قال النووي رحمه الله الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني واغفر لكم. يا عباد لانكم لم تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد كذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم ثم اخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيها اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ثم اوفيكم اياها. احسن الله اليكم ثم ثم اوفيكم اياها ومن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم قال ابن العطار رحمه الله قوله تعالى اني حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه والظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه ليس فوقه من يطيعه وكيف يتصرف في غير ملك والعالم كله في ملكه وسلطانه. واصل التحريم في اللغة المنع فسمى تقدسه عن الظلم تحريما لمشابهته للممنوع في اصل عدم الشيء قوله تعالى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموه بفتح التاء اي لا تتظالموا. والمراد لا يظلم بعضكم بعضا. وهذا توكيد لقول تعالى وجعلته بينكم محرما وزيادة تغليظ في تحريمه. قوله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديتم. قال المأزري ظاهر هذا انهم خلقوا على الضلالة من هداه الله تعالى وفي الحديث المشهور كل مولود يولد على الفطرة قال فقد يكون المراد بالاول وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وانه لو وتركوا وما في طباعهم من ايثار الشهوات والراحة واهمال النظر لضلوا هذا الثاني اظهر. وفي هذا دليل لمذهب اصحابنا وسائر اهل السنة ان المهتدي هو من هداه الله وبهدى وبهدى الله اهتدى وبارادة الله تعالى ذلك وانه سبحانه وتعالى انما اراد هداية بعض عباده وهم المهتدون ولم يرد هداية الاخرين ولو ارادها لاهتدوا خلافا للمعتزلة في قولهم الفاسد انه سبحانه وتعالى اراد هداية الجميع جل جل الله ان اذ ما لا يقع او يقع ما لا يريد قوله تعالى ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. المخيط بكسر من فتح الياء وهو الابرة. قال العلماء هذا تقريب الى ومعناه لا ينقص شيئا اصلا كما قال في الحديث الاخر لا يغيضها نفقة اي لا ينقصها لا ينقصها نفقة لان ما عند الله لا دخوله نقص وانما يدخله يدخل النقص المحدود الفاني وعطاء الله تعالى من رحمته وكرمه وهما صفتان قديمتان لا يتطرق اليهما نقص ضرب المثل بالمخيط في البحر لانه غاية ما يضرب به المثل في القلة. والمقصود التقريب الى الافهام بما شاهدوه. فان البحر من اعظم المرئيات اعيانا واكبرها والابرة من اصغر الموجودات مع انها ثقيلة لا يتعلق بها ماء قوله تعالى يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار الرواية المشهورة تخطئون بضم التاء وروي بفتحها وفتح الطاء يقال خطأ يخطأ خطأ يخطأ خطأ يخطأ خطيئة يخطأ فاذا فعل ما يأثم به فهو خاطئ ومنه قوله تعالى استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين ويقال اخطأ فهما صحيح ان ذكر هذه جملة شيخنا محي الدين رحمه الله تعالى في شرح مسلم قال النووي رحمه الله الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور اجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم قال اوليس قد جعل الله لكم ما يتصدقون ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة من صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر. قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر رواه مسلم قال ابن العطار رحمه الله الدثور بضم الدال والثاء المثلث لواحدها جثر كفلس وفلوس. وقوله في بضع احدكم هو بضم الباء واسكان الضاد وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفها عن الحرام وقوله ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الظاهر ان السائلين في هذا الحديث هم فقهاء هم فقراء والمهاجرين الذين هم فقراء المهاجرين الذين ذكرهم ابو ابو هريرة في الرواية التي سأذكرها وارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم الى التسبيح والتحميد والتهليل وكأنهم تكرر سؤالهم بالفاظ مختلفة فروى ابو ذر من سؤالهم بهم بلفظ اخر وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان فقراء المهاجرين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب اهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من اموال اموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال الا اعلمكم بشيء تدركونه وبه من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون احد افضل منكم الا من صنع مثل ما صنعتم. قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتحمدون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين قال ابو صالح الزيات عن ابي هريرة لما سئل عن كيفية ذكرهم قال يقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين. رواه مسلم. وفي روايته فرجع فقراء المهاجرين في هذه الرواية. لما سئل عن كيفية ذكرهن اي كيفية الاتيان بهن فذكرهن على وجه الاقتران بان يقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر. فهذا اكمل من افرادهن بان يأتي بثلاث وثلاثين مرة بقوله سبحان الله ثم يأتي بثلاث وثلاثين مرة بقوله الحمد لله ثم يأتي بثلاث وثلاثين مرة الله اكبر ووجه تقديمه على الافراد شيئا احدهما ما فيه من كمال المعنى ما فيه من كمال المعنى بالجمع بين تنزيه الله وتحميده وتعظيمه بالجمع بين تنزيه الله وتحميده وتعظيمه والثاني ما فيه من زيادة حرف الواو في موضعين ما فيه من زيادة حرف الواو في موضعين فتدخل في جملة الاجر فتدخل في جملة الاجر على الذكر فتكون اكثر مبنا من جملة الافراد فتكون اكثر مبنى من جملة الافراد نعم السلام عليكم وفي روايته فرجع فقراء المعجبين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع اخواننا اهل الاموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الله يؤتيه من يشاء. وفي هذا الحديث وما اقبله به من فضل التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبيان فضيلة النكاح وانه ينبغي في المثابرة على جميعي لا سيما الفقير الذي ليس له مال يتصدق به ولا ما يحج به. فان فان رزقه الله مالا جمع بين الفضائل كلها فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال النووي رحمه الله الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه ستعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها وترفع له عليها متاعه صدقة. وكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة رواه البخاري ومسلم قال ابن العطاري رحمه الله السلامة بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم وجمعه سلامى سلاميات بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وقد قيل ان لابن ادم ثلاث مئة وستين مفصلا ومعنى الحديث انه ينبغي قوله رحمه الله وقد قيل ان لابن ادم ثلاث مئة وستين مفصلا ثبت هذا في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها نعم احسن الله اليكم ومعنى الحديث انه ينبغي للعاقل المستيقظ ان يتصدق في كل يوم عن صحة اعضائه ومفاصله بما قدر من هذه الامور التي ذكرت له يعدل بين الاثنين ويعين الرجل ففي دابتي ويتكلم بالكلمة الطيبة ويكثر الخطى الى الصلاة ويميط الاذى. وفي رواية ابي ذر في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل سلامة من احد صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ومن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. ففي هذا الحديث عظم فضل صلاة الضحى وانها تجزئ عن ذلك كله. قوله رحمه الله ففي هذا الحديث عظم فضل صلاة الضحى وانها تجزئ عن ذلك كله. وجه الاجزاء انه يحدث في الركعتين استعمال جميع المفاصل انه يحدث في الركعتين استعمال جميع المفاصل. فتتحقق صدقة قوتها جميعا تتحقق صدقتها جميعا. نعم. احسن الله اليكم. قال النووي رحمه الله الحديث السابع عن ابي النواسس بن يسمعان رضي عن النواسس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس رواه مسلم وعن ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر قلت نعم فقال استفتي قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر. وان افتاك الناس وافتوك. وان افتاك الناس افتوك حديث حسن رويناه في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن قال ابن العطار رحمه الله النواس بفتح النون وتشديد الواو وسمعان وسمعان بفتح السين وكسرها. ووابسة بكسر الباء الموحدة وحاك بالصدر بالحاء والكاف. قال شيخنا محي الدين رحمه الله في شرح مسلم. قال العلماء البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة وهذه الامور هي مجامع حسن الخلق ومعنى حاك في صدرك ان يتحرك فيه وتردد ولم ينشرح له الصدر وحصل في القلب الشكوى الخوف كونه ذنبان. وفسر صلى الله عليه وسلم البر في الحديث الاخر بانه الامر الذي تطمئن اليه النفس ويطمئن اليه القلب. اي تنشرح اليه النفس والقلب في الخوض في ذلك الامر ولا يقع في النفس من الخوض فيه. وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه انه متى حصل التردد فيه هل هو حلال ام حرام؟ فهو اثم فاستفتي قلبك يرجع عنه وان افتاك غيرك فالورع ترك هذا بشرط ان يكون التردد الموجود في الصدر منه صحيح. اما لو كان مجرد وسواس فلا اثر له وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن حل لنكاح امرأة ذكرت انها ارضعت شخصا فنهى عن نكاحها وقال صلى الله عليه وسلم كيف وقد قيل؟ يعني ترك ما يتردد في الصدر والله اعلم. قوله رحمه الله فاستفت قلبك اي ارجع عنه وان افتاك غيره في تحقق مناط الحكم الذي علق به شرعا لا في الحكم نفسه. فان الحكم على الشيء بكونه حلالا او حرام وامن لا يرجع فيه الى القلب وانما يرجع فيه الى الدليل من كتاب او سنة وانما الذي يرجع فيه الى القلب تحقيق مناطق وجود هذا الحكم. كمن ذكر له رضاع مثلا. فعنده بالدليل الشرعي ان الرضاعة ينشر التحريم وينتشر به التحريم ويثبت النسب لكن يقع عنده تردد في استكمال الرضعات الخمس ام عدم استكمالها فيرجع حينئذ الى قلبه في مثل هذا. وقول المصنف رحمه الله تعالى فالورع ترك هذا بشرط ان يكون تردد الموجود في الصدر منه صحيح. اما لو كان مجرد وسواس فلا اثر له. اي ان الرجوع الى حواز القلب انما يمكن لمن عهد من نفسه ضبط ارادته القلبية. اما من تتنازعه الخواطر وتتكاثر عليه الوساوس فانه يعسر عليه ذلك. نعم. احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله الحديث الثامن والعشرون عن ابي العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت من العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصينا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا علي ابي النواجد. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي. وقال حديث حسن صحيح قال ابن عطاري رحمه الله العرباض بكسر العين وبالموحدة وسارية بالسنين المهملة وبالياء المثناة من تحت وذرفت بفتح الذال المعجمة وقول ابن النواجد هو بالذال المعجمة وهي الانياب وقد قيل وقيل الاضراس والبدعة ما عمل على غير مثال سبق. وفي قوله رحمه الله بدعة ما عمل على غير مثال سبق هذا معناها باعتبار الوضع اللغوي. اما باعتبار الوضع الشرعي فهي ما ففي الدين مما ليس منه بقصد التقرب. ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب. كما عليه حديث عائشة رضي الله عنها الذي تقدم في الصحيحين من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. نعم السلام عليكم. وفي هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظ اصحابه ويوصيهم وكذلك ينبغي للامام والعالم والمفتي ان يعظ اصحابه ويوصيهم بما يصلحهم وما يحتاجون اليه وينصحهم. ففي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولهم بالموعظة. وهذا الحديث معجزة علم من اعلام النبوة فانه صلى الله عليه وسلم عما وقع من الاختلاف وبما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم من الخلف والحروب وسفك الدماء وقتل عثمان وعلي وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم والذي عليه السلف والخلف من العلماء ان القاتل والمقتول من الصحابة رضي الله عنهم ومن وافقهم في الحروب التي جرت بينهم من اهل الجنة لان كلا منهم رضي الله عنهم ادى واجتهاده الى ان الفئة التي فيها عادلة عادلة والتي قاتلها باقية. فقاتل وقتل وهو يعتقد ذلك وهو يعتقد ذلك. فكل منهم مجتهد فيعتذر من الخطأ لكن الذي ينبغي اعتقاده ان عثمان بن عفان رضي الله عنه قتل ظلماه قوله فيعتذر من الخطأ اي يعتذر له من تعمد الخطأ نعم احسن الله اليكم وان الحق كان مع علي رضي الله عنه دون من عانده وحاربه فهذا هو الحق الذي ينبغي اعتقاده. وقوله فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين فالخلفاء الراشدون المهديون من الصحابة رضي الله عنهم وابو بكر ثم عمر ثم عثمان وثم علي وكاد من عمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتحق بالخلفاء الراشدين وقوله واياكم ومحدثات الامور الى اخره هذا اللفظ قد سبق شرح معناه في الحديث الخامس قال النووي رحمه الله الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا اا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في من جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى يعملون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ هذا النص المثبت هنا قلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلام وعمود الصلاة وذروة سنام الجهاد كيف يجتمع مع ما ذكره المصنف في شرحه؟ الصفحة الرابعة والخمسين بعد المئة في السطر الثاني قالوا واما كون الجهاد رأس الامر وعموده وذروة سنامه فلان الجهاد الى اخره. فجعل الثلاثة كلها اوصافا للجهاد يجتمع بان نسخة النووي من الاربعين النووية المثبت فيها قلت بلى يا رسول الله. قال جهاد قلت بلى يا رسول الله قال الجهاد. وليس فيها رأس الامر الاسلام وعمود الصلاة وذروة سنامه للجهاد. بل وقعت التلات اوصافا الجهاد. هذه هي نسخة النووي من الاربعين النووية. لكن لما كان اكثر نسخ جامع الترمذي على ما في هذا النص المثبت اثبتها الشراح. اما نسخة النووية التي رواها كما ذكر العراقي فان نصها قلت بلى يا رسول الله قال الجهاد واضح يعني النووي في روايته لجامع الترمذي لم يقع هذا التفصيل. فوقع في الاربعين النووية على ما في روايته. قال الجهاد لكن الشراح بعد ذلك اصلحوها وفق المشهور من النسخ التي انتهت الى الناس. نعم السلام عليكم قلت بلى يا رسول الله قال الجهاد ثم قال الا اخبرك بمناك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله انا لمؤاخذون بما نتكلم به بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس عن النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم؟ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. قال ابن العطار رحمه الله ملاك الشيء بكسر الميم مقصوده يكبه وبفتح الياء وضم الكاف مقصوده يعني الذي يجمعه لذلك الملاك نظام الشيء وجامعه. نعم السلام عليكم يكبه بفتح الياء وضم الكاف قوله قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة تقدم في شرح الحديث الثاني والعشرين ما كان الصحابة رضي الله عنهم علي من كثرة اجتهادهم على طلب السلامة وسؤالهم عن الاعمال التي هي سبب النجاة والفوز فهذا يسأل عن عمل يدخله الجنة وهذا يسأل عن عمل اذا عمله واحبه الله واحبه الناس الى غير ذلك من الاسئلة والاجوبة التي اذا تتبعها الانسان وعلم بذلك عظم اجتهادهم وحرصهم على طلب السلامة هذا كله وان عنه فهو تعليم لنا وارشاد لمصالحنا. قوله صلى الله عليه وسلم لقد سألت عن عظيم معناه ان دخول الجنة عظيم اذ هو الفوز الدائم والنعيم المقيم. قوله انه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة الى اخره. ذكر صلى الله عليه وسلم له اركان الاسلام التي تقدم شرحها في الحديث عند قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس اقامة الصلاة اقامة الصلاة وواجباتها والمواظبة عليها ثم بعد ان ذكر له اركان الاسلام وقواعده التي لا يتم الاسلام الا بها ويفعلها يدخلها يدخل الجنة. دله على ابواب الجنة وما يرقيه الى الدرجات العلى. وذكر ما يتطوع يتقرب به العبد كما جاء في الحديث الاخر. ولا يزال العبد يتقرب اليه بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الى اخر الحديث. وقوله الصوم جنة تنفى الجنة هو الشيء الذي الذي يستتر به ويتقى به يستر السلام عليكم الذي يستر به ويتقى به ومنه المجن وهو الترس. وقوله الصدقة تطفئ الخطيئة مراده صدقة التطوع فانه قد ذكر الزكاة اولا وهذا دليل على القاعدة التي تقدم ذكرها ان الحسنات يذهبن السيئات. وكذا صلاة التطوع واما كونها في جوف الليل فهو اقرب الى خشوعي وابعد عن الرياء واما كون الجهاد رأس الامر وعموده وذروة سنامه. فلان بالجهاد قام هذا الدين وبه تمت شرائع المسلمين وقد بدأ الاسلام قريب وسيعود غريبا كما بدأ. وقوله الا اخبرك بملاك ذلك كله فملاك الشيء مقصوده كما ذكرناه. وقد فسره صلى الله عليه وسلم بكف اللسان اي حفظه عن الحرام كالكذب والغيبة والنميمة والفحش والقذف الى غير ذلك. فلو ان الانسان اتى بالاركان كلها وتطوع بانواع العبادات ولم يكف لسانه عنها هذه المحرمات انهدم بناؤه وخاب سعيه وكده الله في النار وليس في انه يخلد بل يعذب. فالله تعالى يكفينا الشر في هذا المعنى احفظ لسانك ايها الانسان لا يلدغنك انه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه قد قد كان هاب لقاءه الشجعان قال النووي رحمه الله الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى فرض الفرائض لا تضيعوها وحدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه القطني وغيره قال ابن العطار رحمه الله الخشني بضم الخاء وفتح الشين منسوب الى قبيلة معروفة تسمى خسين وجرثوم بضم الجيم الفاء المثلثة واسكان الراء بينهما. وهذا الحديث اصل كبير في الوصية بالقيام والمواظبة على الطاعات في اوقاتها المحدودات. والنهي عن ارتكاب المخالفات قوله وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها من جملة الامور المسكوت عنها والمنهي عن الخوض فيها القدر والخوض فيه واحوال السماوات السبع والاراضين وصفة العرش وصفة استواء الباري جل جلاله والملائكة الى غير ذلك من الامور التي لم يرد فيها شيء لا نفي ولا اثبات. قوله رحمه الله تعالى وصفة استواء الباري اي من جهة كيفية لقوله وصفة العرش فاراد بالعرش هنا كيفيته التي يكون عليها لان المصنف رحمه الله انا ممن عرف بملازمة عقيدة السلف وله كتاب نافع في ذلك اسمه الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد وقد طبع طبعة قديمة منتشرة هي طبعة ناقصة. وطبع باخر طبعة كاملة في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بقطر وهو مصنف حافل بالاعتقاد السلفي. نعم