نعم. واما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسبه اوقاتهم فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل احد. لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما قوله رحمه الله تعالى فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه. ومن احسن الاجوبة في هذا الباب جواب ابي عبد الله احمد رحمه الله تعالى لما سأله رجل عن عملين ايهما يفعل فقال افعل الانفع لقلبك. فمن الناس من يكون الانفع لقلبه في حال قراءة القرآن في حال اخر مواساة المساكين. وتارة في حال ثالث الجلوس في حلق العلم. وتارة في حال رابع صلة الارحام فيتلمس المرء ما يكون نافعا لقلبه فيعمله لان المراد هو اصلاح حال القلب بالاعمال الصالحة نعم لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائمة وافضل ما شغل به نفسه في الجملة وعلى ذلك دل حديث ابي هريرة الذي رواه مسلم. سبق المفردون. قالوا يا رسول الله ومن المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. وفيما رواه ابو داوودان بالدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا انبئكم بخير اعمالكم وازكى عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من اعطاء الذهب والورق. قوله والورق الورق والفضة. ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله. هذا الحديث مروي عند الترمذي وابن ماجه وفي اسناده في نظر ومن اهل العلم من صححه. لكن في النفس من تصحيحه شيء. نعم. والدلائل القرآنية والايمانية بصرا وخبرا ونظرا على ذلك كثيرة. واقل ذلك ان يلازم العبد الاذكار المأثورة عن معلمي الخير وامامه للمتقين صلى الله عليه وسلم. هذه الجملة من اجود ما ذكر في تعيين قدر ما به العبد من جملة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. واصل هذا الجواب لابي عمرو ابن الصلاح الشهرزوري الشافعي صاحب معرفة بعلوم الحديث فانه ذكر في فتاويه ان من ادام المحافظة على الاذكار المرتبة شرعا كما نظافة الشريعة فانه يدخل في جملة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات والى هذا يمين ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى كما هو ظاهر كلامه هنا وتلميذه ابن القيم كما هو ظاهر كلامه في الوابل الصيب. كالاذكار المؤقتة في اول النهار واخره عند اخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام وادبار الصلوات وادبر وادبار الصلوات والاذكار المقيدة مثلما يقال عند الاكل والشرب. واللباس والجماع ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك. وعند المطر والرعد الى غير ذلك. وقد صنفت له الكتب المسمى بعمل اليوم والليلة. ومن جملتها كتاب ابي عبدالرحمن النسائي المسمى باسم عمل اليوم والليلة. وكتاب ابن السني رحمه الله تعالى المسمى بعمل اليوم والليلة. وكتاب ابي العباس ابن تيمية رحمه الله الله تعالى المسمى بالكلم الطيب وكتاب تلميذه ابن القيم المسمى بالوابل الصيب. فينبغي ان يحرص العبد على حفظ هذه الاذكار. وينبغي ان ينشأ الناشئة على حفظ هذه الاذكار فانها من انفع الامور للقلب بحيث ينسخ فيها الايمان ويزيد اليقين ومن رأى ونشأة الناس ووجدهم قد نشئوا على دوام الاذكار يجدوا لذلك في نفوسهم اثر. وقد كان بعض من مضى من اهل التعبد يعتني بتحفيظ الناشئة صحيح الكلم الطيب للشيخ الالباني رحمه الله تعالى وهذا اقل ما يكون ان يحفظ الانسان شيئا ان مما عين من جملة الصحاح ككتاب الشيخ رحمه الله تعالى وان نزع في شيء منه الا انه نافع للمرء. نعم ثم ملازمة الذكر مطلقا وافضله لا اله الا الله. وقد تعرض احواله يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله افضل منه. ثم يعلم ان كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب الى الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو من لله ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد اداء الفرائض او جلس مجلسا يتفقه او يفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقها. فهذا ايضا من افضل ذكر الله. هذا الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وقع في لسان جماعة من التابعين كما قال عطاء رحمه الله تعالى مجلس يتعلم فيه العبد الحلال والحرام من ذكر الله سبحانه وتعالى فليس ذكر الله مقصورا على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير كما يتوهمه كثير من الناس. بل باب الذكر من ذلك ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام جامع مفيد في معنى الذكر ذكره في صدر كتابه الوابل الصيب فيحسن الرجوع اليه وعلى ذلك اذا تدبرت لم تجد بين الاولين في كلماتهم في افضل الاعمال كبيرة اختلاف تضامنوا على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة. فما ندم من استخار الله تعالى وليكثر من ذلك ومن الدعاء فانه مفتاح كل خير ولا يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي. وليتحرى الاوقات الفاضلة كاخر الليل وادبار الصلوات وعند الاذان ووقت نزول المطر ونحو ذلك. ونحو ذلك. واما ارجح والمكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به. وذلك انه ينبغي ونحو ذلك. ما الوجه اعرابي الذي جعلك تنصبه. نعم. معطوف على ماذا؟ اذا كانت الواو استئنافية فهي مبتدأ ونحو ذلك. طيب واذا لم تكن الماء اوتفن فيها. معطوف على ماذا؟ على المجرور كاخر وادبار الصلوات وعند الاذان صار عطفه ونحو ذلك. وبلا عطف يكون مبتدأ تكون الواو استئنافية. ويكون ونحو وهل فيها النصب؟ هل فيها وجه للنصب؟ ها وهو فاضلة ونحو ذلك نحو ماذا المعنى ما ما يناسب في هذا في عطفه علي. ها عبد الله. دائما اذا جتك ونخوة بذلك فاما ان تكون مبتدأ مرفوعا واما ان تكون منصوبة لفعل محذوف تقديره وانحو انت نحو ذلك. ويجوز وجه ثالث وهو الجر عطفا في هذا الموضع نعم احسن الله اليكم. واما ارجح المكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن وذلك انه ينبغي للمهتم بامر الرزق ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه. كما قال سبحانه فيما انه نبيه كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني وفيما رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل احدكم ربه كلها حتى شفع نعله نعله اذا انقطع فانه ان لم ييسره لم يتيسر. وقد قال الله حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وشسع النعل سيور النعل التي تكون بين الاصابع وقد قال الله تعالى في كتابه واسألوا الله من فضله. وقال سبحانه فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله. وهذا وان كان في الجمعة فمعناه قائم في جميع الصلوات. ولهذا والله اعلم امر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدخل المسجد ان يقول اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج ان يقول اللهم اني اسألك من فضلك الامر بقول اللهم اني اسألك من فضلك عند الخروج من كل صلاة فيها تقرير لهذا معنى ان المرء يتلمس فضل الله سبحانه وتعالى عند كل مرة ينقضي فيها من عبادة الصلاة وليس مقصورا على صلاة الجمعة كما جاء في ايات سورتها ثمان هذا الذي اورده رحمه الله تعالى هو القدر الذي يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يقول الانسان اذا دخل المسجد وفيما يقول اذا خرج. والاذكار المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم الزائدة عن هذا لا يصح منها شيء كالتسمية او الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها شيء قد قال الخليل صلى الله عليه لا حديثا اخر وهو اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم سلطانك القديم من الشيطان الرجيم فهذا وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله رزقا واعبدوه واشكروا له. وهذا امر والامر تقتضي الايجاب فالاستعانة بالله واللجوء اليه بامر الرزق وغيره اصل عظيم. ثم ينبغي له ان خذ المال بشقاوة نفس ليبارك له فيه. ولا يأخذ باشراف وهلا بل يكون المال عنده وبمنزلة الخلاء بمنزلة الخلاء الذي يحتاج اليه من غير ان يكون له في القلب مكانة. والسعي فيه اذا سعاك اصلاح الخلاء وفي الحديث المرفوع الذي رواه الترمذي وغيره. من اصبح والدنيا اكبر همه شتت الله عليه شمله وفرق عليه ضيعته ولم يأتيه من الدنيا الا ما كتب له. ومن اصبح والاخرة اكبر همه جمع الله شاملة وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة. وهو بهذا اللفظ ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انما يثبت بلفظ من كان في الدنيا همه فرق الله امره. الى اخره. نعم. وقال بعض السلف انت الى الدنيا وانت الى نصيبك من الاخرة احوج. فان بدأت بنصيبك بنصيبك من الاخرة مر على نصيبك من من الدنيا فانتظموا انتظاما. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فاما تعينه سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون الى اخر الاية فيه بيان الصلة بين العبادة والرزق. وان رزق الانسان على حسب كمال عبادته. فكلما كمل اركان عبادته كلما كمل الله سبحانه وتعالى رزقه. فان قيل فاننا نرى اناسا فقراء. وهم من هم في عبادة لله عز وجل فما الجواب بنا؟ رزقي يشمل روح ولا احسنت. ان نقول هؤلاء وان كانوا في الظاهر من اهل العلم والحاجة الا ان ما رزقهم الله عز وجل من الايمان ومن حظوظ قلوبهم بالاستغراق في طلع في امره ونهيه والرضا بقدره وقضائه هو اعظم من الرزق الذي يتريش به كثير من الناس من المراكب والملابس والمفاخر واكثر الناس ابصارهم لا تتجاوز رزق الاجسام. والاشباح واعظم من ذلك رزق والارواح فان المرء اذا رزق قلبه بطاعة الله سبحانه وتعالى والتلذذ بالايمان والعلم النافع والعمل الصالح كان هذا هو اعظم نعم. فاما تعيين مكسب على مكسب من صناعة او تجارة او بناية او حراسة او غير ذلك هذا يختلف باختلاف الناس. ولا اعلم في ذلك شيئا عاما. لكن اذا ان للانسان جهة فليستخر الله تعالى فيها فيها الاستخارة المتلقاة عن معلمي الخير صلى الله عليه وسلم. اللهم فان فيها من البركة ما لا يحاط به. ثم ما تيسر له فلا يتكلف غيره الا ان يكون منه كراهة شرعية. واما ماراده رحمه الله تعالى من قوله الاستخارة الشرعية وسبقت هذه العبارة ما هي الاستخارة الشرعية؟ وهو ما ليس بصحيح العلم. وان يركع ركعتين ثم يأتي بالذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك الى اخر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم في درس يوم الاحد عند اقراء كتاب تيسير العبادات لابي العباس ابن تيمية ان الصحيح ان هذا الذكر يؤتى به قبل السلام. بعد السلام. لماذا؟ من الذي حفظ درس الاحد؟ ها يا محمد الاقربون الاقربون. لماذا؟ طيب يركع ركعتين ويجلس التشهد بعدين يقول قبل السلام. لان المصلي لا يسمى قد صلى ركعتين حتى يختمها بالسلام. لقول النبي صلى الله عليه وسلم وتحريمها التكبير وايش تحليلها التسليم فلو ان انسانا صلى ركعتين ثم لما بلغ التشهد قام وخرج. هل يقال صلى ركعتين؟ لا فلا يكون مصليا ركعتين حتى يختمها ولاجل هذا قيل ان الصحيح هو ان الدعاء يكون بعد السلام. نعم. واما ما تعتمد عليه من الكتب في العلوم فهذا باب وهو ايضا يختلف باختلاف نشئ الانسان في البلاد. فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم او من طريقه ومذهبه فيه ما لا له في بلد اخر لكن لكن جماع الخير ان يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه هو الذي يستحق ان يسمى علما وما سواه اما ان يكون علما فلا يكون نافعا واما ان لا يكون علما وان ولان كان علما نافعا فلابد ان يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه ولتكن همته العلوم الخارجة عن الكتاب والسنة لا تخلو عن حالين الحال ان تكون علوما نافعا فاذا كانت علوما نافعة فان ما في القرآن والسنة انفع منه. والحال ان تكون تلك العلوم ليست من جملة العلوم النافعة فهذه لا يلتفت اليها ولا يؤبه بها. نعم. ولتكن فهم مقاصد الرسول في امره ونهيه وسائر كلامه. فاذا اطمئن قلبه ان هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس اذا امكنه ذلك. وليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك صنف اهل العلم كتب الحديث المرتبة على ابواب الديانة. فتجد انهم صنفوا في الاعتقاد قد كتبا في كل باب منها حديث شريف يبنى عليه الباب كما فعل الهوروي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في دلائل التوحيد فانه بوب ابوابا في الاعتقاد ذكر تحت كل باب حديثا شريفا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الاحكام صنف اهل العلم الله تعالى فتجدهم تحت كل باب ذكروا حديثا او اكثر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل الحافظ عبد الغني المقدسي في العمدة فتبعه ابو الفضل ابن حجر الحافظ في كتابه بلوغ المرام وفي ابواب الاداب والرقائق تجد النووي رحمه الله تعالى قد جمع رياض الحين ذكر في ابواب الادب والرقائق ما هو اصل من احاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فينبغي للطالب ان يحرص على حفظ المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم مما هو عمد الابواب. فان الاحاديث النبوية منها جملة تعد عمد الباب كحديث جابر رضي الله عنه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم الطويل. فانه عمدة في باب الحج. وفي حديث انس رضي الله عنه بالزكاة فانه عمدة فيها. وكحديث وائل بن حجر في الصلاة فانه عمدة فيها وهلم جرة وليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. واذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس يدعو بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام يصلي من الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. فان الله تعالى قد قال في ما رواه عنه رسوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. واما وصف الكتب الاعظم الذي ينبغي التعويل عليه اذا اشتبه الى العبد شيء من الدين هو سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يديم فيسأل ربه كل ليلة في صلاة الليل ان يهديه الى الصراط المستقيم فيما اختلف فيه. واكثر المشتغلين العلم محجوبون عن هذا فانهم اذا اشتبه عليهم شيء من العلم هرعوا يركضون الى الرجوع الى المصادر المطولة فهم في كلام فلان من العلماء شيئا يزيل الاشكال وفي كلام فلان من العلماء ما يزيل الاشكال وينسون ان دفع الاشكال كله بيد المتعال سبحانه وتعالى. فينبغي ان يوطن المرء نفسه على سؤال الله عز وجل. ولذلك كان ابو العباس ابن تيمية جامع هذه الرسالة اذا استغلق عليه شيء من العلم ربما استغفر الله الف استغفاره. وكان يقول اللهم يا معلم ادم وابراهيم ومفهم سليمان علمني وفهمني. فسؤال الله عز وجل من اعظم الاسباب التي ينال بها العلم. وكثير من الطلبة يعول على قوة حفظه وجودة ذهنه وينسى مدد ربه سبحانه وتعالى. فلا يكاد يسأل ربه سبحانه وتعالى توفيقه فيما يشرع فيه من العلم. وانظر هذا في نفسك. عندما تحضر مثل هذه الدروس. هل مر في خاطرك انك تسأل الله عز وجل النفع بها او مر في خاطرك انك تبتغي عند الله سبحانه وتعالى القربة بها اكثر الناس محجوبون عن هذه الحقائق ولهذا لماذا قل حظ الناس من العلم؟ لانه قل حظهم من مقصود العلم. فصار همك كثير من الناس التكثر بهذه العلوم. والتسابق الى ان يقال فلان يحفظ كذا وكذا. وفلان يعرف كذا وكذا او فلان من تلاميذ فلان وفلان ويغيب عنهم ملاحظة ان المقصود الاعظم من العلم ان يقربك الى الله وان يعرفك بربك سبحانه وتعالى. وان يهديك صراطه المستقيم. واذا كان هم طالب العلم دائرا مع المقاصد العظمى فان الله عز وجل يفتح له ابواب الذهب. واذا كان طالب العلم محجوبا بهذه الحجب الكثيفة التي ذكرت بعضها فانه يتعب ويشقى ويبكر ويحضر ولكنه لا يكون له من العلم الا الحظ اليسير. قال ابن عباس رظي الله عنه انما يحفظ الرجل على قدر نيته وقال ابو عبد الله الرودباري العلم يورث العمل والعمل يورث الاخلاص والاخلاص الفهم عن الله عز وجل. فيتفطن الانسان الى هذه الامور اكثر من تفطنه الى ماذا يحفظ؟ والى ماذا يقرأ على شيخه والى ماذا يحظر عند من الشيوخ؟ يحضر عند شيخه مشار له كي يكون قريبا منه فيعرف به فيشار قال هذا من تلاميذ فلان ابن فلان لا يزيدك شيئا. انما يزيدك مدد ربك سبحانه وتعالى. واعتبر هذا في احوال من مضى تجد صدق ما ذكرت لك كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى كلام المتقدمين قليل. كثير البركة وكلام المتأخرين كثير قليل البركة. فتجد ان طالب العلم يقرأ في بعض الكتب المصنفة التي كتبها المتأخرون كي يتفقه بدينه. والكلام كثير لكن البركة قليلة وتجد ان كلام المتقدمين رحمهم الله تعالى قليل ولكن بركته ونفعه كثير واي شيء اكثر بركة واعظم بركة من كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. لذلك اذا صحت نية طالب علم وكان اعظم شغله الشغل للفكر في كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم حصلت له المنازل العليا في الدنيا والاخرة وليس مرادنا بالمنازل العليا مدح الناس. ولا نيل المناصب ولا ان يكون لك رسم هيئة لا تكون لغيره وانما المراتب العليا ان تكون ممن عرف الله حق معرفته. ولذلك ان عرف الله لم يضره ان يجهل غيره. ومن جهل الله لن ينفعه ان يعرف غيره. ومن وجد الله ماذا فقد؟ ومن فقد الله؟ ماذا وجد؟ اذا كان الامر تعويله على ربه سبحانه وتعالى حصلت له الكفاية التامة. والرعاية واذا كان تعويله على اسباب القوة كقوة حفظه وجودة فهمه ومن يحظر عنده من قاء وما يقتني من الكتب وما يطالع من التصانيف فانها لا تزيده شيئا. وسيأتي من كلام ابي العباس ما يشير الى بعض ما ذكرت. نعم احسن الله اليكم. واما وصف الكتب والمصنفين فقد سمع منا في اثناء المذاكرة ما يسره الله سبحانه وما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب انفع من صحيح محمد ابن اسماعيل البخاري. لكن هو وحده لا يقوم لا يقومون باصول العلم ولا يقومون بتمام المقصود للمتبحر في ابواب العلم اذ لابد من معرفة احاديث وكلام اهل الفقه واهل العلم في في الامور التي يختص بعلمها بعض العلماء. وقد اوهبت الامة في لكل فن من فنون العلماء. اسمع بقلب حاضر قوله رحمه الله وقد اوعدت هذه الامة وما بعده. نعم وقد اوعى به. وقد اوعبت في كل فن من فنون العلم ايعابا. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك. ومن اعماه لم تجد كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. فعاد الامر الى تنوير الله لقلب العبد. فاذا نور الله سبحانه وتعالى قلب عبده بما بلغه من العلم وفتق لسانه بانواع الفهم. واذا لم يجعل الله له نورا فما له من نور. وانما تزيده كثرة الكتب حيرة وظلالا. وتأمل حال الرجل الذي كان مشهورا في العلم في بلاد القصيم ثم غرته قواه واعجب بحفظه وقوة فهمه كما يلمسه الانسان من ثنائه على نفسه في كتبه الموجودة بيد الناس حتى انقلب على عقبه وانخلع من الاسلام بالكلية. فلم تنفعه كتبه ولا تصانيفه ولا ذكاؤه ولا فهمه حتى قيل انه كان يحفظ صحيح البخاري. وان اكثر كتاب كان يصطحبه معه هو صحيح البخاري. لكن لما ترى الى قلبه علل من العلل العظيمة التي تضر بصاحبها كالكبر والحسد ورؤية النفس اظلم قلبه بها فلم يجعل له له نورا فانقلب على عقبيه وارتد عن الدين بالكلية. وهذا يوجب على طالب العلم كما ذكرت سابقا ان يكثر سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية والتوفيق وان ينور له قلبه نسأل الله عز وجل ان ينور قلوبنا وقلوبكم بالايمان. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك ومن لم تجده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي لبيد الانصار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن لبيب زياد ابن لبيد. احسن الله اليك. لابن لبيد الانصاري اوليست ثورات والانجيل عند اليهود والنصارى. فماذا تغني عنهم؟ نعم. هؤلاء هم اليهود والنصارى بايديهم كتبهم. لكنها لم تنفعهم شيئا لان الله عز وجل لم يجعل لهم نورا وهكذا لا يفتخر الانسان بان عنده مكتبة كبيرة فما تغني عنك هذه المكتبة اذا لم يجعل الله لك نورا. واذا تأملت كثيرا من احوال اهل العلم الذين بلغوا الغاية لا تجد الا عندهم كتبا قليلة لكن قلوبهم منورة وقد اخذوا العلم باصوله فزادهم الله عز وجل علما وفسق على السنتهم فهما انك تسمع من احدهم كلاما ثم تجده في كتاب وانت تقطع بان هذا الكتاب ليس من جملة مكتبة الشيخ لانك بها عالم وما حصل بينهما من الاتفاق لان المعطي واحد وهو الرب سبحانه وتعالى. فلما بلغ في قلوبهم الهدى والنور اعطاه الله عز وجل بقدر واحد. فنسأل الله العظيم ان يرزقنا الهدى والسداد. ويلهمنا رشدنا ويقينا شر انفسنا والا يزيغ قلوبنا بعد اذانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين وصلواته على اشرف المرسلين. اللهم صلي وسلم. وبهذا كمل اقراء الكتاب العشرين. وبه بلغ راء القدر من الكتب الثلثين بحمد الله سبحانه وتعالى ونسأله المزيد من فضله. وانبه الى ان غدا بعد درس العشاء ستكون مسابقة الكتاب المقروء وهو كتاب المعين للشيخ عبد الرحمن بن سعدي وسيكون الامتحان وبه تحريريا ويوجد مصورا عند مكتبة التوفير فمن احب المشاركة فانه يقرأ هذا الكتاب قراءة جيدة ثم يتقدم في الاختبار فيه. واما اختبار الشريط المسموع وهو شريط زدني علما. فسيكون ان شاء الله تعالى بعد درس العشاء من يوم الخميس نسأل الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين