نعم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات قال شيخ الاسلام رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومع ذلك لا على قبلتي بمطلق المعاصي والكبائر كما تفعله خوارج الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. كما قال سبحانه وتعالى باية وقال سبحانه فقاتلوا التي تبغي حتى تسيء الى امر الله مقسطين انما المؤمنون اخوة فلا يسجدون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله معتزلة بل يدخل باسم الايمان قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يسلبون الفاسق الملي اي الذي على ملة الاسلام ولم يرتكب من الذنوب وبما يوجب كفره كعبادة غير الله. والانكار ما علم مجيئه من الدين بالضرورة وغير ذلك. مما هو معلوم في وبالاسلام وموجبات الردة اعاذنا الله منها ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى قول شيخ الاسلام ولا يسلبون الفاسق الملي فاخبر بان الفاسق الملي هو الذي على ملة الاسلام ولم يلتف ذنوبا توجب كفره كعبادة غير الله وانكار ما علم مجيئه من الدين بالضرورة وبعبارة ابين واوضح يقال ان الفاسق الملي هو فاعل الكبيرة من المؤمنين لان فاعل الكبيرة يستحق اسم الفسق فان الله عز وجل ذكر مراتب الذنوب في اية سورة الحجرات في قوله تعالى وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان فقوله تعالى الكفر اشارة الى المكفرات وقوله تعالى الفسوق اشارة الى المفسرات وهي الكبائر وقوله تعالى العصيان اشارة الى ما دونهما وهو الصغائر فدل هذا على ان فاعلا كبيرة يحكم عليه بالفسق للكفر ولذلك يقال فاسق من لي يعني فسق بفعله لكنه لم يخرج من الملة فصار منسوبا اليها وهي ملة الاسلام نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل باسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم فقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني خل يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن من فلا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن ولا يجتنب نهبة ذات سلف يرفع الناس اليه فيها ابصارا اي حين ينتهبها وهو مؤمن فيقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق فلا يسلب مطلق الاسم ولا يسلب مطلقا اسمي ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنة من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله والذي والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيدي لو ان احدكم انفق مثل احد الا مما بلغ ضد احدهم ولا نصيبه. فيقبلون ما جاء به الكتاب او السنة او السنة او الاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون ان الله تعالى قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وقد رضي عنهما رضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثاوة ابن قيس ابن شماء ابن شمات وغيرهم من الصحابة فيقرون بما تواتر به النقلان امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيه ابو بكر ثم عمر ويثلثون كانوا يربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان بالبيئة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل. فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم علي وقوم توقفوا لكن استقر الامر اهل السنة على تقديم عثمان ثم اي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف عند جمهور اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة خلافة وذلك بانهم يؤمنون بان الخليفة بعد رسول صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة من هو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديركم اذكركم الله بال بيتي اذكركم الله في ال بيت قال ابن مانع رحمه الله قوله يوم غديركم قال الزمخشري قم بضم الخاء اسم رجل صباغين الغدير الذي بين مكة المدينة بالجحمة وقيل وعلى ثلاثة هي من الجحفة. وذكر صاحب المشارق ان خم اسم غيظة هناك وبها غدير نسب اليها انت والغيظة الشجر الملتك وقال ايضا العباس عمي وقد شكى اليه ان بعض قريش يتفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى اسماء صاحب المشارق بس اسم هذا الكتاب مشارق الانوار للقاضي عياض وهو من احسن الكتب التي تشتمل على تفسير غريب الصحيحين والموطأ. ويعول عليه كثيرا النووي في شرح مسلم والحافظ ابن حجر بفتح البال نعم وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنا نتوسط من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويقرون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر الاولاد اول من امن به وعاضده على امره وكان لها منه منزلة الية والصديقة بنت الصديق التي قال بها النبي صلى الله عليه وسلم فضل المؤمن فضل عائشة على النساء ففضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافد الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يريدون اهل البيت البيت بقول او عمل قوله قال بمعنى رحمه الله قوله يتبرأون من طريقة الروافض هذا هو الحق الذي يجب المصير اليه ولقد ضل كثير من المؤرخين قاطعين فاجعلوا انفسهم كانهم حكام بين اصحاب رسول الله صلى الله وسلم فصوبوا وقطعوا بلا دليل بل باتباع نواب الدين بدأ احسن ابن عدوان من نجدي بقوله حيث قال وتمسك عما كان بين صحابه وما صح معذورون فيه فقل قد فاما لهما اجران او اجر يعني ايش؟ يعني تقدمت معنا وسنة بن عليها يعني يكفي نعم فاما لهم اجران او اجر يا فتى فلا تظيقه قولا غير ذلك تهتدي وليسوا بمعصومين فاسمع مقالنا ولكن انهم ما يوجب العفو فاهتدي فقد صح عن خير الخلائق انهم لخير القرون افهم بغير تردد. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام رحمه الله ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت النبوي بقول او عمل فقال رحمه الله هذا هو الحق الذي يجب المصير اليه اي لابد من موالاة الصحابة وال بيت النبي صلى الله عليه وسلم على حد سواء فهم بمنزلة العينين في رأس واحدة ثم نبه رحمه الله تعالى الى ضلال كثير من المؤرخين المتنطعين الذين جعلوا انفسهم بمنزلة الحكام وفاضين بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوبوا وخطأوا بلا دليل بل باتباع الهوى وضعف الدين. وما احسن قول العراق في السيرة. وليعلم الطالب ان السير تجمع ما صح وما قد انكر واسم السير يجمع جميع الكتب المصنفة سواء في سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم او في اخبار غيره. وكتب السير تجمع ما ضحى من المنقولات والاراء وتجمع معها ما كان باطلا من المنقولات والاراء. ولذلك لا يعول على كتب التاريخ والتراجم في تقرير عقيدة احد. فمن الغلط الواقع اليوم ان بعض الناس يستدل على عقيدة ابن كثير او عقيدة الذهبي او عقيدة ابن رجب او نحو ذلك بما يذكره عرضا من المنقولات التاريخية والمؤرخ انما ينقل خبرا ولا يستفاد من مجرد نقله انه مقر له. بل لا بد من تصريح بين منه فيما ولذلك قد تجد في كتب بعض اهل السنة التاريخية اذا ذكروا ميتا قد مات فدفن قالوا وله مقام يزار وليس مفقودهم اقرار الزيارة الشركية عند المعظمين من المقبولين ولكنهم يخبرون عن واقع الناس مع هؤلاء فيجب ان يميز طالب العلم مرتبة كتب التاريخ في تقرير عقائد العلماء ومعرفة مذاهبهم في مسائل الخلاف من جملتها مسألة الصحابة رضوان الله عليهم. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله ويمسكون عن ما شجر به الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد ونقص وغير عن وجهه. والصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا اعتقد هنا ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاجل والصغائر بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يسر من ومن صدر حتى انه يغفر له من السيئات ولا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد نهبا ممن بعده ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنة تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم نبينا هو احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه اذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بمولدتي كانوا بها موجهين ان اصابوا فلا مدران وان اخطأ لهم اجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر قليل نذر مغمور. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة فيها العلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير خلق بعض الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم. وانهم هم صفوة الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله. فمنهم اهل السنة تصديق بكرامات الاولياء. قال قال ابن مازن رحمه الله ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء كرامات اولياء الله المتقين من عباده الصالحين من الاولين والاخرين ثابتة من الكتاب والسنة. فقد اخبر الله بها في الكتاب وعرف عباده ما اكرم به اصحاب يا مريم بنت عمران وعاصف بن وكذلك ثبت في كتب اهل السنة ما اكرم به عمر ابن الخطاب وسيد ابن حضير والعلاء ابن الحضرمية وغيرهم مما هم فصا في لوائح الانوار وغيره فمن اراد تفسيره ما اشرنا اليه فليراجع اللوائح والفرقان من شيخ الاسلام ابن تيمية وشرح الخمسين لابن رجب وغيرها حيث ان هذه الحاشية لا تتسع ذلك وقد عد اهل السنة من انكر كرامات الاولياء وخوارق العادات من اهل البدع لمخالفته الدليل. تنبيه لا تظن ايها قارئ ان اصحاب الطرق المبتجئة الذين يسالمون الحيات ويمسكون ويدخلون النار تخييلا ويضربون انفسهم بالسلاح كذبا وتدجيلا من اولياء الله بل هم من اولياء الشيطان نعوذ بالله من افعالهم فنبرأ الى الله منهم ومن احوالهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء فاخبر رحمه الله تعالى بان الله سبحانه وتعالى قد جعل لمن شاء من خلقه من الاولياء ممن هم دون الانبياء جعل لهم كرامات اظهر بها منزلتهم وحظوتهم عنده. مما اخبر به الرب سبحانه وتعالى في اذا به او ثبت في كتب اهل السنة والجماعة مما وقع لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن بعدهم وقد افرد الخلال كتابا في كرامات الاولياء كما ان اللالتاء من جملة كتابه في اصول اهل السنة كتاب مفرد في كرامات الاولياء وقد اشتهر منذ القديم مفردا عن بقية الكتاب لجلالة موقعه ثم احال المصنف رحمه الله تعالى في بيان هذه الجملة على كتاب لوائح الانوار والفرقان لشيخ الاسلام ابن تيمية وشرح الخمسين لابن رجب المسمى بجامع العلوم والحكم ومن انكر كرامات الاولياء وخوارق العادات فهو من اهل البدع لمخالفته الدليل ما هو كتاب لوائح الانوار الذي يوحي اليه ها محمد ايش من السفاريني للوامع الانوار ولا لوائح الانوار لوامع ولوائح ها دامع ها؟ نوامي على انوار البهية من قال لوامع صحيح ومن قال لوائح صحيح لان له كتابين لوامع الانوار البهية شرح المنظومة السفارينية ولوائح الانوار الثنية شرح المنظومة الحائية لكن الشيخ ابن مانع في تتبعه كتبه لا يسمي كتاب شرح السفرية لا يسمي دوامع الانوار يسميه لوائح الانوار. وابن مانع رحمه الله تعالى له تدقيقات في اسماء كتب الحنابلة خاصة تدل على وقوفه على نسخ عتيقة فهو يسمي السفارنية لوائح الانوار فاذا وجدت لوائح مذكورة في كلام ابن مانع فلا تظن انه الذي طبع اخيرا لوائح الانوار السنية شرح المنظومة الحقيقية وانما هو يطلقه على شرح عقيدة السفارين للسفارين لنفسه الذي طبع باسم لوامع الانوار البهية ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الجملة بالتنبيه على انه ينبغي ان يتنبه القارئ الى ان اصحاب الطرق المبتدعة الذين يسالمون الحيات ويمسكونها ويدخلون النار ثخيلا فلا يحترقون ويضربون انفسهم بالسلاح فلا يهلكون لا تحسبنهم من اولياء الله عز وجل بل هم دجالون افاكون من اولياء الشيطان لانهم يجرون على افعال ليست مما اذن به الشرع وليس من علامة الكرامة مخالفة الشريعة بل اذا رأيت الانسان تقع له هذه الوقائع وهو على غير طريق الشرع فاعلم انه صاحب بدعة. كما قال الاخضري في نظمه قال اذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير ولم يقف عند حدود الشرع فانه مستدرج وبدعي نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وما يجري الله على ايديه من خوارق العادات بانواع العلوم والمكاسبات وانواع القدرة والتأثيرات والكلمات عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ثم من طريقة السنة والجماعة اتباع واثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلا وظاهرا. فيؤثرون فيوثرون كلام الله على غيره واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي محمد صلى الله عليه وسلم فيكثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هدي كل احد وبهذا سموا اهل الكتاب والسنة. وسموا اهل الجماعة بان الجماعة هي الاجتماع ضد الفرقة وان كان لفظ والاجماع الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين. قال ابن مانع رحمه الله قول والاجماع هو الثالثة واما الاصل الاول فهو القرآن واما الثاني فهو سنة النبي عليه السلام قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميعا ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط وما كان عليه السلف الصالح اذ بعد ان كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر علامات توجيه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد كانوا فجارا. ويحافظون على الجماعة ويدينون بالنصيحة للامة تعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في تواعدهم وتراحمهم كمثل الجسد. اذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد الحمى والسهر ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمرور القضاء ويدعون الى مكان من الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المومنين ايمانا احسنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفقر والخيلان والبغي والاستطالة خلقي بحقنا وبغير حق ويامرون بمعالي الاخلاق. وينهون عن استفسارها قال ابن مانع رحمه الله وقوس السابع والامر الحقير ورديء من كل شيء وهو ضد المعالي والمكارم وقال شيخ الاسلام وكل ما يقولونه او يفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة فطريقتهم هي الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر صلى الله عليه وسلم ان نومته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الا واحدة وهي الجماعة. وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثل ما نعليه واصحابه صار المتمسكون بالاسلام الخامس عن الشوب هم اهل السنة والجماعة وبهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقص في الماسورة والفضائل المذكورة وفهمنا في الدعاء. قال ابن مانع رحمه الله قول الابدان قال ابن نفير في حديث عن الابدان في الشام هم الاولياء والعباد الواحد بدن كحمل كحمل واحمال وبدن كجمل سموا بذلك. لانهم كلما مات واحد منهم مبدع باخر انتهى ولو قيل ان الابدان هم الذين يجددون الدين كما في الحديث لما كان بعيدا وليس مراده بالابدان ما اشتهين على لسان عباد بحيث يقولون الاقطاب والاوتاد والنجباء والابدان والغوث فيضلون بهذه الاسماء الجهال زاعمين ان لها حقيقته وما هي والله الا خرافات ولا لا حقيقة لها سوى العقائد الفاسدة الزاهرة الشركية نسأل الله الشفاعة نسأل الله الشفاعة ترى العافية من كل بدعة وضلالة وان يثبتنا على الصراط المستقيم بمله وكرمه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام وفيهم الابدان وسبق ان ذكرنا ان الابدال اسم له معنيان اثنان الاول معنى عام وهم القائمون بنصرة دين الله فاذا هلك منهم هالك ابدله الله سبحانه وتعالى بغيره حتى يرث الله الارض ومن عليها وهذا المعنى حق وهو مقتضى بقاء الطائفة المنصورة وفيه حديث ابي عنبة الخولاني عند ابن ماجة بسند جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا والمعنى الثاني معنى خاص وهو ما اصطلح عليه بعض ارباب التصوف من ترتيب مقامات الواصلين الى اقطاب واوتاد نجباء وابدان واغوات. فوظعوا اصطلاحات يرتب فيها مقام الواصل. فيترقى من رتبة الى اعلى منها وهو بهذا المعنى معنى محدث والاحاديث التي وردت وفيها اسم الابدان لا تخلو من ضعف وقد ذهب بعض اهل العلم الى تحسينها ولو قيل بحسن الاحاديث فانها ترجع الى المعنى الاول دون الثاني قال شيخ الاسلامي رحمه الله تعالى ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضر من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنزل الله وان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين. وصلواته وسلامه على سيدنا محمد واله وعلى سائر المرسلين والنبيين وال كل من وسائر الصالحين هذا اخر التقرير على هذا الكتاب النافع نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا