هو هو هذا القول. واختاره ابو عبد الله ابن القيم. وفيه اثبات الكمالات فيما لله من الصفات. وفيه اثبات الكمالات فيما لله من الصفات فلله الوصف الاعلى الذي لا يبلغه غيره فلله الوصف الاعلى الذي لا يبلغه غيره. ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى ما ذكره ومما يتعلق بعلو الله عز وجل في قدره وشأنه. بقوله ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب اب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم سؤال ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الاسماء الحسنى من احصاها دخل الجنة؟ الجواب قد خسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها. ومنها ان ما كان يسوغ اقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على ان يصح له الاتصاف بها. على ان يصح له الاتصاف بها ما في ما يليق به وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الاقرار بها لها وعدم التحلي بصفة منها. وما كان فيه معنى الوعد كالغفور والشكور كالغفور الشكور العفو في الحليم الجواد الكريم بل يقف منه عند الطمع والرغبة. وما كان في معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام. شديد العقاب سريع الحساب فليقف منه عند الخشية والرهبة ومنها شهود العبد اياها واعطاؤه حق ومعرفة وعبودية. مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع احاطته بهم علما مع احاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك. وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج اليه مناج مطرقا واقفا بين يديه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز بين يدي للملك العزيز فيشعر بانك دمه وعمله صاعد اليه معروض عليه. فيستحي ان يصعد اليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك. ويشهد نزول الامن والمراسيم الالهية الى قطار العوالم كل وقوة بانواع التدبير والتصرف من الاماتة والاحياء والاعزاز والاذلال والخفض والرفعة والعطاء والمنع وكشف البلاء وارساله ومداولة الايام بين الناس. الى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سوى فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء. يدبر الامر من السماء الى ثم يعرج اليه في يوم ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون. فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكافاه. وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها. ولا يرزق هذا المشهد الا السابقون المقربون لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما ذكره مما يتعلق بتوحيد الاسماء والصفات اتبع ما مضى جملة من السؤالات المتعلقة به ومن جملتها هذا السؤال عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الاسماء الحسنى من احصاها دخل الجنة اي في حديث ابي هريرة في الصحيحين ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة. فذكر ان هذا الحديث فسر بمعان. وهذا الذي ذكره يرجع الى ثلاثة اصول. وهذا الذي ذكره يرجع الى ثلاثة اصول الاول رعاية مبانيها رعاية مبانيها المذكور في قوله منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها فهذا كله يرجع الى هذا الاصل والثاني الوقوف عند معانيها الوقوف عند معانيها وهو المذكور في قوله ان ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على ان يصح له الاتصاف بها فيما يليق به. الى قوله فليقف منه عند الخشية والرهبة الى قوله فليقف منه عند الخشية والرغبة فهذه كلها راجعة الى هذا الاصل فهذه الجملة كلها راجعة الى هذا الاصل وهذه الجملة المذكورة من كلامه لها عند المتكلمين في الاعتقاد اربعة الفاظ تدل عليه. وهذه الجملة التي ذكرها في هذا صل لها اربعة الفاظ عند المتكلمين في الاعتقاد تدل عليها الاول التشبه باسماء الله عز وجل. التشبه باسماء الله عز وجل وهذه عبارة الفلاسفة وهذه عبارة الفلاسفة. فانهم يذكرون التشبه باسماء الله عز وجل يريدون ما فيها من المعاني يريدون ما فيها من المعاني. اذا شهدها العبد بقلبه اذا شهدها العبد بقلبه والثاني التخلق باسماء الله عز وجل. التخلق باسماء الله عز وجل وهذا موجود في كلام جماعة من المتكلمين بالعقائد وذكروا فيها حديثا لا يصح. تخلقوا باخلاق الله. وذكروا فيها حديثا لا يصح تخلقوا باخلاق الله وهو حديث لا اصل له وهو حديث لا اصل له والثالث التعبد لله بها. التعبد لله بها وهذه عبارة ابي الحكم ابن برجان وهذه عبارة ابي الحكم ابن برجان والرابع دعاء الله بها. والرابع دعاء الله بها. وهي التي اختارها ابن القيم في بودائع الفوائد بعد ان حكى الاقوال الثلاثة المتقدمة. وهي التي اختارها ابن القيم بعد ان حكى اقوال الثلاثة المتقدمة فانه حكى القولين الاولين عائبا لهما فانه حكى القولين الاولين عائبا لهما ثم استحسن ما ذكره ابو الحكم ابن برجان. ثم جعل اكمل منه ان يقال دعاء الله به. ثم جعل اكمل منه يقال دعاء الله بها وهذا الذي اختاره ابن القيم هو الوارد في الايات والاحاديث. وهذا الذي اختاره ابن القيم هو الوارد في والاحاديث كقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ودعاء الله باسمائه الحسنى نوعان. ودعاء الله باسمائه الحسنى نوعان احدهما دعاء ثناء وعبادة دعاء ثناء وعبادة. بان يثني على الله بها بان يثني على الله بها والثاني دعاء طلب ومسألة دعاء طلب ومسألة بان يسأل الله عز وجل بتلك الاسماء بان يسأل الله عز وجل من تلك الاسماء والاصل الثالث شهود حقائقها معرفة وعبودية. والثالث شهود حقائقها معرفة وعبودية. وهو الذي ذكره المصنف في قوله ومنها شهود العبد اياها واعطاؤها حقها معرفة وعبودية ومثل له بقوله مثاله ومن شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع احاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا اليهم مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه الى اخر ما ذكر. وقوله فيها الى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء المراد بالمراسيم الاوامر. المراد بالمراسيم الاوامر اي ان اوامر الله عز وجل نافذة في ملكه. اي ان ان اوامر الله سبحانه وتعالى نافذة في ملكه واصح هذه الاصول الثلاثة انه متعلق الحديث هو الاول. واصح هذه الاصول الثلاثة ذاته انه متعلق هذا الحديث هو الاول ان المقصود بالحديث هو رعاية مبانيها. ان المقصود في الحديث رعاية مبانيها. ويكون ذلك بجمع ثلاثة امور ويكون ذلك بجمع ثلاثة امور احدها حفظها احدها حفظها والثاني فهمها والثالث دعاء الله بها والثالث دعاء الله بها فاحصاء اسماء الله الحسنى يرجع الى هذه الامور الثلاثة اختاره جماعة من المحققين منهم القرطبي في المفهم وابن القيم في بدائع الفوائد وابن حجر في فتح الباري وابن حجر في فتح الباري واشرت الى ذلك بقول لله اسماء ولحصى حفظها لله اسماء ولحصى حفظها وعلم معناها دعاؤه بها ولله لله اسماء والاحصاء حفظها. وعلم معناها دعاؤه بها نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال ما ضد توحيد الاسماء والصفات؟ الجواب ضده الالحاد في اسماء الله وصفاته واياته. وهو ثلاثة انواع. الاول الحاد المشركين الذين باسماء الله تعالى عما هي عليه. وسموا بها اوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الاله والعزة العزيز ومناة من المنان. الثاني الحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونا بصفة خلقه وهو مقابل لالحاد المشركين فاولئك سووا المخلوق برب العالمين. وهؤلاء جعلوه بمن منزلة الاجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس. الثالث الحاد النفات المعطلة وهم قسمان قسم اثبتوا الفاظ اسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال الف قالوا رحيم بلا رحمة رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة واطرد بقيتها كذلك. وقسم صرحوا بنفي الاسماء والمتضمناتها بالكلية. ووصف بالعدم المحض الذي لسنا له ولا صفة. سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الملحدون علوا كبيرا. رب السماوات والارض وما بينهما فاعبد اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتمم به ما تقدم ذكره مما يتعلق بالاسماء والصفات فقال ما ضد توحيد الاسماء والصفات لان الاشياء يبين كمالها باضدادها فلما فرغ المصنف من تجلية هذا الباب مبينا طريقة اهل السنة في توحيد الاسماء والصفات ذكر ضده المقابل له تحذيرا منه وتنفيرا عنه. ثم بين ضد توحيد الاسماء والصفات فقال الالحاد في اسماء الله وصفاته واياته. وهو المذكور في قوله تعالى وذروا الذين الذين يلحدون في اسمائهم والالحاد في اسماء الله عز وجل هو الميل بها عما يجب فيها والالحاد في اسماء الله عز وجل هو الميل بها عما يجب فيها فكل ميل باسماء الله او صفاته عما يجب فيها فهو الحاد. فكل ميل باسماء الله وصفاته عما يجب فيها فهو الحاد. فافراد ما يذكره المصنفون في ابواب الاعتقاد ويشترطون سلامة الاثبات منه وهو التكييف والتمثيل وكذلك التحريف والتعطيل كلها مما يندرج في اسم الالحاد. كلها مما يندرج في اسم الالحاد. واصل الالحاد الميل وعما يجب شرعا واصل الالحاد الميل عما يجب شرعا. سواء كان في باب الاسماء والصفات او في باب الايات او في غيرها من الاحكام الشرعية. سواء كان في باب الاسماء والصفات او في باب الايات. او في غيرها من من الاحكام الشرعيات ثم صار في عرف المتأخرين اسما لنفي الخالق. ثم صار في عرف المتأخرين اسما لنفي الخالق. فاذا كروه فانهم يريدون نفي وجود الله عز وجل فانهم يريدون نفي وجود الله عز وجل. ولا يختص الالحاد به. ولا يختص الالحاد به فهو فرض من افراده من اشنعها وابشعها فصار الالحاد له معنيان فصار الالحاد له معنيان احدهما شرعي احدهما شرعي وهو الميل عما يجب شرعا الميل عما يجب شرعا والاخر اصطلاحي والاخر اصطلاحي. وهو انكار الخالق سبحانه. وهو انكار الخالق سبحانه والمعنى الاصطلاحي منتظم في المعنى الشرعي فان من ينكر وجود الخالق مائل عما يجب شرعا من اثباته سبحانه. وخص الالحاد بانكار الخالق لانه من افظع واشنع وجوه الالحاد. فان اثبات وجود الرب سبحانه وتعالى مغروس في النفوس. ولا يكاد يوجد في طبقات الخلق امة بعد امة من ينكر وجود الخالق الا الشاد الفاذ منه فلاجل شناعة هذا وبشاعة جرم اولئك شهر اسمه الالحاد على هذا المعنى وهذا المعنى الاصطلاحي هو كما تقدم مندرج في اسم الالحاد الشرعي. واعرف بما جاء في الشريعة هم العلماء. فالعلماء هم اقدر من غيرهم على ابطال جميع انواع الالحاد. سواء ما تعلق بالمعنى الشرعي العام او بافراده المتجددة ومنها ما سمي الحادا اصطلاحا وهو انكار الخالق. فمن اراد ان ينتفع في هذا الباب فعليه بمصنفات اهل العلم ومن جملة من عني بمضادة الملاحدة المنكرين الخالق سبحانه وتعالى العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى فهو اشهر العلماء كتابة وتصنيفا في مدافعة هذه المقالة لما راجت في القرن الماضي فصنف فيها شيئا مفردا وكذلك له كلام كثير متآثر. فاذا اردت ان تنتفع بما يحصل به الرد على اولئك فاقرأ ما كتبه هو وغيره من العلماء المحققين واما من لم يبلغ هذه المرتبة من رسوخ قدمه في معرفة العلم فانه يتخوف عليه وعلى من تبعه ان يعلق بهم شيء من الاقوال المبتدعة فيقعون في شر كثير. وذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الحاد الواقع في الاسماء والصفات ثلاثة انواع وهذا السؤال هو الجواب خرج في المصنف عن قاعدته التي ذكرها في مقدمته. وهو انه يعتني ببيان اقوال اهل السنة والاتباع دون اقوال اهل الاهواء والابتداع والحامل له على ذلك شدة الحاجة اليه. والحامل له على ذلك شدة الحاجة اليه. والنادر لا يقدح في الكلية نادر لا يقدح في الكلية اي ان وجود هذا في سؤال او سؤالين لا يقدح في ان المصنف سار على خطته التي اختطها انه يقتصر على يقتصر على بيان كلام اهل السنة الاتباع ويترك كلام اهل الاهواء والابتداع. فالعالم قد يجنح الى شيء خلاف الاصل لاجل منفعة يراها ويقدر العالم ذلك لنفسه. ويقدر العالم ذلك لنفسه. فاذا خرج العالم عن اصل كليا فهو اعلم بنفسه فيما يفعل. وهو اعلم بنفسه فيما يفعل. ولا يقتضي هذا من الخطأ لكن يقتضي الادب معه بسؤاله عنه. لكن يقتضي الادب معه بسؤاله عنه. فان بين وجه ما فعل وان الحامل له هو كذا وكذا مما تسوقه الحاجة او الضرورة او يكون له عذر فيه لا يعلمه الناس قبل منه. وان سئل فاجاب بجهالة او زلل بين فهو كغيره من الناس الذين تحفظ حرمتهم ويبين غلطهم. وهذا الباب غلط فيه كثير. فمن الناس من جعل في رتبة المعصومين وهذا خطأ. وقابلهم طائفة اخرى من جعلوا ستر حرمة العلماء منتهية وجعلوا انفسهم اوصياء على العلماء يحاكمون افعالهم. وتوسط بين الطائفتين طائفة بصيرة اعلموا ان العالم له ما له مما يفعله وللعبد ان يسأله عن وجه ما فعله. ليستفيد ذلك ويعرف طريقه ومن لازم العلماء وصاحبهم وعاش معهم عرفة. هذا من تصرفهم. ومن لم يكن له اخذ متين عنهم يقع او في هذه المقالات الردية. والمقصود ان تعلم ان مصنف هذا الكتاب خرج عن الاصل الذي ذكره لاجل شدة الحاجة لذكر مذاهب هؤلاء المخالفين الذين وقعوا في الالحاد في الاسماء والصفات. فذكر انهم ثلاثة انواع الاول الحاد المشركين الذين عدلوا باسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها اوثانهم فاشتقوا اللات من الاله والعزى من العزيز ومن اتى من المنان والثاني الحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات في خلقه ان يثبتون كنهى الصفات الالهية اي يثبتون كنهى الصفات الالهية قال وهو مقابل لالحاد المشركين فاولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الاجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس والثالث الحاد النفاة المعطلة وهم قسمان. القسم الاول الذين اثبتوا الفاظ اسماء تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال وهم يثبتون الاسماء ولكنهم ينفون الصفات. فهم يثبتون الاسماء ولكنهم ينفون الصفات فيقولون رحيم بلا رحمة وسميع بلا سمع وعليم بلا علم. والقسم الثاني الذين صرحوا بنفي الاسماء ومتضمناتها بالكلية الذين صرحوا بنفي الاسماء ومتضمناتها بالكلية. اي ما اشتملت عليه من الكمالات. اي ما اشتملت عليه من الكمالات ووصفوه بالعدم المحم الذي لا اسم له ولا صفة وهؤلاء هم الجهمية وهؤلاء هم الجهمية والمتكلمون في باب الالحاد في الاسماء والصفات نوعوا طرائقهم في تقسيمه. والمتكلفون في باب الالحاد بالاسماء والصفات نوعوا طرائقهم في تقسيمه. فمنهم من قسمه هذه القسمة ومنهم من قسمه قسمة خماسية كابن القيم في بدائع الفوائد ومنهم من قسمه قسمة خماسية كابن القيم في بدائع الفوائد احسن ما ذكر في تقسيم الالحاد ما ذكره ابن القيم نفسه ما ذكره ابن القيم نفسه في الصواعق المرسلة والكافية الشافية. الصواعق المرسلة والكافية الشافية. فقسمه ثلاثة اقسام. وقسمه ثلاثة اقسام الاول جحد معانيها الاول جحد معانيها والثاني انكار المسمى بها والثاني انكار المسمى بها والثالث التشريك فيها والثالث التشريك فيها فهذه القسمة لانواع الالحاد في الاسماء والصفات احسن مأخذا واسلموا من الاعتراض وهي لابن القيم في الكافية الشافية والصواعق المرسلة. وكلامه في القسمة الثلاثية احسن من كلامه في القسمة الخماسية التي ذكرها في بدائع الفوائد وهذا مما يدلك على ان العالم النظار المتفجرة بالعلم قد يكون له في المسألة قولين او قد يكون له في المسألة قولان او اكثر ويعرف احسن اقواله لمن نظر فيها وصبر مأخذه فيها ووقع هذا من ابن القيم في جملة من كتبه فانه وتارة يذكر قولا ويقويه ثم يرجع عليه في موضع اخر بالقدح توهية له وذلك لكمال علمه. فان علمه كالنهر المتفجر الذي يتجدد بتجدد نبعه. ووقع لشيخه ابن تيمية الحفيد وكذلك لابي الفضل ابن حجر في جماعة اخرين من المحققين الذين الذين يكونوا لاحدهم قولان او اكثر في المسألة. فلا يعد مثل هذا اضطرابا. وانما حامله على الوقوع فيه هو تجدد العلوم وتفجر الفهوم عنده ويبين ذلك للناظر في كلامه انه يكون في كلامه المحرر المحقق من قوة الادلة ونصوع البيان ما لا يكون في في غيره. فليكن منك فليكن ذلك منك على ذكر في فيما يمر عليك من اقوال المحققين وان هذا لا يعد اضطرابا وانما هو تجدد العلوم ووقع هذا في مسائل لشيخنا ابن عثيمين لمن يعرف كتبه القديمة والجديدة فانه ربما ذكر شيئا في كتبه القديمة ثم رجع في كتبه الجديدة بتضعيف ذلك القول وبيان عدم صحته وهذا دليل على ان صاحب العلم حي الراغب فيما عند الله عز وجل لا تقف رغبته ولا تنتهي نعمته منه عند شيء. فلا يزال يجدد فيه ويقلب فيه النظر للاطلاع على ظنائن ظنائن الذخائر من الافادات في ابواب الخبر طلب وهكذا يجب ان يكون ملتمس العلم ان يكون جادا هميما راغبا حريصا على ما ينفعه لا تنتهي نهمته الى حد ولا ينقضي فكره الى موقف يقف فيه ويظن انه قد استوفى على العلم. فمن ظن انه عالم فهو جاهل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال هل جميع انواع التوحيد متلازمة فينا فيها كلها ما اينافي نوعا منها؟ الجواب نعم هي متلازمة. فمن اشرك في نوع منها فهو مشرك في البقيع. مثال وذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه الا الله. فدعاؤه اياه عبادة بل مخ العبادة لغير الله من دون الله فهذا شرك في الالهية. وسؤاله اياه تلك الحاجة من جلب خير او دفع شر معتقدا انه قادر على قضاء ذلك. فهذا شرك في الربوبية حيث اعتقد انه متصرف مع الله في ملكوته. ثم انه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله. الا اعتقاده انه يسمعه على البعد والقرب في اي وقت كان وفي اي مكان. ويصرحون بذلك وهو شرك في الاسماء الصفات حيث اثبت له سمعا حيث اثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الالهية الشرك فاستلزم هذا الشرك في الالهية الشرك في الربوبية والاسماء والصفات لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان انواع التوحيد الثلاثة الالهية والربوبية والاسماء والصفات اورد سؤالا في تحقيق تلازمها وبه ختم ما يتعلق بالايمان بالله الذي هو الركن الاول من اركان الايمان الستة فقال هل جميع انواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ثم ما اجاب عنه بقوله نعم هي متلازمة. فمن اشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية. اي انه اذا اذا قدر ان احدا وقع في شيء هو من شرك الالوهية فانه يتضمن ويستلزم الشرك في الربوبية وفي الاسماء والصفات وكذا لو وقع في شرك يتعلق في الربوبية فهو يتضمن او يستلزم الشرك في الالوهية او في الاسماء والصفات وكذلك اذا وقع في شرك يتعلق بالاسماء والصفات فهو يتضمن او يستلزم الشرك في الالهية والشرك في الاسماء والصفات. فانواع التوحيد اخذ بعضها ببعض انها جميعا تتعلق بحق الله. فقد عرفت فيما سبق ان التوحيد هو افراد الله بحق. ان التوحيد هو افراد الله بحقه. وجعلوا ذلك الحق انواعا ثلاثة هي الربوبية والالوهية والاسماء والصفات لا يعني ان تلك الانواع يكون كل واحد منها مستقلا عن الاخر. بل هي كلها مجتمعة في حق الله عز وجل فما يطرأ عليها من كمال في واحد يكون به كمال في الاخرين. وكذا ما يطرأ عليها من قدح في يكون قدحا في الاخرين. ومن جملته ما ذكره المصنف مما يتعلق بالشرك. وان العبد اذا اشرك في نوع من انواع التوحيد فان شركه يكون متعلقا ببقية انواعه. ومثل ذلك بحال من دعا غير الله سبحانه وتعالى فان من دعا غير الله عز وجل واقع في شرك الالوهية لان الدعاء هو العبادة كما جاء هذا في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. رواه الاربعة واسناده صحيح بل كما قال المصنف هو مخها يعني مخ العبادة. والمراد بكونه مخها اي خالصها. اي خالصها ولبها وغايتها وهذا المعنى تواردت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية في اثبات مكانة الدعاء من العبادة وانه غايتها وخالصها ولبها فيسمى مخا. وروي في ذلك حديث ضعيف عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء او مخ العبادة. وهذا الحديث ضعيف رواية. واما معناه دراية فهو صحيح. فان الدعاء بالغ هذا من كونه خالص العبادة ولبها وغايتها ودلت على ذلك ايات قرآنية واحاديث نبوية فاذا دعا احد غير الله سبحانه وتعالى فانه يكون قد اشرك به شركا الالوهية وتوجهه الى دعاء غير الله سبحانه وتعالى وان كان شركا في في الالوهية فانه مشتمل ايضا على شرك الربوبية. لان توجه العبد اليه يجعله يعتقد فيه التصرف يجعله يعتقد فيه التصرف وان له ارادة ولو لم يكن يعتقد فيه ذلك لما توجه اليه. فكما يشرك في الالوهية يشرك في الربوبية وهو ايضا يعتقد ان له من الاحوال ما يدرك به العبد الامال فيثبت له انواعا من الصفات التي هي لله عز وجل كاعتقاده احاطته وسمعه وقدرته واعانته واغاثته فيقع ما يقع فيه من شرك الاسماء والصفات. فمن وقع في نوع من انواع الشرك فلا بد ان يقارن ذلك اذا كان في باب من ابوابه لابد ان يقارنه غيره في باب اخر. سواء تعلق بالالوهية او بالربوبية او بالاسماء والصفات فبعضها يأخذ ببعض وابواب الشرك كثيرة. وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ابواب ان ابواب الشرك ثلاثة وسبعون وجاء في رواية عنه بضع وسبعون. والمراد بذلك التكفير. والمراد بذلك التكثير يغلب في باب منها شرك الربوبية وتارة يغلب في باب منها شرك الالوهية وتارة يغلب في باب منها شرك الاسماء والصفات واذا وقع الشرك في واحد من هذه الابواب فانه يتضمن ويستلزم الوقوع في الشرك في النوعين الاخرين وبهذا يكون المصنف قد فرغ من الركن الاول من اركان الايمان وهو الايمان بالله ثم اتبعه ما يتعلق بالركن الثاني وهو الايمان بالملائكة ونتممه ان شاء الله تعالى بعد صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين