نعم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير فمن تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه قال ابن مانع رحمه الله قوله ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عدوان وسنة خير المرسلين محمد ايات الكتاب الممجد تبينه للطالب سبل الهدى تدل عليه بالدليل المؤكد اه قال شيخ الاسلام رحمه الله تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحيحة التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجبا الايمان بها كذلك. قال ابن معنين رحمه الله قوله وجب الايمان بها فما احسن قول ابن عدوان ابن عدوى هذه العقيدة. ودع عنك تصديقات قوم فانها بحلتها التعطيل يا صاحب ترشد السنة الماضية المنتخب من ابيات النونية في شرح الشيخ عبدالرحمن بن حسن طبعا احد الاخوان ووزعناه في الحفل الاخير فمن منكم يتكفل بطبع المنتخب من نظم الواسطية لابن عدوان ويوزعك الحفل هل عنده قدرة يا اخوان طيب نعم قال شيخ الاسلام مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاطيع ومن يستغفرني فاغفر له. متفق عليه. فقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم راحلتي الحديث متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجل يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة متفق عليه. فقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غياره ينظر اليكم ازلين قنطين فيضل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. قال ابن مانع رحمه الله قوله عجب ربنا قال ابن عدوان ويعجب ربي من قلوب عبادي فالقي لما بينت سمعك واهتدي. وفي رقية المرضى مقال نبينا التشدد وهو ابو داوود هذا وغيره قال احفظ هداك الله سنة احمد. قوله وقرب غيري اسم من قولك غيرت الشيء فتغير. قال ابو وفي حديث الاستسقاء من يكفر بالله يلقى الغيار اي تغير الحال وانتقالها من الصلاح الى الفساد قوله ازنين الازل الشدة فقد اذن الرجل يأذن واذن نيصار في ضيق انه اراد من يأسكم وقنوطكم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير الحديث الذي اورده شيخ الاسلام من جملة احاديث الصفات وهو قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم اجنينة قنطين الى اخر الحديث وهذا الحديث قد حسنه شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الموضع ويروى هذا الحديث باسنادين ضعيفين ومن اهل العلم من تبع شيخ الاسلام في تحسينه والله اعلم. وفي هذا الحديث اثبات صفة العجب او العجب لربنا فتقال بفتح العين وبضمها ايضا ويغني عن هذا الحديث المتكلم فيه يغني في اثباتها ما جاء في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل لقد عجب ربكما من صنيعكما بضيفكما ثم فسر قوله وقرب غيره بالتغير والتحول والغيرة هي التحولات والتغيرات واورد في ذلك كلاما عن ابي السعادات والمراد به ابن الاثير صاحب النهاية في غريب الحديث واهل العلم يغلب عليهم النقل عنه بهذا الاسم بكنيته ابو السعادات وقوله اذلين يعني يائسين قانتين نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعضنا تقول قط قط. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم عليك وينادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم ما من منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ولا ترجمان. فقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي تمام ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا حوضا خطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجه. رواه ابو داوود. وقال صلى الله عليه وسلم الا تأملوني وانا امين ومن في السماء رواه البخاري وغيره. الوجع كما قرأ الاخ هو المشهور في السماع على الشيوخ والمراد بذلك المريض ويروى ايضا الوجع والمراد بذلك المرض لكن الاولى الاول اولى. نعم وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما. فقوله عليه السلام الى الله قامت بالسماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله؟ قال اعتقها فانها مؤمنة رواه مسلم. وقوله صلى الله قال ابن مانع رحمه الله قوله اين الله هذا فيه؟ رد على اهل البدع المنكرين لعلو الله على خلقه فنزهوه بجهلهم عما رضي به رسوله فقالوا منزه عن من اين وذلك جهل وضلال. والحق ما جاءت به السنة. قال ابن عدوان فقد جاء نبض العين من قول صادق رسول اله نبينا محمد كما قد رواه مسلم في صحيحه. كذلك ابو داود والنسائي قدي ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم للجالية اين الله؟ في الحديث الذي اورده شيخ الاسلام متضمن للرد على اهل البدع المنكرين لعلو الله الذين نزهوا الله بزعمهم فمنعوا السؤال باي وقالوا هو منزه عن الايم وذلك جهل وضلال لان الحق ما جاءت به السنة وقد ذكر الذهبي في كتاب العلو ان هذا الحديث فيه فائدتان اثنتان الاولى جواز السؤال باينا الله والثانية ان الجواب يكون بقول في السماء قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت حديث حسن فقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا قبل وجه ولا عن يميني ولكن عن يساري او تحت قدمي متفق قال ايه؟ قال ابن مانع رحمه الله قوله اذا قام احدكم الى الصلاة قال شيخ الاسلام في العقيدة الحموية وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا قبل وجهه الحديث حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبله اصلي بل هذا الوصف يثبت للمخلوق فان الانسان لو انه يناجي السماء او ينادي الشمس والقمر لكانت السماء الشمس والقمر فوق كان سيظل وجهه انتهى ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ايضاح معنى الحديث الذي اورده شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الباب وهو وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهي ونقل من كلام شيخ الاسلام في العقيدة الحموية ما يبين ذلك اذ ذكر ان هذا الحديث حق على ظاهره وليس بين هذا الحديث وبين الادلة الواردة في علو الله عز وجل تعارض بل الله سبحانه وتعالى عال في سماء مستو فوق عرشه وهو قبل وجه المصلي فيجتمع الوصفان جميعا كما يقع اجتماع هذين الوصفين فان الانسان لو انه وقف يناجي السماء او يناجي الشمس والقمر كما يقع لبعض الادباء في اشعارهم واحوالهم كانت السماء ضوء الشمس والقمر فوقه وكانت ايضا قبل وجهه فهو بالنظر الى حاله مقبل عليها وهي بالنظر الى مكانها عالية عليه. وكذلك الرب سبحانه وتعالى اذا صلى العبد كان الله سبحانه وتعالى قبل وجهه مع كونه سبحانه وتعالى عال في سمائه. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع يا رب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوع منزلة التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت ظاهرك ليس فوقك شيء وانت الباطل فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقيرا ومسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم لما اصعب اصوات بالذكر ايها الناس ارضعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم طبعا لا تغلب على صلاة القبلة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا متفق عليه الى امثال هذه الاحاديث التي يفطر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية على السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل او من غير تكييف ولا تمثيل قال ابن مانع رحمه الله قول يؤمنون بذلك قال ابن عدوان الندي سنة تسع وسبعين ومائة والف وسلم لاخبار الصحيحين يا فتى ولكن عن التمثيل وفقت ابعدي لكن عن التمثيل وفق تابعه ودعا عنك تصديقات قوم فانها بحلة التعطيل يا صاح ترشدي قال الشيخ الاسلامي رحمه الله تعالى بل هم وسطوا في فرق الامة كما ان الامة هي الوسط في الامم اللهم صفقوا في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة. قال ابن معنع رحمه الله قوله بين اهل التعطيل تنزيل المشبهة التعطيل هو نفي الصفات الالهية عن القيام بالذات العامية وتأويلها بلا دليل صحيح ولا عقل صريح. فقولهم رحمة الله ومن عام ويده قدرته على العرش استماعه عليه كل هذا وامثاله من التعطيل وما حملهم على ذلك الا الظن الفاسد والرأي الفاسد ولقد ارسل القائل حيث يقول وقصارى امر من اول ان ظنوا ظنونا فيقولون عن الرحمن ما لا يعلمون المعطلة هم اتباع جان ابن صفوان الترمذي رأس الفتنة رأس الفتنة والضلال وهم في هذا الباب طائفتان نفعات ومثبتة. فالنفات قالوا لا تدري اين الله فلا وداخل العالم ولا خارجا ولا متصل ولا منفصل. فلم يؤمنوا بقول الله وهو القاهر فوق عباده وقول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ وغير ذلك من ادلة الكتاب والسنة واما المثبتة من فرقتي الضلال فهم الذين يقولون ان الله في كل مكان تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا فانه سبحانه فوق مخلوقاته مستونا على عرشه دائما من خلقه واعمال التنفيذ مشبهة فهم الذين شبهوا الله بخلقه ومثلوه بعباده وقد رد الله على الطائفتين بقوله شيء هذا يرد على المشبهة وقوله وقوله وهو السميع البصير يرد على المعطية اما عن الحق فهم الذين يثبتون الصفات لله اتباعهم لله تعالى اثباتا بلا تمثيل وينزهونه عن مشابهة المخلوقات تنزيها بلا تعطيل هذا الفصل من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية هو من غرر العقيدة الواسطية اذ حقق فيه وسطية اهل السنة والجماعة وكونهم عدلا كما اخبر الله عز وجل في وصف هذه الامة بقوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا اي عدولا فذكر رحمه الله تعالى خمسة مواقع من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة ابتدأها بقوله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وقد بين المصنف رحمه الله تعالى هذه المواقع الخمسة واحدا واحدا فابتدأ بتحقيق وسطيتهم في صفات الله عز وجل وهو كونهم بين اهل التعطيل الجهمية وبين عن التمثيل المشبعة لان اهل التعطيل كما تقدم في تعريف التعطيل ينفون صفات الرب سبحانه وتعالى فكل صفة من صفات الرب عز وجل عندهم منتفية وهؤلاء المعطلة نسبوا الى الجهم ابن صفوان الترمذي لان اشد طوائف النفاة هم الجهمية وان كان يوجد في غيرهم تعطيل لكن لما اختصوا بشدة التعطيل اختص هذا الوصف بهم وقابل هؤلاء المعطلة اهل التمثيل المشبهة الذين مثل الله سبحانه وتعالى وشبهوه بخلقه وهاتان الطائفتان قد رد الله عز وجل عليهما باية واحدة وهي قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فشطرها الاول ليس كمثله شيء يرد على المشبهة وقوله في الشطر الثاني وهو السميع البصير الرد على المعطلة واهل السنة وثقوا في هذا الباب فهم يثبتون صفات الله عز وجل ولا ينفونها واثباتهم لها اثبات على الوجه الذي يليق بجلال الله عز وجل فينزلون الرب سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقات. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وهم مبسطوا في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية قال ابن مانع رحمه الله قوله وهم وسط في باب هذي ما بين الجبرية والقدرية اعلم ان الناس اختلفوا في افعال العباد هل هي مقدورة للرب ام لا؟ فقال زهم واتباعه وهم الجبرية ان ذلك ان كان مقدورا للرب لا للعبد فكذلك قال الاشعري واتباعه ان المؤثر بالمقدور قدرة ربي لا قدرة العبد. فقال جمهور المعتزلة لهم القدرية المقدر ان الرب لا يقدر على عين مقدور العبد واختلفوا فليقدر على مثل مقدوره فاثبته البصريون كابي علي وابي هاشم ونفعه واتباعه البغداديون فقال اهل الحق يفعل العبادي بها صاروا مطيعين واصاة وهي مخلوقة لله تعالى والحق سبحانه منفرد لخلق المخلوقات لا خالق لها سوى فالجبرية غلو في اثبات القدر فنفوا فعل العبد اصلا. والمعتز والمعتزلة نفعة القدر جعلوا العباد خالقين مع الله ولهذا كانوا مدوس هذه الامة فهدى الله المؤمنين اهل السنة لما اختلفوا فيه من ما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فقالوا العباد فاعلون والله خالقهم وخالق افعالهم كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وهذه المسألة من اكبر المسائل التي تضاربت فيها وقد الفت كتب خاصة كشفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليم. شمس الدين ابن القيم رحمه الله فلم يهتدي الى الصواب فيها الا منعت اتصل بالكتاب والسنة نرى شط مرمى العقل في مرام شط مرمى العقل فيه ودون مداه بايد لا تبيد ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الثاني من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قول شيخ الاسلام وهم وسط في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية ومذهب الجبرية في هذا انهم يقولون ان العبد مجبور على فعله ولا اختيار له فالفعل مقدور للرب لا للعبد وهذا مذهب الجهمية وقابل هؤلاء القدرية الذين يزعمون ان لا قدر فينفون تقدير الله سبحانه وتعالى للاشياء ويقولون ان العبد يخلق فعله فصارت طائفة قد جعلت الفعل لله لا للعبد فيه شيء وطائفة قد جعلت الفعل للعبد لا لله فيه شيء وهدى الله عز وجل اهل السنة للحق بين هاتين الطائفتين فقال اهل السنة ان للعبد مشيئة واختيارا وهذه المشيئة والاختيار تابعة لمشيئة الله عز وجل واختياره كما قال الله عز وجل وما تشاؤون الا يشاء الله فافعال العباد مخلوقة لله عز وجل وللعبد فيها اختيار ومشيئة. فيكون فيها قدر مشترك بين العبد باعتبار مشيئته واختياره وبين الرب سبحانه وتعالى باعتبار مشيئته واختياره نعم قال شيخ الاسلامي رحمه الله وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم قال ابن مانع رحمه الله وقوله وفي باب بوعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم. قال في التعريفات المرجئة قوم يقولون لا ينظروا مع الايمان معصية كما لا ينفع ومع كفر طاعة فقال القسط اللاني في شرح البخاري المرجئة نسبة الى التأخير لانهم افضل الاعمال عن الايمان حدوث عام وان مرتكب الكبيرة غير فاسق وهم في القتال كما ذكر ذلك شيخ الاسلام في الفرقان الاولى الذين قالوا ان الاعمال ليست من الايمان ومع كونهم مبتدعة في المقول الباطل فقد وافقوا اهل السنة على ان الله يعذب من يعذبه من اهل الكبائر بالنار ثم يخرجهم بالشفاعة كما جاءت في الاحاديث الصحيحة وعلى انه لابد في الايمان ان يتكلم به بلسانه وعلى ان الاعمال المفروضة واجبة وتاركها مستحق للذم والعقاب. وقد اضيف هذا القول الى بعض الائمة من اهل الكوفة. واما الفرقة الثانية فهم الذين قالوا ان الايمان مجرد التصديق بالقلب وان لم يتكلم به فلا شك انهم من اكثر عباد الله فان الايمان هو قول باللسان واعتقاد بالجلال وعمله بالاركان فاذا اختل واحد من هذه الاركان لم يكن الرجل مؤمنا. واما الوعيدية فهم يقالون بالوعيد وهم اصل من اصول المعتزلة وهو ان الله قال يغفر لمرتكبي الكبائر الا بالتوبة ومذهبهم باطل يرده كتاب والسنة قال تعالى ذلك لمن يشاء. فقال عليه الصلاة والسلام من مات من امتي لا يشرك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قال ابو ذر زدنا وان سرق قال وان زنا وان سرق. فماذا بؤل السنة حق بين باطلين وهدى بين ضلالته كما سمعت. والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الثالث من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قول شيخ الاسلام وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم وذلك ان الرب سبحانه وتعالى لما خلق الخلق وامرهم بعبادته جعلهم بين شيئين اثنين احدهما وعده الذي يحملهم على الرغبة في متابعة الامر والثاني وعيده الذي يحملهم على مجانبة النهي فلا يصلح عمر الخلق لتحقيق العبادة الا بسوقهم بالوعد والوعيد ولهذا انتظم بالخطاب القرآني الجمع بين الوعد والوعيد ولما نظر الناس في هذا الخطاب القرآني المتضمن للوعد والوعيد اخذت طائفة بالوعد وهم المرجئة وقابلتهم طائفة من ثانية اخذت بالوعيد وهم المعتزلة فاما المرجئة فنقل المصنف رحمه الله تعالى عن الجلدان يا صاحب التعريفات انهم قوم يقولون لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وذلك انهم تعلقوا بايات الوعد واحاديثه ثم تجلى هذا الاصل في مظاهر عدة منها اخراج الاعمال من حقيقة الايمان فان عصر الارجاء هو الاصل الذي تقدم من انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة واما مظاهر الارجاء فتعددت باعتبار اختلاف الفرق التي اخذت بدلائل الوعد دون الوعيد ومن هنا اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في تقسيم فرق الارجاء فمنهم من قسمهم الى فرقتين ومنهم من قسمهم الى ثلاث ومنهم من بلغهم سبع فرق باعتبار الاقوال المعروفة عن فرق الاسلام واقتصر المصنف رحمه الله تعالى هنا على قسمة شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الفرقان فانه جعل المبدئة طائفتين الاولى الطائفة التي قالت ان الاعمال ليست من الايمان فقال هؤلاء الايمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان واخرجوا الاعمال من حقيقة الايمان وهؤلاء قد ابتدعوا قولا مخالفا لظواهر الادلة مع انهم وافقوا اهل السنة في جملة من مسائل الايمان كما ذكر شيخ الاسلام من انهم موافقون لاهل السنة بان الله عز وجل يعذب من يعذبه من اهل الكبائر ثم يخرجهم بالشفاعة وانه لا بد في الايمان ان يتكلم بلسانه وان الاعمال المفروضة واجبة وتاركها مستحق للدم والعقاب وهذا القول قد اضيف الى بعض الائمة من اهل الكوفة كحماد ابن ابي سليمان وابي حنيفة ومحمد بن الحسن وغيرهم واما الفرقة الثانية فهم الذين قالوا ان الايمان مجرد التصديق بالقلب وان لم يتكلم وهذا من اقوال الجهمية الذين اكتفوا في حقيقة الايمان بمجرد تصديق القلب ولم يذكروا لازمه من عقيدة القلب زيادة على مجرد التصديق ومن قول اللسان وعمل الاركان. وقابل هؤلاء المرجئة الوعيدية المعتزلة الذين يقولون بنفوذ وعيد الله عز وجل لان الله عز وجل لا يغفر لمرتكب الكبائر فعندهم ان مرتكب الكبيرة كافر وهذا مذهب باطل تسابقه ومذهب اهل السنة حق بين باطلين وهدى بين ضلالتين فاهل السنة يرجون للمحسن الثواب ويخافون على المسيء العقاب. فهم يعملون بنصوص الوعد كما يعملون على انفسهم نصوص الوعيد فلا يكفرون فاعلة كبيرة بذنبه ولا يقطعون لصاحب معصية بكمال حاله وتهوين ذنبه وفتح باب الرحمة والطمع فيها له بل يخوفونه وعيد الله سبحانه وتعالى وعقابه. نعم قال شيخ الاسلامي رحمه الله تعالى وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجاهمية. قال ابن مانع رحمه الله وقوله باسنانه ما له الدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجاهمية الحرورية ومخارج واعلم ان الناس تنازع قديما في الاسماء والاحكام اسماء الدين مثل مؤمن ومسلم وكافر وفاسق في احكام هؤلاء في الدنيا والاخرة. فالمعتزلة توافق الخوارج على حكمهم في الاخرة دون الدنيا فلم الفساق الموحدين او ما لم يستحلته الخوارج من الفاسق الملي مرتكزي الكبائر لان الخوارج يرون ذلك كفرا وانما وافقوهم على في الاخرة وهو الخلود في النار واما في الدنيا فخالفوهم في الاسم فقام مرتكبو كبيرته خرج من الامام ولم يدخل الكفر فهو بمنزلة بين المنزلتين وهذا اصل من اصول المرتجلة خاصة مذهبهم الباطل فاما مذهب المرجئة فقد تقدم انهم قالوا لا يدور مع الامام معصية ومذهب اهل الحق خلاف هذهن المذهبين. فلا يقولون بقول الخوارج والمعتزلة ويقلدون الموحدين بالنار ولا يقولون بقول المرجات ان المعصية لا تضرهم. بل العبد الموحد مأمور بالطاعات منهي عن المعاصي والمخالفات فيثاب على طاعة قدوة يعاقب على معصيته ان لم يعفو الله عنه. والبحث طويل لا تتسع له مثل هذه الحواشي. وانما قصدنا وانما قصدنا بذلك تنبيه الطالب الى هذه المسائل كما في نسختنا فليس للمغايرة فان المرجعة الجامية ايضا فالجهم هو الذي ابتدع التعطيل والتجهيما قالت النونية جيم وجيم ثم جيم معهما مقرونة احرف بوزاني فاذا رأوا فاذا الثورة فيه يقارن الجيمات بالتثليث شر قران دلت على ان النحوس جميعها سهم الذي قد فاز بالخذلان جبر عنودي متجهم فتأمل المجموعة في الميزان فاحكم بطانعها لمن حصلت له بخلاصة من رفقة بخلاصه من رفقة الايمان الف والجهم على صلاة جميعا فاغتدت مقسومة في الناس بالميزان لكن جاهل الحديث المحض اعم لكن نجعل وبالحديث المحض اتباع الرسول وتابعوا القرآن عرفوا الذي قد قال مع علم بما قال الرسول فهم اولو العرفان ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الرابع من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قوله شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية فبين رحمه الله تعالى ان المراد باسماء الدين الاوصاف التي يحكم بها على الخلق نحو مؤمن وفاسق ومسلم وكافر ومبتدع وضال. فاهل السنة وسط بهذا الباب بين هذه الطوائف. والحرورية هم الخوارج. وقد وافق الخوارج اضرابهم من المعتزلة على حكمهم على فاعل كبيرة بانه في الاخرة في النار ولكنه ما اختلفوا فيه في الدنيا فالخوارج عندهم ان فاعل الكبيرة كافر بمجرد فعل الكبيرة. واما المعتزلة فهم يزعمون ان العبد المواقع اه للكبيرة قوى في الدنيا في منزلة بين منزلتين فليس مؤمنا ولا كافرا فولدوا شيئا يوجد في الاذهان ولا يوجد في الاعيان. ولا تدل عليه ايات القرآن ولا يوجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقام لهؤلاء المرجية الذين يقولون لا يضر مع الايمان معصية فهم يقولون ان فاعل الكبيرة مؤمن كامل الايمان لان الايمان عندهم انما هو اعتقاد القلب وقول اللسان في اعلى مذاهب اهل الارجاء وما دون العلو الا السفل فهذا مذهب المرجئة جميعا واما اهل السنة فانهم يقولون ان فاعلا كبيرة مؤمن الا انه غير كامل الايمان فهو مؤمن باعتذار بقاء اصل الدين فيه وانه لم يخرج من الدين بالكبيرة التي فعلها وهو ناقص الايمان باعتبار مواقعته لكبيرة ومن اهل السنة من لا يطلق عليه اسم المؤمن وانما يقول هو مسلم وليس بمؤمن فهو لا يحكم بخروجه من الدين بل يثبت له القدر الاقل وهو الاسلام ويمتنع من اثبات القدر الاعلى له وهو الايمان والثاني لا يخرج عن الاول فهما دائران في مرتبة الوسطية وانما الخلاف في العبارة وقد ذكر هذين المذهبين عنهم الشيخ سليمان ال الشيخ رحمه الله تعالى في تيسير العزيز الحميد