نعم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. قال العلامة ابن مانع رحمه الله تعالى. المسألة الواسطية في العقيدة اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد والايمان بالقدر خيره وشره. ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال ابن مانع قوله من غير تحريف ولا تعطيل قال الراغب تخريف الشيء امانته كتحريف القلم وتحريف الكلام ان تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين. قال الله عز وجل يحرفون الكلم عن مواضعه وصفات الله الدالة دالة على معان قائمة بذات الرب جل وعلا لا تحتمل غير ذلك فيجب الايمان والتصديق بها. واثباتها اي اسرة بلا تمثيل لانه ليس كمثله شيء وتنزيها له تعالى عن مشابهة خلقه بلا تعطيل والتعطيل جحد الصفات الالهية وانكار قيامها بذاته تعالى كما هو قول المعتزلة والجهمية وكذلك لا تكيف صفات وكمان لا تكيف ذاته ولا تمثل ولا تشبه بصفات المخلوقين. لانه ليس له كف ولا مثيل ولا نظير ويرحم الله بنا ويرحم الله ابن القيم حيث قال لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ان المشبه عابد او ثاني كلا ولا نخليه من اوصافه ان المعطل عابد بهتان. من شبه الله العظيم بخلقه فهو الشبيه ولكن نصراني او عطل الرحمن من اوصافه فهو الكثور وليس ذا الايمان ذكر الشارح رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيانا مسألتين اثنتين اولاهما بيان حقيقة التحريف والثانية بيان حقيقة التعطيل فاشار الى الاولى بما نقله عن الراغب الاصفهاني في كتاب المفردات والمراد بالتحريف المنفي في باب الصفات تغيير دليل الصفة او معناها فاذا حول دليل الصفة عن وجهه او حول معناها المعروف بلسان العرب عن وجهه قيل في ذلك تحريف فمن الاول مثلا من يقرأ وكلم الله موسى تكريما ليجعل التكريم صادرا من موسى. والاية وكلم الله موسى تسليما بصدور الكلام من الله سبحانه وتعالى فيقرؤها المحرف بنصب الاسم الاحسن الله ليجعل موسى متكلما والله سميعا ومن الثاني وهو تغيير معناها المعروف في لسان العرب من يفسر الاستواء بالاستيلاء فان العرب لا تعرف هذا المعنى في كلامها وانما تعرف اربعة معان سيأتي ذكرها فيما يستقبل من كلام المصنف رحمه الله تعالى واما المسألة الثانية وهي بيان حقيقة التعطيل فاشار اليها بقوله جحد الصفات الالهية وانكار قيامها بذاته تعالى والموافق للوضع اللغوي للتعطيل ان يقال ان التعطيل هو اخلاء الرب سبحانه وتعالى من صفاته لان حقيقة التعطيل هي التخلية في لسان العرب لقوله تعالى بئر معطلة وقصر مشيد يعني مخلات مهملة فيكون معنى التعطيل المراد في هذا المحل اخلاء الله عز وجل من صفاته ثم اشار المصنف رحمه الله تعالى بشارة مجملة الى ما يتبع التحريف والتعطيل من المنفيات في هذا الباب وهما التكييف والتنفيذ فقال وكذلك لا تكيف صفاته كما لا تكيف ذاته ولا تمثل ولا تشبه بصفات المخلوقين وسبق ان ذكرنا ان التكييف هو تعيين تنهي الصفة وان التمثيل هو تعيين كنه الصفة بذكر مماثل لها وتقدم تحرير هذه العبارات مرارا واخرهن في درس التعليقات على العقيدة الواسطية نعم قال شيخ الاسلام بل يؤمنون بان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون مع مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته. ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه قوله قال ابن مانع قولوا ولا يلحدون الالحاد اما يكون بجحدها وانكارها واما بجحد معاليها وتعطيلها واما بتحريفها عن واخراجها عن الحق بالتأويلات واما بجعلها اسما لهذه المخلوقات كالحاد اهل الاتحاد ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير اصل من اصول اهل السنة في هذا الباب وهو ترك الالحاد في اسمائه واياته عز وجل كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه والالحاد هو الميل بها عما يجب فيها وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة من مواقع الالحاد التي وقعت في كلام الناس فعد منها اربعا تبعا لابن القيم رحمه الله تعالى وقد تنوع كلام ابن القيم في تعداد انواع الالحاد الواقع في اسماء الله وصفاته. واحسن ما ذكره من التقاسيم هو ما ذكره في الصواعق المرسلة والكافية الشافية من ان الالحاد ينقسم الى ثلاثة اقسام الاول جهد معانيها التي تعرفها العرب في لسانها والثاني ترك تسمية الله بها والثالث وقوع اشراك غير الله عز وجل معه فيها قال شيخ الاسلام ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. قال ابن معن قومه ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لان الصفة تابعة للموصوف. فكما ان الموصوف سبحانه لا تعلم كيفية ذاتي فكذلك لا تعلم كيفية صفاته. مع انها ثابتة في في الامر ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان اصل من اصول هذا الباب عند اهل السنة والجماعة مذكور في كلام شيخ الاسلام في قوله ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه وبين وجه امتناع تنفيذ الصفة بان الصفة تابعة للموصوف لكنه فسر التمثيل بعد ذلك بما يجعله مطابقا للكيفية فقال فكما ان الموصوف سبحانه لا تعلم كيفية ذاته فكذلك لا تعلم كيفية صفاته مع انها ثابتة في نفس الامر وتقدم ان التكييف شيء والتمثيل شيء اخر وهذه الجملة متعلقة بالتمثيل دون التكييف. فقد سبق ان عرفت ان التكييف هو تعيين كنه الصفة الالهية. واما التمثيل فهو تعيين كونه الصفة الالهية بذكر مماثل لها وهذا هو الذي يتسلط عليه النفي في قول شيخ الاسلام ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه والمراد بالنفي هنا نفي التمثيل نعم اذا نفي التمثيل ان درج فيه نفي التكييف لان التمثيل تكييف وزيادة والمقصود ان ايضاح العبارة يكون بمعناها الذي وضعت له ثم اذا قبلت اندراج معنى ثان فيها نبه على ذلك كما اشرنا اليه والعلة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في امتناع التكييف والتنفيذ هي عدم علمنا بما عليه ذات الرب سبحانه وتعالى فكما انه امتنع علمنا بذات الرب سبحانه وتعالى وحجب عنا معرفة مثله فكذلك حجب عنا معرفة مثل صفاته وكيفيتها لان القول في الصفات فرع في الذات كما ذكره الخطابي في معالم السنن والخطيب البغدادي في قاعدته المشهورة في صفات الرب سبحانه وتعالى فاذا امتنع العلم بذات الله امتنع تبعا لذلك العلم بصفاته الا ما ارشدنا الله عز وجل اليه او اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من خبرها كما علمنا ان من اسماء الله الرحمن والرحيم والعليم والحليم وعلمنا ان من صفات الله الرحمة والعلم والحلم قال شيخ الاسلام لانه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. قال ابن مانع بني له اي مثيلا ونظيرا يستحق اسمه موصوفا يستحق صفته على التحقيق. وليس المعنى هل نجد من يتسنى باسمه اذ كان كثير من اسمائه قد يطلق على غيره لكن ليس معناه اذا استعمل فيه كما كان معناه اذا استعمل في غيره ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان جملة من كلام شيخ الاسلام هي قوله لا سمي له وهذه الجملة يحتمل فيها النفي معنيين اثنين الاول نفي وجود من يسمى باسم من اسمائه والثاني نفي وجود استحقاق من يسمى باسم من اسمائه فاما الاول فان كثيرا من اسماء الله سبحانه وتعالى قد تطلق على غيره فان الله عز وجل رؤوف رحيم وقد سمى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذين الاسمين كما في اخر سورة التوبة اذ قال بالمؤمنين رؤوف رحيم وهو سبحانه وتعالى دميع بصير كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقد سمى عبده الحمد لله وقد سمى عبده سميعا بصيرا كما قال فجعلناه سميعا بصيرا فعلم انه لا محيد عن القول بان النفي المراد هنا مسلط على المعنى الثاني فالمراد نفي وجود احد يستحق من معنى الاثم ما يستحقه الله سبحانه وتعالى فكما ان الله سميع بصير والمخلوق سميع بصير فان ما يستحقه الله من السمع والبصر فوق ما يصلح للمخلوق من السمع والبصر. ولهذا فاننا نقول غير مرة في قاعدة تبين هذه المعاني نقول ان للخالق كمالا يليق بجلاله وان للمخلوق كمالا يناسب حاله فكمال الرب سبحانه وتعالى يقع على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى واما كمال المخلوق فهو كمال يناسب حاله فليس سمع الانسان كسمع الله ولا بصر الانسان كبصر الله فعلم حينئذ انه لا سمي له بمعنى لا نظير له فيما يستحق من صفة واسم سبحانه وتعالى نعم قوله ولا ند له ولامداد الامثال والنظراء فكل من صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله رغبة فيه او رهبة منه فقد اتخذه ندا لله لانه اشرك مع الله فيما لا يستحقه غيره. وذلك كحال عباد الاموات الذين يستعينون بهم وينظرون وهم يحلفون باسمائهم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان جملة اخرى من كلام شيخ الاسلام مما تسلط عليه النفي وهو قوله ولا ند له ثم فسر الانداد بالامثال والنواع والذي يدل عليه تتبع كلام العرب في تفسير الند ان الند عنده هم هو المثل المخالف فلا بد من اجتماع شيئين في حقيقة الند احدهما المثلية والاخر المخالفة فاذا اجتمع هذان الوصفان قيل فلان ند فلان والله سبحانه وتعالى لا ند له فلا يوجد ابدا مثل مخالف له يتصف بما يتصف به الرب سبحانه وتعالى من صفات الكمال ونعوت الجلال فكل من صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله عز وجل لاحد من المعبودات فقد جعل هذا المعبود ندا للرب سبحانه وتعالى لكن هذه الندية مدعاة لا حقيقية لانه لا يكون احد بمنزلة المثل المخالف لله عز وجل. وانما سميت المعبودات التي تعبد من دون الله اندادا لا بالنظر الى حقيقة الامر ولكن بالنظر الى دعوى عبادها فان عبادها يرون فيها المثلية المخالفة. واما بالنسبة الى حقيقة الامر فان هذه المعبودات لا او موقع المثل المخالف لله سبحانه وتعالى نعم قال شيخ الاسلام فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدقه قيلا واحسن حديثا من خلقه ثم ارسلوا صادقون مصدقون. بخلاف حين يقولون عليه ما لا يعلمونه لهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون الرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات تلاعبون لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون فانه الصراط المستقيم. صراط الله الذي انعم صراط الذين انعم الله عليهم من نبينا والصديقين والشهداء والصالحين. وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن. حيث تقول قل هو حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وما وصف به نفسه في اعظم اية لكتابه حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماء السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يحيطون بشيء من عنده الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض. ولا يؤوده اي لا يكرهه ولا يتقنه حفظهما وهو علي عظيم قال ابن مانع قوله لا يكره قال في القاموس وشرحه تركه الامر والغم وبنضم اشتد عليه وبلغ منه المشقة. قال وكل ما اثقلك فقد كرثك. قال الاصمعي لا يقال كارثا وانما يقال ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الجملة المذكورة في كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ولا يؤده اذ قال لا يفرده ولا يثقله ونقلا في بيان معناها ما ذكره صاحب القاموس وهو الفيروز الابادي مقرونا ممزوجا بكلام صاحب شرح القاموس وهو الزبيدي واسم شرحه تاج العروس واذا اطلق اسم شرح القاموس كان منصرفا الى هذا الكتاب فبين ان معنى لا يكلفه قال تركه الامر والغم يكرهه بالكسر ويكرثه بالظم شد عليه وبلغ منه المشقة قال وكل ما اثقلك فقد كرثك ثم نقل عن الاصمعي التنبيه الى ان فعله ليكونوا اكرزه ولا يقال كرثه. فيقال اكرثه الشيء ولا يقال كرثه الشيء نعم قال شيخ الاسلام ولهذا كان من قرأ هذه الاية في ليلة لم ينزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح فقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وقوله سبحانه العليم الحكيم. وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وقوله وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا احبتي في ظلمات الارض ولا رطب ولا يبس الا في كتاب مبين. وقوله وبعث وما تحمل من انثى لا تضع الا بعلمه وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما فقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله ليس ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فقوله ان الله لا يبكون به ان الله كان سميعا بصيرا. فقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا الا فقوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعد من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ثم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. فقوله احلت لكم بهيمة الانعام فما يثلى عليكم غير محل الصيد حرم ان الله يحكم ما يريد. وقوله فمن يرد فمن يرد الله ان يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصطعد في السماء. فقوله واحسنوا وان الله يحب المحسنين وقوله واقسطوا ان الله يحب المقسطين. وقوله بما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب والمتقين وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وقوله بتوبة الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقوله وان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. وقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوه يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله بسم الله الرحمن الرحيم وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وقوله وكان رحمه قوله كتب ربكم على نفسه الرحمة. فقوله وهو الغفور الرحيم وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه ولعنه وقوله كيبيعوا انهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم. فقوله ولكن كره الله انبعاثهم وثبطهم وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. وقوله وناظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من وما منهم ملائكة وقضي الامر. وقولهم ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم ياتي بعض ايات ربك وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا وقوله يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة فقوله الاكرام وقوله كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقوله فقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يدعهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء آآ وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لما كان كفر. فقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني فقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. سنكتب ما قالوا فقوله وهم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. وقوله انني معكما اسمع وارى قال ابن مانع رحمه الله قوله انني معك ما اسمع وارى. قال شيخ الاسلام بعد كلام سبق وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه لو قال في قوله انني معكم استغوار كيف يسمع وكيف يرى لقلنا السمع والرؤية معلوم والكيف مجهول ولو قال كيف كلم موسى تكليما. لقلن التسليم معلوم والكيف غير معلوم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير قوله تعالى انني معكما اسمع وارى منقولا عن صاحب الاصل وهو شيخ الاسلام ابن تيمية اذ قال وهذا شأن جميع ما وصف والله به نفسه لو قال في قوله انني معكما اسمع وارى كيف يسمع وكيف يرى؟ لقلنا السمع والرؤية معلوم والكيف مجهول ولو قال كيف كلم موسى تكليما لقلنا التكليم معلوم والكيف غير معلوم انتهى كلامه وهذا الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في هذه الاية من سورة طه هو اصل مطرد في كل صفة من صفات رب بنا فان كل صفة من صفات الله عز وجل فان معناها معلوم وكيفها ممتنع مجهول ولذلك قال مالك رحمه الله تعالى لما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم يعني معناه من جهة الثاني العربي والكيف مجهول يعني بعدم علمنا بحقيقة كيفية صفات ربنا والايمان به واجب لثبوت الادلة بذلك والسؤال عنه بدعة وقال محمد بن الحسن الترمذي فيما رواه الخطيب البغدادي في تاريخه النزول معلوم والكيف مجهول ويطرد القول في جميع الصفات على هذا النحو. فجميع الصفات نعلم معناها. لاننا خطبنا بلسان عربي مبين فنعرف معاني ما فيه باعتبار الوضع اللغوي في لسان العرب. واما كيفيات الصفات فقد حجبنا عنها لاننا لم نعرف كيفية ذات الله عز وجل فكذلك لا نعرف كيفية صفاته سبحانه وتعالى واذا ادعى مدع بالسؤال عن الكيفية فقال كيف يسمع الله؟ او كيف يرى الله؟ او كيف يستوي الله؟ او كيف ينزل الله؟ قلنا لا يقال في صفات الله كيف لان الكيف فيها ممنوع وذلك ان علمنا عن الكيد محجوب ومراد اهل السنة رحمهم الله تعالى في نفي الكيف كما جاء عن الامام احمد اذ قال لا كيف؟ يريدون لا كيف نعلمه؟ لا بالنظر الى نفس الامر فان صفات الله سبحانه وتعالى لها كيفية. لكن هذه الكيفية يمتنع العلم بها بالنسبة للمخلوقين ذلك يقال لا كيف او يقال التكييف مجهول يعني اننا لا نعلمه ولكننا نعتقد بما من لسان العرب ان الصفة تقع على كيفية معينة لكن علمنا بها محجوب. فاذا اطلق نفي الكيف عند السلف لم يكن المراد نفي وجود كيفية للصفة لكن مراد نفي علمنا بكيفية الصفة ولذلك احسن ابن عدود اذ قال في نظمه وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فان يقل جهميهم كيف استوى كيف يجيء فقل له كيف هو فاذا ادعى مدع العنت بالسؤال بكيف وسأل عن الصفات كيف استواء الله سبحانه وتعالى؟ وكيف نزوله؟ فان الاعتراض عليه بقول كيف هو سبحانه وتعالى فاذا اقر بان علمنا بكيفه ممتنع فكذلك يجب ان يقنع بان علمنا بكيفية صفاته ممتنع لان حجم العلم وقع في هذا وذاك