احسن الله اليكم معاني سورة الشرح. بسم الله الرحمن الرحيم. الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب. والى ربك فارغب قال تعالى ووضعنا وحططنا قوله في تفسيره في بيان معنى قوله تعالى ووضعنا وحططنا اي اسقطنا فاسقط الله سبحانه وتعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم وزره. نعم. وقال تعالى وزرك ذنبك ذكر المصنف وفقه الله ان الوزر المذكور في قوله تعالى ووضعنا عنك وزرك اي ذنبك؟ وما ذنب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ما الجواب وهل وهل عروض الغفلة عن ذكر الله عز وجل ذنب اذا ليس ذنبا منه صلى الله عليه وسلم. هذا كالموضع الذي ذكرناه لكم قبل. بعض المفسرين اوغلوا في بحث الذنب الذي للنبي صلى الله عليه وسلم هذا من الغلط. وقابلهم قوم فقالوا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ذنب. فاين قول الله سبحانه وتعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. والذنب مكتوب عليه صلى الله عليه وسلم بموجب الادمية. فان طبيعة بني ادم الخطأ. كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي في صحيح مسلم يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار. فاخبر ان الذنوب للادمية واصلح منه حديث انس عند الترمذي كل بني ادم خطاء الا ان هذا الحديث من رواية علي ابن مسعدة الباهلي احد الضعفاء وتفرد به عن قتادة. والمحفوظ في هذا المعنى حديث ابي ذر القدسي الذي ذكرته لكم. ومن بديع القالات ما ذكرت رواه ابو العباس ابن تيمية في التدميرية قال من اذنب فندم فتاب فقد اشبه اباه ومن شابه اباه فما ظلم انتهى كلامه يعني مشابهته لابيه ادم فانه وقع منه الذنب بطبيعة الادمية ثم ندم وتاب فما يقع النبي صلى الله عليه وسلم من الذنب هو بطبيعة الادمية. وليس في ذلك نقص منه صلى الله عليه وسلم. ولا من البحث عنه وانما يقال معنى هذه الاية ووضعنا عنك وزرك يعني حققنا عنك ذنبك تحقيقا لوعد الله عز وجل يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. نعم. وقال تعالى انقض اثقل. وقال تعالى عسر الشدة وقال تعالى يسرا سهولة قال فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا قال العسر الشدة يعني المذكور في الاية والمراد به العسر المعهود الذي اصاب النبي صلى الله عليه وسلم فبشر النبي صلى الله عليه وسلم بان العسر الذي عهده وعرفه انه سيصحبه يسر ثم كررت الاية الثانية تأكيدا لهذا المعنى. وليس في الاية الثانية معنى زائد بل هي للجملة المتقدمة اما ما شهر عند متأخر المفسرين من ان العسر في الاول هو العسر الثاني وان اليسرى في الاول هو اليسر في الثاني فذلك قول ضعيف كما بينه الطاهر ابن عاشور. اذ ذلك انما يصح على قواعد البلاغة اذا كانت الجملتان مفترقتين غير متتابعتين اما وقوعهما تتابعا فانما يدل على تأكيد الثانية للجملة الاولى. وما روي لن يغلب عسر يسرين لا يثبت فيه شيء لا مرفوع ولا موقوف. نعم. وقال تعالى فاذا فرغت فانصب فاذا فرغت من عمل فاقبل على عمل اخر. بين بين المصنف وفقه الله ان معنى قوله تعالى فاذا فرغت فانصب انك اذا فرغت من عمل باتمامه فانك تقبل على عمل اخر لان المؤمن لا ينبغي ان يكون لا شغل له فارغا بطالا. بل اذا فرغ من شغل يكتسب فيه امرا ينفعه في الدنيا او الاخرة فانه ينبغي له ان ينتقل الى غيره. ولما عرف المدركون لحقيقة العبادة هذا رأوا انه لا فراغ الا في الجنة. كما قيل لابي عبد الله احمد ابن حنبل يا ابا عبد الله متى الفراغ؟ فقال لا فراغ الا في الجنة. فالانسان لا يفرغ على الحقيقة الا في الجنة وهو في الدنيا. بين شغل فيه خير له او شغل فيه شر له. فالنفس اما ان تشغلها بالطاعة او ان تشغلك هي بالمعصية. فينبغي عليك العبد ان يقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في دوام اشغال نفسه لان الراحة حقيقة لا تكون الا لا بالاشغال. واما من ظن ان الراحة تكون بالتعطيل فذلك قول ضرره وبيل. قال ابراهيم الحربي اجمع العقلاء ان الراحة لا تنال بالراحة. اجمع العقلاء ان الراحة لا تنال بالراحة. يعني لان انس النفس هو اتساع الخواطر وانطلاق الاسارير لا يكون بالبطالة والعطالة ابدا. وانما باشتغال الانسان بما ينفعه فاذا اشتغل الانسان بما ينفعه اكتسب الراحة. نعم