والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن هم يسمعون كلام الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم واصلي واسلم على خير البرية وعلى ازكى البشرية على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. حياكم الله ايها الاحبة في مجلس جديد في شرح هذه الرسالة المباركة رسالة مسترشدين للامام الحارث ابن اسد المحاسبي رحمه الله تعالى وكنا قد انتهينا في منازل هذا الطريق الى قول الحارث واحذر من ايهام النفس برؤية المقامات. واحذر من ايهام النفس برؤية المقامات. هنا ايها الاحبة في هذه الملاحظة وفي هذه الرسالة وفي هذه النصيحة من الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى يقول لك ايها المسترشد احذر من ان توهمك نفسك انك بلغت عند الله سبحانه وتعالى منزلا عاليا بسبب عبادة بسبب دعوة فعلتها بسبب طلبك للعلم بسبب صدقة بذلتها لانك داعية لانك مصلح الى الله سبحانه وتعالى. يقول لك احذر احذر ماذا ان توهمك النفس انك بلغت منزلا عند الله سبحانه وتعالى؟ لماذا ايها الاحبة؟ المسترشد كلما سلك في طريقه الى الله عز وجل وازداد منه قربا وازداد معرفة بربه ازداد معرفة انه مقصر في حق الله عز وجل. كلما زدت في سلوكك تعرف ان الله عز وجل حقه اعظم وقدره اكبر وان ما فعلته من العبادة لا يوفيه حق الله سبحانه وتعالى ولا يوفيه قدره. لماذا؟ لانه كلما سلك كما قلنا ازداد معرفة بربه وازداد معرفة بقصور عمله من ان يبلغ مقدار نعمة من نعم الله عز وجل عليه. اما الانسان الجاهل الذي لم يسلك الطريق الى الله عز وجل حق السلوك اذا فعل طاعة يسيرة اذا صلى ركعتين اذا قرأ كتابا اذا حضر دورة اذا حفظ متنا يظن ان نفسه بلغ شأبا عظيما ويتفاخر ويتعاظم في نفسه بذلك. لذلك يقود السكندري رحمه الله تعالى يقول لا تفرحك الطاعة لانك انها برزت منك. لا تفرح بالطاعة التي تفعلها من طلب علم من حضور مجالس الخير والدعوة. او لانك داعي او مصلح لانها برزت منك. لا تفرح لانها برزت منك وافرح بها لانها برزت من الله اليك. هنا الانسان يفرح يفرح لان الله سبحانه وتعالى وفقه الطاعة ولا يفرح من نفسه انها قامت بطاعة. لان الله عز وجل هو صاحب المنة. اولا واخيرا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. لذلك هذا ادب مهم. خاصة لطالب العلم وللداعية وللمصلح. اياك ايها الحبيب اذا سلكت في طريقك الى الله عز وجل ان تريك النفس انك بلغت قيمة ومنزلا عظيما عند الله. لان هذا الشعور بحد ذاته يجعلك تتباطأ في العمل وتنظر الى الناس بنظرة دونية تقول انا ما شاء الله انا طالب علم وانا افعل وافعل اذا من حقي ان اخذ جولة من الاستراحة من حقي ان اريح النفس لاني انا صاحب بذل وعطاء عند الله عز رجل مقرب. انظروا ايها الاحبة لهذه القصة التي يذكرها الشيخ عبدالفتاح عن البهلول ابن راشد. كيف كان هذا الرجل من عباد الدنيا في البهلول بن راشد كان من عباد الدنيا في زمانه. يروي اه دحيون ابن راشد. هذا رجل طبعا بهلول ابن راشد من اهل تونس تسمى افريقية في الكتب. قال دعيوني بالراشد كذلك من اهل تونس ومن معارف البهلول ابن راشد. يقول دحيون ابن راشد قال كنت في المدينة نبوية الظاهر انه قدم في عمرة ليؤدي مناسك العمرة او مناسك الحج في المدينة النبوية. فاذا انسان ينادي ويصرخ من يعرف البهلول ابن راشد او يصرخ من من اهل افريقيا من من اهل تونس المدينة؟ قلت انا من اهل تونس يقول دحيون بن راشد قلت لهذا المنادي انا من اهل تونس ماذا تريد؟ فقال لي هل تعرف بهلول ابن راشد؟ فقلت نعم اعرف هذا الشخص. قال فدفع الي كتابا وقال اذا وصلت الى تونس الى افريقيا فادفع هذا الكتاب الى بن راشد. قال فعندما عدت الى افريقيا وذهبت الى القيروان التي كان فيها البلول ابن الراشد دفعت اليه هذا الكتاب وقلت له الحكاية ان رجلا في المدينة النبوية اعطاني هذا الكتاب وقال ادفعه الى البهلول. البهلول ابن راشد عندما فتح هذا الكتاب وقرأه خرب باكيا. خر باكيا على الارض فقال له هذا الرجل قال له دحين بن راشد لماذا تبكي؟ ماذا وجدت في الكتاب؟ قالوا وجدت في الكتاب ان امرأة من اهل سمرقند من اهل خرسان يعني من الارض تقول في هذا الكتاب لقد كنت مجنت في حق يعني مجنت مجونا كبيرة. كانت امرأة ماجنة. صاحبة مجون وفحشاء ثم تبت الى الله عز وجل توبة نصوحا. فسألت عن عباد الارض حتى يدعو لي. اراد قداسة منهم عباد الزمان حتى يدعو هؤلاء العباد ان الله عز وجل يقبل توبتها. فاخبروني ان البهلول ابن راشد من اهل القيروان من عباد الارض. يعني انظروا الى اين وصل اسم المهلول ابن راشد ومن اهل القيروان في المغارب ووصل اسمه الى مشارق الارض انه من عباد الدنيا. فتقول هذه المرأة في هذا الكتاب فسألت عن عباد الارض فاخبروني ان منهم البهلول ابن راشد فاذا وصلك هذا الكتاب فادع الله عز وجل لي. فالمغرور ابن راشد الان كثير من الناس طالب علم اذا اثني عليه اذا عرف ان اصبح على الالسنة انسان داعية اذا عرف ان كل الناس انظارها متوجهة نحوه ماذا يصاب؟ في كثير من الاحيان يدخل الشيطان على القلب يشعر انه بلغ منزلا عظيما عند الله عز وجل استحق به هذا الثناء الحسن وهذه الشهرة. لكن البهلول ابن راشد حاله كان مختلفا. عندما وصلت اليه في هذه الرسالة انكب باكيا على الارض قالوا حتى بل هذه الرسالة من ماذا؟ من طين دموعه. دموع عندما نزل الى الارض عمل بركة من طين وهذا الكتاب التصق بهذا الطين من شدة خوفه. يعني انظروا ماذا يقول ثم قال يا ابو هلول ذكرت بسمرقند خرسان. والان يتكلم مع نفسه يا بهلول بن راشد ذكرت بسمرقند خراسان الويل لك من الله ان لم يستر عليك يوم القيامة. يعني يعاتب نفسه ويقول وصلت سمعتك يا ابو الى بلاد خراسان في مشارق الارض ويل لك من الله اذا لم يستر عليك. يعلم ان عنده عيوب او يتهم نفسه بالعيوب والتقصير ويخشى ان الله عز وجل يفضحه. انظروا الى هذا العابد كيف لن تأخذ نفسه ولم يأخذ العجب عندما ذكر في مشارق الارض ومغاربها. وانظروا الى حالنا لا نتكلم مشايخنا ومغاربها اذا ربما عرف في منطقته وفي حيه اخذته نفسه بالاعجاب. فالانسان عليه اذا ان يحذر من هذا المزلق عن طريق المسترشدين بان يرى المقامات. ثم يقول بعد ذلك يعني واحذر من ايهام النفس برؤية المقامات وتسفيه الحق بغمض الناس فانه سم قاتل. يعني واحذر من تسفيه الحق من خلال غمطك للناس. فانه سم قاتل. وهذه النصيحة ايها الاحبة في الحقيقة يعني من دقيق علم الحارث المحاسبي رحمه الله حقيقة نصيحة عظيمة جدا. ماذا يقول لك المحاسب؟ احيانا ايها الحبيب قد تكون صاحب حق قد تكون صاحب مبدأ عقدي قد تكون صاحب دعوة لكن هذا الحق الذي اوصلك الله عز وجل اليه بتوفيقه سبحانه وتعالى. وربما حجب كثيرا من الناس عن معرفته وعن الوصول اليه. اياك ان تحتقر الناس وان تزدري الناس وان تنظر اليهم بنظرة سفلية تجعل الناس يكرهون هذا الحق الذي معك. تجعل الناس يكرهون هذا الحق الذي مع كثير من الناس قد يكون كما قلنا صاحب حق وصاحب فكرة عقدية او مبدأ دعوي صحيح. وكثير من الناس يخالفونه لكن انت الان اذا حملت هذه العقيدة وفقك الله عز وجل لهذا الحق ما وظيفتك؟ ان تدعو الناس الى هذا الحق برحمة وان تدعوهم بحب وبحرص ولا يكون نظرك للناس عندما تدعوهم اني انا اعلم وانتم جهال او انا موفق وانتم مخذورون. لا تدعوا الناس بهذا النفس. لان الناس اذا نظروا لصاحب الحق متكبرا بحقه متعجرفا به يزدريهم بانظاره فانهم يكرهون هذا الحق الذي معه. لابد ان يكرهوا هذا الحق الذي يقول اذا هذا صاحب الحق ويدعى انه صاحب الحق وهو يظهر التكبر على الناس والعجرفة اذا هذا ليس حقا. فانت باسلوبك الدعوي الخاطئ من خلال احتقادك الناس واظهارك التعاظم عليهم والاعجاب بالنفس تكون سببا في رفض الناس للحق. تكون سببا في رفض الناس للحق. لذلك انظروا هذه الكلمة المهمة يقول واحذر من تصفيه الحق. انت سفهت الحق عند الناس من خلال ماذا؟ من خلال غمضك للناس اي من خلال احتقارك للناس. فهذا حقيقة مبدأ مهم جدا للداعية وكما قلنا هذه النظرة من المحاسبة تدل على دقيق فهمه لمداخل الشيطان. وكيف ان الانسان ما ينظر في حالنا ايها الاحبة كل انسان يجد نفسه على حق على مبدأ بغض النظر صوابه خطأ. في النهاية لكن هو يشعر نفسه انه على حق. كيف ينظر الى الاخرين؟ ينظر الى بنظرة المتعالم نظرة المتكبر نظرة عجب بالنفس اني وصلت وانت لم تصل بينما صاحب ياسين ايها الاحبة في قصة ياسين ذاك الرجل الذي هداه الله عز وجل للتوحيد وجاء يدعو قومه وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى. قال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسأل اجرا وهم مهتدون. انظروا كيف يخاطبهم باسلوب لا يظهر فيه التكبر والتعالي عليهم. ماذا قال لهم؟ قال وما لي لا اعبد الذي واليه ترجعون. لم يقل وما لكم لا تعبدون الله؟ لا يتكلم مع نفسه امامهم. يقول لماذا انا لا اعبد الله عز وجل وهو الذي فطرني وخلقني وانظروا الله عز وجل ايها الاحبة رسخ هذه المقولة في كتابه. استخدام هذا الاسلوب الذي يسمى عند البلاغي منصف الكلام. ان ينسب الانسان النقص الى نفسه وان يتهم نفسه حتى لا يزعج الاخر ولا يغضبه ويوصل النصيحة اليه بشكل هادئ. انظروا صاحب ياسين ماذا قال وما لي لا اعبد الذي فطرني ولم يقل وما لكم يا قومي لا تعبدون. لماذا لا يريد ان يغضب القوم؟ لا يريد ان يستفزهم يخاطب نفسه امام وهم على وجه وعلى هيئة تجعلهم هم كذلك يراجعون انفسهم. قال وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. ااتخذ من دونه الهة؟ انظر يتكلم مع نفسه امامهم. ااتخذ من دونه الهة؟ ان يردني الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون. الى اخر الحكاية ثم هذا الرجل. انظروا كيف هو صاحب حق صاحب عقيدة ولكن حمله من العقيدة لم يجعله يتعالى على قومه بل كان حريصا عليهم. عندما قتله قومه بسبب دعوتهم هذا حال كثير من اصحاب الدعوات قتله قومه. الله عز وجل ايها الاحبة يخلد لنا موقف هذا الرجل في جنات النعيم. ماذا قال هذا الرجل؟ عندما دخل الجنات النعيمة ويتقلى في رضوان الله ما زال يتذكر قومه فقال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ما زال حريصا على ان يصل الحق الى قومه بكل حب وحرص. انظروا الى هذا الانسان الداعي المصلح وانظروا الى النموذج الاخر الذي يكون عنده الحق ولكن يدعو اليه بنوع من التعجرف والتكبر واظهار الفضل على الاخرين واني وبلغت ووصلت كيف يكون موقف الناس من هذه الدعوة؟ اذا شتان ما بينهما. لذلك قال اه وحدة رضيها الحق بغمض الناس فانه سم قاتل. نعم قاتل للافكار وقاتل للدعوات. قتلت الحق. انت باسلوبك وبتسويهك للناس وبغمطك للناس قتلت الحق الذي معك. قتلت الفكرة الصحيحة وادتها في محلها لانك لم تعرضها بالطريقة التي ترضي الله سبحانه وتعالى ثم يقول بعد ذلك رحمه الله تعالى واعتزل خوف السقوط من اعين الناس بخوف مقت الله لك. واعتزل خوف من اعين الناس. ايها الاحبة اريد ان اسأل سؤالا الانسان اذا خاف السقوط من اعين الناس. هذا الخلق السيء وهذه الخصلة آآ السيئة تدعوه الى ماذا؟ اذا الانسان ها خاف من ان يسقط من اعين الناس ما الذي ينتج؟ ما الذي يثمر؟ ما هي التي تنتج عن هذا الامر الرياء مظاهر الرياء ستكون في ماذا؟ انسان خاف السقوط من اعين الناس ماذا سيفعل يعني نريد يعني مقولات يعني شيء واضح يعني. يعني مثلا لو قلنا اذا خاف السقوط من اعين الناس اذا سئل سؤالا آآ سيتكلم بما لا يعرف حتى لا يشعر الاخر انه جاهل فيخشع من ان يسقط من عينه. صحيح؟ يخشى السقوط من اعين الناس فيفتي بما لا يعلم. هذه كذلك قد يكون يعلم الحق ولكن يفتي بخلافه ارضاء للناس. انتقد تكون تعلم الحق ولكن خوف السقوط من اعين الناس اذا قلت لهم الحق والناس ستبتعد عنك وتنفض عنك تقول للناس ما يرضيهم. حتى لا يبتعدوا عنك ولا ينفض عنك ذاك او تلك الابهة او ذاك المكان الرفيع الذي رفعوك اليه. فحقيقة خطر هذا الامر كبير على الداعية وعلى طالب العلم. اذا خاف السقوط من اعين الناس اكثر من خوفه من السقوط من عين الله سبحانه وتعالى. هذا سيدفعه لامرين عظيمين. اولا ان يقول على الله سبحانه وتعالى ما لا يعلم من اكبر الكبائر عند الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. كذلك سيدفعه ان يقول بخلاف ما يعلم. من اجل الاخرين فهدان اثران خطيران ينتجان من خوف السقوط من اعين الناس. فالمحاسبي يقول لك ايها المسترشد عليك ان تعتزل خوف سقوط من اعين الناس ان تبتعد عن هذه الخصلة وكيف يكون ذلك ما هي الوسيلة؟ ماذا قال؟ اان تخاف من ماذا؟ من مقت الله سبحانه وتعالى. دائما ايها المسترشد يا طالب العلم ايها الداعية ايها السائر في هذه الحياة الدنيا. عليك ان تجعل غضب الله سبحانه وتعالى مقدما على غضب الناس. واذا جعلت الله عز وجل هو المقدم فان الله سبحانه وتعالى سيجلب اليك قلوب الناس. من كان دائما الله عز وجل هو المقدم عنده لا يقول الحق الا ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى ولو ابى هذا الحق كل الناس. هو يريد الله عز وجل فان الله عز وجل اصرفوا قلوب الناس اليه ولو بعد حين. انظروا محمد صلى الله عليه وسلم بدأ الدعوة في مكة ورفضها قريش ورفضها اهل مكة. ولكن بعد عشر سنوات لكن نحتاج الى فترة بعد عشر سنوات عاد الى مكة فاتحا وقاد الله عز وجل اليه قلوب اهل مكة جميعا. حتى الجبابرة من اهل مكة عكرمة بن ابي جهل طفوان بن ابي امية وكلهم دخلوا في دين الله افواجا. لذلك الله عز وجل اذا رأى من عبده حرصا على ما يرضي الله سبحانه وتعالى فان الله يبقي اثره على السنة الناس وفي قلوب الناس ولو بعد حين. يعني لابد ان تختبر. لابد تأتي عليك فترات تقول شيء يرضي الله سبحانه وتعالى ويخالفه الناس هنا هذا امتحان وانت ستختبر امام الله سبحانه وتعالى هل ستذهب الى رضا الناس ولو غضب الله عز وجل ام ستختار رضى الله عز وجل لو سخط الناس على الانسان ان يعرف اين يضع الاقدام. كذلك قال واعتزل خوف السقوط من اعين الناس بخوف مقت الله لك. ثم يقول كذلك بعد تقدير واعتزل خوف الفقر بقرب الاجل منك. واعتزل خوف الفقر بقرب الاجل منك. ما معنى هذا الكلام ايها الاحبة نقول ابتداء نفس السؤال اوجه اليكم. اذا خاف الانسان الفقر. الانسان طالب العلم الداعية السالك اذا خاف الفقر ماذا ينتج وما هي اثار هذا الخوف؟ سوء الظن في الله. سوء الظن بالله احسنت. مين قال لك للحرام الدخول بالحوار. نعم. طول الامد. طول الامل قد يكون بعيد عن هذه القضية بحد ذاتها. لكن سوء الظن بالله كذلك التكسب من الحرم. انت خفت للفقر فترى في وجهة نظرك المحدودة العاجزة الضعيفة ان مكاسب الحلال لا تكفيك. فينبغي ان انتقل الى القروض الربوية والى التجارات المحرمة حتى اكتسب حتى اكتسب المال لئلا اوقعها في الفقر. اذا خوف الفقر قد يجرأ الانسان على الكسب الحرام. يجعل الانسان يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى كذلك ايها الاحبة الانسان اذا خاف الفقر قد لا يفعل الحرام. ولكن يجلس ساعات العمر ماذا يفعل؟ فين في الوظائف وفي الاعمال وتنقضي السعادة بسبب خوفه من الفقر يأخذ ثلاث وظائف في اليوم ها وياخذ اربع وظائف. وظيفة من الصبح الى الظهر وظيفة من الظهر الى العصر وظيفة من العصر الى المغرب. كل هذا حرص على الماء الخوف من ان يصل الى مرتبة الفقر. يقول لك يا شيخ انا اكتسب الحلال. نقول نعم ربما انت ربما تكتسب الحلال ولكن العمر يضيع من دون طاعة. من دون ثمرة تلقى بها الله سبحانه وتعالى. نعم الله عز وجل امرك بالرزق والكسب لعيالك. ولكن هذا وسيلة. حتى تقوم بطاعة الله سبحانه وتعالى. اما ان تصبح الوظيفة ويصبح كسب الرزق هو المقصد من هذه الحياة. الانسان يسعى ان يبقى في طول يومه منشغلا بكسب المال. ويقول بعد ذلك هذا كسب الحلال اقول قد كسبت حلالا ولكنك اضعت العمر. هذا العمر كان بامكانك ان تستثمره في قيام الليل وفي حفظ القرآن وفي الدعوة وفي الاصلاح وفي وفي كثير من كان ان ينبغي عليك ان تقسم اوقاتك. قسم من الوقت في الطاعة وفي طاعة الله عز وجل وطلب العلم. وقسم من الوقت لقضاء حوائج نفسك عوائد اهلك. اما ان يكون طول الوقت هذا حريص على المال وفي الوظائف هذا دلالة على انه يخشى الفقر. وخشية الفقر ايها الاحبة تضيع الاعمار لذلك يقول لك عليك ان تعتزل هذه الخصلة ايها المسترشد. لانك سلكت فريق المسترشدين طريق المسترشدين طريق عبادة طريق قربات طريق مراقبة طريق ذكر طريق قراءة القرآن هذا طريق المسترشدين. فمتى ستفعل اغري هذا الطريق اذا انت منشغل دائما في الحسابات المالية وفي الاوراق النقدية لا يمكن ان تتفرغ لهذا الطريق. فكيف الحل اذا؟ الحل ان تعتزل خوف الفقر. من خلال ماذا؟ قال لك من خلال آآ قرب الاجل منك. انت دائما تعتبر وتتفكر في قرب الاجل منك. يعني هذه الحياة الدنيا حتى لو فقرت فيها. الاجل ايها الاحبة قريب هي ايام معدودة. وكل يوم ينقضي من تلك الحفرة هي ايام معدودة نعم هذه حقيقة الحياة الدنيا. ايام معدودة وسنكون في حفرة. فعلى الانسان الحصيب ان يعرف ان هذا فرصة واحدة لا مجال ان نضيع هذه الفرصة في كسب المال فقط. كسب المال احتاجه كمعين للطريق الى الله عز وجل. اما ان يكون كسب المال والاصل والطريق الى الله هو الفرع اذا هذا خلل في الاولويات وخلل في فهم طبيعة الحياة التي خلقني الله سبحانه وتعالى من اجلها. لذلك الطريق كما يقول المحاسبي لاعتزال خوف الفقر للابتعاد عن هذه الخصلة ان تتفكر دائما بقرب اجلك. وانما هي انفاس تنقضي رويدا ثم بعد ذلك ساطوى في حفرة. فماذا قدمت لهذه الحفرة؟ وماذا قدمت الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى؟ هذا دائما ينبغي ان يشغل بال المسترشد. ثم قال رحمه الله تعالى واخف اثرك ما استطعت. واخفي اثرك ما استطعت. ما معنى واخذ اثر ترك ما استطعت ايش يا شيخ عبد الرحمن؟ خليك تصحصح معنا. ما معنى واخفي اثرك ما استطعت خلينا نوجه السؤال ها. نحاول نحاول ان نفهم هذا الكلام سنتعامل مع كلام المتقدمين. ما معنى واخفي اثرك ما استطعت احسنت يعني اثر الطاعة عليك بقدر استطاعتك ان تخفيه ولا تظهره آآ للاخرين. عليك ان تخفيه والا تظهره للاخرين. وهذا ايها الاحبة في الحقيقة مسلك دقيق. وقد يقع كثير من طلبة العلم ومن الدعاة في اوجه من الرياء الخفية بسبب اظهار اثر الطاعات. يعني اعطيك نموذج هذا يحدث مع كثير من طلبة العلم. يدخل عليك شخص على غرفتك او على مجلسك وانت تفتح كتاب من كتب العلم. صحيح انت تعلم ان هذا الرجل بمجرد دخوله سينقضي المجلس وستتكلم معه. يقول علماء التزكية الاصل ان تغلق هذا الكتاب ولا تجعله مفتوحا حتى انظر الداخل اليك انك تقرأ في هذا الكتاب. يعني انظروا كيف المسلك الدقيق للشيطان. انت تفتح الكتاب وانت تعلم ان هناك شخص سيأتي يجلس معك معه ولا تستفيد من هذا الكتاب شيء. ولكن لماذا تقيم مفتوحا امامه؟ من مسالك الشيطان الدقيقة انك تبقيها حتى تظهر له انك طالب علم كذلك قد يحدث هذا مع انسان يقرأ القرآن في المسجد. او في بيته يدخل عليه شخص. فيبقى القرآن مفتوحا وهو يعلم انه سينتهي من قراءة القرآن. هناك شخص دخل اذا ستتحاور معهم وتنتهي عملية القراءة. لماذا تبقي القرآن مفتوحا او تظهر نفسك انك تمسك المصحف ثم صدق الله العظيم وتضع المصحف امامه. آآ على الانسان ايها الاحبة ان يتحرز من المسالك الخفية للشيطان. طالب العلم والداعية مسالك الشيطان عليه كثيرة. اظهار اثر الطاعة انه طالب للعلم. يجلس معه المتن يخرج للناس معه الماتن يذهب ويأتي كثيرا على الانسان ان يتحرص قد يكون مدخل للرياء كذلك العابد مهما كان قيام الليل او ما شابه ذلك قل اثر للطاعة اتستطيع ان تخفيه بادر في اخفائه؟ لا يكن همك ان تظهر اثر الطاعة للاخرين. لان الانسان لا يأمن على نفسه الرياء. يعني انظروا القصة التي ذكرها عن ابراهيم النخعي الله يقول كان ابراهيم اذا اخذ الناس منامهم نام الناس في الليل يستيقظ. ثم بعد ذلك يلبس حلة جميلة ويتطيب ويتعطر حتى يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى. يعني هناك حلة وعطر يعني جعله لقيام الليل فقط. اذا جاء الصباح فانه يخلع هذه الحلة لا يضع مرة ثانية هذا الجمال الذي يظهر عليه حتى يظهر للناس وكانه استيقظ الان من نومه. وكانه استيقظ الان من نومه يظهر به لباس خفيف توهم الناس انه استيقظ الان. وهكذا كان حال السلف. يعني هذه قصة من الاف القصص عن طريقة السلف رحمهم الله تعالى الذي يبكي في الخلوات والذي يذهب الى الغابات والذي يحاول ان يقوم الليل في ساعات لا يراه الناس فيه هذا تقرأ فيه العجب العجاب لانهم كانوا رحمهم الله سبحانه وتعالى حريصين. كانوا حريصين على ان تكون علاقتهم فقط مع الله عز وجل ولا يظهر عليها الاخرين. الان ننتقل كذلك الى فقرة جديدة. يقود الحارس المحاسبي رحمه الله اه وابدو لي الجهد عند المشورة. واحب في الله بعزم واقطع في الله بحزم. انظروا هاي العبارة الجميلة. واحبة في الله بعزم واقطع في الله بحزم. ما معنى هذا الكلام؟ ابتداء يقول وابذل الجهد عند المشورة. ما معنى هذا الكلام ما معنى وابذل الجهد عند المشورة؟ تسعة في الظل المشورة. الاخلاص. ماشي؟ وابذل الجهد احسنت في اي هذا المعنى هو يقول لك وابذل الجهد عند المشهور يعني اذا جاءك شخص ايها الاحبة استشارك في امر من امور الدنيا عليك ان تكون صادقا في نصحه حريصا على ايصال الخير له. كثير من الناس اذا استنصح واذا استشير في قضية فانه يعطي بعدم مبالاة. يعني يقول لك ها يعني افعل لو انتهى الامر لا تجده حريصا يتكلف ويبذل جهده واستطاعته لايصال الخير الى اخيه المسلم. يقول لك لا المسترشد ايها الاحبة ينبغي ان يكون حريصا على ايصال الخير وان يبذل الجهد اذا استشاره انسان ان يعطيه الخير. احيانا نعم قد لا يكون الامر عندك. تعود انت نعم الذي سئلت تستشير تعود فتسأل كذلك اهل الخبرة. ليس فقط اخوك سألك قلت الله اعلم لا اعرف هذه القضية انتهى الامر. اذا استطعت ان تعود فتسأل لاخيك وان على بلوغ مقصده عليك ان تفعل ذلك. اذا هناك نوع من الجهد هناك نوع من الطاقة والمشقة عليك ان تبذلها لصالح اخوانك. لان طريق كما قلنا ليس فقط هو طريق عزلة وان يجلس الانسان وحده فقط علاقته مع الله سبحانه وتعالى ويهدم علاقته مع الاخرين. الحارث المحاسبي من قرأ رسالته بالكلية واخذها في الجملة يعرف انه يرسم طريق المسترشدين طريق متنوع الاشكال منهاج كامل للحياة. علاقة فيه مع الله علاقته مع الاصدقاء علاقته مع السلطان علاقته مع الاخوان هذا هو طريق المسترشدين. وليس كما يصوره بعض غلاة المتصوفة انه طريق وطريق الجلوس الزوايا وانتهى الامر. لا طريق المسترشدين فيه بذل لله سبحانه وتعالى وفيه بذل للنفس وللاقارب وللاخوان في سبيل الله. اه ثم يقول بعد ذلك واحب في الله بعزم واقطع في الله بحزم. هي مسألة المحبة في الله والبغض في الله الولاء لله سبحانه وتعالى وللمؤمنين والبغض في الله سبحانه وتعالى. فالانسان ايها الاحبة يقول اذا احببت شخصا في الله فاحبه العزم وانظروا هذه العبارة الجميلة يقول لك احبه في عزم يعني كن صادق في المحبة. لا تكن منفعيا لا تكن هذه العلاقة وهذا الحب الذي بينك وبين اخيك بمنافع الحياة الدنيا. اذا انتهت هذه المنفعة اذا قضيت مصلحتك من اخيك انتهت هذه العلاقة هذا ليس حب صادق. وانظروا يعني العبارة في الحقيقة كان اوسع من هذا المجال. قد تحب شخص بالله سبحانه وتعالى ولكنني احب من دون اه يعني مشاعر مستفاضة كما يقولون. لأ هو يقول ينبغي ان تكون جادا في هذه المحبة وان تسعى بطاقتك لان تكون هذه المحبة صادقة. اذا الموضوع موضوع المحبة في الله في رؤية المحاسب كذلك يحتاج الى عزم والى صدق والى جد. انسان تحبه في الله لكن اذا مرض لا تعوده. واذا مات عنده قريب لا تعزيه. واذا فرح لا تزوره. هل هذه محبة صادقة في الله سبحانه وتعالى؟ ام هي محبة قد تكون لله عز وجل؟ لكنها ضعيفة. هذه محبة ضعيفة. فالانسان الذي اخاه في الله سبحانه وتعالى ويحب ان يصل الى ما اعده الله عز وجل للمتحابين في جلاله من منابر النور هذه المحبة لها ضريبة لها وقت من الجهد وفيها نوع من العزم والجد حتى تصل الى درجة المحبة في الله. والقضية حقيقة فيها نوع من محاربة القلب. لان القلب كل عام يدعوك الى ان تنتفع من اخيك وتقضي حاجتك ثم تنتهي. هكذا القلب يدعوك او بالنفس الامارة بالسوء مع الشيطان. يدعوك لهذه العلاقة. وانت لا ادعو قلبك لان تكون علاقتك مع اخيك لوجه الله سبحانه وتعالى فقط. فهذا فيه نوع من المدافعة. لذلك قال واحبة في الله بعزم لذلك المقابل ايها الاحبة اذا ابغضت عليك ان تبغض في الله سبحانه وتعالى واذا قاطعت تقاطع في الله بحزم. لماذا ما معنى بحزم اي بان لا يكون هناك تميع في هذه المقاطعة. وهذا يدل على ان هناك طائفة ينبغي ان تبغضها في الله. وان تعاديها في الله وان تقطعها في الله. سواء كان من اعداء الامة ممن يخالف الشريعة المحمدية او كانوا من اهل البدع الذين نصبوا انفسهم للبدع ولدعوة الناس الى الطرق المنحرفة او كانوا ممن يجاهرون المعاصي فمن نقطعهم في الله سبحانه وتعالى ليس فقط هم الكفار. لا بل نقطع المجاهر بالمعصية. ونقطع الداعي الى البدعة والمنحرفين عن المحمدية كل هؤلاء يجب على الانسان ان يقطعهم ما ظهرت المصلحة في ذلك. وعندما تقطعهم عليك ان تقطعهم بجد كثير من الناس عندما نتكلم عن قضية هجران اصحاب المعاصي واصحاب الكبائر والفجور الذين يجاهرون يتعامل مع هذه القضية بنوع من التمييع يقول لك يعني يا شيخ خلص في النهاية انا قلت له انه يفعل هذا الامر وان يترك هذه القضية وماذا افعل بعد ذلك؟ اه تفعل بعد ذلك ان تكون جليسه واكيله وقعيده تجد الانسان ايها الاحبة آآ يحزن ويشفق وتأخذه المشاعر النبيلة عندما نقول له عليك ان تهجر فلان في الله. ولا تأخذه او ولا يأخذه الغضب ويتمعر وجهه عندما ينتهك هذا الشخص حرمات الله سبحانه وتعالى جهارا نهارا ولا يتمعر وجهه لغضب الله سبحانه وتعالى ان عندما يدعو هذا الشخص الى البدع المضلة لا يحزن على هذا ولا تأخذه المشاعر. وانما تأخذه المشاعر عندما نقول له فلان يجب ان تقاطعه فيبدأ اعطيك النصائح والاساليب الدعوية الصحيحة وكيف يجب ان نعامل الناس بلطف ولين؟ لا اللطف هذا له مقامه والحزم والجد والبغض في الله سبحانه وتعالى هذا له مقامه حتى لا يغفل هذا مع هذا. لذلك كما جاء في الحديث في سنن ابي داوود عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول ما دخل النقص في بني اسرائيل ان الرجل كان يرقي الرجل على معصية فيقول له يا فلان اتق الله ودع ما تصنع ثم يأتي من الغد لا يمنعه ذلك ان يكون اكيله وشريبه وقعيده. انظروا هذا بداية النقص في بني اسرائيل. الرجل يرى رجل على منكر يقول يا فلان اتق الله ترى هذا المنكر ما يصح. اليوم الثاني الرجل ما يقلع عن هذا المنكر فتجد هذا الانسان الذي كان البارحة ناصحا يجلس مع هذا الرجل يسمر معه ويأكل يتحدث معه ويتبادل اطراف الحديث اذا قيل له اجتنب هذا الرجل الذي ما زال مصرا على معصية الله قال لك يا شيخ ترى انا فعلت الذي عليه ايش افعل اكثر من ذلك؟ نعم هناك كما هو اكثر من ذلك عليك ان تعتزله وان تهجره في الله سبحانه وتعالى ولا تجعل هذه القضية قضية تمييع. عليك ان تهجره في الله وهذا ذهب اليه كثير من اهل العلم وجوب هجران اهل المعاصي على خلاف في التفاصيل. وجوب هجران المصرين على المعاصي على خلاف كما قلنا بينهم في التفاصيل. هذا اصلا ذهب اليه جماهير اهل العلم. فعلى الانسان اذا اذا احب في الله ان يحب بصدق وبعزيمة. واذا ابغض في الله ان يبغضك ذلك بحزم وجد ولا يميع قضايا الولاء والبراء كما يريد ذلك كثير من المعاصرين. ثم ذكر لك من تجالس اذا قال لك في الله بعزم ذكر لك من ينبغي عليك ان تحبه في الله. وهذه القضية تكررت مع المحاسب كثيرا في ضمن هذه الرسالة. وهم رفقاء طريق المسترشدين. الانسان في طريقه الى الله هاي جزارة المسترشدين. في طريقك الى الله سبحانه وتعالى من تجالس من تصحب. هل تجالس كثير الكلام الذي لا لا يعود كلامه عليك بالنفع والصلاح. انظر ماذا يقول. يقول ولا تخالل الا تقيا. ولا تجالس الا عالما. ولا تخالط الا عاقلا بصيرا. اذا الانسان يكون مجالسا ومخالطا لهذه الاصناف من الناس. لو تأملنا ايها الاحبة في حالنا كيف تنقضي في ساعات العمر. مع جلسائنا وشركائنا في الحياة. نجد انفسنا نضيء كثير من الساعات مع اناس لا يستحق ان يجلس معهم. اناس اذا لسنا معهم اما في غيبة اما في نميمة اما في بدعة واما في معصية يدعونك للمنكرات ويبعدونك عن الطاعات تذهب ساعات العمر في الضحك وفي القهقهة وفي البعد عن طريق الله سبحانه وتعالى تضيع الساعات والاعمار بعد ذلك وعندما يأتي على الانسان زمان يتذكر اين ذهبت ساعات العمر يجد شريط واسع مع اناس كان الاصل ان لا يجلس معهم. ذهب هذا الطريق ايها الاحبة الساعات التي تنقضي لن تعود. الساعات التي تنقضي لن تعود الساعات التي جلست مع فلان اصحاب اللغو واصحاب المصالح واصحاب الغيبة والنميمة هذه لن تعود. ذهبت وستسجل وتطوى امام الله سبحانه وتعالى. فعليك ان تنتبه. العمر ساعات تنفذ منا سريعا ونحن لا نشعر. والانسان ايش يقول كما جاء في سورة فرقان ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتاه يا ويلتاه انظر الحسرة هذه يوم القيامة يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا. نعم خذلك الشيطان وارشدك ان تجلس مع فلان وراعي فلان ترى وهو يجلس ساعة ساعتين ثم يذهب وانت تعود نفسك توطن نفسك على الجلوس معه ساعة ساعة ويأتي شخص اخر من اصحاب الله وتجلس معه ساعة ساعتين وتنقضي ساعات العمر بعيدا عن طريق الله سبحانه وتعالى لتعض اصابع الندم يوم يوم القيامة ولا ساعة من دمي. انت عندما عضت يوم القيامة هل سينفعك الندم؟ انتهى الامر. طويت الصفحات وبدأ يوم الحساب. فالانسان ايها الاحبة انتبه في الحقيقة على هذه الامور قبل ان تنفذ الاعمار. ثم يقول وكن مقتديا بما قبلك من الائمة معلما لمن بعدك من امة اماما للمتقين كهفا للمسترشدين. هذه في الحقيقة من اجمل الكلمات التي مرت علينا في هذه الرسالة. هذه الكلمات التي يسجلها لحالة المحاسب رحمه الله من اجمل الكلمات. ايش يقول لك؟ يقول لك وكن مقتديا بما قبلك من الامة او من الائمة. كن مقتديا بمنهج السلف الصالح كن على طريقتهم. الانسان ايها الاحبة لا يستمع للدعوات التي تدعوه الى التجديد الفارغ. الى نبذ منهج سلف الامة الله تعالى واتباع البدع واتباع الحداثيين واصحاب الدعوات الباطلة. هؤلاء الذين يزهدون بطريقة السلف ويقولون ان طريقتهم كادت ان على طريقة البساطة يعني اناس اشتغلوا على البساطة وعلى البركة وعلى ما كان عندهم. نحن الان في عصر التطور وفي عصر الحداثة ينبغي علينا ان نأتي بافكار واساليب جديدة لا ايها الاحبة كما قال الامام مالك رحمه الله تعالى لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها لا يظن ان الصلاح بينبذ طريق السلف والذهاب مع الحداثيين والعلمانيين والمستشرقين والسلوك على دربهم. ابدا لن نعود الى عزنا ولن نعود الى مجدنا الا اذا عدنا لمنهج سلفنا. وهذا هو منهج الحارث المحاسبي. منهج بعيد عن البدع بعيد عن المحدثات. بعيد عن الخرافة التي يدعو اليها كثير ممن يزعمون انهم من علماء السرور وهم في الحقيقة من علماء الباطل. منهج الاقتداء بسلف الامة. اذا تكون ابتداء مقتديا بسلف الامة. اذا تعلمت من سلف الامة ومن الائمة الكبار تكون بعد ذلك معلما لهذه الامة. قال معلما لمن بعدك من الامة. هكذا الانسان ايها يتعلم ويعلم يأخذ ويعطي حتى يكتب الله سبحانه وتعالى له البركة. اماما للمتقين كما قال تعالى ماذا كانت دعوة المؤمنين في سورة في سورة الفرقان؟ وجعلنا للمتقين اماما. نعم الانسان يسعى الى الامامة في الدين. طبعا ان الامامة في الدين لا تعني انك تفاخر وترائي وتنافق. المقصود الامامة الحقة. لذلك الله عز وجل اثبت هذه الدعوة ان المؤمنين ان عباد الرحمن من انهم يقولون يا ربنا اجعلنا للمتقين اماما. اجعلنا ائمة مقتدى بهم. والامامة في الدين كما ذكر الائمة لا تنال الا امرين ما هما؟ الامامة في الدين لا تنال الا بامرين. ذكرهم الله عز وجل في سورة السجدة. بالصبر واليقين جعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا. متى؟ قال لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. اذا الامام في الدين وان تكون اماما لا تصل الى هذه المرتبة الا بامرين. هناك صبر وهناك ابتلاء وهناك تمحيص. حتى يرفعك الله عز وجل. لا تظن ان الامام في الدين تنال انت جالس متكئ في الاكل والمشارب والناس تلتفت عليك وتصفق عليك. لا تظن انك هكذا اصبحت اماما في الدين. لا ليست الامامة في الدين ان تنال شهادة اطراف الشريعة ليست هذه الامامة لا الامامة في الدين هي امامة صبر بذل عطاء تضحية تبتلى في ذات الله سبحانه وتعالى مع يقينك بموعود الله عز وجل وان العاقبة للمتقين هنا يرفعك الله عز وجل ويؤهلك لمرتبة الامامة. فامامة المتقين هذه مرتبة سامية شريفة لا الانسان الا ببذل وجهد كبيرين. ثم قال كهفا للمسترشدين يعني ينبغي للانسان ان يكون المسترشدون. السارقون الى الله يؤون اليه. يشعرون عندما يأتون اليه بالامان وانه منقذ لهم. اخذ بيدهم الى الطريق الصحيح. فهو مثل الكهف. يلجأ اليه الناس ليتقوا به من عوائق الطريق ثم قال ولا تظهرن الى احد شكوى. وهذا كثير ايها الاحبة. هذه الرسالة كذلك كثير ما مرت معنا من كلام المحاسبي ولا تظهرن لاحد شكوى ان الانسان ينبغي عليه ان يكون افتقاره لمن؟ لله سبحانه وتعالى. ولماذا يركز المحاسبي على هذا القضية هذه القضية ايها الاحبة هي اساس السلوك الى الله سبحانه وتعالى. اظهار الافتقار الى الله. الانسان الذي يفتقر الى المخلوقين ويظهر الشكوى اليهم هذا انسان بعيد كل البعد عن طريق المسترشدين. اذا كنت ممن يكثر الشكوى الى الناس اذا وقعت ضائقة مالية شكوت الى الناس. تقول والله يا شيخ ان لا يوجد راتب والامور صعبة في هذه الايام ولا يوجد حركة في السوق. اذا وقعت في مرض شكوت الى الاطباء. اذا وقعت في بلاء شكوت الى الناس وذهبت اليهم وقرأت ابوابهم عن الله سبحانه وتعالى. هذا الانسان ايها الاحبة ما زال بعيدا عن الله سبحانه وتعالى. واذا شكوت الى ابن ادم انما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم الذي اوقعك في هذه البلية سواء كانت فقر او كانت مرض او كانت اي شيء من عوارض هذه الحياة الدنيا بلاء في ذات الله سبحانه وتعالى الذي اوقعك في هذا البلاء هو الله سبحانه وتعالى. هذا هو تقدير من الله سبحانه وتعالى. فعليك ان تقرع الباب الصحيح. هو الذي يلتجأ اليه اولا واخيرا. بابه لانه هو اوقع البلاء وهو الذي يرفعه سبحانه وتعالى بقدره. نعم الانسان قد يأخذ بالاسباب المشروعة ولكن لا يجعل هذا القلب متعلق بهذه الاسباب وانما قلبه متعلق بالله سبحانه وتعالى هو الذي يكشف الكروب ويرفع الهموم عن العبد المؤمن. لذلك من افتقر الى الناس فان الله عز وجل ان يفقه ومن استغنى عن الناس فان الله سبحانه وتعالى يغنيه. لان الغنى في الحقيقة ليس هو الغنى المادي. الغنى هو غنى القلب يقول بعد ذلك رحمه الله ولا تأكل بدينك الدنيا ولا تأكل بدينك الدنيا ما معنى هذا الكلام ما معنى ولا تأكل بدينك الدنيا؟ ما اشتغل بالعلم. نعم؟ لم اشتغل بالعلم اللي طلبته. لا تشتغل طلبته لأ انت ممكن يعني تطلب علم تعمل الوظيفة بشكل عام لكن اه طلب الدنيا. نعم. لم تتنازل عن الحق في يعني اخد مصالح دنيوية. نعم يعني نحن نقول بشكل عام اذا ايها الاحبة يقول لك المحاسب ولا تأكل بدينك الدنيا. اذا لا تجعل الدين الذي تعلمته العلم الذي تعلمته الدعوة التي آآ تدعو فيها الى الله عز وجل وسيلة لجلب الشهرة. لا تجعلها وسيلة لكسب الكراسي عند السلاطين لا تجعلها وسيلة اذا لان يعني تبيع دينك بعرض من الدنيا بخس ولو كان المحاسبي رحمه الله في زماننا لرأى العجب العجاب من ذلك. كيف يباع الدين على الابواب وكيف يباعي الدين بعرض من الدنيا بخس وبدراهم معدودة. ايها الاحبة من اخطر الامور على طالب العلم وعلى الداعي وعلى المسترشد ان يبذل دينه من اجل ان يأخذ عرضا من اعراض هذه الحياة الدنيا. يعني افعل من المعاصي. هي ليست دعوة لفعل المعاصي لكن لو فعلت المعاصي لو فعلت لو فعلت ما لكن اخطر شيء في الحقيقة ان تكون داعية الى الله عز وجل وتبيع دينك من اجل الدنيا. هذا اعظم عند الله عز وجل من صاحب المعاصي. صاحب المعاصي الذي يفعل المعصية ويتوب ويعود ثم يتوب هذا افضل حالا من انسان يتاجر بدينه قد يكون صاحب عمامة وقد يكون صاحب لحية وقد يكون انسان نال شهادة ولكنه في النهاية باع دينه من اجل سرة من المال او من اجل لذة ولعاءة من لوعات هذه الحياة الدنيا. فهذا من اخطر الامور المحاسبة وهذا باب السلف ليس فقط المحاسبي. سفيان بن عيينة ايها الاحبة رحمه الله تعالى. هذا امام عظيم. جدا. رجل عالم في الحديث عالم في الفقه امام كبير يقول كنت اوتيت فهما من القرآن. كان الله عز وجل اتاه فما عميقا يقصد. ينظر ما وراء النص. روحانيات. اجيت فهما من القرآن قال فسلبت هذا الفهم بصرة قبلتها من السلطان. فقط قبل صرة من السلطان سلبه الله عز وجل هذا الفهم. فما بالك باناس ان يبذلون ان يأخذون صورا كثيرة. ماذا يبقى لهم من العلم؟ فما بالك بمن يفتي بما يريد؟ هذا ايها الاحبة عليه ان يتحرز لان موقفه عند الله شديد وخذ بحظك من العزلة. وانظروا الى التعبير الدقيق قال لم يقل اعتزل الناس ماذا قال؟ قال وخذ بحظك من العزلة لان المؤمن ليس هو المعتزل في الزوايا كما قلنا. المؤمن ايها الاحبة كما جاء في الحديث الصحيح المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم. فالامام المحاسبي رحمه الله تعالى يقول لك لابد ان تخالط الناس في الدعوة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاخذ بايدي الناس الى الخير. ولكن ينبغي ان يكون عندك حظ. يعني نصيب. من العزلة ان تجلس مع نفسك. لان هذه الحياة مثل يعني حلبة المصارعة تدخل جولة في المصارعة ثم بعد ذلك تعود تستريح حتى تترتب الاوراق من جديد. ثم بعد ذلك تعود تصارع الناس تقول وتنهى هذا وترشد وتعلم ثم بعد ذلك ينبغي عليك ان تعود مرة اخرى تتفكر ويصفى القلب وتعود الافكار الى محلها الصحيح وتعود بعد ذلك. فلابد اذا من العزلة. وحقيقة ساعة واحدة من العزلة خير من كثير من الساعات التي تجلسها مع الناس. ساعة العزلة ايها الاحبة اثرها عظيم على ايمان الشخص. العزلة طبعا ان تجلس في مكان لا يراك فيه الناس. تؤمن فيه من الرياء وتأمن فيه من النفاق. انت تجلس مع الله. سبحانه وتعالى تفكر تحاسب النفس تعيد ترتيب الاوراق تعيد النظر في حقيقة نفسك اين وصلت في هذه الحياة الدنيا؟ كيف علاقتك مع الله عز وجل؟ اذا كما يسموها الان في العلم في نقطة نظام انسان يعيد ترتيب الاوراق ثم بعد ذلك يعود مرة اخرى. اعادة تقييم اذا العزلة لها فوائد كثيرة. يعني هنا يحصل ان اقف على هذا النص الذي نقله الشيخ عبدالفتاح من صيد الخاطر لابن الجوزي. يقول ابن الجوزي رحمه الله في كلامه عن العزلة. قال من اراد اجتماع همه واصلاح قلبه فليحذر من مخالطة الناس في هذا الزمن. اي زمن يتكلم في القرن السادس الهجري. فما بالك في زماننا؟ طيب. قال فانه قد كان اي قديما عند سلف يقع الاجتماع على ما ينفع ذكره. فصار الاجتماع على ما يضر. وقد جربت على نفسي مرارا وهو يتكلم عن نفسي ابن الجوزي. جربت على نفسي مرارا ان احصرها في بيت العزلة. فتجتمع همتي ويضاف الى ذلك النظر في سير السلف. فارى العزيمة حمية. والنظر في سيئة هم؟ فأرى العزلة حمية نعم والنظر في سير القوم دواء واستعمال الدواء مع الحمية عن التخليط نافع. قال فاذا فسحت نفسي في مجالسة الناس ولقائهم يعني هو يعطيك المشاعر التي يمر بها انسان صادق يعطيك مرآة عن نفسه. يقول اذا جلست وحدي في بيت وبدأت افكر في سير السلف الصالح وما انا عليه قالوا يجتمع قلبي وتجتمع همتي ويشتعل الحماس. قال واذا عدت فجلست مع الناس ماذا يحدث؟ قال فاذا فسحت لنفسي في مجالسة الناس ولقائهم تشتت القلب المجتمع ووقع الذهول عما كنت اراعيه وانتقش في القلب ما قد رأته العين. يعني اذا جلست مع الناس ما تراه العين من النساء من المحرمات يأتي في الذاكرة. ما يأتي الى الاذن من الكلام المحرم يبقى راسخا في القلب. ما يأتي من من اللسان يبقى راسخا في القلب وهكذا هذه سيئات المخالطة. قال وانتقش في القلب ما قد رأته العين وفي الضمير ما تسمعه الاذن وفي النفس ما تطمع في تحصيل من الدنيا واذا جمهور المخاطبين او المخاطبين ارباب غفلة والطبع بمجالستهم يصرخ من طباعهم. يعني اذا اكثرت الجلوس مع الناس فانك ستأخذ من طباعهم. اذا اكثرت الجلوس مع صاحب الضحك ستأخذ من طبعه. واذا اكثرت من الجلوس مع الماجن فانك ستأخذ من طبعه وهكذا من اكثر الجلوس مع اصحاب اخلاق ذميمة تبدأ هذه الاخلاق تتسرب الى طبعه من حيث لا يشعر. قال فاذا عدت اطلب القلب لم اجده يعني بعد ان اجلس مع الناس وافعل وافعل ثم بعد ذلك اعود لنفسي لاطلب قلبي لابحث عنه لا اجده بعد هذه المخالطة. قال واروم ذلك الحضور الحضور يعني ايه في مع الله سبحانه وتعالى فافقده. فيبقى فؤادي في غمار ذلك اللقاء للناس اياما حتى يسلب الهوى. وما فائدة البناء للنقض. يعني انت تذهب الى عزلة تبني وترفع بنيانا ثم تخالط الناس بعد ذلك خلطة شديدة تضيع ذلك البناء الذي بنيته ثم تعود الى العزلة تبني من جديد. يقول لك هذا خطأ. عليك ايها الحبيب ان تحافظ بشكل عام على البناء الذي تبنيه في العزلة. اذا خالطت الناس فينبغي ان ان تكون مخالطتك على قدر منفعتك وحاجتك. تخالط الناس امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. مبلغا لحوائج قائضا لحوائج الناس. بعد ذلك عليك ان ان تعود الى العزلة. اما من يكثر الجلوس مع الناس فهذا يكثر عليه انتقاض البناء. فيختم بعد ذلك يقول فليس في الدنيا اطيب عيش من منفرد عن العالم بالعلم فهو انيسه وجليسه. الانسان الذي يجلس مع العلم الشرعي بشكل عام ان يتعلمه ويطلبه ويكرر ويقرأ في سير الصالحين وفي التاريخ وما شابه ذلك من العلوم الشرعية. هذه هي الحياة العظيمة. هذه الحياة التي لها قيمة. انسان يشعر انه يتقدم في هذه اما انسان يعيش الحياة ايها الاحبة كثرة كلام وكثرة ضحك وكثرة مزاح ومشاهدة اخبار ثم يعود بعد ذلك للافلام الى المسلسلات ثم يعود الى الضحك يعني ما قامت هذه الحياة لا معنى لها لا قيمة لوجود هذا الانسان في هذه الحياة فقط انت موجود في هذه الحياة الدنيا لتضحك ولتمزح ولتلعب ولتشرب ولتأكل ثم شاهد تلفاز واخباره بعد ذلك تعود تنام تذهب لليوم الثاني للوظيفة وهكذا تنقضي الحياة. اذا هذه لا قيمة لها. لذلك يقول فليس في الدنيا اطيب عيشا من منفرد عن العالم بالعلم فهو انيسه وجليسه. قد قنع بما سلم به دينه من المباحات الحاصلة لا عن تكلف ولا تضييع دين. وارتدى بالعز عن الى الدنيا واهلها والتحف بالقناعة باليسير. الى اخر كلامه رحمه الله. ثم بعد ذلك ينتقد المحاسب الى مقطع من جديد فيقول ولا تأخذنا الا حلالا وجانب الاسراف واقنع من الدنيا بالكفاف. قال ولا تأخذن اه الا حلالا. هذا كذلك ايها الاحبة وهذا كثير وافكار كثير تتكرر لكن كل مرة ربما نشير الى قضية آآ رسالة المسترشدين من يقرأها من اولها الى اخره الى ما انتهينا اليه يجد ان المحاسبي رحمه الله تعالى لا يفصل بين التزكية وبين العمل وبين العلم. يعني هذه التفرقة الموجودة في الوقت الحاضر تجد انسان مثلا عنده علم لكن لا يوجد عنده تزكية. لا يوجد عنده تزكية واصلاح قلب. عندما تنظر في عمله تجد عمله مباين تماما للعلم الذي يدعو اليه. يأكل ويفعل ويفعل او انسان تجد عنده مثلا عمل ودعوة ولا تجد عنده علم. او انسان يهتم بالتزكية والسلوك ويفقد العلم والعمل. يعني تجد ان هذا فيه نوع من التناقض. المحاسبي عندما يتكلم عن طريق المسترشدين. احيانا تجده يتكلم عن اعمال القلوب. احيانا تجده يتكلم عن الكسب الحلال. احيانا تجده عن العلاقة مع الاخوان. احيانا يتكلم من تصاحب ومن لا تصاحب. احيانا يتكلم عن مسائل عقدية المحبة في الله والبغض في الله. اذا هو يرسم لنا منهجا متكاملا لهذا ولا يرسم فقط قضية التزكية وعلم السلوك. هو يرسم كيف يكون المسلم في حياته مع الله عز وجل مع نفسه ومع مجتمعه. كيف يكون الاسلام اسلاما كاملا متكاملا بجميع جوانبه في الدين من العلم والعمل والتزكية والسلوك. هؤلاء الاشخاص الذين يجمعون بين العلم بين التزكية بين هؤلاء هم الذين يقودون زمام هذه الامة. هم الذين يأخذونها الى بر الامان. اما من يكثر الكلام ويكثر العلم ويقلل العمل او يجد عنده العلم لا نجد عنده تزكية وسلوك او تجد العكس عنده نوع من التزكية ولكن على جهل هؤلاء تجدهم دائما يعني متعصبون كل انسان يتعصب ما ينتمي اليه. العالم او من عنده علم يتعصب الى علمه. وصاحب التزكية الذي يفقد العلم يتعصب الى صوفيته. وهكذا تبقى الامة متشتتة. لماذا لان منهج الاسلام منهج متكامل. لا يمكن ان ينفرد عنصر عن عنصر اخر. لابد من هذا التكامل الذي به تحيا الامة وتعود الى منصبها. لذلك قال ولا تأخذن الا حلالا يعني انظر سئل الامام احمد رحمه الله تعالى بما تلين القلوب يا امام؟ بما تلين القلوب. انسان لو سألك انسان بما تلين القلوب انت تقول له ماذا؟ اذهب اقرأ القرآن اسمع محاضر للشيخ الفلاني صلي ركعتين في الظلمات. انظروا الى الامام احمد ماذا يقول له؟ يقول له عليك باكل الحلال قل بما يلين القلب؟ يسأله قال عليك باكل الحلال. الانسان الجاهل يقول يعني هذه اجابة غير موافقة للسؤال. ولكنها في الحقيقة في عمقه هذا في عمق السؤال. الانسان ايها الاحبة اذا كان يأكل الحرام وجسده غذي بالحرام فان هذا القلب هذا القلب من الحرام. هذا القلب الذي تغذى بجسد من الحرام ماله ورزقته وعمله كله في الحرام. اذا هذا القلب من الحرام. فانى يطلب هذا القلب تزكي وهو قد غذي بالحرام كما جاء في الحديث يرفع يديه يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانه يستجاب لذلك؟ انت تدعو الله ان يلين قلبك ان يرزقك طريق المسترشدين ثم تأكل الحرام اذا هذا فيه نوع من التناقض الذي لا يقبل عند العلماء لا يوجد اذا تزكية وانسان يدعي انه من علماء السلوك وهو في حياته يأكل الحرام ويؤذي الناس ويفعل مساوئ الاخلاق. هذه غير مفهومة. كل شيء مرتبط مع الاخر. لذلك مثلا يقول نساء السلف يوصين ازواجهن اذا خرجوا للسعي والكسب فيقلن لهم اتقوا الله فينا ولا تطعمون الكسب الحرام فانا نصبر على الجوع وعلى الضر ولا نصبر على النار. انظروا كيف كان نساء السلف يفهمون القضية. يعني نتحمل الفقر ولكننا لا نتحمل النار. الامام ابن سيرين ايها العباد امام كبير من علماء السلف رحمه الله تعالى. هل تعلمون كيف توفي هذا الانسان؟ توفي هذا الامام مسجون بسبب دين عليه امام ائمة التابعين. طب ما اسباب هذا الدين؟ الامام ابن سيرين ايها الاحبة يقولون اشترى اه اربعين جرة زيت كما يقولون. ماذا لا ادري ماذا يسمون الجرة في زمانهم لكن مفهوم القصة انه اشترى اربعين جرة من الزيت وعلم ان في احدى هذه الجرار فأر قد مات مات في الزيت ولم يعلم ما هي الجرة. فاضطر ان يريق جميع الجرار قال اريق جميع الجرار حتى لا يقع احد هذه الجرار في ايدي احد المشتري قال ورعا لله سبحانه وتعالى اريق جميع هذا الزيت ولا اريده. طبعا اربعين جرة من الزيت كبيرة مبلغ كبير جدا في النهاية لم يستطع ان يسد المبلغ الذي اشترى به الاربعين جرة لمن؟ لصاحبها. فسجن مرهونا بسبب هذا الدين الذي عليه لم يستطع ان يسده لكن قال اموت على هذا الدين ولا ابيعه ولا اكل الحرام. وفي النهاية يقضي عنه السلطان في زمانهم كان هناك الاوقاف يقضى بها عن اصحاب الديون خاصة اذا ماتوا فانظروا الى هذا الامام العالم الكبير كيف يرضى لنفسه لو كان الان الامام موجود في عصرنا؟ يقول لك يا شيخ انا عندي طعام كثيرة عاد ما يحتاجون مشكلة لو بين تنكة زيت فيها مشاكل. الامام ابن سيرين امام كبير. طبعا ايها الاحبة هذا يعني فيه نوع استغراب. يعني انا متأكد ان ابن سيرين لم يخبرني بالقضية لان الناس لو عرفوا ان ابن سيرين العالم الكبير محبوس في السجن الامام في سجن السلطان بسبب دين عليه لبادر الناس الى قضاء هذا الدين ولكن فيما يظهر انه اسر هذا الامر ولم يخبر به الا الخواص. لم يخبر به الا الخواص انه قد آآ يعني ادار هذه الجرار حتى لا يبيع الجرار فقط جرة واحدة من الاربعين فيها فأر قد مات. لا يريد ان يأكل الحرام فرضي لنفسه هذا الامر. انظروا كيف كانوا يفهمون اه التزكية وكيف كانوا يفهمون العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. ثم يقول وجانب الاسراف واقنع من الدنيا بالكفاف. يعني هذا يرتبط بقضية اكل الحلال يعني الانسان ياكل حلالا ولكن حتى اذا اكلت الحلال لا تسرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل واشرب والبس وتصدق من غير سرف ولا مخيلة كثرة التوسع في المباحات ايها الاحبة في الحقيقة سبب في قسوة القلب. وتجرأ الانسان على الوصول الى الحرم. الانسان السالك الى الله عز وجل عليه ان يقنع من هذه الدنيا بالكفاف. هذا يعني اصل عظيم عند علماء السلوك لا يمكن ان تفهم طريق المسترشدين وانت تكثر الاكل تكثر المشارب وتكثر المناكع وتكثر الاستمتاع في الوقت ثم تدعي بعد ذلك انك على طريق المسترشدين. هذا غير مفهوم عندهم. طريق المسترشدين اساسه الزهد في هذه الحياة الدنيا. ليس الزهد طبعا ان تلبس الخراق لا الزهد ابتداء هو زهد القلب. كما يقول ابن حزم رحمه الله تعالى. ولكن الانسان الزاهد الانسان الذي يطلب الله سبحانه وتعالى كلما قلل من المباحات وجد قلبه مع الله. وجد عنده اوقات يفرغها لطاعة الله سبحانه وتعالى. اما من يكثر المباحات من المآكل والمشارب والمجالس. انظروا اين تضييع الاوقات؟ تضيع بعيد عن طريق المسترشدين. لان هناك وقت للاكل. وهناك وقت للشرب. وهناك وقت لمشاهدة التلفاز وهناك وقت الجلوس مع الخلان وهناك وقت مع العائلة. تذهب خمس اوقات وهناك وقت للنوم. ماذا بقي لله سبحانه وتعالى؟ هي اوقات الصلوات المفروضة وربما ساعة بين المغرب والعشاء وساعة قبل الفجر او بعد الفجر وانتهى الامر. لا هذا لا يوجد عند المسترشدين. المسترشدون ايها الاحبة يأخذون من هذه الحياة الدنيا ما يبلغهم الى الله سبحانه وتعالى. واما ما سوى ذلك فهو عندهم من الفضول الذي حذر منه المحاسبي رحمه الله كثيرا في هذه الرسالة ثم يقول بعد ذلك واطلب الادب في بساتين العلم والانسى في مواطن الخلوة والحياء في شعب اليقين والاعتبار في اودية التفكر والحكمة في رياض الخوف. يعني هذه الامور يعني يعرفك المحاسبي رحمه الله من اين تأخذها؟ يقول لك اين تأخذ الادب؟ قال في بساتين العلم مجالس العلم مجالس السلوك الى الله سبحانه وتعالى هي المجالس التي تتعلم فيها الادب. اذا قضية الادب تحتاج الى تعلم. اطلب الادب في بساتين العلم. واين تطلب الانس مع الله سبحانه وتعالى؟ لا يمكن ان تطلبها وانت تضحك وانت جالس مع الناس وتشاهد التلفاز وهذه الامور. لابد من فالانس بالله سبحانه وتعالى قال يطلب من الخلوة. والحياء من اين يطلب الانسان؟ قال الحياء من شعب اليقين. هذا سؤال ما معنى الحياء يطلب من شعب اليقين كيف ما معنى ان تطلب الحياء من شعب اليقين؟ ماذا يريد المحاسبين كأن على رؤوسهم الطير مراقبة الله عز وجل. يعني اليقين بماذا؟ اذا كنت متيقنا ان الله سبحانه وتعالى ينظر اليك فهذا الذي يرزقك احياء منه انت اذا لم تشعر بالله سبحانه وتعالى لم تتيقن هذا اليقين غير موجود هل تستحي من الله سبحانه وتعالى لن تستحي لانه لا يوجد عندك شعور يقيني بان الله الله سبحانه وتعالى ناظر الي الان وان افعل هذه المعصية. لذلك المحاسبي يقول لك اطلب الحياء من شعب اليقين. عليك اولا ان تورث قلبك اليقين بالله سبحانه وتعالى وانه مراقب لكل حركاته وسكناته. اذا رزقت هذا اليقين فهذا يرزقك الحياء فتستطيع حينئذ ان تطلب الحياء قال كذلك واطلب الاعتبار في اودية التفكر يعني ان الانسان ايها الاحبة وهذا كثير ما كرره يعني اين يطلب الاعتبار من اين يعتبر عندما يتفكر يتفكر في احوال الناس ويتفكر في كتاب الله سبحانه وتعالى ويتفكر في احوال الماضيين هذا يرزقه العبرة باحوالهم. قال واطلب الحكمة في الخوف. كذلك الحكمة الصحيحة لا تنبع الا من خوف من المحظور. انسان اذا خاف من شيء تأتي عنده الحكم ويبرز عنده الاحتياط الحكمة دائما تنبع من الخوف والاحتياط. سواء الخوف من الله سبحانه وتعالى الخوف من اي شيء محظور. هذا ينتج عندك حكمة. اما انسان دائما متكئ لا يخاف من شيء فهذا قل ما يوفق الى حكم تأتي في مكانها. ثم قال واعرف دوام احسان الله اليك مع مخالفتك لامره. وحلمه عنك ما اعراضك عن ذكره وستره عليك مع قلة حيائك منه وغناه عنك مع فقرك اليه. انظروا الى هذه الكلمات ما اجملها من المحاسب يقول واعرف دواء واعرف دوام احسان الله اليك مع مخالفتك لامره. ونحن ايها الاحبة لو اخذنا فقط الحواس الخمس لو اخذنا الحواس الخمس. الله عز وجل يحسن الينا الان في دوام. ان ابقى علينا هذه الحواس ونحن نعصيه بها. انظر الى عينك وانظر الى اذنك. الان هذي العين وهذا البصر الله سبحانه وتعالى ليس قادرا ان يسلبه منك في لحظة. اذا هو في دوام احسانه اليك الان. وانت ماذا تفعل بهذا تذهب به في مزارق الحرام. وانظر الى السمع. هذه نعمة فيها دواء من الله عز وجل عليك الان. الله عز وجل قادر ان يسلبها منك في لحظة واحدة انظر اين تصرف هذا السماء؟ هل تصرفه في الغناء؟ وهل تصرفه في السماء المحرم؟ وفي سماع الكلام الذي لا يرضي الله سبحانه وتعالى؟ انظر اذا هناك نعم دوام من الله عز وجل عليك فيها وانت مع ذلك تعصيه بهذه النعم. وكذلك انظر في اللسان نعم الله عز وجل قادر ان ان يخلقك اخرس لا تتكلم مع ذلك انعم عليك ورزقك الكلام. اين يذهب هذا الكلام؟ هل يذهب في الغيبة والنميمة والشتم والكلام اللغو الذي يبعد عن الله سبحانه وتعالى ام صرفت هذا اللسان في تكرار العلم وفي مجالس العلماء وفي المذاكرة وقراءة القرآن والتدبر شتان بين هذا وهذا. قال كذلك واعرف حلمه كان اعراضك عن ذكره وستره عليك مع قلة حيائك به. يعني الانسان ايها الاحبة لو كما قال احد السلف لو علم الناس بسوء افعالنا لما معنا ينظر الانسان في موطن العالم البصير العارف وعليه من العيوب ما الله سبحانه وتعالى به عليم. ولكن من الذي يستره؟ الله عز وجل هو بستر نحن نستتر والا لو كشف الله عز وجل افعالنا وقبائحنا للناس لما جلس الناس معنا فنسأل الله السلامة والعافية. ثم بعد يخاطب يعني خطابا وجدانيا كما يقولون. يقول المحاسب اين عالم بربه؟ اين خائف من ذنبه؟ اين مسرور اين مشغول بذكره؟ اين مشفق من بعده؟ هو ذا مغفور له يا مغرور؟ الم يرك الجليل وقد هتكتور اذا هو يعني يتكلم اين هؤلاء؟ اين الانسان العارف بالله سبحانه وتعالى؟ واين الانسان الذي يخاف من ذنبه؟ واين الانسان المسرور بانه قريب من الله سبحانه وتعالى هؤلاء هم المغفور لهم. العارفون بالله المسرورون وبقربه الخائفون من ذنوبهم. هؤلاء هم الذين يغفر الله سبحانه وتعالى لهم ونحن ما زلنا مغرورين. لا يوجد عندنا فرح بالقرب من الله عز وجل نفرح بالحياة الدنيا. اذا فعل الانسان ذنبا لا تجده خائفا. لا تجد انسان يهتم لقضية انا بعيد عن الله او قريب منه. يعني هل هذا الموضوع يشغل بالنا؟ هل هذا الموضوع ايها الاحبة هو هم نهتم به اذا اذا اصطبحنا واذا نفكر اين موقعنا من الله سبحانه وتعالى؟ ام هذه الايام تطوى ونحن في الامس مثل اليوم مثل الغد؟ يقول اين هذا واين هذا؟ هذا انسان الذي لا يهتم لهذه القضايا وذاك انسان مغفور له ونختم بهذه الفقرة الاخيرة من كلام المحاسب يقول واعلم يا اخي ان الذنوب تورث الغفلة. والغفلة تورث القسوة. والقسوة تورث البعد من الله. والبعد من الله يورث النار وانما يتفكر في هذا يعني في هذه الامور التي تكلم عنها قال الاحياء احياء ماذا؟ احياء القلوب. واما الاموات فان هم قد اماتوا انفسهم بحب الدنيا. اما الاموات اموات القلوب كيف اماتوا انفسهم؟ بحب هذه الحياة الدنيا. يقول رحمه الله في هذه الفقرة الذنوب ايها الاحبة ما اثرها على قلبك؟ كثرة الذنوب تورثك الغفلة. واذا غفلت عن الله سبحانه تعالى اصبت بمرض عضال وهو مرض قسوة القلب والبعد عن الله عز وجل وكفى بهذا المرض. وكفى بهذا عيبا للذنوب ان تكون بعيدا عن الله سبحانه وتعالى وان تكون قاسيا للقلب هذه هي قمة الخذلان والحرمان من الله سبحانه وتعالى. ولا يوصلك الى هذه المرتبة وهي قسوة القلب الا كثرة الذنوب. والغفلة من التوبة منها. لذلك ابن القيم رحمه الله تعالى يقول في كتاب الفوائد كما ترون امامكم يقول الذنوب جراحات الذنوب مثل الجروح ايها الاحبة. ورب جرح وقع في مقتل. رب جرح كان سبب في نهايتك. وما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وابعد القلوب من الله القلب القاسي. واذا قسى القلب قحطت العين ما عاد في هناك دموع تنزل من خشية الله وتعالى. ثم يقول واعلم ان الصبر عن الشهوة اسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة. فان الشهوة اما ان توجب الما وعقوبة اما ان تقطع لذة اقبل منها واما ان تضيع وقتا اضاعته حسرة وندامة. واما ان تلتم عرضا توفيره انفع للعبد من واما ان تذهب مالا بقاؤه خير من ذهابه. واما ان تضع قدرا وجاها قيامه خير من وضعه. واما ان تسلب نعمة بقاؤها الذ واطيب من قضاء الشهوة. يعني يقول لك انت لو حسبت الموازنة بين اني افعل الشهوة واتحمل اثار التي تنتج عنها. هذه المعصية والذنب او ان لا اتحمل واصبر عن فعل هذه الشهوة ايهما افضل لوجدت ان الالم والشدة التي تعانيها من الصبر عن الشهوة اخف بكثير مما مما يحدث بعد الشهوة لان الشهوة كما ذكر لك تورثه لك كثيرا من المعايب والمساوئ التي لا تنفك عنك. وتستطيع ان تبتعد عن كل هذه المعايب من خلال ماذا؟ من خلال صبر ساعة. لذلك يقول قال واما يكمل الان في قضية اثار الشهوات. واما ان تطرق لوظيفة اليك طريقة يعني بيكفي يقول لك الشهوة لو فعلتها يكفي لو ان هذا الناس عرفوا انك تفعل هذه المعصية ان الناس كلهم ما عادوا يحترمونك. هذا اذا اردت طبعا ان تنظر الى الناس اذا اردت فقط ان تنظر الى الناس وتحسبها من ناحية دنيوية يكفي من اثار الشهوة ان الناس لو علموا انك تفعل هذه المعصية لابتعدوا فما بالك من الله سبحانه وتعالى؟ قال واما ان تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة يعني يكفي من اثار الشهوة انها تورثك الغموم والهموم والاحزان انت لو قارنت بين لذة الشهوة ولذة الشهوة كم ايها الاحبة؟ لو فعل الانسان لو ارتكب فاحشة شرب خمرا سمع غناء لو فعلت ما فعلت من الشهوات. ربع ساعة نصف ساعة ساعة يوم يومين ثم بعد ذلك الحصاد التي تقطع القلب تجلس معك ايام وسنوات. لذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى وكل معصية ممزوجة بالقبح اثناء تناوله مورث للالم بعد تناوله او قال كل لذة ممزوجة بالقبح اثناء تناولها. عندما تفعل المعصية انت تفعلها وهناك انت تشعر القمح. تشعر انك انسان دنيء. هذا الانسان الذي يزني هذا الانسان الذي يشرب الخمر. هذا الذي يأكل الحرام. نعم قد يظهر امامك انه سعيد. لكنه في قلبه يشعر بانه قبيح وبعد ان يفعل هذه المعصية وتنقضي يرزقه الله عز وجل الما وحسرة في القلب. كل هذه الاثار السيئة كان بامكانك ان ابتعد عنها بماذا؟ كما قلنا بصبر عن الشهوة. ثم بعد ذلك ان يعدد ابن القيم رحمه الله تعالى اثار ترك المعاصي واثار ان المعاصي على حياة العبد حتى لا نطيل هذا المجلس يعني انصح الاخوة بالرجوع والقراءة لانها في حقيقة كلام مهم. ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في اثار المعاصي جملة كلام المحاسب اذا في الفقرة الاخيرة ان الانسان ايها الاحبة اذا اكثر الذنوب فان هذه الذنوب تكون سببا في غفلة القلب. وعندما نتكلم عن هذه القضية ربما نحن نشعر بالسآمة والتكرار من هذا الموضوع. موضوع يعني غفلة القلب سمعنا محاضرات كثيرة في هذا الموضوع. غفلت القلب والانسان ان يوقظ قلبه وان يهتم بعلاقته مع الله عز وجل. في الحقيقة الانسان ينبغي ان لا يسأم من هذه القضية. مهما تكررت امامه وان يعيد التكرار والتفكير كلما سمعها قضية غفلة القلب. لا تظن ايها الاحبة ان عندما نتكلم عن اصحاب القلب الغافل اننا نتكلم عن اناس من عالم اخر. نحن لسنا من اصحاب القلوب الغافلة لا نتكلم عن كواكب اخرى ولا نتكلم بنظرة دونية ان الناس للاسف اصحاب قلوب غافلة الحمد لله نحن في السلامة. نعم نحن من اصحاب القلوب ايها الاحبة هذا موضوع نحن نعيش فيه في غفلة في القلب وبعد عن الله سبحانه وتعالى وقسوة. فالانسان يحتاج ان يلين قلبه ان يعيد النظر وتكرار الحسابات في كل يوم بل في كل ساعة. لان القضية كما قلنا هي قضية جنة ونار. والقضية اذا ابتعدت عن الله عز وجل لحظة واحدة ووكلك الله عز وجل الى نفسك طرفة عين انتهى الامر قد تكون نهايتك في جهنم. ترى القضية ليست يعني قضية. الامر هين على الله عز وجل. انت في النهاية صغيرة جدا في حلقات عالم علوي عند الله سبحانه وتعالى. فعليك ان تتفطن ايها الحبيب لا تظن الموضوع هي فقط موضوع موعظة ودرس كانت مسترشدين وانتهى الامر عدنا الى منازلنا وانقضى الدرس ثم نأتي في الدرس القادم. الموضوع ايها الاحبة هو موضوع جنة ونار وعلاقة صحيحة مع الله عز وجل اين هذا القلب من ربه؟ وهل نحن فعلا على علاقة صحيحة؟ لا تظن انك اصبحت طالب علم انك على علاقة صحيحة وانك عالم او داعي او تصلي في الصف الاول او الفجر جماعة انتهى الامر. الموضوع ايها الاحبة عندما نقرأ في سير السلف نجد العجب العجاب. بل ربما نستنكر حالهم ونسارع الى تكذيب هذه الحال. ولكن ان نكذب انفسنا ونعرف اننا نحن الذين نكذب في علاقتنا مع الله. ندعي الصدق باللسان والقلب ما زال في غفلات. وتعلق بهذه الحياة الدنيا وشهواتها واهوائها لا نريد ان نقاوم. لا نريد ان نبذل الاسباب حتى نبتعد عن المعاصي والذنوب. نريد ان نبقى في حياتنا في شهواتنا في اهوائنا ثم بعد ذلك يعني تأتي لحظات ايمانية في ساعة في ساعتين موعظة ودرس ثم تنقضي هذه اللحظات ونعود الى الغفلة والى قسوة القلب من جديد اذا احذر ايها المسترشد احذر ايها السارق ان يرزقك الله عز وجل قلبا ميتا. فهذا من كمال خذلان الله عز وجل لك نسأل الله ان يرزقنا قلوبا حية معمورة بطاعته متذكرة للقائه انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم