السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس التاسع والعشرون. من برنامج الدرس الواحد السابع والكتاب المقروء فيه هو تحرير الجمهور من المفاسد شهادة الزور للعلامة المحمصاني البيروتي رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة احمد ابن عمر ابن محمد المحمصاني البيروتي الازهري المقصد الثاني تاريخ مولده لم يذكر احد ممن ترجم له سنة كولادته. المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله. سنة سبعين بعد الثلاثمائة والالف. ولم يقدر عمره في الكتب المترجمة له ولا امكن الاطلاع على ذلك لخفاء سنة ميلاده رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظموا في ثلاثة مقاصد المقصد الاول تحقيق عنوانه ذكر المصنف رحمه الله تعالى اسم كتابه في ديباجة الكتاب مصرحا به فقال وقد سميت هذه الرسالة تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة بيان عظيم جناية شهادة الزور وقبح اثرها وسوء عاقبتها في الدنيا والاخرة المقصد الثالث توضيح منهجه رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه في مقدمة واربعة فصول وخاتمة. وبناه على النقل. لان تعظيم الذنوب والخطيات الى الادلة النقلية وزينه بالنقول عن جماعة من العلماء وانطوى على فصل ماتع في بيان الاثار النفسية لشهادة الزور على الفرد والجماعة. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله لن يوافي نعمه ويكافئ مزيده. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وسائر النبيين وال كل وجميع الصالحين. اما بعد فقد طلب مني بعض ذوي الحمية الدينية في مدينة بيروت ان اكتب رسالة في بيان مفاسد شهادة الزور وما يترتب عليها من المضار. وانا ما ورد من الايات والاحاديث في هذا الشأن فاجبته لذلك عملا بواجب النصيحة الدينية ولما رواه الامام مسلم ابن الحجاج في صحيحه عن سيدنا ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة ولائمة المسلمين وعامتهم. فالرجاء في من فالرجاء في من يطلع على عليها ان يتقبلها قبولا حسنا اتخذها وسيلة لتنبيه العامة الى اجتناب تلك البلية الطامة. ويذكر بها ويذكر بها من له قلب او القى السمع وهو شهيد وقد سميت هذه الرسالة تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور. ورتبتها على مقدمة واربعة فصول وخاتمة. واسألوا ان يجعل ان يجعلها خالصة لوجهه وان ينفع بها ويوفقنا لما فيه خير الامة والعمل لاحياء السنة واماتة البدعة. انه مجيب وما توفيقي واعتصامي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. مقدمة اعلم يا اخي هداني الله واياك الى طريق الخير والرشاد ان شهادة الزهور جريمة عظيمة الشر جسيمة الضرر. فكم ضاع بها من حق كان ثابتا ونشأت عنها معضلات ومشكلات قام خطبها واشتد كربها وكم هدرت بسببها دماء وغلت من اجلها مراجل الشحناء والبغضاء. وكثيرا ما وكثيرا ما الفتنة واعظمت المحنة وفصمت عرى الوحدة. وربما ادت الى تقاطع ذوي الارحام وتهديد السلام بين الافراد والاقوام. بل الامن خوفا والنفاق خلفا فكان من وراء ذلك كله شر عظيم وخطر جسيم. عرف هذا الامم السابقة فشددوا في عقوبة كيمياء ومبالغ في تنكيل به وحكموا بانه عدو للامة بتمامها. وقضى عليه بعض الامم كالرمانيين بالاعدام وغنوا في شأن حتى عدوا من المزورين من اخفى وصية المتوفى او اضاعها. بل كل امرء فعل شيئا يدل على غش او خراب ذمة وكانت عقوبته وكانت عقوبته للاحرار بالنفي الى مكان حصين مع مصادرة في اموال كلها. وعقوبة الرقيق على وعقوبة الرقيق هي الاعدام ثم ترقت مدارك الامم بعد ذلك. فتعدلت العقوبات بحسب اثار الجريمة عظيم خطرها. جاء الاسلام وهو الكافر للسعادة الدنيوية والاخروية والشفاء لامراض الانسانية. فعد شهادة الزهر من اعظم من كبائر واشدها ضررا وحذر من مرتكبيها وجعلهم من اكبر المجرمين واجرأ المفسدين. وعرفهم سوء من قال بهم باغيهم بما فيه عبرة لكل معتبر كما سيتلى عليك. الفصل الاول فيما جاء من الايات والاحاديث المتعلقة بشهادة الزور من المناسب ان نبين معنى الزور في اللغة حتى يكون المطلع على بصيرة فيما ينظر فيه. وحتى يعلموا ان اصحاب المعجمات اللغوية لم يهملوا حال شهادة الزور حتى في كلامهم على المعنى اللغوي. جاء في لسان العرب للامام محمد بن منظور الافريقي ما نصه؟ وزور الكذب والباطل وقيل شهادة الباطن وقول الكذب الى ان قال وفي الحديث المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. الزور الكذب والباطن اتهمت وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث وهي من الكبائر. فمنها قوله صلى الله عليه وسلم عدلت شهادة الزور الشرك بالله وانما عدلت قوله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ثم قال بعدها والذين لا يشهدون الزور. وقد جاء لفظ الزور في القرآن الكريم في اربعة مواضع منها موضعان يتعلقان بشهادة الزور. فالاول قوله تعالى في سورة الحج فاجتنبوا الرجس من الاوتان واجتنبوا قول الزور. حنفاء عن الله غير مشركين به وللمفسرين في الزور في هذه الايات وجوه. منها انه قولهم هذا حلال وهذا حرام. ومنها انه شهادة الزور هذا التفسير الى النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها انه الكذب والبهتان. والثاني قوله تعالى في سورة الفرقان والذين لا يشهدون الزور واذا مروا لو مروا كراما. قال بعض المفسرين لا يشهدون شهادة الزور وقال اخرون لا يشهدون الشرك وقال اخرون هو قول الكذب. وقال بعضهم هو الغنى وقال ابن جرير الطبري ان الاولى القول وان او ان اولى الاقوال بالصواب ان يقال. والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا ولا غناء ولا لا كذبا ولا غيرة وكل ما لزمه اسم الزهري لان الله عم في وصفه اياهم انهم لا يشهدون الزور. فلا ينبغي ان يخص من ذلك شيء الا بحجة يجب التسليم لها من خير من خبر او عقل. واما الاحاديث فقد روى البخاري ومسلم والامام احمد عن سيدنا انس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الكبائر او سئل عن الكبائر فقال الشرك الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقال الا انبئكم باكبر الكبائر. قول الزور او قال شهادة الزور. وعن ابي بكرة نفيع بن الحارث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال الا وقول الزور شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. وروى الامام ابن ماجه عن سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار. وفي هذا الحديث وعيد شديد لشهيد الزبير حيث اوجب الله له النار قبل ان قبل ان ينتقل من مكانه ولعل ذلك مع عدم التوبة اما لو تاب واكذب نفسه قبل العمل بشهادة الزور. فالله يقبل التوبة عن عباده. وروى الحاكم عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من زين نفسه للقضاة بشهادة الزور زينه الله تعالى يوم القيامة بسربال من قطرة والزمه بالجام من نار وهو الامام احمد في مسنده وابن ابي الدنيا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد على مسلم شهادة ليس لها ليس ليس لها باهل فليتبوأ مقعده من النار. ورأى ابو سعيد وروى ابو سعيد النقاش في كتاب القضاة عن عبد الله ابن عن عبد الله ابن جراد عن النبي صلى الله عليه وسلم من شهد شهادة زور فعليه لعنة الله ومن حاكم بين اثنين فلم يعدل بينهما فعليه لعنة الله وروى البخاري ومسلم وروى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال عنه صلى الله عليه وسلم من مشى مع قوم يرى انه شاهد وليس فهو شاهد وزور ومن اعان على خصومة بغير علم كان في سخطنا حتى ينزع. وقتال المؤمن كفر وسباب وسباب فسوق وعن ابن عمر قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد الزور وهو يعلم. الفصل الثاني ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما جاء من الايات القرآنيات والاحاديث النبويات المتعلقة بشهادة الزور وافتتح المصنف رحمه الله تعالى بيانها مقطعا بين يديها بذكر المعنى اللغوي للزور لان فهم الفاظ الشريعة باللغة يعين على درك الاحكام فيها. فان اللغة معراج الى افهم الشريعة فان هذه الامة شريعتها عربية كما قرره الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات اذا كانت الشريعة عربية فلا مناص من انتحال قدر من علم اللغة يطلع به المستنبط على معرفة الالفاظ المعبر عنها في خطاب الشريعة. ولما كانت هذه الرسالة تدور رحاها على بيان شهادة الزور وابتدأ المصنف رحمه الله تعالى بذكر الايات والاحاديث المتعلقة بها جعل بين يديها تعريف الزور باعتبار اللغوي فذكر في ذلك نقلا عن كتاب لسان العرب لابن منظور الافريقي رحمه الله تعالى وكتاب ابن منظور كتاب حسن في جمع كلام اهل العلم من اهل اللغة فانه جمعه من كتب كثيرة لكنه لا يجرد الاصل الذي بنيت عليه الكلمة في اللغة وانفع كتاب يمهر به متلقي في لسان العربية هو كتاب مقاييس اللغة لاحمد ابن فارس رحمه الله تعالى فانه اعتنى برد الكلمات الى اصولها بحيث يبين ان الكلمة مبنية على اصل يطرد في جميع المشتقات كقوله مثلا الشين والراء والطاء اصل يدل على على من وعلامة فكيف ما تصرف اللفظ فان معنى العلم والعلامة موجود فيه. فمثلا لفظة شرطة هي عائدة الى هذا الاصل اذا عرفت ان اصل مبناها في اللغة هو العلم والعلامة عرفت ان اسم الشرطة استفيد من تمييزهم بلباس اختص بهم فصاروا بالنسبة الى غيرهم بهذه المنزلة المسماة بالشرطة. ولما كان الائمة الاول من علماء العربية لهم نفس في فهم دلائل اللغة كانوا يستنبطون اصول وضعها كما سئل المازني لماذا سميت الخيل خيلا؟ فقال الم ترى الى ما في مشيتها من الخيلاء وسئل لم سميت من منى؟ فقال لما يمنى فيها من الدماء اي لما يراق ويسفك فيها من فاذا ادرك الانسان الاصول اللغوية امكنه ان يرد كل لفظ مشتق الى هذا الاصل. فكتاب ابن فارس نافع باعتبار بناء الملكة اللغوية وكتاب ابن منظور نافع في الاطلاع على كلام اهل العلم الله تعالى في اللغة. ونقل رحمه الله تعالى كلاما له في هذا مداره على رد الزور الى معنى فالزور هو الباطل كيف ما تصرف فالكذب من الباطل والشهادة الكاذبة من الباطن والتهمة نفقة من الباطن وكل قول باطل فهو زور كما سيأتي في كلامه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ويعلم بهذا ان الزور هو الباطل وتكون الشهادة المنسوبة اليه هي شهادة بباطل فشهادة الزور هي شهادة بباطل فكل شهادة كانت متصفة بهذا الوصف فهي شهادة اطل واورد في نقله عن ابن منظور رحمه الله تعالى من الاحاديث ما يصدق ذلك ذكر احاديث المتشبع بما لم يعط كلابث ثوبي زور وهو في الصحيحين ثم اتبعه بحديث اخر وهو عدلت شهادة الشرك بالله وهو حديث ضعيف لا يصح ثم ذكر فيها قول الله سبحانه وتعالى والذين لا يشهدون الزور ثم انتقل المصنف بعد نقله لكلام ابن منظور ببيان ما جاء في لفظ الزور في القرآن الكريم وذكر انه في اربعة مواضع منها موضعان يتعلقان بشهادة الزور. فذكر قول الله عز وجل واجتنبوا قول الزور وقد قال جماعة من انفسهم هي شهادة الزور. وقول الله تعالى الا والذين لا يشهدون الزور وقال جماعة من المفسرين هي شهادة الزور. والمختار في الزور هو ما اختاره جماعة من المحققين ومنهم ابن جرير الطبري في ما نقله عنه المصنف اذ قال ان اولى الاقوال بالصواب ان يقال والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا ولا غناء الى اخره. فالزور في القرآن هو الباطل. ويصلح من هذا ان يقال كل زور في القرآن فهو وباطل وهذا من جملة الكليات ايش؟ لا تفسيرية وهذا من جملة الكليات التفسيرية كما نقول كل كأس فهو خمر وكل حجة فهو سلطان الى اخره. وسبق ان ذكرنا لكم ان منها ما وكليات لفظية ومنها ما هو كليات معاني تسمى كليات الاسلوب. ثم اتبعها بذكر الاحاديث فقدم حديث انس في الصحيحين واتبعه بحديث ابي بكرة في الصحيحين ايضا. وفي هذين الحديثين الاخبار بان شهادة الزور وقوله من جملة الكبائر. والمراد بالكبائر جمع كبيرة وهي ايش مسعد باليمين يا سم هذا عشانك غايب الدروس الماظية ترى لانه مرت المسألة نحن نحمل ما يحتاج كله ذنب نهي ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم وقلنا ان التعظيم نوعان تعظيم راجع الى ذات المنهي عنه تعظيم راجع الى الى امر ايش؟ خارج عنه كالمتعلق بالفاعل او الزمان او المكان او غير ذلك. وفي هذا الحديث الاخبار الى تفاضل الكبائر. وانها ليست على درجة واحدة. لقوله صلى الله عليه وسلم الا سأنبؤكم باكبر الكبائر. فدل هذا على ان الكبائر وان اشتركت في كونها نهيا معظما الا انها ايضا درجات ودلالات الالفاظ المفصحة عن كون ذنب كبيرة نوعان اثنان. احدهما دلالات الالفاظ الصريحة كهذا الحديث وفيه الا انبئكم باكبر الكبائر. فيستفاد منه ان ما ذكر هو من الكبائر النوع الثاني الدلالات غير الصريحة كالوعيد بالنار او عدم دخول الجنة او نفي كحديث الصحيحين لا يدخل الجنة قتات فانه هنا دلالة لفظ غير صريحة ثم اتبعه بحديث الى ابن ماجة لن تزول قدما شاهد الزور الى اخره. واسناده ضعيف. ثم اتبعه بثلاثة احاديث كلها ضعاف وهي حديث انس وابي هريرة وعبدالله ابن جراد رضي الله عنهم ثم ذكر بعد ذلك حديثا عزاه الى البخاري ومسلم. وليس هذا الحديث فيهما. وانما دخل عليه الداخل من تصح في الرموز في الكتب المجردة كالجامع الصغير وكز العمال وغيرهما فان الحديث عند البيهقي في السنن والعزو اليه يكون برمز هاء قاف. وسقطت تلهاء فبقي قاف الموضوعة للدلالة على احاديث الصحيحين فظنه من احاديث الصحيحين وهذا اتفق كما ذكرنا مرارا العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي في زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم فانه ادخل في الكتاب احاديث ليست فيهما وانما وهم بسبب دخول الداخل عليه في تقلب الرموز. ثم ختم بحديث ابن عمر وايضا لا يصح. وفي الحديثين الاولين الذين قد بهما في الباب وهما صحيحان غنية عما بعدهما لكن اهل العلم يذكرون مثل هذه الضعاف في ابواب والوعد والوعيد جريا على طريقة الائمة من علماء الامة الاول. نعم. الفصل الثاني في ذكر بعض ما عن ائمة الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. وما ذكره بعض الفقهاء في في كتبهم وفي حكم شاهد الزور. عن مكحول والوليد ابن ابي ما لك قال كتب عمر كتب عمر الى عماله الى عمال في الشاهد الزهري ان يضرب اربعين سوطا. ويسخم وجهه ويحنق ويطاف به ويطال حبسه. وعن عبد الله ابن عامر ابن ربيعة قال اتي عمر بشاهد زور فوقفه للناس يوما الى الليل يقول هذا فلان يشهد زورا فاعرفوه فجلده ثم حبسه. وعن علي بن الحسن قال كان علي اذا اخذ شاهد زور بعثه الى عشيرته فقال انها زور فاعرفوه وعرفوه ثم خلى سبيله. وقال العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني في كتابه حرمة الامة في رحمة الامة في اختلاف الائمة معنى فصل واختلفوا في عقوبة شاهد الزور. فقال ابو حنيفة لا تعزير عليه بل يوقف في قومه ويقال قالوا لهم انه شاهد وزور. وقال مالك والشافعي واحمد يعزر ويوقف في قوم ويعرفون انه شهيد زهر. وزاد مالك فقال ويشهر في الجوامع والاسواق والمجامع انتهى. وقال العلامة شهاب وقال العلامة شهاب احمد بن حجر الهيتمي الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر ما نصه الكبيرة الكبيرة السابعة والثامنة والثلاثون بعد الاربعمائة شهادة الزور وقبوله اخرج الشيخان عن ابي بكرة واسمه نفيع ابن الحارث رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثة الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وكان متكئا فجلس فقال الا فقال الا فقال الا وقول الزور. الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. وروى البخاري الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقته النفس واليمين الغموس والشيخان ذكر رسول الله صلى الله عليه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل فقال الا الا انبئكم باكبر الكبائر قول الزور؟ او قال شهادة الزور. وابو داوود واللفظ له والترمذي وابن ماجة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال عدلت شهادة الزور الاشراك بالله ثلاث مرات ثم قرأ فاجتنب رجس من الاوتان واجتنبوا القول حنفاء لله غير مشركين به. ورواه الطبراني موقوفا على ابن مسعود بسند حسن. واحمد بسند رواته ثقات من شهد على مسلم شهادة ليس له ليس لها باهل فليتبوأ مقعده من النار. وابن ماجة والحاكم وصححه لن تزول قدما شهد الزور حتى ان يوجب الله له النار والطبراني وان الطير لتضرب مناقيرها على الارض وتحرك اذنابها من هو ليوم القيامة. وما يتكلم به شاهد الزور ولا يفارق قدما ولا يفارق قدماه على الارض حتى يقذف به في النار. والطبرني بسند فيه منكر الا اخبركم باكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان صلى الله عليه وسلم محتبيا فحل حبوته فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرفين بطرف لسانه فقال الا وقول الزور والطبراني بسند رجاله ثقات الا انبئكم باكبر الكبائر الاشراك بالله ثم قرأ ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وعقوق الوالدين ثم قرأ ان اشكر لي ولوالديك الي المصير وكان متكئا فقعد فقال الا وقول الزور. تنبيه عدها يعني شهادة الزور وقبولها هو ما تصرحوا به في الاولى وقياسها في الثانية. وشهادة الزور هي ان يشهد بما لا يتحقق. قال العز بن عبدالسلام وعدها كبيرة ظاهر ان وقع في مال خطير فان وقع في مال قليل كزبيبة او تمرة فمشكل فيجوز ان تجعل من الكبائر فطما على هذه منعن هذه المفاسد كما جعل شرب قطرة من الخمر من الكبائر. وان لم تتحقق المفسدة ويجوز ان يضبط ذلك المال بنصاب السرقة قال وكذلك القول في اكل مال اليتيم. وقد مر عن ابن عبد السلام وقد مر عن ابن عبد السلام عن ابن عبد السلام انه حكى الاجماع على ان غصب الحبة كبيرة وادم مؤيد للاول. اعني انه لا فرق في كون شهادة الزور كبيرة بين قليل المال وكثيره فضلا عن عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جدة ومن ثم ومن ثم جعلت عدن للشرك ووقع له صلى الله عليه وسلم عند ذكرها من الغضب والتكرار ما لم يقع له عند ذكر ما هو اكبر منها كان القتل والزنا فدل ذلك على عظم امرها. ومن ثم جعلت في بعض الاحاديث السابقة اكبر الكبائر انتهى باختصار قليل وذكر الكمال بن الهمام في كتابه فتح قدير على الهداية ان ان شريح القاضي كان يبعث بشهيد الزوري الى سوقه ان كان سوقيا والى قومه كان غير سوقهم بعد العصر اجمع ما يكونون ويقول ان شريحا يقرئكم السلام ويقول انا وجدنا هذا شاهد زور فاحذروه وحذروا الناس منه انتهى وشريح كان قاضيا زمن زمن سيدنا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وزاحم الصحابة في الفتوى وان كان من كبار التابعين وهو شريح ابن الحارث اقام في الكوفة قاضيا خمسا وسبعين سنة وتوفي سنة سبع وثمانين من الهجرة. كما ذكره ابن ابن خله كان في تاريخه واطال في وقال العلامة شمس الدين محمد ابن قيم الجوزية في كتابه يعلم الواقعين ما نصوه لا خلاف بين المسلمين ان شهادة الزور من الكبائر ذكر حديثة تقدمت الى ان قاله في المسند من حديث عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين يدي سعد الخاصة وبشوء التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الارحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق. وقال الحسين بن زياد وان يحدثنا ابو حنيفة قال كنا عند محال بندثار فتقدم اليه رجلان فادعى احدهما على الاخر ماء مالا فجحده المدعى عليه فسأله البينة فجاء رجل فشهد عليه فقال المشهود عليه لا والله الذي لا اله الا هو ما شهد علي بحق وما علمته الا رجلا غير هذه الزلة فانه فعل هذا من حقد كان في قلبه علي. وكان محارب متكئا فاستوى جالسا ثم قال قال يا قال يا سمعت رأي هذا الرجل سمعت سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليأتينا على الناس يوم تشيب فيه البلدان وتضع الحوامل ما في بطونها وتضرب الطير باذنابها وتضع ما في بطونها من شدة ذلك اليوم ولا ذنب عليها. وان شاهد الزور تقار قدماه الى الارض حتى يقذف به في النار. فان كنت شهدت بحق فاتق واقم واقم على شهادتك. وان كنت شهدت بباطن فاتق ها هو ها هو غطي رأسك واخرج من هذا الباب. وفي رواية ان ان وفي رواية ان الرجل قال له كنت اشهد على شهادة وقد وقد نسيت وقد نسيتها ارجع فاتذكرها. فانصرف ولم يشهد عليه بشيء انتهى بالتصرف. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا ها؟ الفصل ما يتعلق بذكر بعض ما جاء عن ائمة الصحابة رضوان الله عنهم وما ذكره بعض الفقهاء في كتبهم في حكم شهادة الزور. فذكر ما رواه البيهقي في السنن وغيره باسنادين يقوي احدهما الاخر ان عمر رضي الله عنه كتب الى عماله ان يضرب شاهد الزور اربعين وان يسخم وجهه ان يسود وجهه ويحلق رأسه ويطاف به. ويطال حبسه وفي الرواية الثانية ان يقال هذا فلان يشهد زورا فاعرفوه فاعرفوه فجلده وكان يجلده ثم يحبسه. وذكر ايضا بعدها اثر اخر عن علي عند البيهقي وفي اسناده ضعف. ثم اتبعه بالنقل عن كتاب رحمة الامة في اختلاف الائمة وهو من كتب الخلاف التي تذكر مذاهب الائمة الاربعة فذكر ان الائمة الاربعة مجمعون على عقوبة شاهد الزور الا انهم مختلفون في كيفيتها. فذكر عن ابي حنيفة انه لا تعزير عليه لكن عقوبته ان يوقف في قومه قالوا لهم انه شاهد زور ومذهب الثلاثة يعزر ويوقف في قومه ويعرفون انه شاهد وزور. وهذا الاصل هو الذي اخذ وبني عليه نشر صور الشاهدين شهادة الزور وانه من جنس التشهير بهم. ثم اتبعه بنقل كلام العلامة احمد بن حجر الهيثمي الشافعي الكبير صاحب كتاب نافع الزواجر عن اقتراف الكبائر وهو من اجمع الكتب التي صنفت كما ذكرنا لكم. فذكر من كلامه عدة احاديث في تعظيم ذلك افتتحها بحديث ابي بكرة وقد تقدم ثم اتبعها بروايتين له ثم اتبعها بالحديث الذي عزاه الى ابي داوود والترمذي وابن ماجه عدد شهادة الزور الاشراك وقد تقدم وانه ضعيف ثم ذكر ان الطبراني رواه موقوفا عن ابن مسعود بسند حسن ثم اتبعه بحديث احمد وتقدم انه ضعيف ثم باحاديث بعده في الصفحة السادسة والعشرين كلها احاديث ضعاف. ثم ذكر فرعا فقهي يتعلق بمن تتعلق به الكبيرة. وهي هل الكبيرة تتعلق بشاهد فقط ام تتعلق ايضا بمن قبلها وامضاها اذا علم انها شهادة زور ونقل من كلام ابي محمد ابن عبد السلام رحمه الله تعالى المعروف بالعز ما يدل على ان قبول شهادة الزور كالتقدم بها. والذي ينبغي ان يدرك في هذه المسألة ان شهادة الزور ترتبط بثلاثة نفر. اولهم طالبها وثانيهم باذلها وثالثهم ممضيها وقابلها. اولهم طالبها وتانيهم باذلها وثالثهم ممضيها اذا علم بها. والوعيد يتناول الثلاثة جميعا لكنه يتأكد في حق الباذل فكلهم شركاء في هذه الكبيرة الا ان الوالد ينصب على من بذلها ثم ذكر كلام الكمال ابن الهمام مما نقله رحمك الله. مما نقله عن شريح القاضي في عقوبة شاهد الزور ومعلوم مقام شريح في القضاء وانه كان يخرجه اذا كان سوقيا اي من اهل السوق الى السوق بعد العصر واذا كان ليس من اهل السوق اخرجه الى قومه. ثم نقل عن ابن رحمه الله تعالى ذلك من كتاب اعلام الموقعين وذكر احاديث تقدمت زاد عليها حديث ابن مسعود الذي رواه احمد وغيره وفيه بين يدي الساعة تسليم الخاصة حتى قال وشهادة الزور. واسناده قوي والمقصود ان الزمان اذا تقادم وقربت الساعة فشى اخلاق من الاخلاق المبذولة منها شهادة الزور ثم ختم برواية قصة عن الحسن ابن زياد اللؤلؤي قال حدثنا ابو حنيفة فقال كنا عند محارم الجثار الى اخره وفي اسناد هذه الحكاية ضعف والحديث المذكور فيها لا يصح نعم