نعم فصل واعلم ان من الواجب شرعا طاعته اولي الامر. لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله مواقع الرسول واولي الامر منكم. فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر. لاولي الامر منا في المنشأ والمكره والعسر واليسر والاثرة وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم وفي الصحيحين عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا والا ننازع الامر اهله. الا ان تروا كفرا بواحا الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان. زاد في رواية لو الله واللفظ لمسلم وعلى ان نقول بالحق اينما كنا. لا نخاف في الله لومة لائم. فمن تأمر منهم وجد فله السمع والطاعة كائنا من كان لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوه وان استعمل عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. رواه البخاري. من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه. وهي فرض في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. واذا رأى منهم ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من طاعة فعن عبد الله ابن عمرو ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فاذا امر فاذا امر امي بمعصية فلا سمع ولا طاعة. متفق عليه. وعن عوف ابن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه يا رب ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار ائمة الذين تبغضونهم ويملؤونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قيل يا رسول الله افلا نناذر قم بالسيف فقال لا ما اقاموا فيكم الصلاة واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكره ولا تنزعوا يدا من طاعة. رواه مسلم. وقد وقد امرنا بالصبر على ما يكفى ما يكره منهم. وان تؤدي اليهم حقهم ونسأل الله الذي ونسأل الله حقنا. فلا ننازع الامر اهله. الا ان كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان. فعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اثرة وامورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ادوا اليهم حقهم وسلوا الله حقكم متفق عليه البخاري ونهينا عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم. قال انس نهانا فقراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا امرائكم ولا تعيبوهم واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب رواه ابن ابي عاصم في السنة. فهو عين الاصلهاني في في تاريخ اصفهان. واللفظ له واسناده حسن وقال ابو الدرداء رضي الله عنه اياكم ولعن الولاة فان لعنهم الحارقة وبغضهم العاقرة قيل يا بندرناه فكيف نصنع اذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت. رواه ابن ابي عاصم في السنة. ورجاله ثقات. ومن اذل سلطان الله اذله الله. قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ما مشى قوم الى سلطان الله في الارض ليضلوه الا اذلهم الله قبل ان يموتوا. رواه معمر في الجامع. ذكر المصنف وفقه الله اخر يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي. مبينا ان من الواجب علينا شرعا طاعة اولي الامر امتثالا لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فطاعة اولي الامر من الاحكام الشرعية لا من الاملاءات السياسية او الفروض الواقعية فهو شيء جاء بيانه في ديننا بيانا شافيا تنضح به ايات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن اشهرها الاية المذكورة المبينة وجوب طاعة اولي الامر فينا ممن يتولى علينا. قال المصنف فعل المسلم السمع والطاعة لاولي الامر منا في والمكره والعسر واليسر والاثرة. وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم فيسمع المسلم ويطيع لولي امره. والسمع هو القبول. والطاعة هي الانقياد والاول بمنزلة المقدمة للثاني بان يقبل منه سامعا له ثم ينقاد مطيعا فيقبل منهم وينقاد لهم على كل حال. مما ذكر في حديث عبادة فهو ويطيع في المنشر اي في حال نشاطه وموافقة محبوبه. اي في حال نشاطه وموافقة محبوبه وفي المكره اي فيما يكره اي فيما يكره وفي العسر اي في الشدة وفي اليسر اي في السهولة وفي الاثرة اي في اختصاصهم بشيء دون الناس. اي في اختصاصهم بشيء دون الناس فاذا وجدت منهم هذه الحال لم ترفع عنا ما فرض علينا من السمع والطاعة لهم ثم ذكر المصنف في تصديق هذه المعاني حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنهما في الصحيحين في بيعتهم النبي على ما ذكرناه. ووقع في رواية في الصحيحين التصريح بامر عظيم من تمام البيعة وهو ان يقول العبد بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة تاء لائم فمن صدق الدين في في نصح ولاة امر المسلمين ان يقصدهم المرء ببيان الحق نصحا لهم وابراء للذمة. وقد اخذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا على الصحابة رضي الله عنهم في البيعة بايعوه بها فلا يبقى للناس خير مستدام الا بتمام وجود الحق فيهم فان البعض اذا انتشر فيهم شيئا فشيئا لا يزال يكثر حتى يرتفع الحق ويحل الباطل محله فاذا استولى الباطل على الناس في شؤون حياتهم فقدوا الحياة الطيبة في الدنيا وكان من اسباب العقوبات العاجلة والآجلة عليهم. فمما يدفع هذا عن المسلمين ان يقوم المسلم لولي الأمر بما يجب عليه من من بيان الحق والا يخاف لوم اللائمين وعتاب المعاتبين. فان اكثر الناس يتخوفون القيام بهذا المقام لان لا يذهب عنهم شيء من دنياهم. واما الصادق فهو يذكر ان هذا من مفردات البيعة التي اخذها النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم وهو اكمل الناس حالا في التولي عليهم وهم خير الناس حالا في الوفاء بما يبايعنا عليه. فكيف الامر بعدهم؟ وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من مفردات يكون طريق امتثاله بما ارشدت اليه السنة النبوية وكان عليه سلف الامة المرضية. فيقتدي العبد بهم في بيان الحق وشرط بيان الحق ان يكون بالحق. وشرط بيان الحق ان يكون بالحق. فلا يجوز للعبد ان يسلك امتثال هذا الامر بطريق غير حق. فقد يكون ما يدعو اليه من امور الحق. لكنه يسلك فيها سبيلا ليست سبيل الحق. فهو في بيان الحق لاولي الامر يتوجه اليهم بالنصح والارشاد بينه وبينهم. او بين ايديهم ولو كان في جمع الناس اذا اقتضت المصلحة ذلك واما الا يكون بين ايديهم او الا يباشرهم بذلك سرا فهذا خلاف طريق الحق الذي دلت عليه الاحاديث النبوية والاثار السلفية. وما يوجد من توهم خلاف هذا المعنى استنباطا من الاحاديث او من الاثار فمحله التصريح بذلك بين يدي الحاكم. فاذا وجد الحاكم واقتضت المصلحة ان يعلن الانسان بشيء يرشده اليه فذلك هو الذي وقع في حديث ابي سعيد الخدري مع مروان ابن الحكم. واذا لم تكن الحال مقتضية فان الاصل ان يكون هذا الامر بينه وبينهم. كما ذكر اسامة بن زيد في حديثه في الصحيحين لما سئل ان يتكلم مع عثمان رضي الله عنه ناصحا له فقال اني اكلمه بيني وبينه سرا ولم اكن لافتتح هذا الباب. يعني لاجعل هذا الباب مشرعا على المسلمين بالمجاهرة به وهو ليس من سبيلهم عرفوها عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال المصنف فمن تأمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. رواه البخاري من حديث انس بن مالك رضي الله عنه اي لو قدر ان حال المتولي تكون حال من يأنف الاحرار حال الاختيار من توليه. فالعرب ان تتولى ان يتولى عليهم ذو الحال الناقصة غير الكاملة. فلو قدر وجوده متوليا فانه يجب على ان يتخلص من سلطان نفسه وما يجده مطلوبا في قلبه ويسلم لسلطان الشريعة بانه يجب عليه ان يسمع ويطيع ولو كانت ولو كان على هذه الحال المكروهة عنده في نفسه. ثم قال وهي اي طاعتهم فرض في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. فاذا دعي العبد الى معصية الله لم يطعه. لان طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه عليه وسلم مقدمة على طاعة كل احد من الخلق. قال واذا رأى منه ما يكره كره ولم ينزع يدا من طاعة كما وقع بيان هذا في حديث ابن عمر في الصحيحين وفيه قوله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية. فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. اي لا سمع ولا طاعة له في تلك المعصية. اي لا سمع له ولا طاعة في تلك المعصية. مع بقاء اصل السمع والطاعة العام لهم ثم ذكر حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ثم ذكر شرارهم ثم قال له من قال يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف؟ فقال لا ما اقاموا فيكم الصلاة اي ما بقي عليهم اسم الاسلام. اي ما بقي عليهم اسم اسم الاسلام. فان الصلاة من اعظم شعار اهل الاسلام. قال واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة وهذا تفسير قوله فلا سمع ولا طاعة مع الارشاد الى عدم نزع الطاعة بان المقصود حال خاصة وهي عدم السمع والطاعة في المعصية. واما الاصل الكلي من السمع والطاعة له فانه يبقى. ثم قال المصنف وقد امرنا بالصبر على ما يكره منه. وان نؤدي اليهم حقهم. ونسأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواح عندنا من الله فيه برهان. فالعبد مأمور بان يصبر على ما يكره من هؤلاء المتولين من الامراء والحكام. وان يؤدي حقهم وان يسأل الله سبحانه وتعالى حقه. لان من وكل حقه الى الله اتاه الله بحق عاجلا او اجلا. والعبد مشغول ذمته بما يجب عليه. والواجب عليه ان يؤدي اليهم حقهم اذا ادى اليهم حقهم برئت ذمته. واما حقه الذي يطلبه اذا منعوه واغتصبوه فان الله سبحانه وتعالى سائلهم اياه فاذا سلم العبد الامر لله عز وجل ووكل الشأن اليه ورده الى امره سبحانه فان الله سبحانه وتعالى هو الحق المبين الذي يحكم بالعدل. فينصف المظلوم من ظالمه عاجلا او واجلا. فمن امتثل فيهم امر الشريعة حمت الشريعة حقه. وصار المتكفل له بهذا الحق هو الله سبحانه الا وكفى بالله وكيلا وكفى بالله كفيلا وكفى بالله حسيبا. ثم قوله في الحديث فلا ننازع لا ننازع الامر اهله اي لا ندخل معهم في منازعة ومشاحنة في تدبير امر السلطنة والحكم فهذا شيء اليهم ولا يجوز للعبد ان ينازعهم. واذا وجدت المخالفة لهم في شيء من الامور فهذا يعد من جملة المنازعة. فحقيقة الامر فيما لم يكن فيه معصية لله ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم ان يبادر المرء الى امتثال ما يرونه وان كان يراه مكروها بالنسبة الى نفسه ما لم يكن حراما. ثم ذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اثرة وامورا اي ستجدون من الامراء اختصاصات باشياء لهم دون الناس. وسترون امورا تنكرونها. فقالوا حينئذ فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم. متفق عليه واللفظ للبخاري فهذا هو الدواء الناجع والجواب الشافي الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم. واذا لاح في خاطر عبد ان سلوك غير هذا الطريق يؤدي الى خير تذكر ما تقدم من قول سهل ابن حنيف رضي الله يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم. فاني لو استطعت ان ارد على رسول الله صلى الله وسلم يوم ابي جندل لفعلت. اي ان الانسان يقع في قلبه عند وجود مثل هذه الحوادث نفرة قلبية وطلبوا استرداد لما يفقده. فاذا سلم لهذا الوالد خالف الشريعة. واذا سلم للشريعة بان يمتثل ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم كان كامل الديانة. ثم قال ونهينا عن بالامراء وعيبهم ولعنهم. ومنشأ هذا اللعن سوء عاقبته. ومنشأ هذا النهي سوء عاقبته. فان عاقبة ذلك وخيمة. ولا يقصد بسوء العاقبة ان يؤخذ العبد بذلك فيعاقب عليه في الدنيا. ولكن سوء عاقبة هي ما يحدث من الشر بسببه. فان حقيقة اللعن دعاء. فاذا تكاثر في الناس لعن امرائهم وسبهم صار دعاء عليهم. فاذا وافق ساعة اجابة سلط هذا المتولي عليهم بسبب دعائهم وتارة يكون هذا بان لا يكون المتولي مستوجبا اللعن فيعود الدعاء على صاحبه تسوء عاقبته في الدنيا بما يصيبه من اثر الدعاء الذي استجيب فيه لما رد عليه او ما يكون عليه من المطالبة في الاخرة مع ما يشيع في الناس من نفرة بعض بعضهم من بعض وتصارم بعضهم مع بعض كما جاء في حديث عوف بن مالك المتقدم وفيه وشرار ائمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم فان هذا الشر وجد فيهم وكثر لوجود هذه الحال منها المبادلة باللعن. وذكر في هذا قول انس رضي الله عنه نهانا فرائنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا تسبوا امرائكم ولا تعيبوهم واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب رواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء واللفظ له واسناده حسن. فالعبد منهي عن ذلك ومأمور بالسبيل النافعة وذلك في قولهم واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب. وذلك بان يموت هذا المتولي فيرتاح الناس من شره واما ان يموت العبد فيرتاح من شر هذا المتولي. فسب الامراء وعيبهم لا يرجعوا على الناس بخير لا في الدنيا ولا في الاخرة. ثم ذكر حديث ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال اياكم ولعن الولاة. فان لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة ومعنى الحارقة اي المهلكة. ومعنى الحالقة اي المهلكة. ومعنى العاقرة اي مستأصلة للناس اي المستأصلة للناس. فالبغض اشد اثرا من اللعن. فالبغض اشد اثرا من اللعب فان فشو البغض يرجع على قلوبهم بالتباعد واذا تباعدت القلوب وقع بينها الشر الذي قد يصل الى حصول فتن القتال وازهاق الانفس واراقة الدماء. قال قيل يا ابا الدرداء فكيف نصنع اذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم وتراه ابن ابي عاصم في كتاب السنة اي ان الله عز وجل اذا رأى من الناس صدقهم بالامتثال بالصبر على جور هؤلاء فان الله يعجل بفرجهم بموت هذا المتولي فيرتفع حينئذ شره عنه. ثم قال ومن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله عز وجل. وسلطان الله اسم لمتولي الحكم في المسلمين منه اسم تولي الحكم في المسلمين منهم. والاضافة اليه اضافة تشريف. وذلك ان الله سبحانه وتعالى هو الذي جعل له والحكم وذلك بان الله سبحانه وتعالى هو الذي جعل له الحكم فان الله عز وجل يقسم بين الخلق اقساما ومن ما يجعله لاحد من الخلق من ولاية الحكم. فالله عز وجل هو الذي جعل لهذا المتولي سلطانا من سلطانه سبحانه. فالحكم العام هو حكم الله. وهذا المتولي جعل الله عز وجل له حكما في الناس باعتبار زمان او باري مكان وذكر في هذا قول حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ما مشى قوم اي ما سعى ناس الى سلطان الله في الارض ليضلوه اي الى المتولي للحكم على المسلمين ليذلوه الا اذلهم الله قبل ان يموتوا. رواه معمر في الجامع. فان من كساه الله سبحانه وتعالى الحكم هو جعل له سلطانا من سلطانه ثم اراد احد ان ينازع حكم الله عز وجل فيها هذا بالطريقة غير المرضية عند الله فان الله يعاقبه بالذلة. فان العزة تستمد بالطرق الشرعية فاذا تركت الطرق الشرعية وسلك غيرها اورثتهم الذلة فجور الائمة والمتولين امرنا شرعا بان نصبر فيه. فاذا لم يركن الخلق الى الصبر. وسلكوا طريقا اخرا مخالفا حكم الله سبحانه وتعالى وامره فان الله عز وجل يعاجل بعقوبتهم باذلالهم. فمن ابتغى العزة حصلها الطرق الشرعية ومن ترك الطرق الشرعية وابتغى العزة لغيرها فان العزة لا تحصل له حتى يلج الجمل في سم الخياط بل تنقلب تلك العزة المطلوبة الى ذلة. وهذا الامر اذا تصحفت وقائع التاريخ قديمة علما وحديثا وجدت حقيقته. فان الساعين غالبا في هذا الامر يذلهم الله. ولو قدر ان اوائلهم ادركوا ما يريدون فانهم يقتلون غالبا ثم يكون الامر الى غيرهم. نعم