السؤال الاول من الاسئلة الثلاثة اه يقول اذا كانت الكنية عند العرب للتعظيم فما التوجيه في قول النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا عمير ماذا فعل النغير لصغير؟ توجيه ذلك ان يقال ان هذا الصغير اسمه كنيته ومن علوم الحديث معرفة من اسمه كنيته. فان العرب قد تجعل نسب كنية فتسمي الوليد الذي ولد بابي فلان ولا تجعلوا له اسما. فهذا الابن لابي طلحة سماه ابو طلحة رضي الله عنه ابو عمير. فاسمه كنيته ولم يثبت ان له اسما اخر. ذكر بعضهم ان اسمه حفص ولكن الصحيح ان اسمه كنيته فقوله صلى الله عليه وسلم يا ابا عمير لانه ليس له اسم الا هذه الكنية. وحينئذ لا يكون هذا قادحا فيما ذكرنا ثمان هذه المسألة التي ذكرناها فيما يتعلق بالكنية واوردت اشكالا عند الاخوان بسبب عدم الفهم لحقيقة المسألة وحقيقة المسألة هي ان تعريف الانسان نفسه بالكنية مكروه. لان الكنية موضوعة للتعظيم المقصود تعريفه نفسه. اما مخاطبته وهذا شيء اخر. لكن ان يسأل الانسان من معي؟ يقول ابو فلان هذا مكروه. والعرب تستقبعه اصلا حتى تغيرت فطر العرب في هذه الجزيرة قبل سنين ليست بالكثيرة. ولم تكن العرب اذا سئلت من معي او من انت؟ يقول انا ابو فلان وانما يقول فلان ابن فلان الفلاني. وعلى هذا ادركنا كبار السن ولم يكونوا يذكرون كناهم. فهذا وجه ما استظهره الحافظ ابن حجر واختاره شيخنا بكر ابو زيد رحمه الله تعالى ان تعريف الانسان نفسه بالكنية مكروه يقول هذا يقول ذكرتم اشتراك على تعريف الاذان بانهم اخرجوا من الاذان الاذان في المولود ولم تذكروا هذا في مسألة الاقامة مع انها ذكرت في الكتاب هذا صحيح. نحن ذكرنا ان الاصحاب لما عرفوا الاذان جعلوه الاعلان بدخول وقت الصلاة ثم ذكروا في مسائل الكتاب ويسن وبعضهم يقول ويستحب ان يؤذن في اليمنى لمولود ويقام في اليسرى. فهذا الحد لا يكون جامعا لهذه المسألة عندهم. فكما ذكر في الاذان يذكر في الاقامة ان هذا الحد عندهم لا يشمل هذا وهذا. يقول هذا الاخ يقول احسن الله اليك ايهما افضل؟ دراسة المذهب ام القول الراجح وش هو القلوب الراجح ما هو القول الراجح؟ هذي يا اخوان من الغلط في اخذ العلم. القول الراجح هو الاختيار. الذي ينتهي اليه مجتهد. مقيد او مطلق هذا القول الراجح. هو الاجتهاد الذي ينتهي اليه قول مجتهد مقيد او مطلق فهو قول مجتهد. مقيد في مسألة او عنده قدرة على الاجتهاد فهو راجح بالنسبة اليه. فانت اذا اردت الان ان تدرس الفقه بالراجح هل الراجح تقصد ما هو هو الراجح عند الشيخ عبد العزيز ابن باز او الراجح للشيخ محمد ابن عثيمين او الراجح عند الشيخ صالح الفوزان او ممن درس الفقه في قطرنا في هذه السنوات الاخيرة وله في ذلك اختيارات. فالراجح شيء مقيد بالنسبة مجتهد ولا يمكن ان تدرس الفقه على هذا النحو. فاجتهاد فلان يختلف عن اجتهاد فلان يختلف عن اجتهاد فلان. هذا شيء والشيء الاخر من ذا الذي عنده مكنة في الاجتهاد في الفقه. فان الاجتهاد في الفقه ليس هو ان تبحث المسألة ثم تقول والراجح كذا وهو قول ابي عباس ابن تيمية. فان الراجح عند المتأخرين هو قول ابي العباس ابن تيمية. فصار هذا هو الراجح عند الناس. فيكون هذا راجحا بالنسبة لابي العباس ابن تيمية. اما انت ايها الناقل لاختيار ابي العباس ابن تيمية فانك مقلد. ولست مجتهدا. والدليل انك اذا اوردت عليهم ما يقع من الايرادات التي تعرف في علم الخلاف بابطال دليله او ابطال وجه استدلاله لا تجد له نقلة في المناقشة في ذلك فهو مقلد اجتهاد ابي العباس ابن تيمية وهذا هو الغالب في اجتهادات المتأخرين. فحينئذ يكون قول الراجح الذي تدرسه في كلية الشريعة عند ثمانية كل يقول الراجح هذا كذا والراجح كذا والراجح كذا وفي الحقيقة مآله الى اختيارات ابن عباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى فحين اذ اين هذا الفقه؟ اذا لا يقابل هذا الا ان تدرس اختيارات ابي العباس الحفيد رحمه الله تعالى واختيارات ابي العباس ابن تيمية الحفيد لا تشمل الفقه كله فانها لم تحفظ لنا وهو رحمه الله تعالى في كتبه الموجودة في ايدينا له قول في مسألة وله قول في المسألة قول اخر لان بعضها قديم التصنيف كشرح العمدة وبعضها متأخر ولذلك يعول على تلاميذه ولا سيما ابن مفلح في معرفة اختياره. فاختيار ابن تيمية الذي استقر عليه في مسألة اذا وجدت فيه اختلافا مرده الى ما قرره تلميذه ابن مفلح في كتاب الفروع او في كتاب الاداب الشرعية وقد كان ابن القيم الله تعالى يرجع اليه في معرفة اختيار ابي العباس ابن تيمية في مسائل الاحكام والفقه رحمهم الله تعالى جميعا. فحين اذ القول الراجح متوهم لا وجود له. والمذاهب المتبوعة موجودة مستقرة منذ مئات السنين فمن اراد ان يقرأ الفقه فلا بد ان يقرأه بدراسة في مذهب من المذاهب المتبوعة دعاة ودراسته على مذهب من المذاهب المتبوعة المقصود بها الاستعانة على تصور مسائله كما ذكره الشيخ سليمان ابن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد في باب من اطاع والامراء في تحليل ما احل الله وتحريم ما حرم الله فانه ذكر هذا المعنى وبين ان دراسة الفقه في كتب كتب الفروع المراد بها الاستعانة على المسائل فانت تتصور المسائل شيئا فشيئا. والفقهاء رحمهم الله تعالى رتبوا الفقه على التدريج فالفوا مختصرات وجيزة ثم ما هو فوقها ثم ما هو فوقها ثم ما هو فوقها حتى يتمكن الانسان من تصور المسائل سواء كان عند الحنابلة او عند الشافعية او عند المالكية او عند الحنفية فانه لا ينفك مذهب من هذا التدريج. فعندما تأخذه مدرجا تتصور المسائل شيئا فشيئا. ثم ترتقي بعد ذلك الى استيفاء مسائل اكثر من المبادئ ثم تستوعب الفقه كله ثم تعرف دليل المذهب ثم تعرف اقوال المذاهب الاربعة ثم ان كان لشيخك المفقه لك نظر في الفقه فحينئذ انت تقرأ على مرجح واما ان يأتي فيقول لك الراجح كذا وهو اختيار ابي العباس ابن تيمية الحفيد فهذا مقلد وليس له اجتهاد. لان الاجتهاد يقتضي ان يكون عنده بالادلة التي علق بها هذا الاختيار وقدرة على الاجابة عليها. ولذلك اذا قلت لكم مثلا يذكر عند المتأخرين عند قول الحنابلة ويستحب له نثر ذكره ثلاثا قالوا وهو بدعة كما ابن عباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم في اغاثة اللهفان. هذا الراجح. صح؟ تعرفون هذا انتم هذا لكن اذا جئنا الى النتر ونجد ائمة كبار كالشافعي يذكره ويقولون ان النثر حاصل كلامهم النتر له معنيان احدهما ما لا يمكن الاستبراء الا به وهو ان يحرك ذكره بدفع البول فيه حتى يخرج منه البول ولا يبقى منه شيء في ذكره. وهذا قدر متفق عليه اجماعا ولا يمكن القول بانه بدعة لان الاستبراء المأمور به شرعا لا يقع الا به. والثاني قدر زائد عن ذلك وهو استعمال الة اليد فيه فالفقهاء رحمهم الله تعالى ذكروا النثر مطلقا ثم خصصه المتأخرون بارادة النثر باليد. وهذا ليس كل معناه بل هو وبعض معناه وحينئذ فالراجح ان النثر الذي يرجع الى اصل الاستبراء مأمور به بل هو واجب. واما النثر الذي يكون باستعمال الة في اليد فهو الذي يأتي عليه كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى. وقس على هذا في مسائل عدة سواء عند الحنابلة او عند غيرهم لذلك اذا اردت ان تستفيد في قراءة الفقه فالزم قراءته على تدريج مرتب في مذهب من المذاهب المعتمدة ولا اقول لك الزم قول المذهب. بل اقول لك الزم قراءته كذلك. فان كان لك اختيار او شيخك له اختيار او ترى ان قلبك يميل الى ما ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد فتقلده في ذلك فهذا شأنك. لكن تصورك للمسائل لا يمكن الا ان يكون على هذا النحو. واما طلب الفقه على وجه الفوضى فهذا لا ينفع. ويخرج لنا اناسا لا يتصورون الفقه كما ينبغي. وقد رأيت لاحدهم مقالة في عدة ورقات مذكرة اجتزأ فيها كلاما لابي العباس ابن تيمية خرج به هذا الرجل في اباحة الغناء وجواز سماعه من النساء والى اخر قائمة طويلة لانه لا يفهم حقيقة كلام ابي العباس ابن تيمية الحديث فيها ولم يفهم الفقه حقيقة. فهؤلاء يأتون وليس لهم تصور في الفقه ثم ويريدون ان يفهموا كلام الفقهاء المحققين كابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى. ومن هنا دخل الخلل على المسلمين باخرة فصارت الاقوال الضعيفة في المذاهب دينا والفقهاء مجمعون على حرمة الافتاء بالضعيف. وانه لا يجوز الافتاء الضعيف وانما ذكروا الافتاء بالمرجوح والمرجوح له وجه قوة لكنه مرجوح. واما الضعيف وهو ما كان متوهما لا حقيقة له فانه لا يجوز الافتاء به. واليوم يأتي من لا يفهم في صنعة الفقه فيأخذ هذه الاقوال ضعيفة ويجعلها دينا يتدين الناس به. ولذلك صار ما كان حراما بالامس حلالا باليوم لانه تكلم في فقه من ليس باهله واذا تكلم في الدين من ليس من اهله جاء بمثل هذه الطامات والبواقع التي عمت الامة انما حصل النقص بقلة الغيرة على دين الله عز وجل من المتعلمين والمعلمين وعدم لزوم جادة من سبق في اخذ العلم ولا تغركم الطبوليات والشهرة فان الايام صرام. والاسلام لا تغيره الايام كم من وقت ازبد الناس فيه وارعدوا لامر ضجوا فيه. فما هي الا سنوات حتى يكونوا زبدا. يذهب ويبقى ما ينفع الناس واعتبر هذا في احوال قريبة فكم من باقعة وفتنة المت بالمسلمين ثم جرفت ممن ينتسب الى الدين والشريعة قوما كان لهم فيها ورئاسة فما هي الا سنوات خداعات واذا بهم كان لم يكونوا. وانظر الى فترة القومية او فترة الشيوعية ومن تكلم فيها ممن الف الاسلام الاشتراكي وابو ذر امام الاشتراكية وله فتاوى في الاشتراكية وغير ذلك ثم اذا بهم زبد جفاء قد ازالهم الله عز وجل وبقي دين الله سبحانه وتعالى. فليس الخوف على الدين ولكن الخوف عليك انت ان تغلط في فهم دين الله سبحانه وتعالى. ومما يعصمك باذن الله عز وجل ان تعرف طريق اخذ دينك وان تتمسك من سبق وان تلزم وصيتهم عليكم بالعتيق والاتباع واياكم واراء الرجال وان زخربوها لكم بالقول فان الزخرف يزول والحق يبقى ودولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة وما قرره الائمة العظماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين لا يمكن ان تزيله بنيات الطريق. ابدا فهو باق باق شاء من شاء وابى من ابى وقد كان فيما مضى قوم يأنفون من زاد المستقنع ويسخرون به ويستهزئون بمن ويقرؤه ويحفظه فما هي الا سنوات واذا ببعض هؤلاء القوم يرجعون الى عقولهم ويرون انه لا سبيل التفقه الا بمثل هذه الكتب التي ينعتونها بالصفراء او بالتقليدية او بالرادكارية او الرجعية وهي ستبقى ستبقى لان دين الله سبحانه وتعالى باق. قال الله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه. فما بقي عقب ابراهيم فان كلمة التوحيد ودين الاسلام باق وانتم تحفظون احاديث الطائفة المنصورة والفرقة الناجية. والمقصود ان تحذر من كل هيعة يخرج اليها الناس تمتد اليها اعناقهم فلا تغتر بها حتى ما اقول لك انا. لا تغتر به. انظر هل عليه من سبق او لا؟ اذا كان عليه من سبق تمسك به واذا كان من فلتات كلام صالح القه وراء الجدار. فانه لا ينفعك والسلامة ان تكون على طريقة من سبق. فهذا اسلم لك في عند الله سبحانه وتعالى فان تلقى الله عز وجل وحجتك في دينك الائمة العظماء من الصحابة والتابعين وائمة الهدى كاحمد والشافعي ومالك والبخاري والدارمي ومن بعدهم كان ابن عباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن مفلح وابن رجب خير من ان تلقاه الله عز وجل بحجتك فلان وفلان من ابناء العصر. اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا الى مرضيه وبهذا ينتهي الاجابة عن الاسئلة الثلاثة. وفق الله الجميع. الحمد لله رب رب العالمين