السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده هو رسوله اما بعد فهذا هو الدرس السادس والعشرون من برنامج الدرس الواحد الخامس والكتاب المقروء فيه هو حاشية عقيدتي الواسطية للعلامة ابن مانع رحمه الله تعالى وقبل الشروع في اطرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة محمد بن عبدالعزيز ابن محمد التميمي ليكنى بابي عبد الله ويعرف بابن مانع وبمكنسة المذهب من سعة اطلاعه على فروع الفقه في مذهب الامام احمد المقصد الثاني تاريخ مولده ولد رحمه الله على رأس القرن سنة ثلاث مئة بعد الالف المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في السابع عشر من شهر رجب ثلاث خمس وثمانين بعد الثلاث مئة والالف وله من العمر خمس وثمانون سنة فرحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه طبع هذا الكتاب قديما كحواس للعقيدة الواسطية من غير اثبات اسم لهذه الحواشي وكان ذلك في حياة المصنف رحمه الله ثم اعيد طبعه حديثا واختار ناشره تسميته باسم حاشية العلامة محمد ابن عبد العزيز ابن مانع على العقيدة الواسطية والذي تدل عليه عبارات المصنف في اثناء الكتاب هو ان يسمى حواس العقيدة الواسطية المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب هو تعليقات من رأس القلم على وجه الاختصار على امهات المسائل المحتاجة للتعليق من كتاب العقيدة الوسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى المقصد الثالث توضيح منهجه علق المصنف رحمه الله تعالى على جمل العقيدة الواسطية المتقدم ذكرها متابعا الوضع الذي الفت عليه وتميز تعليقه الذي علقه بحسن الاختيار وجودة الانتخاب فيما يبتدئه قائلا وما يذكره ناقلا وازدانت حوافيه بما عرفت غلبته على المصنف رحمه الله من العناية بالنقل عن المنظومات العلمية ومن جملتها مما لا يوجد عند غيره الابيات المنتخبة من نظم العقيدة الواسطية لابن عدوان احد علماء نجد احد منكم يعرف نسخة النظم بن عدوان في نسخة نادرة ليذهب يأتي بها ان شاء الله تعالى توجد نسخة من هذا النظم لا اعلم لها ثانية في العالم موجودة مخطوطة في مكتبة الاسكندرية العامة الذي يذهب الى هذه المكتبة يصور هذه المخطوبة جزاه الله خير يفيدنا بها لكنها موجودة هناك قطعا فقد رأيتها في الفهارس التي انتخبتها منها. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين مسلمات قال العلامة بني مانع رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلقه فالقليل بعدته ووفق من اراد سعادته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته اما بعد فان العقيدة الواسطية تأليف شيخ الاسلام ابن تيمية التي الفها اجابة لطلب القاضيون به الدينية من احسن ما ان نفهمه الائمة في بيان معتقد اهل السنة ان الصيف ليس في يد الطلبة اليوم احسن منها ولا مثلها. فانه رحمه الله بين فيها القول الحق فيما سأل في مسألة القرآن له كلام الله منزله للمخلوق. وان الفاظه وحريصه ومعاليه ومعاليه عين كلام الله. وان الله تكلم بمشيئته وارادتي كما انه رحمه الله بين القول الصحيح في وجوب اثبات الصفات الالهية كاستواء الله على عرشه وعلوه على بنزوله الى السماء الدنيا كل ليلة ومجيئه يوم القيامة ونظر المؤمن لنومه سبحانه في عرصات القيامة وبعد دخولهم ووضح معنى قرب الله من عباده ومعنى كونه معهم اينما كانوا. وبين ان ذلك كله حق ثابت على ما يليق بعظمة الله تعالى وذكر قول اهل الحق بالايمان بالقدر ورد قول المعتزلة عن جبريل وبين اصول اهل السنة التي بنوا عليها عقائدهم اعمالهم الى غير ذلك من عوام القواعد العقائد المؤيدة بنصوص الكتاب والسنة واجماع سلف الامة وهي جزيرة الاعتناء بها تحفظا وضاسا ومطالعة فلهذا علقت عليها حواس لغسل مجملها وتوضح مشكلها وتساهم فهمها لقرائها وقد امتازت هذه التظاهرات الاخيرة بزيادات لم توجد في الطبعات التي قبلها لا سيما ما ذكرناه من مجموع عبدالعزيز بن عدوان احد علماء رحمه الله تعالى فانه نظم هذه العقيدة من الطويل جزاه الله خيرا واسعده جنة منه تعالى وكرمه رسمت همة الفاضل النجيب شيخ عمر العمر عبدالجبار بطبعها فجزاه الله خيرا. ووفقه لنشر امثالها من مؤلفات اهل السنة والجماعة الذين هم فرقة ناجية الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الى يوم القيامة. كما اخبر به النبي الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا قاله بلسانه وكتبه بضمانه محمد بن عبد العزيز ابن مانع. ذكر المصنف رحمه الله تعالى منشأ تأليف العقيدة الواسطية وهو ان ابا العباس ابن تيمية الفها اجابة لطلب القاضي قضي الدين الواسطي احد قضاة الشافعية الذي اتفق خروجه للحج مارا بالشام فلقي شيخ الاسلام وسأله ان يكتب له عقيدة يتخذها هو واهل بيته نبراسا ومش على هداية فكتب له شيخ الاسلام بعد الحاح القاضي رضي الدين الواصبي كتب له هذه العقيدة بعد صلاة العصر واشتهرت نسبتها بالواسطية نسبة الى القاضي المذكور ووقع ثناء العلماء عليها فهي معتقد سلفي جيد. كما ذكر ذلك الذهبي وابن كثير وابن رجب ممن نقلنا كلامهم في درس التعليقات على العقيدة الواسطية للعلامة ابن عثيمين وهو احد دروس يوم واحد وبين رحمه الله تعالى وجوه ما استجاده فيها من بيان جملة من مهمات الاعتقاد وقواعده المؤيدة بنصوص الكتاب والسنة. واجماع سلف الامة. وان هذه العقيدة لذلك جديرة اقتناء تحفظا ودرسا ومطالعة ومن هنا عظمت عناية علماء قطرنا باقراء هذه العقيدة لما امتازت به من جمع النصوص الشرعية من القرآن والسنة في ابواب الاعتقاد بحيث كان ما ذكر فيها من الدلائل اضعاف اضعاف ما تكلم به مصنفها رحمه الله تعالى فلهذا علق عليها العلامة ابن مانع هذه الحواشي تفصل مجملها وتوضح مشكلها وتسهل فهمها لقرائها وازدانت هذه الحواشي كما سبق لما اختاره رحمه الله تعالى من نظم عبدالعزيز بن عدوان النجدي لهذه العقيدة الواسطية نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ايه ده؟ قوله بسم الله الجار والمجرور متعلقان بمحذوف والمختار قوله فعلا خاصا متأخرا. والتقدير اؤلف حال كونه بذكر الله تبركا به ولفظ الجلالة دال على الصيد القائم الالهية. قال ابن عباس والعبودية على خلقه اجمعين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مسائل البسملة ما اشتهر اه في تعيين متعلق الجازي والمجرور فان اهل العلم اختلفوا فيه على اقوال اصحها ما اختاره ابو عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد وتبعه المصنف هنا ان المختار هو كونه فعلا خاصا متأخرا فالمتعلق بالجار والمجرور موصوف هنا بثلاث صفات اولها كونه فعلا لان الاصل في الاعمال الفعل والثاني كونه خاصا ليناسب المحل والمحل هنا التصنيف والتأليف فينبغي ان يقدر اؤلف والثالث كونه متأخرا تعظيما بسم الله سبحانه وتعالى وتحقيقا لاختصاص الاستعانة به فتقدير الكلام حينئذ يكون بسم الله اؤلف وهذا التقدير هو الذي ذكره المصنف مشروحا لا ملفوظا بقوله اؤلف حال كوني مستعينا بذكر الله متبركا به والا فان التقدير على هذا التحقيق هو ان يكون باسم الله مؤلف ثم ذكر رحمه الله تعالى ان لفظ الجلالة دال على الصفة القائمة به تعالى وهي الالهية وذكر اثرا مشهورا عن ابن عباس اخرجه ابن جرير وغيره باسناد ضعيف عنه انه قال الله ذو الالوهية هديت على خلقه اجمعين الا ان هذا الاثر مقطوع بمعناه فان كل اسم من اسماء ربنا عز وجل دال على صفة والصفة التي ضمنها اسم الله هو الالوهية فيكون الله عز وجل ذو الالهية والعبودية على خلقه اجمعين وسبق ان بينا ان تعبير المتأخرين كثيرا عن اسم الله بقولهم ولفظ الجلالة بانه متعقب من اوجه عدة ليس هذا محل بيانها واستصوبنا ما جاء في القرآن الكريم من تسميته بالاسم الاحسن. لان الله عز وجل قال ولله الاسماء الحسنى فاذا اريد الاشارة الى واحد منها فيقال فيها الاسم الاحسن ويذكر ذلك الاثم. فكان الاولى بالمصنف ان يقول والاسم الاحسن دال على الصفة القائمة اشارة الى اسم الله سبحانه وتعالى نعم. وقوله على الصفة القائمة به سبحانه. والرحيم دل على المرحوم يظهر ذلك بتأمل قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما قوله رحمه الله تعالى الرحمن الرحيم صفتان لله يعني باعتبار الوضع اللغوي لا باعتبار الحقيقة الشرعية فان الوضع اللغوي يقتضي كونهما من جملة الوصف اذ الرحمن والرحيم صفة من صفات الرب باعتبار وضع العرب في لسانهم لمجيئهما على وصف المبالغة فالاول على زنة فعلان والثاني على زنة فعيل واما باعتبار الحقيقة الشرعية فانهما يذكران بكونهما من اسماء الله فكلام المصنف صحيح لكن باعتبار الوضع اللغوي. واما باعتبار الحقيقة الشرعية فالحقيقة الشرعية فرقت بين الاسماء والصفات فاشير الى الاسماء بمثل قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى واشير الى الصفات بمثل قوله تعالى ولله المثل الاعلى اي الوصف الاعلى كما فسره به ابن عباس واختاره ابن القيم واذا علم هذا وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى فرقا بين هذين الاسمين تبع فيه ما ذكره ابن القيم في بدائع وهو ان الرحمن دال على صفة الرحمة حال تعلقها بالرب سبحانه وتعالى. وهذا معنى على الصفة القائمة به سبحانه. يعني بالنظر الى صفة الرحمة حال تعلقها به عز وجل. والرحيم اسم دال على صفة الرحمة حال تعلقها بالمرحومين ولذلك اذا ذكر اسم الرحيم وقع في سياق دال على التعلق بالمرحومين كما قال الله عز وجل وكان بالمؤمنين رحيما. وقال تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم في اية اخر لا تخرج عن هذا المعنى وهذا الفرق الذي اختاره ابن القيم ثم تبعه جماعة من اهل العلم منهم المصنف هو الذي يدل عليه تتبع اللفظ القرآن للرحمن والرحيم. نعم قوله الحمدلله والحمد نقيض الذنب وهو السماء بالقول على المحمود بصفاته المعزمة والمتعدية والشكر لا يكون الا على المتعدية بالنسبة لي الاركان كما قال الشاعر افادتكم المعنى مني ثلاثة يدي ولساني الضمير المحجب ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تعريف الحمسة ففسره بما اشتهر عند المتأخرين بانه الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية وسبق ان ذكرنا ان هذا التعريف المشهور مخالف لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة من ان الحمد لا يقابل الثناء فان في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى علي عبدي فجعل الثناء خبرا على قراءته الرحمن الرحيم. وليس خبرا عن قوله الحمد لله رب العالمين. فالصحيح ان الحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه كما اختاره وشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في بدائع الفوائد واما الثناء فهو تكرار المحامد فاذا كررت المحامد قيل ان ذلك ثناء ولهذا لما قررت المحامد في قوله تعالى الرحمن الرحيم بعد قوله الحمد لله رب العالمين سمي ذلك ثناء فقال الله عز وجل الا ادنى علي عبدي كما بين هذا ابن القيم في فصل نافع في كتاب بدائع الفوائد ثم بين رحمه الله تعالى الفرق بين الحمد والشكر من وجهين اثنين احدهما ان الحمد يتعلق بالصفات اللازمة والمتعدية واما الشكر فلا يكون الا على الصفات المتعدية فيحمد الله سبحانه وتعالى على علمه من صفاته اللازمة وعلى احسانه من صفاته المتعدية ويشكر سبحانه وتعالى على الصفات المتعدية واما الفرق الثاني فهو ان الحمد يكون باللسان والجنان واما الشكر فانه يكون باللسان والجنان والاركان نعم قال شيخ الاسلامي اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له قرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا. قال ابن مانع عن قوله صلى الله عليه وسلم فحما قيل في صلاة الله على عبده. وما ذكره البخاري في صحيحه عن ابي العالي فقال صلاة الله على رسوله سلامه عليه عند الملائكة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى صلاة الله على عبده مختارا ما اختاره ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من ان اصح ما قيل فيها ما فسره به ابو العالية الرياحي احد التابعين اذ قال صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة وهذا الذي قاله ابو العالية يحتاج الى دليل صريح من وقوع ذلك الخبر ومثل هذا يعد عند اهل العلم من جملة المراسيل لان هذا خبر لا يقال من قبل الرأي ففي الاعتداد به نظر ولم يثبت في حديث صحيح معنى للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فوجب الرجوع الى لسان العرب فاذا علم معنى الصلاة في لسان العرب عند ذلك امكن تفسير معنى الصلاة من الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وسبق ان ذكرنا غير مرة ان الصحيح ان الصلاة في لسان العرب هي الحنو والعطف كما اختاره جماعة من المتحققين منهم السهيلي وابن القيم وابن هشام اما التفسير المعروف لها بلسان العرب بان الصلاة هي الدعاء فهذا قول ضعيف من اربعة اوجه بسطها ابن القيم في بدائع الفوائد وحينئذ نقول ان صلاة الله على عبده هي حنوه وعطفه عليه وحلو الله وعطفه على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم له مظاهر كثيرة يكفي منها ما ذكره الله عز وجل في سورة الضحى اذ قال ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى مع نظائر هؤلاء الايات من هذه السورة. نعم