نعم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج. قال ابن مانع رحمه الله وقوله وباصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخارجة فالرافضة كفروهم والخوارج كفروا بعضهم واهل الحق عرفوا فضلهم كلهم وانهم افضل هذه الامة اسلاما وايمانا وعلما وحكمة رضي الله عنهم اجمعين ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الخامس من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قول شيخ الاسلام وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج وبين رحمه الله تعالى ان وسطيتهم وقعت بان الرافظة كفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان الخوارج كفروا بعضهم واما اهل السنة فقد عرفوا الفظل لهم جميعا وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في كلام شيخ الاسلام له هم من المناقب العظيمة والمقامات المحمودة ما ليس لغيرهم من هذه الامة. نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد دخل فيما من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه فوق سماواته على عرشه علي خلقه وهو انا هنا عامين وما كانوا يعلموا ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم وعلى العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله اذا اعملوا لدى بسيط وليس معنى وليس معنى قوله وهو معكم مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته هو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافرين وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مطلع الى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه وعرفتو انه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكنه صام عن الظنون الكاذبة. فقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر بالكتاب والسنة من قربه ومعية التي لا ينافي ما نذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز طلاق القول بانه عبارة عن قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية كما وقول كلابية وقول او عبارة كما هو اشعرية ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى ما اورده شيخ الاسلام ابن تيمية من نفي جواز لاطلاق القول بان القرآن حكاية او عبارة فاشار الى ان هذين مذهبان من مذاهب المخالفين لاهل السنة والجماعة فالكلابية تزعم بان القرآن حكاية عن كلام الله والاشاعرة تزعم بان القرآن عبارة عن كلام الله سبحانه وتعالى واراد هؤلاء واولئك بهذا نفي كون القرآن قد تكلم الله سبحانه وتعالى به حقيقة لانهم ينفون الصوت والحرث واذا نفوا الصوت او الحرق الذي تعلق به صدور القرآن فسمعه جبريل من الله وسمعه محمد صلى الله عليه وسلم من كان لا بد لهم ان يتستروا بعبارة يدلون بها للتمويه على الناس في بيان طريقتهم فلم يقولوا ان القرآن ليس كلام الله عز وجل ولكنهم قالوا ان القرآن هو حكاية وعبارة عن كلام الله فليس هو كلام الله عز وجل حقيقة لامتناع الحرب والصوت عندهم خلافا لطريقة اهل السنة والجماعة الذين يقولون ان القرآن كلام الله حقيقة لان الله عز وجل يتكلم بحرف وصوت واذا كان الكلام طادرا بحرف وصوت كان لا بد من اجراءه على الحقيقة لان هذا هو الذي تعرفه العرب في لسانها من حقيقة في الكلام نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرجوا بذلك عن ان يكون كلام الله حقيقة فان الكلام انما يضاف وحقيقة الا من قاله مبتدئا الى من قاله مبلغا مؤديا قال ابن مانع رحمه الله فقوله ان يكون كلام الله تعالى حقيقة كما هو وقول اهل السنة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى قول شيخ الاسلام لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله حقيقة كما هو قول اهل السنة يعني ان اهل السنة يقولون ان القرآن اذا قرأه القارئ فان الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري. وكذلك اذا كتب في المصحف فان الكتابة كتابة الناسخ والكلام كلام من ربي سبحانه وتعالى فلم يخرج بقراءته او كتابته عن ان يكون كلاما لله سبحانه وتعالى حقيقة لان الكلام يضاف على الحقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا سواء بقراءة او كتابه نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله هو كلام الله حروف وهو كلام الله حروف ومعاني. ليس كلام الله الحروف دون المعاني دون الحروف قال ابن مانع رحمه الله فقوله ليس كلام الله الحروف الحروف دون المعاني هذا قول المعتزلة وقول معني دون الحروف هذا قول مشاعرة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني والمعاني دون الحروف. فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان القرآن حرفا ومعنى هو من الله. واما المعتزلة فيقولون ان القرآن هو الحروف دون المعاني. لانهم ينفون صفات الله سبحانه وتعالى وحينئذ فان الله عندهم لا يوصف بانه متكلم واذا كان الله سبحانه وتعالى غير متكلم ممتنعا عن الكلام فحين اذ لا يكون الكلام منه سبحانه وتعالى وانما خلق الله سبحانه وتعالى هذه الحروف بصدورها عن مخلوق. وصارت هذه الحروف من الله عز وجل باعتبار انه خالقها. واما المعنى فهو عنده منفي. لانهم ينفون اتصاف الله عز وجل بصفة الكلام. فصاروا يقولون القرآن الحروف دون المعاني. يعني ان الحروف من الله دون المعنى والحروف من الله بالخلق لا بالكلام لانهم ينفون صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى. وقابل هؤلاء الاشاعرة الذين قالوا القرآن هو المعاني دون الحروف لانهم ينفون الحرف والصوت عن الرب سبحانه وتعالى ويثبتون صفة الكلام لله. ويقولون ان الكلام صفة قائمة بذات الله سبحانه وتعالى عبر عنها بما شاء الله عز وجل فعبر عنها بالتوراة والانجيل والقرآن. فصارت هذه الحروف ليست كلام الله وانما هي عبارة وحكاية عنه كما هو مذهب الاشاعرة وشيوخهم الكنابية واما اهل السنة فيقولون القرآن كله حرفا ومعنى كله من الله. نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس افصح وهم ليس دونها سحابا كما يرون القمر البدري ولا يضامون في رؤيته. قال ابن مرئ رحمه الله لا يقامون في رؤيته وفي الحديث لا تضامون فيهم لا تضامون في رؤيته. قال في النهاية وبتشديد والتخفيف فالتشديد معناه لا ينضم بعضكم الى بعض وتزدحمون وقت النظر اليه ويجوز ضم التاء وفتحها ومعنى التخفيف لا ينامكم ضيف في رؤية يراه بعضكم دون بعض والضيم والظلم وقد اتفق اهل الحق على ان المؤمنين يرونه يوم القيامة من فوقهم. كما قال في الكهنفية الشافية يرونه سبحانه من فوقهم نظر العيان كما يرى القمران. هذا تواتر عن رسول الله لم ينكره الا فاسد الايمان ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ابن تيمية لا يضامون في رؤيته فذكر نقلا عن ابي السعدات من العسير في النهاية ان هذه الكلمة تروى بتشديد الميم وتخفيفها فاذا سددت صار المعنى انه لا ينضم بعضهم الى بعض واذا خففت صار المعنى لا ينالهم ضيم ولا ذل في رؤيتهم لربهم سبحانه وتعالى وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا ومعنى عيانا رؤيته بعيني الرأس كما ثبت التصريح ذلك في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم عيانا واصله في مسلم لكن ليس فيه هذه اللفظة. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة قال ابن مانع رحمه الله قول عرفات القيامة العرفات جمع وهي كل موضع واسع لا بناء فيه ناس قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. فمن الايمان باليوم الاخر الايمان والايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر وبنعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال الرجلين من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. فيقول المؤمن والله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم به واما المرتاب فيقول اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بما في زبة من حديد فيصيح تسمعوها كل يسمعها بمرزبة فيضربه بمردبة من حديد فيصيح صيحة الاسماء وها كل شيء الا الانسان ولو سمع الانسان لصعق. قال ابن من رحمه الله فيضرب بمرزبة من حديد المرزبة بتخفيف المطرقة الكبيرة فيقال لها اذ زبة بالهمزة والتشديد هم ثم بعد هذه البدنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد فتقوم القيامة التي اخبر الله تعالى بها في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون. فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة قال ابن مانع رحمه الله وقوله غرلا الغرل جمع اغرل وهو الاقلف والغرلة القلفة بين المصنف رحمه الله تعالى هنا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية بوصف حال الناس في الحشر انهم يكونون غرلا فقال الغل جمع اغرن وهو الاقلف والغرة خلفه يعني غير مفتونين نعم قال الشيخ الاسلامي رحمه الله وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فيوزن فيها اعمال العباد. فما فمن ثقلت فاولئك هم المفلحون وما خفت موازنه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذوا كتابه بيميني واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال سبحانه وتعالى انه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابيه يلقوا منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. قال ابن مانع رحمه الله قالوا في عنقي. قال الراغب اي عمله اي عمله الذي طال عنه من خير وشر فقال شيخ الاسلام رحمه الله ويحاسب الله الخلق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما اصيب ذلك بالكتاب والسنة واما الكفار. فلا يحاسب محاسبة منتوزن حسناته وسيئاته فانه لحسنات كما حسنات لهم ولكن ولكن تعد اعمالهم يوقفون عليها ويقررون بها تعزنا بها في ارضنا وفي عرصة القيامة. الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياض من اللبن واحلى من العسل. انية نجوم السماء طوله شهر وعرضه شهر من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمرن سؤالين على قدر اعمال انت منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يأمرك بكعب الابل ومنهم من يعدو ادونا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم فان مصر عليه كالاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر علي فمن مر على الصراط دخل الجنة. فاذا عبروا عليه وقفوا على بين الجنة والنار فيغتسل لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا نقوع اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم ففي القيامة ثلاث شفعات. ونوح وابراهيم وموسى عيسى ابن مريم وعيسى ابن مريم الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية الجنتان يدخل الجنة وعدتان سبعة رقاب له واما الشفاعة الثالثة فهو يشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم يشفع في من يدخلها ويشفع فيمن دخل ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقوام بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تتظمنه الدار الاخرة من الحساب والعقاب وبالجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة بالكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثورة عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده وتؤمن فرقة الناجية اهل السنة جماعتي بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم وخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق فاول ما خلق الله فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب؟ قال ثم هو كاهن الى يوم القيامة. قال ابن مانع قوله فاول ما خلق الله القلم. اعلم ان العلماء رحمهم الله اختلفوا في العرش والقرن ايهم خلق فاول وحكم ابن القيم في ذلك قولين اختار ان العبد مخلوق قبل القلم ولهذا قال في النونية والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديان. هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي العلمذان. والحق ان فسق ابنه لانه قبل الكتابة كان ذا اركان وكتابة القلم الشريف تعقبت في جعد ايجادهم من غير فضل من غير فصل زمان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام رحمه الله فاول ما خلق الله القلم فاشار الى الخلاف المشهور بين اهل العلم رحمهم الله تعالى في المخلوق اولا اهو العرش ام القلم؟ على قولين اثنين اختار ابن القيم رحمه الله تعالى وجماعة من المحققين ان العرش مخلوق قبل القلم وهذا هو الذي تدل عليه الادلة واما ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابي داوود وغيره اول ما خلق الله القلم قال له اكتب بل هنا اولية نسبية اضافية. يعني بالنسبة الى ما بعده فيكون العرش قد خلق اولا ثم استوى الله سبحانه وتعالى على عرشه ثم امر القلم بان يجني بكتابة المقادير ووصف خلق القلم بالاولية بالنظر الى ما بعده من المخلوقات فهو اول المخلوقات التي تبعته وليس اول المخلوقات على الاطلاق نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله فما اصاب الانسان لم يكن ليخطأ او ما اخطأ او لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير قال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها على الله يسير. وهذا التقدير التابع له سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسدا نفس الروح به بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات ثم يقال اكتب رزقه واجله وعمله وشقيا وسعيد ونحو ذلك فهذا القدرية قديما وانكروه اليوم قليل فاما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله تعالى النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن السماوات والارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه الا ما يريد. قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يكون بملكه الا يكون في ملكه ما لا يريد الارادة نوعان احداهما الارادة ونية مستلزمة لوقوع المراد التي يقال فيها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والثانية الارادة الدينية الشرعية هذه لا استلزموا وقوع المراد الا الا ان يتعلق بالنوع الاول من الارادة. وفي اوائل فتح مجيد بحث مفيد في الفرق بين الارادتين يراجعوا طائفة يراجعه طالب التحقيق. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ابن تيمية لا يكون في ملكه الا ما يريد وهذا الموضع قد اختلفت فيه النسخ المطبوعة فبعض النسخ فيها كما اثبت ناشروا هذا الكتاب في اصل الواسطية لا يكون في ملكه الا ما يريد وفي بعضها لا يكون في ملكه ما لا يريد وهو الذي وقع عليه شرح المصنف رحمه الله تعالى وكلا الجملتين بمعنى واحد الا ان الاثبت من جهة النسخ العتيقة الوصلية هو المثبت في النص لا يكون في ملكه الا ما وقد فسر الشارح رحمه الله تعالى الارادة الالهية وبين انها نوعان احدهما الارادة الكونية والثاني الارادة الدينية الشرعية والارادة الكونية القدرية توصف بوصفين اثنين احدهما استلزام وقوع المراد فيها. والثاني ان المراد فيها قد يكون محبوبا لله وقد لا يكون محبوبا له والنوع الثاني الارادة الدينية الشرعية وهي توصف بوصفين اثنين احدهما ان مراد الرب سبحانه وتعالى فيها لا يكون الا محبوبا والثاني ان هذا المراد قد يقع وقد يتخلف وقوعه نعم قال شيخ الاسلامي رحمه الله وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهى عن ناصيتي وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمخلصين. ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يحب الفساد. اعلم ان الذي عليهم ائمة ثم يحركون هذا اللي عليه الكتاب والسنة ان المشيئة والمحبة ليستا واحدا ولا هو متلازمان. بل قد يشاء ما لا يحبه ويحب ما لا يشاء كونه فالاول كما سيأتي كمشيئته وجود ابليس وجنوده وجنوده ومشيئته وجود ابليس وجنوده ومشيئته عامة لجميع ما مع بغضه لبعضه والثاني كمحبته ايمان الكفار كما حدث ايمان الكفار وطاعات الوجار وعذر الظالمين وتوبة ولو شاء ذلك لو لوجد كله فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ولا يحب الفساد منبها على ان الائمة المحققين يقولون تبعا لما دل عليه الكتاب والسنة ان المشيئة والمحبة ليستا شيئا واحدا ولهما متلازمتان فليس كل شيء يشاء الله سبحانه وتعالى يكون محبوبا له وليس كل ما يحبه الله عز وجل يكون فمن الاول وهو ما يشاءه الله سبحانه وتعالى ولا يحبه مشيئته وجود ابليس وجنوده ومشيئته العامة لجميع ما في الكون مع بغضه لبعضه فالله سبحانه وتعالى شاء وجود ابيت وشاء وجود المعاصي لكنه لا يحب هذا ولا ذاك ومن الثاني وهو ان الله سبحانه وتعالى يحب ما لا يشاء كونه محبته ايمان الكفار وطاعة الفجار من الظالمين وتوبة الباسطين. فان الله عز وجل يحب صدور الايمان من كافر ويحب صدور الطاعة من فاجر ويحب صدور العدل من ظالم ويحب صدور التوبة من فاسق ولكنه سبحانه وتعالى تقع منه هذه المحبة في حب ما لا يشاء كونه فهو سبحانه وتعالى يحب ايمان الكافر ولا يحب وجود الكافر ويحب طاعة الفاجر ولا يحب وجود الفاجر الى اخر ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم العبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم العباد قدرة على اعمالهم وارادة والله خالقهم وخالق قدرة وارادتهم. قال ابن مانع رحمه الله قوله وللعباد القدرة على ولهم ارادة اي فليس بمجبر على اعماله لانه يعملها بارادته واختياره فيصعب على الطاعة ويستحق العقاب والمعصية وما قول ابن عدوان ناظم هذه العقيدة حيث قال وللعبد هذا قدرة وارادة وارادة وارادة وارادة على العمل فهم غير مبلد فيفعل ذا باختيار وقدرة وليس بمجبور ولا بمضهد ليست ارادة في الشطر الاول زائدة الثانية وللعبد يا ذا قدرة وارادة على العمل افهم زائد طواب البيت وللعبد يا ذا قدرة وارادة على العمل افهم فهم غير مبلد فاحذفوا وارادة الثانية ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام وللعباد القدرة على اعمالهم ولهم ارادة فقال اي فليس بمجبر على مالي لانه يعملها بارادته واختياره فيثاب على الطاعة ويستحق العقاب على المعصية وهذا اصل متفرع عن ما سبق ذكره من ان افعال العباد مخلوقة لله الا ان الله عز وجل قد جعل فللعباد ارادة واختيارا ومشيئة فهم يختارون من الاعمال ما يشاؤون فيثابون على الطاعة ويستحقون العقاب على المعصية نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة هي قدر يكذب بها عامة قدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الافات حتى يسلبوا العبد قدرته وصياغة ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها وصالحا. قال ابن مانع رحمه الله قوله في اقوم من اهل الاثبات. اي لان مسنده خالقا لما فقدوه شرا غير الله قال في التدهورية ان من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله كالقاسي القدرية وغيرهم ولكن هؤلاء يغرون بان الله خالق العباد وخالق قدرتهم وان قالوا انهم خلقوا افعالهم وقال في النونية فالناس كلهم اضطروا انه هو وحده الخلاق ليس اثنان الا المجوس فانهم قالوا بان الشر خالقه اله ثاني المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات والضمير في قوله فيها راجع الى قوله واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله تعالى النافذة وقدرته الشاملة. فمن الناس من غلا في اثبات قدرة الله سبحانه وتعالى حتى جلب المخلوق المشيئة والاختيار فصار المخلوق حينئذ مجبورا على هذه الافعال التي يفعلها وهذا ولد عند هؤلاء القول بان الله سبحانه وتعالى يختص به تقدير الخير وان الشر من تقدير غيره وهذا في الاصل هو مذهب الثانوية من المجوس ثم وقع القدرية في مشابهتهم ولذلك جاء عند ابي داوود وغيره القدرية مجوس هذه الامة وهو حديث يروى من وجوه ضعاف وقد حسنه جماعة من اهل العلم