السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو درس الحادي والعشرون. من برنامج الدرس الواحد الثالث. والكتاب يا ابو المطلوب فيه هو كتاب الرد على الجهمية. الحافظ ابن منده رحمه الله. وقبل الشروع في لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الحافظ الكبير محمد بن اسحاق ابن محمد الاصبهاني يكنى بابي عبد الله. ويعرف بابن منده نسبة الى احد اجداده المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة عشر وثلاثمئة وقيل بل في السنة التي تليها المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي سنة خمس وتسعين وثلاث مئة وقيل بل في السنة التي تليها وله من العمر بضع وثمانون سنة. ورحمه الله تعالى رحمة واسعة. المقدمة التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب هو الرد على الجهمية كما جاء في النسخة الخطية وبه ذكره غير واحد من اهل العلم المقصد الثاني بيان موضوعه قرر المصنف رحمه الله تعالى في كتابه هذا جملة من المسائل الاعتقادية رادا على الجهمية المبطلين المقصد الثالث توضيح منهجه جرى المصنف رحمه الله على طريقة اهل الحديث في سياق المرويات مسندتا وربما علقها وتكلم عن رتبتها وقسم كتابه الى تراجم دون ذكر كلمة باب او فصل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. قال الحافظون بنده رحمه الله تعالى الا بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. قول الله جل وعز ثم يكشف عن ساق وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك واختلاف الصحابة والتابعين في معنى تأويله حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم بن شابورة قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيشاب الوليد البصري قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا هشام بن سعد حاء وحدثنا ابراهيم بن محمد الجيبولي في مكة قال حدثنا إبراهيم بن عيسى الشيباني البصري قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا جعفر بن ميسرة صنعاء جميعا عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة ليلة البدر صح ولا ليس فيها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم لا تضامون في رؤية احدهما فاذا كان يوم القيامة موديا يتبع كل امة ما كانت تعبد فلا يبقى احد كان يعبد شيئا الا تبعه حتى لا يبقى الا المؤمنون فيأتيهم الله عز وجل فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا فيقول هل بينكم وبينه اية فيقولون نعم يكشف عن ساق فلا يبقى احد ممن كان يعبد الله عز وجل الا اخا وله ساجدا. وذكر الحديث اخبرنا واخبرنا احمد بن الحسن بن عتبة بمصر قال حدثنا رح ابن الفرج وحدثنا وقال وحدثنا عبد الله بن جعفر الوردي ابن يسن قال حدثنا يحيى ابن ايوب المصري قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث ابن سعد عن خالد ابن يزيد عن سعيد ابن هلال عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسأل عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه ويكشف عن ساقيه جل وعز قال ابو عبدالله وهذا حديث ثابت باتفاق من البخاري ومسلم للحجاج فقد رواه ادم ابن ابي ياسر عن الليث عن خالد عن سعيد عن سعيد بن ابي هلال عن زيد بن اسلم مثله وقال يكشف عن ساقه جل وعز وقدره استلم الصحابة في معنى قوله جل وعز يكشف عن ساق. ساق المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي سعيد هذا المتضمن لكشف الرب سبحانه وتعالى عن ساقه. وهو حديث صحيح مخرج في الصحيحين كما قدم في درس كتاب رؤية الله تبارك وتعالى لابن النحاس وقوله في الحديث الثاني ويكشف عن ساقيه جل وعز ان صحت النسخة فان هذه اللفظة بالتسمية شاذة والمعروف في الصحيحين وغيرهما من دواوين الاسلام العظام ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويكشف عن ساقه ولم يذكره مثنى وتقدم التنبيه الى ان قوله صلى الله عليه وسلم تضامون فيه ضبان اثنان احدهما ضم التاء وتخفيف الميم والثاني فتح التاء وتشديد الميم وبينا الفرق بينهما ثم اشار المصنف رحمه الله تعالى الى اختلاف الصحابة بمعنى قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق ولم يختلف الصحابة رضوان الله عليهم في اية من ايات الواردة في القرآن الكريم مما يتعلق بالصفات الا في هذه الاية كما نص على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وقد احسن المصنف رحمه الله تعالى اذ ذكر اختلافهم في تأويل الاية ومعناها ولم يعبر كما عبر بعض متأخرين بان الصحابة اختلفوا في صفة الساق. فان الصحابة لم يختلفوا في صفة من صفات الله سبحانه على ابدا كما نص على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وانما اختلفوا في هذه الاية هل هي دالة على صفة الساق ام غير دالة مع اجماعهم على اثبات صفة الساق لربنا عز وجل وبين المقامين فرض فان الصحابة مجمعون على اثبات الصفات بلا خلاف بينهم. ولكنهم اختلفوا في هذه الاية هل هي دالة على الصفة ام لا؟ نعم فاخبرنا علي ابن العباس ابن ابن الاشعث الغزي بغزة فقال حدثنا محمد بن حماد الطهراني قال حدثنا عبد قال اخبرنا الثوري عن مسلمة ابن كهيل عن ابي الزهراء عن ابن مسعود في قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق. قال عن ساقه قال ابو عبد الله هكذا في قراءة ابن مسعود ويكشف بفتح الياء وكسر الشين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابن مسعود في قراءته وانه كان يقرأها مثناة عن ساقيه. وهذا الاسناد نادوا حسن وليس في شيء من الاثار الثابتة تسمية الساقين الا هذا الاثر واما الاخبار المرفوعة فان ما فيها ذكر المفرد وكان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يستدل في اثبات القدمين مثناة بعموم حديث ان الله خلق ادم على صورته فيمكن ان تخرج هذه الاية بتفسيره الحديث لها بان الصفة تثبت على التثنية الحاقا لها بنظيرها واخذا من حديث الصورة. نعم واخبرنا علي بن العباس قال حدثنا محمد بن حماد قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا ابن تيمية عن ابي عن ابيه عن عن ابراهيم في قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق قال ابن عباس يكشف عن امر عظيم ثم قال قد قامت الحرب على ساق قال ابراهيم وقال ابن مسعود رضي الله عنه ساقيه فيسجد كل مؤمن ويقسو كل كافر فيكون عظما واحدا وحدثنا عمر بن الربيع بن سليمان بمصر قال حدثنا بكر بن سام قال حدثنا عبد الوهامي ابن سعيد قال حدثنا موسى ابن الرحمن عن ابن زريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم يكشف عن ساق قال شدة الاخرة واخبرنا محمد ابن ايوب ابن حبيبنا الرقي قال حدثنا عبد الله ابن محمد ابن سعيد ابن ابي مريم قال حدثنا محمد ابن يوسف الفريابي قال حدثنا وارقى عن ابن ابي نجيح عن مزاد في قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الامر قال ابن عباس اشد وصاة تكون يوم القيامة واخبرنا علي ابن العباس قال حدثنا محمد بن حماد قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر في قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق قال عن شدة قال ابو عبدالله اختلفت الروايات عن عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما في قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق. فروى اسامة بن زيدان عن ابن عباس رضي الله عنهما يوم يكشف عن عن سعق بالياء وضمها. وقال يا قوم الحضرمي عن ابن عباس انه قرأ يوم تكشف عن ساق بالتاء مفتوحة قال ابو حاتم من قرأ بالتاء اي تكسب الاخرة عن ساق يستبين منها ما هو غائب عنها. ومن قرأ يكشف يبين عن شدة وهي قراءة الائمة السبعة وكذا قرأ طلحة بن مصرف والاعمش قال ابو عبد الله عن ابن مسعود يوم يكشف عن ساق بفتح الياء للشين قال ابو حاتم السختيان وقرأ الاخفش نفسه قال ابو حاتم كلنا الاخطاء اللي قرأها الاخ صحيح ان هذه اخطاء. والكتاب قافح بالاخطاء. قال ابو حاتم السجستاني قال ابو حاتم السجستاني وقرأ الاخفش نكشف عن ساق ذي النون ما هو بالاخر الاعمال وقرأ ما يؤسف له ان اكثر الكتب التي صنفها ائمة السلف في الاعتقاد لما طبعت طبعت وفيها طاء كثيرة فهذا الكتاب وفي كتاب اللا ذكاء في حصول اعتقاد اهل السنة والجماعة وفي كتاب النزول دار قطني فبيض الله وجهها من يتبعها طبعة صحيحة. نعم فقرأ نكشف عن ساق ذي النون على معنى قراءة عبد الله. واخبرنا علي ابن احمد ابن الازرق بمصر قال حدثنا احمد ابن محمد ابن مروان قال احمد قال هددنا احمد ابن محمد ابن ابي عبد الله البغدادي قال حدثنا يحيى ابن حماد قال حدثنا ابو عوانة عن الامشى عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يكشف عن ساق قال الله عز وجل عن ساقه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف خلف الصحابة رضوان الله عليهم في تفسير هذه الاية ايات فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه فسرها بساق الرب سبحانه وتعالى فقال يوم يكشف عن وصح عن ابن عباس رضي الله عنه بانه فسرها بالشدة والكرب في ذلك اليوم. وقد احسن يصنف رحمه الله تعالى اذ ختم هذه الجملة بالحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم المصرح بان الساق في الاية هي ساق الرب سبحانه وتعالى. لانه اذا صح الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاطعا للنزاع وابن عباس رضي الله عنه انما فسر هذه الاية باعتبار الوضع اللغوي فان هذا في لسان العرب يوم يكشف عن ساق معناه يوم يكشف عن كربة وشدة كما نبه على ذلك ابو يعلى الحراء في ابطال التأويلات ولا يقال ان ابن عباس اول فان ابن عباس فسر باعتبار الوضع اللغوي دون تعرض للصفة فان الاية ليست صريحة في سياقها انها من صفات الرب سبحانه وتعالى اذ لم يضف الرب سبحانه وتعالى الساق اليه في الاية فلو كانت الاية يوم يكشف عن ساقه او يوم يكشف عن ساقه عن القراءتين لكان النزاع منتفيا بصراحة الضمير في رجوعه الى الرب سبحانه وتعالى. ولكن الاية جاءت من غير اعادة الضمير اليه. وانما فيها ذكر وقد بين حديث ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما في الصحيح ان الساقة المنكورة في هذه الاية هي ساق الرب سبحانه وتعالى ولم تختلف الصحابة في اثبات الساق لله وانما اختلفوا في دلالة هذه اية عليها نعم في قوله عز وجل يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد؟ وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يضع رجله في النار فتقول قط قط اخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان بن سابورا قال حدثنا صحيح بني سابو قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر قال هذا ما حدثنا ابو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحاجت الجنة النار فقالت النار اوترت بالمتكبرين والمتجبرين. فقالت الجنة فاني لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطوا ثم قال جل وعز للنار انما انت عذابي اعذب بك من اشاء من عبادي وقال للجنة انت رحمة بك من اشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملئها فاما النار فلا تمتنع حتى يضع الله فيها رجله فتقول قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها الى بعض ولا يظلم الله جل وعز من خلقه احدا. واما الجنة فان الله جل وعز ينشأ لها خلقا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله ادم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال ذهب فسلم على اولئك النفر وهم من الملائكة تستمع ما يحيونك فانها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب اليهم فقال السلام عليكم وقالوا عليك السلام ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة ادم طوله ستون ذراعا فلا يزال الخلق ينقص بعده حتى الان قال ابو عبد الله وهذا حديث ثابت لاتفاق من اهل المعرفة بالاثر واخبر احمد ابن محمد ابن ابراهيم الوراق قال حدثنا عبد الله ابن يحيى قال حدثنا المقدم قال حدثنا اسعد بن عبدالله الخرساني قال حددنا شعبة عن قتادة عن انسنا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى وبارز له او قدمه فتقول قط قط. وروى القوادري عن حرم ابن عمارة عن شعبة عن قتادة عن انس بن عمر عن حربي ابن عمارة عن شعبة عن قتادة عن اسنان النبي صلى الله عليه وسلم قال يضع رجلاه في النار فتقول قال ابو عبدالله وهذا حديث ثابت باتفاق ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة الاحاديث الثابتة في اثبات صفة الرجل والقدم للرب سبحانه وتعالى. فان من صفاته بين الذاتية القدر والرجل كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم تأتي تسمية الرجل قط في شيء من الاحاديث ولا الاثار. وقد يستدل لتسميتها كما سبق الوجه الذي كان يستدل به العلامة ابن باز وهو عموم الحديث ان الله خلق ادم على صورته. اما القدمان فقد جاء التدنيتهما في الاثار الصحيحة عن ابن عباس وابي موسى رضي الله عنهما قال في موضع القدمين. ذكر خبر ذكر خبر اخر يدل على ما تقدم. اخبرنا احمد بن محمد بن عمر قال عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثنا إبراهيم بن ابي الليث قال حدثنا إبراهيم ابن سعد عن محمد ابن اسحاق ان يعقوب ابن عثمان فتبني المغيرة بالاخنس عن عكرمتان ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انشد قوله ميت ابن ابي الصلف رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للاخرى وليتم منصد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق صدقة. فقال شمس تطلع كل اخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد تأتي فما تطلع لنا في رسلها الا معذبة والا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق قال ابو عبدالله وهذا حديث مشهور عن محمد ابن اسحاق رواه عبدة ابن سليمان ويونس ابن بكير وغيرهما واخبرنا احمد بن سليمان ابن خللم قال حدثنا ابو زراعة قال حدثنا يوسف ابن ابو هلول قال حدثنا عبد ابن سليمان عن محمد ابن اسحاق ام بهلول ليس بلغة العرب فعلول بوهلول بالظبط نعم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق امية ابن ابي الصمت في شعره بحيث قال رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للاخرى وليت مرصد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث واخبرنا عبد الرحمن ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا حديث ابن عباس وفيه تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لما انشده امية ابن ابي الصلب وهذا الحديث اسناده جيد وابن اسحاق انما يخشى من تلبيسه وقد صرح بتحديث يعقوب له كما عند بن خزيمة في كتاب التوحيد وهذا الحديث دال على اثبات الرجلين لله عز وجل. دون ذكرهما بالتسمية لقوله رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للاخرى وليت مرصد يعني من اجل الله عز وجل الاخرى فتوصف بالرجل اليمنى وتوصف الثانية بالرجل الاخرى كالقول في اليد على الصحيح من قولي اهل العلم الله تعالى وانما صح الاستدلال على تثبيت الصفة بابيات امية وكان قد مات كافرا لان النبي صلى الله عليه وسلم صدق قوله هذا اذ ذكر حملة العرش وانهم على هذه فالرجل اليمنى يحمل من جهتها ملك على صورة رجل وملك على صورة ثور والرجل الاخرى يحمل من جهتها ملك على صورة نسر وملك على صورة ليث. ومما الله عز وجل به اهل السنة انهم اهل تسليم وانقياد لما صحت به الاخبار كما اشار ابو جعفر الطحاوي الى طريقتهم بقوله ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام فاذا صحت الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الاثار عن الصحابة الاخيار بشيء من صفات ربنا عز وجل ورضينا من غير مماحلة عقلية الا ان ما ذكره امية في حال الشمس من انها تطلع كل يوم معذبة تجلد فان هذه الجملة قد انكرها ابن عباس والصحابي اعرف بما ينكر النبي صلى الله عليه فقد ثبت عند ابن خزيمة ان عكرمة قال له وهل تجلد الشمس؟ فقال انما حمله على الراوي ما معنى هذا الكلام ايش بحر البيت احسنت حول الدعوة احسن من محقق كتاب ابن خزيمة على العموم هذه الكلمة محرمة انما حمله على ذلك الروي الروي ما المراد به اخر البيت. احسنت الروي هو الحرف الاخير من بيت الشعر فقال حمله عليها الروي يعني جاء بهذه الجملة لاجل موافقة البيت الاول في رويه وهو الحرف الذي يختم في بيت الشعر فدل قول ابن عباس هذا على ان ما ذكره من كون الشمس تجلد لا يصح والصحابي اعرف بكلام النبي صلى الله عليه وسلم منا. فما جاء عنه اولى من فهمها. نعم واخبرنا عبدالرحمن بن عبدالله البجلي قال حدثنا يزيد ابن محمد ابن عبد الصمد قال حدثنا بالنظر اسحاق ابن ابراهيم قال قال حدثنا يزيد ابن ربيعة قال حدثنا ابو الاشعث ابو الاشعث الصنعاني قال سمعت ثوبان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يقبل الجبار عز وجل فيثني رجله على الجسر فيقول وعزتي وجلالي لا يجاوز اليوم ظلم فينصف الخلق بعضا وهم من بعض حتى انه لينسف الجماء من العقبا لتنطحها النطحة واخبرنا احمد بن سليمان بن حزلمة قال حدثنا ابو زرعة قال حدثنا ابو صالح قال حدثنا معاوية بن صالح سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل يطوي المظالم يوم الجمعة فيجعلها تحت قدم ويجعلها تحت قدمه الا ما كان من اجل وعقر البهيمة وفضل الختم عن الابكار. هذان الحديثان لا يثبتان عن النبي صلى الله عليه وسلم وما مضى من الاحاديث كاف في تثبيت صفة الرجل والقدم لربنا عز وجل