قلتم وفقكم الله تفسير سورة الشرح بسم الله الرحمن الرحيم. الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب يقول الله تعالى ممتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم الم نشرح لك صدرك استفهام تقرير؟ اي شرحنا صدرك للاسلام وهو ناشئ عن شرح صدره الحسي الذي وقع مرتين اولاهما في صغره لما كان مسترضعا في بني سعد. والثانية ليلة اسري به في مكة بين يدي رواه ما مسلم ووافقه البخاري في الثانية. ذكر المصنف وفقه الله في تفسير هذه الاية ان الشرح بصدر النبي صلى الله عليه وسلم نوعان. احدهما شرح جسماني شرح جسماني ومحله جسم النبي صلى الله عليه وسلم. فشق صدره الشريف مرتين فشق صدره الشريف مرتين. اولاهما في صغره لما كان مسترضعا في بني مستعدين ولاهما في صغره لما كان مستودعا في بني سعد وثانيتهما في كبره. في كبره لما اسري به صلى الله عليه وسلم من مكة الى بيت المقدس. فبين يدي الاسرار به شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم وحصر الشر في مرتين هو اصح القولين. فمن اهل العلم من ذكر غير هذا كشق ثالث او رابع. والمحفوظ في الاحاديث الصحيحة ان شق صدره الجسماني وقع مرتين والاخر شرح روحاني شرح روحاني ومحل ايش؟ الجسم ولا الروح؟ روح النبي صلى الله عليه وسلم بما حشي به قلبه صلى الله عليه وسلم من الحقائق الدينية والمعارف الايمانية التي تنار بها قلبه فانشرح صدره لما انزله الله عز وجل عليه من دين الاسلام صلة بين الشرح الجسماني والشرح الروحاني ايوا يعني صار صار الصلة بينهما لا يعني ما علاقة الجثمان بالشرح الروحاني ها عبد الرحمن ايش اي هذا موقع الصدر لكن ما الصلة بينهما هما كيف تمام تاني والصلة بينهما ان الشرح الجسماني توطئة للشرح الروحاني. فان صدر النبي صلى الله عليه وسلم جسدا وجسما شرح ليوصل اليه الشرح الروحاني بامرين احدهما بالتخلية. احدهما بالتخلية باخراج حظ الشيطان منه باخراج حظ الشيطان منه والاخر بالتحلية بما حشي به قلبه من العلم والايمان. والاخر بالتحلية بما به قلبه من العلم والايمان. ثبت هذا في الصحيح في قصة شق صدره في اسرائه في الاسراء به صلى الله الله عليه وسلم. فاخرج جبريل علقة سوداء هي حظ الشيطان منه. ثم حشى قلبه بالعلم والحكمة. فكان الشرح الجسماني مقدمة يتوصل بها الى انزال صلى الله عليه وسلم الشرح الروحاني. وفي حديث الاسراء في قصة شق الصدر فوائد كثيرة فقهية من اهمها ما وقع في الحديث من ان جبريل غسله حينئذ بماء زمزم ففيه التبرك بماء زمزم على وجه اخر غير الشرب. وهو الرش والغسل ما جرى مجراه. والرواية التي وقع فيها رش الرأس عند احمد لا تصح. فهذا الحديث فيه بيان ان التبرك بماء زمزم بالرش والغسل ان هذا من جملة ذلك وليس من البدع احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله قوله ووضعنا اي حططنا عنك وزرك وهو الذنب الذي انقض اي اثقل ظهرك لك ذكرك فعلينا قدرك وجعلنا لك الثناء الحسن بما اشاع الله من محاسن ذكره بين الناس. وبما نزل من القرآن ثناء عليه وكرامة له وبالهام الناس التحدث بما جبله الله عليه من المحامد في اول نشأته. ومن اعظم ذلك ان الله قرن ذكره بذكره في الشهادتين. وله في قلوب امته من المحبة والتعظيم بعد الله تعالى ما ليس لاحد سواه. وقوله فان مع العسر وهو الشدة يسرا اي سهولة. والفاء فيه نصيحة تفصح عن كلام مقدر يدل عليه الاستفهام التقريريون اي اذا علمت هذا وتقرر فاعلم ان اليسر مصاحب للعسر فالعسر الذي عهد فهو علمته سيجعله الله يسرا والتنكير للتعظيم. وفي تكرارها بقوله ان مع العسر يسرا. تأكيد لتحقيق اضطراب هذا الوعد وعمومه ثم امر الله رسوله ذكر المصنف وفقه الله فيما يتعلق بتفسير قوله تعالى فان مع العسر يسرا ان تنكير اليسر فيه لافادة التعظيم. وهذا من مواقع مقاصد النكرة في كلام العرب. فان العرب ربما نكثرت الشيء اي لم تعرفه لارادة تعظيمه كهذه الاية ثم ذكر منفعة تكرار الاية في قوله تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. وهو تأكيد تحقيق اضطراب هذا الوعد وعمومه وهو تأكيد تحقيق اضطراب هذا الوعد وعمومه اي انه وعد متتابع مستمر للنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء انه لا يلحقه عسر الا وجاء الله سبحانه وتعالى بيسر معهم. فكل عسر احاط النبي صلى الله عليه وسلم فانه يقارنه اليسر وهو حق لكل احد من اتباعه صلى الله عليه وسلم فانه موعود بما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم من ان العسر الذي يحيط به سيأتي الله سبحانه وتعالى بعده اليسر. فالعسر الذي في الايتين عسر واحد واليسر الذي في الايتين يسر واحد. وليسا مفترقين. فالايتان لا تفيدان ان العسر يقع بين يسرين. فالرواية في هذا المعنى ضعيفة ولغة العرب تأبى هذا على ما بينه جماعة منهم ابو علي الجرجاني في نظم القرآن وابن هشام في مغن لبيب والطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوين. نعم. احسن الله اليكم. قلت وفقكم الله ثم امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في شكره والقيام بواجب نعمه فقال فاذا فرغت فانصب اي اذا فرغت من عمل باتمامه فاقبل على عمل اخر لتعمر واوقاتك كلها بالاعمال الصالحة. والى ربك فارغب فاعظم الرغبة اليه في مراداتك مقبلا عليه