هذا سائل يقول هل تختلف انواع الطواف عن بعضها البعض؟ اي هل طواف التطوع مثل طواف العمر الجواب ان الاطوفة المشروعة فرضا او نفلا لا تختلف في صورتها بعض عن بعض وانما تختلف في نيتها. فالنية التي ينشئها العبد في فرض او نفل هي التي يتميز بها طوافه. واما من جهة المشروع فيه فان اعمالهما اعمالها سواء كان طواف فرض او طاف نفل متفقة متحدة مبتدأ وختما ولا فرق بينها في ذلك. هذا يقول اذا قلنا ان معنى الصلاة لغة الحنو والعطف. فما معنى صلى الله عليه وسلم؟ وما معنى صلاة الملائكة وصلاة الادميين على النبي صلى الله عليه وسلم. الجواب اننا اذا قلنا ان معنى الصلاة لغة الحنو والعطف فان صلاة الله على محمد صلى الله عليه وسلم تحننه عز وجل وعطفه عليه صلوات الله وسلامه علي وافراد هذا الحنو والعطف لا حصر لها. فان من حنو الله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم ان اصطفاه بالرسالة ومن حنوه ان اكرمه سبحانه وتعالى بالشفاعة بين الخلق وغير ذلك من افراد حنو الله وعطفه على عبده. وكذلك صلاة الملائكة والادميين على النبي صلى الله عليه وسلم هي تحننهم وعطفهم عليه وافراد هذا التحنن والعطف تختلف من جنس الى جنس فان الملائكة قد عرفنا صلاتها بانها تصلي على العبد فتقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين فصلاتها على النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الجنس. وصلاة الادميين ايضا من هذا الجنس اي من الدعاء وغيره من افعال الحنو والعطف المناسبة لهم هذا يقول ما حكم التهنئة بالعام الجديد؟ لغير نية التعبد. فهذه الزيادة لا اعرف معناها لغير التعبد لكن السؤال ما حكم التهنئة بالعام الجديد؟ الجواب ان يقال ان الاصل في هاني انها من اباب العادات والاصل في العادات الاباحة كما قررناه غير مرة فهذا امر مباح ما لم يخرجه عن الاباحة شيء. فاذا وجد معنى يخرج عن الاباحة منع لاجله. وكان المانع من ذلك فيما سلف اختصاص ذلك باهل الشرك. واذا خرج الفعل عن الاختصاص باهل الشرك المشابهة كما ذكر ذلك ابن القيم في كلام له في زاد المعاد. فاذا كان الامر مختصا بالمشركين فان الاصل المنع منه فاذا خرج عن المشابهة بعد ذلك فان المانع يكون قد زال. وهذه الصورة موجودة في الشرع في مسائل عدة تكون مبنية على المنع ثم اذا اقترن بها معنى خرجت عن المنع الى الاذن. بل الى الاجابة كما في عقد النذر عند من يراه مكروها او محرما فان القائلين بحرمة عقد النذر او كراهته على ان الوفاء بالنذر واجب. فكان عقده عندهم محرم ثم صار الوفاء به واجب لمعنى اخرجه ذلك وهو ان الوفاء غير العقد فهما معنيان مختلفين وان كان متعلقهما واحد وهو النذر المشابهة اذا خرجت من الاختصاص بالمشركين انتفت المشابهة فرجعت الى الجواز اباحة فاذا كانت التهنئة لم تعد مختصة بالمشركين كما صار الحال في هذه الازمة الاخيرة فانها مباحة لصاحب العلم ان لا يبادر بها لكن لو هنئ هنأ بالدعاء بان يقول الله يجعله عام عاما مباركا او نحو ذلك من الادعية والمقصود بالتهنئة هي التهنئة اللفظية غير المقترنة بفعل يدل على الفرح او احتفال فانها اذا اقترنت بذلك كانت محرمة لانها تكون عيدا. فان العيد هو الذي يجتمع على معنى الفرح بالعود واما التهنئة اللفظية بان يقال لك مهنئا بهذه السنة الجديدة سنة مباركة او غير ذلك من الالفاظ فهذا جائز والاولى ان يترك الانسان مثل هذا لكن هذه الامور توسع فيها الناس وصاروا الى مثل هذه احوال والمناسب مقام الافتاء هو ما ذكرت لكم. وقد سبق ان ذكرنا غير مرة هذه القاعدة في مسألة التهاني واقرأنا قاعدة نافعة جدا لابن حجر في احد برنامج الدرس الواحد وجمعنا في اخرها التهاني المأثورة سواء من ما ورد في الادلة الاحاديث النبوية او ما جاء عن السلف رحمهم الله تعالى وذكرنا بعض المسائل المهمة فينبغي ان يراجعها العلم بالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين