بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى باب الافعال الافعال ثلاثة ماض ومضارع وامر نحو ضرب ويضرب واضرب. ذكر المصنف رحمه الله في صدر هذا الباب قسمة الافعال. وسبق ان ان الفعل هو ما دل على معنى في نفسه واقترن باحد الازمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل. فالقسم الاول الفعل الماضي وهو ما دل على حصول شيء قبل زمن التكلم. وهو ما دل على حصول شيء قبل زمن التكلم نحو اضاعوا في قول الله تعالى اضاعوا الصلاة والقسم الثاني الفعل المضارع وهو ما دل على حصول شيء في زمن التكلم او بعده دون طلب حصوله دون طلب حصوله نحو يحافظون في قول الله تعالى الذين هم على صلاتهم يحافظون والقسم الثالث فعل الامر وهو ما دل على طلب حصول شيء بعد زمن التكلم. وهو ما دل على طلب حصول شيء بعد زمن فالذي يكون بعد زمن التكلم نوعان من الافعال هما المضارع والامر المضارع الذي للاستقبال لكن الفرق بين لهما ان الامر فيه طلب حصول. واما المستقبل فليس متظمنا يداري. نحو اقم في قوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس في نحو قوله تعالى اقم الصلاة في دلوك الشمس. لاحظوا الامثلة التي ذكرناها. المثال الاول في الفعل الماظي ايش؟ اضاعوا فهذا بعدهم خلف اضاعوا الصلاة. والفعل الثاني مضارع يحافظون في قوله تعالى دينهم على صلاتهم يحافظون والثالث عاقل في قوله تعالى اقم الصلاة انظروا تمام المناسبة والنفع بها بخلاف قول النحاة ضرب يضرب اضرب ولذلك نبدي نعيد نقول الامثلة في النحو او في غيره يجب ان تكون مراعا فيها القدر المستطاع. فان المقصود نفع الناس. لان ما يذكرونه المقصود منه ظرب ايش ايش؟ ضرب الامثال. عندما يذكرون ضرب ويضرب واضرب. ويأتون في جملة ضرب فلان فلانا. المقصود بها ضرب ايش؟ ضرب ايش؟ ضرب المثال انظر محل ضرب الامثال في الشرع ومحله عند النفوذ ضرب الامثال في الشرع بغاية عظمى. لماذا؟ لعلهم يعقلون. وقال تعالى لما ذكرها قال وما اعقلها الا العالمون. فكذلك الامثال التي تبين القواعد سواء في النحو او في غيره ينبغي ان يراعي فيها الانسان الحال بحيث ينفع الناس حتى في المثال الذي يضرب. ومما ينعى على اصحاب الفنون ان تجد ان الامثلة التي يضربونها تؤخذ بالتوارث. فتجد ان المثال الذي يذكر اليوم هو مثال مذكور قبل خمسين سنة. وذاك ذكره مصنف قبل مئة سنة وذاك قبل خمس مئة سنة دون اعمال الذهن في طلب مصلحة اعظم في ضرب الامثل. وطالب العلم اذا رعى هذا الامر سواء في علم النحو او البلاغة والبلاغة حدد حدث عن البلاء البلاغيون يأتون يضربون الامثال باشعال الفساق التي تشتمل على الفسق وقل مثل هذا في علم اصول الفقه او علم مصطلح الحديث او غيرها من الامثلة من غيرها من العلوم التي به الامثلة تجد ان هذا الاصل مغفل. لماذا؟ لان العلم تجزأ في قلوب الناس كما ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى لما ذكر في صدري كتابه المعروف في اصلاح النفوس وهو كتاب ايش لا ده ايش منهاج منهاج القاصدين. لما ذكر في صدر كتابه منهاج القاصدين حقيقة الفقه ذكر ان اسم الفقه كان شاملا بعلم الدين كله ثم اختص قوم بما يتعلق بالفقهيات سموا بالفقهاء واختص قوم باحوال القلوب وآآ تهذيب النفوس فصار يسمى بالرقائق او التصوف الى اخر ما قال فلما تجزأ العلم صار من اثار تجزأ العلم ان يؤتى ويضرب لمثال بهذه بمثل هذه الامثلة. فطالب العلم ينبغي ان يصحح هذا الاصل في نفسه اذا اراد ان يدرب نفسه ينبغي له ان يدرب نفسه فيما ينفعه اكثر ولهذا تجد ان قدماء النحاة منهم من طفح كتابه بشواهد القرآن كالمغني لابن هشام وفي عصرنا اثنان استخرج كلام ابن هشام في المغني على الايات. نعم