يقول هذا السائل نحن نجيب على ثلاثة اسئلة حتى لا نؤخركم يقول من وسائل تحصيل العلم القراءة وقد امتلأت المكتبات بالكتب وفيها الغط والسمين والنافع والانفع منه فنامل الوصية بمجموعة من الكتب لينتفع بها هذا سؤال عظيم فان القراءة من وسائل تحصيل العلم والعناية بتمييز المقروءات امر مهم فان الانسان اذا تلقف كل ما تدفع به المطابع من الكتب اصاب غثا وسمينا واذا لم تكن له قدرة على التمييز ربما تضرر من الغث. والكتب النافعة كثيرة جدا ولكن الانسان ينبغي له ان يعتني بنوعين من الكتب. النوع الاول كتب تأصيل العلم وتحصيله. وهي المندرجة في جملة المتون. وشروحها وحواشيها وكل ما كان خدمة لها والثاني الكتب التي تشتمل على تحقيق مسائل العلم. وهذه الكتب انما تعرف بمصنفيها فمن كان معروفا بالتحقيق كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب و هذه الطبقة من نظرائهم من المتقدمين والمتأخرين فاحرص على كتبه. وما خرج عن ذلك فاستشر فيه اهل العلم العارفين بالكتب. فاذا كان الكتاب مندرجا في احد الاصلين فخذه اما ان كان خارجا عن هذا فاسأل عنه. فمثلا لو قدر انك وجدت شرحا لالفية ابن ما لك. فخذ هذا الشرح مهما كان فانه ما من شرح من الشروح الا فيه فائدة زائدة. فلو وجدت مثلا شرح المراد وانت لا تعرفه خذه. لو وجدت الشاطبي وانت فلا تعرفه خذه فانك ان لم تعرفه اليوم تعرفه غدا. ولعله اذا وصل الغد لم يكن الكتاب موجودا كما هو واقع في مثل هذه الكتب التي نقرأها في الدرس. والنوع الثاني الكتب التي يعرف اهلها بالتحقيق. فاذا وجدت كتابا مثلا لابي العباس ابن تيمية او كتاب لابن رجب فخذه فانك تنتفع به ولو بعد حين. فهذا امر جامع في بيان ما ينفع من الكتب وكما قال ابو العباس ابن تيمية لما سئل عن تسمية ما ينفع من الكتب قال في الوصية الصغرى ومن لم يجعل الله له نورا لم تزده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. فان العلم له الات من جملتها الكتب والكتب لا تعدو ان تكون الة واذا لم ينور قلبك فانك لا تنتفع بالكتب مهما جمعت. ويقول هذا السائل يقول هل صلاة تشرع عند كسوف الشمس كسوفا جزئيا كما يعبر الفلكيون حتى وان لم يعرف الناس كسوفا بالمشاهدة وانما في تلفاز او قرأوا وكذلك في خسوف القمر الجزئي كما يقال ما حكم الصلاة ايضا؟ جزاكم الله خيرا. الجواب ان يقال ان المعروف في صنعة الفقه ان كسوف الشمس اما كلي بذهاب كل نورها واما جزئي بذهاب بعضه ذلك في القمر هذا هو المعنى المعروف للكل والجزء عنده. وفي كل تشرع الصلاة له فاذا كسفت الشمس كلها او بعضها صلي لاجل ذلك. واما ما يشار اليه بالكسوف المشاهد مما لا يرى بالعين المجردة فان الله لم يتعبدنا به. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى الصلاة. فجعل متعلق الامر هو رؤيته بالعين المجردة. فاذا رؤي بالعين المجردة فانه يصلى واما اذا كان مبنيا على الظن والتخمين والحساب وغير ذلك فان الله لم يكلفنا به والالات المخبرة عنه كالتلفاز او الاذاعة او نحو ذلك ان اخبرت عنه بناء على رؤية العين هذا من بث الخبر المتلقى كرؤية هلال رمظان وان كانت اخبرت عنه بناء على اخبار الفلكيين فهذا لا يعول عليه وينبغي ان يحتاط الناس لهذا الامر فقد كثر فيه الفساد باخرة فصار الناس يصلون تبعا تخمينات بان الكسوف يبدأ الساعة فلانية والمقصود ببذائته بداءة فلكية دون البداءة التي تكون بالعين المجردة كما حصل في اخر كسوف للشمس فان الناس صلوا قبل الكسوف انما قالوا انه في الاذاعات وفي التلفاز الان اعلن بانه البدء يكون كذا وكذا فابتدأ وهذا لا يشرع وانما تبدأ اذا رأيته او رآه ثقة فاخبرك او ما من ينوب عن الثقة كالتلفاز والاذاعة التي تهتم بتحقيق هذا الامر واما ان يقال يبدأ كذا وكذا ثم يشاهد في الساعة الفلانية فنحن متعبدون بما يشاهد دون ما يعد ويحسب هذا يقول اه لو حدثتنا كل درس بشيء من مسموعاتك. الحمد لله انا كل درس حدث بشيء من مسموعك. هذه الكتب من المسموعات وينبغي ان يعرف طالب العلم ان المسموعات يعتنى بها على الوجه الجامع بين طريقة والمتأخرين اما من يكون علمه فقط السماع المجرد الذي كان عند اهل الحديث فهذا لا يدرك العلم فان هذا كان علما في حق من صحت وكملت التهم واستقامت السنتهم في الصدر الاول فما بعده. واما لما تغيرت الحال احتاج الناس الى كتب يفهمون بها العلم فهي من جملة المسموع الذي ينبغي ان تعتني به. ولا نقول ان طالب العلم يفرط في سماع كتب الحديث كالكتب الكبار فهي محط العناية فيعتني بهذا فيسمع الكتب الاصول كالبخاري ومسلم وبقية الستة واما ان يتتبع كل شيء فيسمعه على الاشياخ فهذا لا يليق بكل احد. وانما يليق بمن كمل علمه فله ان يسمع جزء ابن عم سليق الجزء الحسن بن عرفة وجزء بيبا الهلثمية وغيرها من الاجزاء واما ان يأتي انسان لم يتقن ما يجب عليه من توحيد الله طهارته وصلاته وصومه وزكاته والاقدار التي ينبغي ان يكون عليها من العربية والاصول وقواعد الفقه والمصطلح ثم يقول انا احضر السماع لا ينتفع بمثل هذا والحسنة بين سيئتين والهدى بين ضلالتين فاذا حاد الانسان عنه وقع في ما يضره فليقتدي الانسان بطريقة اهل العلم واليسر عليها. ولا ينبغي له ان يفرط في هذا او ذاك. لكن يسير سيرا معتديا لن يجمعوا فيه بين هذا وذاك. واولى ما ينبغي الاعتناء به هي كتب الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الداري المعروف بالسنن والجامع وسنن البيهقي ومسند احمد فهذه كتب العشرة هي التي ينبغي ان تعتني بسماعها اما ما زاد عن ذلك فهو لاهله وليس لكل احد. وهذا من ملح العلم ليس من صلبه. وانت ينبغي ان تعتني في هذه الاحوال بالصلل واما الملح فان العمرة اذا طال ادركتها. واذا فاتتك ما يلزمك ويهمك من علوم الديانة فانه لا سبيل لاستدراكه. فان الذي يحرص يسمع على معمر لا يهتم بان يفهم من عالم كبير لم تكن له رواية ولا اسناد ربما فاتك الذي عند عنده الدراية فلم تنتفع بذي الرواية كما وقع الامام احمد لما لامه يحيى بن معين على اتباع الشافعي فقال ان عند هذا الرجل علما لو فاتني لم ادركه يعني عنده من فهم السنة وبيان معانيها من لا ادركه عند غيره مع ان الشافعي نازل الاسناد ولم يحدث عنه الامام احمد في كتاب المسند الا ببضعة عشر حديثا قليلة لان اسناده نازل والرواية يعتنى فيها بعلو السماع لكنه كان حريصا على الفهم والدراية فينبغي ان يسير الانسان بهذا السير واما الفقاعات الصابونية فانها سرعان ما تزول مع الشمس والهواء. هذه امور من الملح الذي يكمل به اما ان تكون اصلا وطلبة ويرحل الانسان ويعتني بها وهو لم يثبت قدمه فهذا ملام ولا ريب. اما من فتح الله عز وجل له هذا الباب مع رسوخ القدم فلا بأس ان يعتني بذلك لينفع الناس فيما بعد ويحرص على ان يشركهم فيما ينتفع فاذا حصل اجازة يستجيز لاخوانه. واني بحمد الله اقول ذلك تحدثا بنعمته واسعادا لكم يا معتنين بالمسموعات هذا الاخ اقول بحمد الله انني كثير من المشايخ المعمرين استجزتهم لكل من حضر دروسي وتلمذة علي رغبة في في دائرة اهل السنة في الرواية والاجازة والسماع. وان شاء الله تعالى لا يدرككم شيء من من المهمات. واعلم انه حصلت لكم الرواية عن اناس ما حصلت لغيركم من اهل العصر كل ذلك تحت مسمى من حضر الدرس وتلمذ حرصا على ان يحرص الناس على ما ينفعهم ويكون ذلك تابعا له فانتم بحمد الله من اهل الاسانيد العالية. لكن كل شيء في زمانه وكل شيء في اوانه. اما انسان يتنمر ويجيز كما الان في في الانترنت ويكتب من اراد الاجازة يرسل لي على الايميل واشياء يستحق ان يؤدب عليها ويحبس الحبس المديد. لانه تجده حي عن حي عن حي فتجد ثلاثة احياء هذا عن هذا عن هذا فهو كسير عن عويل عن اقل منه في امر الرواية لكن الناس صاروا لا يفهمون رواية ولا دراية. فينبغي الا تجتالكم مثل هذه الامور التي تجتال الناس وتغيرهم عن العلم النافع الصحيح. فانك كبار اهل العلم اما كان عنده رواية ولم يظهرها ولم يهتم بها مثل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى واما رجل ما كانت عنده رواية فلم يتعب نفسه فيها كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وان كان هذا وهذا ينبغي للانسان يعتني بالرواية ويطلبها لكن على ما يناسب الدراية. واما بدون دراية نفعك للناس قليل وفق الله الجميع لما يحب ويرضى موعدنا ان شاء الله تعالى الثلاثاء في تيسير العلم في اداب المشي الى الصلاة وبرنامج التعليم المستمر يوم اربعاء والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين