الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل. والصلاة والسلام على محمد المبعوث قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمد. اما بعد فهذا شرح الكتاب الثالث. من برنامج جمل العلم في سنته الثالثة سبع وثلاثين واربعمائة والف. بدولته الرابعة دولة الامارات العربية المتحدة وهو كتاب الهام المغيث. في علم مصطلح الحديث. للعلامة عبدالرحمن بن ابي بكر الملا رحمه الله المتوفى سنة احدى وعشرين واربعمائة والف. نعم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين ولجميع المسلمين يا رب العالمين وانفعنا بعلمه في الدارين. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا سائلي عن الحديث مرتقبه. اقسامه خذها بنظم مقترب. ان الصحيح ما سنده ما سنده قل بلا شذوذ وبضابطين دل والحسن المعروف دون وبالظابط احسن الله اليكم بلا شذوذ وبضابط ندل والحسن المعروف. الطاعة عندكم مفتوحة ولا مكسورة؟ لضابطين لضابطين احدل لضابطين دل. نعم. ما يرضون اهل الحديث. مظابطين. بضابطين احسن الله اليكم. بلا شذوذ بضابطين والحسن المعروف دون الاول. رجاله لا كالصحيح المعتدي. اما الضعيف فهو دون الحسن لفقده شروطه فاستبن. ابتدأ الناظم رحمه الله هذه الارجوزة اللطيفة بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته ومراسلاته صلى الله عليه وسلم للملوك والتصانيف تجري مجراها ثم ذكر ان هذا النظم وقع اجابة لسؤال سائل سأله فقال يا سائلي عن حديث مرتقب اقسامه خذها بنظم مقترف. فالتمس منه احد التعريف باقسام الحديث وارتقب ذلك منه. فعمد رحمه الله وهو ممن الين له شعر وكان شاعرا باذخا مع علمه فنظم هذه الارجوزة اللطيفة التي جاء نظمها وفق ما ذكر في قوله بنظم مقترب فهو سهل المأخذ واضح عبارتي القلب لجماله ويبدي طرفا من علم مصطلح الحديث يسهل نواله ثم ابتدأ ما يذكره من اقسام الحديث التي اقتصر على مهماتها في هذه الارجوزة بذكر نوع الحديث الصحيح. ثم اتبعه بنوع الحديث الحسن ثم اتبعه بنوح الحديث الضعيف فمدخل علم مصطلح الحديث عند اهله معرفة هذه الانواع الثلاثة. لانها ام ما منه فان المقصود من معرفة علم مصطلح الحديث هو معرفة ما يقبل منه وما ايرد فالغاية المرادة منه معرفة المقبول والمردود. والمقبول والمردود من الحديث النبوي يرجعان تفصيلا الى هذه الانواع الثلاثة الصحيح والحسن والضعيف. فالحديث من حيث قبول ومن حيث القبول والرد نوعان. احدهما حديث مقبول والاخر حديث مردود. وجعل المحدثون قسمة الاول وهو الحديث المقبول نوعين فذكروا فيه الصحيح والحسن. ثم جعلوا قسمته ثلاثية لانها اكمل في تصويره. وان كانت حقيقة الامر انه ليس في الحديث الا مقبول او مردود لكن لتفاوت درجات القبول جعلوا اقسام الحديث باعتبار القبول والرد ثلاثة. اولها الصحيح وثانيها الحسن وثالثها الضعيف. وقدموها على سائر انواع علوم الحديث. لانها منها اعلى والرتبة الاقصى فغاية ما يؤمل من علم مصطلح الحديث ان يكون معراجا يوصل منه الى معرفة في احكام الحديث النبوية. وابتدأ باولها وهو الحديث الصحيح فقال ان الصحيح ما سنده اتصل بلا شذوذ وبضابطين دل. فبين رحمه الله ان الحديث الصحيح هو الحديث الجامع ثلاثة اوصافه. اولها اتصال سنده. وثانيها سلامته من الشذوذ وثالثها ضبط رواته. فهذه الاوصاف الثلاثة من الاوصاف التي تطلب في الحديث الصحيح. وضاق نظمه عن استيفاء ما ابعدها فانه بقي بعد هذه الاوصاف الثلاثة وصفان اخران احدهما ماء عدالة رواته. والاخر سلامته من العلة فالحديث الصحيح هو الجامع هذه الاوصاف الخمسة فاولها عدالة وثانيها تمام ضبطهم وثالثها اتصال سنده ورابعها فسلامته من الشذوذ وخامسها سلامته من العلة. وزدت بيتا تتم به مع بيت شيخنا رحمه الله هذه الاوصاف المطلوبة فقلت مع وصفهم بالدين والعدالة ولم يبن فيما رووا اعلالا. مع وصفهم بالدين والعدالة الا ولم يبن فيما رووا اعلاله وهذه الصفات الخمس تسمى شروط الحديث الصحيح تتحقق حقيقته المرادة عندهم. فالحديث الصحيح اصطلاحا ما رواه عدل تام الضبط ما رواه عدل تام الضبط. بسند متصل وسلم او غير معلل ولا شاب غير معلل ولا شاذ فهذا الحد يبين حقيقة الحديث الصحيح. وانه اذا انطوى على هذه المعاني صار صحيحا. ويوجد في عرفهم نوع من الحديث الصحيح لا يندرج في هذه الحقيقة المشهورة وهو ما سموه صحيحا لغيره. وهو عندهم الحسن المتعدد الطرق. فان اجتماعها يكسبه قوة تجعله صحيحة. فالحديث الصحيح نوعان. احدهما الحديث الصحيح لذاته وهو ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل غير معلل ولا شان. والاخر صحيح لغيره وهو الحديث الحسن المتعدد الطرق حسنة فكل واحد منها يحكم عليه بالحسن فاذا اجتمعت صار الحديث صحيحا لغيره. والحج المشهور يضيق عن ادراج النوع التاني في حقيقة الحديث الصحيح فهو قاصر عنها واشار الى هذا ابن حجر في كتاب الافصاح بالنكت على ابن الصلاح. ووعد رحمه الله انه ما يبين به حد يجمع بين هذا وذاك ولم يتم له ما وعد به. واشار الى مثل ما اشار اليه صاحبه السخاوي في التوضيح الابهى فانه ذكر ان هذا الحد المشهور مقتصر على بيان حقيقة الحديث الصحيح. والحدود يطلب فيها الجمع والمنع. بان تجمع الافراد الداخلة تحت تلك حقيقة وتخرج ما لا يندرج تحتها. فيحتاج الى جعل حد يبين به ما اجمعوا هذا وذاك. فيقال فيه الحديث الصحيح هو ما رواه عدل تام الضبط. او القاصر عنه اذا اعترض. ما رواه عدل تام او القاصر عنه اذا اعترض بسند متصل. غير معلل ولا شان غير معلل ولا شاذ. فان هذا الحد المذكور يجمع نوعي الحديث الصحيح تصير حدا جامعا. وتبين منه شروط الصحة. الخمسة التي تقدمت وما يقع نائبا عن احدها. فالشرط الاول هو عدالة الرواة والمراد بالعدالة الصلاح الديني. واحسن ما قيل فيه هو ان العدل من غلبت حسناته سيئاته. فاذا كثر اسم الحسنة على العبد عدلا اشار الى هذا الشافعي في الرسالة وابن حبان في صحيحه فهو المراد في عرف المحدثين والعبارة التي تواطأ عليها المتأخرون من قولهم العدالة ملكة تمنع صاحبها من اقتراف الكبائر وملازمة الصغائر. فان هذه عبارة اريد بها آآ بيان المعنى المقرر في الشرع بما يناسب مدارك الناس في علومهم. فهذا الحد ناشئ من العلوم العقلية. فان من العلوم العقلية علم الفلسفة. وعلم الفلسفة من مباحثه عندهم العشر ومن المقولات عندهم مقولة الهيئة والهيئة عندهم انواع منها الهيئة راسخة وهي التي تسمى الملكة. فقولهم ملكة تحمل صاحبها الى اخره يريدون بها الهيئة الراسخة التي عبر عنها الاوائل بمدلول الكتاب والسنة وما تعرفه العرب من ان العبد اذا غلب عليه اسم الحسنة وكان معروفا بها مع وقوع السيئة تبعا بطبع الجنس البشري ثبت له اسم العدالة والصفة الثانية تمام الضبط. والمقصود بالتمام كماله وينوب عنه قصور الضبط اذا اعتضد بغيره. والقصور المراد هنا ما ينفى في الحديث الحسن وهو خفة الضبط. فتارة يوجد في الصحيح تمام الضبط وهو الموجود في الصحيح لذاته وتارة يفقد ويوجد في رواته ايش؟ القصور عن تمام الضبط بخفته لكن يضم بعضهم الى بعض فيحصل من مجموعهم قوة تجعل في مقام ما ينوب عن تمام الضبط. والمراد بالضبط الحفظ. وهو نوعان. احدهما حفظ الصدر. بان يكون ما يرويه مضبوطا في قلبه او في صدره الذي محل العلم منه القلب. والاخر ضبط السطر. ويسمى ضبط كتاب بان يكون مرويه محفوظا في كتاب متقن سالم من التغيير والمحو والتبديل واشار الى هذين محررا حقيقتهما بشيء زاده على لا يوجد معناه عند غيره نظما شيخ شيوخنا حافظ الحكمي. اذ قال رحمه الله في لؤلؤ المكنون والضبط قبضان بصدر وقلم. فالاول الذي متى يسمعه لم ينسى بحيثما يشاء الداه مستحضرا اللفظ الذي وعاه والتاني من في صحبه قد حفظه وصانه لديه منذ سمعه حتى يؤدي منه اي وقت وسم ما يجمعه بالثبت فان هذه الابية اربعة من عيون ما في اللؤلؤ المكنون التي فقدت من غيره وهي حسنة الجمع ضبط الصدر وضبط السطر الذي يسمى ضبط الكتاب وضبط القلم كما وقع في نظمه الله تعالى والشرط الثالث اتصال السند وسيأتي ذكر حقيقته في بيت مفرد عند المصنف والشرط الرابع السلامة من العلة بان يكون الحديث سالما من العلة الموهنة له. ويسمون الحديث الذي اعترته علة بالحديث المعلل وهو الحديث الذي اطلع على علته بالقرائن وجمع الطرق وهو الحديث الذي اعلى علته بالقرائن وجمع الطرق والعلة عندهم هي سبب خفي رادح في صحة الحديث سبب خفي قادح في صحة الحديث. وقد يذكرون في كتب العلل ما ليس خفيا توسعا. والا اصل العلم العلة عندهم الاسباب الخافية. التي لا يطلع عليها الا مع المهارة في علم الحديث واتساع النظر فيه ومعرفة مراتب رواته وجمع طرقه واختلافهم. فاذا وجدت في الكتب المصنفة في العلل ككتاب العلل لابن ابي حاتم او ومعرفة الرجال للامام احمد او العلل للدارقطني. ما ليس سببا خفيا فاعلم انه لا يمحو اسم الخفاء عن العلة وانما هذا من باب التوسع انهم يذكرون اسباب الضعف وان كانت ظاهرة ويدرزون ذلك في اسم العلل والشرط الرابع الشرط الخامس السلامة من الشذوذ وستأتي في كلام المصنف في بيت مفرد. ثم اشار رحمه الله الى نوع الحديث الحسن فذكره بقوله والحسن المعروف دون الاول رجاله لا كالصحيح المعتلي ولم يبين رحمه الله وجه كونه دون الاول تفصيلا وانما ما اجمله فقال رجاله لا كالصحيح المعتري اي انهم ينزلون اي انهم ينزلون عن رتبة رواة الحديث الصحيح فينزل حديثهم ويكون حسنا. ولم يبين ما نزلوا به وهو عند المحدثين خفة الضبط. فراوي الحديث الصحيح موصوف بانه تام الضبط. واما راوي الحديث الحسن فانه موصول بخفة الضبط. واشرت الى تتميم هذا المعنى بقولي بعد قول شيخنا لخفة الضبط اذا رواه لخفة الظبط اذا رواه وسائر الشروط محتواه بخفة الظبط اذا رواه وسائر الشروط اي بقية الشروط المذكورة في نوع الحديث الصحيح موجودة باقية سوى الضبط فقط فصار الحديث حسنا. فالحديث الحسن اصطلاحا ما رواه عدل خف ضبطه. ما رواه عدل خف ضبطه بسند متصل غير معلل ولا شاذ. فيفترق الحديث الصحيح والحسن في الضبط تماما خفة. والحديث الحسن نوعان. احدهما الحسن لذاته. وهو المتقدم ذكره اخر الحسن لغيره وهو الحديث الضعيف اذا تعددت طرقه وخف ضعفه الضعيف اذا تعددت طرقه وخف ضعفه. فتقوية الحديث الضعيف حتى يكون حسنا مشروطة عندهم بامرين احدهما كثرة الطرق فان لم تتعدد طرقه بقي على ضعفه والاخر ان يكون الضعف المنفي في هاء الموجود فيها خفيفا غير شديد. فانه اذا كان طرقه شديدة الضعف لم يقوي احدها الاخر فاذا امكن اجتماعها بكثرتها مع خفة ضعفها اكتسبت قوة بمجموعها. وارتفعت عن رتبة ضعيف الى رتبة الحسن لغيره. وما ذكرناه انفا من كون الحد المذكور للصحيح مقتصرا على الصحيح ذاته يفقد منه. الصحيح لغيره فكذلك يقال هنا ان الحج المذكور يفتقد منه ادراك الحديث الحسن لغيره فيه وتحصيلا لاجتماعهما يقال الحديث الحسن اصطلاحا هو ما رواه عدل خف ضبطه ما رواه عدل خف ضبطه او ضعف واعتضد او ضعف اعتضد بسند متصل غير معلل ولا شاذ بسند متصل غير معلل ولا شاذ فهذا الحد يجمع نوعين الحسن لذاته ولغيره. واشار الى طلب تحقيقه في علم مصطلح الحديث رجلان من جهابذته هما ابن حجر والسخاوي كما ذكرت لك. وتحقيق العلوم توقوا اليه نفوس اهله وقد يفقد منهم تارة. فما انتهوا اليهم من التحقيق ينبغي ان يكون منطلقا لنا في طلب تمييز ما اشاروا اليه من افتقار هذه المسألة او غيرها الى تحقيق. وهذا كثير في كلامهم فانك تجد يقول وهذا وان كان مشهورا ففي النفس منه شيء ويذكر دليلا يقدح في ذلك المعنى المتقرر سواء في ابواب الطلب او في ابواب الخبر ومثل هذه المعاني تستدعي من محبي الشرع الراغب في معرفة معاني الكتاب السنة اي تكون نفسه طماحة الى تحقيق علومه بالالة المعتمدة والجادة المرعية فانه ليس كل من ادعى التحقيق يكون صادقا في دعواه اذا كان خلوا منه. فانك تسمع اشياء تتعلق بتحقيق العلم هي تفريق له لابد ان يكون بجادة معتمدة. فالذي يزيف اقوال اهل العلم بالتسفيه او وصفها بالبطلان وهو وهي قول جمهورهم او نحو ذلك من يرحمك الله. او نحو ذلك من العبارات الفجة الواسعة هذا مما لا تحمد عاقبته فالمرء اذا اوتي علما نافعا يرزقه الله عز وجل بنفع هذا العلم طريقة اهله به في معرفة حرم العلماء ورتبهم. وان ما وصلت اليه هو بعد فضل الله محض فضلهم. فهم الذين دللوا لك العلوم وجمعوا لك متفرقها وصنفوها في تصانيفها. فاذا بدر لك شيء من التحقيق بدليله فاحسن رعاية حرمتهم واعرف قدرك بينهم. وليس بابي على فضل الله ان يفتح لاحد ما لم يفتح لغيره لكن الشأن في صحة اقامة الدليل على صحة ما ذكره. فاذا قيل ان هذا الحد او غيره يحتاج الى ما يضبط به ونقل ذلك عن ابن حجر والسخاوي وهما هما في مصطلح الحديث علم ان لهذا القول مقامه وانه ما شغل بما شغل عنه فلم يتهيأ لهما تحقيقه كابن حجر فانه وعد به في كتاب الافصاح واقترنته المنية قبل تتميم كتاب الافصاح بالنكت على ابن الصلاح. وكذلك كتاب السخاوي هو كتاب متأخر. ويوجد هذا عند ثم ذكر النوع الثالث فقال اما الضعيف فهو دون الحسن لفقده شروطه فاستبن ضعيف في مرتبة دون الحسن. وحده المصنف بانه ما فقد شروط الحسن. واذا فقد شروط الحسن فاولى ان يكون فاقدا شروط الصحيح. فالعبارة الجامعة ان يقال الحديث الضعيف هو ما فقد شروط القبول الحديث الضعيف هو ما فقد شروط القبول فيندرج في ذلك ما يتعلق بالحسن وبالصحيح الى تقويم بيت شيخنا بقول اما الضعيف فهو دون الحسن لفقده قبوله فاستبني لفقده قبوله فاستبني اي لفقد شروط القبول فاستبن ذلك وكن منه على بينة. وهذا النوع من انواع علوم الحديث حد بما يبينه وجودا ام فقدا؟ فقدا فقدا حد بما يبينه فقدا. فالحديث الضعيف فيه عدمية وهذه العدمية متعلقة بشروط القبول. نعم. احسن الله اليكم. قال الناظم رحمه الله تعالى وما الى النبي او نسب فذا هو المرفوع فاحفظه تصبه. وما على قول الصحابي قصر ما هو الموقوف يا ذا المبتصر؟ وما باسناد له قد اتصل فذا هو الموصول حيثما حصل مرسل من تابعي قد رفع كقوله عن النبي المتبع. وما اتى عن تابع موقوفا ذاك مقطوع اتى معروفا. ذكر المصنف رحمه الله زمرة اخرى من اقسام علوم الحديث مبتدأ بذكر حقيقة المرفوع. فقال وما عزي الى النبي او نسب فدا هو المرفوع فاحفظه تصب. فالحديث المرفوع اصطلاحا هو ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الاضافة عندهم لها اربعة مواضع احدها الاظافة بالقول وثانيها الاضافة بالفعل. وثالثها الاضافة بالتقرير. ورابعها الاضافة بالوصف فالحد الجامع للمرفوع انه ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او وصف. ثم ذكر نوعا اخر فقال وما على قول الصحابي قصر اهو الموقوف يا ذا المبتصر؟ وهذا نوع الموقوف. وبين ان الموقوف يتعلق عزوه بالصحابي فالحديث الموقوف اصطلاحا هو ما اضيف الى الصحابي. ويقال فيه في مواضع الاظافة ما تقدم قوله من كونها تتعلق بالقول والفعل والتقرير والوصف. فالموقوف اصطلاحا هو ما اضيف الى الصحابي من قول او في علي او تقرير او وصف. وقوله رحمه الله وما على قول الصحابي قصر خرج الغالب في ان اكثر ما يضاف اليهم هو هو الاقوال. فان اكثر المنقول عن الصحابة يكون اقوالا ويندر ذكر غير ذلك بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم. فان المنقول عنه منه كثير من الاقوال ومنه كثير من الافعال فاقتصاره على ذكر القول باعتبار الغالب في المنقول عنهم والا فغيره كالفعل والتقرير والوصف تكن به ولو ان المصنف قال وما على شأن الصحابي قصر فدا هو الموقوف يا ذا المبتصر لكان اقوم فان الشأن يندرج فيه القول والفعل والتقرير والوصف. ثم ذكر نوعا اخر فقال وما باسناد له قد اتصل فذا هو الموصول حيثما حصل. وهذا نوع اخر من انواع علوم الحديث يسمى بالحديث الموصول والحديث المتصل ويكون الوصف له بالاتصال باعتبار اسناده فهو من اوصاف فهو من انواع علوم الحديث المستفادة من الاسناد. وبه تعلق ما تقدم بشرط الحديث الصحيح والحسن ان يكون بسند متصل. فالمتصل عندهم ما اخذه. كل راوي عن من فوقهم بطريق من طرق التحمل ما اخذه كل راوي عن من فوقه بطريق من طرق التحمل اي طرق الرواية. فان نقل الحديث يسمى تحملا. وتبليغه يسمى اداء وله عند المحدثين طرق معروفة من اعلاها السماع. بان هنا كل راوي سمع الحديث عن من فوقه. فمثلا قول البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك الى تمام ما يروي به عادة عن نافع بن عمر وقد كرره البخاري في اكثر من خمسين موضعا بهذا الاسناد في صحيحه. فرواية البخاري عن شيخه واقعة سماعا بان حدثه وكذا ما فوقه واقع سماعا بان اخبره وتارة يصرح بالسماع فيها ويقال ويذكر هذا فهذا اعلى ما يكون من الاتصال. ثم ذكر المصنف رحمه الله نوعا اخر فقال ومرسل التابعي قد رفع كقوله عن النبي المتبع. وهذا يسمى الحديث المرسل وهو عندهم ما اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحد الذي ذكره شيخنا في نظمه تقريبا احسن مما ذكره البيقوني في قوله ومرسل منه الصحابة اي سقط. اذ لو كان المجزوم به ان الساقط صحابي لما كان سببا لضعفه. لكن الحامل على تضعيفه هو جهالة الصادق او هي جهالة الساقط. قال العراقي في الفيته ورده جماهر نقاد للجهل بالساقط في الاسناد ورده جماهر النقاد للجهل بالساقط في الاسناد فالاقوم ان يقال كما ذكر شيخنا انه الحديث الذي اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه عندهم الضعف. والى حكمه وحده اشرت بقول في ذوق الحديث الحديث ما قد رفع ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف. والتابعي هو من لقي الصحابي يا مؤمنا ومات على ذلك. ثم ذكر نوعا اخر في قوله وما اتى عن تابع موقوفا فذاك مقطوع اتى معروفا. وهذا النوع المذكور في هذا البيت هو الحديث وقوله موقوف اي منتهيا بالمعنى اللغوي الى التابعين ولا يريد به المعنى المتقدم الموقوف لاختصاصه بالصحابي. فالحديث المقطوع هو ما اضيف الى التابعي من قول او فعل او تقرير او وصف. والحديث المقطوع نوعان. احدهما مقطوع اصلي وهو الواقع كذلك في التابعين. وهو الواقع كذلك في التابعين. والاخر مقطوع بالتبعية وهو ما اضيف الى من بعدهم. فالمضاف الى اتباع التابعين او اتباع اتباع التابعين فمن بعدهم كالمروي عن الشافعي او احمد ابن حنبل او وغيرهما فمثل هذا يصح فيه اسم المقطوع بشرط تقييده فيقال مقطوع عن الشافعي او حديث مقطوع عن احمد اشار الى هذا وهو من دقائق افاداته المغمورة في بحره المتلاطم ابن حجر في نزهة النظر. وهذا الكتاب مع كون الناس يرونه كتابا تعد صغيرا لكن فيه علما كثيرا. يتمكن منه بحسن تحليل عباراته. وتصور مسائله والنظر الى ما القاه على اصحابه الذين كتبوا عنه حواشي على نزهة النظر كابن ابي شريف وابن قطوم لغة في اخرين وهي من اولى ما يعتد به في النظر الى كتاب نزهة النظر. ومحصل تقدم ذكره ان الحديث باعتبار من يضاف اليه ثلاثة انواع ان الحديث باعتبار من اليه ثلاثة انواع. اولها الحديث المرفوع وهو ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او وصف. وثانيها الحديث الموقوف وهو ما اضيف الى الصحابي رضي الله عنهم من قول او فعل او تقليد او وصف. وثالثها الحديث الموقوف الحديث المقطوع وهو ما اضيف الى التابعي رحمه الله من قول او فعل او وصف او تقرير او وصف. ويمكن ان زاد تبعا لما افاده ابن حجر في نزهة النظر بان يقال او كان ذلك عن غيره قيد او كان ذلك عن غيره مقيدا مما تقدمت تسميته بالمقطوع التبعي. وهذه القسمة التي ذكرناها هي قسمة اخرى بعد القسمة الاولى فقد تقدم ان الحديث ثلاثة انواع الصحيح والحسن والضعيف تلك القسمة له باعتبار ما اضيف. القبول والرد. وهذه القسمة باعتبار ما يضاف اليه من يضاف اليه نعم. احسن الله اليكم. قال الناظم رحمه الله تعالى وما لاحاد رواته سقط. منقطع عن في الصحيح قد هبطه. والمعضل الساقط منه اثنان على التوالي فاتبع بياني. وما من الاسناد او اولا حدث معلق لا وسط بلا عرف. ومن يكن لشيخه قد اسقط. ومن يكن لشيخه قد ذاك مدلس كما قد ضبط. ذكر المصنف رحمه الله زمرة اخرى من انواع علوم الحديث فقال في صدر هذه الابيات وما لاحاد رواته سقط منقطع عن الصحيح قد هبط مشيرا الى نوع من انواعه يسمى الحديث المنقطع. مع بيان حكمه فان قوله عن الصحيح قد هبط يشير الى حكمه بانه نازل عن رتبة الصحيح. والصحيح هنا بمعنى المقبول. لا انه كونوا حسنا وانما مراده انه ينزل عن رتبة القبول فيكون حديثا مردودا. فمن اسباب رد الحديث انقطاع سنده. وهذا النوع المسمى بنوع المنقطع. من شرطه ان يكون الساقط واحدا ان يكون الساقط واحدا في محل واحد فاذا تتابع هو وغيره لم يسمى منقطعا وانما يسمى معظلا كما سيأتي فان تغير المحل ساغ سقطه ايضا كأن يكون ساقطا في شيخ شيخ الراوي ثم ساقطا في شيخ شيخ شيخ الراوي. فاذا كان واحدا في محل واحد متعددا فهذا لا عنه اسم الانقطاع وانما يمحوه عنه لو توالى كما سيأتي ذكره. فالحديث المنقطع عندهم هو ما سقط هو ما سقط فوق مبتدأ اسناده. واحد ما سقط فوق مبتدأ اسناده واحد او اكثر. لا على التوالي غير صحابي. من سقط من مبتدأ فوق مبتدأ اسناده واحد او اكثر لا على التوالي غير صحابي. فقولنا ما سقط اشارة الى ان هذا الوصف يثبت بسقوط راو وهذا الراوي محله فوق مبتدأ الاسناد ومبتدأ الاسناد شيخ المصنف. فانه لو كان المصنف ساقطا لم يسمى منقطعا وانما يسمى معلقا. ويكون هذا السقوط بواحد او اكثر لكن هذه الاكثرية لابد ان تكون في غير محل واحد لتسلم مما ذكره بقوله لا على التوالي. فاذا توالى الساقطان صار معضلا كما سيأتي. غير صحابي وهو سورة الظاهرة للمرسل. فالسورة الظاهرة للمرسل كانه سقط منه صحابي بالاقتصار على نسبته الى تابعي ثم ذكر نوعا اخر من انواع علوم الحديث وهو المعضل فقال والمعضل الساقط منه اثنان على فاتبع بياني. فالحديث المعضل ما سقط فوق مبتدأ اسناده اي فوق شيخ المصنف. ما سقط مبتدأ اسناده اثنان فاكثر على التوالي ما سقط فوق مبتدأ اسناده اثنان فاكثر على التوالي فشرطه ان يكون السقوط فيما فوق شيخ المصنف. وان يكون تواليا. باثنين او اكثر وانما غلب ذكر الاثنين بالاقتصار عليهما لانه يقل ان تجد السقوط اكثر من اثنين. فيكون نادرا والنادر لا يراعى كثيرا في الحدود. ثم ذكر نوعا اخر من انواع علوم الحديث فقال وما وما من الاسناد اولا حذيت معلق ذا وسط بذا عرف. وهذا النوع وهو نوع المعلق يكون الحذف في اوله يعني مبتدأ فالحديث المعلق اصطلاحا هو ما سقط من مبتدأ اسناده واحد او اكثر ما سقط من مبتدأ اسناده واحد او اكثر. فاذا وجد السقف مبتدأ اسناد وهو شيخ المصنف ثبت اسم تعليق. فمثلا لو قدر ان البخاري رحمه الله يروي احاديث في كتابه بالاسناد المتقدم حدثنا عبد الله ابن يوسف قال اخبرنا مالك عن نافع ابن عمر فوقع عنده في موضع وقال مالك عن نافع عن ابن عمر فان فعل البخاري هذا يسمى تعليقا ويكون هذا الحديث معلقا لان الساقط هنا هو مبتدأ اسناده وهو شيخه عبد الله ابن يوسف التنيسي رحمه الله. ثم ذكر نوعا اخر فقال ومن يكن لشيخه قد اسقط فذاك وذاك مدلس كما قد ضبط وهو نوع الحديث المدلس وهو عندهم ما رواه راو عن من سمع منه ما رواه راو عن من سمع منهم ولم يسمع ذلك الحديث بعينه. ولم يسمع ذلك الحديث بعينه بصيغة احتملوا وقوع السماع بصيغة تحتمل وقوع السماع. نحو قال وعن اسم الحديث المدلس يتحقق بهذه الاوصاف الثلاثة. فاولها ان يكون قوي ثبت اصل سماعه من شيخه فله منه سماع. والا اذا لم يكن له منه سماع فانه يصير منقطعا يصير منقطعا لانه لم يروه عنه. وثانيها ان يكون ذلك الحديث بعينه لم يسمعه منه فتقوم بينة على ان هذا الحديث لم يروه عنه وانما رواه عن احد عنه وثالثها ان يأتي بصيغة تحتمل وقوع السماع. نحو قال وعن فقال وعن ليستا في السماع وانما يحتملان السماع وغيره. فقد يكون سمعه وقد لا يكون سمعه. فاذا اداه بصيغة لا تحتمل وقوع السماع لم يصح ان يكون حينئذ مدلسا مدلسا. فمما ممن نسب الى التدليس ابو معاوية محمد بن حازم الضرير. الكوفي. صاحب الاعمش. ووقع في حديث عنه انه قال حدثت عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة فهو وان كان موصوفا بالتدليس لكن هذا الحديث لا يصح ان يقال انه دلس فيه لماذا؟ للصيغة لان هذه الصيغة صريحة في انه لم يسمعه منه وان كان قد غيره من الحديث. ودائرة التدليس اعم عند المحدثين من اسم الحديث المدلس فانه اذا صح ما تواطأ عليه الفقهاء واصلهم من علم القانون مما يسمى بالنظريات الفقهية فالحديث مشتمل على نظريات حديثة حديثية لا اعلم احدا اعتنى بجمعها فتجد بابا واسعا في الحديث ترد اليه انواع مختلفة منه باب التدليس. فالتدليس اوسع من الحديث المدلس. فالحديث المدلس يختص بالمعنى الذي ذكرنا. لكن اذا وقفت على كلامهم في انواع التدليس وزدته بمده مما وقع في كلامهم في الرجال تجد انواعا كثيرة من التدريس لا تندرج تحت ما ذكر المحدثون في علوم مصطلح الحديث عند بيان الحد. وان كان بعضهم اذكرها تبعا كالذي يسمونه تدليس الشيوخ بان يسمي شيخه بغير ما عرف به اما لضعفه او لمحبة الانفراد به او لكراهة التحديث عنه مع كونه قريب السن منه فيعميه عن الناس كقول البخاري حدثنا عبد الله ابن محمد الكوفي فان هذا الشيخ هو ابو بكر ابن ابي شيبتاه واكثر اصحابه يذكرونه بهذا. ففعل البخاري رحمه الله عدول عن الاسم المشهور فهذا عند قوم يسمى تدريس الشيوخ. والبخاري بريء من ارادة ذلك. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة والبخاري ابعد خلق الله عن التدليس. انتهى كلامه. فالذي وقع منه ونسبه بعضهم الى التدريس في هذا انما هو اعتبار ما كان يقع في نفسه من اسمه في ذكر اسمه لانه كان شديد اللصوق به واللزوم له فليس ما وقع منه كالذي وقع من ابي نعيم الاصبهاني والخطيب البغدادي رحمهم الله من تعميتهما اسماء لشيوخ من شيوخهما لئلا ينسبان الى قلة الرواية او روايته عن من هو قريب في سنهما فعمدا الى ذلك وصنعه فهذا يسمى تدليس فاذا اردت ان تدخل تدريس الشيوخ في الحد المتقدم تعذر ام لم يتعذر؟ تعذر فالذي تقدم ما رواه راو عن من سمع منه ولم يروي ذلك مع ذلك الحديث بعينه عنه بصيغة تحتمل سماع وقوع السماع مثل عن وقال فمثل هذا لا يوجد في هذا المعنى. فالتدليس باب كبير ومن دقائق العلم وضنائن الافادات ما يتحصل من كلام الجرجان في مختصره وملا حنفي في شرحه ان ليس عند المحدثين اخفاء عيب في الرواية على وجه يوهم ان لا عيب فيها. اكتبوه اخفاء عيب في الرواية على وجه يوهم ان لا عيب فيها. فكل ما يذكر من انواع التدريسي يرجع الى هذا. فتدريس الشيوخ يرجع ام لا يرجع؟ يرجع. هو اخفى عيب كأن يكون شيخه صغيرا او انه قليل الشيوخ فاخفاه لاجل هذا ومثله عندهم تدليس البلدان فيعمي بلدا باسم بلد اخر ليكون ممن نسب الى الرواية اية والشهرة والرحلة في الحديث فيقول مثلا حدثنا فلان وراء النهر فيذهب اهل الناس الى ما النهر مما كان يسمى بهذا من البلاد الموجودة اليوم في جهة الاتحاد السوفيتي سابقا مما تفرقت شمل دوله اليوم ويكون قد وقف وراء نهر من الانهار الموجودة في الشام او في مصر وقرأ على شيخه هناك فيحدث بذلك. فمثل هذا يسمى تدريس البلدان وفيه انواع كثيرة. والذي يوجد في كلامهم في الرجال ازيد مما وجد في كلام مصطلح الحديث. ولذلك مما ينبغي ان يعتني به طالب العلم بعد تحصيله علم مصطلح الحديث تحصيلا جيدا ان يعتني بقراءة كتب الرواية فانه سيجد فيها معان من علوم مصطلح لم تقيد في كتبه حتى انك تجد انواعا عدها الاوائل في علوم الحديث ولم يعدها المتأخرون فمثلا في معرفة علوم الحديث للحاكم رحمه الله عد من انواع علوم الحديث معرفة درايته وفقهه وتكلم بكلام في ذلك وهذا النوع لا تجده معدودا في الانواع التي بلغها السيوطي قريبا من التسعين وزاد عليه غيره بعد ضم كلام الاوائل الى ذلك فانت اذا قرأت في علوم الحديث فاتقنتها فاحرص بعد ذلك عند قراءة كتب الحج المدونة ان تقيد ما يوجد من معانيه. فستجد في ذلك اشياء تبين معان عند المتقدمين او كرروا اشياء غمضت عند المتأخرين لان المتأخرين صارت عادتهم تضيق العبارة بالعلوم لاختصارها. فتصير عبارتهم غامضة وعبارة الاوائل تم وانفع ومثل هذا في سائر العلوم حتى في العلوم الاصلية فالعلوم الاصلية تجد في الكتاب والسنة اشياء تتعلق بمسائل مما قيده الناس في ذلك. وتبقى رواية ذكرها بعضهم في حديث وذكر الكلام عليها. ثم لا تجد مدونا ما يتعلق بها في الكتب التي قررت هذا في ابواب الخبر او في ابواب الطلب. نعم احسن الله اليكم. قال الناظم رحمه الله تعالى ان الغريب فهو ما رواه فرد من الرواة لا سواه ومن يكن قد خالف الثقات حديثه شذ لدى الرواة. والمنكر الذي لمتنه جهل. من غير راويه ولم يكن قبل وما روي منه وما روي من اوجه مختلفة عن واحد مضطرب عن واحد مضطرب فلتعرفه. واخر الاقسام ما كان وضع. وعزمه الى النبي قد منعت ذكر المصنف رحمه الله تعالى زمرة اخرى من انواع علوم الحديث ابتدأها بنوع الغريب. واشار الى ان الغريب ما رواه فرد واحد من الرواة فقال اما الغريب فهو ما رواه فرد من الرواة لا سواه. فالحديث الغريب اصطلاحا هو ما حصرت طرق روايته في واحد. ما حصرت طرق روايته في واحد افاده ابن حجر في تصرفه في نخبة نخبة الفكر ثم اشار الى نوع اخر فقال ومن يكن قد خالف الثقات حديثه شدال ذا الرواة. فالحديث شاد عندهم مشتمل على على مخالفة. وهذه المخالفة كائنة للتقات دون غيرهم. فالحديث اصطلاح والحديث الذي خالف فيه المقبول من هو اولى منه. الحديث الذي خالف فيه المقبول من هو اولى منه. والراوي المقبول هو راوي الحديث الصحيح والحسن. فقولهم عند ذكر الشاذ مخالفة الثقات يريدون بالثقة المعنى العام ممن له معنى العدالة والضبط فيندرج في ذلك الثقة الثبط هو راوي الحسن خفيف وراوي الحسن خفيف الظبط. ثم ذكر نوعا اخر وهو المنكر فقال والمنكر الذي لمتنه جهل من غير راويه ولم يكن قبل. والمستفاد من كلامه ان المنكر هو من تفرد هو الذي تفرد به من لا يحتمل تفرده. من تفرد به من لا يحتمل تفرده. وهذا المعنى للمنكر هو الاصل الكلي لنظرية المنكر عند المحدثين فاسم المنكر عند المحدثين يقع على معان الجامع لها هو هذا الوصف وهو تفرد من لا يحتمل التفرط ومن افراد هذا المعنى الذي استقر عند المتأخرين. وعليه ارباب الفن. فالحديث المنكر عند هو ما رواه هو الحديث الذي يخالف فيه الراوي الضعيف والحديث الذي يخالف فيه الراوي حديد الراوي المقبول هو الحديث الذي يخالف فيه الراوي الضعيف الراوي المقبول. فتكون المخالفة هنا واقعة من راو ضعيف. يخالف في مرويه راويا مقبولا من رواة الحديث الصحيح او الحسن هذا هو الذي خص باسم الحديث المنكر عند المحدثين. ولو بصرت باصله لوجدت ان المعنى الذي ذكره جماعة انه تفرد من لا يحتمل تفرده لوجدت هذا موجودا فان هذا الراوي تفرد به على وجه لا يحتمل منه لضعفه. فكذا ممن قد يلقى عليه اسم حديث المنكر فتجده لاجل تفرد بمن لا يحتمل تفرده كوقوع الكلام من جماعة من الحفاظ كالبخاري او احمد او ابي زرعة او ابي حاتم الرازيين من قولهم في راوي حديث هو من الثقات منكر. فانهم عندهم جعلوه منكرا مع كونه من رواية الثقة والمتأخرون قد اصطلحوا على تخصيصه بانه يكون من روايه الضعيف بالنظر الى الاصل الكلي للنكرة وهو تفرد من لا آآ يحتمل تفرده. ثم ذكر المصنف نوعا اخر فقال وما روي من اوجه مختلفة عن واحد مضطرب فلتعرفه. المذكور هنا هو الحديث المضطرب وهو عندهم ما روي على اوجه مختلفة لم يمكن الجمع بينها ولا الترجي ما روي على اوجه مختلفة لم يمكن الجمع بينها ولا ترجيح احدها. فالحديث المضطرب يجمع وصفين احدهما روايته على اوجه مختلفة والاخر تعذر التوفيق بينها. او ترجيح احدها. تعذر التوفيق بينها او ترجيح احدها فتارة يمكن الجمع بينها بان يكون الراوي سمعه على هذا الوجه وسمعه على هذا الوجه حديث مجاهد عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة صاحبي الجريدتين في غرسهما على القبر ورواه مجاهد عن ابن عباس ايضا فهذا مما رواه ابن عباس مما رواه مجاهد عن ابن عباس مباشرة ورواه ايضا عن طاووس ابن كيسان اليماني عن ابن عباس فمثل هذا امكن الجمع بينهما وتارة يمكن بان يكون هذا هو المحفوظ وغيره غلط. وتارة يتعذر فهذا هو الذي يسمى بالحديث المضطرب. ثم ختم المصنف بقوله واخر الاقسام ما كان وضع وعزوه الى النبي قد منع. فذكر نوعا من انواع علوم الحديث يسمى الحديث الموظوع وهو عندهم الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم او غيره. الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم او غيره فالذي يكذب على الصحابة والتابعين يسمى موضوعا ايضا لكن شهر تخصيصه بذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان اكثر ما تتوجه اليه همة الوضاعين هو ان يلصقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله عليه اقتصر صاحب البيقونية اذ قال والكذب المختلق المصنوع على النبي فذلك الموضوع. وقلت في اصلاحها والكذب المختلق المصنوع على النبي او غيره الموضوع تنبيها الى استواء ما يلصق بالنبي صلى الله عليه وسلم مع ما يلصق بغيره وختم رحمه الله تعالى بهذا النوع للاشارة الى تقاعده عما قبله. فقال واخر الاقسام ما كان وضع يعني ما نزل عما تقدم. فاشار الى نزول رتبته بقوله ما وضع مع تأخير ذكره له في عد انواع علوم الحديث فهو عد منها باعتبار الصورة الظاهرة لا باعتبار الحقيقة الباطلة. فالحقيقة الباطنة ان هذا ليس من النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قيل حديث موضوع يعني باعتبار دعوة مدعيه الذي الصقه بالنبي صلى الله عليه سلم. نعم. احسن الله اليكم. قال الناظم رحمه الله تعالى وناظم الاقسام للبيان هو الفقير عابد الرحمن نجل ابي بكر الشهير ذي الحسب من ارتقى بعلمه اعلى الرتب عليه رحمة اله الخالق الواسع الرحمة للخلائق ثم صلاة الله والسلام على الذي ظلله الغمام محمد وآله الاطهار وصحبه مشارق الانوار. ما نزل الودق من السحاب وما بدا من الغياب. ختم المصنف رحمه الله هذه الارجوزة بالاشارة الى اسم ناظمها. فقال ناظم الاقسام للبيان هو الفقير عابد الرحمن. والتنويه باسمه ليعرف فيؤخذ عنه العلم. فان من العادة الجارية تصريح المصنفين باسمائهم. ليعرف مصنف تلك الكتب فينتفع بها. فان العلم لا يؤخذ عن مجهول ذكره ميارة المالك في قواعده هو شيخ شيوخنا محمد حبيب الله الشنقيطي في اضاءة في اضاءة الحالك في شرح نظمه في موطأ الامام مالك. ومما يكشف الجهالة تصريحه باسمه فان الجهالة ترتفع بطرائق عدة لا تقتصر على طريق دون اخر. ومن ذلك تصريحه باسمه بان يعرف بان مصنفه هو فلان ابن فلان الذي نسبته في العلم كيت وكيت. واشار الى اسمه قوله عابد الرحمن لاجل ضرورة النظر والا فاسمه عبدالرحمن. وهو ابن ابي بكر نجل ابي بكر ذكر لابيه فابوه اسمه كنيته. وهو ابو بكر ابن عبد الله ابن ابي ذكر الملا رحمه الله والنجل اصله من القطع ومنه سمي المنجل فالولد قطعة من ابيه واكمل قطعتي ما كان جسدا وروحا كالواقع في اهل هذا البيت الذين عرفوا بالعلم من فقهاء السادة الاحناف من اهل الاحساء. ثم قال نجل ابي بكر الشهير ذي الحسب من التقى بعلم اعلى الرتب. وهذا الوصف لابيه يحتمل ان يكون اراد به اباه الاقرب واسمه ابو بكر او اراد به اباه الا بعد واسمه ابو بكر. فهو عبدالرحمن ابن ابي بكر ابن بن عبدالله بن ابي بكر الملا. وابوه القريب من اهل العلم. وابوه البعيد الذي يكنى ابا بكر ايضا من اهل العلم. والوصف فيه اكد فان شهرة الجد الاكبر. ابو بكر الملا بالعلم من ابيه اي من ابي شيخنا فهو له شرح على البخاري وشرح على الشمائل وله تصانيفه في كتب في مذهب الحنفية وغيرها فهو احرى بان يكون مقصوده لانه اشهر. ثم ترحم عليه فقال عليه رحمة الاله الخالق الواسع الرحمة للخلائق وهي تصلح لان تكون الرحمة دعاء لنفسه او دعاء لابائه. ثم قال ثم صلاة الله والسلام على الذي ظلله الغمام اي كان من مناقبه ما خص به من تظليل الغمام في الخبر المشهور في السيرة في ذلك محمد واله الاطهار وصحبه مشارق الانوار. والانوار التي اشرقت بها نفوس الصحابة هو ما بلغوه من العلم والدين وقاموا به جهادا وتضحية بانفسهم واموالهم حتى بلغوهم من بعدهم فهم ممن اوصل الينا نور الرسالة بما حملوه وحفظوه لنا وبذلوا فيه مهجهم واموالهم ثم قال ما نزل الودق يعني المطر من السحاب وما بدا البدر من الغياب اي ظهر القمر ليلة اكتماله بعد غيابه. ومما جرى عليه المتأخرون تعظيم الصلاة والسلام بالكيفية وهذا حسن لا شيء فيه وهو واقع في خطاب الشرع. لكن من الغلط ظنوا ان ذلك يقع بالكمية ايضا مع قوله فمثلا اذا قيل صلى الله وسلم على محمد صلى الله عليه وسلم عدد النجوم وعدد ما من طير يحوم. كان المصلى به عليه صلى الله عليه وسلم كم صلاة؟ واحدة واحدة ما الدليل اللي يقول واحدة ما الدليل؟ يعني الناس الان يقولون الف صلاة وسلام على محمد صلى الله عليه وسلم. كم يكون صلوا؟ واحد صلوا واحد ما الدليل ها؟ نبي دليل من الشرع ويجيك واحد يقول هذي الف صلاة. الدليل ما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية لقد قلت بعدك ثلاث اربع كلمات ثلاث مرات ثم قال ايش؟ سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة نفسه. سبحان الله رضا عرشه الى تمام الحديث فهو لما اخبر عنها ذكر ان هذه الكلمات الاربعة قالها كم؟ ثلاثا فهذا التسبيح ليس عدده واقعا بعدد المخلوقات فهو تسبيح واحد كرره ثلاثا. وهذا تعظيم الدعاء بالكيفية وهو مما جاء به الشرع فمما يعظم به الدعاء ومنه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمها بالكيفية. لكن هذه الكيفية لا تفيد كمية فالكمية باعتبار ما يلفظ واما الكيفية باعتبار الاوصاف التي تكتنف الدعاء او الصلاة على النبي صلى الله الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميع الهام المغيث لمن حضر الجميع ومن اي فوت يضبطه بقراءة غيره في البياض الثاني صاحبنا ويكتب اسمه تاما اي صاحب النسخة يعني فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت لمحله من رواية من نسخته واجزت له روايته عني جلسة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في فارق الامل لاجازة طلاب الجمل. وهو ممن اخذته عن مصنفه مباشرة. ورباط الملا من الاربطة التي تلمذ فيها كثير من اهل الامارات العربية المتحدة وبلاد عمان. لكن لم يقم احد بجمع كانت الوثائق والنسخ التي تدل على من قصد ذلك ويوجد في بعض التراجم المتفرقة المتفرقة كتحفة المستفيد ذكر جماعة ممن درسوا العلم من اهل هذه البلاد وعمان في رباط بيت الملة وهو رباط علمي مشهور. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد للعصيمي ليلة السبت الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف مسجد الشيخ راشد المكتوم رحمه الله في امارة دبي الحمد لله اولا واخرا لقاؤنا ان شاء الله تعالى في درس الفجر وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه الحمد لله رب العالمين