اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ويستفتح ويقول اللهم باعد بيني وبين خطاياك ما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. رواه ابو داوود وهذا وهذا هو الاستفتاح الذي سأل ابو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال يا رسول الله ارأيت ثبوتك بين التكبير وقراءة ما تقول؟ فذكر له الحديث وله ان يستفتح بغير ذلك وهو سبحانك اللهم وبحمدك تبارك وتعالى جدك ولا اله غيرك. رواه ابو داوود ويستفتح صلاة الليل بما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح به وهو اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة التي ان تتحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يحتدون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي وتشاء الى صراط مستقيم. رواه مسلم ولكن لا يجمع بين هذه استفتاحات بل يكون هذه مرة وهذه مرة ليأتي بالسنة على جميع وجوهها. ذكر المصنف رحمه الله الا ها هنا سنة من سنن الصلاة وهو دعاء الاستفتاح وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انواع عدة من الاستفتاح اذا جاء العبد بواحد منها اجزاءه ذلك وكان ابو عبدالله احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى يقدم قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك على غيره من الانواع المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من الاقرار بالعبودية والاعتراف لله سبحانه وتعالى بكمال المحامد وتنزيهه عما لا يليق به من النقائص والعيوب من وجوه ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد واحال على غيره من كتبه لكن لا يشرع للعبد ان يجمع هذه الاستفتاحات في ذكر اكثر من استفتاح واحد في صلاة واحدة بل هو ان تأتي بواحد في صلاة ثم بنوع اخر في صلاة ثم بنوع ثالث في صلاة ليحصل العمل بالسنة جميعا وسينبه المصنف رحمه الله تعالى على فائدة العمل بالسنن المتعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه السنن هي التي يقال لها السنن المتعددة في موضع واحد يعني انها انواع نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم في محل واحد فنقل عدد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في محل الاستفتاح عدة اذكار ان شئت حفظت واحدا منها فلازمته في كل صلواتك وهذه مرتبة كاملة وان شئت حفظت الانواع كلها فنوعت بينها بين صلاة وصلاة وهذه مرتبة اكمل ليحصل العمل بالسنة جميعا. اما جمعها جميعا فلا يشرع كما بينه ابو العباس ابن تيمية العبيد رحمه الله تعالى في جواب له ونصره حفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب في قواعده ثم يقول بسم الله الرحمن الرحيم باب الدعوة. اذا استفتح المصلي شرعت له سنتان اثنتان السنة الاولى ان يتعود وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم المنقول بالطرق الحديثية في السنن وغيرها لا يثبت منه حديث واحد فكل الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستعاذة في الصلاة مثل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانما تثبت الاستعاذة بطريق النقل القرآني وهو نقل علماء القراءات وقد نقل علماء القراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم انواعا عدة ذكرها ابن الجزري رحمه الله تعالى في النشر وغيره اجمعها وهو الذي وقعت عليه الكلمة جمعاء بين القراء والفقهاء هو قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ائتمارا بقول الله عز وجل فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم فهذا هو اللفظ المقدم كما قال الشاطبي في قصيدته اذا ما اردت الدهر تقرأ فاستعذ جهارا من الشيطان بالله مسجدا على ما اتى في النحل يسرا وان تزد لربك تنزيها فلست مجهلا. فالعبد له ان يستعيذ بهذا اللفظ الذي اتفق عليه. واذا اراد الزيادة فانه ينظر الى ما ذكره القراء ومنها اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ومنها اعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ومنها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انه هو السميع العليم بالادغام وعدمه وثم اوجه اخرى ذكرها القراء والمقصود ان تعرف ان الاستعاذة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم انما هي بطريق نقل القراءات لان القراءات متلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم فالقراءة سنة ثابتة كما صح عن جماعة من السلف واما الاحاديث المروية بصفة صلاته صلى الله عليه وسلم في الاستعاذة فلا يثبت منها حديث وانما شرع للعبد ان يستعيذ في صدر صلاته لانه يدفع بذلك عدو الباطن عنه. فان المرء له نوعان من الاعداء احدهما عدو الباطن وهو الشيطان والثاني عدو الظاهر وهم شياطين الانس وقد دل القرآن الكريم على ان عدو الباطن يدفع بالاستعاذة بالله لانه لا سبيل للعبد اليه الا بالالتجاء والاعتصام الى الله اما عدو الظاهر من شياطين الانس فانه يدفع بالتي هي احسن. كما قال تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. والى هذا المعنى اشار ابن الجزري رحمه الله تعالى بقول شيطانك المغو عدو فاعتصم بالله منه والتجي وتعوذي وعدوك الانسي دار وداده تملكه وادفع بالتي فاذا الذي اما السنة الثانية فهي البسملة بان يقول الانسان بسم الله الرحمن الرحيم ويقرأ الفاتحة والفاتحة سبع ايات اولها الحمد لله رب العالمين. واخرها غير المغضوب عليهم ولا الضالين ودليل ذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي نصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالى حمدني عبدي ويقول عبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي ويقول عبدي ويقول عبد مالك يوم الدين يقول الله تعالى مجدني عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال الله هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم الاية قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم فتبين بهذا الحديث ان اول الفاتحة الحمد لله رب العالمين. اذا استفتح الانسان ثم تعود ثم بسمل وكل هذه سنن عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه يشرع في ركن هو قراءة الفاتحة والفاتحة سبع ايات بلا خلاف بين اهل العلم قول الله عز وجل ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. لكن علماء العد القرآني في عد السبع هذه من اين يبدأ فالعد الكوفي مثلا وهو الذي عليه رسم مصحف المدينة النبوية جعل رقم الاية الاولى بعد البسملة وهذا الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم دل على ان البسملة ليست اية من الفاتحة وهي سبع بان تكون الاية الاخيرة في رسم مصحفنا مقسومة الى ايتين وهي قول الله تعالى صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فتكون علامة الاية بعد قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم هذه الاية السادسة ثم التي تليها هي الاية السابعة وعلى هذا العد الحجازي وغيره. وهذا الحديث العظيم فيه بيان جلالة الفاتحة حتى ما الرب سبحانه وتعالى صلاة وجاء في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. وتأمل ما فيها من اسرار الخطاب بين الخالق والمخلوق ربي والمربوب وتودد الرب سبحانه وتعالى الى عبده بعد ان اظهر العبد حمده وثناء عليه وتمجيده الله عز وجل ما سأل وهداه الى الصراط المستقيم. واذا تأمل الانسان في اثناء قراءته الفاتحة تأمل معاني هذا الحديث اطمئن قلبه بالصلاة وضاق حلاوتها ولامام الدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رسالة نفيسة في تفسير سورة الفاتحة بسط فيها هذا المعنى كما ان له رسالة اخرى نفيسة اسمها مقاصد الصلاة طبعت باسم فضائل الصلاة ينبغي على المسلم ان يعتني بقرائتها وهي وريقات يسيرة يعرف بها المرء قدر ذوق الصلاة والاقبال على الله عز وجل فيها اما البسملة فهي اية في كتاب الله ولكنها ليست اية من كل سورة. بل هي اية مستقلة يؤتى بها في كل سورة سوى سورة براءة. فانه ليس فيها بسملة وليس فيها بدل رويت بها بدل خلافا لما يوجد في بعض المصاحف يكتب على الهامش عند ابتداء براءة اعوذ بالله من النار من كيد الفجار من غضب الجبار العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. وهذا خطأ ليس بصواب فهي ليس فيها بسملة وليس فيها شيء يدل على البسملة وليس فيها شيء بدل الماضي يدله. نعم. وليس فيها شيء بدل على البسملة. بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان البسملة ليست من سورة الفاتحة نبه على ان البسملة هي اية من كتاب الله لان الصحابة اجمعوا على الا يرسموا في المصحف الا ما هو منه ومن تل الصحابة فانه سار على نهجهم لان رسم المصحف سنة توقيفية ماضية لانها اما ان تكون بامر النبي صلى الله عليه وسلم او ان تكون باجتماع الخلفاء الراشدين كما قال محمد العاقب الشنقيطي رحمه الله تعالى في كشف العمى اسم الكتاب سنة متبعة كما نحى اهل المناحل الاربعة انه امنا بامر المصطفى او باجتماع الراشدين الخلفاء. وقد اجتمع الصحابة رضوان الله عليهم على كتابة البسملة في كل سوء سورة من سور القرآن الكريم الا براءة فدل على ان البسملة اية من كتاب الله عز وجل الا في هذه السورة. ثم نبه المصنف رحمه الله تعالى على ان سورة التوبة لا تستفتح ببسملة ولا ببدل عنها. وانما اذا اراد القارئ ان طه فانه يستعيذ. اما ما يوجد في بعض المصاحف القديمة من كتابة اعوذ بالله من النار ومن كيد الفجار الى اخيه. فهذا لا اصل له للنبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن احد ممن سبقه القراءة سنة متبعة واذا ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا سنة تلي قراءة الفاتحة وهو ان يقول الانسان اماما او مأموما او منفردا امين ومعناها اللهم استجب فتكون كالخاتم على الدعاء المتقدم. ومما مضى تعرف ان الفاتحة تعتريها اربع سنن ثلاث سنن تكون قبلها وسنة تكون بعدها فاما السنن التي تكون قبلها فهي قراءة دعاء الاستفتاح والاستعاذة والبسملة واما السنة التي تتبعها فهي قول امين وفائدة معرفة هذا ان تعلم انك اذا دخلت في صلاة جهرية والامام يقرأ في سورة وانت مأمور على الصحيح بان تقرأ الفاتحة فانه لا يشرع لك حينئذ ان اتي بهذه السنن لان الاستماع الى قراءة الامام واجب والواجب لا يسقط الا بواجب. فانما تكتفي بقراءة الفاتحة فقط من قول الحمد لله رب العالمين الى ولا الضالين ولا تأتي بالسنن المتقدمة عليها ولا السنة اللاحقة لها لان السنة لا تشغل عن واجب ثم يقرأ بعد ذلك سورة ينبغي ان تكون في المغرب غالبا بقصار مفصل وفي الفجر بطوال مفصل وفي الباقي باوساطه. والمفصل اوله قاف واخره قل اعوذ برب الناس سمي يوم في الصال لكثرة فواصله وطوال المفصل من قاف الى عم واوساطه من عم الى الضحى. بعد ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى قراءة الفاتحة ذكر ان مما يسن بعدها ان يقرأ الانسان سورة والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءته غالبا بخصال مفصل في المغرب وبطواله في الفجر وباوساطه في باقي الصلوات وسمي المفصل مفصلا لكثرة فواصله. يعني مواضع الفصل بين الايات. وقد اختلف اهل العلم في تقديم المفصل على اقوال ارجحها ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى تبعا لغيره من ان المفصل يبدأ من سورة قاف ثم هذا المفصل ينقسم الى ثلاثة اقسام. فالقسم الاول طوال المفصل وهو من قاف الى سورة عنا والقسم الثاني اوساطة وهي من سورة عم الى الضحى والقسم الثالث قصار المفصل وهو من سورة الضحى الى اخر القرآن الكريم وقد اشرت الى هذه الاقسام الثلاثة بقولي مفصل القرآن فابدأنه من غافل لي عمن لو ولو زكن واوسط الى الضحى انتهاؤه ثم القصار بعدها ختامه ولا بأس بل من السنة ان يقرأ الانسان احيانا بطوال مفصل. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ في المغرب والمرسلات رواه البخاري ومسلم بعد ان يقرأ السورة مع الفاتحة يرفع يديه مكبرا ليركع ويضع يديه على الركبتين مخرجتي الاصابع. ويجافي عضديه عن جنبيه ويسوي ظهره برأسه فلا يقوسه قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ركع لم لم يشخص رأسه ولم يصوره ولكن بين ذلك رواه احمد مسلم وابو داوود. اذا قرأ المصلي السورة التي تلي الفاتحة فانه يتهيأ للركوع ويكون ذلك بان يرفع يديه الى الموضعين الذين سبق ذكرهما في رفع يديه حذو منكبيه او الى فروع اذنيه ثم يكبر ليركع ويضع اليدين على الركبتين كانه قابض عليهما بهذه الصفة ويفرج اصابعه ويجافي عضديه عن جنبيه فلا تكونوا عضداه موضوعتين ازاء جنبيه الا ان يتضايقا الصفو عن ذلك فلا بأس لشدة الزحام كما يتفق احيانا في مجامع العظيمة في مكة المكرمة. اما مع السعة فان العبد مأمور بان تكون صلاته كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ركع وظع يديه على ركبتيه قابضا على الركبتين مفرجا اصابه عليهما مجابيا عضديه عن جنبيه. ثم يسوي ظهره برأسه فلا يقوسه يعني لا يرفعه رفعا شديدا ولا يصوبه تصويبا شديدا بل يكون مستقرا مستويا رأسه وظهره على زاوية واحدة. اما ما يفعله بعض الناس من ارتفاع الرأس على هذه الصفة او من خفض الرأس على هذه الصفة مبالغة بالركوع فكل هذا خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي جاءت في حديث عائشة المذكور ها هنا وهو مروي في صحيح صحيح مسلم ويقول سبحان ربي العظيم رواه احمد وابو داوود يكررها ثلاث مرات. اذا ركع المصلي فان مما اثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول في هذا المحل سبحان ربي العظيم ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المحل شيئان اثنان يذكرهما كثير من الفقهاء الاول زيادة وبحمده فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه زاد وبحمده بل الاحاديث التي فيها زيادة الحمد ضعيفة لا تثبت والامر الثاني التكليل ثلاث مرات فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقييد قولها بثلاث مرات ولذلك صحته ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى بل المصلي ان يأتي بما شاء منها ما دام راكعا فلك ان تقولها مرة ولك ان تقولها مرتان ولك ان تقولها ثلاث ولك ان تقولها اكثر من ذلك ما دمت راكعا. ويقول ايضا سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. رواه البخاري. رواه البخاري ومسلم. فهو حديث متفق عليه فينبغي ان يعزى الى الكتابين معا ويقول ايضا سبوح قدوس رب الملائكة والروح. هذا الذكر ذكر من الاذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع فيه ضبطان اثنان الاول فتح السين والقاف سبوح قدوس رب الملائكة والروح والثاني سبوح قدوس رب الملائكة والروح. فاذا ركع الانسان صاغ له ان يقول سبوح قدوس بفتح السين او يقول سبوح قدوس بضم السين والقاف ويكثر من تعبد الله سبحانه وتعالى سبحانه لما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فاما الركوع فعظموا فيه الرب ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده. رواه البخاري ومسلم رافعا يديه الى حذو منكبيه او الى فروع اذنيه. اذا انقضى الركوع شرع للمسلم ان يرفع رأسه ويقول في اثناء رفعه معاصرا بين القول والفعل سمع الله لمن حمده ثم يرفع يديه على الصفتين اللتين تقدمتا وقد مر بنا الان ثلاث مواضع ترفع بها اليدين على هذه الصفة اولها حال استفتاح الصلاة في تكبيرة الاحرام وتانيها حال الهوية الى الركوع وثالثها حال الرفع من الركوع ومما ينبه اليه لفت النظر الى ما سبق ذكره من انه يعاصر بين القول والفعل والمعنى انه يقرن قوله بفعله فاذا بدأت في الرفع من الركوع تبدأ في قول سمع الله لمن حمده ثم تتم هذه الجملة قبل ان تصل الى القيام لان هذه الجملة ليس محلها ان تقولها وانت قائم. فما يفعله بعض الائمة من قولهم سمع الله ثم تجد اكثر هذا الذكر يقولونه حال القيام. بل منهم كما رأينا من يرفع من الركوع ثم يقول سمع الله لمن حمده هذا خلاف المشروع عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ذهب بعض الفقهاء الى ابطال الصلاة اذا اتفقت هكذا وفي الابطال نظر لكن المقصود ان العبد ينبغي له ان لا يتساهل حتى يقوم بالكلية ولم يستتم هذا الذكر. كما انه لا يشرع ان تقوله وانت راكع فما يفعله بعض الائمة من قولهم حال ركوعهم سمع الله ثم يتمه وهو صاعد هذا خلاف السنة. فتقوله في الحال التي تكون في فيها منتقيا بين الرفع من الركوع الى قبل الحال التي تكون فيها قائما بعد الركوع