نعم فصل واعلم ان نجاة العبد في هذا الامر هي في الاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن. قال الله تعالى فاستقم كما امرت. ومن تاب معه ولا ترضوا انه بما تعملون بصير. ولا تركن الى الذين ظلموه ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون وقال واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. وعن زيد ابن ارقم رضي الله عنه انه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوما فينا خطيبا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله واثنى عليه وعظ وذكر ثم قال اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربه فاجيب وانا وانام وانا تارك فيكم وانا تارك فيكم اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على الله ورغب فيه ثم قال واهل بيتي اذكركم الله اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل رواه ابو داوود وقال حسن غريب وصححه الحاكم. وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية بشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه؟ قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر قلت هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على ابواب دعاة الى ابواب جهنم من اجابهم ونفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال فالزموا جماعة المسلمين وامامهم. قلت فان لم يقل لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق لها ولو ان تعض باصل شجرة حتى لا يدركك الموت وانت على ذلك. متفق عليه واللفظ لمسلم. ومن الممدوح شرعا. الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها. فعند البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال مسلم غنم يتبع بها شعف الجبال مواقع الفقر يفر بدينه من الفتن وعن معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الهوى كهجرة الى رواه مسلم. وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاح المؤمنين. وعن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القائم على حدود الله فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فاصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذي فكان الذي في اسفلها اذا استقموا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خلقنا في نصيبنا ولم نؤذي من فوقنا فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا. وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا رواه البخاري. وعن معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ولا تزاله عصابة من المسلمين. يقاتلون على الحق على من ظاهرين على مناهم الى يوم القيامة. متفق عليه واللفظ لمسلم. وفي احياء وبثه ثبات الدين والدنيا. طالبوا شهام الزهري. رحمه الله كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام في السنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين. فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله رواه الدائمي واسناده صحيح وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة وعن نافع انه سمع عبدالله بن عمر رضي الله عنه وهو على الصفا يدعو يقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تخلف الميعاد اسألك كما هديتني للاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. رواه مالك واسناده صحيح ايضا. وقال الفضيل ابن عياض رحمه الله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. ثم بعد على زمان يأتي تظهر فيه البدعة. قال فإذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله رواه في شعب الايمان وقال ابو بكر للمرء المرء وقال ابو بكر المروج المروذي المروذي وقال ابو بكر المروذي رحمه الله في كتاب الورع قلت ابي عبدالله يعني احمد ابن حنبل من مات على الاسلام والسنة. مات على خير. فقال لي اسكت من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله. ونجد ونجدة ونجدة المعراني لمن نظر فيما ثبت من بيانه وهي وصيته وهي وصيته لنفسه واخوانه يا ايها الرحب الميمم يا ايها الرب الميمي. الميمم سيره لله دونك لذة المعران. سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قاعدة الشيطان واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المغتال من عدنان واخلع رداء الجهل لبس التعصب قد قبح الثوبات واطلب لقلبك هجرتين هما هما في في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعنا رسوله فهما سبيل السلم والاحسان لله اخلص واتبعن رسوله لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان واصدع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة الطغيان. واحذر شرور النفس ان جاهدتهم. فالنفس ان تقوى فللخذلان فللخدمة. فالنفس ان ترضى فللخذلان والله ناصر دينه. والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن تمت وصية صالح تمت وصيته صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنانين تم بحمد الله ليلة الاثنين الثامن عشر من جمادى الاولى سنة ست وثلاثين واربع مئة والف ختم المصنف وفقه الله بفصل جامع يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي وهو بيان ما تكون به نجاة العبد. وهو بيان ما تكون به نجاة العبد. فذكر ان نجاة العبد في بهذا الامر اي في حال الدنيا هي في الاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن هؤلاء الامور الخمسة المذكورات يكون بهن لمن امتثلهن النجاة في الدنيا ويحمد حسن العاقبة اذا صار الى الاخرة. وذكر في الاول منهن قوله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك فانه امر بلزوم الاستقامة التي هي اقامة العبد نفسه على دين الاسلام التي هي اقامة العبد نفسه على دين الاسلام. وهو الصراط المستقيم الذي امرنا باتباعه في قوله على وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ثم ذكر الثاني وهو رد الامر الى اهله من العلماء والامراء في قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به اي اشاعوه. قال ولو الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منه. واولو الامر هم اصحابه واولو الامر هم اصحابه. والامر في الاسلام يرجع الى شيئين. والامر في الاسلام يرجع الى شيئين احدهما السلطنة والحكم والاخر الفدية والعلم احدهما السلطنة والحكم والاخر الفتيا والعلم. فبالاول تستقيم الدنيا للناس وبالتالي تطيب لهم الاخرة. والاول موكول الى الامراء. والثاني موكول اذا العلماء فهم الذين يرد اليهم الشأن الذي يتعلق بالمسلمين باعتبار متعلقه الذي ذكرناه ثم ذكر في الثالث وهو الاعتصام بالكتاب والسنة حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم وانا يكون فيكم ثقلين والثقل الامر العظيم. والثقل الامر العظيم. واولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله كما ارشد الى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وجعل النبي صلى الله او عليه وسلم ذكر اهله شعارا على الثاني. فان اهل بيت الرجل هم احق الناس القيام بما جاء به فان اهل بيت الرجل هم احق الناس بالقيام بما جاء به. فالسنة التي كان عليها النبي صلى الله الله عليه وسلم من الدين الذي جعله الله له اولى الناس في امتثاله والدعوة اليه هم اهل بيته صلى الله عليه وسلم فهم في من ذكرهم من طبقة وهي طبقة الصحابة هم من خير اولئك فاهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ممن صحبه هم خير بيته صلى الله عليه وسلم. وكانوا على الاستقامة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الدين والسنة. ثم ذكر في الرابع وهو صحبة من يوثق بدينه حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله ان يكون على الدين الذي يكون عليه من يتخذه خليلا. اي صاحبا تتم بينه وبينه المحبة حتى تتخلل قلب ذلك المحبوب فبينهما محبة صادقة مؤكدة فدين العبد يكون تبعا لدين خليله. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فلينظر احدكم الى فلينظر احدكم من يخالل اي لينظر اي الناس يتخذه خليلا لان قوة دينه على حسب ما يكون على حسب ما يكون في خليله. فمن اتخذ موثوق الديانة خليلا كملت الديانة في نفسه. ومن اتخذ ضعيف الديانة خليلا ضعفت ديانته هو فان للخليل اثرا. ثم ذكر في الامر الخامس وهو لزوم الجماعة وهو لزوم الجماعة حديث حذيفة رضي الله عنه في الفتن وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لما قال له حذيفة فما تأمر ان ادركني ذلك. قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم. فسلامة العبد بان جماعة المسلمين من رؤوس الناس اهل الحق الحل والعقد ومن يتولى عليهم اميرا واماما. قال حذيفة فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو ان تعض باصل شجرة اي ولو ان تشد باسنانك على جذع شجرة ولو ان تشد باسنانك على جذع شجرة طلبا للسلامة في دينك وهو كناية عن كمال الاعتزال لهذه الفرق المتصارعة بينها وتركها وطلب العبد نجاته لسانه فان الذي يعض على جذع الشجرة لا يمكنه ان يتكلم واكثر ما يوقد الفتن هو اللسان ثم ذكر ان من الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها. فاذا تتابعت الفتن وتكاثرت فان من الممدوح شرعا ان يفر الانسان منها ويكون مفزعه هو العبادة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعث الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. فالفرار من الفتن مطلوب شرعا وهو من الايمان كما ترجم به البخاري رحمه الله في ومما يحصل به الفرار الاقبال على الله بالعبادة. وفي حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه ان النبي صلى الله وسلم قال العبادة في الهرج كهجرة اليه. والهرج هو اختلاط الامور. والهرج هو اختلاط الامور واعظمه حصول القتل واعظمه حصول القتل ففي الحديث الوارد في الصحيح قلنا ما الهرج؟ قال القتل يعني اعلى ما يكون من حصول الاختلاط والاضطراب ان يقع سفك الدماء وازهاق الارواح بين المسلمين. وجعلت العبادة في الفتنة بمنزلة الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم. لان العبد يترك بقلبه ما عليه الناس. وهو المهاجر الذي كان يفارق ببدنه وقلبه ما عليه المشركون ثم يتحول الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. فذاك الذي يترك حوادث الوقت واحوال الساعة كما يقال ويقبل على الله سبحانه وتعالى فهو يقطع نفسه وقلبه واقباله عن تطلب احوال الناس. ويقبل بقلبه على الله سبحانه وتعالى. فيقوي الله سبحانه وتعالى قلبه وينجيه ويكون له من الخير هذا الجزاء العظيم المذكور في الحديث. ثم قال المصنف وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين. فحال السوء التي يمر بها المسلمون في ازمان مختلفة من تاريخهم مما يدفعها عنهم امتثال ما امرت به الشريعة مما يحصل به النجاة ومن جملته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله. وذكر المصنف حديثين في بيان هذا اولهما حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما وهو حديث صريح في ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يحصل به نجاة المؤمنين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في اخره وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا. فانه مثل الناس في سفينة وان من يمنع من الخرق هو بمنزلة الذي يأخذ على ايدي التاركين للمعروف الواقع في المنكر فينجو هو وينجو اولئك الذين اخذ على ايديهم. وذكر في الثاني حديث معاوية رضي الله عنه مرفوعا. وفيه صلى الله عليه وسلم ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم الى يوم القيامة فالجهاد من شعار المسلمين وهو مما يدفع به الضير والذل والنقص والسوء عن المسلمين. وهذا الامران الجادة فيهما هي ما ذكره ابن تيمية الحفيد في احدهما في قوله في اخر الواسطية ومن اصول اهل السنة والجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة. انتهى كلامه. ونظيره ان يقال ومن اصول اهل السنة والجماعة الجهاد في سبيل الله على ما توجبه الشريعة. والمراد بذلك ان هذين الامرين العظيمين اللذين جعل من شعار المسلمين ومن اعظم اسباب النجاة يحصل المقصود منهما اذا كان وفق الشريعة اي وفق ما اذن به الشرع من كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا سلك فيهما سبيل غير السبيل الشرعية فانه لا يرجع عليهم بهذه العاقبة المحمودة المذكورة في الحديثين. ثم قال المصنف وفي احياء العلم ثبات الدين والدنيا. اي مما يبقى به الدين. ويحفظ وتبقى به الحياة وتنتعش به احوال الخلق ويستقيم دينهم ودنياهم بث العلم وتبليغه. وذكر فيه قولها ابن شهاب من الزهري وهو من كبار وهو من صغار التابعين انه قال كان من مضى من علمائنا يعني من الصحابة وكبار التابعين يقولون هنا الاعتصام بالسنة لجاء والعلم يقبض قبضا سريعا. فنعش العلم يعني احياؤه وبثه ثبات الدين والدنيا اي به بقاء الدين والدنيا. فاذا صار العلم مشهورا منشورا يعرف الناس احكام الشريعة فيما بدينهم ودنياهم فان الناس اذا امتثلوها استقام لهم امر الدين والدنيا واذا ذهب العلم ذهبت منهم اديانهم ودنياهم. واشار الى هذا المعنى ابن القيم في اعلام الموقعين وشيخ شيوخنا ابن بليد في منسكه وان العلم حياة البلدان. والجهل موت البلدان. فاذا وجد العلم حي به وانتعش وقوي فيه امر الدين والدنيا. واذا فشى الجهل في ذلك البلد فانه يموت ويذهب منه قامة حال الناس في دينهم ودنياهم. ثم قال وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة. اي احسن حال يختم بها للعبد عند موته ان يميته الله على الاسلام والسنة. اماتنا الله واياكم على الاسلام والسنة. اي بان يموت عبد على دين الاسلام وان يكون الحال التي هو عليها الحال الموافقة للدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فاسم السنة يختص بالاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فان اسم الاسلام دلت دلائل الشرع ان الناس سيتنازعون فيه ويفترقون. والباقي منهم على الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الاسلام على السنة وهو وهي الحال التي ينبغي ان يسأل العبد ربه عز وجل ان يميته عليها. وذكر في هذا ما جاء عن نافع انه سمع عبد الله بن عمر وهو على الصفا يدعو اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تخلف الميعاد كما هديتني للاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. رواه مالك واسناده صحيح. والاسلام الذي هدي اليه ابن عمر هو الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فكان على السنة المحضة فان امر الافتراق بدأ في زمن الصحابة بحدوث قول معبد الجهني وغيره وقول الخوارج ثم تزايد في الناس الى يومنا هذا. وذكر قول فضيل ابن عياض طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. اي هنيئا لمن مات على هذه الحال وطوبى فعلة من الطيب. اي فله الحياة الطيبة الكاملة في الدنيا والاخرة. ثم بكى على زمان يأتي اي بعده تظهر فيه البدعة. قال اذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. ما معنى هذا؟ فليكثر من قول ما شاء الله نعم احسن اي التسليم لقدر الله عز وجل اي التسليم لقدر الله عز وجل فما شاء الله كان وما شاء الله سبحانه وتعالى فعل تسليما لامره واقرارا بقدره. ثم ذكر ان ابا بكر المروذي صاحب كتاب الورع من اصحاب الامام احمد قال قلت لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل من مات على الاسلام والسنة مات على خير فقال لي اسكت من مات على والسنة مات على الخير كله. لان من مات كذلك يكون قد مات على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومن مات على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو احق الناس بالجنة ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ابو هريرة فقال له يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك؟ فقال قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. وفي ذلك اعلام بان من حافظ على الدينية وفق السنة النبوية هو احق الناس بالمراتب العلية في مصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة جعلنا الله واياكم من اولئك ثم ختم المصنف بقصيدة جعلها نجدة المعوان اي ما انجد به المصنف اخوانه معينا لهم فهي وصية يستعينون بها في لزوم ما ينبغي فقال يا ايها الركب الميمم سيره لله دونك نجدة المعوان. سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قعدة الشيطان اي رصد الشيطان لك اي رصد الشيطان لك فان الشيطان يرصد لاحدنا ليغويه ويزين له ما اخرجوا تارة من الاسلام الى الشرك وتارة من السنة الى البدعة. وتارة من الطاعة الى المعصية. قال واتبع كتاب الله والسنن التي والسنن التي صحت عن المختار من عدنان. يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فهو صفوة ولد عدنان قال واخلع رداء الجهل واطرح صنوه لبس التعصب قبح الثوبان. اي احذر من ثوبين يختلفان الناس غالبا احدهما ثوب الجهل والاخر ثوب التعصب. واكثر ما يكون الثوب الاول في من يسلب العلم. واكثر ما يكون الثوب الاول في من يسلب العلم. واكثر ما يكون الثوب الثاني في من ينتسب الى العلم. فالذي يفقد العلم يكون مرتديا ثوب الجهل. والذي يلبس ثوب العلم يرتدي كثيرا ثوب التعصب فهو يتعصب لما يراه من قول قال قبح الثوبان ايهما بشر مكان من القبح ثم قال واطلب لقلبك هجرتين هما في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان. وهاتان الهجرتان هما هجرة القلب فان القلب يهاجر الى الله بالاخلاص والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع. فان قلبه يهاجر الى الله بالاخلاص والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع. ذكر هذا المعنى ابن القيم في الكافية الشافية وفي الرسالة التبوكية وله كلام حسن في صدرها يتعلق ببيان هذه الهجرة ثم قال فهما سبيل السلم احسان اي الذي يحرز به العبد سبيل الاسلام التام باستسلامه لله والاحسان بلزومه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال واصدع بامر الله في احكامه. اي بين للناس امر الله عز وجل في الاحكام الشرعية خبرا وطلبا واصبر وجاهد عصبة الطغيان. اي جاهد كل من يطغى عن امر الشرع. واحذر شرور النفس ان جاهدتهم فالنفس ان تطغى فللخذلان. اي اذا قمت مجاهدا في الناس بردهم من الشرك الى التوحيد او من بدعة الى السنة او من المعصية الى الطاعة فاحذر غائلة تغتال القائمين بالدعوة غالبا وهي الطغيان فان من الناس من تعجبه الحال التي هو عليها من كونه موحدا وكون غيره مشركا او كونه على السنة وكون غيره على البدعة او كون او كونه على الطاعة وكون غيره على المعصية. فيوقعه ذلك في طلب العلو والفساد في الارض. فينقلب من دعوة الناس الى رب الناس الى دعوة الناس الى نفسه ولو لم وهذا معنى قول امام الدعوة رحمه الله في كتاب التوحيد فان كثيرا من الناس ولو دعا الى الله يدعو الى نفسه وذلك اذا حال الطغيان عند دعاء الناس. فيورده ذلك مورد الخذلان. فان الله لا يزال يفتن للعبد حمل ما يقع فيه من شرور نفسه حتى اذا اخذه لم يمهله سبحانه وتعالى. فالعبد اذا تجبر طغى ولو بالعلم والحق فان الله سبحانه وتعالى لا يحب الجبارين. وان الله سبحانه وتعالى امر العبد بان يجرد في دعوة الناس لله سبحانه وتعالى. كما قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن تبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. فالعبد يتبع سبيل النبي صلى الله عليه وسلم في كونه داعيا الى الله. فهو لا يدعو الى نفسه ولا الى بلده ولا الى حزبه ولا الى طائفته ولا من يحبه وانما يدعو الى المقاصد الشرعية. فاذا كان هذا بين ناظريه كسر نفسه من الطغيان وتخوف على نفسه ان يسلب ما هو فيه. فان الذي يرى نفسه اليوم موحدا ينبغي له ان يخاف من ان يصير مشركة. وان الذي يرى نفسه اليوم سنيا متبعا ينبغي ان يخاف على نفسه ان ينقلب مبتدعا ان الذي يرى نفسه اليوم طائعا ينبغي ان يخاف ان يحور ويرجع عاصيا. وكان السلف رحمهم الله لاحظون هذا ملاحظة عظيمة حتى في حال الوفاة فان عامر ابن عبد قيس الكوفي وكان من رؤوس العباد في التابعين لما كرب به فجاء بعض اصحابه يلاطفه ويذكره ما كان عليه من الطاعات. فقال اين قول الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين يعني ما يدريني اني عملت لله طاعات لكن هل يتقبل الله عز وجل مني؟ وانت الان تدعو الى التوحيد او تدعو الى السنة او تدعو الى الطاعة ما ايدريك ان الله تقبل منك ذلك؟ وما يدريك ان نفسك خالصة من الشرور المفسدة للدعوة الصادقة الى الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم العبد دائما ينبغي ان يتخوف على نفسه الخذلان بان يقع في الطغيان ثم يسلب التوحيد او يسلب السنة او يسلب الطاعة ثم قال والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن اي ان الله متكفل دينه وهو سبحانه وتعالى صادق في وعده. قال تعالى ومن اصدق من الله قيلا. وقال تعالى ومن اصدق الى الله حديثا. ثم قال ختما تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنان. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بما قلنا وان له من العلم النافع والعمل الصالح وان يتولانا بولايته ويطلعنا برعايته وان يهدينا سبل الخيرات وان يجنبنا سبل السيئات. اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اقسم لنا من خشية ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا واجعله الوارث منا. اللهم احينا على خير حال. وامتنا على خير حال. وقلوبنا جميعا الى خير اللهم احينا على الاسلام والسنة وتوفنا على الاسلام والسنة وهذا اخر البيان على معاني هذا الكتاب بما يحتمله المقام. اكتبوا طبقة السباع سمع علي جميع لمن سمع الجميع. سمع علي جميع الداعي الى خير المساعي وفي البياض الثاني بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما. فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم غرة شهر جمادى الاخرة سنة تسع وثلاثين واربعمائة والف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السائل يقول هناك من الاخوان من لا يستطيع ان يذهب الى الجامعة غدا لحضور الدرس الذي بعد العصر. فلو امكن بعد المغرب في المسجد النبوي هم التبسوا منا ان نجعله هناك ووافقنا لهم. فلا نستطيع ان نغير هذا وان كان المسجد احب الينا من غيره لكن ابتغاء اشاعة العلم وبثه صار الدرس هناك يقول هذا السائل لماذا قدم فضل التوحيد على فضل الاسلام. لماذا قدم فصل التوحيد على فصل فضل الاسلام؟ لان الاسلام المذكور في الفصل الثاني لا يتحقق الا بوجود التوحيد. فمن وحد الله صار مسلما له يقول هذا الاخ يقول اه اتى في هذا الباب تجديد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. واتى في محاضرة الامس كبر الاتباع وصفا للعلماء وهذا صحيح فان العلماء انما امر باتباعهم لانهم متبعون للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال اقتدوا بالذين من بعدي يعني ابا بكر وعمر رضي الله عنهما فالاقتداء هو الاتباع. وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين