يقول هذا السائل هل المقصود هنا في قوله تعالى وتجاهدون في سبيل الله؟ هل الجهاد هو القتال والانفاق على المقاتلين؟ ودعمهم اولها معنى اخر في هذا هذه الاية يقال ينبغي ان يعلم ان قاعدة الشرع في سبيل الله حيثما ذكر فالمراد به الجهاد في سبيل الله عز وجل فاذا جاءت اية او حديث فيها ذكر سبيل الله فاعلم انه الجهاد الا ان الجهاد ليس مقتصرا على قتال بل قتال الكافرين هو نوع من انواع الجهاد. وقد بسط ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد القول في انواع الجهاد ومفتاحها جهاد النفس في تعلمها الحق والعمل به والدعوة اليه والصبر على ذلك. فان اعدى عدوك نفسك في بين جنبين ومن لم ينتصر على نفسه فانه قد لا ينتصر على عدوه وقد امرنا الله عز وجل بان نجاهد فيه انفسنا فاذا اهدنا انفسنا فان الله عز وجل ينصرنا ويكون معنا كما قال الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وانا الله لمع المحسنين هذا يقول في سؤاله هل يحسن في دعاء العبد ربه ان يقول ربي على الافراد او يقول ربنا او اي اللفظين يقدم يقال ان الامر دائر بحسب القرينة التي تقترن به. فما جاء من الالفاظ متعبدا به على صيغة الافراد او الجمع فانت تتعبد به من غير تغيير. كقولك في الجسد بين السجدتين رب اغفر لي ربي اغفر لي. رب اغفر لي. فانك متعبد فاذا جاءت الشريعة بافراد او جمع معين فان القرينة دالة على تفضيل هذا اللفظ المعين. وقد تكون القرينة الحال فاذا دعا الداعي وحوله اناس يؤمنون على دعائه فانه الافظل في حقه ان يكون الدعاء باللفظ الدال على ربنا ربنا ربنا كما جاء في اكثر المواضع في القرآن الكريم بقي سؤال عاد عنده سؤال ثم اخر الاية ان الله اكبر نحن فترى انت ان الختم بهذين الاسمين يخالف القاعدة التي تقدمت والجواب ان يقال ان هذا المظهر من موالاة المؤمنين بعضهم ببعض وقيامهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو اثر من اثار عزة الله وحكمته. واما الاخبار بان الله عز وجل سيرحمهم فانما هو اخبار عن الجزاء غدا والجمعة القادمة يعني غدا ليست غدا التي تقابلها وبهذا تنتهي هذه الاسئلة المتعلقة بكتاب المواهب الربانية اسأل الله العلي العظيم ان يفتح علينا من فظله وكرمه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا والا يخيب سعينا وان يتقبل عملنا وان يفتح لنا فتوح العارفين وان يتغمدنا برحمته في العالمين وان معنا جميعا في عليين والحمد لله رب العالمين