نعم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى في الفصل التاسع اذا قيلتين فخفي موضع يوسف على يعقوب وما بينه الا مسافة قليلة مع طول المدة وقوة الداء الملح وعلمه انه على وجود من شديده على لقيه فالجواب ليس ذلك بغريب على قدرة الله فان الاسباب وان قويت جدا لا خروج لها عن قضاء الله وقدره. فان الله تعالى اراد الله يخسرني اجتماع الا في الوقت الذي اجله هو الحالة التي ارادها بما لا يوفي ذلك من الحكم العظيمة ومتى اراد الله شيئا في وقت مخصوص قدر من الاسباب او المعنوية ما يمنع حصوله قبل الميقات كما يقدر من الاسباب ما يحصل به ما اراد. فالاسباب بيد العزيز الحكيم وليس هذا باغرب قضية بني اسرائيل وهم امة عظيمة. مسافة قصيرة من بين اظهر قرى ومدن ومدن كثيرة ومدة اربعون سنة لم يعتدوا طريقا الى مقصدهم ولم يتيسر لهم من يرشدهم الى قصدهم. وكذلك اصحاب الكهف ثلاثمائة تسع سنين وهم في غار قريب من مدينة عظيمة لم يصل اليهم احد في هذه المدة الطويلة لامر يريده الله. فهذه الامور وما اشبه هذا دليل على كمال قدرة الله وحكمته. مع ان يوسف صلى الله عليه وسلم بقي مدة الله اعلم بها. وهو في بيت العزيز ثم مدة وهو في السجن ثم ترقى الى تدبير الملك ولم يخطر ببال احد ان ينتقل من الرق والسجن الى الملك العظيم. ثم انه وقد ستوليه يغلب على عندما اتي باسم المنصب ووزير للملك فلا يكاد احد يعرف اسمه كما هو الغالب على الملوك واشباههم ولهذا تردد اخوة فعرفهم وهم لا يعرفون ولما هو فيه من بعدة الولاية. وايضا قد فارقوه وهو صغير ولم يروه الا بعد ما كبر ومعلوم ان اوصاف الانسان اذا وصل الى سن والله اعلم هذا من جهة يعقوب واولاده اما من جهة يوسف فانه قد علم وقصد التأخير ليبلغ ابو عجلة ولهذا تردد عليه اخوته وقد عرفهم ولم يعرفهم بنفسه ولم يستدعي ابوي وانه في نهاية الامر ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل التاسع فائدة جليلة في حل اشكال شهير وهو خفاء موضع يوسف على يعقوب وما بينه وبينه الا مسافة قليلة مع طول المدة التي قدرها بما سلف بثلاثين سنة وقوة الداعي الملح للسؤال عنه. وعلمه انه على الوجود وحرصه الشديد على لقياه فاجاب المصنف رحمه الله تعالى بجواب جامع ان المانع من ذلك كان هو تقدير الله سبحانه وتعالى. فاذا قدر الله عز وجل شيئا لم يكن في الامكان مهما اتخذ العبد من سبب ان يوصل الى خلافه كما وقع هذا في عدة احوال كما اتفق لبني اسرائيل في تيهم وضياعهم في الصحراء مع كونهم بين اظهر مدن وقرى كثيرة. وكما وقع هذا لاصحاب الكهف اذ مكثوا في كهفهم هذه المدة المديدة وهم في غار قريب من مدينة عظيمة. وكما وقع هذا في قصة والتيمم لما ضاع عقد عائشة رضي الله عنها وكان تحت الجمل التي تكون هي عليه فكل هذا من تقدير الله سبحانه وتعالى للوصول الى مراد اراده عز وجل. وهذا كله في حق يعقوب واولاده. اما يوسف فانه علم وقصد التأخير ليبلغ الكتاب اجله كما اوحى اليه ربه سبحانه وتعالى الفصل العاشر قوله تعالى عن يعقوب في اول ما صنع ابناؤه باخيه يوسف بل سورت لكم انفسكم امرا فصبر جميل الله المستعان وعلى ما تصفون وقوله عندما اشتد به الامر حين احتبس الابن الاخر بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعا ام انه هو العليم الحكيم؟ في هذا دليل على ان عصي الله اذا نزلت منه كوارث والمصيبات قابلوها في اول الامر بالصبر بالمولى وعندما ينتهي وتبلغ الشدة منتهاها يقابلنا بالصبر والطمع في الفرج والرجاء فيوفقهم الله للقيام بعبودية في الحالتين ثم اذا كشف عنهم البلاء قابلوا ذلك بالشكر والثناء على الله. وزيادة المعرفة بالطين قول يوسف يا ابت هذا تأويل رؤيا من قبل قد جعلها ربي حقا وقد احسن بي. اذا اخرجني من السجن وجاء بكم من البدر من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم المصنف رحمه الله تعالى هنا فصلا عاشرا يشتمل على فوائد عدة صدرها بفائدة عظيمة وهي ان اولياء الله سبحانه وتعالى واصفيائه اذا نزلت بهم الكوارث والمصائب قابلوها في اول الامر بالصبر والاستعانة بالمولى لان الصبر عند الصدمة الاولى كما ثبت في الصحيح. فاذا تزايدت الشدة في مصابهم فزعوا الى الطمع في الفرج والرجاء بعد الصبر لعلمهم بان الله سبحانه وتعالى قد قرن الفرج بالكرب فكلما اشتدت الكربة كلما قرب الفرج كما قال الشاعر اشتد اشتدي ازمة تنفرجي قد اذن فجرك بالبلد يعني بالظهور وكما وقع هذا لنبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام فيما ذكره المصنف رحمه الله تعالى نعم. ومنها قوله تعالى تدل على انه لا تزر وازرة وزر اخرى ويؤخذ منه مسألة دقيقة وهو ان الاحسان انما يكون احسانا اذا لم يتضمن فعل محرم ترك واجب فانهم طلبوا مني ان يحسن اليهم بترك هذا الاخ ان يذهب الى ابيه ويأخذ احدهم بدله فامتنع. وقال مع وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون. فالاحسان اذا تضمن ترك العدل كان ظلما ولهذا كان هذا خصيصه بعض الاولاد على بعض وبعض الزوجات على بعض. فان كان احسانا الى المخصص والمفضل لا يجوز لانه ترك للعدل وكذلك. ما كذلك والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل فائدة ثانية من فوائد قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وهي ان العبد لا يؤاخذ بجريرة غيره كما سبق تقريره بقوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة ثم ذكر انه يؤخذ منه مسألة دقيقة هو ان الاحسان انما يكون احسانا اذا لم يتضمن فعل محرم او ترك واجب فان اخوة يوسف لما طلبوا منه ان يحسن اليهم بترك اخيهم وان يأخذ احدهم بدلا منه امتنع وقال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون. والمؤاخذة ولاخيه بهذه الصورة لانه في الظاهر كان سارقا وان كان في الباطن على خلاف هذا الامر فلما كانت الصورة الظاهرة صورة السرقة امتنع يوسف عليه الصلاة والسلام من اخذ غيره. فكلام المصنف ليس فيه نظر على خلاف ما ذكره تلميذه المحشي لان كلام المصنف باعتبار الصورة الظاهرة وذلك الاخ في الصورة الظاهرة سارقة فالاحسان حينئذ ان يؤاخذ هو دون غيره. فاذا ترك او اخذ غيره كان ذلك ظلما. نعم ومنها ان ايات الله انما ينتزع بها السائل الذي قصده معرفة الحق واتباعه لقوله لقد كان في وسع اخوتي ايات للساء اما الغافلون المغرضون او المعارضون المعاندون فانه يصدق عليهم قوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمات ربك فلا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. فالنظر في ايات الله المتلوة وايات الله الكونية تنفعهما القصد الحق كما قال تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. وكم في القرآن تقييد الانتفاع بهذا القيد كقوله ان في ذلك لآية للمؤمنين. ايات للمتقين وبقوله لايات لاولي الالباب. وقوله لاولي الابصار ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا فائدة ثالثة في هذا الفصل من فوائد قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وهي ان ايات الله انما ينتفع بها السائل المستهدي الذي يقصد الوصول للحق واتباعه اما الغافل المعرض فانه لا يوفق الى ذلك. وهذا مطرد في جميع ايات الله عز وجل الكونية والشرعية فمن تدبر ايات الله الشرعية ونظر في ايات الله الكونية وهو يقصد الاستهزاء والوصول الى الحق وفقه الله عز وجل الى ذلك فانتفع من النظر بها. واما ان كان معارضا معاندا فانه لا تزده هذه الايات الا رزا وعذابا نعم ومنها ان المشاورة نافعة لكل شيء حتى في ذكر تخفيف الشر. في هذا تشاور اخوتي يوسف ما يعملون به من قتل او طرح في الارض قرر رأيهم على اي من اشار عليهم بالقائه في الجبن ليلتقطه بعض السيارة. ففيه شاهد للقاعدة المشهورة وارتكاب وخذ المفسدتين اولى من اغراضهما ولما قرر القرار على اخذ من وجد الصور في رحله وعالج يوسف على هذا الكلام الذي سبق صفحة خمسة واربعين يصلح بعد كلمة ليلتقطه بعد السيارة قال قرر رأيهم على رأي من اشار عليهم بايقائهم الجب ليلتقطه بعد السيارة وقوله تعالى واجمع ان يجعلوهم في غيابة الجب هذا اقوم ما يكون موضعه مع ان الكلام يبقى فيه نظر نعم ولما قرر القرار على اخي من وجد الصواع في رحله وعانت يوسف على اخذ بدنه لاجل ما يعلمون من مشقة ابيهم من مشقة ابيهم فامتنع الذين يتشاورون فقرر رأيهم على رأي كبير من يبقى وفي مصر يلاحظ مسألة اخيه وهم يذهبون ويخبرون انهم يخبرون اباهم بالقضية وتفصيلها ولا فكان بقائه في مصر عون على يعقوب وارجل المطلوب في نوع مواساة منه باخويه في يوسف وابن امين. باخويه يوسف وابن امين ولهذا قال عسى الله ان يأتيني بهم جميعا انه هو العليم الحكيم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا فائدة ختم بها هذا الفصل وهي نفع المشهورة في كل شيء حتى في تخفيف الشر فان اخوة يوسف لما تشاوروا في امر اخيهم يوسف نقلوه من القتل الى الطرح في الجب عليه استقر رأيهم اجمعوا امرهم ان يجعلوه وفي ظلمة البئر واما قول المصنف ففيه شاهد للقاعدة المشهورة ارتكاب اخف المفسدتين اولى من اغلظهما ففيه نظر كما ذكره تلميذه المحشي لان هذه القاعدة انما يفزع اليها عند ازدحام مفسدتين واضطرار العبد الى فعل احدهما. وهم لم اضطروا الى فعل ذلك بل كانوا ظالمين فيما فعلوا ففي دعوى كونها شاهدا للقاعدة المشهورة فيه نظر ثم ذكر ما اتفق ايضا من رأيهم لما وقع قرار يوسف ان يأخذ من وجد الصاع في رحله وعالج يوسف على اخذ بدله لاجل ما يعلمون من مشقة ابيهم فامتنع فقرر رأيهم على رأي كبيره ان يبقى هو في مصر في مصر يلاحظ مسألة اخيه ان يتابعها وهم يذهبون ويخبرون اهلهم ويخبرون اباهم بالقضية وتفصيلها. نعم فالفصل الحادي عشر انما لم يصدق يعقوب حين قالوا افلا يزئب وعملوا تلك القرائن المبررة لقولهم لان المعلوم لا يعرض لا يعاقبه شكوى الوهم فانه قد علم برؤيا يوسف وربما بغيرها ما يؤول اليه حاله سوء من تمام النعمة التي تشمله وتشمل يعقوب وفيها ايضا انه لا ينبغي ان يغتر بمجرد سورة القرائن فلما اتت الى شريح امرأة مع خصمها ارسلت اليه ارسلت عينيها بالبكاء قال لشريح بعض حاضرين مع ظن البائسة الا مظلومة فقال شريح الم تسمع قصة اخوة يوسف اذا اتى واباه من شاء ان يكون هل كانوا مظلومين او ظالمين كم حصل بمثل هذه التمويهات من الاغترار وقلب الحقائق لهذا كان الاذكياء يجعلون كل احتمال على بالهم وينظرون الى الامور من جميع مئاتها لابد لمتوليا ان يكون كفوا في قوتي وامانتي وعلمي بامور الولاية لان الملك لما كلم يوسف ورأى من علمه وخبرته بالامور وحسن نظري استخلصه لنفسه فقال انك اليوم لدينا مكين امين فقال يوسف اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فعلل ذلك بكمال حفظه تحت يدي وتصرفي وكمال علمي بوجوه المستخرج والمنصرف وحسن التدبير وليس بهذا طلب الولاية كما قاله كثير من اهل العلم بل انه لما رأى الملك استخلصه ومكنه من الامور وان الامور كلها تحت طعم وتدبيره. طلب من الملك تولي خزائن الارض اذا قطن انها اهم ولانه يعلم ان ولايته لا ينفع للملك وللخلق وهذا من كمال نصحه وصدق نظره. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب ونظم فيه جملة من الفوائد المتعلقة بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام احداها ان يعقوب عليه الصلاة والسلام لم يصدق ابناءه اذ قالوا اكله الذئب وعملوا تلك القرائن المسوغة لقولهم اذ جاءوا على قميصه بدم كذب لان المعلوم لا يعارضه الشك والوهم. فان يعقوب قد علم برؤيا يوسف انه الله عز وجل يمد في عمر يوسف حتى يرفعه على جميع العالمين ويتم نعمته عليه وعلى ال يعقوب فعلم ان انهم كاذبون في هذه الدعوة ثم ذكر فائدة ثانية وهو انه لا ينبغي ان يغتر الحاكم بمجرد سور القرائن بل لا بد من النظر في حقائق الامور وضرب كل احتمال ممكن ان يكون فيها ثم ذكر فائدة ثالثة وهي ان القصة تدل على ان الولايات الكبار والصغار لابد لمتوليها ان يكون كفئا في قوته وعلمه بامور الولاية كما وقع هذا ليوسف عليه الصلاة والسلام. وانما طلب يوسف الولاية على خزائن الارض لعلمه بتعينه عليها كما اختاره جماعة من اهل العلم منهم القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره فاذا علم العبد بتعين ولاية عليه وانها واجبة في حقه كان هذا من كمال النصح للمسلمين. نعم الفصل الثاني عشر لما قص الله تعالى علينا هذه القصة العجيبة بتفاصيلها قال في اخرها ما كان حديثا التصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء هو هدى ورحمة لقومه يؤمنون. ونفعنا هذا القرآن الكذب والخطأ من جميع الوجوه واصابه بثلاث صفات كل واحدة منها فيها اكبر برهان على انه من عند الله. واما الحق الذي لا ريب فيه وصفة الاولى انه الذي بين يديه اي من الكتب المنزلة من السماء ومن كلام الرسل المعصومين الذين اوحى الله اليهم كما قال تعالى وصدق المرسلين فهذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم جاء بالحق وهو الصدق في اخباره عن الذي اخباره عن الله وعن الملائكة وعن اليوم الاخر وعن جميع الغيوب السابقة واللاحقة والعدل في احكامه. فلا يأمر الا بخير ولا ينهى الا عن الشر كما قال تعالى كلمات ربك صدقا وعدلا. صدقا في اخبارها عدلا في احكامها واوامرها ونواهيها. وايضا فان هذا القرآن جميع ما جاءت به الرسل وايمن عليها واتفق منها على الاصول العظيمة والشرائع لكبار العامة الشاملة وايضا فان الرسل اخبروا وبشروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فصدق مخبرها وحقت بشارتها الصفة الثانية انه تفصيل لكل شيء وهذا شامل لجميع ما يحتاجه الخلق في عقائدهم واخلاقهم واعمالهم الظاهرة والباطنة وفي دينهم ودنياهم فقد شرح الله وفصل توحيده ورسالته الجزاء وجميع الاقارب الصادقة الصحيحة شرحا وتفصيلا عظيما لا يسوي في ذلك اي كتاب كان الحث على حقائق الايمان وعلى التخلق بالاخلاق الجميلة والتنزه من الاخلاق الرذيلة وبين الطرق والاسباب التي يحصل حسنها والتي يدفع بها سيئها. كما فصل الشرائع الظاهرة والاعمال الصالحة والحلال والحرام والخير به جميع المقاصد والغايات النافعة والدينية. والغايات النافعة الدينية والدنيوية. وفصل ما يتوصل به اليها وفصها فيه البراهين العقلية كما وصف به البراهين السمعية. والصفة الثالثة انه هدوءه ورحمة لقومه يؤمنون به يوما سبع رضوانه سبل السلام ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. اي لكل حالة قويمة وطريقة فقيمة يهدينا احسن الاعمال والاخلاق ويهدي لمصالح الدين كلها ومنافع الدنيا التي بها يقوم الدين وتتم السعادة والفرق بين الهدى والرحمة ان الهدى هو الوسائل والطرق الموصلة الى خيرات الدنيا والاخرة. والرحمة هي نفس الخيرات والثواب العاجل والاجل. فسعادة الدنيا والاخرة متوقفة على اتباع هذا القرآن علما وعملا وخص الله المؤمنين بالهدى والرحمة لانهم هم المنتفعون على الحقيقة ايمانه من شرب ايمانه مهتدى وزادهم الله هدوه ورحمة. فهذا القرآن بصائر للناس كلهم بصرهم جميع ما يحتاجون العيد فلن يبقى خير الا دلهم عليه ولا شر الا حذرهم منه. فقامت به الحجة على كل احد ولكنه دواء رحمة لقومه يؤمنون اللهم تفضل علينا بالايمان الصادق واجعل هذا القرآن لنا هدا ورحمة انك انت القريب المجيب. وصلى الله على محمد وسلم قال ذلك وكتبه العبد الفقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين امين وافق الفراغ منه في سفر سنة خمس وسبعين وثلاث مئة والف من الهجرة النبوية. ختم المصنف رحمه الله تعالى هذا الكتاب لفصل ذكر فيه تفسير الاية التي جعلها الله عز وجل في اخر هذه السورة ونظم فيها ثلاث صفات من صفات القرآن الكريم كل واحدة منهن فيها اكبر برهان على ان هذا الكتاب من عند الله عز وجل اولهن ان هذا القرآن تصديق الذي بين يديه اي من الكتب المنزلة من السماء ومن كلام الرسل المعصومين الذين فاوحى الله عز وجل اليهم. فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم صدق في اخباره. وهو صدق في اخباره عما يكون بين يديه مما يتقدمه او عما يكون بين يديه مما يعقبه ويخلفه. كما قال الله عز وجل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وبالقراءة الاخرى وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا يعني صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام فان هذا القرآن صدق جميع مع ما جاءت به الرسل من لدن ادم عليه الصلاة والسلام الى عيسى عليه الصلاة والسلام وهذا دليل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لان اخباره موافقة لاخبار اولئك المرسلين اما الصفة الثانية فهي ان هذا الكتاب تفصيل لكل شيء فهو مشتمل على بيان ما فيه صلاح احوال الناس في دينهم ودنياهم وفيه ما يتعلق بالالهيات والرسالة والمعاد. كما قال الله عز وجل انزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. يعني جامعا لبيان كل ما يحتاج اليه ومن لطائف التفسير التي ذكرها الالوسي رحمه الله تعالى في رح المعاني في تفسيره عن بعض المفسرين ولم ان الله عز وجل لما وصف القرآن بكونه تبيانا لكل شيء جاء بعد ذلك عقب هذه الاية باجمع اية في القرآن الكريم كما قال بعض السلف وهي قول الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي الى اخر الاية فلما كانت هذه الاية هي اجمع اية في قول بعض السلف ناسب ان تكون هذه الاية هي الاية اللاحقة للاية السابقة الدالة على ان هذا القرآن تبيانا لكل شيء في قوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. اما الصفة الثالثة فهي ان القرآن هدى ورحمة وهذه الهداية والرحمة مختصة بالمؤمنين. فالقرآن رحمة لهم وهو لهم هدى. اما غيره فلا يهتدي به الا هداية الحجة. اما هداية الانتفاع فهي مختصة بالمؤمنين وهي هي الهداية الكاملة وهذا هو الجمع بين الايات التي جاء فيها خصوا هداية القرآن بالمؤمنين والمتقين كما قال الله عز وجل ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. وبين الايات التي جاء فيها العموم كما في قول جعل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فهداية الحجة عامة لجميع الخلق واما هداية الانتفاع فانها لا تكون الا للمؤمنين فهم ينتفعون به على الحقيقة ثم ذكر المصنف فائدة لطيفة في التفريق بين الهدى والرحمة فذكر ان الهدى هي الطرق الموصلة الى خير الدنيا والاخرة وان الرحمة هي الخيرات والثواب نفسه العاجل والاجل فسعادة الدنيا والاخرة متوقفة على اتباع هذا القرآن علما وعملا. وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب وهو الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وقبل ان ينفض مجلسنا اود ان اشير الى تنبيهات عامة التنبيه الاول التحريض على اغلاق الجوالات لانها تشوش على حضور الدرس واقبال القلب انما يمكن بمنع القواطع التي تحول بين الانسان وبين مقصوده. فمن كان معه شيء من هذه الاجهزة فاما ان يغلقه بالكلية واما ان يجعله على حال صامتة لئلا يؤذي لاخوانه التنبيه الثاني ليس من ادب الدرس التفرغ والبعد عن الحلقة بل الذي جاءت به السنة هو القرب من الحلقة والدخول فيها. وكلما كان الانسان فيها اقرب كلما كان اجره اعظم. اما التفرق اوزاعا اوزاعا فقد جاءت السنة بالنهي عنه. فمن اراد اصابة السنة فلينضم الى الدرس ولا ينأى بنفسه عنها لان لا يفوته الاجر الكامل التنبيه الثالث الالتزام من قبل الحاضرين ولا سيما طلاب السكن بحضور جميع فعاليات البرنامج والتي تنتهي بالحفل الختامي وتناول طعام العشاء يوم الجمعة ليلة السبت المقبل باذن الله التنبيه الرابع سيتم توزيع كتاب يتضمن تعريفا بالبرنامج وشريط العلم الشرعي واثره في اصلاح الاسرة للعلامة ابن عثيمين وكتاب سؤال وجواب في اهم المهمات للعلامة ابن سعدي وقصيدة للصحابي الجليل كعب بن زهير رضي الله عنه. فاحرص على اقتناء نصحتك منهن. وستكون هذه النسخ معدة للتوزيع في اخر المسجد عند انصرافكم من الدرس فخذوا حظكم منها ولا يسمح لحاضر الا بنسخة واحدة من كل واحد لتعم الفائدة الجميع التنبيه الخامس جرت العادة باقامة ثلاث مسابقات مصاحبة للبرنامج في المقروء والمشروع المحفوظ وسيكون اختبار مسابقة المقروء بعد درس العشاء من يوم الثلاثاء ومقررة كتاب سؤال وجواب في اهم المهمات العلامة السعدي. وسيكون اختبار مسابقة المسموع بعد جلس العشاء من يوم الاربعاء ومقرر الشريط العلم شرعي واثره باصلاح الاسرة للعلامة ابن عثيمين وسيكون اختبار مسابقة المحفوظ بعد درس العصر من كل يوم ومقررة قصيدة بان السعال للصحابي الجليل كعب ابن زهير رضي الله عنه وسيجلس الاخوان الذين تعرضون عليهم القصيدة في اخر المسجد بعد درس العصر كل يوم ويقوم من اراد المشاركة بهذه المسابقة بتسجيل اسمه لدى المنسق ثم يعرظ تسعة ابيات كل يوم اخرهن يوم الخميس وذلك عند احد الاخوة المشرفين التنبيه السادس توجد مختصرات ملخصة لغالب دروس هذا البرنامج يتم توزيعها مع درس الفجر فمن بكر وجد وجد نسخته من هذا الملخص الذي اعده احد الاخوان جزاه الله خيرا. ومن تأخر فاته حظه ويمكنه استدراكه بتصويره من احد اخوانه التنبيه السابع يسمع بالتسجيل الصوتي لمن اراد بشرط ان يكون خاصا به لا يخرجه لغيره الا باذن التنبيه الثامن احرص على قراءة كتيب التعريف ببرنامج قراءة واعية واحرص على العمل بما فيه. لان هذا الكتيب يتضمن التنبيهات اللازمة ويشتمل على دفع شبهات عارضة يلزم الطالب الوقوف عليها التنبيه التاسع توجد بطاقات خاصة لتسجيل الاسئلة. ولا تقبل الاسئلة المكتوبة في غيرها. ويمكن الحصول على هذه البطاقات بيسر. فهي موجودة في اماكن متفرقة من هذا المسجد. فمن كان عنده سؤال فليكتبه على هذه البطاقات ويجاب عنه ان شاء الله كما جرت العادة في اخر ايام البرنامج التنبيه العاشر يبدأ درس الفجر بعد ساعة من الاذان. ويبدأ درس العصر والعشاء بعد خمس واربعين دقيقة من الاذان فكلما تأخر الاذان تأخر البدء منه ويبدأ درس الظهر والمغرب بعد صلاتهما مباشرة لضيق الوقت والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين