هذا يقول احسن الله اليك كيف التوبة من غيبة الناس؟ الجواب توبة من غيبة الناس شروطها كشروط التوبة من الذنوب جميعا التي ذكرها الفقهاء رحمهم الله تعالى وهي ثلاثة احدها الاقلاب او عن الذنب وهو هنا الغيبة والاخ الثاني الندم عليه والثالث العزم على عدم العودة اليه فاذا وجدت هذه الشروط الثلاثة صحت هذه التوبة. وزاد بعضهم شرطا رابعا وهو الاخلاص. وهذا شرط في كل عبادة يذكره الفقهاء باسم الاسلام او باسم النية تارة فانهم يعدون الشروط التي تكون لكل عبادة فربما قالوا وربما قالوا النية والعقل والتمييز فلا تحتاج الى عد جديد. واذا عد رابعا للايضاح كان ذلك سائغا وزاد بعضهم خامسا وهو وقوعها في اي قبل خروج الشمس من مغربها وفي كونه شرط نظر ولكنه وقت لمحل هذه العبادة واختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى بما يتحقق به الندم على هذه العبادة هل يكفي فيه وجود ذلك المعنى في قلبه؟ ام لابد من اظهار ما يدل عليه كتحلله بان يتحلل من اغتابه فيصل اليه ويقول اني قد اغتبتك فاحلني من ذلك الذنب وابحني على قولين اصحهما والله اعلم انه لا يشترط طلب الاباحة والتحريم. بل يستغفر الانسان له ويدعو له. واذا امكن ان يذكره بخير في المجالس التي وقع فيها فيه بسوء كان ذلك هو الواجب وقد اختار هذا جماعة من المحققين منهم ابو يعلى الفراء وابن صلاح وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله تعالى. هذا يقول احسن الله اليكم ما حكم كاشف السرعة الرادار حيث يكشف وجود المرور لتفادي المخالفة. هذا الجهاز بالصورة المسؤول عنها وهي كونه مبينا وجود المرور لا مبينا حد السرعة التي يصل اليها واضعه كي ينكف عنها فانه بالسورة المذكورة بهذا السؤال المحرم لانه من الحيل فان ولي الامر قد جعل من ما تصلح به تحديد سرعة معينة في الطرقات. فيلتزم بها الانسان فاذا زاد عليها فانه عرضة للعقوبة التي جعلها ولي الامر تعزيرا. واذا وظع مثل هذا مع وجود مخالفته هو فانه يكون قد تحيل. وباب الحيل في الشريعة مسجود كما جعل البخاري كتابا في الحيل في صحيحه ثم بوبه قال باب ترك الحيل وانما لامرئ ما نوى في الايمان وغيرها ثم اورد حديث انما الاعمال بالنيات وفي اوله زيادة يا ايها الناس انما الاعمال بالنيات وانما نوى. وهذا الحديث اصل في ذلك كما قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى واحكم لكل عامل بنيته واشدد على المحتال باب حيلته فاذا كان هذا باب للاحتيال على المرور بحيث انه يتحاشى ما رتبه ولي الامر من عقوبة تعزيرية حرم عليه ذلك هذا يقول احسن الله اليكم هل يكره وضع كتب العلم قريبا من سرير النوم تخريجا لهذه المسألة على مسألة دخول الحمام يريد بذلك دخول الحمام الذي هو المستحم الذي تقدم ذكره في الدرس السابق. وما سئل عنه متعلق بالادب. وباب الادب من حيث هو باعتبار الافراد لا منتهى له. فكل جميل حسن التحلي به ان للعبد ان يفعله لكن الزام عموم الخلق به ليس طريقة الشريعة فان الانسان يؤدب نفسه ما شاء من جميل. واما عموم الناس فانهم لا يأمرون بذلك. فاذا فعله الانسان باعتبار عموم الادب الذي يحسن ان يكون هو عليه تكميلا لنفسه كان ذلك سائغا. واما كراهية ذلك باعتبار عموم الناس فلا فانه لا يظهر انه يكره وضع العلم قريبا من سرير النوم لما في ذلك من الحرج. واما ان يفعله الانسان ادبا فان هذا باب واسع تعرفون ما ذكره دابي وغيره ان ابا داوود رحمه الله تعالى صاحب السنن سمع رجلا في مركب في النهر عطس فحمد الله فاكترى مركبا بدرهم فعبر اليه فشمته فسمع هاتفا ينادي اشترى ابو داوود الجنة بدرهم هذا من الادب الذي جعله لنفسه وادركت علامة الكويت محمد ابن سليمان ابن الجراح رحمه الله تعالى وكان لا يتوضأ في هذه الحمامات وانما يأخذ ماء يضعه في اناء يعرف عند اهل بالجردل وهو السطل عندنا ثم يأخذه فيتوضأ به ويبقى هذا الماء في هذا الجردل بقيته ثم يسكب هذه البقية على الشجر الذي حول المسجد لانه يرى ان الوضوء عبادة وان هذه اثار عبادة لا يليق ان تذهب مع القاذورات وهذا من الادب العام الذي رآه رحمه الله تعالى نفسه تكميلا لها في عبودية الله سبحانه وتعالى وللانسان في نفسه ما يشاء ولكن من قواعد الادب ان الانسان كلما كان متأدبا كلما رزق اسباب الفلاح والصلاح. وكلما ساء ادبه كلما يسرت له اسباب البواري والخسارة. كما بين ذلك ابن القيم في مدارج السالكين في منزلة الادب. ومما يتفاضل به الناس عند ربهم سبحانه وتعالى تأديب انفسهم. فان التأديب يحمل على الكمال. ومن ادب نفسه في صغير حمله هذا الصغير على ومن اهملها في صغير حمله على اهمال كبير. كما كان الشافعي رحمه الله تعالى يصفح الكتاب صفحا عند مالك. ولم يشرب الماء وهو ينظر اليه فان هذا من باب تعظيمه لشيخه في الادب. فلما عظم شيخه عظمه الله سبحانه وتعالى بما وهبه من العلم فجعل علم مالك منقولا اليه رحمه الله تعالى فينبغي خاصة طالب العلم ان يحرص على الاداب لانه بالادب تفهم العلم كما قال بعض السلف وهذا اخر اه البيان والايضاح على هذه الكتب في هذا الفصل الدراسي ونستكمل كما ذكرت لكم في ان شاء الله تعالى الفصل الدراسي الثاني في تاريخ العاشر من شهر ربيع الاول بزيادة كتابين قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين للحطاب الرعيني وكتاب القول المنير هي العلامة اسماعيل الزين والثاني منهما غير متوفر فنضعه في مركز التصوير باذن الله تعالى وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين