السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي فقه في الدين من اراد به خيرا واسسه تأسيسا وجعل مقاصد علمه اولاها طلبا ونشرا وتقديسا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له فهو المعبود الحق واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالصدق صلى الله عليه وعلى اله وصحبه صلاة تتوالى وتزكو وسلم عليه وعليهم سلاما يتعالى ويربو. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء ومن رحمة المعلمين بالمتعلمين توثيق صلتهم بالدين المتين وعماضة قلوبهم بالعلم المبين. تثبيتا لافئدتهم واحياء لبلدانهم المسلمين وهذا الدرس السابع عشر في شرح الكتاب الاول من برنامج تأسيس المتعلم في سنته الاولى ثلاث واربعين واربعمائة والف. وهو كتاب اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة للعلامة حافظ ابن احمد ابن علي الحكمي رحمه الله المتوفى سنة سبع وسبعين الى وثلاثمائة والف. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله ما دليل النفخ في الصور؟ نعم احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين باسنادكم نفعنا الله بكم الى العلامة حافظ بن احمد بن علي الحكمي رحمه الله تعالى انه قال في اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. سؤال ما دليل النفخ في الصور وكم نفخات ينفخ فيه؟ الجواب. قال الله تعالى ونفخ في الصور فصعقما وفي السماوات ومن في الارض الا من شاء الله نفخ فيه اخرى فإذا القيام ينظرون. ففي هذه الآية ذكر نفختين الاولى للصاق والثانية للبعث. فقال تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات وما وفي الارض الا من شاء الله. الاية فمن فسر الفزع في هذه الاية بالصاقفة هي فهي النفخة الاولى المذكورة المذكورة في اية الزمر. ويؤيده حديث مسلم وفيه ثم ينفخ في الصور فلا يسمع احد الا اصواليتا ورفع ليتا. قال واول من يسمعه رجل يلوق حوض ابنه. قال فيصعق ويصعق الناس ثم يغسل الله او قال ثم ينزل الله مطرا كانه الضل او الظل شعبة فتنبت منه اجساد الناس ثم ينفخ فيه ثم ينفخ فيه اخرى فاذا هم قيام انظرون الحديث ومن فسر الفزع بدون الصاق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين. ويؤيدون ويؤيدهما في حديث الصور الطويل فان فيه ذكر ثلاث نفخات. نفخة الفزع ونفخة الصاعق ونفخة والقيام لرب العالمين ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان باليوم الاخر فذكر طلب الجواب عن امرين احدهما دليل النفخ في الصور والاخر عدد النفخات فيه والصور قرن عظيم والصور قرن عظيم. ينفخ فيه واصله عند العرب قرج الثور. واصله عند اعرب قرن الثور. يجوفونه ان يفرغون ما بداخله ثم ينفخون فيه فيكون الصوت به معروفا متميزا قويا والى ذلك اشرت بقول الصور قرن الثور وهو اجوف. الصور قرن الثور وهو اجوف ان ينفخ الصوت به سيعرف. ان ينفخ الصوت به سيعرف وقد رويت هذه الصفة في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصور قرن ينفخ به. الصور قرن ينفخ فيه رواه ابو داوود وغيره واسناده منقطع وثبت مثله موقوفا عند ابن ابي الدنيا في كتاب الاهوال باسناد حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الصور كهيئة القرن عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الصور كهيئة القرن ومثله له حكم الرفع لانه خبر عن غيب لا يطلع عليه الا بعلم مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم ومثله يدخل في المربوع المرفوعات. ويسمى بالمرفوع حكما ويشيرون اليه بانه لا يقال من قبل الرأي. لانه لا لا يقال من قبل الرأي. اي لا يقال العقل اي لا يقال بمحض العقل والى ذلك اشار العراقي في الفيته فقال وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع على وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع على ما جاء في المحصول نحو من اتاه ما جاء في المحصول نحو من اتاه الحاكم الرفع لهذا اثبت. فالحاكم الرفع لهذا اثبت والصور قرن ينفخ فيه واصل ما تتخذه العرب يكون من قرن الثوب وذكر المصنف دليله فقال قال الله تعالى ونفخ في الصور وقال تعالى ويوم ينفخ في الصور وثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل ثم ينفخ في الصور فالنفخ في الصور ثابت بالقرآن والسنة ولم يقع في شيء من الاحاديث الصحيحة تعيين الملك النافخ في الصور وثبت بطريق الاجماع تسميته اسرافيل. عليه السلام نقل الاجماع جماعة منهم الحليم الشافعي والقرطبي المالكي بتفسيره فالملك الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل عليه الصلاة والسلام ينفخ في قرن يوم القيامة. واما عدد النفخات فاهل السنة مختلفون فيها على قولين احدهما انها نفختان انها نفختان والاخر انها ثلاث انها ثلاث والاولون يجعلون النفخة الاولى نفخة للصعق بعد الفزع. والاولون يجعلون هنا ان النفخة الاولى نفخة للصعق بعد الفزع ويجعلون الثانية نفخة البعير ويجعلون الثانية نفقة البعد واما القائلون بالثلاث فانهم يفرقون بين نفخة الفزع ونفخة الصعق واما القائلون بالثلاث فانه يفرقون بين نفخة الفزع ونفخة الصعق والصحيح ان نفخة الفزع والصعق واحدة. والصحيح ان نفخة الفزع والصعق واحدة. ففي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين اربعون. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين اربعون روياه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وفي الحديث المذكور بيان عدد النفقات وانها اثنتان وهو اختيار جماعة منهم القشيري وابو الفضل ابن حجر رحمهم الله وفي هذا القول تكون انك ختان اثنتين احداهما نفخة يحصل بها الفزع والصعق والاخرى نفخة يحصل بها البعث فالنفخة الاولى يحصل الفزع في مبتدأها والصعق في اخره فالنفخة الاولى يقع الفزع في اولها والصعق في اخرها. فاذا نفخ اسرافيل عليه السلام في الصور وقع الفزع في قلوب الخلق. فاذا نفخ اسرافيل عليه السلام في الصور وقع الفزع في قلوب الخلق ثم صعقوا. ثم صعقوا وهذه النفخة يصح ان تسمى نفخة الفزع ونفخة الصعب فهي نفخة الفزع باعتبار المبدأ ونفخة الصعق باعتبار المنتهى وهذا الذي يكون يوم القيامة من اجتماع الفزع والصعق في نفخة واحدة يقع مثله في الحال المشاهدة للخلق. يقع مثله في الحال المشاهدة للخلق. فقد على احدهم امر مخوف فيفزع ابتداء ويهلك انتهاء. فقد يقع لاحدهم امر مخوف فيفزع ابتداء اهلكوا انتهاء ويكون المؤثر فيه شيء واحد. لكنه اثر فيه اولا فزعا. فوقع في اضطراب وخوف شديد ثم تمادى به الخوف وازداد حتى اهلكه. فتكون النفخة الاولى هي نفخة الفزع والصعق والنفخة الثانية هي نفخة البعث والمراد بالبعث القيام لله رب العالمين ويدل على ان النفختين اثنتان حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي ذكره المصنف فيه ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه احد الا اصغى ليتا الا اصغى ليتا ورفع ليتا الليت كسر اللام مخففا صفحة العنق صفحة العنق ويكون اصغاؤه بامالته ويكون اصغاؤه بامالته الى السفن بامالته الى السفن وذلك ان من طلب استماع شيء خفض رأسه لوى عنقه الى جهة السفل ليسمع فاذا ارخى صفحة من صفحتي عنقه ارتفعت الصفحة الثانية فاصل الاصغاء يكون انخفاض الرأس الى السفن اذا لوى المستمع عنقه. قال واول من يسمعه يلوط حوض ابله اي يضرب في حوض الابل والحوض اناء متسع يجعل فيه الماء لتلده الابل فتشرب منه. قال واول من يسمعه رجل يلوط حوض ابنه قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله او قال ينزل الله مطرا كأنه طل او قال الظل شعبة الشاة هكذا وقع هنا في اعلام السنة المنشورة والذي في مسلم نعمان الشاك والذي في مسلم نعمان الشاك. وهو نعمان بن سالم شيخ شعبة في الحديث وهو نعمان ابن سالم شيخ شعبة في الحديث. شك في هذه اللفظة ان هي بالمهملة الطل. او المعجمة الظل اي هل هي طاء ام ظاء؟ والصحيح انها الطل رجحه القاضي عياض في شرح مسلم وفي مشارق الانوار ونقله النووي في شرح مسلم عن العلماء قاطبة وذكر ابن الجوزي في كشف المشكل ان الظل تصحيحه ان الظل تصحيف ويصدق ذلك ما وقع في رواية اخرى في وصفه قال ثم يرسل الله مطرا كمني الرجال. ثم يرسل الله مطرا كمني الرجال. والمني اشبه قل والمني اشبه بالطل فالطل هو الندى المعروف الذي يوجد في الصباح على اوراق الاشجار وغيره. فالطل هو الندى المعروف الذي يوجد في الصباح على اوراق في الاشجار ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فتنبت منه اجساد الناس يعني ينبت منه اجساد الناس دون حياة تنبت منه اجساد الناس كأنها اشجار لكن لا حياة فيها. قال ثم ينفخ فيه اخرى. فاذا هم قيام ينظرون اي فتتحرك فيهم الحياة بالنفخة الثانية ثم قال المصنف رحمه الله ويؤيده ما في حديث السور الطويل فان فيه ذكرى ثلاث ذكرى ثلاث نفخات وحديث الصور حديث طويل مشهور يذكره المفسرون وهو حديث ضعيف الاحاديث الصريحة في النفقات الثلاث ضعيفة لا يصح منها شيء. ووقع التصريح بالنفختين في حديث ابي هريرة المتقدم بالصحيحين وفيه قوله صلى الله عليه وسلم بين النفختين اربع فيحمل ما جاء من انواع النفخات على هاتين النفختين وان احداهما وهي النفخة الاولى يجتمع فيها الفزع والصعق فلا يعد الواقع فيها نفختان بل هو نفخة واحدة اجتمع فيها امران هما فزعوا والصعق يقع الفزع في مبتدأها ويقع الصعق في منتهاها. ثم تتلوها النفخة الثانية وهي نفخة البعث. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة الحشر من الكتاب؟ الجواب في صفة ايات كثيرة منها قوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اولا الاية وقوله تعالى وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا. الايات وقوله تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى الايات وقوله تعالى وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة والسابقون السابقون الايات. وقوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا. وهو نقل الاقدام الى المحشر كاخفاه في الابل وقوله تعالى ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا تجد لهم اولياء يا امي يا دوني ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم وغير ذلك من الايات كفيل. ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر. يتعلق بالايمان باليوم الاخر. فقال صفة الحشر من الكتاب اي من القرآن ثم اجاب عنه رحمه الله بقوله في صفته ايات كثيرة الى اخر كلامه والحشر المتعلق باليوم الاخر نوعان. والحشر المتعلق باليوم الاخر نوعان احدهما حشر الناس الى الشام حشر الناس الى الشام قبل الفصل بينهم قبل الفصل بينهم والاخر حشر المتقين الى الجنة عشر المتقين الى الجنة والمجرمين الى جهنم والمجرمين الى جهنم بعد الفصل بينهم بعد الفصل بينهم والايات المذكورة منها ما يتعلق بالاول ومنها ما يتعلق بالثاني فقوله تعالى وكنتم ازواجا ثلاثة اي حال الحشر الى ارض الشام اي حال الحشر الى ارض الشام فيفسره الحديث الذي فيذكره المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين الى اخره ان يحشر الناس في ثلاث طرق فيأخذ قوم بطريق ويأخذ قوم بطريق ويأخذ قوم اخرون بطريق ثالث ومعنى قوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ان يتبعون صوت من يدعوهم للاجتماع ان يتبعون صوت من يدعوهم للاجتماع الفصل بينهم ومعنى قوله فلا تسمع الا همسا فسره المصنف بقوله وهو نقل الاقدام الى المحشر كاخفاف الابل وهي من اخف الدواب وطئا على الارض وهي من اخف الدواب وطن على الارض. فصوتها ضعيف اذا وطئت. وصوتها ضعيف اذا وذهب ابن عباس رضي الله عنه وغيره الى ان الهمس هو المخافة بالكلام وذهب ابن عباس رضي الله عنه الى ان الهمسة هو المخافة بالكلام وتفسير الاية بكل وارد محتمل وتفسير الاية بكل وارد محتمل. ذكره ابن كثير في تفسيره فيحتمل ان يكون المراد بالهمس هو صوت وطئ الابل الخفيف انه صوت خفيف كوطء الابل. ويحتمل ان يكون المراد بالهمس المخافتة بالكلام اي ان يكون كلاما مخفوضا لا يكاد يسمع واما قوله تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى جهنم وردا فهذا علقوا بالنوع الثاني وهو حشر الناسي كلا الى مآلهم فيحشر المتقون الى الجنة وفدا ويحشر المجرمون الكافرون الى جهنم وجدا والفرق بين الوفد والورد ان الوفد يأتي على كمال ويتلقى بكمال ان الوفد يأتي على كمال ويتلقى بكمال واما الورد فانه يأتي بنقص ويتلقى على نفسه. يأتي بنقص ويتلقى على نقص فاذا ذهب المتقون الى الجنة وفدا فانهم يذهبون على هيئة حسنة يذهبون على هيئة حسنة ويبتلقون بانواع الجوائز والاعطيات ويتلقون بانواع الجوائز والاعطيات واما المجرمون فانهم اذا حشروا الى جهنم يكونون على حال رديئة مستردلة ويتلقون بانواع الخزي والعقوبات. ويتلقون بانواع الخزي والعقوبات. ذكره وجماعة من المفسرين منهم ابن جرير الطبري وابن كثير الدمشقي اه احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال كيف صفاته من السنة؟ الجواب. قال النبي صلى الله عليه وسلم يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير واربعة على بعير وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتصبح مع حيث اصبحوا وتمسي معهم حيث امسوا. حيث امسوا. وعن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال اليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة. وقال صلى الله عليه وسلم انكم محشورون حفاة عراة كما بدأنا اول خلق نعيده. وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم الحديث وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض طال الامر اشد من ان يهمهم ذلك لما ذكر المصنف رحمه الله دليلا الحشر من الكتاب اتبعه ببيان ما يتعلق به من سنة لما تقدم من ان القرآن والسنة وحي من الله. فقال كيف صفته من السنة اي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. السنة عند الاطلاق كما تقدم يراد بها السنة النبوية ثم اجاب عنه بذكر جملة من الاحاديث منها حديث ابي هريرة في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاكرا حال الناس اذا حشرتهم النار التي تخرج من قرة عدن قال تقيل معهم حيث قالوا وتصبح معهم حيث اصبحوا وتمسي معهم حيث امسوا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه ان الناس يحشرون في ثلاث طرائق راغبين راهبين اي يأخذون في سيرهم الذي يحشرون فيه امام النار التي تسوقهم من اقصى عدن الى جهة الشام يأخذون في ثلاث طرق فيأخذ قوم في طريق ويأخذ قوم في طريق ويأخذ قوم اخرون في طريق ثالث. قال واثنان على بعير وثلاثة على بعير واربعة على بعيد وعشرة على بعيد. اي يتناوبون في ركوبه اي يتناوبون في ركوبه فمنهم من يكون على بعير وحده. ومنهم من يشترك مع غيره في بعير واحد فيركب هذا نوبة ثم ينزل ثم يركب الثاني. ومنهم من يكون ركب البعير ثلاثة عليه ومنهم من يكون ركبه عشرة. يتناوبون عليه. ينزل احدهم ثم يركب الثاني وهكذا ويراد بهذا تفاوت حال الناس فيما يجدونه من الظهر الذي يركبونه. ويراد بهذا تفاوت حال الناس فيما يجدون من الظهر الذي يركبونه. فانهم يفرون من لهب النار التي تسوقهم ويتخذون الابل وسيلة للفرار منها. فمنهم من له بعير يركبه ومنهم من يشتركه هو وغيره فيه. وتارة يشترك الثلاثة في بعير وتارة يشترك العشرة في من بعيد ثم اورد حديث انس رضي الله عنه في الصحيح ايضا وفيه ان رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على فقال اليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادرا؟ اليس الذي امشاه في الدنيا على الرجلين قادرا على ان ينشيه على وجهه يوم القيامة يعني بحشره الى جهنم بعد الفصل بين الناس فان هذا يتعلق بالنوع الثاني وهو حشر الناس الى دار الجزاء فيحشر المتقون الى الجنة ويحشر المجرمون الى جهنم وردا. ويكون في المجرمين من الكفار من يحشر على ووجهه ثم ذكر حديث انكم محشورون حفاة عراة غرلا كما بدأنا اول خلق نعيده الحديث متفق عليه وهذه الحال تكون للناس بعد بعثهم من قبورهم وهذه الحال تكون للناس بعد بعثهم من قبورهم فيحشرون على هذه الحال حفاة عراة غلا والحفاة هم الذين لا ينتعلون والحفاة هم الذين لا ينتعلون فلا يجعلون في ارجلهم نعالا يتقون بها الارض والعراة هم الذين لا يسترنا ابدانهم بشيء. الذين لا يسترون ابدانهم بشيء والغرل هم الذين لم يختنوا والغل هم الذين لم يختنوا ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض اي على تلك الحال فقال الامر اشد من ان يهمهم ذلك. يعني ان الامر اعظم من ان تتوجه ابصار الرجال الى النساء وابصار النساء الى الرجال وحصول هذه الحال يدل على شدة الامر وعظيم وقعه في القلوب وان تلك الفطرة المغروسة في النفوس من ميل الرجال الى النساء وميل النساء الى الرجال وطلب رؤية بعضهم بعضا على تلك الحال انها تذبل حتى يذهل عنها الناس فلا ينشغل بعضهم برؤية بعض. وهذه الصورة المذكورة تبين شدة الفزع الذي يعتري الناس في تلك الحال. وانه فزع شديد يذهلون معه. فمن طلب تطمين نفسه في ذلك الفزع احسن عملا. وعمل لذلك اليوم واجتهد في اقامة نفسه على ما يحبه الله ويرضاه ليؤمنه الله من ذلك الفزع. ومن اساء وغفل الاستعداد اشتد فزعه حين اذا وانما يأتي امنا يوم القيامة من امن نفسه بالايمان ولزم ما امره به الرحمن فيكسى الامن والامان في ذلك اليوم. واما من اهمل رعاية ايمانه وضعف اخذه بدين ربه فيتخوف عليه شدة الفزع حقه من العنت والبلاء في ذلك اليوم شيء شديد. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة الموقف من الكتابة؟ الجواب قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. مقطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم وافئدتهم هواء. الايات. وقال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة تصفى لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا. الايات. وقال قال واذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين. ما للظالمين من حميم ولا شفيعين يطاع. الايات وقال تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة الايات. وقال تعالى سنفرغ لكم ايها الثقلان. الايات وغير ذلك كثير ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق اليوم الاخر فقال كيف صفة الموقف من الكتاب والموقف شرعا مقام العبد يوم القيامة قبل الحساب والموقف شرعا مقام العباد يوم القيامة قبل الحساب فهو الموضع الذي يقيم فيه الناس الموضع الذي يقيم فيه الناس منتظرين الحساب من الله سبحانه منتظرين من الحساب من الله سبحانه وهذه الاقامة غير القيام. وهذه القيامة غير القيام فان القيام يكون اولا ببعث الناس من قبورهم فان القيام يكون ببعث الناس اولا من قبورهم. ثم تحدث اقامة بعده ثم تحدث الاقامة بعد بمكث الناس في مقام ينتظرون فيه الفصل بينهم وذكر المصنف من ادلة القرآن ما يبينه. فذكر قول الله سبحانه انما ليوم تشخص فيه الابصار. اي ترتفع فيه الابصار وتجحظ اي ترتفع فيه الابصار وتجحد اي تبرز لهول ما ترى اي تبرز لهول ما ترى وهم في تلك الحال على ما وصفهم الله مهضعين اي مسرعين اي مسرعين فان الاهضاع هو الاسراع كما قال تعالى مهضعين الى الداع اي مسرعين اليه قال مقنعي رؤوسهم اي رافعي رؤوسهم ينتظرون ماذا يقع له اي رافعين رؤوسهم ينتظرون ماذا يكون لهم. ثم قال لا يرتد اليهم طرفهم اي من شغلهم برفع ابصارهم وشخوصها لا يرجع اليهم بصرهم بالنظر في انفسهم لا يرجع اليهم بصرهم بالنظر في انفسهم وابصارهم شاخصة مرتفعة متعلقة بالعلو ينتظرون ما يقع لهم. فلا احدهم بصره الى نفسه او الى غيره. قال وافئدتهم هواء. اي خالية فارغة اه فالقلوب حينئذ لشدة الهول تكون بمنزلة ما لا شيء فيه انهم ينتظرون الفصل بينهم. ثم ذكر قوله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا. فلا كلام حينئذ الا باذن من الله سبحانه وتعالى عالم وهذا الاستثناء في قوله تعالى الا من اذن له الرحمن وقال صوابا اي ان يتكلم فيقول صوابا اي ان يتكلم فيقول صوابا وهو يفسر الايات التي نفي فيها الكلام كما في قوله تعالى وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا. على قول من يقول انها صوت وطي الابن او على قول من يقول انها المخافة وهو الكلام الخفي الذي لا يكاد يسمع واما الكلام الذي يسمع ويراد ايصاله الى احد فلا يتكلم احد الا باذن الله عز وجل حينئذ ثم اورد قوله تعالى وانذرهم يوما ازفة. والازفة اسم من اسماء يوم القيامة سميت ازفة لاقتراب وقوعها سميت ازفة لاقتراب وقوعها. يقال ازف الشيء اذا اقترب. يقال ازف الشيء اذا اقترب والقيامة ازفة بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر يعني بحصول ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم اية من اياته. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت انا والساعة كهاتين وقرن بين اصبعيه فهي ازفة قريبة منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم وبين الله عز وجل حال الخلق فيها في قوله اذ القلوب لدى الحناجر. اي بلغت القلوب الحناجر اي بلغت القلوب الحناجر كما قال في الاية الاخرى وبلغت القلوب الحناجر. وبلغت القلوب الحناجر. وهذه حال تعتري عند شدة خوفه وهذه حال تعتري الانسان عند شدة خوفه. اذ يعظم رجفان قلبه حتى يكاد يخرج من حنجرته حتى يكاد ان يخرج من حنجرته لشدة خوفه. ثم قال تعالى كاظمين اي ساكتين كاظمين اي ساكتين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ثم ذكر قوله تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة والاية المذكورة اصل في تقدير مدة الاقامة في الموقف وان الخلق يقيمون على تلك الحال خمسين الف سنة وان الخلق يقيمون على تلك الحال خمسين الف سنة. ووقع التصريح بذلك في حديث ابي هريرة في صحيح مسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد حتى يقضى بين العباد. وحتى الانتهاء الغاية اي انهم يبقون هذه ده منتظرين الفصل بينهم حتى يقضي الله عز وجل بينهم. ثم ذكر قول الله عز عز وجل سنفرغ لكم ايها الثقلان والثقلان اسم للانس والجن. اسم للانس والجن سموا به لمال اجسادهم من ثقل. سموا به لمال اجسادهم من ثقل والاية المذكورة توعد لهم بان الله سيفرغ له توعد لهم بان الله سيفرغ لهم في فصل القضاء بينهم. في فصل القضاء بينهم. وهذا كائن في موقف وهذا كائن في الموقف فسيكون فصل الله للعباد بعد بقائهم خمسين سنة في الموقف ينتظرون القضاء. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الله تعالى سؤال كيف صفة الموقف من السنة؟ الجواب فيها احاديث كثيرة منها عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقوم احد في رشحه الى اوصاف اذنيه وحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا. ويلجمهم حتى يبلغ اذانه. وهذه في الصحيح وغيره كثير لما ذكر المصنف ما ذكر مما يتعلق بالموقف من الايات الواردة في القرآن الكريم اتبعه بسؤال يتمم بيان ادلته فقال كيف صفة الموقف من السنة؟ ثم عنه بقوله فيها احاديث كثيرة اي عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في تفسير قوله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقوم احدهم احدهم في رشحه يعني في عرقه الى انصاف اذنيه وهذا العرق الذي يعتريهم ويعلوهم ناشئ من اقتراب الشمس منهم فان الشمس تقرب في الموقف من العباد حتى تكون قدر ميل والمراد بالميل في الحديث ميل المسافة. والمراد بالميل ميل المسافة فانه المعروف في لغة الشرع فانه المعروف في لغة الشرع. فالاحاديث النبوية والاثار التي جاءت عن الصحابة وفيها ذكر الميل يراد بها ميل المسافة. لا ميل المكحلة. وهو العود الذي يجعل فيها ثم يحرك في العين للاكتحال. فهذا وان سمي ميلا الا انه غير مراد في لغة الشرع. ومما تفسر به الايات القرآنية والاحاديث النبوية لغة الشرع اي اللغة الواردة في الكتاب والسنة فانه تارة تكون الكلمة ذات اصل واسع في لسان العرب وتخص في خطاب الشريعة بمعنى واحد من معانيه فتحمل على هذا المعنى دون غيره. فالميل المذكور في الاحاديث عند قرب الشمس من الناس في الموقف هو قرب المسافة. اختاره جماعة من المحققين منهم عبد الحق الدهنوي في شرحه على مشكاة المصابيح. واقتصر عليه المبارك في تحفة الاحوذي. فلشدة الحر بقرب الشمس مقدار ميل واحد يعرق الناس ويعتريهم عرق عظيم يكون فيهم من يكون رشحه الى انصاف اذنيه كما في هذا الحديث اي ان العرق يطمه من اسفله حتى يبلغ به انصاف جنيه ويكون فيهم من هو اقل من ذلك. ففي الصحيح فمنهم من يكون الى كعبيه ومنهم من يكون الى ركبتيه ومنهم من يكون الى حقوين والحقوا مجمع الرجل مع الحوض مجمع الرجل مع الحوض اي قريبا من البدن ويعد معقد الازار عند العرب اي ان العرب كانت اذا لبس احدهم ازارا فاداره على بدنه جعل معقده عند هذا الحد وفي الحديث ومنهم من يلجمه الجاما اي من يبلغ به العرق ان يكون كاللجام له فهو يغطي فمه فهو يغطي فمه وهو قريب من المصرح به في حديث ابن عمر الى انصاف اذنيه. فان هذا المقدار موافق المقدار الثاني وذكر الرواية الاخرى يعرق الناس في الصحيح من حديث ابي هريرة يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الارض سبعين ذراعا. اي يشتد فيهم العرق حتى يسري هذا العرق في باطن الارض سبعين ذراعا حتى يسقي هذا العرق اذا تقاطر منهم في الارض سبعين ذراعا فجعله بما بمنزلة المطر. اذا نزل الغيث من السماء فانه يرتفع على الارض ثم يسري في جوف الارض فتارة يسري قدر ذراع وتارة اكثر من ذلك فيبلغ من كثرة العرق حينئذ انه بتساقطه منهم يغور في الارض سبعين ذراعا. يغور في الارض سبعين ذراعا فالعرق المذكور في الاحاديث نوعان العرق المذكور في الاحاديث نوعان احدهما عرق فوق الارض عرق فوق الارض يعتري الاجسام ويعلوها يعتري الاجسام ويعلوها ويتفاوت اهله فيه ويتفاوت اهله فيه. والاخر عرق تحت الارض عرق تحت الارض ومنتهاه سبعون ذراعا. ومنتهاه سبعون ذراعا. فيسري وينغمر في الارض حتى يبلغ سبعين ذراعا للحافر فيها لو اراد تقدير مسافة غوره في الارض صارت سبعين ذراعا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة العرض والحساب من الكتاب الجواب قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. الاية وقال تعالى وقال تعالى ويوم نحشر من كل امة يكذب باياتنا فهم يوزعون حتى اذا جاءوا قال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما ولم تحيطوا بها علما ان كنتم تعملون. ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. وقال تعالى يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة وشر ان يرى. وقال تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا اعمال. وقال تعالى وقفوهم انهم مسؤولون. الايات وغيرها كثيرة ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان باليوم الاخر فقال كيف صفة الارض والحساب من الكتاب والحساب شرعا هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة وهو نوعان احدهما الحساب اليسير الحساب اليسير وهو تقرير الله العبد على ذنوبه. وهو تقرير الله العبد على ذنوبه والعفو عنه والعفو عنه ويسمى عرظا ويسمى عرضا والاخر الحساب العسير والاخر الحساب العسير وهو مناقشة العبد واستقصاء اعماله عليه وهو مناقشة العبد واستقصاء اعماله عليه فيعلم مما سبق ان العرض من الحساب ويعلم مما سبق ان العرض من الحساب وانه اذا ذكر معه فهو من ذكر الخاص مع العام فاذا قيل الحساب والعرض عطف الخاص عن العام فالعرض بعض الحساب وهو مختص بالحساب اليسير وذكر المصنف رحمه الله في بيان صفته اية من القرآن منها قوله تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية اي لا يغيب منكم شيء ابدا. اي لا يغيب منكم شيء ابدا والمنفي هنا يختص بمعنى اوجب ذكره. لان الله قال يومئذ اي في ذلك اليوم ثم قال لا تخفى منكم خافية والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء من اعمالنا في كل حين وآن فحينئذ يكون المقصود بنفي الاخفاء بذلك اليوم معنى خاص وهو ان الانسان يمكنه في الدنيا ان يبرأ من عمله وينتفي عنه فينكره يمكن لانسان في الدنيا ان يبرأ من عمله وينفيه عنه واما في الاخرة فلا يمكنه ذلك. واما في الاخرة فلا يمكنه ذلك لان كل احد يرى عمله حينئذ لان كل احد يرى عمله حينئذ كما قال تعالى ليروا اعمالهم في سورة الزلزلة فيرى العبد عمله من خير او شر. فقوله تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية اي لا يمكنكم حينئذ ان تنكروا شيئا من اعمالكم. فالله لا يخفى عليه شيء منها لا في الدنيا ولا في الاخرة. ولكن العبد اذا انفك عن عمله في دنيا امكنه ان ينفيه عن نفسه وان يتبرأ منه. واما في الاخرة فلا يمكنه ذلك لانه يرى عمله ويحظر له ثم ذكر قوله تعالى وعرضوا على ربك صفا. لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة يعني انكم تأتون الله سبحانه وتعالى كما خلقكم من غير مال ولا ولد ولا تلت كما قال تعالى وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. ثم ذكر قوله تعالى ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا. والفوج الجمع الكثير والفوج الجمع الكثير فيحشر الله من كل امة من كذب منها قال فهم يوزعون اي يدفعون اي يدفعون ويجمع اولهم على اخرهم ثم بين ما يكونون عليه فقال ووقع القول عليهم بما ظلموا. اي حقت عليهم كلمة العذاب. اي عليهم كلمة العذاب بما ظلموا به انفسهم ثم قال فهم لا ينطقون وهذا مثل قوله هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون. والنطق المنفي هنا هو نطق بحجة والنطق المنفي هنا هو نطقهم بحجة. فان النطق وقع اثباته تارة لهم وقع نفيه تارة له فهم لا ينطقون بقول يكون فيه حجة لهم. لا ينطقون بقول يكون فيه حجة لهم. وان او بشيء غير حجة وان نطقوا بشيء غير حجة. ثم قال وقال تعالى يومئذ الناس اشتاتا اي اوزاعا متفرقين ليروا اعمالهم اي تظهر لهم اعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والذرة هي النملة الصغيرة والذرة هي النملة الصغيرة والمرئي حينئذ هو عمل العبد وجزاؤه. والمرئي حينئذ هو عمل العبد وجزاءه. خير العبد عمله ويرى جزاءه. ثم ذكر قوله تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. يعني في فيسألون والسؤال هو الحساب ثم ذكر قوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون يعني محاسبون. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة ذلك من السنة؟ الجواب فيه احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب قالت عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا. قال ذلك العرض. وقال صلى الله عليه وسلم بالكافر يوم القيامة فيقال له ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت تفتدي به فيقول قولوا نعم فيقال قد سئلت ما هو ايسر من ذلك. وفي رواية فقد سألتك ما هو اهون منه انا وانت في صلب ادم الا تشرك بي فابيت الا الشرك. وقال صلى الله عليه وسلم ما من منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. فينظر ايمن منه فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم من عمله وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم. وينظر بين يديه فلا يرى الا تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة. ولو بكلمة طيبة. وقال صلى الله عليه وسلم يدنو احدكم يعني المؤمن من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول اعملت كذا وكذا فيقول قولوا نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم. فيقرره ثم يقول اني سترت عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم وغير ذلك من الاحاديث ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخرا يتعلق بالايمان باليوم الاخر يتمم به ما تقدم من الايات المتعلقة بالحساب والعرض فقال كيف صفة ذلك من السنة؟ اي كيف صفة والعرض من السنة. ثم اجاب عنه بقوله في احاديث كثيرة. وذكر منها حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين من نوقش الحساب عذب الحديث. وفيه بيان الفرق بين الحساب والحساب اليسير وفيه بيان الفرق بين الحساب العسير والحساب اليسير. وان الحساب اليسير مختص بالعرض. وان الحساب اليسير مختص بالعرض. ثم ذكر حديثا اخر وهو حديث انس في الصحيحين وفيه بيان ما يقع يوم القيامة من مناقشة الله عز وجل الكفار في اعمالهم. لمناقشة الله سبحانه وتعالى الكفار في اعمالهم بيعهم عليها وتقريعهم عليها وتوبيخهم لفعلهم اياها ومنه قوله ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت تفتدي به؟ فيقول نعم. فيقال القادس التما هو ايسر من ذلك. وفي رواية فقد سألتك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي فابيت الا الشرك فهذا ظاهر في وقوع تقريع الله لهم وتبكيته لهم على فعلهم الذي فعلوه من الاشراك به ثم ذكر حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا اكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. اي لا احد يعرب عن معنى كلامه ويفسره اي لا احد يعرب عن معنى كلامه ويفسره الترجمة هي بيان معنى كلام بلغة اخرى بيان معنى كلام بلغة اخرى. والى ذلك اشار بعضهم بقوله ومن يفسر لغة بلغة مترجم عند اهيل اللغة. ومن يترجم لغة بلغة مترجم اهيل اللغة ثم قال فينظر ايمن منه يعني عن يمينه فلا يرى الا ما قدم من بعمله وينظر اشأم منه يعني عن شماله فلا يرى الا ما قدم يعني من عمله. قال وينظر من بينك وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه. لان النار تكون حائلا بين الناس وبين الوصول الى الجنة. لان النار تكون حائلا بين الناس وبين الوصول الى الجنة عند حسابهم. فان الصراط ينصب جسرا على متن جهنم يعني على ظهر جهنم جهنم تلقاء وجوههم يستقبلونها. ثم يريدون النجاة منها بالمرور على الصراط كما يأتي ثم قال في الحديث فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة. ثم ذكر حديثا اخر في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدنو احدكم يعني من المؤمنين يدنو احدكم من ربه اي يقرب. فالدنو القرب. فالدنو القرب حتى يضع كنفه عليه اي ستره اي ستره فسره به عبدالله بن المبارك وغيره فيقول اعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره. يعني يثبت عليه اعماله يعني يثبت عليه اعماله ثم يقول اني سترت عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. فيسترها الله عز وجل على عبده المؤمن في الدنيا ويغفرها له يوم القيامة. واصل الغفر هو التغطية واصل الغفر هو التغطية. فيستر الله عز وجل ذنب عبده ثم يقيه ضرره وشرره الناجي عنه ثم يقيه ضرره وشراره الناشئ عنه فالمغفرة ابلغ من الستر فالمغفرة ابلغ من الستر. فالستر عليه في الدنيا يكون بالا يفتضح وينكشف يكونوا بالا يفتضح وينكسر. وان وجد اثر ذنبه وان وجد اثر ذنبه فيجد ما يجد من اثر ذنبه. واما في الاخرة فتحصل له المغفرة التي يستر فيها ولا يلحقه اثر منه. اثر منه. واما في الاخرة فتحصل له المغفرة التي يصدر فيها ذنبه ولا يحصل فيها ضرر عليه من ذنبه. فالمغفرة ستر وزيادة. المغفرة ستر وزيادة نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة نشر الصحف من الكتاب؟ الجواب قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك نسيما وقال تعالى واذا الصحف نشرت. وقال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون. ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب بنا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا. ولا يظلم ربك احدا. وقال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول فيقول اقرأوا كتابي. الى قوله الخاطئون. وفي اية الانشقاق من اوتي كتابه بيمينه وقال واما من اوتي كتابه وراء ظهره فهذا يدل على ان من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من امامه. ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بالله عز وجل. ذكر المصنف رحمه الله سؤالا اخر يتعلق بالايمان باليوم الاخر فقال كيف صفة نشر الصحف من الكتاب وال في الصحف عهدية والف الصحف عهدية يراد بها صحف الاعمال. يراد بها صحف الاعمال. فالمراد السؤال عنه هو صفة نشر صحف الاعمال ما لي يوم القيامة. وتسمى كتابا وتسمى كتابا وديوانا ايضا فالاسماء الشرعية لها ثلاثة. الاسماء الشرعية لها ثلاثة احدها الصحف وثانيها الكتب وثالثها الدواوين احدها الصحف وثانيها الكتب وثالثها الدواوين والمراد بها جميعا ما تثبت فيه اعمال العبد وتكتبه الملائكة الشهود الحفظة ما تثبت فيه اعمال العبد وتكتب وتكتبه فيها الملائكة الشهود الحفظة وذكر المصنف جملة من ادلة القرآن المتعلقة بالصفة نشر الصحف فقال منها قوله وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي الزمناه قدره في عنقه اي الزمناه قدره في عنقه. فالطائر هو القدر فكل انسان قد كتب عليه قدره الذي قدره الله عليه. فكل انسان قد كتب عليه قدره الذي قدره الله عليه ثم قال ونخرج له يوم القيامة كتابي يلقاه منشورا. ففي الاية ذكر الكتاب مشارا به الى صحيفة عمله وفي الاية التي تليها ذكرت الصحف مصرحا بها في قوله تعالى واذا الصحف نشرت ثم في الاية التي تليها ذكر باسم الكتاب في قوله ووضع الكتاب وقوله ما لهذا الكتاب وكذلك صرح بالكتاب في قوله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه وفي الاية الاخرى فاما واما من اوتي كتابه بشماله في سورة الحاقة. وفي سورة الانشقاق فاما من اوتي كتابه بيمينه ثم قال واما من اوتي كتابه وراء ظهره فالآيات المذكورة تفيد ان صحف الاعمال تظهر وتبرز وتنتشر متطايرة. ان صحف الاعمال تبرز وتظهر متطايرة فنشرها تطايرها بين يدي الخلق فنشرها تطايرها بين يدي الخلق. ليأخذ كل واحد منهم كتابه. ليأخذ كل واحد منهم كتابه لانه يعرفه معرفة اكيدة كانه يعرفه معرفة اكيدة لا يجحدها فاما من كان مؤمنا فانه يأخذ كتابه بيمينه واما من كان كافرا فانه يأخذ كتابه بشماله وراء ظهره واما من كان كافرا فانه يأخذ كتابه بشماله وراء ظهره هذا قول الجمهور وهو اصح الاقوال. فان من اهل العلم من فرق بين وضعه الشمال فجعل لليد الشمال حالان فجعل لليد الشمال حالين. احداهما للكافر احداهما للكافر والاخرى للمنافق والاخرى للمنافق فجعلوا الكافر اخذا لها بشماله. والمنافق اخذا لها من وراء ظهره اخذا لها بشماله لكن من وراء ظهره. ومنهم من جعل الشمال للكافر وجعل الاخذ من وراء الظهر المسلم العاصي. والصحيح ان المسلم كيف ما كان مؤمنا تقيا او عاصيا فانه يأخذ كتابه بيمينه فانه يأخذ كتابه بيمين. وان الكافر والمنافق يأخذ الواحد منهم كتابه بشماله وراء ظهره فهما صفتان اثنتان احداهما الاخذ باليمين والاخرى الاخذ بالشمال من وراء الظهر والى ذلك اشار المصنف رحمه الله تعالى في سلم الوصول فقال طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عيني طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عيني. والويل للاخر بالشمال والويل للاخر بالشمال وراء ظهر للجحيم صار. وراء ظهر للجحيم صال وجعل اخذ المؤمن كتابه بيمينه لما في اليمن من البركة لما في اليمن من البركة والتفاؤل بها وجعل اخذ الكافر كتابه بشماله من وراء ظهره تحقيرا له من جهتين. وجعل اخذ الكابر كتابه بشماله من وراء ظهره تحقيرا له من جهتين. احداهما انه لا يتلقف كتابه من امامه فلا يستقبله انه لا يتلقف كتابه من امامه فلا يستقبله بل من وراء ظهره اهانة له بل من وراء ظهره اهانة له. كانه يؤتى اليه من وراء ظهره فيلقى اليه بلا مبالاة به. والاخرى ان الشمال عند العرب مستقبحة مرذولة. ان الشمال عند العرب مستقبحة مرذولة فهو يتلقاها باليد المستردلة القبيحة احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى سؤال ما دليل ذلك من السنة؟ الجواب في احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره وبذنوبه تعرف ذنب كذا فيقول اعرف. يقول ربي اعرف مرتين. فيقول سترتها في الدنيا واغفر لك اليوم سنة تطوى صحيفة حسناته. واما الاخرون او الكفار فينادى عليهم على رؤوس الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال يا عائشة اما عند ثلاث فلا. اما عند الميزان حتى يثقل او يخف فلا واما عند تطاير الكتب ان يعطى بيمينه وان يعطى بشماله فلا وحين تخرج عنق من النار. الحديث بطوله رواه احمد وابو داود وغير ذلك من الاحاديث. لما ذكر المصنف رحمه الله فيما سلف ادلة نشر الصحف من الكتاب اتبعها بما يتممه آآ فذكر سؤالا قال فيه ما دليل ذلك من السنة ثم اجاب عنه بقوله فيها احاديثي احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم يدني المؤمن يدنى المؤمن من ربه اي يقرب المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه. اي سترة وسبق ان ذكرت لكم ان ممن فسرها بذلك من عبدالله بن المبارك وكذا جماعة اخرون بعدهم. قال يقرره بذنوبه. ان يعرضوا عليه ذنوبه للاقرار بها فيقول تعرف ذنب كذا؟ يقول اعرف يقول ربي اعرف مرتين. الى تمام الحديث. وفيه ثم تطوى صحيفة حسناته اي صحيفة عمله واضيفت الى الحسنات تغليبا. واضيفت الى الحسنات تغليبا. لان المؤمن لان المؤمن تغلب حسناته سيئاته. لان المؤمن تغلب حسناته سيئاته قال واما الاخرون او قال الكفار فينادى اي يشهر بهم. قال على رؤوس الاشهاد هؤلاء الذين هؤلاء الذين كذبوا على ربهم والحديث المذكور في الصحيحين ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها عند ابي داود وغيره وفيه قوله صلى الله عليه وسلم واما عند تطاير الكتب اما يعطى بيمينه واما يعطى بشماله بلى الحديث وفيه ذكر ان نشر الصحف يكون بتطايرها. وفيه بيان ان نشر الصحف يكون بتطايرها. والحديث المذكور يروى من وجوه مرسلة وموصولة. لا يسلم شيء منها من ضعف ويحصل بمجموعها كون الحديث حسنا. ويحصل بمجموعها كون الحديث حسن انا وفي قوله ربنا عز وجل سترتها في الدنيا واغفرها لك اليوم المعنى المتقدم من ان يكون له في الدنيا ستر وفي الاخرة مغفرة. يكون له في الدنيا ستر وفي الاخرة مغفرة فالستر في الدنيا الا يفتضح مع وجود اثر ذنبه مع وجود اثر ذنبه. واما المغفرة في الاخرة فانه يستر عليه ولا يجد اثر ذنبه. فانه يستر عليه ولا يجد اثر ذنبه وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونتمم قراءته بعد العصر. واود الانباء الى امور او اولها انبه الى الحرص على توقير حرمة الكتب والمصاحف. فان بعض الاخوان قد تجري اقدامهم وهم لا يشعرون فوق المصاحف او فوق الكتب فينبغي للانسان ان يرعى حرمة ذلك وان لا يتساهل الانسان في جعل كتابه على الارض الا لحاجة فالاصل ان يرفعه اليه او ان يحمله معهم والثاني اود الانباه الى ان من اراد ان يتقدم الى الصلاة في الصفوف الاولى فلا يترك كرسيا يقطع وبه صفوف المصلين فيأخذ كرسيه وينأى به عن موضع صلاة المصلين حتى لا تكون صفوف المصلين مقطعة بهذه الكراسي. الكرسي يستعمل للحاجة اما للجلوس عليه او لوضع الكتاب عليه. فاذا انقضى احدكم من حاجته من الكرسي فانه آآ ينقله من هذا الموضع. والمؤمن مأمور بالاحسان الى اخوانه. ومن ابلغ الاحسان اقامة ذاتهم على الوجه الاتم فترك الكراسي حتى تقطع الصفوف مما لا يحسن فعله ولا سيما من طلاب العلم والامر الثالث رأيت بعض الاخوة يتداولون صورا لا منفعة فيها. فتجد احدهم يصورني وانا امشي انا اجلس وانا اقعد هذا لا خير فيه ولا منفعة منه. وانما تستباح الصور لحاجة في نقل العلم فلا بأس اذا كان في ذلك مسألة في اصح قولين اهل العلم وهو اخر قولي شيخنا ابن باز رحمه الله ان تنقل الى الناس كذلك. اما ما لا نفع فيه من هذه الاحوال فهذا من الاحوال التي لا تليق بطلاب العلم. وقد سأل ابن القيم شيخه عن شيء من المباحات فاخبره ان هذا لا يليق باصحاب الهمم العالية. ولا ينبغي للانسان ان يشغل نفسه او يشغل المسلمين بمثل هذه الصور التي تؤول الحال بكثير ممن يبتلون بها ان يكرسوا شخصياتهم محورا ولاء وبراء وهذا له اثر سيء في نفوس المؤمنين. فلا احد من البشر يوالى ويعادى عليه سوى محمد صلى الله عليه وسلم. واما غيره فيصيب ويخطئ. واما الافتتان بهذه الصور وتناقلها فهذا عظموا احدا من الناس في نفوس الناس ربما اوقعهم في رفعه فوق المنزلة الشرعية التي ينبغي ان يكون عليها. وصاحب العلم له ان يستفاد من علمه بالقدر الذي يحصل للناس به الخير. اما ما يقع فتنة له او فتنة للناس فهذا يحذر منه ومن جملة ذلك ان بعض الاخوة يعمد الى المشي معي وانا لا ابيح احدا ان يمشي معي الا لمصلحة شرعية كان يقرأ او يسأل واما غير ذلك فلا حاجة في ان تمشي معي فهذا ربما فتنتني به او فتنت نفسك به او فتنت المسلمين ما احوجنا في هذه الازمان الى ان نحفظ انفسنا من الفتن. كلنا نحتاج الى ان نحفظ انفسنا من الفتن والا نتساهل بذلك والا لا يكون بعضنا اعوانا للشيطان على بعض او اعوانا للشيطان على اخرين. يرون هذه الصور فتمتلئ قلوبهم بما يكرهه الله ويأباه. فارجو ان يكون طلاب العلم على الحال اللائقة بهم. واننا نتعاون على بيان العلم وحفظه وما يؤدي الى ذلك فحيا هلا وسهلا به. واما ما لا حاجة لنا به فلا نريد ان يكون شعارا بيننا. وفق الله الجميع لما يحب والحمد لله رب العالمين