هذا يسأل عن قوله تعالى القى الشيطان في امنيته وهذه الاية ستأتي في موضع من كلام المصنف ذكر هنا يقول في قوله واضاعوا الصلاة هل المقصود باضاعة الصلاة تركها ام بالتهاون في ادائها او عدم الخشوع بها وهذا مخرج على قاعدة التفسير المتقدمة وهو انه لا يعدل عن لفظ الى لفظ اخر الا لمعنى مستكن فيه فانه الا لمعنى مستكن فيه فان الله لم يقول وتركوا الصلاة وانما قال واضاعوا الصلاة. وهذا الذي ذكره السائل مما يندرج في جملة اضاعة الصلاة غلاف كونها بخلاف قولك وتركوا الصلاة مثلا فانه قد لا يشتمل على معنى الخشوع فيها. وقد سبق ان بينا معنى هذا في شرح رسالة مقاصد الصلاة لامام الدعوة محمد بن عبد الوهاب. وقد ذكر رحمه الله تعالى مما يرجع الى معنى اضاعة الصلاة والسهو عنها ثلاثة نور واستدللها بحديث وارد في صحيح مسلم فينبغي لطالب العلم ان يراجع ذلك الموضع هذا يسأل سؤالا جاء في كلامه يتعلق بمسألة عقدية يحتاج تقريرها الى وقت بقي سؤال واحد في التفسير احد عنده سؤال اورد الاخ اشكالا على قوله ويقللكم في اعينهم فان المشركين راو المؤمنين قليلا قال اليس الافضل ان يكون الجيش كثيرا؟ الجواب؟ نعم هو افضل في حق من يريد شد الحملة بان يكون كثيرا. لكن هؤلاء المشركين كانوا قد جاؤوا وفي انفسهم التطلع الى الايقاع بالمؤمنين. فمما يزيدهم اقبالا على التطلع ان يروا هؤلاء المؤمنين قليلا. لان انهم لو رأوهم كثيرا وكانت عزائمهم قد جاءت مجتمعة على انهم قليل ثم كثروا في اعينهم فعند ذلك تضعف عزائمهم ربما انصرفوا عن لقائهم لكن لتحقيق طمعهم فيهم جاءت هذه الحكمة بان يكونوا قليلا في اعين المشركين فيعظم في قلوب المشركين الطمع بهم بان يوقعوا بهم فلا ينصرفوا عنهم بخلاف لو كثرهم الله عز وجل في اعين هؤلاء المشركين فربما انصرف فالمشركون عنهم وتركوا مقاتلهم واراد الله عز وجل ان يقضي امرا مفعولا والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين