قلتم وفقكم الله تفسير سورة العاديات بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا به نقعا فوثقنا به جمعا. ان الانسان لربه لكنود. وانه على ذلك لشهيد انه لحب الخير لشديد. افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور؟ وحصل ما في الصدور. ان بهم يومئذ لخبير. اقسم الله تبارك وتعالى بالخيل الجاريات في سبيل الله فقال والعاديات ضبحا. اي العاديات عدوى بليغا قويا يصدر عنه الطبح وهو صوت نفسها في جوفها عند اشتداد عدوها. فالموريات الموقذات بحوافرهن ما يطأن عليه من الاحجار قدحا فتقدح النار ويتوقد شررها من ضرب حوافرهن اذا عادون. فالمغيرات المباغتات الاعداء بما يكره صبحا فانهم كانوا لا يغيرون على القوم اذا غزوا الا بعد الفجر فتكون الغارة صباحا فاثرن به اي هيجنا واصعدنا بعدوهن وغارتهن نقعا وهو فوصفن به اي توسطن براتبهن جمعا وهم الاعداء الذين اغير عليهم. والقسم بالخيل على تلك الاوصاف لاجل وترويع المشركين بما اعد لهم من الجهاد والته. وجواب القسم هو قوله تعالى ان الانسان لربه لكنود. اي لكفور نعمة ربه وانه اي الانسان على ذلك الكفر لشهيد. في فلتات اقواله وافعاله. فيبدو منه على لسانه وفي تصرفاته ما يتضمن والشهادة على نفسه بكفر نعمة بكفر نعمة ربه وانه اي الانسان لحب الخير لحب الخير وهو المال لشديد اي خير الحب له وحبه اياه حمله على البخل به فصيره كفورا. المصنف في تفسير قوله تعالى وان لحب الخير لشديد ان الخير هنا المال حمله حبه على البخل به على اخلي به فصيره كفورا. فانتج هذا الخير الشر. لانه خير باعتبار قصده لا باعتبار اصله لانه خير باعتبار قصده لا باعتبار اصله. فان الخير نوعان احدهما الخير المطلق. وهو ما يكون الخير فيه لاصل وهو ما يكون الخير فيه لاصله. ومحله الامور الدينية. والاخر الخير المقيد. وهو ما يكون فيه الخير لقصده. ومحله الامور الدنيوية ومحله الامور الدنيوية. ومن الثاني المال المذكور في الاية فالمقصود بالخير في الاية المال. وعد خيرا باعتبار قصده فيما يحصل الانسان به من نفع نفسه ونفع غيره. وقد تنقلب تلك الخيرية الى شر وقتال ينقلب تلك الخيرية الى شر ما الذي يدل على ان المال قد ينقلب ان شاء الله قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم او لا اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. فكان من منشأ خسرانه غلبة المال على قلبه حتى الهاه ذكر الله عز وجل في ايات اخر فاذا غلب حب المال على القلب ولم ينتفع به العبد باخراجه الشرعية في نفع نفسه او غيره فانه ينقلب شرا عليه وعدوا له. نعم. احسن الله اليكم. قلتم وفقكم الله. ولهذا قال الله تحذيرا له وتخويفا. افلا يعلم هذا الكفور عن عقابه اذا بعثر ما في القبور؟ اي اثير ما فيها واخرج الله الاموات منها وحصل ما في الصدور فجمع واحصي ما فيها من كمائن الخير والشر. ان ربهم بهم يومئذ لخبير. اي مطلع على اعمالهم ومجازيهم عليها وخص قبره بيوم القيامة حين تبعثر القبور ويحصل ما في الصدور. مع انه خبير بهم في كل وقت المراد الجزاء بالاعمال الناشئ وعن علم الله بهم اطلاعه عليهم. ذكر المصنف في تفسير قوله تعالى ان ربهم بهم يوم اذ لخبير ما يدل على ان المراد بالخبر هنا هو خبر الجزاء. ان المراد بالخبر هنا هو وخبر الجزاء بما يجري على العبد من ثواب او عقاب على عمله وليس المراد بالخبر خبر العلم والاطلاع. فليس المراد بالخبر خبر العلم والاطلاع. لان خبر الله باعمال الخلق لا يختص بيوم القيامة. لان خبر الله في اعمال الخلق لا يختص بيوم القيامة. فقوله تعالى ربهم بهم يومئذ لخبير اي خبير بما لهم من جزاء في الثواب اول عقاب وهذا من اوضاع الخبر والعلم في القرآن الكريم انه يطلق ولا يراد به نوع العلم والخبر بل يراد به الجزاء على ما ذكر معه من عمل. كقوله تعالى في سورة البقرة وما من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلم اي علم جزاء لا علم اطلاعه فهو وان كان يدل على علم الاطلاع لكن يراد منه ما هو فوقه وهو علم الجزاء لان علم اطلاع لا يختص بالنفقة والنذر. بل هو عام في جميع الافراد من الاعمال التي تصدر من الانسان فلما خص المذكوران بايرادهما في الاية علم ان قوله فان الله يعلمه يعني علم جزاء عليه وهذا يفيد مدح المذكورين معه. فهو حث على الخلق ان ينفق النفقات وان ينذروا النذور فهذه الاية من دلائل ما يدل على ان من النذر ما هو نذر مطلوب يتعبد الله عز وجل به لانه مما محبوباته على ما تقدم بيان حقيقته في شرح شرح ثلاثة الاصول. نعم